المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > سقيفـــــــــة التمـــــيّز
سقيفـــــــــة التمـــــيّز كل ماهو مميّز وجميل يتم انتقاؤه من قبل مشرفي السقائف ووضعه هنا


كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) للمستشرق روبرت سيرجنت ...!!

سقيفـــــــــة التمـــــيّز


إضافة رد
قديم 12-25-2008, 01:41 PM   #21
باجرش
شاعر السقيفه

افتراضي

حفظكم الله ورعاكم دمت لنا رافداً متميزاً بالعطاء هذا جهد نعجز عن شكركم فيه ..يوثق للموروث ..ويعمق فينا القناعة بتميزكم ....نندم على كل موضوع لكم لم نطلع عليه في هذه السقيفة
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-26-2008, 11:59 AM   #22
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الترانيم ( ترانيم الصيادين )
لم أجد وقتا لدراسة فئة الصيادين و لهجتهم العامية وليست هناك دراسة متفحصة إلى حد ما ، وعلى أي حال يبدوا أن للبحارة نوعا من الترانيم يسمى سـوبان ، وهو بلاشك منظوم على بحر الرجز ويتناصف مع إيقاع التجديف وأعمال الملاحة البحرية وهناك صلات وثيقة بين صيادي المكلا وبحارتها من جانب، وبين البحارة العمانيين المعروفين بآل صور من جانب آخر ويمكن مشاهدة أهل صور بأعداد كبيرة في سوق المكلا ومن المحتمل ان يكون(السوبان) هو ذلك الغناء الذي يسمعه المرء كل يوم حين يمر القارب على مقربة من المرفأ لجلب الماء ، والذي يسمعه أيضا مع دقات الطبول، والغناء أثناء تكسير المحار البحري، وقد أخبرني الميجو ( رآي. سنلMajor.I.Sael ) وهو رجل على صلة وثيقة ومعرفة جيدة بهذه الأمور أكثر مني أن لكل مركب شراعي ضاربا خاصا على الطبل أثناء مختلف الأعمال في البحر وهو رجل من الأهمية بمكان بحيث يأتي في الترتيب الثالث بين أصحابه الملاحين بعد الربان ونائبه(79).


الخيبعان

لم يشر بن هاشم إلى الخيبعان في محاضرته ومن المحتمل أن يكون سبب ذلك انه لا توجد ألحان خاصة بالخيبعان وهناك احتمال أقوي من ذلك وهو السرية التي تحيط بهة ، حيث أن الخيبعان تؤديه نساء البيوت بالإشارة وذكر الأسماء وهو ( عيب ) يحتل الدرجة الأولى من الخطورة في جنوب الجزيرة العربية والنموذج الموجود هنا كان في الحقيقة قصيدة حصلت عليها زوجتي ، ومثل هذه القصائد ينظمها في الغالب شعراء من الرجال قد يكونوا أيضا ( من السادة أو المشائخ ) ولكنهم لا يقرون بنظمه حتى لاتلحق بهم الشائنة وهكذا هو الحال مع ان كثيرا من الناس يدركون الحقيقة ويعرفون ذلك الشخص بعينه الذي يقيم في جناح النساء ولهذا السبب لم أورد أسم ذلك البيت أو أسم الشاعر الذي نظم تلك القصيدة مع أن الاثنين معروفان لدي .ويوجد في عدن((80) نوع من الغناء في المحيط النسائي فقط وفي مناسبات الزواج يؤدى بطريقة المجموعة أو( الكورس ) هو (هديّاني واهدان ودان) والذي يبدو مطابقا للخيبعان ويمكن القول بأن كاتب مجلة (عكاظ ) التريمية كان يفكر في شئ من هذا عندما أشار إلى أغنية اسمها (الهداني) ، رغم أني لم اسمعها في حضرموت وللرجال أيضا غـنـاء يمدحـون فيه العريس واقاربه ويبدو أنها عـادة عربية مشتركة في المدن، حيث أن Snouck Hurgronje (81) قد سجل أغنية تغنيها البنات بمكة في مدح العريس ، وفي الحقيقة هناك حفلان من حفلات الزواج أحدهما في بيت العريس ويسمى ( المريه) والآخر في بيت العروس ويسمى (حكا)(82) ولا يسمع الرجل ما قيل في عروسه من مدح إلا إذا قامت العروس بترديد ذلك له بعد الزواج.
,إذا لم يكن هناك أحد الأقارب ممن يستطيع نظم الشعر فأنه يطلب مثلا إلى أحد المتشاعرين أن ينظم لهم ( الخيبعان ) بصورة سرية ويستلم أجرا مقابل ذلك، والمثال الذي أوردناه هنا هو من القصائد المنظومة لأحد البيوت الغنية وهو يحتوي في مجمله على أبيات بعيدة قليلا عن الطابع المحلي الذي يسود في قصائد شعراء الحضر وقد كان هذا ( الخيبعان ) منظوما على شكل حوار بين فتاتين صغيرتين من أهل البيت ولكنه لم يقدم بهذا الشكل عند الغناء فقد غنته مغنية واحدة ويبدوان شكل الحوار الغنائي كان شائعا وتوقف العمل به بعد ذلك ويحتمل أن يكون ( الخيبعان ) بشكل حوار غنائي في المناطق البعيدة من المدن .

تجتمع النساء وتشكل عادة دائرة في إحدى غرف الاستقبال وتضم الدائرة ثلاث نساء تحمل الطبول( هاجر كبير ومرواسين)( 83 ) وتحمل الكبرى منهن ( الهاجر) وهي الرئيسة ( الأم ) لهؤلاء النسوة المعروفات باسم ( المشترحات ) وهؤلاء المغنيات يعرفن نوع أغاني ( خوعلوي ) وتحصل هؤلاء النسوة المغنيات على الأجر النقدي والطعام مقابل أحياء حفل الزواج، وقبيل الزواج تردد المرأة المغنية أبيات ( الخيبعان ) حتى تتمكن من حفظها ، يمكن أن تكون هذه المرأة منتمية الى أي طبقــة من طبقت المجتمع ، وقد تكون من السادة كما هو الحال مع القصيدة التي أوردناها ، وحاليا توجد في تريم إحدى نساء المساكين معروفة بإجادة غناء ( الخيبعان ) ويبلغ اجرها على الحفلة روبيتين أو ثلاثة روبيات، ومن الطبقات الميسورة تحصل على اجر أعلى إلى جانب ثوب أو ثوبين مع الطعام.

ويقمن النساء ويرقصن على (الخيبعان) بخطوات إلى الأمام والى الخلف ثم يتوقفن ليتمايلن بشعورهن كما يفعل المزارعون أو الحرث (البقارة) في ( الرزيح ) ويسمى هذا ( نعيش ) من الفعل ( ينعش ) وتسمى هذه الرقصة في (الخيبعان) ( الزفين ) وبعد غناء نصف كل بيت يردد الكورس ( ياخيبعان ) أربع مرات وتكون الأولوية في الزفين لنساء السادة وأثنتان من نساء أهل بيت الزوج هنّ ( أمهات الدار) (84) وعندما يكتفين تحلّ امرأتان أخريتان وهكذا يستمر الزفين وأما في (عينات) فتقوم امرأتان من نساء بيت ( المنصب ) الحاضرات في الزواج لافتتاح (الزفين) وكذلك الحال في (حوطة ثبي) قرب تريم وفي بقية( المنصبات ) ويحضرن أيضا حاملات بخور اللبان في وعاء البخور يسمى المبخرة أو المقطرة وهو أناء أزرق يميل إلى السواد من الخزف الرقيق(85) وهذه من الكلمات الشائعة في المخطوطات التي تعود إلى ما قبل الإسلام وتردد حاملة البخور ( صلي على محمد ) كما تمتدح الحاضرات ، والدور التي تؤديه حاملة البخور ذو جوانب مختلفة وهي تسمى ( الشحاته ) وتقوم با لتبريك أو المباركة وخدمة المبخرة ومدح الحاضرات ويؤدين إطلاق ( الزغاريد ) ( الحجير) تعبيرا عن الفرح

وتصرخ النساء أيضا في الأعراس ( بالحجير) وهو صوت لا أستطيع الإفصاح عنه إلا بشكل تقريبي مثل : ( ألولولولويو يـ يـ يـوى يـ يـ ) وفي منطقة (علواء ) (86) يؤدي النساء صوتا يشبه الغطرفة وهو اصطلاح مستعمل في محمية عدن الغربية ويقابل (الزغروطة) في الأقطار العربية الأخرى ويسمع (الحجير) في المنطقة من ( سيئون إلى عينات) في المناسبات البهيجة، والولادة والختان، والرحلات ،والزواج، ووصول( المنصب ) وعند مجيء السيل..الخ أما في المناسبات الحزينة فيكون ( العويل ) .

وتردد الشحاته القول ( صلي على محمد ) مرتين أو ثلاثة مرات ثم تقول ما أترجمه بالفصحى ( على نسـل فلان بن فلان العمـر الطـويل والخير الجزيـل والعافية للأطفـال وبلـوغ الآمال (87) وهي بالطبع تستلم أجرا على ذلك، وتحضر أيضا في (الخطرة ) وهي وليمة كبيرة ( ضيافة) يقيمها والد العروس لجميع أقارب العريس بعد حوالي شهر من الزواج.وبالرغم من قصيـد (الخيبعان) المضجر والممل إلا أن مشاهدته على الطبيعة شئ جميل ورائع كما قيل لي.

________________________________

الهوامش


(79) للاطلاع على المزيد من الاغاني القصيرة الساحلية انظر ما كتبه دبليو كلاين W Clane في مقالة بعنوان الامثال واغاني الاطفال في جنوب الجزيرة العربية في المجلة الامريكية للغات السامية ( شيكاغو يوليو 1940م ص291.
(80) للمزيد من المعلومات عن الزواج في عدن أنظر( عادات الزواج عند العرب لكاتبه خان صاحب سيد حـمود حسن (التواهي عدن1934م) بالانجليزية وقام روسي Rossi بمعالجة هذا الموضوع عن ( الزواج باليمن ) لدرجو ما. وكذلك التسجيلات الصوتية التي جمعتها ولم تنشر بعد هي تسجيلات عن هذا الموضوع.

81) كتاب( مكة Mecca) لصاحبه هركرنجي ص137 كما يشير محمد محسن في ص157 من نفس الكتاب انه من عادات الزواج في اليمن يقوم ( النشاد ) بغناء قصائد من نوع شعر الغزل القديم وخصوصا تلك التي تختتم بمدح الرسول محمد ( ص ).
<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">(82) رأي أحدهم يقول: (يحكون للعروس) أي يقومون بعملية ( الحكا ) للعروس.

(83) جمع( مراويس ) روّس أي يضرب على الطبل.

<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">(84) قارن بما ذكره صلاح البكري في الجزء الثاني ص199من كتابه تاريخ حضرموت

(85) انظر G Ryckmans في كتابه Rtes e hnoyance ص 170 كلمة ( مقطر Mgtr يوجد احدها في متحف كامبردج .

</H1></H1>(86) قيل لي أن علوا (تعني الجزء الاعلى من وادي حضرموت وحدراء تعني الجزء الأسفل من الوادي وتعني علواء ما فوق سيئون ويستعمل هذا الاصطلاح علوى ليعني الجهة الغربية.

(87) تقول الشحاته : ( على نسل فلان بن فلان العمر الطويل لحياته وكثر عـداتـه وسـلّم أولاده وبلغـه آ مـالـه ومقاصده ).
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-27-2008 الساعة 11:33 AM
  رد مع اقتباس
قديم 12-26-2008, 12:25 PM   #23
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

أخترت لكم هذا النماذج لعلاقتها بمضمون الكتاب ...!!








































  رد مع اقتباس
قديم 12-26-2008, 06:03 PM   #24
بن الطيب الشبامي
حال قيادي
 
الصورة الرمزية بن الطيب الشبامي

افتراضي

كلمة شكر قليله في حقك استاذ ابو عوض
جهد جبار يستحق التقدير والثناء وخلع القبعه عالطريقه الامريكيه
دمت لنا ذخرا
  رد مع اقتباس
قديم 12-27-2008, 02:36 AM   #25
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

هرم السقيفه الكبير
أستاذنا القدير أبوعوض الشبامي
ماذا عسانا نقول أمام هذا الجهد الجبّار والمضني لتوثيقه للأجيال سوى دعوه لكم في جوف الليل بأن الله يوفقكم دنيا وآخره ،،
أتمنى منكم الإطلاع على الخاص للأهميه ،،
دمتم للسقيفه ولحلانها ذخرا وعونا ونبراسا مضيئا ،،
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-29-2008, 05:52 PM   #26
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.
الفصل الرابع

التسجيلات التجارية لأغاني جنوب الجزيرة العربية

شهدت جنوب الجزيرة العربية أول تسجيلات تجارية للموسيقى مع الأشعار العامية والفصحى التي لحنت بالألحان التراثية ، أو الألحان الشعبية الشائعة كاليمنية وخاصة الصنعانية والحضرمية ، ومع بعض من تلك الألحان التي توصف بأنها شحرية أو لحجية أو عدنية أودوعنية أو يافعية (1) وكان ذلك التسجيل أبان الحرب العالمية الثانية.

وأول مجموعة من الاسطوانات ظهرت في سوق عدن كانت تحت اسم ( بارلو فون ) Parlo Phone وكانت علامتها التجارية(& ) وقد صنعت في ألمانيا ولكني لم أتمكن من مشاهدة أي منها.

وأعقبت هذه المجموعة، اسطوانات ( أوديون Odeon ) التي كانت واسعة الانتشار في سوق عدن 1938م ، وتبعتها اسطوانات ( جعفر فون ) التي تم تسجيلها في عدن وطبعت اسطواناتها في بريطانيا ، وأعقبتها في السنوات الأخيرة من الحرب ( اسطوانات التاج العدني ) التي امتلك منها مجموعتين ، وقد تم الإعلان عن هذه الاسطوانات في البحرين ومن المحتمل أن تكون طبعت في العراق ، وتشمل كل من اسطوانات ( أوديون والتاج العدني ) على أغان حضرمية.

وقد قامت شركة أوديـون بالتسجـيل في إندونيسيا أيضا وخصوصا مع أوركسترا سورابايا الحضرمية ،وقد استمعت إلى العديد من هذه التسجيلات وأشهـر الذين سـجلـوا لشـركـة ( أوديـون ) في اندونيسـيـا اسمه (محمد البار) وينتمي إلى ( السادة العلويين ) من سكان ( القرين بدوعن ) ، وتصاحبه اوركسترا عربية تسمى ( فرقة أوركسترا الشباب العرب في سورابايا وجاو ا).
وتوصف تلك الموسيقى البهيجة التي تعزفها تلك الفرقة وتلك الأوركسترا بأنها موسيقى حضرمية محرفة ، أي أنها ممزوجة بالتأثير الأوربي الجاوي ، وهي تتميز عن الموسيقى الحضرمية التي استمعت إليها في حضرموت وتحمل نفس المواصفات المرتبطة بالفرق العربية السورية المتواجدة في أمريكا ، والتي تقوم بنفس الدور الذي تقوم به هذه الفرق في الفلكلور السوري(2) .

ولا أشك أن اليافعيين العائدين من حيدر آباد احضروا معهم عددا من الاسطوانات الهندية كما شاهدت في العديد من المناسبات اسطوانات اندونيسية في حضرموت ، وهي تختلف كلية عن تلك التي يغنيها الحضارمة العائدون من إندونيسيا ، وخصوصا أغاني شعراء مثل يحي عمر، ومنذ سنوات يستمع الحضارمة الآن إلى الموسيقى التي تقدمها الإذاعات العربية ، ولهذه الاسطوانات ووسائل نقل الأغاني والموسيقى أهمية كبيرة للباحث وهي عامل هام من عوامل تطور الثقافة في حضرموت (3).

_________________
الهوامش

( 1) كتلوج اسطوانات التاج العدني - إصدار الصافي وإخوانه (عدن غير مؤرخ إلا ب 1939م ) وتوجد لديهم قصيدتان دوعنيتان جيدتان ضمن المجموعة رقم ( 39 و 41).
(2) عناوين أخرى لاحظتها ( يقول الهاشمي شعب الخضيره..الخ ) (3) كتلوجات أخرى:
( أ ) الكتلوج العمومي الجامع لكافة اسطوانات اوديون عدن مطبعة الهلال 1938م إصدار الصافي وإخوانه.
( ب ) هلال العيد مطبعة النجاح بغداد 1938 طبع لحساب شركة البحرين.
( ج ) طبعة مبكرة من تسجيلات عدن كانت قد طبعت مع نهاية عام 1937م وبداية 1938 م




الفصل الخـامس
أدب المقـامـة

تعتبر المقامة الحضرمية خليطا من اللهجة المحلية والفصحى ، ولا تخلو من أخطاء نحوية كنت أقوم بتصحيحها أحيانا إذا لم يؤثر ذلك في النص(1) ، والثابت أن أسلوب ( المقامة الأدبية ) قد شاع واستعمل منذ زمن طويل باللهجة المحلية في جنوب الجزيرة ، ولدينا عينة جيدة لهذا النوع من الأدب في كتاب ( أقراط الذهب في المفاخرة بين الروضة وبير العزب ) لعبدالله بن علي الوزير(2) ، وتوجد نسخة جميلة من هذا الكتاب في المكتبة ( معهد الدراسات الشرقية والأفريقية ) ، وتضم مكتبة ( جون رايلا ندز ) مقامة من تلك المقامات كتبها أحد الحضارمة في الهند(3) ، ويبدو أن يهود اليمن قد مارسوا هذا الشكل الأدبي (4).

وأكثر المقامات الخمس التي أوردناها في الشواهد من هذا الكتاب لم يكتبها رجال متعلمون ، بل كتبها مشائخ وقبائل وهي تحتوي على إشارت تحمل طابع التقاليد والعادات المحلية بحيث يتعذر على القارئ العادي تفهمها إذ لم تشرح من قبل أحد المواطنين الحضارمة ، ويعالج المتعلمون أيضا كتابة ( المقامة ) إلا أنهم يبتعدون عن المواضيع المألوفة ذات الطابع المحلي .

واهم ما في المقامة هو هيكلها العام الذي تبني عليه ، إذ يقدم كاتب المقامة نفسه كشاهد على عراك يدور بين مجموعة من الحضور أو كمجادل متعصب لرأي أو قبيلة معينة ، أو أن أصدقاءه طلبوا منه أن يكتب للتسلية أو تقديم المعلومات عن موضوع ما ، وتعتبر مقامة المناظرة القبلية قريبة إلى الحياة والسلوك العام .

والمقامات من هذا النوع مقبولة ومفهومة للأشخاص الأميين الذين عندما تقرأ لهم يقابلونها بضحكات الاستحسان ، ويمكن للمرء الذي يريد أن يتعرف على الحياة في جنوب الجزيرة أن يتعلم الشيء الكثير عن المقامات إذ يكتشف كيف تبدأ المنازعات وكيف يتم حلها وإنهاؤها وهو شيء ثابت كغيره من الأشياء في حياة أهل الجنوب والحياة العربية عموما ، فالعلاقات الاجتماعية تمتاز بالصرامة والنمطية والثبات ،كما أن الفعل السياسي يقود إلى سلسلة من الأفعال المتوقعة والمتعارف عليها(5) ، ويبدو أن المواضيع الذي تتناولها المقامة مواضيع تقليدية مثلها مثل الأغراض التي يتناولها الشعر، إذ هناك بعض الحالات التي نكتشف فيها نسخا مختلفة لنفس المقامة ، أو حول ذات الموضوع لعدد من الكتاب كما هو الحال بالنسبة للنص الخامس من الشواهد فقد أخبرني الأستاذ محمد بن هاشم بأن لديه نسخة أخرى تدور حول الخصام والحوار الدائر بين الشاي والقهوة ، ومن المؤسف أن كثيرا من المقامات المكتوبة باللهجة العامية قد تعرضت للضياع خلال مئات السنين وقد حدثني الشيخ عبدالله الناخبي أنه أطلع على مقامة باللهجة وكانت غاية في الطرافة ، والإمتاع تدور حول مرور الصومال بالمكلا أثناء رحلاتهم لجمع اللبان ، وتصف عملية جمع اللبان بطريقة مثيرة و ساخرة متهكمة ، ولقد مات كاتب المقامة نفسها ولم يتمكن الناخبي من الحصول على نسخة منها مما يثير الحسرة والندم ، فقد يمكن الحصول على معلومات قيمة حول هذا الموضوع ، وقد كتب المقامة الثانية أحد السادة وهم غالبا ما يكونون ملاكا لمساحات واسعة من أراضي النخيل ، والمقامة تندد بالظلم والمنكر والاستبداد الذي يمارسه القبائل بدعوى حماية النخيل وحراستها،(*) مقابل ضريبة تفرض على محصول التمر هي في الواقع وسيلة للتشهير والدعاية المضادة كتبت بذكاء للتأليب وكسب تأييد الأوساط المتعلمة في الساحة والمقامة شأنها شأن الشعر وسيلة من وسائل التعبير في الشئون السياسية والاجتماعية ، وتنتمي الخطبة إلى هذا النوع من النثر وتصاغ على شكل موعظة أوخطاب يتناسب مع من يوجه إليهم وأحتفظ بواحدة من تلك الخطب لخطيب مجهول من تريم وهي خطبة تتناول( الجنس ) ولكن صراحتها وحسن مقصدها وسخريتها يتغلب على طابعها ( الشهواني )، وهي تكشف عن المعتقدات الغريبة المتعلقة بالجنس والشائعة في البيئة الحضرمية ، وقد احتوت هذه الخطبة على استشهادات من القرآن ويبدو أن الحضرمي لا يرى أي حرج في مواجهة الناس بخطبة قد لا تلقى استحسانهم ولم يكن في نيتنا نشر هذه الخطبة الأخيرة باعتبار أن هذا الكتاب ينشر للقراءة العامة ، وقد يستنتج قارئ المقامات الواردة في هذا الكتاب أن كاتبيها قد تأثروا على الأقل بمقامات بديع الزمان إلا أني أميل إلى الاعتقاد بأن المقامة الحضرمية المعاصرة تميل إلى أصول قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام فصاحب كتاب ( الحبوب ) وكاتب المقامة( رقم 5) بالرغم من ثقافة الأخير فأن كاتبها على شيء من الإطلاع على الأدب العربي القديم وقد لا يكون إطلاعه واسعا إلا أننا نستطيع أن نلتمس هذه الأصول في الأسلوب القديم( المفاخرة) وهو شكل أدبي لا يحتاج التدليل على قـدمه .

أما السجع أو سجع ( الخطبة ) فتنتمي إلى فترة قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام، وما هذه النماذج إلا محاكاة له وفي استطاعة المرء أيضا أن يدلل على ذلك بخطب السجع التي كان يلقيها (مدعو النبوة) المعاصرون للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

والسجع فن من فنون الأدب(7) وهناك قصة وردت في كتاب ( الأمالي للقالي ) (8) ، لشيوخ من علماء قضاعة وبالتحديد من ثلاثة فروع من القبائل المنتمية إلى قضاعة الذين كانوا يسكنون ما بين الشحر وحضرموت ( ولا أشك أنها الأرض الممتدة من الساحل إلى الوادي ) الذين حكوا عن مولاة من العبيد تدعى ( زبراع )( Zabra) وهي أيضا امـه ( وهي كلمة لازالت تستعمل إلى الآن لتعني المملوكة الزنجية ) وكانت كاهنة تتكلم بالسجع ويجاوبونها بذلك.

ولا يمكننا أن نستسيغ عقليا عدم وجود أشكال فنية في المدن الكبرى التي تأسست قبل الإسلام وهي ذات حضارات عريقة متقدمة حتى لو تعرضت هذه الأشكال الفنية للنسيان والزوال.

وقد أشرت في حديث سابق أن كثيرا من الأنواع الشعرية قد زالت خصوصا ذلك الشعر الذي يخص الطبقات الدنيا التي يشار إلى المنتمي إليها باسم ( ناقص ) وهو اسم شائع في جنوب الجزيرة ويعني الإنسان الذي لا ينتمي إلى منبت كريم أو عمل شريف،ولا يوجد من ذلك النوع من الشعر ألا أبيات مبعثرة هنا وهناك ، ولا اشك أن وثائق النشاط القبلي وصكوك البيع والتمليك..الخ..والتي لا تزال موجودة بين الأميين من القبائل قد كان لها شكل فني من أشكال النثر وبديباجة مسجوعة أو منظومة (9) وهذا الأمر لا يبعد كثيرا عن شكل المقامة رغم إني أعتقد أن المقامة شكل فني أزدهر في المدن حيث يمكن كتابتها.

ولمعالجة موضوع ( شكل المقامة) الذي وصلت إليه في القرن الرابع الهجري يمكن الرجوع إلى ما تناوله بإسهاب الدكتور زكي مبارك ومن المؤكد أن مقامات ( بديع الزمان ) التي كتبها بعد عام 382 هجرية تكشف عن كاتب يمارس شكلا فنيا بلغ مستوى رفيعا في أسلوبه وأسسه وتقاليده الفنية مما يدل على أن هذا الفن يستند على أصول وأعمال فنية مماثلة سابقة كما يرى ( زكي مبارك )(10) أجل أن المقامة في العصر الوسيط من الممكن أن تكون مزيجا من العديد من الموضوعات والفنون الأدبية كمقطوعات ألقاب القرى والبلدان أو شعر الأسفار والرحلات والحكايات الشعبية(11) التي تتخذ لها شخصية أو بطلا شعبيا مثل ( جحا ) في العصور المتأخرة وشعر المفاخرة..الخ كل هذه الفنون نمت وازدهرت وبلغت مستوى عالي من الإجادة والإتقان في البيئة الثقافية والأدبية الزاهرة لمدينة بغداد.

ولهذا نستنتج بصورة مؤقتة أن المقامة في جنوب الجزيرة تستند في حبكتها وشكلها على أسس تمتد إلى عصر سابق لبديع الزمان وكان مسرح هذا التطور هو شبه الجزيرة العربية ، وهذا بالرغم من اقتناعنا من أن مبدع هذا الشكل الفني في النثر العربي قد ترك بصماته دون شك على المقامة الحضرمية إلى حد ما ، ولم يعد شكل المقامة في الوقت الحاضر شكلا مقبولا إذ يبدو أن المقامة قد بدأت في الانسحاب تاركة مكانها التيارات الأدبية الحديثة كما هو الحال في البلاد الأخرى، ولا أظن أن السادة سيمارسون هذا اللون من الفن بعد أن انصرفت أنظار الأوساط المتعلمة متجهة إلى الخارج .

______________________________
الهوامش
(1) أعتقد ان مثل هذا المشروع هو ما سيفعله أي حضرمي وقد يذهب ابعد من ذلك فيعيد كتابة الأبيات غير الصحيحة نحويا.
(2) أنظر ما كتبهFlouit عن النصف الأول من القرن الثاني عشر في حضرموت، وكذلك ما كتبه بروكلمان في كتابه الأدب العربي العام G A L الصفحات من 281 إلى 399 الخ. وقد كتب ذلك عام 1123هـ 1711م . انظر أيضا ما كتبه ( الشوكاني ) في كتابه (البدر الطالع القاهرة1348 ج1ص 390).
(3) أنظر ما أوردA.Mingana في مدونة المخطوطات العربية cat of Arabic mainuscripts the john rylands library وقد كتب المقامة أبو بكر بن محسن الباعودي العلوي الحضرمي عام 1735م تقريبا ويبدو أن هناك لبسا في نسبه وقد يكون الصحيح هو باعبودي وتسمى كل مقامة على اسم احد المدن الهندية. وهو تأثر واضح ببديع الزمان وهي تختلف نوعا من مقامتنا المحلية.
(4) انظر ما كتبه واي آ كلاوسننر Y.A. KLAUSNER
Saluatcn R0mae in yemente B ook Of Maqamqs Kirjath Sephen Oet 1945 xx11 NO 2 P172
(5)انظر مقالتي ( قضيتان من القضايا القانونية القبلية ) في المجلة الملكية للدراسات الآسيوية (لندن 1951م) .
(6) لاشك أن زوال الأدب الحضرمي لفترة ما قبل الإسلام يعود إلى طبيعة المواد التي كتب عليها فهي مواد قابلة للتلف إلا أن العثور على نسخ قديمة من القرآن بالخط الكوفي في( حوراء ) أنظر مواضيع في تاريخ جنوب الجزيرة العربية يشير إلى إمكانية العثور هناك على مواد مكتوبة قبل الإسلام.
(*) الشراحة (المترجم ..
(7) فيما يتعلق بهذا الأمر وجدت من الصعب الاعتقاد بأن الذين يستطيعون الكتابة كانوا أندر مما هو عليه اليوم في بلاد العرب لوجود كثير من الكتابات المحفورة في الطرق الهامة
(8) أنظر كتاب (الأمالي ) للقالي(القاهرة 1926م ) الجزء الأول ص129
(9) يفاجأ المرء كثيرا بما يجده من عبارات وثائقية ورسمية ( واكليشات ) فنية وسجع بين وقت وآخر في الوثائق القبلية.
(10)أنظر كتاب( النثر الفني في القرن الرابع لزكي مبارك القاهرة1934 م) خصوصا الكتابات الرائدة لبديع الزمان، وقد تجنبت الإشارة إلى مكانة القرآن في الأدب العربي حيث كتب الكثير حول هذا الموضوع ، إلا انه يمكن الرجوع إلى ما أورده زكي مبارك في كتابه المذكور.
(11) أنظر ص9 من كتاب الهمداني ومنظومته الرحلات ص 235.

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-29-2008 الساعة 07:07 PM
  رد مع اقتباس
قديم 12-29-2008, 06:28 PM   #27
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الفصل السـادس

القصيدة الكلاسيكية والشعر العامي العربي

عند ظهور الإسلام كان شعر البطولة العربية الذي تضمنته القصيدة الكلاسيكية قد بلغ مستوى من التطور خلال تاريخ طويل ، ومن خصائص القصيدة الكلاسيكية إنها تعالج أغراضا تقليدية على نسق متوارث مسلسل حتى تصل إلى الغرض الرئيسي الذي يريد الشاعر أن يعبر عنه، وليس من الضروري الآن الدخول في بحث مستفيض حول هذا الشكل الفني المعروف إلا أنني وأنا أتناول هذه المادة الأدبية الحيـّة الحضرميـّة ، أعتقد أنني سأقدم أسـسـا للبحث حول ما كانت عليه القصيدة الكلاسيكية قبل أن تصل إلى شكلها المكتمل.

أن البحث حول تاريخ القصيدة الحضرمية بالاستناد على لهجة عربية لأي بلد عربي غير الجزيرة العربية سيكون قائما على أرضية هشة ، كما أن الاعتماد على ما يسود في مدن الحجاز حيث حدثت تطورات تاريخية كثيرة يجعل المرء يشك فيما يحصل عليه من مواد يعتقد أنها من الأشياء التي لم تندثر ، بينما هي في الواقع ليس إلا تطورات وتأثيرات سائدة دخلت على اللغة العربية الفصحى ، أما في جنوب الجزيرة العربية فقد بقيت معالم الحياة والحضارة العربية القديمة كما هي باستثناء تغييرات طفيفة ، وهي حقيقة يمكن توضيحها بمقارنة المواد الثقافية المعاصرة بالعاديات الحميرية في متاحفنا ، وقد كان السفر إلى( بيحان ) قبل عشر سنوات يعني الدخول إلى العصور الوسطى أو بالأحرى الدخول إلى العالم القديم ، ولا تزال كنده التي أنجبت أحد أعظم الشعراء القدماء تعيش في المناطق العربية من حضرموت( أنظر ص31من المقدمة ) كما لا يزال اسم( دمون ) الذي يشير إليه إمرؤ القيس في أشعاره باقيا كاسم البلدة في ضواحي تريم ، ولازال الحضارمة يرددون أن امرأ القيس كان ينتمي إلى هذا المكان ولم أجد ما يدعوني إلى الشك في هذا الرأي.

ومن خلال تناولنا للأغاني والقصائد أعتقد أنني سأقدم دلائل كافية وشواهد تشير إلى أن البعض منها عريق جدا وموغل في القدم ، وسنجد أن العامل الديني هو عامل إسلامي حديث نسبيا ، ولا أعني بذلك الأشعار نفسها بل أعني التقليد المتبع في نظمها وهذا يطابق ما نقوله عن المعمار في حضرموت ، فإذا لم يكن هناك بناء قديم جدا فأن الأسلوب المعماري هو المقصود بالعراقة والقدم ، وهو نفس الحال بالنسبة إلى الأضرحة والشعائر والطقوس الدينية المتعلقة بها والتي تمثل بدون شك شيئا قديما حقا.

وقد دار نقاش مستفيض بين العلماء والباحثين حول وجود وموطن لهجة ما قبل الإسلام والجزيرة العربية ، وحول الظاهرة الغريبة في عدم وجود آثار كافية الوضوح عن اللهجة السائدة في شعر ما قبل الإسلام ، وقد تم افتراض النظرية المتعلقة بوجود أسلوب شعري عام تأسس وساد قبل الإسلام ، وتم التوصل إلى هذه النظرية كما أعتقد من مقارنة الأسلوب الشعري لدى شعراء من مختلف بلاد العرب القديمة ، ومن الأشياء التي أثارت دهشتي أثناء استعادتي لقراءة شعر ( الروله Rwala ) في مجموعة موسل الشعرية اكتشاف أن معظم شعر( الرولة ) يمكن أن يكون مفهوما لدى الحضارمة الأميين في أسلوبه وعاطفته ، إذا تجاوزنا الاختلاف بين الشعر الفصيح والمعاصر والقديم ، وشعر الحماسة والبطولة العامي ، يمكن بقدر كبير استعمال حركات الأعراب ، وأعتقد أيضا أنه في الإمكان نظم أشعار يمكن قراءتها باعتبارها عامية أو فصحى ومع التزام الأسس العروضية لكل من الشعر الفصيح والعامي ، وأن ذلك مبادئ تكميلية أكثر من كونها متعارضة مع المبادئ العروضية للشعر العربي القديم ( الكلاسيكي )، ومن السخف أن نشك في صحة الشعر العربي القديم أما مقالة مرجليوت فأنها قد مست الموضوع مسا رقيقا ، كما أن الاحتمالات التي وردت بها تدحضها أقل المحاولات للتعرف على جزيرة العرب المعاصرة، بحيث يجعل تلك المقالة غير جديرة بالدفاع عنها، فـلـو نظرنا إلى قصـــيدة ( بني مغراه ) ، وهو نوع من الشعر تبدو أسباب قدمه وعراقته متوفرة ، سنجد أن براعة استهلال الشعر يتناول أحيانا مواضيع مختلفة مثل الدخول في موضوع القصيدة ، وغالبا ما يكون هذا الاستهلال تقليدا متعارفا عليه حيث يستهل الشاعر قصيدته بقوله: ( بني مغراه ) ثم يدخل في حديث الغزل ، والقصيدة في هذه الطريقة تشبه القصيدة الكلاسيكية التي غالبا ما تشتمل على تلك الموضوعات المألوفة وتمر عليها مرورا سريعا حتى يبدأ الموضوع الأساسي ، ولا يقتصر الأمر على قصيدة ( بني مغراه ) فقط في التزام هذه الموضوعات المألوفة قبل الدخول في الموضوع بل يتعداه إلى كثير من أنواع القصائد الأخرى.

وقد كنت بين الحين والآخر أشير إلى عراقة موضوع شعري بعينه فمثلا أشرت إلى الفترة الزمنية المتعلقة بقوم ( أبي زيد الهلالي ) ، والتي من الممكن أن تكون بدايتها في هذه المنطقـة من الجزيرة العربيـة وهي أيـام لازال الحديث مستـمرا عنها عن طريق الروايـة الشفويـة المنقولـة أبا عن جد.
وهناك ( التهويد ) (رقم 11) وهو نص ليس له علاقة مباشرة ببقية النصوص على أية حال وقد أشرت إلى أمثال هذه النصوص لمجرد التأكيد على بقـاء واستمرارية تناقل بعض الآثار الأدبية بالتواتر والرواية الشعرية.

وهناك مجموعة من المواضيع الشعرية تـتـناولها قصائد مستقلة وأحيانا أخرى بشكل تستهل بها القصيدة قبل الدخول في الموضوع المقصود ، ومن هذه القصائد الشعر الذي يدور حول المطر والسيول ، التي تروي الحقول ، وقد أورد الهمداني قصيدة من هذا النوع ولذي أيضا قصيدة عن ( السيل ) حصلت عليها من بلاد( الصبيحي ) ( المحمية الغربية ) ، ولكنني لم أقم بنشرها هنا، وكثير من قصائد جنوب الجزيرة العربية يستهلها الشاعر بإشارات إلى السيل خصوصا تلك التي أشار إليها أحمد بن فضل العبدلي(1) ..

ومن الشواهد الواردة بهذا الكتاب كثير من الإشارات إلى السيول والغيث أو السحاب والمطر والرعد ، وفي القصيدة الثانية عشر يلاحظ المرء إشارات خاطفة إلى موضوعين في قول الشاعر مثلا:

بني مغراة تحوَّ ل ولو خاطرك محنـُون

فالتحويل ( الحول ) لا يكون إلا بهبوط السيل وهي مناسبة للعزاء والسلوان ، مما يشير إليه الشاعر بنفس الدرجة من الاختصار وهو انشغال القلب وانزعاجه وهي إشارة مختصرة جدا إلى السهر والأرق الذي يعاني منه من شدة الوجد والحب ، أما قصيدة الأسفار والبلدان فهي موضوع آخر ربما نجد له أصولا وجذورا في القصيدة العربية الكلاسيكية.

ويظهر هذا الخليط من المواضيع التقليدية فالقصيدة التي تحصلنا عليها من ( رحيّم ) وهي القصيدة العاشرة تدور حول ( زيارة هود ) ، ولكن الشاعر يستهلها بمقدمة دينية إسلامية البيت ما قبل الخامس ، ثم إشارة إلى السهر والأرق ، ثم إلى رجاء ( الرحمة )، (وهي كلمة تعني المطر) ، ثم إشارة إلى ( السلف الصالح ) ، أما قصيدة ( عبدالحق ) ( رقم13) فتحتوي إلى إشارة إلى المطر والسيل وتوسل إلى الله و إشارة إلى النبي والصحابة ، ثم يعالج جزء من القصيدة موضوع ( الصيد ) ، والجزء الآخر موضوع ( المحبوبة ) أما القصيدة السادسة والعشرون وهي أشهر القصائد في الشعر الشعبي فتعالج عددا من الموضوعات أيضا ، ومع اعتبار شكل القصيدة وتكوينها فأنه من المألوف أن تعتبر القصائد التي تعالج مواضيع منفردة ( مقطوعات شعرية ) ، أو أجزاء من قصائد بل كأنها مجزوءة من قصائد كاملة ، ويبدو من المعقول أن نعتبر القصيدة مكونة من عدّة قطع ولنتذكر أن معظم القصائد القديمة كان تنظم مصحوبة بالغناء ، فيشرع الشاعر في تناول مواضيع مألوفة وبعبارات جاهزة يرددهـا الشاعر وينشدها المستمعون معه بصورة تلقائية

حتى يكون الشاعر قد تهيأ عاطفيا وسرت فيه حرارة الشعر فيدخل في موضوعه بقوة ودقة وتصويب ، ولا أعني بهذا أن القصيدة الكلاسيكية منذ بداية الإسلام كانت تنظم بهذه الطريقة إذ يبدو أن الشعراء ينظمون أشعارهم في لحظة التهيؤ والاستثارة ، فتكون لديهم قطع شعريــة كما هو متـوقع من مجتمـع بلغ درجة عالية من التطور الحضاري غير معتمدين على الأداء الارتجالي وحده ، على أن شكل القصيدة يعتمد أساسا على الظروف المواتية للشعر في لحظة الارتجال ، واليوم تقف القصيدة ذات الموضوع الواحد جنبا مع جنب مع القصيدة الكلاسيكية الفصحى وشعر ( بني مغراه ) ، وأعتقد أن النوعين الأخيرين هما نتاج تطوير مختلف ومن مصدر شعري عام ومشترك ، ومن التهور إصدار حكم في أسبقية أحدهما على الآخر.

والقضية التي أريد أن أطرحها وباختصار هي أن القصيدة العربية الكلاسيكية شكل شعري متطور كما نعلم تحتوي على مجموعة من المواضيع منسقة تنسيقا متعارفا عليه ولكنها مأخوذة بأكملها من المواضيع المبسطة في الزامل البدوي، و( الدان ) و( الرجز ) ويكاد أن يكون كل مابقي من شعر ما قبل الإسلام ، وهو شعر البطولة والفروسية الحربية وشعر الغزل الذي نظمه شعراء القبائل البارزون مسبوكا بأسلوب شعري ولغة فصيحة ليست متداولة في الحياة اليومية ومن خصائص شعر البطولة والحرب والمهاجاة أن يكون مفهوما بشكل عام كما انه في نفس الوقت يبتعد عن العامية التي قد يعتقد أن بها شيئا من الإسفاف والهلهلة. وأعتقد أن ضياع كثير من الشعر العامي ، شعر الفلاحين والباعة والذي يمتد إلى ما قبل الإسلام يعود إلى أسباب اجتماعية ، ويعود أيضا إلى أن مجموعة من الحضر قد رافقوا القبائل في هجرتهم إلى خارج الجزيرة العربية ولم يبق إلا القليل من ذلك الشعر الذي خرج عن نطاق شبه الجزيرة العربية(2)، وعندما يتوفر لدينا قدر أكبر من الشعر العامي في بلاد العرب فسيكون في مقدورنا تصور ومعرفة الشكل الحقيقي والذي كانت عليه القصيدة قبل الإسلام واختبار هذه الآراء التي بنيناها على دراسة شعر جنوب الجزيرة المتوفر لدينا الآن.(3)
_________________________________

الهوامش
(1) أنظر كتاب ( المصدر المفيد ).
(2) يمكن الافتراض طبعا أن ( الحضر) كانوا ( موالي ) للقبائل عند خروجهم من بلاد العرب أنظر الفصل الثاني. حين تناولنا التقسيم الطبقي وشعر ما قبل الإسلام.
(3) أنظر ما ذكره لا ندبرج في اللغة العربية ولهجاتها La Langue Arabe of Sel Dialects (ليدن1905م) حيث أن قراءة لك ذلك متعلق بهذا الفصل.























.
  رد مع اقتباس
قديم 12-30-2008, 01:29 PM   #28
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الفصل السابع
( التراجم ) أو بعض معلومات عن أصحاب النصوص الواردة في الشواهد


( 1 ) أحمد بن عبد الله بركات ( صاحب المقامات رقم,1,3,4والقصيدة رقم 24 ) من أهالي شبام وهو قروي مهنته لحام نحاس يقوم بتبييض الأواني النحاسية ، له أخوان يشتغلون بالتجارة (توفى عام 1348هجرية ) 1930م في شبام ، حيث لازالت ذكراه كشاعر ساخر باقية وقد تمكنت بفضل مصطفى بن سميط من الإطلاع على مجموعة مقاماته في شبام وقيل لي انه كتب شعرا يسخر فيه من ( آل باعطوة ) الشعراء المحترفين المكتسبين بالشعر ولكني لم أتمكن من الإطلاع على شئ من ذلك.

( 2 ) السيـد طاهر بن حسين بن طاهر العلوي: صاحب لنص ( رقم2) ، أورد كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) (1) أن السيد طاهر من مواليد عام1184هجرية (1770م) ويزودنا بتفاصيل مستفيضة عن حياته وأعماله كما أنه يشير إلى أن السنوات ما بين 1116 الى1275 هجرية (1704الى 1848م) كانت فترة حالكة السواد في حضرموت، وتعتبر صفحة سوداء في تاريخها حيث كانت القبائل المتصارعة في تلك الفترة اضطهدوا سكان البلاد وأدت الفوضى المتفشية نتيجة للصراعات العنيفة بين يافع وقبائل حضرموت إلى نزوح المصلحين والتجائهم إلى المناطق القريبة ومنهم والد السيد طاهر الذي اشتهر بعلمه وورعه إلا انه لم يتقاعس عن حمل السلاح لمقاومة النهب والسلب الذي كان يقوم به رجال القبائل وخصوصا آل تميم الذين كانوا يتحرشون بهم. وبالرغم من أن السادة العلويين قد تركوا حمل السلاح ونذروا أنفسهم لخدمة الدين (2) لم يتردد في أن يكون رجلا مدافعا عن مصلحة أسرته وفي قيادة ( المقاومة ضد الذين يغيرون على حضرموت) مخالفا رأي معارضيه .
سافر السيد طاهر إلى أكثر مناطق بلاده كما زار الحجاز وكانت وفاته عام 1241هجرية (1825م) في المسيلة وله قبر يزار، وهو أحد أجداد صديقي علي بن عقيل، وجد الكاتب المعروف والمؤرخ وأحد الشخصيات السياسية في بلاد العرب وجزر الهند الشرقية ( محمد بن هاشم ) .

( 3 ) السيد أحمد بن محمد المحضار صاحب النص ( رقم 3 ) ، يقول ( رحـيّم ) أن هذا الكاتب من أهل القويره بوادي دوعن وهو ينتمي إلى آل الشيخ بوبكر ، وهو أحد الأولياء المعروف ب ( ولي القويره) ، وأميل إلى التساؤل في نسبة هذه المقامة إليه حيث أنه من سكان القويره بينما تشير المقامة إلى ( حبان ) ، ومن المحتمل أن يكون من ( المحا ضير ) أهل حبان وهم في الأساس ينتمون إلى ( عينات ) استقروا في حبان من مدة تقارب الثلاثمائة سنة ، وكذلك في ( الوجا ) ، وهما منطقتان في سلطنة الواحدي ، لا أعرف شيئا عن هذا الكاتب.

( 4 ) عبد القادر بن عمر بن مبارك ( أي المبارك ) بن شيبان المعروف (بالشعيرة) صاحب النصوص رقم5,19,25,29, 39,40 . ينتمي الشعيرة (أي الشاعر الصغير أوالشعـرور ) إلى قبيلة ( تميم ) التي تقطن المنطقة المجاورة ( لحوطة ثبي ) حيث ولد الشعيرة ، وقد ورد أسمه بين الموقـّعين على أحدى الوثائق التي قمت بجمعها وأتأهب لنشرها وهي وثيقة تتعلق ( بحوطة ومنصبة ثبي) مؤرخة بعام 1341 للهجرة (1922م) وقد سافر إلى جاوا مرتين على الأقل ثم عاد إليها بعد فترة من توقيع ( وثيقة ثبي ) حيت وافته المنية في سورابايا عام 1342 للهجرة (1923م) ، وفي نشاطه السياسي كان من المناصرين للسلطان القعيطي ضد الكثيري ، كما انه كان مناوئا للإرشاديين في إندونيسيا ، وقد ساهم بنثره وشعره في الدعاية ضد الإرشاديين المناوئين للسادة العلويين في جاوا وسنغـفوره ، والذين كانوا يعارضون أحقية السادة في التميز الديني والاجتماعي الخاص بفضل انتمائهم وانتسابهم إلى الرسول ( ص ) ، وما لبث أبناء ( الشعيره ) أن وقفوا موقفا معارضا لمذهبه وأصبحوا إرشاديين ، وأتلفوا آثار أبيهم الأدبية وخصوصا تلك التي تتعلق بالدعاية ضدهم ومهاجمتهم.
وقد علمت من ( رحيـّم ) أنه لازالت توجد دواوين مخطوطة من شعره في حضرموت إلا أنها تختلف في محتوياتها لعدم وجود ديوان معتمد موحد وأظن سبب وجود مجموعات شعرية مختلفة المحتوى لديوان ( بامخرمه ) وهو من الأعلام السياسيين في قرون سابقة يعود إلى العصبية والتحامل السياسي الذي أدى إلى طمس بعض القصائد وانتحال البعض الآخر(3) .
وقد نشرت هنا عددا من قصائد ( الشعيرة ) اخترتها من بين خمس وسبعين قصيدة كان قد حصل عليها ( رحيم ) وهي قصائد تمتاز بجودة وطرافة مختص بها ، ويكنى الشعيره نفسه في ( التخلص ) بـ ( أبو صالح ).

(5) ربيـّع بن سليم ( صاحب النص رقم 7) ينتمي هذا الشاعر إلى عائلة ( بادييخ ) وهي واحدة من أربع فئات أو مكاتب ( مفردها مكتب ) تنمي إليها فئة الدلالين (4) بتريم ، وهناك عداء تقليدي مستحكم بين الدلالين وبعض من السادة على الأقل .
وليس عندي إلا القليل من التفاصيل عن حياة ( ربيـّع ) الذي نالت قصيدته الكثير من الحفاوة والاهتمام في وادي حضرموت ، والتي لا يزال ويذكرها ويحفظها الكثير من أهالي تريم ، وقد حكى لي محدثي حكاية شبيهة بتلك التي يرويها سكان بلاد العرب وقد جرت أحداث هذه الحكاية بين الشاعر ربيع وشاعر حضرمي آخر هو الشاعر ( باجراده )، الذي توطدت بينهما أواصر الصداقة في سنقفوره ، ودفعت الضائقة المالية الشاعر ربيّع أن يستدين بعض المال من أحد الصينيين هناك وعجز ربيّع عن وفاء دينه فأقام الصيني عليه الدعوى وحكمت المحكمة عليه بالسجن ، وكان يعيش في سنقفوره عدد كبير من السادة الأغنياء من أمثال ( السري وآل الجنيد وآل الكاف وآل السقاف..الخ ، وقد أستنجد ( باجراده ) بهم وحثهم على تسديد دين ربيّع ولكنهم رفضوا ولم يكن أمام ( باجراده ) إلا اللجؤ إلى الحيلة لإقناع هؤلاء السادة بضرورة زيارة ربيع للتخفيف عن مصابه (مؤانسته) كحضرمي مثلهم وعندما ضمهم المجلس مع الشاعرين أنشد باجراده قائلا:

قد قلت لك يا ر بيّع لا تقس .... واليوم حبلى وبانت بها شواء

فرد عليه الشاعر ( ربيّع ) ملمحا إلى السادة :

عسى الولاده تقع في يوم زين ......... والكوبره ما تقصر في الدواء(5)


وقد نظمت القصيدة المنشورة بالشواهد بمناسبة هزيمة يافع الذين كانوا يدعمهم القعيطي وانتصار الكثيري عليهم ، وقد كانت ليافع السلطة على تريم حتى عام 1847 م فسقطت المدينة من أيديهم (7) ، وهناك جواب عليها في قصيدة للشاعر سعيد علي باجراده وعندي نسخة منها إلا أنها لاتجاري قصيدة ( ربيّع ) في الإجادة والإمتاع. وكما ورد في كتاب ( الوقائع ) يقال أن ربيع قد نظم تلك القصيدة في جاوا حال وصول الأخبار بأحداث تريم.

عمر بن محمد باعطـوه ( صاحب النص رقم 7 ) ، تعتبر عائلة ( باعطوه ) عائله موثقه توثيقا جيدا ، فقد خصص ( سي سنوك هركرنجي ) مقالا كاملا عن هذه العائلة ودعم مقالته بقائمة وراثيه توضح أنساب هذه العائلة وجذورها(8) التي تشعبت فروعها في مختلف أجزاء حضرموت ، وكان كل ذلك في حديثه المفصل عن عمر بن محمد باعطوه نفسه وقام ( لندبرج ) (9) بتحقيق ونشر قصائد باعطوه ، وقد قابلت أفراد أحد هذه العائلة في شبام، وهو رجل ملم بالكتابة وهو الذي كتب لي هذه القصيدة المنشورة هنا مع قصيدتين أخريين كانت إحداهما لعوض بن عمر وقد ذكره لندبرج أيضا(10) رغم وجود اختلافات واضحة بين النصين.
أما (هرش)Hirsch (11 ) فقد مدحه باعطوه في قصيدة مقابل أجر عليها وهي لدي، وأشار صلاح البكري(12) إلى الروح الموسيقية أو الطابع الغنائي في أشعار باعطوه ، وهذا صحيح إذا علمنا أن أكثر أشعار باعطوه كانت منظومة على الأغاني الشعبية ، خصوصا القصائد التي نظمها آل باعطوه في وصف الحروب بين يافع والكثيري ، وتلك المتعلقة بالشعر الغنائي أو الغزلي، ويزعم آل باعطوه أنهم ينتمون إلى بني هلال وهي أشهر قبائل حضرموت كما أنه عشق الموسيقى وجعل منها حرفة له.
وليس لدي ما أضيفه إلى هذه المصادر غير قولي أن آل باعطوه كانوا يرافقون قبائل المنطقة في مناطق استقرارها وحروبها ، ولكنهم ليسوا من حملة السلاح ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن شعراء آل باعطوه كانوا يتقاسمون أدوارهم بين الأطراف في وقت واحد ، وأشار محدثي الشبامي وهو من آل باعطوه إلى إن أحد أجداده قد رافق ألمانيا يدعى ( فرنسيس ) إلى ( بير برهوت ) مارا بالأودية الشمالية وراء الحدود الكثيرية ، وقال قصيدة في ذلك الألماني ، ويبدو أن هذه الحكاية تشير إلى( هرش ) .

(7) عمر كـرامـه (صاحب النص رقم 8 ) ، من ( بور ) وهي بلدة بين سيئون وتريم في الجانب الشمالي من الوادي ، وهو شاعر متسول معروف في حضرموت ويعتبرونه نصف مجنون ، وكان يحمل سيفا وعصا وسكينا يشتم الحكومة والقبائل وأعيان البلاد تارة وتارة أخرى يمتدحهم ، وأحيانا يلتمس نزاع أو مشاجرة فيتشاجر ويبدو في المحيط العام بأن له شخصية شادة متميزة بالغرابة كما هي حال بعض الشعراء في بلاد العرب ، وكان الناس يتقبلون منه هذه الغرابه ويتحملون منه غرائبه لما تثيره عندهم من تسلية وتفكه ، وأخبرني رحيّم عام 1947م أن عمر كرامه مات قبل حوالي ثلاث سنوات وكان رحيّم يذكره وعلى وجهه علامات الضحك ، وشعر عمر كرامه أكثر محلية بالطبع من شعر الشاعرين السابق ذكرهما.

(8) عبـود الغـرف ( صاحب النص رقم 9 ) ، لم يتمكن محدثي أن يحكي شيئا عن هذا الشاعر ، ومن المحتمل أن تكون القصيدة قد نظمت قبل بضع مئات من السنين إذ يبدو ذلك من تكرار بعض العبارات المألوفة ، ويروى عن الشاعر انه تقدم يطلب يد فتاه من بلدة السويري فقوبل طلبه بالرفض فأنشأ هذه القصيدة يهجوهم بها ، وأتجه إلى تاربه حيت تمكن من تحقيق طلبه وتزوج هناك ، ويبدو أن هذه الحكاية مستقاة من القصيدة نفسها (الأبيات من 11 إلى 19).

(9) الشيخ عبدالله بن حسين با فضل التريمي الملقب (رحيـّم) ( بتشد يد الياء ) النص10) ، كان هذا الشخص مصدري الرئيسي في تريم ، وهوذو طاقة عظيمة في الإطلاع على جميع ما يتعلق بمجريات الحياة في حضرموت ، ويبدو أنه وقت لقائي به لم يتجاوز أواخر الثلاثينيات من عمره وهو من سكان حارة ( السوق ) في حوطة الشيخ حسين ، ولا أستطيع مقاومة الرغبة في رسم صورة عن شخصية هذا الرجل بشيء من التفصيل باعتباره شخصية حضرمية صميمة نموذجية.
وينتمي ( رحيّم ) إلى مشائخ آل بافضل بتريم ، وهي العائلة من العائلات العريقة التي يتصل نسبها بأحد أصحاب الرسول(13) وأنجبت هذه الأسرة كثيرا من العلماء والكتاب ، ولازال هناك العديد من مشاهير شيوخ العلم في تريم ممن ينتمون إلى هذه الأسرة وهي عائلة تحتفظ بعلاقة الود الدائم مع السادة ورغم أن ( رحيّم ) رجل فقير، إلا انه مواظب على التزين بلباس العلماء حتى ولو كان مرقعا ، وهو يعيش على الكفاف ويملك عددا ضئيلا من النخيل، وضاع كل ماله في التجارة التي لم يصادف فيها حظا ، وقد زار وادي دوعن مرة وبئر برهوت عدة مرات وخلال مجاعة 1944م كان يعيش على الرمق ، وقد استخدمته الحكومة مدة قصيرة.
وكان رحيـّم يحصل على ما يقرب من أربعة ريالات شهريا من أسرة ( آل الكاف ) وانخفض هذا المبلغ حتى أصبح روبية واحدة تبعا لانخفاض ثروة ( آل الكاف ) ، ويبدو أن هذا المبلغ كان يدفع له تقديرا لنشاطه الأدبي وهو نشاط يستحوذ على كل وقته ويستغرق كل حديثه ، وهو يجمع كل ما يصادفه ويسمعه من أدب بدون تمييز، ويعمل الآن ( ملقنا ) في القبور ويتركني في أوقات معينة للذهاب إلى المسجد ليؤذن للصلاة ، وهو من أعماله ، ويشير إلى نفسه ( بالفقير ) ، وهو لقب له علاقة بالتقاليد الإسلامية ، وقد كان يلبس ثوبه الأبيض العادي وأخبرني أن هذا الثوب يلبسه للعيد فقط بحيث خلق لدي انطباعا بأنه لبس هذا الثوب بمناسبة قدومي ومرافقته لي وعندما جاءني في اليوم التالي بالفعل كان لا يلبس هذا الثوب فعلمت بهذا كيف كان زري الهيئة مهلهل الثياب ولعل أفضل ما يتميز به رحيـّم هو ما يعبر عنه بكلمة ( خراط ) أي ثرثار وهي صفة نفعتني في مهمتي فهو إذا شرع في موضوع يتحدث عنه دون توقف متشعبا فيه شعابا شتى ، وهو أيضا لا يفتقر إلى النكتة في حديثه فقد تمنى مرة أن يحصل على دواء يحد من حديثه وثرثرته وعندها يكون كل شئ على ما يرام ثم عقب بقوله: ( صدق والله ) وفي مرة شرح لي المثل القائل ( سكوت تسلم فيه خير من كلام تندم عليه ) وفي شرحه لهذا المثل لم ينس أن يدور في حديثه هنا وهناك فيتحدث عن أشياء كالتمر مثلا وتوقع ان يقدم لي السادة هدية من التمور لاقتراب الموسم وأشار علي بأن أحضر بعضا منها ليفصل لي أسماءها ويشرح فوائدها وهو طبعا يستطيع أن يحصل على تلك التمور إذا طلبها لي ، وطلب مرة مني أعدادا قديمة من جريدة ( التا يمز ) ليبيعها في السوق مقابل الحصول عل كمية من ( البلاشان ) (14) يستعملها ايداما لخبزه ، وكانت الكمية لا تتجاوز ملء قارورة الحبر كم هم فقراء هؤلاء الحضارمة ، ومن النادر أن يطلب الحضرمي شيئا بطريقة مباشرة كطلب الحصول على قلم رصاص ليقوم بأداء خدماته للأدب والتاريخ وهو طلب كان موعودا بالحصول عليه ، ولكنه لم يتسلمه وهو يستطيع تحقيق رغباته بالمداورات الكلامية فيورد أنواعا من الأمثلة لكلمة معينة هي المقصودة للتعبير عما يريده وأكثر الذين يأتون إليه لاكتساب المعلومات هم في الواقع لصوص ففي سرائرهم انهم يريدون الحصول على ما جمعه من مواد استغرق في جمعها 26 عاما بدون مقابل خدمة لوطنه انهم مخادعون ودنيئة أنفسهم أولئك الذين لا يهبونه شيئا مقابل خدماته ، ولكنه لا يدع دفاتره تفلت من بين يديه لأي شخص ماعداي ، وهو ينكر معرفته الكثيرمن العربية الفصحى إلا انه يبدي معرفته بأشياء منها عندما يكون بين العلماء ، اما معرفته باللهجة العامية فشئ مثير للدهشة والمدى الذي وصل إليه بعيد المرمى وكثيرا ما يحدثني بكلام مسجوع ، أو مستعملا عبارات وجملا صيغت بها الأمثال وهو كثير الاعتقاد في ( الحسد ) كغيره من الحضارمة حتى المتعلمين منهم ، والذين يعتقدون أيضا في العين الشريرة وهو يخشاها من كل قلبه ، وهو يعتقد ان شخصا مـا كان يحمل عليه حسدا مما سبب له ارتعاشا في يده عندما يشرع في الكتابة والتدوين ويعـوقه ذلك في الكتابة بالشكل المطلوب ولا أنسى قصر نظره الذي أعاقه عن الكتابة على ورقة كانت أمام عينيه والناس يضحكون عليه أيضا ويعتبرونه ( مجذوبا ) .

إن رحيم روح تقية ورعة ، وصاحب قلب طيب رغم ظروف حياته البائسة وقد وكل أمره لأرادة الله في كل لحظة يشكو فيها إليه واثقا من جزاء الله وجنته ، ومن الغريب انه مؤمن من أننا نحن النصارى معرضون للعنة والطرد من رحمة الله ، ولكنه مع ذلك يتحمل وجودنا وقد وفى بكل أمانة بالاتفاق الذي تم بيني وبينه ، ومن المحتمل ألا تكون أشعاره ذات شهرة وإتقان إلا أنني أدرجتها بالشواهد لقيمتها العلمية.

(10) سعيد عبد الحق الدموني ( النص رقم 12و13و14) ، يبدو أن هذا الشاعر كان شهيرا في أيامه ، إلا أنني لم أحصل الاعلى قدر ضئيل من المعلومات عن حياته وقد أشار إليه بركلمان( في الجزء2 ص820 ) با سم سعيد بن عبيد ويضيف إلى ذلك ان شهرته كانت بين عامي 1254الى 1289(1838 الى1872م ) ، وهو من أهالي دمون عل مقربة من تريم وهي البلد التي ينتسب إليها أمرؤ القيس ، وكان سعيد عبد الحق معروفا بلقب ( المعلم ) أكتسب العلم وتضلع فيه وتزيا بزي المشائخ يحتفظ لاندبرج (15) بنسخة من مخطوطة ديوانه .



(11) السيد حسين بن عبدالرحمن الكاف ( صاحب النص رقم15) ، يقول رحيم عن الشاعر حسين بن عبدالرحمن الكاف بأنه كبير عائلة آل الكاف قبل المرحوم عبدالرحمن بن شيخ ، وكان معروفا ( بالحليم ) ، ويعتقد أن وفاته كانت حوالي عام 1347 هجرية (1928م) ، وفي الإمكان تصحيح هذا التاريخ بالرجوع إلى سجل شجرة عائلة آل الكاف ، والأبيات الواردة في الشواهد قالها الشاعر في إحدى نسائه من بنات تريم الجميلات ، وغالبا أن تكون أحدى زوجاته ، وتبدو هذه الأبيات أكثر رقة ورهافة في الأسلوب من أغلب القصائد الواردة في الشواهد.



(12) عبيد با شامخه ( التريمي )( صاحب النص رقم 16) ، بناء من طبقة العمال ومن سكان ( حافة الخليف) في تريم ومن المشتغلين( بالطين) البناء و( النوره ) الجبس الأبيض لصبغ البيوت ، وهو كما يصفه ( رحيّم ) شيخ يلتحي بلحية بيضاء ومن المعروفين بالمرح والنكتة وهو أمي لم يأخذ بنصيب من العربية الفصحى ويسمي نفسه ( الشميخي ) وقصيدته المنشورة هنا موجهه إلى أبي بكر بن شيخ الكاف ضد محاولة قام بها الأغنياء لتخفيض أجور عمال البناء.

_____________________________________

الهوامش

(1)أنظر كتابه الجزء الثالث3 ص111 هناك عينات من نثره وشعره مع قائمة بمؤلفاته.

(2) لقد أخد سادة المسيلة آل بن يحي زمام المبادرة كما فعل أسلافهم في المشهورون من سنوات ، وذلك عندما هاجمهم بعض رجال القبائل ونهبوا أغنامهم فامتشقوا السلاح وطاردوهم واستعادوا ماشيتهم المسلوبة، وقد أنجبت عائلة آل بن يحي عددا من الرجال الموهوبين بصورة متميزة من العلماء والسياسيين رغم انهم في الجانب السياسي كانوا ( طائر السنوء ) الذي يمعن كثيرا في الطيران.
(3) أنظر موضوعاتي عن تاريخ جنوب الجزيرة الجزء الثانيB.S.O.A.S, (لندن1950م) الموضوع رقم 28.
(4) تعني كلمة ( دلال ) السمسار عادة ، وهو وكيل القبيلي في البيع ومضيفه عند قدومه الى المدينة والقائم بمهمة الوساطة في اوقات الحرب كما يقوم بوظائف أخرى ويبدو أنه يقوم بدور المحتكر في تعامله مع بعض القبائل وأرى أن دراسة مكانة الدلل في المجتمع الحضرمي بمجالها الواسع يمكن ان تكون بالاطلاع على وثائق مدينة ( ثبي )
(5) الكوبره هي المرأة التي تعني بأمور العروس من لباس وتسريح الشعر ..الخ وهي نوع من النساء المزينات من طبقة المساكين ، وغالبا ما تكون تابعة كخادمة بصفة دائمة لأحد البيوت البيرة وهي تقوم بمختلف الخدمات للنساء ، ويقولون: حين اردت عقدت صفقة ناجحة ما ( الكوبره زينه) أي انسب وسيط لك ، والقائم ووصيفه بأمر العروس في عدن تسمى ( المكدي ة) ( السيد حمود حسن في عادات الزواج عند العرب ( عدن 1934م ص11 ) وفي اليمن يذكر محمد حسن في كتابه ( قلب اليمن ) بغداد 1947م ص158 بأن الوصيفة تسمى ( الشارعة ) وهي تبقى عند العروس أربعين يوما .
(7) سنتناول هذه الحادثة الشهيرة في التاريخ الحضرمي باستفاضة في الجزء الثاني من هذه الدراسة من خلال ملاحظتنا على الترجمة .
(8) أنظر ( حول الفن الشعري عند باعطوه في حضرموت.)
Zur Doht Kunst der Ba Atwah in Hadramout
كتبه (تيودور فولوكس جيسن )Giessen 1906م ص97 الى107.
( Arabica) (9) أنظر( الجزء الثالث ( ليدن 1895م )
(10) ص 112HADRAMOUT) أنظر كتاب
(11) أنظر (رحلة في جنوب جزيرة العرب من بلاد المهرة وحضرموت)( ليدن1879م )
(12) أنظر كتاب (تاريخ حضرموت السياسي) (القاهرة 1936م)ج2ص195و196.
(13) انظر ما كتبته عن آل بافضل في كتابي ( مقابر تريم ) .
(14) يعني بلاشان بالملايو هومعجون صيد الروبيان بعد ملحه وتجفيفه في الشمس ثم غليه مرة أخرى وتجفيفه حتى يتخمر.

(15) انظر تاريخ حضرموت السياسي ( لصلاح البكري الجزء الثاني 194 ( لندن 1909م الجزء الثاني ص558. Etudes Sur Les Dialectes


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-30-2008 الساعة 01:37 PM
  رد مع اقتباس
قديم 12-31-2008, 04:51 PM   #29
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

(13) السيد حسين الشيخ بن عبدالله بن مصطفى العيدروس ( صاحب النص رقم 17 ) ،، ليس لدي معلومات كافية عن هذا الشاعر رغم شهرته المتواترة عند السادة ، ويقال أنه توفى حوالي عام 1300 للهجرة على وجه التقريب(1882م).

(14) السيد زين بن عبدالله الحداد المعروف بـ ( زين العباد ) ( صاحب النصوص رقم 18 و26و27 ) ،هناك الكثير مما كتب عن هذا الشاعر وأورد (كتاب تاريخ الشعراء الحضرميين)(16) تفاصيل عن هذا الشاعر المولود ( بحافة الحاوي ) في تريم عام 1105 للهجرة الموافق 1693م ، وهو أحد أبناء عبدالله بن علوي الحداد الذي كان من الشخصيات المعروفة ، وقد رزق بابنه زين في سن شيخوخته (17) ، وزارشاعرنا العراق وعمان توفى في بلدة صير عام1157من الهجرة الموافق لعام 1744م وله ضريح هناك وشهرته كباحث وعلامة تعادل شهرته كشاعر، وذكر عنه صاحب كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) أنه كان مشهورا بقصائده الحمينية التي تحتوي على ذكريات سيئون وأشعار الحب والغرام في بناتها الجميلات ، وكانت سيئون لها شهرة ذائعة بالموسيقى والأغاني والنساء الجميلات، ويقول ( رحيم ) أن ( خوعلوي ) كان مغرما بالغناء والمغنيات من النساء، مما حدا بابيه أن يحتجزه في البيت للصلاة معه ووافق على أداء الصلوات مع أبيه ولكنه كان يستطيع بأعجوبة أن يفتح الباب كل ليلة ويمتطي بغلته ويذهب إلى سيئون ليقابل صديقاته هناك ويستمتع بمجالستهن ثم يعود في الصباح الباكر إلى بيته بتريم لينام.
وقد مر زمن طويل قبل ان يلحظ أبوه شيئا ولكنه اكتشف ذلك أخير فقال لابنه أنه سمع ( قنبوسه ) يقول ( تب تنجو، تب تربح ) وذلك على نغمة الوتر ، ويشار إلى إن جميع زياراته لصديقاته في سيئون كانت تتم دون ممارسة الحرام ، ويؤكد رحيّم أن ( خوعلوي ) قد نظم بضعا وأربعين قصيدة ، ويملك لاندبرج(18) ديوانا يحتوي على قصائده وقد سجلت شركة ( أوديون)(19) ، القصيدة رقم 26 على شكل مقاطع غنائية وقامت أيضا مؤسسة أخرى في البحرين (20) مع قصائد أخرى غيرها سجلت على اسطوانات الشمع ، وهناك نسخ عديدة لهذه القصيدة وقد نشرت بشكل قد يكون مماثلا لها في كتاب الوقائع (21) منسوبة إلى حسن بن عبدالله بن علوي الحداد مستهلة بعبارة ( يقول خوعلوي ) ولم يشر كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) إلى حسن هذا والذي من المحتمل أن يكون أحد أبناء عبدالله بن علوي وأخا للشاعر زين إذا وجد مثل هذا الأخ.

(15) السيد حسين بن مصطفى بن عبدالله العيدروس( صاحب النص رقم2) ، لا يشير كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) إلى هذا الشاعر وسنأتي على بعض التفاصيل عن حياته في التراجم الخاصة بالسادة الحضارمة الذين ورد ذكرهم في قائمة خاصة بهم(22) وهو معروف بحسين الشيخ ومن سكان تريم وقد توفى بها قبل حوالي 150 سنة والأبيات الواردة بالشواهد قالها الشاعر عند مشاهدته لإحدى البدويات.



(16) السيد حسين الشيخ بن مصطفى العيدروس ( صاحب النص رقم 21) ) ، لدي الشك أن هذا الشاعر مثيل للشاعر السابق ولكن ( رحيم ) أخبرني أنه عاش قبل بضع وخمسين عاما ودفن بمقابر تريم ، وهو ينحدر من عائلة العيدروس ولي عدن المعروف بالعدني.

(17) يحي عمر يا فعي (المعروف ب ( أبو معجب ) صاحب النص رقم 22و23 ) ، يحي عمر هو أحد أشهر الشعراء في جنوب الجزيرة الاّ أنني لم يتوفر لدي الاّ القليل من المعلومات الموثوق بها عن حياته ماعدا أنه يعرف حيدرآباد ويتقن اللغة الأردية كما يتضح ذلك من الكلمات الهندية التي يستعملها في أشعاره وأستطاع دي.سي. فيلوت(23)D.C.Phillott أن يجمع بعض الحكايات عنه ، وقد حكى عنه أحد الحضارم بقوله: أن يحى عمركان في صنعاء ثم عزم للسفر إلى الهند فوصل( بارودا ) حيث تزوج هناك ولم يمكث مع زوجته أكثر من خمسة عشر يوما ثم طلقها وغادر تلك المنطقة إلى هندستان ومن هناك قصد ( كلكتا ) ومنها إلى ( مدراس ) وبعد غياب دام ستة عشر عاما عاد أدراجه إلى ( بارودا ) وعاش هناك في الحي العربي ويستطرد الحضرمي في حكايته حتى يأتي على ذكر زواج يحي عمر بإحدى الفتيات هناك فيقولنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لقد كان من عادته ألا ينام حتى يقضي وقتا في العزف والغناء وكثيرا ما يكرر أسمه ( يحي عمر ) في قصائده الغنائية ومن هنا علمت الفتاه أن يحي عمر ليس إلا والدها فأخبرته بذلك فأصطحبها إلى بلاده حيث زوجها على أحد أفراد قبيلته ويقال ان هذه القصة حدثت بالفعل.

ويعتبره صلاح البكري(24) أحد مشاهير الشعر العامي في حضرموت ولا أعرف ما إذا كانت حضرموت هي مسقط رأسه أم أنه قدم إليها من (جبل يافع) ولكني أشك أنه من مواليد حضرموت ، وتوجد نسخة من ديوانه عند لاندبرج (25) والذي لا أشـك انـه قـد أخـتار القصـائد ونشـرها لنا في كتابه من ذلك الديوان (26) وهي قصـائد مشهـورة في حضرموت، وهي الآن أكـثر تـداولا بين المغـنين وقـد فـامـت شـركـة أوديـون(27) والتـاج العدني(28) في مجموعـة اســطـوانـات البحرين بتسجيل أغانيه (29) ، والجدير بالذكر أن أسطوانات التاج العدني التي سجل عليها أغنية يحي عمر التي يستهلها بقوله : يحي عمر قال من كم هذا العسل نشتري قفله (30) وهي تنويعات من بحر البسيط قد وضع لحنها على النغم والأيقاع الصنعاني.

(18) السيد عبدالرحمن بن محمد بن شهاب (صاحب النص رقم 23 و30 و34 ، أستقر هذا الفرع من آل شهاب في تريم ولذلك كان في مقدوري أن أجمع القصائد وأختارها من ديوان الشاعر مباشرة والذي يوجد بحوزة أحفاده وقد نظم قصيدة في أجناس السمك ، مماثلة للقصيدة الرابعة والثلاثين وقد كان وكيلا على مسجد المحضار الشهير في تريم ولدى عائلته العديد من الوثائق الهامة ومكتوبات تحتوي على وقائع من تاريخ حضرموت وقد ساعدني حفيده علوي بن عمر بن عبدالرحمن بن عبدالله في الحصول على القصائد الواردة في الشواهد.

(19) سالم بايعـشوت ( صاحب النص رقم 28) ، لا يعرف رحيّم شيئا عن هذا الشاعر ومن الثابت انه أقام في شيريبون بجاوا أشار رحيّم إلى ان هناك كثيرا من آل بايعشوت في (الغرف) ومن المحتمل ان يكون الشاعر على صلة بهؤلاء وهم من طبقة الحراثين ، ويضيف رحيم الى ذلك قوله: ان أهل الغرف معروفون بمزاولة الحياكة وبالتدريس في كتاتيب القرآن ( علم .ج علمه ) ولكنهم في هذه الأيام قد انصرفوا عن ذلك إلى الطرب والعزف على ( القنبوس ).

(20) الشيخ عوض بن محمد بن سالم بافضل (صاحب النص رقم ) ينتمي هذا الشاعر الى المشائخ آل بافضل بتريم ( أنظر ماذكر سلفا ) ومن المحتمل أن يكون قد عاش في زمن متأخر، ولكني لم أحصل على معلومات عن حيـاته.

(21) علي باغريب ( صاحب النص رقم 32) ، ليست هناك أية معلومات عن هذا الشاعر ويعتقد ( رحيّم) أنه من أهالي تريم أو الشحر من المحتمل أن يكون من أهالي تريم ويبدو من النص الوارد بالشواهد أنه من الذين هاجروا إلى إندونيسيا.

(22) السيد علي بن حسن العطاس (صاحب النص رقم 33) ،ولد هذا العالم الشهير والمصلح الديني في حريضه عام 1121هجريه (1709م) وكان معروفا بكثرة الترحال والتجول في مناطق حضرموت مصاحبا معه حمولة من الكتب ، وفي عام 1161من الهجرة(1748م) أستقر به المقام في (المشهد) وبنى له بيتا وحفر بئرا وتحيط بالمنطقة أرض قاحلة ،حيث أن المنطقة تخلو من الزراعة تماما وتأتيها المزروعات من أماكن بعيدة ، وتحيط بها خرائب ( ريبون ) ، توفى السيد علي عام 1172 للهجرة(1758م) وضريحه موجود بالمشهد حيث أصبح مزارا وتقام زيارة المشهد في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام وهو تاريخ ليوم هام في حضرموت، وقد قمت بزيارة المكان بعد أيام الاحتفال بالزيارة ،فوجدت مخلفات الذبائح التي ذبحت أثناء الزيارة ،وكانت مرتعا خصبا للذباب.
ويمتاز ديوان شعره(31) بالطابع الديني ،الا أنه لا يخلو من قصائد حمينية جيدة وخصوصا تلك التي نظمها في عناد حماره، وهذا يدل أن الزعماء الحضارمـة لايفتقرون الى النكتـه والدعابـة الموفقــة ،وحماره هذا المعروف باسم (عيران) ولا زال أسمه مذكورا رغم مرور هذه السنين الطويلة ، فمن عناد هذا الحمار له أنه يسقط على الأرض فجأة ويرفض استئناف السير بعد ذلك بالشكل المطلوب(32).
والسيد علي داعية إسلامي نشط بين البدو في المناطق البعيدة المترامية حيث يعتبر الأيمان والعقيدة شيئا غامض المعالم ، وهو صاحب عدّة أعمال أدبية منشورة في (تاريخ الشعراء الحضرميين ).

(23) الشيخ بوبكر بن أحمد الخطيب (صاحب النص رقم 35) ، هوالمعروف بخطيب المنبر وينتمي إلى مشائخ آل خطيب في تريم ، والذي يعتبرون أنفسهم من صحابة الرسول وقد توارثوا الدعوة إلى الدين والخطابة في المساجد (33) ويسكن البعض منهم في ضاحية (عيديد) وقد قامت زوجتي بمعالجة بعض من نسائهم من وقت لآخر وهم أي آل الخطيب يحتفظون بعلاقات طيبة مع آل الكاف ويصف الشاعر في النص المنشور قطا لوالده. يذكر رحيّم هذا القط في صغره وهو قط قيل انه أستجلب من ( أرض الحرمين) وعاش عشرين سنة .

( 24) السيد محسن بن علوي السقاف ( صاحب النص 36 و37 ) ، عالم من علماء سيئون حيث يسكن جميع السادة الذين أشار إليهم في النص الأول رقم 36 ،في سياق حديثه عن حادثة الحمار ، وبالطبع هناك العديد من آل السقاف في المدن الحضرمية الأخرى، وقد كتب قصيدة ساخرة تندد بآل كثير أي آل عبدالله وتعرض للسجن من أجلها في شبام التي كانت في أيدي آل كثير في الفترة التي عاش فيها الشاعر وقد قيل ان مناسبة القصيدة رقم (36) جرت خلال الستين السنة الماضية تقريبا وتمثل القصيدة الثانية نموذجا للفكاهة الحضرمية.

(25 ) السيد عبدالله بن علي بن شهاب الدين العلوي(صاحب النص 38)، ولد هذا العام والباحث في تريم عام 1187 للهجرة (1773م) ويبدو أنه تلقى العلم في زبيد، ولدي نسخة من ديوانه حصلت عليه في حريضه وفيه تفاصيل مستفيضة عن حياة الشاعر مستقاه من كتاب (تاريخ الشعراء الحضرميين)(34)

(26) الشيخ محمد بن عوض با فضل التريمي (صاحب النص رقم 41) ، لازال هذا الشاعر يعيش (1947م) وهو كغيره من آل با فضل ، وقد حاز قسطا من التعليم لكونه مؤذنا ومعلما وكان معروفا بحسن الخط، وقد نقل البكري (35) بعض أشعاره أما الشيخ حسين الذي يشير إليه الشاعرفقد مات قبل خمس سنوات من التاريخ المذكور.


(27) عسـكول ( صاحب النص رقم 42) ،هذا الشاعر من طبقة العمال عاش في مكان ما بالوادي بين شبام وسيئون، ويذكر أن الشاعر قد نظم في (بن عبدات ) أشعارا على أثر حادثة 1940 م ، وهوالآن توفاه الله.

(28) سعد بن علي بن عبدالله با مذحج التريمي المعروف ( بسعد السويني ) ( صاحب النص رقم 43) ، منذ عام 1911 م تناول ( سـنوك هير جروني) (36) موضوع سعـد السويني ( أي الساني الصغير ) بالنقاش ونقل بعض الأشعار المنسوبة إليه ثم يضيف قائلا: ( ولكن سعـد على كل حال شخصية حقيقية رغم اننا نشك في صحة نصف الأشعار المنسوبة إليه) وعندما كنت في ميفعـه، سمعت من الأحاديث المتداولة بالرواية أن سعدا كان من عبيد الشيخ بوبكر في عينات وأعني أنه كان من خدم ضريح الولي أما أبن العيدروس (37) فيقول أن سعد السويني كان شخصية مرموقة في زمانه ومشهورا بالعلم والتقوى وكان من أعظم المشائخ والأولياء (38) ولبس خرقة الصوفية وأحب العزلة في أودية تريم ، ثم يورد لنا العيدروس تفاصيل عن طعام (السويني) والكتب التي درسها ويبدو انه كان مواظبا على زيارة قبر النبي هود وتوفى في رجب من عام 757 للهجرة ( 1452م) ودفن في تريم وأصبح قبره مزارا إلى اليوم .
وذكر سنوك أن ( سعد السويني ) كان ( أبو ) الفلاحين مقدمهم وزعيمهم وكان كما تحكي الأسطورة الشعبية جدا للعاملين في مهنة السنا وة ( أي نزح الماء من الآبار بالحبال ) ويبدو أن سعد السويني يحتل مكانة في الخيال الشعبي تساوي تلك المكانة التي يحتلها (حميدبن منصور) في أذهان العامة من سكان غرب حضرموت الذين يروون حكمه وأمثاله ويتداولها الفلاحون ورجال القبائل على السواء ، كما أنه يشبه شخصية ( علي بن زايد ) وعلي بن زايد هو صاحب القوانين والقواعد المتعلقة بالفلاحين ، وقد صنعت الأسطورة الشعبية سعد السويني شخصية تاريخية، مما جعل أبن العيدروس في أوائل القرن الحادي عشر يقول: ( أن الشيخ سعد يمتلك المعرفة بأحوال الناس وشرح مقاماتهم وتفاصيل معاملاتهم مما جعل في إمكانه أن يتحدث عنها بدقة وإصابة ويصورها أبلغ تصوير مصبوغة مما لديه من ذوق وخبرة، وألمح في هذا الحديث الإشارة إلى أبيات سعد المنظومة ببحر الرجز التي كان يتداولها الناس كما يتداولونها الآن ، وتردد أشعاره في السناوة على شفاه الفلاحين في مختلف المناطق ويعرفها المتعلمون ويستشهدون بها في المقامات الأدبية ومنه (المقامات التي أوردناها) في هذا الكتاب وسيكون من الصعب تمييز الأبيات التي نظمها سعد بالفعل وتلك التي تنسب إليه وأشعاره نفسها تختلف من نسخة لأخرى وحتى تلك الأشعار التي أوردها (سنوك) تختلف بعض الاختلاف عن الأشعار التي أوردتها في المختارات وبما أن السناوة من الأعمال الزراعية الهامة فأن لها أهمية خالدة في حضرموت.

ويمكن للمهتمين بقصص سعد السويني الرجوع الى ماذكره ( سنوك هيرجرونجي ) عنها أما المكانـة التي أحتلها والحفاوة التي لقيها سعـد في الأوســاط العامـة والمتعلمـة فتبدو واضحـة ، وذلك من الملاحظـات التي أوردهـا أبن العـيـدروس عنـه(39) . فقد حكى أن( أبو بكر العيدروس ) كان يهش ويرغب في الحديث عنه وكان أصدقاؤه الذين عرفوا فيه هذه الصفة يلجأ ون إلى الإشارة إلى سعد السويني والحديث عنه إذا لاحظوا من العيدروس تغيرا في المزاج فما يلبث أن تنفرج أساريره ويهش لذكر أسمه،( وحتى اليوم يبدو من السادة ( العلويين ) الارتياح والابتسام من ذكر أسم سعـد ويرددون أشعاره ) وكان العيدروس يحفظ بين أعز ما يحفظ زوجا من أحذية سعـد لا يستكنف من شمها وتقبيلها.

أما فيما يتعلق بالمقطوعات التي أوردتها كشواهد وأمثله في النص الإنجليزي فنادرا ما كنت أحصل على أسماء قائليها ، أما المقطوعة الأولى فهي لحداد بن حسن الكاف وهو كما أشرنا من شعراء تريم المعاصرين ، والشاعر الوحيد الذي تجدر الإشارة إليه بقول شئ عنه فهو شاعر الحكمة وحكيم الشعراء ( أبو عامر ):

(29) ( بـوعـامـر ) ( صاحب المقطوعة رقم 26 ) ، يقول( رحيّم ) أن (بوعامر) كان حراثا من القبائل ( بقار متقبول) من بلدة( بور) بين سيئون وتريم ويرى أنه لايستبعد أن يكون مذكورا في كتب التاريخ ، وعلى كل حال فأننا لا نعرف عنه شيئا بالرغم من انتشار أقواله كما لا نعرف شيئا حتى عن نسبه إذ يقول ( علي بالربيعه) من شبام والذي تولى مهمة البحث عن جوانب هذا الموضوع،( لم نعثر بعد في تلك الكتب التاريخية التي تفحصناها عن أي إشارة نعتمد عليها في إثبات وجوده واعطاء أي معلومات عن تاريخ هذا الشاعر كما انه لا توجد أية إشارات أو دلائل عن العصر الذي عاش فيه وهو أمر يجعلنا نتشكك في حقيقة وجود شخص بهذا السم حمل على عاتقه لواء الشعر العامي في فترة ما وعلى كل لا يمكن لهذه الحالة من التشكك أن تمنعنا من الجهر بالقول بان هذه القطع الشعرية الغنية بالحكم و ( النصائح ) وبأسلوبها يضعها في المقدمة من الأمثال الحضرمية الدارجة ، ومنسوبة كلها إلى هذا الشاعر المجهول )(40).

_____________________________________
(16) أنظر ص 135 الجزء الثاني من نفس الكتاب.
(17) يمكن الرجوع إلى الترجمة الضافية عن حياته في تعليقات عبدالله بن محمد بن حامد السقاف حول( رحلة الأشواق القوية) (القاهرة 1358هـ ) ص38 لعبدالله بن محمد باكثير الكندي.
الصفحات من 558 – 745 في الكتاب السالف الذكر.Datinah( 18 ) أنظر
(19) أنظر الكاتلوج العمومي الجامع لكافة اسطوانات أوديون.
(20) أنظر كاتلوج الأسطوانات البحرينية الجديدة ( بغداد 1938 م هلال العيد ص2)
(21) أنظر ص156 من الأصل.
(22) موضوعات عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية المجلد الأول ج2 .
(23) بعض الحكايات الشعبية من حضرموت( مجلة الدراسات الأسيوية ) في البنغال(كلكتا) 1907م المجلد 3 ص650 وبها ( قصة يحي عمر عازف القيثار ) أي المقنبس هكذا،وهذا المقال مغلوط جدا إذ أن النصوص لا يمكن الاعتماد على صحتها ، كما أن الترجمة غالبا ما تكون خاطئة إلا أن المادة نفسها لا تخلو من القيمة والإطلاع على موضوع سابق لهذا الموضوع أنظر نفس المجلة لعام 1906م .
(24) أنظر كتاب ( تاريخ حضرموت السياسي) ج2 ص 194
(25) DATINAH ص 558)أنظر .
(26) أنظر (دثينه) ص.558
(27) أنظر( حضرموت) ص4 وما بعدها وص25 ومابعدها وفيها قصائد مع التعليق.
(28) أنظر الى الكاتلوج العمومي ص14 يحي عمر قال ماشان المليح وص77و( يالله يامن على العرش اعتليت)
(29) أنظر رقم 36 من كاتلوج اسطوانات التاج العدني (عدن 1939م). 136.
(30) القفلة تساوي عشر الأوقية والأوقية وزن دولار ماريا تيزا وهو ميزان قديم وتستعمل القلة لوزن الفضة.
(31) رأيت هذا الديوان في حبان ( أنظر في تاريخ جنوب الجزيرة) المجلد1
(32) وننقل هنا بعض التفاصيل عن حماره التي مطلعها:

أبوك عيران قد ينكع والأجمل يعيب ...... يعجبك لا طاب لكنه خنز ما يطيب

أي قد يسلك أبوك سلوكا حسنا ولكنه في الأغلب لايفعل ذلك وكم يكون رائعا إذا طاب مزاجه ولكنه عنود خبيث.
(33) أنظر ماكتبته عن هذه العائلة في كتابي( مقابر تريم).
(34) الجزء الثالث ص138.
(35) أنظر (تاريخ حضرموت السياسي) ج2ص177للبكري .
(36) Sades –Suweni ein sellsamer wali…. Verspreide) (36) Geschriften ( Bonnand Leipqig 1925) الصفحات من 403 الى 419.
(37) أنظر (النور السافر) (بغداد1934م)ص 466 وما بعدها وفيه فصل طويل عن (سعد) إلا انه لا يخلو من المعلومات الشخصية وقد ذكر المؤلف فيه بعض أشعار (سعد) بالفصحى ومن الغريب أن صاحب كتاب (تاريخ الشعراء الحضرميين) لا يعتبر سعدا جدير بالذكر وقد تجاهل ذكره مع مجموعة أخرى من شعراء العامية.
(38) أنظر( النور السافر ) ص469 وقد ألف أبن العيدروس في وفاته أبيات بحساب الجمل الأبجدية .
(39) أنظر كتاب ( النور السافر ) ص478.
(40) ترجمة مخطوطة علي بن ربيعه.
  رد مع اقتباس
قديم 12-31-2008, 06:44 PM   #30
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.
أنتهى الجزء الأول من كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) وكان الكاتب الباحث روبرت سارجنت نشره باللغة الانجليزية أما الجزء الثاني من الكتاب وهو (( مختارات من الأدب العامي الحضرمي )) فقد تعمد الباحث البريفسور روبرت سارجنت من نشره باللغة العربية وقد استعان بخطاطين مصريين هما ( علي حسن إبراهيم و عبدالمنعم عبداللطيف ) بأن يقوما بكتابةالنصوص من مقامات وقصائد بخط اليد ، ثم طباعتهما ضمن الجزء الأول للكتاب ( نثر وشعر من حضرموت ) وقريبا سيتم وضع هذه المختارات من الأدب العامي الحضرمي في ملف ليسهل على الراغب في قراءته بتحميله .
صورة الغلاف

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عضو جديد يريد المشاركة باستفسار عن تاريخ حضرموت mdahmed تاريخ وتراث 7 01-26-2011 11:37 PM
الحلقة السادسة من رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت :يافع في حضرموت الحضرمي التريمي تاريخ وتراث 20 06-17-2010 11:26 PM
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 41 02-22-2010 10:22 PM
اليمن إلى أين -3- التأريخ والجغرافيا والإنسان (2): حضرموت 1 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 2 02-15-2010 10:40 PM
حضرموت" العاصمة" الداخلية تنحي الحامدي من منصبه بعد مواقفه الايجابية حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 05-02-2009 08:09 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas