الفرق بين (أم الدنيا) و(أم الأزمات)!!

[حد من الوادي]

الفرق بين (أم الدنيا) و(أم الأزمات)!!

2011/01/02 الساعة 17:03:51 عبد الله مصلح

يبدو أن كلاً من السلطة والمعارضة في بلادنا استفادا من تجربة الانتخابات المصرية مؤخراً، كلاً بما يتناسب مع حاجته منها، فالسلطة تعززت لديها القناعة الكاملة بإمكانية إجراء الانتخابات النيابية بلا معارضة وبلا رقابة خارجية وحتى بدون صناديق الاقتراع.

وأيضاً المعارضة اليمنية تأكد لها مخاطر الانجرار باتجاه المشاركة الصفرية في عملية انتخابات لا تقبل القسمة على (2)، وأن التعميمات البدائية لبعض الكيانات الإسلامية بعدم مقاطعة الانتخابات لم تعد صالحة في هذا الزمن الصالحي!!

وبعيداً عن اتكاءات السلطة، وتكهنات المعارضة، دعونا نستعرض نقاط الاختلاف ودرجات الافتراق بين كلً من بلادنا اليمن وجمهورية مصر:-

*في مصر لا يوجد تكتل مشترك لقوى المعارضة كما هو حاصل في اليمن.

* في مصر لا يوجد (60) مليون قطعة سلاح، كما تزخر بها اليمن.

* في مصر لا يوجد تمرد حوثي يحكم خُمس البلاد، كما هو شأن اليمن.

* في مصر لا يوجد حراك انفصالي يسيطر على ما يقارب من نصف المحافظات الجنوبية كما هو قائم في اليمن.

*في مصر توجد علاقات محددة بين السلطة والمعارضة، ولم تتعرض كروت المعارضة للخدش والاستهلاك السيء، كما حدث في اليمن.

*في مصر لم تلعب السلطة بالورقة الأمنية، ولا تتمتع بعلاقات دافئة مع بعض قيادات القاعدة، كما يقال عن السلطة في اليمن!!

*في مصر، لم يحظ الرئيس مبارك بما حظي به الرئيس الصالح من وثائق ويكليكس، ولا يوجد لمصر (منير ماوري) في الخارج، كما هو حظّ اليمن.

*في مصر لا تزال السلطة قادرة على إدارة أكثر من (60)مليون نسمة، بينما السلطة في اليمن عاجزة عن إدارة سكان العاصمة صنعاء المفتوحة على مصراعيها أمام الخاطفين، وناهبي الأراضي بالقوة العسكرية والقبلية معاً.رغم أنها محاطة بالمعسكرات من كل الجهات!!

*في مصر لا يخطب الرئيس كثيراً، بل أن معظم خطاباته غير ارتجالية، وبالتالي فهو لا يكشف كل أوراقه،ولا ينزلق في هفوات سحيقة، ولا يتسبب في تراكم المزيد من الحقد الحزبي والغضب الشعبي تجاهه، كما هو متراكم في بلاد السعيدة.

*في مصر لا يوجد (عليمي) يكذب على البرلمان،ولا يوجد (بركاني) يفجّر الحوار، ولا يوجد قربي (يوطّل) تصريحات مضادة،ولا يوجد حتى (مصري) يكرّس الإنفلات الأمني!

*في مصر لا يوجد (راعي) لمجلس الشعب، وفي اليمن لا يوجد (نظيف) في حكومة مجوّر.

*في مصر لا توجد خلافات حادة في آل (المبارك) كما هي في أروقة البيت (الصالحي).

*في مصر لا يضطر النظام إلى تقطيع سواعده الكبيرة بنفسه، حفاظاً على أصابعه الصغيرة، كما أثبتته (ويكيليكس) مؤخراً على النظام اليمني!!

*في مصر لا يوجد مشائخ قبليون يتسلمون ملايين الريالات السعودية،كقيمة شرائية للولاءات اللا وطنية، كما هو مشهور عن معظم مشائخ اليمن.

*في مصر لا يحج زعماء القبائل والعشائر إلى (كعبة القذافي) كما هي طقوس معظم زعماء العشائر اليمنية العربية العظمى!

*في مصر لا توجد جبال وكهوف ومغارات جاذبة لصعاليك الإرهاب، ومجففة لإيرادات السياحة الخارجية، كما اشتهرت بذلك اليمن!.

* في مصر لا يوجد تجار سلاح يبيعون للدولة بضاعتهم، ويبرمون - بصفة شخصية - اتفاقيات تجارية مع بعض دول الجوار، ودول القرن الأفريقي، كما هو معروف عن تجار السلاح اليمنيين.

* في مصر لا تصمت الأجهزة الأمنية حيال الجرائم المناطقية، ناهيك عن تغذيتها وتشجيعها، كما يُحكى عن السلطات الأمنية اليمنية.

* في مصر يوجد برادعي واحد، ويستقر في الخارج، بينما تزخر بلدي الحبيبة بأكثر من برادعي سواء في الداخل أو في الخارج!

* في مصر، لم تضحي السلطة بمدفعها الإعلامي (مجدي الدقاق)، كما فعلت السلطة اليمنية بمدفعها (العثماني) عبده الجندي (دقّاق اليمن).

* في مصر، الاغتيالات السياسية تستهدف الرأس، بينما في التاريخ اليمني تأتي الاغتيالات من وإلى الرأس!!

* في مصر توجد انتخابات للفئات والعمال، على عكس الانتخابات اليمنية التي صنعت خصيصاً للمشائخ والأميين.

* في مصر توجد أنفاق مضيئة لنقل ركاب (مترو الأنفاء) بينما (مترو المؤتمر) يهرول بجميع الركاب اليمنيين نحو نفق بلا لمبة واحدة!!

* في مصر ما زالت الدولة محتفظة بكيانها ومكانتها المهابة، بينما الدولة اليمنية مهددة في كيانها، ومفتقرة لهيبتها، بل مجردة حتى من عسيبها!!

* في مصر توجد مشاكل اقتصادية، وليس أزمة اقتصادية بحجم ظاهرة الأزمة الاقتصادية في اليمن.

* في مصر، غالبية السكان (عاوزين أكل عيش) بينما معظم سكان اليمن (شابعين يأس من تذوق العيش الآمن).

* في مصر ناس شغالين، وكل واحد عامل له (شغلانة)،في حين أخواننا اليمنيين إما (متقاعدين) وإما (قاعدين عن العمل) وإما (قاعديين) وإذا كان ولا بد من الشغل، فهم إما منشغلين عن العمل، وإما يشتغلون بطالة على الأرصفة، وإما (شغالين) كلام في مقايل القات.

* مصر هبة النيل ، واليمن هبة الجفاف القادم.

* مصر قلب الوطن العربي، واليمن أمعاء المساعدات الدولية!

* مصر محكومة بحالة طوارئ معلنة، بينما تتحكم في اليمن أكثر من حالة طوارئ غير معلنة.

* مصر أم الدنيا في نظر أبنائها، واليمن أم الأزمات في عيون أبنائها وبناتها أيضاً.

* النقطة الوحيدة التي يتفوق فيها اليمن على مصر هي أن الشعب المصري ليس مخدّر بالقات، أو منشغل بالثأرات والحروب القبلية، مثلما نجح في تعزيز ذلك النظام اليمني!

كما أن نقطة التعادل بين النظامين هو تزامن نياّت التوريث المزمن! إلا لو حصل من الجانبين، وفقاً للمهندس أبو بكر سالم.