المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!


من أجمل ما كتب عن مدينة شبام

تاريخ وتراث


إضافة رد
قديم 05-31-2010, 08:51 PM   #1
سجل انا عربي
حال جديد

افتراضي من أجمل ما كتب عن مدينة شبام

مدينة شبام بحضرموت التي ذاع صيتها في الآفاق وعرفت في عدد لا حصر له من كتب الكتاب من اختصاصيين ومؤرخين ورحالة ومستشرقين تلك المدينة الرابطة في وسط وادي حضرموت شامخة تصارع تقلبات الطبيعة و عبث العابثين الذين لا يقدرون قيمة هذه الإرث الذي شهد له العالم فنالت شرف العضوية في قائمة مدن التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو وأخيراً حصولها على جائزة الأغا خان في العمارة الدولية في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

مدينة شبام :
جمعت بين كل فنون الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية.. مدينة تفوقت في فن العمارة وأظهرت لنا نمطاً معمارياً لا مثيل له في وادي حضرموت بل في اليمن كله .
عصارة الفن المعماري تجسد في تلك المنازل الدالة على عمق الفهم في خصائص العمارة اليمنية بصفة خاصة والإسلامية عموماً .



مباني شبام :
جاءت متوافقة معمارياً وبيئياً واجتماعياً وفقهياً أيضاً .. فعندما تتمعن في تخطيطها كمدينة إسلامية تجدها راعت الجوانب الشرعية في تصميمها وعندما تدخل بيوتها تجدها أيضاً قد حافظت على الجوانب العرفية والفقهية في التصميم الداخلي للبيت الشبامي بحيث لا يدرك ذلك إلا الاختصاصيين منهم في فن العمارة والبيئة العمرانية .



شبام حضرموت :
ليست كأي مدينة شبامية وجدت في أماكن متفرقة من اليمن، ليست كشبام كوكبان في محافظة المحويت وليست كشبام حراز ولا شبام غراس القريبة من صنعاء فالتسمية واحدة والموقع الجغرافي والبيئة مختلفة .. مواد متنوعة حجرية وطينية.. مدينة في بطن الوادي وأخرى على قمم الجبال .



ما قيل عن شبام :
شبام كتب عنها المؤرخون وعرفها الأوائل من الرحالة من المستشرقين وسطروا لهذه المدينة أعذب العبارات ووصفوها بعدة صفات فهذا الرحالة الهولندي ( فان دير مولين ) قال عنها إنها تشبه الكعكة عندما ير ش عليها السكر وذلك لبياض سطوحها ووصفها الألماني ( هانس هافرتين ) بأنها شيكاغو الصحراء لموقعها المتميز وسط الصحراء في تلك الفترة ووصفوها بأنها ناطحات السحاب لعلو مبانيها وهي تكاد تناطح السحاب.
أما الهمداني فقال إن شبام حضرموت مدينة الجميع أي أنها مقعد الجميع من عالم وتاجر وسياسي وضيف .. فيها بيت خاص كان قديماً يطلق عليه (بيت الغريب ) ومن يتوغل في أعماق مدينة شبام يجدها مدينة عريقة بعراقة القدم والسجل التاريخي الذي حفلت به منذ عصور قديمة لما قبل الإسلام وجاء ذكرها في النقوش اليمنية القديمة المعروفة بخط المسند بأنها مدينة وجدت منذ قرون سابقة للإسلام .



إقرأ عن شبام قبل أن تلج بوابتها :
إذا أردت أن تزور مدينة شبام عليك أن تقرأ عنها قبل أن تصل بوابتها الوحيدة والمصادر المطبوعة في ذلك كثيرة حتى تستوعب ما تزوره من معلم يتواجد فيها وعليك أن تسلك خطاً سياحياً يكون فقط معروفاً عند بعض المرشدين السياحيين الذين ارتبطوا بالمدينة .. لك أن تبدأ من أي زاوية وهنا يمكن أن تخرج بفكرة بسيطة لزيارة المدينة .
مدينة شبام لها بوابة واحدة فقط تقع على الخط الرئيسي من الجهة الجنوبية يقال أنها كانت قديماً تقفل ليلاً وتفتح صباحاً كغيرها من المدن الإسلامية هذه البوابة التي تتكون من جزئين بوابة كبيرة كانت تستخدم لدخول الجمال والقوافل التي كانت محملة بالبضائع من تمور وبخور ولبان وغيرها واليوم تستخدم لمرور السيارات وجزء آخر على جانب البوابة الكبيرة عبارة عن مدخل صغير كان يستخدم للجنائز ومرور النساء والبوابة تفضي إلى ساحة كبيرة تسمى ساحة القصر -علماً أن للمدينة ثلاث ساحات أخرى وهي ( ساحة القصر وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مقر السلاطين الكثيرين والقعيطيين الذين توالوا على الحكم في المدينة حتى عام 1967م ، أما الساحات الأخرى هي ساحة الجامع ، وساحة باذيب ).
ويذكر أن عمر بن مهدي الوالي الأيوبي قد حفر خندقاً حول القصر الجنوبي مما يدل على وجود القصر أثناء حكم الأيوبيين في القرن الرابع الهجري ، وقد مرت عليه عدة تجديدات وإضافات فيما بعد .. وعندما تزور مدينة شبام يمكن لك أن تدخل القصرين لأنهما مفتوحان وهما مقر لمؤسسات حكومية حيث يمكن أن تتعرف على التصميم والتخطيط العام لنظام القصور في وادي حضرموت .
يتوسط مدينة شبام أشهر الجوامع التاريخية في وادي حضرموت وهو جامع هارون الرشيد نسبة إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد حيث بني هذا الجامع بأمر منه وقد مرت بهذا الجامع عدة إضافات وتوسعات كان من أهمها عمارة الوالي الزيادي .
الأمير الحسين بن سلامة آخر أمراء دولة بني زياد في القرن الثالث الهجري ثم توالت عليه الإضافات المتلاحقة حتى ظهر بوضعه الحالي وكذا حافظ على نظام المسجد، حيث وجود المعنى (الغناء ) وكذلك الأروقة وكذلك الأثر المميز لهذا الجامع المنبر القديم الذي رمم أخيراً والذي يعود لفترة الحكم الرسولي وكذلك المأذنة المتميزة .. وعندما تدخل أزقة وساحات المدينة تتشوق لأن تزور البيت من الداخل حتى تتعرف أكثر على خصوصيات البيت الشبامي الذي تميز بعدة طوابقه التي قد تصل إلى (7، 8) بحيث لا بد أن تتعرف على وظيفة كل طابق في البيت الشبامي، لأن المعمار في شبام حاول أن يوفق بين الجانبين التجاري والسكني وأيضاً التوافق البيئي للمنزل.. وهنا تكمن خصوصية البيت الشبامي في التخطيط المعماري والمعالجات المناخية لكل مبنى وأيضاً تخصص الطوابق التي جمعت بين المخازن التجارية والمخازن المنزلية وغرف للضيوف من الرجال والنساء وغرف البيت للأسرة نفسها .
كل هذا يجعل الباحثين والمهتمين بالعمارة الطينية في شبام الوقوف حائرين في كيفية هذا التوزيع المتناسق والموحد في أغلبية المنازل في شبام والتي لا تزال تمثل رمز حضارة الطين المعمارية .
ترابط البيوت في شبام كان لها هدفها الاجتماعي والأمني فتم تحقيق ذلك الهدف من خلال إيجاد مداخل بين البيوت في شبام وكل ذلك جاء نتاج حاجة أوجدتها الظروف.



