12-18-2002, 09:33 PM | #1 | |||||||
مشرف سقيفة التراث
|
لمحات حول شعر المحضار الفصيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
عرف الناس حسين ابوبكر المحضار شاعرا شعبيا مجيدا ..ذائع الصيت .. قوي الكلمة .. اذا انشد قصيدة وطنية اثار في المستمعين الحماس والحمية .. قصائده المغناة تمجد الحياة وتزرع البسمات على الشفاه ،فكل فرد من افراد المجتمع يجد في اشعاره مبتغاه ، وقليل من الناس من عرف المحضار شاعرا فصيحا ، يصوغ مفرداته بفن واقتدار ، ويسكب تجربته في قالب شعري بديع ، مطبوع خالي من التصنع. ولم يتطرق احد من الدارسين او الكتاب الى هذا الجانب الابداعي في شعر المحضار، وذلك ربما لقلته ،او لعدم اهتمام المحضار به وتدوينه، ولعلني اول من ينوه ويشير الى ذلك الجانب للعلم والمعرفة . فكنا في مجالس الادب في الثمانينات نردد صدرا من قصيدة للمحضار لا نعرف غيره وهو :ـ الى اعلا الى جنة الفردوس ياعلوي . من قصيدة رثاء صديق عمره علوي مولى الدويله المتوفي حوالي عام 1975م، والتي انشدها في (جامع النور) بالشحر في ختم المذكور وكثيرا ماكنا نتطرق الى العلاقة التي تربط بين المحضار وصديقه علوي ، بين كلام معاد وجديد مخاض ، ثم يجرنا الحديث الى مرثاة المحضار الرائعة التي قالها ايضا في صديقه علوي وهي بحق تعد من عيون الشعر الشعبي المعاصر، وازدات روعة حينما غناها الفنان ابوبكر سالم بلفقيه واسبغ عليها من ايات فنه الكثير ، ومطلعها :ـ اعادة الفائت الى حاله محال لكن قلبي ماتوقع في محله لو جيت بانسيه ذكره الخيال واثار بقيت بعد محبوبه وخله وفراق من تهواه وحله مااطول الايام بعده والليال عاشوق ليلي طـــــال يامعة العين جودي عا حبيبي خففي بعض الذي بالبال. وكانت فرحتي لا توصف في منتصف عام 1995م حينما وجدت لدى صديق لي قصيدة مخطوطة بخط النسخ الجميل بعنوان (الحامي) والحامي هي المدينة الساحلية التابعة لمديرية الشحر ـ هذه القصيدة مكونة من واحد وعشرين بيتا من الشعر الفصيح للشاعر حسين ابو بكر المحضار وذيلت القصيدة بما يلي (الكويت 1966) ومطلعها :ـ هبي صبا نجد وأشفي بعض آلامي وذكريني زمان مـــر بالحــامي . يبداء المحضار في ابياتها الاولى ببث حنينه الى مدينة الحامي ، واستعادة ذكريات الامس ، ومجالس الانس في مرابع الاحباب وصحبة الاهل والاصحاب ، ثم يعرج قليلا فاذا هو داعي من دعاة الثورة ، يهيب بالشباب الالتفاف حول القيادة الثورية ، لتطهير البلاد من رجس الاستعمار ، واخراجها من ظلمات الجهل والتخلف والجمود، هذه القصيدة المخطوطة سوف نثبتها كاملة في اخر هذا المقال وهي تنشر لاول مرة ، ونهديها لقراء جريدة الايام الغراء . واسرعت بالقصيدة بالقصيدة الى الشاعر المحضار استوثقه من صحة انتسابها اليه ، فأفادني بنعم وقال لي بأن له حوالي اثنى عشرة قصيدة من الشعر الفصيح نظمها في الستينات ونشرت اغلبها في جريدة (الرائد) بالمكلا . اذن لماذا صمت المحضار عشرون عاما او يزيد على قول مثل هذا النوع من الشعر ؟.. هل مثلا ولماذا يتخلى اصلا عن عرش مملكته في دنيا الشعر الحميني ويفر هاربا الى القريض ؟.. هل مثلا تعجز المفردات العامية عن حمل معاناته الثقيلة فيجنح الى الفصيحة يبثها احزانه واشجانه ؟.. فحينما رزئت الشحر بل وحضرموت جميعها بموت اثنين من علمائها هما الفقيه العلامة عبدالكريم بن عبدالقادر الملاحي والشيخ العلامة سالم حبليل في شهر واحد .. كان هذا الحدث كفيل بأعادة المحضار الى قرض الفصيح وانشاده في رثائهما .. وكالعاده كان يمزج انشاده بالبكاء والدموع، ففي سبتمبر من عام 1996م وقف امام الجموع يرثي الشيخ الملاحي ومنها:ـ وآخر ماابتلاني به زماني ** وفاة مشائخي وهداة دربي من القوم الذين لهم حضور** وتاريخ به الاخبار تنبـــي فمن لي بعد ان راح الملاحي* يفيض علي من درس وحزب مضى عبدالكريم وكان بدرا * يضي بنوره شرقي وغربي مضى عبدالكريم وكان منه ** علاج للقلوب واي طب مضى الورع الكريم بكل معنى* مضى البر الرحيم مضىالمربي ثم تأتي الطامة الكبرى بوفاة علامة حضرموت السيد عبدالله محفوظ الحداد بعد رحيل صاحبيه بشهر ، فينشد المحضار في ختمه مساء الثلاثاء 29/10/1996م قائلا :ـ الخطب اعظم مما يشعر الشعراء فسامحوني اذا عزمي هنا قصــــرا ماذا اقول وقد قالت ملامــــحكم مالم يقله ملوك الشعر والامــــــــراء فكل فرد اراه صاغ مرثيــــــــة من حزنه والاسى في وجهه ظهـــرا لسانه من وقوع الخطب ناشفة والدمع من عينيه فوق الخدود جـــرى والكل يسأل ماذا حل في بلدي هل هد صرح التقى والعلم وانفجــــرا واصبحت حضرموت الام بائسة وجدها عاف مما حل واعتكـــــرا تبكي على شيخها الحداد قائلة آه على المجد والعلم الذي قبـــــرا هذه لمحات خاطفة حول شعر المحضار الفصيح ، واشاره عابرة ليس الا عن زاوية خفية من ابداع المحضار الشعري ، وكما وعدناكم ننشر نص القصيدة المخطوطة (الحامي) : |
|||||||
12-19-2002, 01:18 AM | #2 | |||||
حال قيادي
|
امتعتنا استاذي بهذا الاستهلال الرائع عن ( حكميات المحضار )
ونحن بانتظار الحامي على احر من براكين الحامي . |
|||||
02-09-2003, 03:11 AM | #3 | |||||||
مشرف سقيفة التراث
|
الله يسلمك اخي الشاعر محمد باذيب
ترقب الحامي قريبا . |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
احصا ئيات عن القران لا تفوتكم معرفتها | باحرس1970 | سقيفة الحوار الإسلامي | 30 | 10-14-2012 12:40 AM |
لمحات حول شعر المحضار الفصيح | عمر خريص | سقيفة عذب القوافي | 19 | 09-16-2011 11:19 AM |
فضل يوم الجمعة | تاج العليب فؤاد باطويح | سقيفة إسلاميات | 1 | 07-01-2011 11:11 AM |
شبام الحب(ديوان شعر) | ابوسعدالنشوندلي | سقيفة عذب القوافي | 11 | 05-08-2011 10:31 PM |
شبام الحب(ديوان شعر) | ابوسعدالنشوندلي | سقيفة عذب القوافي | 5 | 05-08-2011 10:28 PM |
|