المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


وجهة نظرفي شخصية محمد علي لقمان

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2006, 01:48 AM   #1
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي وجهة نظرفي شخصية محمد علي لقمان

لقمان.. الرائد الأول للفكر التنويري في اليمن

أ.م. فضل قائد علي :

لا يختلف اثنان في ريادة المجاهد محمد علي لقمان المحامي للفكر التنويري النهضوي في اليمن، بل وفي العديد من دول الجوار، يتجلى ذلك وبوضوح في كل كلمة، في كل سطر خطه لقمان في مقالاته الجريئة، وكتبه العميقة، وقصصه الرائعة، وبديع مسرحياته وشعره، التي شكلت، وما تزال، بؤرة إشعاع مكثفة في زمن كان العقل العربي في أمس الحاجة إليها.

زاوج لقمان، وبقدرة فائقة، بين الأصالة والمعاصرة، ومعروف - كما قال الدكتور جابر عصفور- إن الأصالة وحدها تكون نصف شخصية الإنسان، وإذا أردنا التكامل.. فلا بد من أن تكون لنا شخصيتنا المحددة المعالم، التي تكون نتيجة للأصالة والمعاصرة.

أدرك لقمان هذه المعادلة، ومنذ وقت مبكر، فكانت كتاباته تتخذ من التراث العربي - الاسلامي بُعدها التاريخي، حيث استلهم من متونه كل ما من شأنه أن يفضي إلى فكره التنويري - النهضوي، فقد كان التنوير عنده فعلا كفاحيا ينازل فيه النور الظلام في عز النهار، دون أن يغفل أن ذلك لا يكتمل بمعزل عن العلم الغربي الحديث، فلا تنوير، ولا نهوض إلا بالمزاوجة الواعية بين الأصالة والمعاصرة.

في كتابة القيم (بماذا تقدم الغربيون؟) تجلت عبقرية لقمان بأنصع صورها، وكان - كما قال بالنص - يستغرب كيف أن هذا الانسان الأوروبي، الذي لا يخرج عسلاً كالنحل، ولا مسكاً كالغزال.. قد أخضع الطبيعة حتى شارك الطير في ملكوته، والحوت في أعماق البحار، والشرق في خيراته، وتصاغرت النفوس أمامه؟

حدث ذلك، كما يقول لقمان، لأنه خرج من قيود الرجعية إلى ميادين العلم والعمل، وتعلم اللغات، وأخذ بالحكمة من أين أتت، ونشر العلم، وعظم رجاله...إلخ، وهو خطاب موجه لأبناء الشرق، لكي يقفوا على أسباب تقدم الغربيين، ويحذوا حذوهم إن هم أرادوا النهوض، واللحاق بالحضارة الغربية، وهنا تبرز شجاعة لقمان وجهاده الإصلاحي، وفي زمن كانت الرجعية مهيمنة على مفاصل الحياة الاجتماعية في اليمن ، بل وفي العالم العربي كله، زمن لم يكن أحد يجرؤ على طرح مثل هذه الأفكار.

لم تقتصر أفكار لقمان التنويرية على كتابه المذكور، بل وبث هذه الأفكار حتى في مؤلفاته الأخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر رواية (سعيد)، الذي وجد نفسه يحارب مع الجيش العثماني في حرب البلقان، و بعد أن وضعت الحرب أوزارها، كما قال لقمان، بقي سعيد في المانيا سنتين درس فيهما فلسفة الأخلاق والأديان، والاقتصاد والحقوق، مع دراسته السابقة في عدن للتراث الإسلامي، حيث جمع سعيد بين الأصالة والمعاصرة، ما منحه القدرة على فتح نقاش عقلي تنويري مع شيخ الطريقة المرجانية، وهما في طريقهما من الهند إلى عدن، وكان حوار يفصح عن فكر لقمان التنويري، حوار بين عقليتين تمكن فيه الشاب سعيد من إقناع الشيخ، الذي كان يمثل الخطاب الاتكالي الانهزامي، المعول على المهدي المنتظر الذي سيأتي يوماً حاملاً راية تحرير الشعوب الشرقية، حيث سأل سعيد الشيخ:

وهل يستطيع المهدي مقاومة الأساطيل الأوروبية والجيوش الجرارة؟ ففي رأي سعيد:

- يجب على المسلمين أن يستعدوا منذ الآن ويطالبوا بحقوقهم، حتى إذا ظهر المهدي - وهنا يجاري سعيد الشيخ في نمط تفكيره- يجد أنصاراً.

وهنا يقتنع الشيخ برأي سعيد، بحواره العلمي التنويري، حيث يقول لسعيد:

- صدقت.. إلى آخر الكلام (راجع الرواية).

لم يكن لقمان مجاهداً ضد المرجعية فحسب، بل وضد الاستعمار البريطاني في عدن، فقد جعل سعيد (عازماً على إلقاء خطبة يلقيها أمام ملك بريطانيا جورج الخامس أثناء زيارته لعدن)، وهو موقف لا يخلو من الشجاعة التي عهدناها في لقمان، فقد كانت عدن بالنسبة للقمان رمزاً مكثفاً لليمن كلها، فهي بتعبير لقمان نفسه (نقطة الدائرة لليمن...إلخ).

كان لقمان (قاسم أمين) اليمن، حيث نادى بتعليم المرأة ومساواتها للرجل، ويكفي أن نعرف ما عاناه قاسم أمين في مصر، التي كانت، يومذاك، أكثر تقدماً من اليمن، لندرك قوة جهاد لقمان في واقع متخلف، لم تكن المرأة فيه أكثر من متاع للرجل، وشيء من أشيائه.

ففي رواية (سعيد) كانت عائشة، أخت سعيد، متنورة، حيث جعلها لقمان سبباً في نجاة حبيبة سعيد (زهراء) التي كادت أن تفقد حياتها، أثناء مرضها، على يد مشعوذ يدعي أنه طبيب، حيث أغلق غرفة زهراء وملأها بالدخان، الذي كاد أن يقضي عليها خنقاً، فما كان من عائشة المتنورة إلا أن طردت هذا المشعوذ وأمرت بفتح النوافذ (رمز مكثف من لقمان للانفتاح على العلم والعقل ونور المعرفة) فعادت الحياة لزهراء (والزهرة أيضاً رمز آخر للتفتح بأكسجين العلم والمعرفة).

لم يقتصر هذا الاتجاه التنويري على سعيد وعائشة، بل وعلى صديق سعيد المخلص (عثمان) الذي كان يقدم دروساً تنويرية خلال الرواية، ولم يكن هذا الطرح اللقماني التنويري محصوراً فيما أشرنا، بل كان ديدنه في جميع مؤلفاته، ففي قصته الرائعة (كملا ديفي) تتمكن هذه المرأة من إعادة الفردوس المفقود للإنسان، ونادت بالحرية، بل وقرنت هذه الحرية بالعلم والمعرفة والأمن.. والمساواة بين الرجل والمرأة.. (راجع القصة)، فهو بحق الرائد الأول للفكر التنويري النهضوي في اليمن الحديث. ولا يغني هذا المقال عن قراءة مؤلفات لقمان، فهي أكثر إفصاحاً وعمقاً، ولا يكفي أن نقرأه أفقياً، بل يحتاج فهمه إلى قراءة عمودية، بل ولولبية. وندوة المجاهد محمد علي لقمان المحامي، الذي ستعقد في رحاب جامعة عدن في منتصف شهر نوفمبر القادم، ستميط اللثام عن جوانب أكثر خصوبة.

رئيس قسم الفلسفة - جامعة عدن

المرجع: المجاهد محمد علي لقمان: الأعمال المختارة، جمع وإعداد ودراسة أ.د. أحمد علي الهمداني
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي تاريخ وتراث 12 09-07-2017 11:03 AM
اسر ضحايا 13 يناير تقدم اسماء ضحاياها لمجلس الامن والمحكمة الدولية؛؛؛؛؛ الخليفي الهلالي سقيفة الحوار السياسي 11 06-02-2011 02:35 PM
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي سقيفـــــــــة التمـــــيّز 1 04-20-2011 01:52 AM
عدن المحتلة تقريرعن وحشية الاحتلال من 16-25 فيراير2011 حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 03-06-2011 12:45 AM
الصوفية في رأي محمد عبده يماني رحمه الله شيخ الحبشي سقيفة الحوار الإسلامي 1 01-15-2011 11:51 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas