مفارقات

[سالم علي الجرو]

مفارقات محزنة
عندما قدم شاعر اليمن الكبير ـ يرحمه الله ـ عبدالله البردوني إلى بغداد ، في عهد مضى ذهب بقوة الحصار والحديد والنار وذهب رجاله ، قال قصيدته المشهورة يخاطب فيها أبا تمام ، ومنها:
حبيب وافيت من صنعاء يحملني ....... نسرُ وخلف ضلوعي يلهث العرب
في بغداد يشكو ، ناقلا صورة لحال من النكد والمعاناة لأمة كانت خير أمة أخرجت للناس . يخاطب بغداد والشعراء المجتمعين في حينه ، وكانت بغداد إذ ذاك محط الحالمين بأوضاع نقية . فأين هي بغداد اليوم ، وإلى أيّ مدى يلهث العرب؟
نسأل الله تعالى أن يتولى الشاعر بواسع رحمته ، وأن يخلصنا من الأذى المتزايد الذي لا يميز بين طفل وشيخ وامرأة .
حلم تحقق
وعن صنعاء قال في ذات القصيدة:
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي ..... مليحة عاشقاها السّلّ والجرب
إلى قوله:
وفي أسى مقلتيها يغتلي يمنُ ......ثانٍ كحلم الصّبـا ينأى ويقترب
تحقق الحلم بتوحيد اليمن وبقي السّلّ والجرب ....
لكنّ قوله:
ماتت بصندوق وضّاح بلا ثمنٍ ..... ولم يمت في حشاها العشق والطرب
فيما يبدو ، والمعنى في بطن الشاعر فإن الشيخ ـ رحمه الله ـ يتصورأن اليمن في الصندوق وليس في التّابوت كمايظن البعض بدليل وجود نبض حياة لكن في العشق والطرب:
يا نسيم السّحر هل لك خبر .... عن عريبٍ بوادي المنحنى
***
ذاب روحي من الغيد هيفاء كالهلال ..... حسنها شلّ روحي وعقلي
***
شي من شي وشي في شي وشي شفته أنا
***

[طالب النعماني]

شكرا لك اخي الاديب والكاتب الكبير
سالم على الجرو
مشاركاتك ومواضيع القيمه جعلت سقيفة الادب مزدهره بهذه الصوره

[ابو نور]

الكاتب/ سالم الجرو يقلب علينا المواجع ، شيء من الماضي ، وشيء من الماضي الحاضر الله يصلحه ، ولا عندي شيء أقوله لهذا الكاتب سوى الشكر الجزيل . فهو من خلال أبيات ثلاثة للشاعر البردوني نقلنا إلى أحداث عمورية في زمن المعتصم ، وفي ذات الوقت أعاد لنا صورة العراق الحبيب في الماضي والحاضر ، ولي وجهة نظر في البيت المتعلق باليمن:
ما ذا أحدّث عن صنعاء يا أبتي ..... مليحة عاشقاها السّلّ والجرب
بيت قيل في لحظة غضب ، وقافية أتت من دون ميعاد . هي مليحة صنعاء وستظل مليحة لأنها مقاومة ، والمقاوم دائم كبير وعظيم ومليح في عيون الآخرين......... ويقال: إن أعذب الشعر أكذبه ، ولا ننتقص بهذا من حق الشاعر الكبير الذي دانت له رقاب الشعراء العرب عندما ألقى القصيدة إيّاها في بغداد الحبيبة .

[عيون المكلا]

لي عوده هنا بعد التمعن !
تسلم ويعطيك العافيه
ولكن بادئ ذي بدء ليس الحال كما هو حينما كان البردوني في بغداد انذاك .

[hgwpht]

سالم علي الجرو هذا هو مستواك الحقيقي الذي اتمنى ان لاتهجره وان تنتقي لعشاقك درر الكلمات وهامات الابداع
في الوطن العربي الكبير وان تبتعد بنظرك لا ان تنظر تحت قدميك . والله انني اشفق عليك من تلك النظرات القصيرة ياغالي ...

[سالم علي الجرو]

شكرا على الإطراء الذي لا أستحقه .... وشكرا على الإشفاق الذي استحق

[hguvhr]

لم اشفق عليك الا من الانزلاق خلف الاشباح واطروحاتهم المسيئة للادب وبحسن نية . عليك التروي والتمحيص في الاختيار وان لاتمنح شهادتك الا لمن يستحق فذلك محسوب عليك سيدي

[سالم علي الجرو]

الدنيا بخير ما دام هناك نفر من خلق الله يشفقون على آخرين ، ويستطيعون تحديد موقع المنزلقات ، مفندين للأطروحات المسيئة للأدب ، يميزون صاحب حسن النية ، ينصحون بالتروي والتمحيص ، مدققين في الشهادات ، ملمين بالذي يستحق والذي لا يستحق ، يعرفون الأشباح .
أتمنى أن أحصل على تحديد وليس علىتعميم:
ـ أيّ إنزلاق ومن هم الأشباح؟
ـ ما هي الأطروحات المسيئة للأدب؟
ـ التّروّي والتمحيص في ما ذا؟
أيّ شهادة تقصد؟
وباللهجة الشعبية طرح يقترب من هذا ، عندما يقول المتحدث: [ سكت يا رجّال ، جاب كلام ما حد يجيبه وشل من الرافع وطرح في الواطي وعكننها عليهم ، وخلّى قيدهم فتر ، ونصحوه العقّال ، قالوا له طرح بين الحبّتين دجرة ولا تتبع الغوا يجيبك في عاثرة ، وذهن يقع ذبحها بذبج امّاتها...... هل فهمت شيء؟

[hguvhr]

ستعرف ما اقصده مستقبلا وفي القريب العاجل سيدي الكريم واللبيب بالاشارة يفهم وكنت احسبك كذلك

[بن سـالم]

اقتباس :

ماتت بصندوق وضّاح بلا ثمنٍ ..... ولم يمت في حشاها العشق والطرب فيما يبدو ، والمعنى في بطن الشاعر فإن الشيخ ـ رحمه الله ـ يتصورأن اليمن في الصندوق وليس في التّابوت كمايظن البعض بدليل وجود نبض حياة لكن في العشق والطرب: يا نسيم السّحر هل لك خبر .... عن عريبٍ بوادي المنحنى *** ذاب روحي من الغيد هيفاء كالهلال ..... حسنها شلّ روحي وعقلي *** شي من شي وشي في شي وشي شفته أنا

من الواضح جدا ان اليمن تعاني وتعاني ولكنها كانت ومازالت مهدا للفنون ومنبعا

اشكرك اخي الكريم على هذه اللفتةالجميلة منك

وسعدت جدا بوجودي في سقيفة الشبامي واتشرف بأني اكتب مع وجود أمثالك معنا

لك كل التحية والتقدير