هل حقيقة تعرفون شيئا عن الصوفيه

[ابن تيميه]

بسم الله الرحمن الرحيم أخي المسلم !!! انتبه !!! قف !!! واقرأ هذا الضلال العظيم :
هذه هي عقيدة الطريقة البرهانية القادرية الدسوقية الشاذلية من كتاب شيخهم ومنظرهم ومفكرهم المدعو محمد عبده عثمان البرهاني

إنه لمما يندى له الجبين أن تكون لمثل هذه المعتقدات الضالة الشركية مكانا في بلاد المسلمين ولكن الأشنع من ذلك والأفظع أن يُمَـكَّـن لها ويُسمَحََ لأصحابها أن يبثوا سمومهم بين صفوف المسلمين فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ونشكوا الى الله تعالى غربة الإسلام بين أهله وغربة المنكرين للمنكر بين المسلمين . والآن إليك جملة من هذه الضلالات التي حواها ذلك الكتاب الخبيث ـ والذي يحتوي على صورة صافية حقيقية لمعتقد هذه الطريقة الكفرية ـ المسمى بــ ( تبرئة الذمة في نصح الأمة وتذكرة أولي الألباب للسير الى الصواب )

ولقد رأينا أن نضع خطا تحت الضلالات والشركيات المذكورة ثم نتبع ذلك بتعليق موجز ليحذر القارئ وينتبه علما بأن الكتاب وللأسف الشديد قد أعيد طبعة بصورة فاخرة مغرية وذلك بمناسبة إحتفالهم المشبوه والذي أقيم هذا العام 1420 هـ ولكننا قد اعتمدنا في الترقيم على الطبعات السابقة فلينتبه القارئ الى هذا :

قال البرهاني في صفحة 40 من الكتاب المذكور أعلاه : الباب الأول في تنزل روحه القدسية في الحضرات الإلهية على المناظر العلية صلى الله عليه وسلم : أخبرنا ترجمان الأزل في مشهد المنن عن العلل أن صفات الله الأسنى وأسماءه الحسنى تقابلت في معاني الكمالات لإظهار حقائق الذات فأظهرت كل صفة ما يخصها من الجمال والجلال وأبرز كل اسم ما يقتضي معناه من الكمال وبقيت الذات الإلهية على ما هي عليه من البطون على حقيقة الكنزية في الكمون فاجتمعت حقائق تلك الأسماء والصفات حيث لا أين في مشهد معنوي للذات يقول كل منها أنا ، وإن أظهرنا هذا الكمال وأبرزنا هذا الجمال والجلال فإنما أخبرنا عن قطرة في بحر وحدثنا عن ذرة في قفر وهيهات هيهات أين منا ما حوته الذات فكيف السبيل الى ظهور الشؤون الإلهية الذاتية المتعالية عن الحقائق الأسمائية والصفاتية فحينئذ برزت إشارة كنهية بعبارة منهية إني قد اختلست من ذاتي نسخة جامعة لأسمائي وصفاتي بمزيد من حقائق الكنه الذي لا يعبر عنه أبرز فيه بروزا هو عين الكمون وأظهر فيه ظهورا هو عين البطون متصورا بصورة بديعة متـنـزلا في مشاهدي الرفيعة تكون تلك الصورة مجلى لشأوكم الرفيع ومظهرا لشأنكم البديع تستأثر في نفسها بما لها في قدسها من كنه لا يعرف وحقيقة لا تدرك ولا توصف فتكون نسبة ذلك المظهر الأكمل والمجلى الأعز الأفضل إلى مظاهركم العظيمة ومجاليكم الكريمة نسبة الذات الى الصفات يكمل ثنائي على علائي فشققت من الحمد اسمها إذ كان ذلك رسمها فسميته محمدا وأحمد ومحمودا وجعلته عابدا ومعبودا . أهــ

التعليق : هذه هي عقيدة الحلول والاتحاد والتي معناها أن الله تعالى قد حل في خلقه واختلط في مائه ودمه فأصبح المخلوق نسخة من الخالق بل هو عينه وأصبح الخالق حالا في المخلوق بل هو عينه ، والمخلوق في العبارات المتقدمة هو النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كما تلاحظ هي نفس عقيدة النصارى الذين قالوا إن المسيح ابن الله وأن الله هو ثالث ثلاثة ، أي حل الخالق في المخلوق تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وهذه العقيدة هي التي كان ينادي بها الزنديق المعروف بمحي الدين بن عربي ـ وهذا الزنديق هو غير ابن عربي الفقيه المالكي رحمه الله تعالى ـ فأي كفر وردة وضلال أعظم من هذا فكيف يصبح النبي صلى الله عليه وسلم عابدا ومعبودا في آن واحد مع أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) وقوله تعالى ( وما جعنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون ) مع أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بعث لينذر ويحذر من الشرك ويدعوا الى إفراد الله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ربوبيته وملكه كما قال سبحانه وتعالى ( اللَّه خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ {62} لَهُ مَقَالِيد السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِك هُمُ الْخَاسِرُونَ {63} قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ {64} وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِن أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {65} بَلِ اللَّه فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ {66} وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {67} سورة الزمر .، ولكنه الغلو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته في غير ما حديث كما قال أوقع النصارى في عبادة الأنبياء كعيسى عليه السلام والذي أوقع اليهود في عبادة الأولياء كعـزير رحمه الله وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع اليهود والنصارى في كل شيء وقد وقع فهـا هو النبي صلى الله عليه وسلم تعبده أهل هذه الطريقة ويؤلهونه ويضفون عليه سائر الصفات الإلهية فهو محمد وأحمد ومحمود وهو العابد والمعبود .تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

قال البرهاني في صفحة 48 من الكتاب المذكور أعلاه : وأما كماله الحقي الذي قد حباه الله تعالى به فأعظم من أن يدرك له غور أو يعرف له غاية إذ كان صلى الله عليه وسلم متحققا بجميع الأخلاق الإلهية وقد أوردت ذلك صفة صفة واسما اسما في كتابنا الموسوم بالكمالات الإلهية في الصفات المحمدية وسأذكر من ذلك ما دل عليه الكتاب الحديث تصريحا أو إشارات وتلويحا فمن ذلك اسم ( الله ) إ.هـ

التعليق : هكذا يؤكد شيخ هذه الطريقة المارقة أن النبي صلى اله عليه وسلم كان نسخة جامعة لأسماء الله وصفاته بل ولم يكتف بذلك فحسب بل عمد الى الآيات القرآنية فلواها وحرف الكلم عن مواضعه وقلب تفسيرها رأسا على عقب بما خالف فيه سلف هذه الأمة الأطهار الأخيار في تفسير تلك الآيات وهذا من جرأته على الله جل وعلا وافترائه عليه الكذب . قال تعالى ( وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ) وقال سبحانه وتعالى ( قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ) .

قال البرهاني في صفحة 48 من الكتاب المذكور أعلاه : ولهذا كان ظهور الحق تعالى عليه بالذات ألا تراه انفرد دون غيره بجميع الكمالات الإلهية ؟ لأن الصفات ترجع الى الذات لهذا نسخ دينه سائر الأديان لأن الصفات لا تشهد بعد بروز الذات بل تبقى علمها ولأجل ذلك بقيت نبوة الأنبياء على حالها وما انتسخ إلا أديانهم فنسبة القابلة المحمدية كنسبة البحر ونسبة قوابل الأنبياء عليهم السلام والأولياء رضوان الله تعالى عليهم كالجداول والأنهار ونسبة قوابل بقية العوالم كالقطرات من ذلك البحر وسبب ذلك أن محمدا صلى الله عليه وسلم مجموع العوالم لأن روحه العقل الأول كما شرحناه لك فيما مضى وقد علمت أن العالم كله مخلوق منه صلى الله عليه وسلم وقابليته وحده بقوابل سائر الموجودات فهو المستفيض الأول والمفيض الثاني لأن الفيض الأقدس الذاتي متوجه بالتوجه الأول ومنه يتوجه الى بقية المخلوقات بقدر قوابلهم فهو كل الموجود وله كل شيء وما أحسن قول الإمام اليافعي في مدحه صلى الله عليه وسلم حيث يقول : يا واحد الدهر يا عين الوجود و يا غوث الأنام وهادي كل حيران