جامع الخوفة في شبام :
يقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، هذا الجامع الذي ارتبط بالمذهب الأباضي الذي جاء من سلطنة عمان وكان نقطة إنطلاق هذا المذهب مدينة شبام ومن مسجد الخوفة بالذات .
دخلت مدينة شبام ضمن التراث الإنساني العالمي إلى جانب مدينة ( صنعاء القديمة ) بالحملة الوطنية والدولية لصيانتها التي تنفذها منظمة اليونيسكو عام 1984م .
أقدم المنازل في شبام التي لا تزال قائمة ( بيت جرهوم ) وعمره أكثر من (750) سنة ، ( حصن شبام ) الذي بناه أبن مهدي عام 1221م .
واختيرت مدينة شبام عدة مرات لتكون مسرحاً طبيعياً حياً لعدد من الأفلام العالمية الكثيرة لما تمنحه هيئتها النادرة من جبال خصبة لزوارها تعيدهم من زمن ألف ليلة وليلة إلى عصر ( مانهاتن الصحراء ) كما يحلو لبعض الغربيين أن يسموها .
توجد بمدينة شبام مطاعم شعبية ومحلات لبيع المصنوعات والتحف كما يوجد بها مستشفى وبعض الأسواق الشعبية .

منقول من مدونة ابن سبأ
  رد مع اقتباس
قديم 05-31-2010, 11:03 PM   #2
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي

شكرا اخي " سجل انا عربي" على نقلك الجميل
للتصحيح : جامع الخوقة وليس الخوفة
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 06-23-2010, 12:11 PM   #3
سجل انا عربي
حال جديد

افتراضي اولئك قوم ان بنوا احسنوا البناء **** وان عاهدوا وفوا وان عقدوا شدوا

ياشبام العاليه يامدينة حضرموت


هي فعلا كما اطلق عليها زائروها من السياح الغربيين < مانهاتن الصحراء > وكما اطلق عليها زائروها العرب < ناطحات السحاب اليمنيه > وهي فعلا تستحق تلك التسميات بل واكثر اذا علمنا ان لتلك المدينه العظيمه اكثر من عشرة اسماء اطلقت عليها وهي شبام، بيحم ، الصفراء ، العاليه ، البلاد ، مدينة حضرموت ، ام الجهه ، الوالده ، الزرافه ، الدمنه ، وام القصور العوالي ، ناطحات السحاب

هذه المدينه القابعه في احضان الربع الخالي تداعب خيال المؤرخين والفنانين وعلماء الآثار ورواة الاخبار ، عجيبه في هيكلها عظيمه في بنائها ، شامخه في بناياتها لايكاد احد يصدق انه توجد مثل هذه المدينه العملاقه الطينيه في اقصى جنوب جزيرة العرب في قلب وادي حضرموت ،وعلى مشارف صحراء الربع الخالي ، نعم انها شبام حضرموت

ناطحات سحاب طينيه مغروسه في الصحراء

ترى كيف ومتى انشئت مدينة شبام؟

هل هي حديثه ام موغله في التاريخ؟

من هم ساكنوها وكيف يعيشون؟

ما الاحداث التي عاصرتها المدينه؟

ما هي المواد التي بنيت بها تلك المدينه؟

للاجابه على هذه التساؤلات دعونا نقف قليلا في مواجهة نسمات الصحراء المنعشه حين غروب الشمس ننظرالى ذلك العملاق الاصفر من على ربوه في الوادي

هل انتم معي في ذلك المكان والزمان على الاقل بخيالكم الرحب؟ ماذا نشاهد؟

منظر ومشهد لايكاد يصدقه خيال كاتب او فكر فنان رسام ، حمرة الكدن والاشعه المنبثقه من بقاياء شمس تغيب تقع على جدران سمراء ذات تيجان بيضاء لمباني شاهقه كعمود وسط الصحراء الم يقرأ احدكم حكايات < الف ليله وليله > ذات الخيال الرحب؟ وهل اطلع احدكم على مغامرات <علاء الدين والمارد > هذا المشهد يذكرنا بكل ذلك بل واكثر، نعم انها كمارد جبار ظهر فجأه وسط الرمال ..... عملاقة هي تلك المدينه ، قرون مضت وهي بأرتفاعها شامخه ، من طين صيغت ومن خشب اقيمت

اذن لابد لنا من استراحه على تلك الربوه وامامنا ذلك العملاق الاصفر لنتذكر ونسرد كيف كانت مدينة شبام تقع في قلب وادي حضرموت ذلك الوادي المبارك الذ ي اطلق عليه وادي الاحقاف لقربه من احقاف الرمل منازل قوم عاد الاولى الذين ورد ذكرهم في القرآن << واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالأحقاف >> صدق الله العظيم

وحضرموت ايضا كان لها ذكر في التوراه في سفر التكوين اطلق عليها < حضرمافيث > وتنسب شبام الى بانيها الحميري شبام بن الحارث بن حضرموت الاصغر بن سبأ الاصغر بن كعب بن سهل من زيد الجمهور ويرتفع النسب الى الهميسع بن حمير بن سبأ الاكبر من قحطان وهذه النسبه قد تكون نسبة بناء وانشاء او ربما نسبة سكنى واستيطان

كانت من المدن المعروفه والمشهوره فيما بين القرن 14 قبل الميلاد والسادس بعد الميلاد كما ذكر ذلك المؤرخ جورجي زيدان في كتابه < العرب قبل الاسلام > وعدد مدنا كانت قائمه في تلك الفتره ذات حضاره وهي < مأرب وصرواح ومعين ونجران وصنعاء وشبوه وشبام وتريم وظفار وريدان >

والناظر الى الى وادي حضرموت يرى ان موقع المدينه قد اختير بعنايه فائقه فهي تقع بين < جبل الخبه > جنوبا والقاره < قارة آل عبدالعزيز > شمالا ،لاتمر قافله من الشرق الى الغرب او العكس الا عبرها

اختير الموقع لتكون بحق عاصمة الوادي وملتقى القوافل المحمله بثروات ذلك الزمان البخور < اللبان > والمر والصبر والرياش القادمه من الشرق من ظفار ارض اللبان ومن الشحر الميناء القديم لحضرموت الذي تجلب اليه لطائف الهند والصين ومنه الى مدينة شبام وشبوه عاصمة مملكة حضرموت ومأرب عاصمة السبئيين ثم الى مصر او الشام وكذلك من قنا ايضا الميناء الثاني لحضرموت

وحاصلات البخور < اللبان > هي بمثابة معدن الذهب في عصرنا هذا فهو ثروه لمنتجيه وتعتبر البلدان التي يأتي منها مقدسه حيث يستعمل في المعابد الفرعونيه والفينيقيه والهندوسيه فهو بهذا ماده مقدسه في نظرهم يتقربون بها الى اصنامهم

وكان الحضارمه يتنقلون مع قوافلهم تلك المحمله بالنفائس واللطائف عبر الممالك القديمه فأكتسبوا بذلك معرفه بالحضارات والاديان وخبره في التجاره وتسيير القوافل فكانت مدينة شبام مركزا لتلك القوافل وسوقا تجاريا بل ومهدا لحضاره بادت ذات قصور ومعابد

واشتهرت حضرموت ومدنها بشهرة سبأ وحضارتها فأطلق على الممالك اليمنيه سبأ وحضرموت ومعين وقتبان وأوسان < العربيه السعيده > او < العربيه الجنوبيه >

ولشهرة تلك الممالك التي ورد ذكرها في التوراه في سفر حزقيال 586 ق.م. << تجار شبأ ورعمه هم تجارك بأفخر انواع الطيب وبكل حجر كريم والذهب اقاموا اسواقك حران وكنه ــ قنا ــ وعدن تجار شبا واشور وكلمد تجارك >>

مدينة شبام كما وصفها لسان اليمن الهمداني < مدينة الجميع > كانت مدينه عظيمه ممتده من سفح الجبل الجنوبي < الخبه > حتى الوادي الشمالي ومن الشرق من الموقع الذي يطلق عليه اليوم < شقيه > حتى اطراف المكان المسمى < جرب هيصم > على ارض مساحتها توازي تقريبا 12000000 اثنى عشر مليون متر مربع

لم يسكنها غير العرب القحطانيون في الازمنه القديمه الى القرن السادس والسابع الهجري حيث خالطهم من العدنانيين جماعه من الساده العلويون وبعض من قريش

فكان ساكنوها من قبيلة حضرموت التي تنسب الى حضرموت بن سبأ الاصغر من حمير بن سبأ وقبيلة الصدف وهو مالك بن مرتع بن معاويه بن عفير بن كندي من كهلان في سبأ وقبيلة السكون وهو السكن بن اشرس بن كندي وبعض قبيلة تجيب السكونيه ، ثم جاورتهم بها قبيلة كنده وكنده هو ثور بن مرتع بن معاويه بن عفير بن كندي اخو الصدف بن مرتع

وفي القرن الاول الهجرينزلت بها جماعه من الازد من بني مازن من كهلان بن سبأ

ثم خالطهم في الازمنه المتأخره بعض قبيلة يافع من ذي رعين الحميريه وطوائف من همدان الكهلانيه وقضاعه الحميريه واغلب سكناهم ضواحي المدينه والقرى المحيطه بها

وجميع طبقات المجنمع هم من هذه القبائل التي ذكرنا وانما اصبح التمييز الطبقي عند غلبة الجهل وتقلبات الدول وضياع الانساب

اشتهرت المدينه وساكنوها بالتجره والزراعه فكما اسلفنا كانت ملتقى القوافل وفي عصور متأخره كانت مركزا تجاريا حتى ان البعض اسماها بورصة حضرموت لأن الاسعار تزيد وتنقص حسبما هو جار في شبام ويتأثر بذلك جميع وادي حضرموت

اما غلاتها الزراعيه فكانت قبل اجتياح السيول لها وللوادي عموما هي الكروم ــ الاعناب ــ بأنواعها والتين وبعض الفواكه وتكثر بها زراعة النخيل والحبوب من القمح والذره البيضاء والصفراء

اما في الوقت الحاضر فلا يوجد بها غير النخيل والقمح والذره وبعض انواع البقوليات والخضروات

الديانات في مدينة شبام

تقلبت المدينه في عدة ديانا ت بدأت بعبادة الشمس والقمر والزهره الديانه الغالبه قبل الميلاد على ممالك اليمن فكان يطلق على الشمس معبودهم< ذات حميم> و <ذات رحبن> و <ذات بعدن> و على القمر عند السبئيين <المقبه> وعند الحضارمه <سين> وعلى الزهره <عثتر>

واكتشف اخيرا في حضرموت في مدينة حريضه معبد للقمر سين في آثار ريبون يعود تاريخه الى القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، وكان يرمز للقمر بصور بعض الحيوانات كقرني الثور والوعل

ثم كانت بها اليهوديه وهي غالب دين قبيلة كنده وفي قبيلة حضرموت الحميريه مع وجود بعض ممن يعبد الاصنام آلهة العرب قبل الاسلام

اما النصرانيه فمعتنقوها قليلون في وادي حضرموت وان كان بعض كنده من تنصر وفي نجران في فبيلة بالحارث بن كعب

وعندما بزغ فجر الاسلام كان لأهل شبام الحظ الاوفى ولهم في الفتوح الاسلاميه نصيب فقد تشرفت المدينه بنزول الصحابي الجليل زياد بن لبيد البياضي الانصاري عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على حضرموت فكانت احدى المدينتين اللتين سكنهما والاخرى هي مدينة تريم في الشرق

عاصرت حروب الرده في حضرموت فكانت مركزا لتجمع القوات الاسلاميه ومخزنا لمؤونة الجيوش وشاركت قبيلة تجيب السكونيه وقبيلة حضرموت مشاركه فعاله ومن تجيب بنو قتيره حتى ان راجز المرتدين كان يتوعدهم بقوله

صبح سوء لبني قتيره ***** وللامير من بني المغيره

والامير هو عكرمه بن ابي جهل رضي الله عنه احد القاده الذين ارسلوا مددا لقتال المرتدين في حضرموت

حافظت مدينة شبام على هويتها الاسلاميه فكانت دار سكنى للعامل زياد بن لبيد رضي الله عنه ومدرسه اسلاميه يشع منها نور الاسلام على الوادي وكذا شقيقتها في الشرق مدينة تريم

وشاركت شبام في الفتوح الاسلاميه برجالها وملوكها فمن امرائها قيسبه بن كلثوم السكوني شهد فتح مصر مع الصحابي الجليل عمر بن العاص رضي الله عنه واقطعه عمرو ارضا بالفسطاط وهبها قيسبه للمسلمين فأنشئ عليها المسجد المعروف بجامع عمرو بن العاص في مصر القديمه كما يطلق عليها الآن ، ولهذا يقول الشاعر

وبابليون قد سعدنا بفتحها ***** وحزنا لعمر الله فيئا ومغنما

وقيسبة الخير بن كلثوم داره ***** اباح حماها للصلاة وسلما

فكل مصلي في فنانا صلاته ***** تعارف اهل المصر ما قلت فأعلما

مرت على المدينه حوادث واحداث منها الدمار الاول الذي اتى على اجزاء كبيره منها عند تهدم سد مأرب الذي كانت مياهه تصل حتى وادي حضرموت وذلك مابين 420 و450 بعد الميلاد

ثم كان الدمار الثاني عندما حاصرها القائد اسعد تالب الجدني في عهد الملك ذمر علي يهبر من 320 ـــ 450 بعد الميلاد فدمر اسوارها وحصونها ودك كثيرا من دورها

وظهرت كمدينه قويه منيعه في النقوش الحميريه < المسند> في عهد مملكة < سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت > مابين 300 ـــ 320 بعد الميلاد

وفي العهد الاسلامي تم تدميرها من الجيوش المهاجمه واجتياحها بفعل السيول ومن ذلك ،،،،،،،

الدمار الذي لحقها بعد سقوط الدوله الاباضيه الاولى والتي كانت مركزا من مراكزهم وقلعه من قلاعهم الحصينه فقدم الى حضرموت شعيب البارقي احد قادة جيوش الامويين 131 هـ فهدم سورها وكثير من دورها

والدمار الثاني كان بعد200 هـ عندما تحاربت كنده القبيله مع حضرموت القبيله فتهدم قريبا من نصف المدينه وكان بها اذ ذاك تقريبا 30 مسجدا ثم كان لأجتياح السيول دور كبير في اخذ ماتبقى منها ، ففي عام 656 اجتاح المدينه ومدن حضرموت عموما سيل عظيم كان اسمه جاحش دليل على قوته الذي دمر بلدانا كثيره وهلك فيه اكثر من 400 انسان ثم كان السيل العظيم المسمى < الهميم> الذي اجتاح وادي حضرموت 698 هـ ودمر كثيرا من دور شبام وخرب الاراضي الزراعيه بها وجرف قطعه كبيره من شبام بها سبعه مساجد ودورا كثيره في الجانب الجنوبي من المدينه وهذا السيل هو الذي غير معالم المدينه فأصبح مجرى السيول في جانبها الجنوبي الذي خط سيل الهميم للسيول طريقا فيه بعد ان كان مجراها في الجهه الشماليه من المدينه واصبحت بقية شبام قائمه على شبه اكمه قريبا من شكلها الحالي .

اما الاحداث السياسيه التي عاصرتها المدينه فبعد استقرار الاحوال بعد حروب الرده في وادي حضرموت اصبحت تمثل ركيزه للمسلمين في الوادي وخاصه من قبيلتي حضرموت والسكون المناصرتين لجيوش الاسلام ودامت في عطائها في عهد الخلافه الراشده وفي عهد الدوله الامويه والسفيانيه حتى قيام الدوله الامويه المروانيه.

وفي اواخر الدوله الامويه المروانيه وعند بداية تفككها كان للمذهب الاباضي دور نشط في حضرموت واتخذها قادتهم مركزا من مراكزهم ومنبرا من منابرهم وفي هذا يقول احد قادة حركتهم وامام الدوله الاباضيه الثانيه ابو اسحاق ابراهيم بن قيس الهمداني

فأين الألى ان خوطبوا عن دقائق ***** من العلم ابنوا ساعطهم وسارعوا

فقلت لها هم في شبام ومنهموا ***** بميفعة قوم حوتهم ميافع

وفي هينن منهم اناس ومنهموا***** بذي اصبح حيث الرضى والصمادع

فقامت من حضرموت من مدن الوادي ومن مدينة شبام اول دوله اباضيه وامامها عبد الله بن يحيى الكندي الذي اخذ صنعاء بجيوشه ثم اخذ في التقدم فدخل مكه المكرمه والمدينه المنوره حتى وصل الى وادي القرى وذلك سنة 129 هـ ثم افل نجمه وهزمت جيوشه وانتهت اول امامه اباضيه بمقتله سنة 131 هـ .

اتخذ مدينة شبام بعده بعض انصاره مركزا لهم يناوؤون الخلفاء وولاتهم على اليمن وحضرموت وفي دولة بني يعفر الحواليين من حمير كانت شبام مركزا لهم في وادي حضرموت وجعلوا عاملهم على حضرموت فيها من آل الهزيلي الحضرميون وبذا عادت المدينه الى سيطرة حضرموت القبيله، حيث قال الشاعر

وبيحان ولى بها المكرمان ***** وولى الهزيلي ايضا شباما

ثم قامت في الوادي الامامه الاباضيه الثانيه بقيادة ابي اسحاق ابراهيم بن قيس الهمداني الذي قاوم جيوش الصليحي علي بن محمد وانتهت هذه الامامه ايضا سنة 456هـ ولمدينة شبام دور كبير في احتضان هذه الدعوه الاباضيه كما اسلفنا ثم كاصبح المذهب الشافعي المذهب المعتمد في شبام وفي غالب المدن الحضرميه بعد زوال الاباضيه من حضرموت نهائيا ولم تقم لهم بعد ذلك قائمه.

وتقلبت بها الدول فقامت فيها سلطنة آل الدغار من بني الهزيلي المذكور ثم اصبحت عاصمه للدوله الكثيريه الهمدانيه الاولى وانتهت منها بأخذ سلاطين القعيطي اليافعي من حمير لها .

اتخذتها الدوله القعيطيه لمدن داخل حضرموت التابعه لها واصبحت بحق< تاج مدن الداخل > .

وبعد قيام النظام الشيوعي الشمولي في جنوب اليمن كانت شبام الاسوأ حظا فقد شملها الهدم الاجتماعي والهدم السكاني والهدم الاسكاني ايضا فأصبحت خاويه من اهلها فارغه بيوتها واصبحت مرتعا للسوقه وحاملي الشعارات الزائفه حتى ان قتل العلماء وسحل بعضهم أي سحبهم خلف العربات احياء حتى يموتوا تحت مدينة شبام انتقاما من المدينه الشامخه التي مثلت في ادوار كثيره لها الصمود والقوه .

وبعد هذه الحوادث الشديده تركها كل من له غيره على دينه ووطنيته ولم يستطيعوا المقاومه لتفوق شياطين الحزب والماركسيه في العدد والعتاد واضحت المدينه مجسده لقول الشاعر

اقوت فلم اذكر بها لما خلت ***** الا منى لما تقضى الموسم

واصبح شياطين الماركسيه يصولون ويجولون فبها وفي عموم حضرموت فخربوه بعد ان كان عامرا واجتثوا الاصاله من اهله وزرعوه حقدا وحاولوا زرع المبادئ الخبيثه فلم يفلحوا فعاثوا في الارض فسادا وانطبق عليهم قول الشاعر

بلد تخال بها الغراب اذا بدا *****ملكا يسربل في الرباط ويرتدي

فلحقهم شؤم الغربان وكانوا اجدر بذلك فأزالهم الله من حضرموت ومن اليمن عموما وقامت دولة اليمن الواحد

الفن المعماري بمدينة شبام

سنتحدث هنا عن الفن المعماري بمدينة شبام وكيفية بناء تلك المدينه العظيمه وكيفية وصول المياه الى اعلى الادوار بقوه خارقه دون استخدام المضخات وسنتحدث ايضا عن الآثار القديمه بالمدينه

ذكرنا في الجزء الاول ان مدينة شبام مقامه على شبه اكمه مرتفعه عند الوادي وذلك اواخر القرن السابع الهجري وبقيت كذلك واحيطت بسور ولم يتعد ارتفاع مبانيها آنذاك الدورين والثلاثه،، ويظهر لنا انه في العقد الثاني من القرن التاسع الهجري بدأ يفكر المعماري الحضرمي ويعمل جاهدا على بناء مدينه على مساحه لاتزيد عن 350000 متر مربع تقريبا هي بالتقريب مساحتها الحاليه فلم يكن امامه الا النظر الى اعلى فوجد في الفضاء مجالا للبناء فتم الاعمار من بنايه الى اخرى بطبقات متعدده حتى اصبحت المدينه تضم 500 منزل يتراوح الارتفاع من 25 ــ 30 مترا لكل بنايه وفيها طبقات متعدده من 5 ــ6 طوابق وهذه المنازل محيطه بالمسجد الجامع الذي يقع بجواره السوق المركزي الخاص بالغلال واللحوم ومنتجات المزارع وفي جانب منه يقوم سوق المواشي من جمال وابقار واغنام تحيط به دكاكين التجار وتتوزع داخل المدينه مساجد ومصليات سته ، انشئت في اوقات متباعده يحيط بالمدينه سور مرتفع عن الوادي له بوابتان احداهما كبيره خاصه بدخول الجمال المحمله بالبضائع وللسيارات والاخرى للمشاه والجنائز ويعلو السور بعض الابراج الخاصه بالحمايه اما دار الاماره فهو قصر منيف يقع شرق المدينه خلف البوابات وتزين المدينه ساحات واسعه بين عدة بيوت تكون متنفسا لأهل ذلك الحي

وتحيط بالمدينه مزارع الاهالي من جهات ثلاث هي الشمال والشرق والغرب اما جهة الجنوب في سفح جبل الخبه فقد اقيمت بعض المنازل الخاصه بأثرياء المدينه تكون متنزها لهم اما اليوم فأصبحت هذه المنطقه ملأى بالبيوت الجميله واصبحت ضاحيه اطلق عليها << السحيل>>

اما عن كيفية بناء تلك المنازل ومما تتكون طوابقها فلنأخذ منزلا كمثالا لذلك ،،

يبدأ العمال عادة تحت اشراف مسؤول البناء < المعلم> في مسح الارض المعده للبناء وتكون ارضا صلبه ولا يبنى الا في موضع منزل قديم تهدم في نفس المساحه ، يقومون بجلب الطين البكر الذي يكون اجوده من ارض تمر فيها السيول غير الرمليه ، يوضع ذلك الطين في موضع على شكل كومه ويخلط بماده تسمى < التبن> من قصب القمح والذره بعد سحقها ، ويدخل الرجال الاشداء وسط ذلك الطين ويقومون بخلطه بأيديهم وارجلهم حتى يكون لينا، ثم يضعونه على شكل قوالب معده لذلك ويعمل منه لبنات < جمع لبنه> طول اللبنه من 40 ــ 50 سم وعرضها من 20 ــ 30 سم تقريبا

يعرض اللبن للشمس حتى يجف تماما ثم يبدأ البناء به بعد وضع الاساس وغالبا ما يكون من الحجاره

يبدأ البنا بالارتفاع من الطابق الاول الذي خصص لحفظ الغلال والتمور ، ثم الثاني الذي غالبا ما يخصص للماشيه من اغنام ودواجن ، ثم الثالث الخاص بجلوس الرجال ، ثم الرابع المخصص للنساء والذي به المطبخ الذي يحتوي على < التنار> مع مواقد طينيه < اصبحت الآن تحتوي على الافران الحديثه > ، ثم الخامس الخاص بجلوس العائله مجتمعه ، والسادس بالابناء حديثي عهد بزواج او ما يسمى بـ < المراويح>.

والملاحظ ان اغلب بيوت المدينه تكاد ان تكون متشابكه يفتح بينها باب يسمى < المسلف> تنفذ منه النساء من طابقهن والرجال من طابقهم الى البيت المجاور حتى ان الشخص يستطيع ان يمر من بيت الى آخر الى عشره او عشرين منزلا دون ان يخرج الى الشارع ، وهذه مفيده في حالة الحروب والحصار .

الناظر للمدينه من الخارج يراها وكأنها كتله كبيره واحده وهي كذلك فعلا فبيوتها متراصه يزينها تاج من الجير < النوره> ابيض يتدلى من رؤوس منازلها كعقد يزين جيد تلك المنازل ويستعمل الجير < النوره> في تبييض المنازل من الداخل ايضا .

يعتمد البناء على الطين والاعشاب وجذوع النخيل ، ولا يصلح غير نوع واحد من الاخشاب هو من شجر السدر < العلب> ويسمى خشب حمر يستعمل لصنع الباب الرئيسي < الضيقه> وفي صنع النوافذ < الخلاف> ذات الاشكال الجميله المزدانه بالنقوش ويستعمل ايضا في عمل الاسهم الروافع التي يقوم عليها سقف الغرف المزدانه ايضا بنقوش بديعه ومن ميزات هذا الخشب ان الارضه لاتأكله اوتنخر فيه ولذا يعمر طويلا .

وداخل الغرف تعمل فتحات فوق النوافذ خاصه بالتهويه ولدخول اشعة الشمس وتصميم غرف المنازل بهذا الشكل هو صحي لتجدد الهواء بها ودخول اشعة الشمس اليها .

اما الحمامات فهي بحد ذاتها عجيبه في هندستها وخاصه منفذ المخلفات الذي يسمى <مخوال> فكل فتحه في حمام طابق تختلف عن الفتحه التي تعلوها وبهذه الطريقه يكون منفذ كل حمام مختلف ولكنه يصب في موقع واحد

فن معماري مبتكر خاص بمدينة شبام عرف الشباميون فن بناء ناطحات السحاب من مواد بسيطه من طين وتبن وخشب قبل ان يعرف الغرب ناطحات سحابهم بأكثر من خمسه قرون ، وما احسن قول القائل.....

اولئك قوم ان بنوا احسنوا البناء ********* وان عاهدوا وفوا وان عقدوا شدوا

اما كيف يحصلون على الماء فلا يوجد بالمدينه مياه حلوه وانما آبار مالحه في كل مسجد توجد بئر يخصص ماؤها للوضوء والغسل . وشرب اهل شبام يجلب غالبا من خارج المدينه من آبار في الوادي ذات ملوحه خفيفه او من منطقه تسمى الحواير او قرية جوجه غرب المدينه .

وبطريقة السقايين كان يجلب في قرب من جلود الانعام على الحمير وعلى ظهور السقائين .

ويوضع في المنازل ازيار من الفخار او في قرب تعلق بمعاليق خاصه.

اما اليوم فأن الماء يستخرج من آبار في جوجه عبر مضخات ضخمه تضخه من خزان فوق البئر الى خزان ضخم على مرتفع بجبل الخبه ومن ثم الى البيوت العاليه حتى آخر طابق بأندفاع لايعرف الوهن .

في المدن الكبيره رأينا ان كل عماره تحتها خزان خاص يرفع الماء منه بمضخات خاصه الى خزانات بأعلى العماره ومن ثم ينحدر الى الشقق ، اما مدينة شبام فالعكس تماما لاتوجد خزانات في الاسفل ولا في الاعلى وانما يرتفع الماء الى جميع طوابقها بطريقه محكمه .

اما عن الآثار في مدينة شبام فالأستثناء صعب في هذا المجال فكل مدينة شبام اثر قديم ،، وانما لابد لنا من تخصيص بعض الاماكن القديمه جدا او المثيره جدا حديثة العهد ببناء او ترميم وذلك حتى يسهل على الزائر للمدينه الالمام ببعض ذلك .

ولنبدأ بمنازلها ثم حصونها ومساجدها ثم نعرج على طريقة الري وحفظ المدينه من السيول .

منازل شبام هي اثر فريد من نوعه فزياره لأحدى بناياتها الشاهقه التي حالما تدلف بوابتها الرئيسيه حتى تشم رائحةالبخور < اللبان> ينقلك ذلك المشهد وتلك البوابه المنقوشه بأروع النقوش وتلك الرائحه المنعشه الى 1000 سنه قبل الميلاد حيث التاريخ القديم المتمثل في حضاره زاهيه دامت لقرون .

وحينما ترى <الخادمه> تخبز الخبز من دقيق القمح او الذره في <التنار> وتشم رائخة الخبز الفريد من نوعه وتجلس على حصيره وامامك سفره من حصير ايضا ويقدم لك ذلك الخبز على صحن من حصير ايضا < سعف النخل> لاتصدق انك تعيش في القرن العشرين حيث الحضاره المصطنعه وانما ترى انك تعيش في قرن ذي حضاره زاهيه جميله غير مصطنعه.

وحينما تجلس في مجلس الرجال < المحضره> وتقلب عينيك في ذلك المجلس فترى الاعمده التي تحمل السقف < الاسهم> المزخرفه والمنقوشه وكذا الخزائن المحفوره في الجدران ذات الابواب المنقوشه ايضا وتنظر الى خارج المنزل من نافذه ذات فتحه او فتحات منقوشه ايضا ، ثم تقدم لك القهوه < من البن اليافعي> او اليمني < من المخا> ينتقل بك الخيال الى حضارات عظيمه سادت ثم بادت ،،،، بساطه في المعيشه مع فن في التشييد والبناء يزينه تواضع وحلم وكرم فماذا تريد اكثر من هذا ؟ تستنشق عبير التاريخ وتستلهم حضارة القرون والممالك اليمنيه القديمه كل ذلك في منزل من منازل شبام العاليه.

واقدم منزل في المدينه ــ حافظت عليه منظمة اليونسكو العالميه ــ يعود بناؤه الى ماقبل 400 سنه تقريبا لازال شامخا الامن بعض تصدع فيه.

والاثر الثاني هو الحصن الشرقي الشمالي القديم الذي اتخذه سكنى له واقامه القائد اليمني للجيش الايوبي عمر بن مهدي الذي ارسله ملك اليمن المسعود بن الكامل الايوبي الى حضرموت لأخماد فتنه كانت بها قام بتوسعته وتحصينه وذلك سنة 617 هـ وطرأت على الحصن ترميمات من قبل سلاطين تعاقبت عليه دولهم في شبام .

واما مساجد المدينه فمنها القديم ومنها الجديد والذي يشار اليه بالاهميه وكونه اثرا فذا قديما فأثنان هما المسجد الجامع بالمدينه ومسجد <باذيب> قديم في بنائه ولا يستبعد ان يكون امتدادا لجامع قديم من عهد الصحابي الجليل زياد بن لبيد رضي الله عنه ويقال ان لجامع شبام اوقافا من عهد الخليفه العباسي هارون الرشيد ومعروف ان لبني العباس الخلفاء خؤوله في قبيلة كنده فالظن انه جدد او عمر بطلب منهم ، وكنده ــ كما اسلفنا في الجزء الاول ــ فيهم امراء في حضرموت ولكن المثبوت انه بني او جددت عمارته سنة 215 هـ كما ذكرت ذلك بعض المخطوطات ، وهندسة البناء بسيطه وانما يرى فيها الناظر فنا معماريا قديما وبداخله احساس عجيب بعظمة الاسلام وبساطته .

وفي الجامع منبر قديم ايضا لازال موجودا حتى اليوم مع وجود بعض الترميمات عليه وهو من خشب امر به الملك المنصور عمر بن علي بن رسول ملك اليمن وذلك سنة 643هـ عندما امتد سلطان بني رسول الى حضرموت وقد قيل ان لهذا المنبر شبيها به به يوجد في المتحف البريطاني بلندن .

اما مسجد باذيب فقد بناه الشيخ الموقر عبدالرحمن بن عبدالله باذيب الازدي سنة 604هـ ولازال اثرا قائما وهو في بناؤه مشابها للمسجد الجامع من حيث التصميم ويتميز كذلك بالبساطه مع جمال الشكل وهندسة البناء .

ومن الآثار الاخرى طريقة ري الحقول الزراعيه من سدود ومخارج ومجاري لتلك السيول فيوجد في شرق المدينه مخرج للمياه يسمى <شقيه> ــ بكسر الشين وفتح القاف ــ .

وفي غرب المدينه موضع به السد الطيني المسمى <الموزع> ومنه تتفرع مجاري المياه وتسمى السواقي ــ جمع ساقيه ــ وهي عباره عن مجرى تحيط به اسوام ــ جمع سوم ــ الذي هو عباره هن مرتفع طيني كما يوجد في تلك السواقي نظام لتصريف المياه وتوزيعها ، وهناك موضع يقال له < بد الحاكم > ــ بضم الباء ــ وهو عباره عن شبه بئر تتحكم في تسيير تلك المياه .

وعموما ليس من شاهد كمن سمع والمشاهد لتلك المواضع يرى ان تلك الآثار الطينيه او الحجريه البسيطه هي فن معماري بديع ولا نقول بدائيا وان بدا كذلك ولكون المشاهد يحلق بخياله بعيدا عبر التاريخ ليرى ممالك عظيمه كان لها في اليمن مجد وتاريخ وتاثير امتد حتى بلاد الاغريق والفرس والصين وبلاد الرافدين وارض مصر وشمل بعظمته الاراضي القديمه منه .

حظيت مدينة شبام بما لم تحظ به مدينه اخرى في حضرموت من حيث اهتمام السياح الاوربين خاصه والزائرين العرب بل ان بعض الرحاله حاول جاهدا الوصول اليها ولم يفلح واول من وقع نظره على مدينة شبام منهم هو الالماني < ليوهرش >سنة 1893 م ، كما زارها المستشرق الانجليزي الدكتور سرجنت الذي ارسلته جامعة لندن لدراسة الشعر العامي في حضرموت سنة 1947 م وكان مهتما بتراثها حتى انه جمع بعضا منها من نوادر وفكاهات الاديب احمد بركات الشبامي واصدر كتابا مطبوعا اسمه < مختارات من الادب العامي الحضرمي > ،، وسأحاول مستقبلا ان انشر بعضا من تلك الاشعار والمقالات فأمهلوني بعض الوقت .

وزارها الرحاله والسياسي < فلبي > الذي اشتهر بالحاج عبد الله فلبي ودخلها مرارا المستشار السياسي الانجليزي < انجرامس > وغير هؤلاء كثير .

كما زارها مؤخرا امين عام منظمة اليونسكو سابقا احمد مختار امبو كما زارها ايضا رئيس المانيا الاتحاديه كما زارها من العرب والمسلمين كثير من المسؤولين والصحفيين والكتاب من السعوديه ، الكويت، مصر، العراق، السودان ، عمان وغيرها من الدول .

كما ان < اليونسكو > لها اهتمام ايضا بمدينة شبام تحت برنامج < المحافظه على المدن التاريخيه > ونشاطها في شبام محدود في وقتنا الحاضر .

وخلاصة بحثنا هذا تفيد ان مدينة شبام ــ حضرموت هي اثر فريد لازال قائما وبنايات المدينه الشامخه خير شاهد ، وهي تعد بحق مفخره لا لحضرموت او اليمن فحسب بل لكل العرب والمسلمين فهي تمثل مجد الاسلام في محافظتها عليه اابان حروب الرده ومجد لليمن في البناء والاعمار وسبقهم في بناء ناطحات السحاب فقد بنيت قبل ان يبني الامريكيون نيويورك بمئات السنين ، ومجد للعرب في الوحده والتآخي والترابط لما تمثله من نسيج فريد في مجتمعها المحافظ .

ونختتم بحثنا هذا بما يفيد ان مدينة شبام هي بحق ......

ــ اقدم مدينة ناطحات سحاب طينيه في العالم.

ــ اقدم مركز تجاري بحضرموت.

ــ اجمل مدينه في اليمن ذات هندسه معماريه فريده وفن بديع.

ــ تمثل الوحده والتوافق والانسجام لحضارات اليمن القديمه.

ــ تستحق وعن جداره زيارة السائح الاوروبي والزائر العربي وكل مهتم من العالم الاسلامي بالآثار والتاريخ ، ولمن يريد ان يستنشق عبير حضارة ممالك اليمن القديمه .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن جريدة 26 سبتمبر اليمنيه الصادره بتاريخ 23 اكتوبر 1997 العدد 776 صفحه رقم 6

المرجع كتاب < شبام ــ حضرموت ناطحات السحاب الطينيه ـ الاثر والتاريخ > الذي لايزال مخطوطا لمؤلفه الكاتب الاستاذ عمر ابوبكر باذيب الشبامي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الموضوع قد سبق وان نشر على هذا المنتدى ومنتديات اخرى لكن الجميل في هذا الموضوع انه اعطى نبذه مختصرة وشامله عن مدينة شبام وقام بالتعريف بها خير تعريف ارجوا التثبيت
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2010, 08:55 AM   #4
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

افتراضي

موضوع يحتاج التثبيت
شكرا لك أخي على النقل الاكثر من رائع
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2010, 04:27 PM   #5
عاشق شبآم
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عاشق شبآم

افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2010, 05:01 PM   #6
حيد الرضم
حال نشيط

افتراضي

تشكر يا سجل انا عربي ..
لهجتك فيها نبره .. تشبه شبام الصفره
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2010, 08:39 PM   #7
abo abdullah
حال نشيط
 
الصورة الرمزية abo abdullah

افتراضي

طرح رائع اخي العزيز
اشكرك ع النقل
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 07-05-2010, 02:05 AM   #8
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي

شكرا لك على الموضوع المسهب والذي يستحق التثبيت كمرجع

تحياتي
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 07-10-2010, 12:28 PM   #9
عاشق السحيل
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عاشق السحيل

افتراضي

ياسلام ياشبام شكرا اخي يعطيك العافيه
موضوع اكثر من رائع

( يالله بعوده قريبه قريبه لش يامدينة شبام )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


من يحب الاحقاف فالح قد حسن في الاختيار************ ربنا يبقيه ناجح دائما في الاختبار
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 07:58 PM   #10
عبيدسالم باحنان
حال قيادي

افتراضي

شبام حضرموت لؤلؤه من زمن الف ليله وليله
الجعدب- استطلاع/ جميل ي - تحفة فنية وقفت على قلب الوادي كجوهرة معلقة في كبد السماء سرعان ما ينبهر الناظر لها عن بعد بروعة طلتٌها وشموخها، فإذا ما اقترب منهاالزائر أكثر أصابته الدهشة، وبدأ وكأنه يعيش فترة من زمن ألف ليلة وليلة.. دهشة المكان.. والتاريخ، الهندسة، التخطيط، الدقة، المقاسات، وكل شيء فيها.. إنها مدينة شبام حضرموت.. عمارة طينية لا مثيل لها.. وسجل تاريخيٌ يضرب جذوره أعماق التاريخ.
انها ما نهاتن الصحراء كما يحلو لبعض الغربيين تسميتها والمسرح الطبيعي لأفلام الخيال الخصب، منازلها مبنية من الطين ولا تزال تمثل رمز حضارة الطين المعمارية باعتبارها الأكبر ارتفاعاً حيث يتراوح ارتفاع مبانيها بين (7-8) طوابق، حتى أنها توصف بأول ناطحات سحاب في العالم، واستطاعت بيوتها الـ(500)-التي تبدو وكأنها معلقة في وسط مجرى وادي حضرموت- أن تقاوم عاديات الدهر لمئات السنين.
إنها أشهر مدن حضرموت في اليمن.. سميت كما تقول كتب التاريخ باسم ملكها (شبام بن الحارث بن سبأ الأصغر) وكانت عاصمة سياسية واقتصادية بارزة لحضرموت في فترات زمنية.. عاصرت دولة معين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ومن ثم دولة سبأ ودولة حمير..
ودخلت مدينة شبام ضمن التراث الإنساني العالمي إلى جانب مدينة صنعاء القديمة بالحملة الوطنية والدولية لصيانتها التي تبنتها منظمة اليونسكو 1984م.حينما يتمعن المرء في التخطيط العمراني لمدينة شبام كمدينة إسلامية يجد دلالة واضحة للجوانب الشرعية عند تصميم المدينة، كما هو الحال في التصميم الداخلي للبيت الواحد الذي تميز بمراعاة جوانب عرفية وفقهية ربما لا يدركها إلا الاختصاصيون في فن العمارة والبيئة العمرانية.. فمدينة شبام جمعت بين كل فنون الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية.
مدينة عريقة بعراقة القدم والسجل التاريخي الذي حفلت به منذ عصور قديمة.. جاء ذكرها في النقوش اليمنية القديمة المعروفة بالمسند.. كتب عنها المؤرخون.. وعرفها أوائل المستشرقين.. قال عنها الرحالة الهولندي (فان ديرمولين) إنها تشبه الكعكة عندما يرش عليها السكر، وذلك لبياض سطوحها.. وصفها الألماني "هانس هلفرتيز" بأنها شيكا نحو الصحراء.. أما الهمداني فقال فيها: (شبام مدينة الجميع، أي أنها مقصد الجميع من عالم وتاجر وسياسي وضيف.. ففيها بيت خاص كان قديماً يطلق عليه بيت الغريب..
لها بوابة واحدة تقع على الخط الرئيسي من الجنوب، ويقال إنها كانت قديماً تقفل ليلاً وتفتح صباحاً كغيرها من المدن الإسلامية.. وكانت هذه البوابة تستخدم لدخول الجمال والقوافل المحملة بالتمور والبخور واللبان.. فيما كان جزء آخر على جانب البوابة يستخدم للجنائز ومرور النساء ، وللمدينة ثلاث ساحات هن: ساحة الجامع، وباذيب، وبراهم.. ويتوسط المدينة أشهر الجوامع التاريخية في وادي حضرموت وهو جامع هارون الرشيد نسبة إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد حيث بني المسجد بأمر منه.
عندما تدخل أزقة وساحات مدينة شبام تتشوق لدخول منازلها لتتعرف أكثر على خصوصية البيت الشبامي الذي يوفق بين الجانبين التجاري والسكني، والجوانب الأمنية وتوزيع أفراد الأسرة والمخازن بشكل مترابط، يجعل الباحثين والمهتمين بالعمارة الطينية يقفون حيارى أمام هكذا تناسق ودقة لتحفة معمارية ولؤلؤة ثمينة مليئة بالأسرار والروعة
ثمينة مليئة بالأسرار والروعة منقول لما لها من تاريخ وعجتائب تراثيه وشكرالمن ساهم بنشرها
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas