08-04-2008, 01:01 PM
|
#1 |
|
شخصيات هامه
 
|
حـضـرمي يصـف معاناة هجـرته قـبـل 100 عـام...!!
.
للحضارمة مع الهجرة والغربة قصص فيها المعاناة وآلام والحسرة والعذاب ، وقد ترجم لنا الشعر بشقيه الشعبي والفصيح كثير من تلك الصور البليغة والرائعة عن معاناة الحضرمي في غربته ، وبين يدي قصيدة لشاعر حضرمي يصف رحلته من حضرموت الى جاوه قبل مائة سنة ، وشاعرنا هو السيد طه بن ابي بكر السقاف والذي نصحبه في الزمان الغابر لنستشف صورة من معاناة الحضرمي وهو يغادر داره وبلدته ويفارق أهله ليشد الرحيل ويعقد العزم نحو الهجرة البعيدة ، وإذا به على ظهر البعير يقطع الفيافي والجبال نحو ميناء المكلا يتحين وصول أي مركب ينقله نحو ( جاوه ) ليلحق بمن سبقوه من قبله من أخوانه الحضارم ، يقول السيد طه:
غادر الصحب والربى والديارا=يقطع السهل جائلا والقفارا لا يبالي بالهول في موحش البـيـد= ولا يخشى به الأخطارا تارة يهبط الوهاد وطورا= يصعد الطود جاذلا مختارا يلهب العيس بالسياط فتسري= تنهب الارض تقطع الأغوارا أن نفس شاعرنا قد سأمت شظف العيش في حضرموت ، ولهذا عقد العزم على السفر ليؤم نحو بلاد يطلب فيها سعة في الرزق ويرتجي فيها رغدا من العيش :
سئمت نفسه الكبيرة عيشا= شظفا فانتحى يروم اليسارا شحذ العزم كي يؤمّ بلادا= أفعمت خيرات وسالت نضارا يطلب الرزق حيث ينتجع الغيث= ويسعى لكسبه الدينارا ومحال أن يرتجي رغد العيش= فتى بات يرقب الأقدارا وصل شاعرنا المكلا وكانت المكلا حينها مدينة صغيرة تقبع تحت الجبل ويشهد ميناءها الصغير نشاطا موسميا حين تقبل المراكب نحو مرساها ، ويبدو أن الرياح الموسمية في فصل الخريف لا زالت تصرف المراكب عن ميناء المكلا ، فقد طال انتظار شاعرنا فالمراكب لم تصل ومع هذا الانتظار أحس بشعور داخلي يوخزه بقسوة الغربة ، فعز عليه من فارقهم من خلفه فتذكرهم وبكى على فراق أهله وعلى فراق احبابه بكاء الشاعر العربي ( الفرزدق ) همام ابن غالب على حبيبته (( نوار )):
ها هو اليوم في ( المكلا ) ولكن= بعد ما صافح العذاب مرارا وتمنى لو قبل أن يصحب الركـــب= هلاكا ولا يفارق دارا وبكى مثلما بكى ابن غالب همام= قديما ذات الجمال (نوارا ) غير إن الآمال جرته كي ينتظر= أحـــــلامه تدك جهـــارا إنه الأمل الذي لا ح لمن قبله وجعلهم يشدون الرحيل عن حضرموت ، وها هو اليوم يحفزه ويدفعه على الاصرار على السفر والهجرة نحو ديار بعيدة عن دياره ، وصوب مدن تقبع في أرخبيل الملايو يسعى نحوها يبحث عن فرص للعمل ومصدر رزق يجنبه غائلات الدهر ويجنبه الحاجة للناس ، يترقب شاعرنا وصول المركب (( القهوجي )) وهو مركب تركي ويسمى (( فهوجي باشا )) ذكره الجبرتي في كتابه ( عجائب الآثار ) و كلما جن عليه ليل أو اشرقت شمس ، ولا يرى أثرا في عرض البحر للمركب المنتظر يراقب ( اليم ) البحر وهو يضرب كفا بكف ، يقضم أظافره وقد أعياه الانتظار ، وسأم من العيشة بالمكلا فأضناه الانتظار وما أقسى الانتظار.
سهر الليل والرفاق من النوم= سكارى وماهمو بسكارى يرقب اليم كي يرى أثرا= ( للقهوجي ) ولا يرى آثارا وقضى الشهر وهو يضرب كفيه = حزنا ويقضم الأظفارا سئم العيش في ( المكلا ) وأضنا= انتظارا ما أقتل الأنتظارا وبعد رحلة الذات مع الانتظار ، رسى مركب تركيا في ميناء المكلا ، وكان هذا المركب ينقل الأبقار والمواشي ، وفرح شاعرنا بوصول المركب لأن وجهة سفره إلى جاوه ، وكانت هولندا تعتبر جاوه جزء من مستعمراتها ، فركب شاعرنا في المركب (( قهوجي باشا )) وقد حشروه كما قد حشرت فيه من قبل الأبقار ، ووضعوه في ( الخن ) لا يرى ضوءًا للشمس ، ونترك القاريء يتمتع بجماليات لوحة الوصف لمعاناة حضرمي قرر السفر الى جاوه قبل مائة عام حين كانت جاوه مقصدا للحضارم .
وأتى القهوجي من بعد حين = فعدا نحوه ينادي البدارا حشروه في القهوجي كما قد= حشروا فيه قبله الأبقارا غادر وهو في قعر لا يرى الشــمس= ولا ضؤها ولا الأنوارا تركوه في الضيق والضيق ظلم= وظلام ومحنة لا تبارى فهو سجن أخلق بنا معشر العرب = فرارا من وجهه وأزوارا أو ما تنظرونهم يضعون = الــحــيوانات بالجوار جهارا قد صغرتم عن أن لاتكونوا= لانسان زميلا وللنواطق جارا ورضيتم بذاك وهو قضاء= زد تم هجنة به وصغارا ولنا وقفة أخرى لنكمل معا ما جاء في هذه القصيدة الرائعــة ...!! .. . |
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 08-04-2008 الساعة 01:46 PM |
|
|
|
08-04-2008, 01:09 PM
|
#2 |
|
غير مسجل
|
يعطيك العافيه اخي ابوعوض ورحم الله الشاعر طه السقاف 00
من هنا نأخذ العبر والدرر في ان واحد 0 في انتظار التتمه |
|
|
|
08-04-2008, 02:00 PM
|
#3 | ||
|
شخصيات هامه
|
شكرا للشيخ سالم باعباد على تذوقه لجماليات شعرنا الحضرمي وخاصة أن هذه اللوحة الرائعة وصفها شاعرنا بعد احساس بالمعاناة التي مر بها من واقع تجربته الشخصية والتي تعكس شعور كل مغترب حضرمي ... فجاءت صادقة ورائعة .... !! .. |
||
|
|
|
08-04-2008, 02:28 PM
|
#4 | ||
|
غير مسجل
|
ضربتني برش يابوعوض انتفخ ريشي 0 الشعر الجميل يفرض لنفسه الديمومه ولقارئه الاعجاب وكل عمل جميل يسمو بصاحبه اعلا الدرجات فشكرا لاختيارك الموفق وتسلم لي يابوعوض وياحبذا لوعندك شي من شعر عسكول 00 وحكم ابوي عوض بركات 0تزودنا ولو بالنزر اليسير 0 |
||
|
|
|
08-04-2008, 05:38 PM
|
#5 | ||
|
شخصيات هامه
|
ليس مدحا ولكنه الواقع من لا يتذوق الوصف في هذه القصيدة لا يعرف شيئا في الشعر وبخصوص ما طلبته ان شاء الله قريبا ....!! . |
||
|
|
|
08-07-2008, 08:53 AM
|
#6 |
|
شخصيات هامه
|
.
نعود لنواصل رحلتنا مع الشعر الوصفي الجميل لقصيدة صورت لنا معاناة حضرمي في سفره وهجرته وغربته عن بلاده ، وكما قالت ( الدكتوره اعتدال الكثيري ) في مداخلة لها حول احد الدواوين (( قراءة ديوان جديد أشبه بالسير في عقل إنسان، واكتشاف تجربة الحياة من خلال الخوض في كلماته، والإحساس بمعاناته )) وايضا كذا الحال في قراءة قصيدة شاعرنا السيد طه السقاف والتي في ثناياها إبحار في عقل انسان واكتشاف تجربة خاضها ، وصورها لنا منذ لحظة إقلاع المركب (( قهوجي )) نحو جزر ارخبيل الملايو ، وكيف بدا المركب حين صرى مختال بثقة يشق عباب بحر العرب ، حتى إذا ما مخر وسط المحيط الهندي تغيرت من حولهم الأنواء وهبت العواصف الهوجاء وأمطرت السماء ثجاجا ، وتحول المحيط إلى ظلمات مطبقة ، البرق والرعد والعواصف والصواعق ، من حولهم ومن فوقهم فأيقن شاعرنا ومن معه في المركب بدنو النهاية الغير مرجوة ، وصاح شاعرنا ( ربي نجي روحي لست أرجو دينارا ) فلن ينفعه امام هذا الهول المطبق حطام ولا عقار، حتى لا افسد بالنثر الوصف الشعري تعالوا نتلقى الصورة الرائعة لهذا الموقف كما التقطها لنا شاعرنا رسمها بالكلمات في لوحة وصفية جميلة لحال مهاجر حضرمي غامر وشق عباب المحيط نحو ارض بعيدة يقول شاعرنا:
أقلع ( القهوجي ) واليم زهو= وهو يختال في المحيط فخارا يخر البحر بعدما حالف الزعزع= صبحا وعاهد الأمطــارا منح العاصفات يمناه والنكبا= والهوج والآتي اليسارا غير أن الأنواء مزقت العهد= ولم ترع إلهـا والذمارا أمطرته العذاب والرعد يصمي = السمع والبرق يخطف الابصارا وهنا صاح ربي ! روحي فإني= لست أرجو من بعدها دينارا أترى نافعي حطامي إذا مت= لجينا ملكته أو عقارا حقا لحظات لا ينفع المرء فيها من بعد نزع روحه (( لجينا )) ذهبا ، أو عقارا ..!!! وأخيرا قضت مشيئة الحق أن يتخطى المركب (( قهوجي )) تلك الأهوال ، بعد رحلة عنوانها (( العذاب )) وتحط مراسيه في اندونسيا ، وقضت معها المشيئة الإلهية أن يكون شاعرنا نزيلا في اندنوسيا ، ليحل في جزيرة جاوه كما حل من قبله اخوان له قدموا من حضرموت وقضوا أعمارهم بها يقول شاعرنا:
وقضى الحق أن يكون نزيل= اندونسيا بعدما أن تخطى البحار أمل في فؤداه وأمـــان= حـقـقـت عـبرة له وادكارا حل في أرخبيل جاوا كما حلت= أناس قضوا به الأعمارا ورأى لأرخبيل وهو جنان= مخضرات تفجرت أنهارا فتنته بنت الطبيعة في جاوا = وهزت من قلبه الاوتارا منظر رائق خمائل زهر= معرض للحياة يجلي جهارا قضى العمر فهو يمرح فيها= جائلا ينشد الغنى واليسارا وقضى ميعة الشباب بها = يكدح لكن حظه قد توارى عارك الدهر كافح الحظ لكن= شاهق الحلم والرجا انهارا لا تلمه إن عض كفيه حزنا= إن في قلبه من اليأس نارا صرح آماله تهدم وأنهد= وطارت آماله أعصارا نقف عند هذه الوصف في هذه القصيدة لواقع عاشه قبل مائة عام مهاجر حضرمي قذفت به سفن الأقدار نحو جاوه ، وجاءت قصيدة تختزل لنا الزمان والمكان ، و تأكد على التواصل بين ذلك الزمان وزماننا هذا ، حتى تتراء لنا أن تلك الصور الرائعة في هذه القصيدة ما هي إلا نموذجا يختزل مساحات المعاناة في السفر والإغتراب والهجرة عند كل حضرمي ، ولعل كل مغترب حضرمي حين يقرأ أو يسمع هذه القصيدة ، يظن كل الظن أنه هو المعنى...!! . |
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 08-07-2008 الساعة 10:14 AM |
|
|
|
|
08-08-2008, 05:32 AM
|
#7 |
|
حال نشيط
 
|
ان المعناة هي المعاناة قديما وحديثا مع الاختلاف البسيط في التفاصيل فالحضرمي لايزال يركب الأهوال في سبيل تحسين وضعه ووضع من يعولهم ويعاني ويلات الاغتراب والعيش
الذليل عند من لا يقدرون قيمته فهو دائما يردد المث القائل ياغريب كن أديب مما فرض على الغير محبته ولو أظهر له الكره خاصة في ايامنا هذه التي تسيد (بشد اليا) اراذل الناس . عزيزي ابوعوض : الشي بالشي يذكر وهناك قصيدة للشاعر الشعبي ابو سراجين يذكر فيها وبالتفصيل الممل رحلته من غيل باوزير مرورا بالحامي وسيحوت الى الكويت في بداية الستينات من القرن الماضي نشرت في صحيفة الطليعة الحضرمية ومطلعها: ""]
بديت بك يالذي بالحال تعلم = سألتك يامفرج الهم والغم = فعلى من يتحصل عليها كاملة ان يتحفنا بها لأنني لاأحفظ منها الا بعض الابيات المبعثرة عسى دركه تقع منك وغاره= تحياتي لك عزيزي ابو عوض مقدرين لك بحثك الدائم على الدرر . |
|
|
|
08-08-2008, 10:06 AM
|
#8 |
|
غير مسجل
|
شكرا اخي ابوعوض على استمرارك في الموضوع باسلوبك السلس المشوق للاستزاده من القرءة والاستفاده من الرعيل الاول فهم خاضوا مالم نخضه من قسوه 00 ونحن ربما لانكون اقل عناء منهم بوضع قانون الاقامات والغرامات وما الى ذالك حتي صار العربي في بلاد العرب اجنبي الله المستعان 000 اضن للموضوع تكمله فان لم يكن ساطرح عليك سالين
1- هل السيد طه السقاف موسس مسجد طه بسيئون 2- اين وفات السيد طه 0 لتكتمل لي الصوره عن الشخصيه الادبيه السيد طه السقاف 00 شاكرا سعت صدرك اخي ابوعوض |
|
|
|
08-08-2008, 11:00 AM
|
#9 |
|
حال قيادي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير؛ وصــف لمــآســـي وعذابـــــات أكتـوى بنارهـــــــــا كثيــــر من أهلنــــا الحضـــارم , رحــلة شـــــاقّــة جـــدًا ومخيفــة الاحسـاس بالخـــــوف منـ قبــل أن أقـــرأ ماجــاء فـــي القصيدة , فيكـــفي مــــاذكرته في بــداية الديباجــة الـــرائعة في وصف مغادرته لبلده وأهله وماعلينا الا ان نعيش تلك الّلحيظات من عذاب وداع الاهل والاقارب والجيران والبلد. المعاناة التي تنتظر المسافر هي ركوب البعير ذلك المنظر الذي لااستطيع تخيله ان احد اقربائي يتسلق بعير والمعاناة التي سيعانيها من دوار وغثيان وخوف ,,,, مابالنا اذا تصورنا ان الرحلة تتطلب اكثر من يوم او يومان من السفر. لن يستطيع اي متداخل ان يكتب بمثل ماكتبت انت وبقية المتداخلين من الافاضل قبلي لذلك اكتفي بمداخلتي هذه 0000 ولي عودة بإذنه تعالى .للجميع خالص التحية والاحترام والود. |
|
|
|
08-08-2008, 01:28 PM
|
#10 | ||
|
شخصيات هامه
|
شكرا على المرور وللحضرمي مع وصف قساوة الهجرة والاغتراب قصائد كثيرة ولنا وقفات معها ....!! . |
||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|
|
العرض العادي