التعليق : وهكذا يتبين لنا أن هذه الطائفة ما وقعت في هذا الإلحاد إلا عندما تأثرت بأقوال الملاحدة الأول الذين يقولون بقدم العالم وأن المحرك لهذا العالم هو العقل الأول وهكذا تقول هذه الطائفة أن محمدا رسول الله هو العقل الأول لكي تقرر أن ذات النبي هي عين الله وأسمائه وصفاته وأن هذه الأسماء والصفات ظهرت في النبي ظهورا تاما حتى أصبح كل من الخالق والمخلوق هو عين الآخر وأن كل الوجود هو عين الموجود من خالق ومخلوق فمجموع الكل هو عين الخالق ولذلك يقولون أن كل شيء مخلوق من النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيكذبون الله تعالى حيث يقول ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) وقوله تعالى ( إني خالق بشرا من طين ) وكذلك الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما الدالة على أن الله كان ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح مقادير كل شيء وأن الله خلق قبل آدم السموات والأرض والجان وخلق الإنسان في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل وأن الملائكة قد خلقوا من النور وأن آدم وذريته خلقوا من الطين اللازب وليس كما تقول المتصوفة المتأخرين أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من النور ونقول المتأخرين لأن المتقدمين منهم كالجنيد وعبد القادر الجيلاني كانوا على معتقد أهل السنة والجماعة في الجملة وفي هذه المسألة بالخصوص من أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من التراب كسائر بني آدم لأنه بشر ممن خلق الله إلا أنه أفضل وأكرم بني آدم على الإطلاق بل فضله الله على سائر الخلق أجمعين ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واله ذو الفضل العظيم ) ـ وبالتالي قالوا كذلك تظهر هذه الأسماء والصفات منتقلة من النبي الى الأتباع بحسب قوابل كل تابع عياذا بالله من هذا الكفر والضلال ، والنتيجة والخلاصة التي يريد أن يصل إليها هؤلاء أنه وبقدر قابلية التابع يمكن أن يتجلى الحق في الخلق أي تظهر أسماء الخالق جل وعلا وصفاته فيهم كل على قدر قابليته لذلك النور المحمدي وبالتالي فإن كل شيخ عندهم قد وصل الى مرتبة من هذا التجلي والحلول والاتحاد ما يمكنه من أن يقوم بأسماء الله وصفاته بل وأن يستغني حتى عن الأديان بل حتى عن الأنبياء فيصير متلقيا عن الله مباشرة (حدثني قلبي عن ربي ) ويصبح يعلم الغيب ويطلع على كل الناس في كل مكان ويسمع الأصوات ويفهمها على اختلاف اللغات ويغيث اللهفات ويفرج الكربات . أما قولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو غوث الأنام فهذا شرك أكبر لأن النبي بعد موته لا يغيث أحدا ولا يفرج كربة أحد هذه هي عقيدة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فكم أصيبوا بأزمان شدة وكرب وبلاء كعام الرمادة في زمان عمر بن الخطاب وحصل من الاختلاف في بعض المائل الفقهية ومع ذك لم يأت أحدهم الى النبي أو ناداه أو استغاث به بل توجهوا الى الله تعالى مباشرة لعلمهم أن النبي قد مات وأن الذي لا يموت هو الله جل وعلا ولعلمهم أن طلب الغوث من الأموات أو الغائبين أو فيما لا يقدر عليه إلا رب العالمين هو شرك أكبر وذنب لا يغفر بل يصير صاحبه إن مات على ذلك من أهل النار أبد الآبدين ودهر الداهرين .

قال البرهاني في صفحة 48 من الكتاب المذكور أعلاه : وإلى هذا اللحوق بالبحر المحمدي أشار سيدي الشيخ أبو الغيث بن جميل بقوله : خضنا بحرا وقف الأنبياء على ساحله . أ.هـ

التعليق : هكذا بعد أن ذكر كلاما طويلا خلص الى هذه القاعدة المعتبرة لديهم والمتقررة في عقيدتهم والمؤصلة في أفهامهم < أن الأولياء من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من سائر الأنبياء > ويكفي في رد هذا الهذيان ودحض ذلك الافتراء أن المتقرر في فطر جميع الناس أن الأنبياء عباد اصطفاهم الله تعالى دون سائر الخلق لحمل رسالته وتبليغ دينه وأنهم أفضل ولد آدم على الإطلاق كما جاء ذلك مقررا في الآيات والأحاديث التي لو أردنا سردها فقط دون تعليق لملأنا مئات من الأوراق ولكن كما قال تعالى ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) .

قال البرهاني في صفحة 55 من الكتاب المذكور أعلاه : تنبيه : اعلم أن للحقيقة المحمدية ظهورا في كل عالم يليق بحال ذلك العالم فليس ظهوره في عالم الأجسام كظهوره في عالم الأرواح لأن عالم الأجسام ضيق ل يسع ما يسعه عالم الأرواح ، وليس ظهوره في عالم الأرواح كظهوره في عالم المعاني ، فإن عالم المعاني ألطف من عالم الأرواح وأوسع ، ثم ليس ظهوره في الأرض كظهوره في السماء ، وليس ظهوره في السموات كظهوره عن يمين العرش ، وليس ظهوره عن يمين العرش كظهوره عند الله سبحانه وتعالى فوق العرش حيث لا أين ولا كيف ، فكل مقام أعلى يكون ظهوره فيه أكمل وأتم من المقام الأنزل ….. ثم مضى حتى قال : فارفع بهمتك يا أخي لتراه في مظاهره العليا ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ بمعانيه الكبرى فإنما هو هو . إ.هـ.

التعليق : هكذا يصرح الرجل بعقيدة الحلول والاتحاد وذلك بقوله < حيث لا أين ولا كيف > وقوله < فإنما هو هو > أي الله هو محمد ومحمد هو الله تعالى اله عما يقولون علوا كبيرا .

قال البرهاني في صفحة 263 من الكتاب المذكور أعلاه كلاما بين فيه تجلي الصفات الإلهية في الأنبياء والأولياء ثم قال : وحدث مثل ذلك لكبار الصحابة وأجلاَّء المشايخ وكل هذا دليل بَيِّن على استبدال صفات العبد بصفات الرب.إ.هـ.

التعليق : هكذا كما تقدم إنما يريدون أن يضفوا على الأولياء صفات الرب جل وعلا فيحل الخالق في المخلوق .

قال البرهاني في صفحة 274 ، 275 ، 276 مبينا معتقده في كل من أبي منصور الحلاج ومحي الدين بن عربي حيث قال: وقصة الشيخ أبي منصور الحلاج رضوان الله تعالى عليه توضح موضع الحيرة في أظهر معانيها … ثم ذكر قصته الى أن قال : فأنشد الحلاج قائلا: كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح ثم قال البرهاني : ومثل ذلك حدث للشيخ الجليل والولي الشهير محي الدين بن عربي عندما قال للناس : معبودكم تحت قدمي . ثم قال البرهاني : وإني أرى أن الشيخ الحلاج عليه رضوان الله تعالى لم يأت ببدعة عندما قال : ما في الجبة إلا الله .إ.هـ.

التعليق : الحلاج ومحي الدين ابن عربي قد أجمع العلماء على كفرهم وردتهم لأنهم يقررون عقيدة الحلول والاتحاد فالله عندهم في كل مكان في الجبة وتحت الأقدام فهو هو قد حل في الأنام تعالى الله عما يقول الكافرون الملحدون علوا كبيرا بل ويعترف الحلاج بكفره ويصرح بذلك ، ومع هذا كله فالبرهاني يترضى عنهما ويعظمهما ويبجلهما بل ولا يرى ما قالوه أنه من البدع فضلا عن أن يكون كفرا وردة وضلال . وما ذلك إلا لأنه يعتقد ما يعتقدانه ويقول بمثل أقوالهم فكلهم وجوه لعملة واحدة ألا وهي الكفر والزندقة متمثلة في عقيدة الحلول والاتحاد .

قال البرهاني في صفحة 277 من الكتاب المذكور أعلاه في الغيب ومراتبه : وأما الأولياء رضوان الله تعالى عليهم فيجمعون كل العلوم ظاهرها وباطنها ، علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين ، وقد بينا هذه المراتب بوضوح في باب مراتب الدين ، فهم رضوان الله تعالى عليهم أولى بإطلاق لفظ العلماء عليهم من غيرهم إذ أنهم يأخذون علومهم أولا من إلهام الملائكة ثم من مشائخهم رضوان الله تعالى عليهم وأعلى من ذلك أخذهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلى من ذلك من الله وحده جل جلاله كما يقولون : أخذت العلم عن ذاتي وبالإسناد عن ربي وأشياخي إشاراتـي بدوا من داخل الحجب

التعليق : هذه هي مصادر التلقي عنده ليس فيها القرآن ولا السنة المطهرة بل إلهامات الملائكة والأحلام والمنامات التي يرون فيها كما يزعمون النبي صلى الله عليه وسلم فيأمرهم بشرع جديد بل هم في كثير من أحوالهم يستغنون حتى عن العلوم النبوية لأنهم وصلوا الى الحضرة الإلهية حيث لا أين ولا كيف > حدثني قلبي عن ربي < ، أما الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فهذا هو أبعد الأشياء عنهم وهو آخر ما يفكرون في اتباعه والعمل به عياذا بالله من هذا الكفر والضلال .

ثم مضى البرهاني حتى قال في صفحة 281 : وهكذا فإن كل الكمَّل من البشر من رسول ونبي وصحابي ووليِّ يعلمون الغيب الذي لا يطلع عليه الملائكة ولا غيرهم ولكنهم لا يعرفون ـ مع مزيد علمهم الغزير ـ قدر النبي صلى الله عليه وسلم وغيبه إلا بما يعرفهم به صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقولون : يا طالبا عرفانه من غيره هيهات ذا صدَّت به فرسانه وقالوا : يا واحد الوجود ما زاد عنه مظهر الكون ما له فيه كنه

التعليق : هذه هي الخلاصة أن الأولياء يعلمون الغيب ولذلك يجب صرف العبادات إليهم من حلف وذبح ونذر وحج وصلاة ودعاء واستغاثة وتوكل واستعاذة واستعانة وبالجملة فما تركوا لله شيئا فكل ما تريده من الخالق أو تحذره فهو عند الأولياء مهما كان ذلك الأمر حتى الجنة والنار . والآن أخي المسلم تعرف السبب الذي من أجله أصدر الأزهر بيانا بتكفير هذه الطريقة وأتباعها ولذلك أيضا أهدر علماء الجزيرة دم هذا المارق المرتد محمد عبده البرهاني . فعلينا جميعا معاشر المسلمين والمسلمات أن نحذر من هذه الضلالات ومن أصحابها فإن تصحيح العقائد من أهم الأمور وآكدها على جميع المسلمين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .

--------------------------------------------------------------------------------

يا طالبي علم النبي محمد ***** ما أنتموا وسواكموا بسواء