الاحتلال اليمني يغزو حضرموت في مقتل ويعمل على صوملتها من داخلها بالقات والمخدرات

[ابوحضرموت الكثيري]

ابو حضرموت الكثيري


ببالغ الأسى والحسرة والأسف الشديد وبعد فوات الأوان والفرص للإنذار والتحذير من تعرض حضرموت للكارثة ، فلم تعد في هذا المقام من فرص غيرإعلان حضرموت منكوبة، بعد تعرضها للإنجراف والغرق في أعظم الكوارث والنكبات التي تشهدها حضرموت طوال تاريخها الانساني، فحضرموت اليوم منكوبة في فلذات أكبادها وفي صمام أمانها وعطائها وفي المنبع الرافد لتميزها الخلقي والسلوكي المشهود عالمياً لنسيجها الإجتماعي المعروف بـ (الحضارمة) .

فكل هذا التألق الحضرمي كان هدفا رئيسا لسلطات الإحتلال اليمنية منذ إجتياحها العسكري الغاشم لدولة الجنوب العربي بالحرب الشاملة في العام 1994م ، فبمجرد ان وضعت الحرب أوزارها وتوقف توافد الجحافل العسكرية الى حضرموت لوحظ للتو توافد جحافل يمنية من نوع آخر وهي صوالين (سيارات ) باعة القات التي بدت تنساب كالموج الهادر الى حضرموت في خظم صعقة أهلها وفجيعتهم بسقوط حياضهم بقبضة الاحتلال اليمني ذلك الإحتلال الذي لم يمهل (الحضارمة) حتى يستفيقوا الا وحوافر جحافلة من مافيات تجارة القات وبياعية قد تمكنت من غزو حضرموت في كافة مدنها وقراها واريافها حتى غدت حضرموت مرتعا ومداسا للقطعان من هؤلاء الغزاة موردي القات وبياعيه وبرعاية مباشرة ومشبوهة من جحافل النظام العسكري اليمني.الذي مهد لهم السبل ومنحهم الاراضي والاسواق على المداخل الرئيسية في جميع المدن والمناطق الريفية بحضرموت التي لم تكن تعرف هذه الشجرة المخدرة ولاغيرها من أنواع المخدرات ، بل وقد كانت سلطات الإحتلال اليمنية تبدي حرصاً لافتاً في توفيرالحماية والمشروعية القانونية لبياعي القات ومافياته الغازية للدخول والتغلغل في مفاصل المجتمع الحضرمي، وأمعنت تلك السلطات اليمنية ودون أدنى إكتراث لشبهة أو حرج أخلاقي في ترويض المجتمع الحضرمي لتقبل تعاطي القات من خلال عقد الإجتماعات والجلسات الرسمية مع المسؤلين في جلسات القات المسائية وعلى هذا المنوال كانت تلك السلطات حريصة على الترويج للقات وإستقطاب المتعاطين في أوساط الشباب حتى تصبح حضرموت كما هي اليوم مرتعا لتلك المافيات ولشجرة القات تلك النبتة المخدرة والممقوته في شتى أصقاع العالم .


هذا ويذكر ان احد اعضاء مجلس النواب وهو الاستاذ سعيد دومان كان قد نقل الى الرئيس صالح في احدى زياراته الى حضرموت إشمئزاز الأهالي لإنتشار القات ورغبتهم في تدخل الدولة لمنع تعاطيه ودخوله في حضرموت مثلما كان ،، الا ان الرد لم يكن مفاجئا فحسب للحاضرين جميعاً بل جاء مفجعا وفي غاية الإستخفاف من ذلك الرئيس صالح متهكماً : (إيش رأيك نرجع البراميل أحسن ونعيد لكم الحكم الاشتراكي ... اليمن اليوم واحد ومافي شئ مباح في صنعاء وغيرمباح في حضرموت )،، ذلك كان الرد من الرئيس صالح على الرغم ان هذه النبته مُجمع دوليا على مقتها ومحاربتها منذ العام 1973م حيث تم تصنيفها ضمن القائمة الدولية لأنواع المخدرات بعد دراسات بحثية إستمرت لنحو 6 سنوات من قبل منظمة الصحة العالمية ، والتي دلت على أنها نبته مخدرة بالفعل وتسبب الإدمان لمتعاطيها ، كما ان فعالية نبتة القات على التخدير كان قد ساعد فيما يبدو على إكتساحها للأوساط الشبابية في حضرموت ولتصبح حضرموت سوقاً رائجة لمافيات تجارة القات والتابعين لسلطات الإحتلال اليمنية التي بدت فيما بعد الى انها لم تكن تكفيها الغنائم من الثروات النفطية التي تعرضها للشفط والاستنزاف العشوائي ، والغنائم من الاراضي التي يبسط عليها أزلامها ومتنفذيها بسط الكلاب المسعورة ، بل وتراها تدعوا مافياتها من تجار القات اليمنيين ليعملوا بصمت وتملق حتى يتمكنوا من الإستنزاف والإستحواز على كافة مايحوز عليه الحضارمة حتى من جيوبهم ومايعيلون به أُسرهم وعائلاتهم عبرالتملق إليهم ومساعدتهم على شراء القات بأسعار زهيدة في أول الأمر وبعد ان تتمكن منهم هذه الشجرة المقيته في وحل الإدمان على تعاطيها, تتم زيادة الاسعار ليتعرض المدمن للاهانة والذل , بل حتى للتوسل للمروجين من بائعي القات حتى يقبلوا على أن يمنحوهم تخزينة القات اليومية بالدين (الآجل) الى نهاية الشهر حيث يكون بائعي القات واقفين لهم على أبواب مكاتب البريد يوم إستلام المرتبات فتكون من حظهم ونصيبهم ويُحرم الشاب او الموظف من مصدر دخلة ومايُعيل به اطفالة وأسرته هذا في حالة محدودي الدخل ، غير أن الميسورين لم يسلموا من هذا الأدمان على القات الذي يخدر العقول ويستحوذ على النفوس إذ يعمد بائعي القات بتملقهم وخبثهم المعهود على الترويج والدعاية لأصناف وأنواع من القات يدعون بخصوصية جودتها وإرتفاع أسعارها وهكذا يقبل عليها الميسورين وبين الفينة والفينة يتم الزيادة في أسعارها وهكذا حتى سجل المجتمع الحضرمي الكثير من حالات الإفلاس والتبديد للأموال والأملاك في اوساط الميسورين كما تحصد السجلات يومياً إرتفاع مهول في حالات الطلاق والتفكك الأسري وأنتشار الرشوة والفساد الإداري وحالات النصب والإحتيال وارتفاع معدلات الجريمة حتى أصبحت حضرموت تسير يوماً عن يوم صوب (الدحبشة) بعد أن كانت مثالاً للتميز والرقي الثقافي وأصبحت مهددة في مكانتها المرموقة والمشهود لها عالمياً والمعروفة بنسيج اوظاهرة (الحضارمة) بفعل هذه المؤامرات التي تشنها سلطات الاحتلال اليمنية في مهدها وفي أصل ومنبع موطنها .

وبنفس السيناريو والحيثيات ومنذ مطلع الألفية الثالثة تشهد حضرموت غزو يمني من نوع ثالث وهو نشرتعاطي المخدرات في أوساط شبابها عبر مافيات الإحتلال اليمني ورؤوسة الكبرى نفسها لمحاولة صوملة حضرموت من داخلها ايضاً ..! فالمخدرات عادة ما تباع وتشترى كسلعة عادية وفي متناول الزبون وقتما يشأ وتبدأ بإسعار مناسبة ورخيصة في أولها وبعد الإدمان عليها تأخذ أسعارها في الإرتفاع ..! والإرتفاع ..! والإرتفاع ..! وقد أعلنت الجهات الأمنية في وقت سابق عن دخول أكثر من ستة عشر طن من المخدرات بمنتصف 2008 إلى حضرموت كما تعتبرحضرموت منطقة ترانزيت لعبور المخدرات إلى دول الجوار, ودون ان يكون للحضارمة لاحول ولاقوة الا بالله ثم الخروج في الفعاليات السلمية للثورة الجماهيرية التي تعم جميع أرجاء الجنوب العربي وأنها لثورة الحق وتقرير المصير والنصر حليفها وعما قريب بإذن الله تعالى .