اذكروا ما لكم وما عليكم من عادات وعوائد في رمضان واليكم بعضها

[عبدالله الجعيدي]

عند قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام من منا لا يتذكر تلك العادات الجميلة التي كانت سائدة في مجتمعنا الحضرمي ومنها لازالت موجودة إلى الآن ومنها ما انقرضت للآسف الشديد . وكما عودتكم دائما سأكتب هنا ما يخطر على بالي في حينه وبدون ترتيب أو تنسيق مسبق . ولي كل العذر في ذلك لكوني لم ولن أكون يوما من الأيام أحد المختصين . لعل هذا يشفع لي . لذا أرجو قبول ما سيأتيكم بطبيعته والتمس من الجميع العذر على كل ما يبدر من أخطاء .
1- يتم استقبال شهر رمضان المبارك بكل فرح وسرور من قبل الجميع وقبل دخول شهر رمضان بيوم أي اليوم الأخير من شهر شعبان والذي يسمى يوم الأكلة يأتي باللحم او العصيد والهريس في ذلك اليوم وذلك لغرض الإشباع تحسبا لأيام الجوع الرمضانية القادمة
2- عند دخول شهر رمضان المبارك صغارا وكبارا نرحب بذلك الضيف الصغار في الازقة والكبار في المساجد وبطرق مختلفة واناشيد مختلفة .
3 – عند اقتراب أذان المغرب كانوا يرسلوننا الأهل إلى المسجد لإيصال التمر أو الخبز ( الخمير ) إلى المسجد وينتظر من قام منا بإيصال ذلك نصيبه مما قام بإيصاله إذ يقوم من استلم ذلك من المصلين بإعادة قطعه من الخبز للطفل أو الطفلة لقا ء مجهوده في إحضاره وكم كان لذلك من ذوق لن ننساه ما حيينا .
4 - عند تجمع العائلة على مائدة الإفطار يقوم رب العائلة بتقطيع الخبز وهو يتمتم بالقرآن وترتيب الفاتحة للأموات من أقاربه ولكل أموات المسلمين .
5 - بعد مرور بضع أيام من الشهر الكريم يتم التزاور ليلا بين الأهل والأقارب الأكبر فالأكبر وكل عائلة تحمل بمعيتها مجموعة لاباس بها من حبوب البن وعند الجلوس وبعد المباخرة ( أي السؤال عن الأحوال ) يطلب من أحد أفراد العائلة التي تمت زيارتها إحضار الغطاء المصنوع من السعف لوضع البن فيه ويبادر أفراد العائلة بشكر العائلة الأخرى على ذلك بقولهم ( كرمهم وعزهم ) واحيانا يأتي بالسكر بدلا من البن واحيانا بالاثنين معا على كبر وصغر مقام العائلة أو وجود واجب إضافي آخر كمولود أو زواج أو مسافر ومن ثم يزورك من قمت بزيارته سابقا .
6 – قبل حلول أذان المغرب بدقائق معدودة يقوم الأهل والأقارب والجيران بتبادل الوجبات الغذائية فيما بينهم البين .
7 – يتميز رمضان بتعدد مأكولات وجبة الإفطار واهم تلك الوجبات الخمير التمر قهوة البن المضاف أليها القرفة والشوربة التي تصنع من البر والحنيذ فنادرا ما يكون اللحم موجود
8- عند حلول موعد السحور يقوم الجيران بمناداة بعضهم بعضا لتجهيز وجبة السحور الذي كان الأطفال ينتظرونها او ما تبقى منها بفارغ الصبر صباحا أي عند استيقاظهم من النوم .
9- توجه الجميع من الذكور إلى المساجد صغار وكبار لصلاة العصر بالذات ( علما أن باقي الصلوات تصلى في المنازل فقليلا من الرجال من يذهبوا إلى المساجد للآسف الشديد وذلك بسبب وجود مسجد واحد في القرية قد يكون بعيدا عن البعض ) وبعد الصلاة أي صلاة العصريرددوا جميعا العديد من الأناشيد الدينية وبعد ذلك يتجمع المصلون في الأزقة والشوارع المحيطة بالمسجد لتدارس أوضاعهم الاجتماعية والسلام على بعضهم البعض ومن ثم تفرقهم وتجمع البعض منهم في مجالس متفرقة من القرية بالقرب من منزلهم لحين اقتراب أذان المغرب
10- في شهر رمضان المبارك يكثر ذبح المواشي ويقوم صاحب الذبيحة بسؤال الآخرين أن كان أحد منهم يرغب بشراء شي منها وعندما يتم توزيع الذبيحة ( تنفيقها ) كاملا كلن حسب رغبته يقوم بذبحها ومن ثم يجتمع أصحاب تلك الذبيحة حول اللحم ويتم الروع عليه وكل منهم يؤخذ نصيبه منها ويحتفظ مالكها بما تبقى منها كالظهر والجمجمة والأطراف والجلد .
11- في آخر أيام الشهر الكريم تأتي سعادة الأطفال الذي حرموا من الوجبات الدسمة في نهار رمضان ففي يوم 27/ رمضان وفي الصباح الباكر يلبس الأطفال ملابسهم شبه الجديدة ويتوجهوا إلى كل أزقة القرية حاملين أكياس قطنية أو علب حديدية لتجميع ما يسمى الطعيمة المصنوعة من اللوبيا ( الدجر ) وفيما بعد الفصفص والذي يتم توزيعه من قبل المتزوجون الجدد واسر المواليد الجدد في ذلك العام إذ ترتص النسوة عند باب منزل أحد تلك المناسبتين حول كيس يحوي شي مما سبق ذكره وتقوم أحد النسوة بتوزيعه على الأطفال الواحد تلو الآخر ويحصل هناك نوع من التمييز بين طفل وآخر بحكم العلاقات الشخصية أو العطف على ذلك الطفل أو الطفلة ويستمر ذلك إلى أذان الظهر تقريبا وينشد الأطفال في ذلك اليوم أناشيدهم الخاصة بتلك المناسبة واذكر منها ( طعيمة يا جديدة وإلا كسرنا الحديدة ) ويقصد بالجديدة العروس المتزوجة في ذلك العام .
12- عند اقتراب العيد تقوم الأمهات بتنضيف الحلي الفضية للبنات بالماء والصابون أن وجد وتحضير الحناء وفرش المنزل وتنظيفة وإحضار الملابس الجديدة للأطفال والكبار معا من قبل رب الأسرة أن كانت ظروفه المادية تسمح بذلك وغالبا ما تستخدم الملابس لعيدين أو اكثر بعد الاحتفاض بها عند نهاية أيام العيد في أحد الصناديق.
13- وفي اليومين الآخرين يقوم رب الأسرة بإحضار مكيال لاخراج الفطرة التي تكون غالبا من الذرة والتمر الغير مرزوم ( نثر ) ويخلط مع بعض ويقوم الأطفال بتوزيعه على الأهل والأقارب ( أي تبادل ) وما فاض منه يوزع على فقراء ومحتاجي القرية .
14- في آخر أيام شهر رمضان الكريم يقوم الجميع بإنشاد الأناشيد التوديعية الخاصة بهذه المناسبة

أخيرا أخواني وبعد أن تم ذكر بعض من العوائد القديمة في شهر رمضان المبارك التي انقرضت بعضها ولازال البعض منها موجود إلى الآن وعلى نطاق ضيق لا يفوتني في هذه العجالة من ذكر بعض العادات السيئة التي نشاهدها ونلمسها في وقتنا الحاضر من البعض .
1- استعدادا لرمضان نشتري كل ما لذ وطاب من الأطعمة وغيرنا في أمس الحاجة إلى ما يسد رمقه من الجوع
2- تمتلى براميل وصناديق القمامة بالأطعمة وغيرنا لو وجد أحد تلك البراميل لاكل منها وحمد الله وشكره
3- نتابع المسلسلات والبرامج ونهجر التقرب إلى الله
4- نتساب ونتشاتم عند الإشارات وفي والطرقات
5- لا نزور أو نرفع سماعة الهاتف على الأهل والأقارب والأصدقاء
6- نقضي النهار نوما والليل سهراً وإخواننا يذبحوا ويهجروا وينكل بهم في فلسطين والعراق والكثير من البلدان العربية والإسلامية
7- نزور الأسواق اكثر من زيارتنا لاقاربنا وذلك لشراء الملابس والاكسسوارات واخوان لنا يمشوا شبة عراة
8- نتجمع حول التلفاز اكثر من تجمعنا حول حلقات العلم ومزاورة الأهل والمرضى والعجزة
9- نتكاسل في ادا أعمالنا ونقوم أليها يوما ونتركها أيام
10- نتسارع إلى صلاة المغرب وكآن رمضان يبتدي وينتهي بالمغرب
11- نعود إلى المنازل مسرعين لاخذ حبة سيجارة أو غصن قات لمن ابتلاهم الله بهذه الآفات
12- نقطع الرحم ونصل من كان بعيد ولا يمت لنا بصلة
13- نتمادى في شراء الملابس وخلافة لأطفالنا وأطفال الأقارب والجيران يعلم الله بأحوالهم
14- اكبر أهدافنا أن تمتلى البطون بالأكل لا أن تمتلي القلوب بالايمان
15- نصوم عن الأكل والشرب ولا نصوم عن الكثير من المحرمات كالنظر والسمع والغيبة والنميمة ... الخ
16- نجدد عفش المنزل وغيرنا لا يملك حصيرة ينام عليها
17- نمر من جنب بعضنا بعضا دون أن نكلف أنفسنا بالسلام على من يصادفنا في الطرقات
18- نقوم بتفطير من لا يستحق ذلك وندعي أننا كسبنا آجر تفطيره
وغير ذلك من العوائد والاخطاء الذي يقوم البعض منا بها و الذي نتمنى ان تنبذ من مجتمعنا الإسلامي . أخواني لقد اكثرت عليكم ولم اكلف نفسي ترتيب ومراجعة ماكتبته فمثل ما اتاني كتبته لكم تحت هذا العنوان فلكم ان تطلعوا عليه ولكم عكس ذلك فان اصبت فهذا من عند الله وان أخطأت فمن نفسي ..

وكل عام وانتم بخير

أخيكم / عبد الله الجعيدي

[بلّسود]

شكرا جزيلا اخي عبدالله على الموضوع الرائع

وما اجمل ايام رمضان بدون حتى تقاليد وعادات

ولكن بعاداتنا وتقليدنا يصبع لرمضان طعم ثاني

شكرا مرة اخرى ::: اخوووووووك بلسود

[عبدالله الجعيدي]

شكرا اخي بلسود على مرورك الكريم