المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي


مع إشراقة عيد الأضحى المبارك يعانق الكتاب أيادي القراء (( المحضار مرآة عصره ))..

سقيفة عذب القوافي


 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-28-2011, 04:42 PM   #1
علي فقندش
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية علي فقندش

افتراضي مع إشراقة عيد الأضحى المبارك يعانق الكتاب أيادي القراء (( المحضار مرآة عصره ))..

مع إشراقة عيد الأضحى المبارك يعانق الكتاب أيادي القراء..
باشراحيل يؤرخ للمحضار حياته وفنه في كتابه"المحضار مرآة عصره" ..


علي فقندش (عكاظ )

الأستاذ رياض عوض باشراحيل مؤلف الكتاب عاش مع الشاعر والملحن الكبير حسين أبوبكر المحضار وارتبط به ارتباطا روحيا وفنيا في اليمن وبالذات في مسقط رأسه مدينة "الشحر" ، وأيضا في جدة بالمملكة العربية السعودية أثناء تواجد المحضار بها .. ارتبط به في حياته يجمع له شعره ويوثق خطرات فكره ويرافقه في رحلاته وتنقلاته المختلفة ، دون منطوقه من وحي اللحظات الآنية وكون أرشيفا لما كتب عنه وأعد له ديوانيه الأخيرين حنين العشاق وأشجان العشاق للطباعة وكتب مقدمة أحدهما "أشجان العشاق" . عاش مع المحضار قريبا منه في الخمسة عشر سنة الأخيرة من حياته فكتب وروى عنه الكثير في الصحف والمجلات والفضائيات..
إن كتاب "المحضار مرآة عصره" محطة من أهم محطات الوفاء الصادق للشاعر الكبير ، ليؤرخ المؤلف في هذا الكتاب حياة المحضار وفنه عموما ، وشعره الغنائي السياسي والاجتماعي الذي يعبر فيه عن أوضاع وطنه اليمني والعواصف السياسية التي أحلت به خلال المرحلة (1963 – 1990) بصفة خاصة ، ويشير المؤلف في كتابه إلى علاقة المحضار ببعض الرؤساء الذين تعاقبوا على السلطة في اليمن ومنهم الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) والرئيس علي ناصر محمد ويكشف أن نيران السياسة وشراراتها قد لامست المحضار في أكثر من مشهد ولكنه استطاع بذكائه الوقاد وبصيرته الفذة أن يرتفع عليها ويركب سفينة نوح ويتخلص منها ويخرج سالما في كل مرة فيصدق المحضار في قوله : (ودخلت أنا وخرجت صاحي .. والموج من كل النواحي .. مجراي في مجرى سفينة نوح) .
ويتألف الكتاب من (482) صفحة من القطع الكبير .. مع الكاتب رياض باشراحيل وحول كتابه والمحضار ندير هذا الحوار :


س : لماذا المحضار ولم يكن غيره من الشعراء الغنائيين ؟
ج : لأن المحضار ظاهرة فنية ، ولأنه رمز من رموز الشعر الغنائي في العالم العربي ، ولأنه قمة شامخة تتطلع الأنظار والقلوب إلى إبداعه الفني ، ويترقب الناس صدور أعماله الغنائية في حياته أو حتى بعد مماته مما لم تصدح به الأصوات الغنائية في وقت سابق لترى فيها مشاعرها الإنسانية وقضاياها وتتذوق شعرا ولحنا تنتشي به النفوس وترقص طربا يتسم بالعذوبة والجمال والعمق في التعبير عن صور الحياة . وباختصار هو صوت كل الناس وصوت عواطفهم وقلوبهم ومشاعرهم وصاحب أعذب الألحان المعبرة عن الحب الصادق المشرق بالفرح والأمل ، والفنان الذي جعل من فنه رئة تتنفس بها الجماهير لأنه كان صوت عصره ويتطلع في أعماله الغنائية أبدا إلى المستقبل . لكل ذلك وغيره من علاقة شخصية ودية حميمة تربطني بالشاعر ومعلومات موثقة لدي دونتها في حياته تجعلني ربما مسئولا قبل غيري عن تدوين تاريخ وفن الشاعر الكبير المحضار حبا وإنصافا ووفاء له .

س : لقد عرف عن الشاعر المحضار بساطته وتواضعه .. كيف تصف لنا سجاياه وصفاته الشخصية ؟

ج : لعل تفوق المحضار في أخلاقه وسلامة فطرته وسمو سجاياه أحد أسباب مجده وحب الناس له إضافة إلى تفوقه الفني .. فالمحضار بفطرته مهذّب النفس كريم الأخلاق لا يعرف الحقد أو الانتقام أو العناد إلى قلبه سبيلا ، عندما يضمك مجلس معه أو تستمع إلى حديثه يأخذك العجب من طهارة قلبه ، وسلامة طويته ، وخفة دمه . إن من أنبل مقومات شخصية المحضار حبه لعظيم للناس والتواضع حيث كان بسيطا ومتواضعا لم يتعامل مع الناس على انه شاعر كبير وإنسان متفرد أو متميز عن الجميع فيجب على الناس أن يفسحوا له الطريق – كما يفعل كل من نظم بيتين اليوم - ، ولكنه كان بسيطا ومتواضعا لا يرى نفسه إلا كالمواطن البسيط يؤدي دوره بشرف كما يؤديه المواطن العادي .

س : حدثنا عن أبواب وفصول كتابكم "المحضار مرآة عصره" المقرر توزيعه باليمن وفي المملكة مع اشراقة عيد الأضحى المبارك ؟

ج : أجل في هذه الفترة – إن شاء الله- سيكون الكتاب في أيادي القراء حسب الاتفاق مع مطابع وحدين الحديثة بالمكلا ودار كنوز المعرفة بجدة التي ستوزع الكتاب بالمملكة ، ودار حضرموت للدراسات التي ستوزعه باليمن ، وهو يتألف من أربعة أبواب كل باب يتكون من عدة فصول إضافة إلى ثلاثة ملاحق .. فالباب الأول عباره عن إضاءات على الإطار الجغرافي والتاريخي للبيئة الحضرمية وفي مسقط رأسه مدينة "الشحر" التي نشأ فيها الشاعر وترعرعت بها موهبته حتى أعطت ثمارها اليانعة ، ويتضمن السيرة الذاتية والفنية للمحضار والتي توثق ولأول مرة بالتفصيل وبالكثير من المعلومات الجديدة وغير المتداولة منذ ولادته إلى رحيله – عليه رحمة الله - . واتسعت تفاصيل سيرته لتكشف عن خطوط أساسية في شخصيته وبيئته الصغرى لتشمل تفاصيل علاقته بأمه وأثرها في تكوين شخصيته وكذلك علاقته بأبيه ومكتبته العامرة التي أثرت في وقت مبكر ثقافة شاعرنا ، ويبين هذا الباب أيضا كيف أن المحضار كان مرآة عصره وضمير شعبه ويكشف عن الأسباب التي أدت إلى ظهور الشعر السياسي والاجتماعي عنده وريادته وتأصيله لهذا اللون من الشعر الغنائي . أما الباب الثاني فيتحدث عن شعر المحضار السياسي والرمزية عند المحضار وملامح التجديد في فنه وهو مقسم على مراحل القيادات التي حكمت وطنه خلال فترة التشطير "مرحلة الدراسة" وهم قحطان الشعبي ، وسالم ربيع علي(سالمين) ، وعبدالفتاح إسماعيل ، وعلي ناصر محمد ، وحيدر أبوبكر العطاس . ويبرز علاقة المحضار ببعض الرؤساء السابقين وخاصة الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) ومواقف المحضار الصامدة والمساندة له وكذلك للرئيس علي ناصر محمد . وتظهر الدراسة كيف كان شعره في تلك المرحلة مقاوما أخطاء السلطة وكاشفا لها حتى وان كان الحاكم من أصدقائه ، وإن الشاعر كان قارئا بارعا لكف المستقبل ومستشرفا له محذرا أو مبشرا ولكنه في كل الأحوال كان باعثا لنور الأمل ، وكان في عصره الفنان الوحيد المتحدث باسم الشعب اليمني .


س : ما مضمون محتويات البابين الثالث والرابع بالكتاب ؟


ج : الباب الثالث يدرس الشعر الاجتماعي عند المحضار وقسم إلى قسمين الشعر الاجتماعي العام ، والشعر الاجتماعي الذي يعد الفعل السياسي سببا مباشرا فيه . ومن الشعر الاجتماعي قصيدة عصماء قالها في حفل تكريم البعثة التعليمية السعودية بمسقط رأسه مدينة الشحر عام 1964م . والباب الرابع يتحدث عن الرؤى الفكرية والفنية في شعره ، وتفاعل الشاعر مع المتغيرات السياسية والاجتماعية في وطنه ، وقد برزت هنا البراعة التصويرية عند المحضار عندما صاغ شعرا قضية جادة من قضايا الواقع صاغها بدقة متناهية داخل إطار من النقد والتهكم والفكاهة والسخرية مثلما جاء في أبياته التي تصور أزمة الشباب مع العمل بعد أداء الخدمة العسكرية والتي قال في مطلعها على لسان الشاب : (( خلصت خدمتي باسافر .. قالوا جلس تمم القاصر .. سنتين عدت وأنا صابر .. محسوف ومرتي محسوفة .. قلت العمل قالوا أتصبر .. لما قد النفط يتكرر .. وتكرر النفط وتبخر .. ولعاد شفت العمل شوفه .. الخ )) .. صحيح إن الأبيات بسيطة وفكاهية ولكن دلالاتها أعمق بكثير فالشاعر لم يكتب هذا لغرض التسلية أو الترويح عن النفس ولكنه كتبها لنقد الحكومة بهدف تصحيح أوضاع الشباب وتوفير العمل المناسب لهم والبحث لمشاكلهم عن حلول ومخارج .
ويذكي هذا الباب مكانة المحضار الشعرية والفنية وفيه سجل عمالقة الطرب والشعر والموسيقى والنقد الفني من مبدعين ونقاد وأساتذة الجامعات شهاداتهم في شعر المحضار وألحانه وفنه الغنائي وأشادوا بمكانته على المستوى العربي ، ومنهم : الشاعر العربي المصري عبدالرحمن الأبنودي والشاعر العربي العراقي المرحوم عبدالوهاب البياتي ود.عبدالعزيز المقالح والشاعر د.محمد عبود العمودي (بن عبود) وأستاذة التربية وصاحبة عمود يومي في جريدة "عكاظ" د.عزيزة المانع والباحث الأستاذ عبدالرحمن الملاحي ود.محمد أبوبكر حميد ود.عبدالله حسين البار ود.عبدالقادر باعيسى والناقد الفلسطيني د.راضي صدوق والإعلامي الناقد الأستاذ علي فقندش والخبير الإعلامي القطري د. حسن رشيد والفنان الكبير أبوبكر سالم والفنان عبدالله الرويشد والموسيقار د.عبدالرب إدريس والموسيقار المصري الأستاذ أمير عبدالمجيد والملحن السعودي الأستاذ صالح الشهري والموسيقي الفنان عوض بن ساحب وغيرهم . وفي الأخير خاتمة تلخص تجربة المحضار الفنية وما جاء في المطبوع من عناوين ثم ملحقين لنماذج من أعمال المحضار وملحق ثالث عبارة عن ألبوم صور ملونه للشاعر خلال مراحل حياته وصور للمنازل التي سكن بها المحضار في الأحياء الشعبية بجدة مع البسطاء كواحد منهم يشعر بشعورهم ويحس بإحساسهم ويتحدث عنهم في شعره وتعد تلك البيوت الشعبية شاهدا حيا على ميلاد أروع أعماله الغنائية .



س : كيف ترى المحضار وما وصل إليه من شهرة وذيوع صيت .. وهل ترى أنه نال ما يستحقه من اهتمام جماهيري وإعلامي ؟

ج : ما وصل إليه المحضار من نجاح كبير وشهرة واسعة كان بفضل عاملين رئيسيين أستطاع أن يصل بهما إلى قلوب الناس والتأثير فيها أولهما مواهبه الكبيرة وهما موهبة شعرية وموهبة لحنية عملاقة ، وثانيهما تجربة غنية استقاها من معين البيئة الحضرمية الثرية وبالذات في مسقط رأسه الشحر ، هذه البيئة فتحت أمامه نوافذ للإطلاع على تراثه وتجارب معاصريه في آن معا ، أثرت موهبته وتجربته في الشعر والفن .. والشاعر المحضار مدرسة مستقلة من مدارس الغناء في منطقتنا نال ما يستحقه من اهتمام جماهيري إذ وضعه عشاق الطرب في جزيرة العرب في حدقات عيونهم وكانت الجماهير تسأل عند صدور البومات غنائية لبعض المطربين ممن يشدون بأغنياته شي للمحضار أغنيات فيها ؟؟ ، وبعض الناس قد يعزف عن شراء الألبوم لعدم وجود أعمال غنائية محضارية فيه ، وهذه حقيقة لا مبالغة فيها وهذا الموقف الشعبي من إبداع المحضار دليل على منزلته العالية في وجدان جمهوره . إلا أنه لم ينل في حياته ولا بعد وفاته ما يستحقه من اهتمام إعلامي يليق بمكانته الشعرية والغنائية.. وقد تحدث عن هذا الجانب الشاعر العربي المصري الكبير عبدالرحمن الأبنودي الذي قال بإقتضاب من كلمة له واردة بالكتاب : ( المحضار حالة شعرية نادرة وتجربة فريدة من الإحساس الذي لا يفصل المسافات بينه شاعرا وملحنا ، نقل إلينا إحساس تجربة البدوي ووعورته في عالمنا العربي وهو رمز ويستحق أن يكون رمزا ، وأرى أنه لم يعط له حقه من الرعاية الإعلامية والاهتمام به وبأعماله ، لكن الشاعر الحقيقي يبحث عن الشاعر الحقيقي في الأزقة والدروب والصحاري والجبال ....) .


س : ما الذي يميز الشاعر المحضار عن غيره من الشعراء الغنائيين ؟


ج : ما يميزه هو أعماله الغنائية وإبداعه الذي يتميز بقدرته على اختراق جدران القلوب والتأثير في الناس والاستئثار بمشاعرهم ومحبتهم وإعجابهم .. فالأغنية عند المحضار تأتي ناصعة تتدفق بالأحاسيس لاحتوائها على كل ما هو راق من حيث المفردة الغنائية التي تلامس أوتار القلوب والنفاذ في أغنياته إلى أعماق المشاعر الإنسانية بلغة رصينة ولكنها واضحة وبسيطة من السهل الممتنع ولتضمينه في أغنياته القيم الرفيعة والمثل العليا والوصف الرقيق الذي لا يتجاوز به حدود اللياقة الاجتماعية والأخلاقية التي تسمح بها مبادي مجتمعاتنا العربية والاهم من هذا كله تميزها بالصدق الفني في التصوير والتعبير .. لذا صارت أغنيات المحضار لوحات تصور نبض الإنسان العربي في حله وترحاله ، وبؤسه ونعيمه ، وأفراحه وأحزانه ولمسات فنية معبرة عن مشاعر الإنسان طبعت في قلوب الأمة من المحيط إلى الخليج ولا نظن أنه من السهل أن يحدث شاعر عادي نصا له تميزه وفرديته ، إنما يستطيع ذلك الشعراء الأفذاذ كالمحضار وصحبه ممن يعرفون بناء نصوصا غنائية راقية القيمة .. وكل فن يلامس عنصري الفكر والوجدان في الجماهير ويمتاز بالصدق ويزداد مع مرور الأيام تعتيقا يكون قد دخل من أوسع الأبواب وسُجل في صفحات الخالدين في الفن .


س : متى يكتب المحضار القصيدة أو الأغنية ؟ وهل لديه طقوس أو شروط محددة كاختيار المكان أو الزمان أو غيرهما ؟
ج : المحضار ينطق بالأغنية كلمات ولحنا في أي وقت شاء إذا ما استحثه شعور أو موقف أو مشهد في الحياة فيعبر عنه . فهو لا يحتاج إلى طقوس ما أو زمان أو مكان محددين .. يقول الأغنية كلمات ولحنا جاهزة مغناه في السيارة أو في الطريق وهو يمشي أو في السوق أو في البيت .. كنت مرافقا له في رحلة إلى الدمام قضينا بها عشرة أيام ، وفي احد الأيام أدينا صلاة الفجر معا في جماعة وبعد الصلاة بلحظات وخلال عشر دقائق نطق بقصيدة كاملة ملحنة جاهزة في الإشادة بالدمام والخبر والمنطقة الشرقية ومنتزه سياحي اسمه "شاطي الغروب" كنا قد زرناه في الليلة السالفة قال في مطلع الأغنية :
عدنا إلى الدمام عـدنا والخبـر ** ننشـد ونتخبـر
عا الأهل والأحبــاب ذي فيها لقوا مرعى ونــوب
المنطقــة حلــوة وقلب المنطقــة شاطي الغــروب

جادت لنا الأيام متّعت النظر ** ما أحسنه منظر
ترتــاح به الألبــاب ويســر الـخـواطــر والقلــوب
المنطـقـــة حـلوه وقـلب المنطــقة شاطي الغروب



س : ما لموضوعات التي تستهوي المحضار وتجد انه قادر على التألق فيها ؟

ج : المحضار شاعر شامل ، جميع الموضوعات يتقن التعبير عنها رغم انه برز في الشعر العاطفي الغزلي الذي أسست عليه شهرته خارج وطنه ، والشعر السياسي الذي أضاف الى مجده الفني وعاصره أبناء وطنه في اليمن .. لذا جاء هذا الكتاب ليطرق هذا اللون من الشعر بتوسع ودراسة ذات تدرج تاريخي تكشف القيمة الفنية والإبداعية العالية لشعره السياسي ليتعايش معه محبيه بوطنه وخارج وطنه . وكان المحضار في عصره صوت الجماهير والشاعر الذي عبر عن آلام الشعب وآماله خلال تلك المرحلة ، والحقيقة فان سر المحضار هو قدرته على الجمع بين الوظيفة الجمالية للشعر والوظيفة الاجتماعية ، فاستطاع أن يسحر القلوب بفنه ويستولى على وجدان الجماهير ومشاعرها .


س : يقال أن شعر المحضار في سنواته الأخيرة أقل جودة وقوة من شعره الأول .. مارأيك ؟

ج : هذا طرح غير موضوعي لأنه لم يمس المحضار فحسب ولكنه اتهام طال كبار شعراء العربية ومنهم المتنبي وأمير الشعراء أحمد شوقي ، وإن كان هذا حكما فهو حكم ظالم لأنه يتجاهل سنة من أهم سنن الحياة عند كل البشر وليس المبدعين فحسب ومنهم الشعراء ، فمهما علا شأن الشاعر أو قصر فلابد لشعره أن يواكب التغيير في حياته بحسب عمره .. فتطور العمر وزيادته يعني زيادة النضج والتجربة ونمو مشاعره مع نمو المرحلة العمرية التي يعيش فيها . إذ أن الشاعر في كهولته مثلا لابد أن يختلف قليلا أو كثيرا عنه في شبابه وذلك بتأثير الدم الذي يجري في عروقه وتفتح وعيه ، حيث أن للشباب فورة وحرارة وزمنه هو زمن العواطف الساخنة والمشاعر المتدفقة والأحاسيس الجارفة والتي تجرف كالسيل كل شي أمامها ، والشاعر في هذه المرحلة يغرق في أحاسيس الشباب وأحلامه وعشقه ، وتروق له المشاهد الجذابة والجمال البراق والحسن وفتنته فتنطق بكل ذلك قصائده ، أما شعره في الكهولة أو الشيخوخة أي في زمن النضج والاتزان – إن جاز التعبير- لاشك أن يكون انعكاسا للمرحلة التي يمر بها الشاعر ففي هذه المرحلة يركن إلى التفكير والتأمل والاتزان بدلا من التدفق والحواس والأحلام ويلجأ إلى الأسلوب النقي الصافي الذي لا ينشأ جماله من زينة لامعة وإنما ينشأ من تناسق دقيق تام في الأداء والتعبير محتفظا في إبداعه الأخير بالحكمة وغنى التجربة الإنسانية وشرارة النبوغ وسحرها وجاذبيتها . لأن الشاعر يتطور مع نهر الزمن فيتطور معه شعره ويكون هنا الاختلاف بين الشعر القديم والشعر الجديد عند كل الشعراء ومنهم المحضار .


س : وفي الأخير كيف تصف للقراء أهم معالم ومعطيات وخصائص كتاب "المحضار مرآة عصره" ؟

ج : ليس من حقي أن أصف كتابي ولكن هذا من حق القراء و النقاد أن يصفوه كيف شاءوا مادحين أو قادحين ، وأظن إنني لو أردت توصيفا للكتاب لن أجد أجل وأنبل وأروع مما قاله د.عبدالله محمد عبدالله باسودان في سطور قليلة ولكنها كثيرة في معناها وعميقة في مغزاها وذلك في مقدمته للكتاب حيث قال :
(( لقد أضاء هذا الكتاب جوانب متنوعة ومختلفة للشعر السياسي عند المحضار ، وكشف الستار عن كثير من معاني القصائد التي تحمل طابعا عاطفيا يخفي تحته الكثير من الأسرار السياسية والاجتماعية . وكان لفك الرموز الشعرية السياسية دورا كبيرا في فهم شعر المحضار وإعطائه أبعادا أكبر من النظرة العابرة للمعنى الشعري ، ومثّل ذلك إضافة حقيقية إلى شعر المحضار ووجها آخر في شخصيته تتمثل في صدوعه بالحق رغم الظروف القاسية في تلك المرحلة من مراحل التاريخ اليمني . كما برز إبداع المؤلف في إعطاء تفسيرات جديدة للقصائد التي انطبعت في أذهان الناس بمعان غير سياسية ، وفي إعطاء وحدة موضوعية لعدد من القصائد التي جاءت متفرقة في تأليفها لتنسجم وتتآلف مع الأحداث السياسية التي ارتبطت بها .. لقد استطاع المحضار أن يستنزل السياسة من معقلها وأحياها في البيئة الشعبية التي يعيش فيها الناس ، في الحارة ، في الشارع ، في المدينة ، في القرية ، في الريف ، في البادية وجعلها إنسانية لا تبلغ العقول فقط ولكنها تبلغ العقول والقلوب التي يشيع فيها الحب والعشق والرحمة والحنان . لذلك مزج المحضار حتى في أشعاره السياسية بين السياسة والحب )) .
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas