الحب أقوى علاج للسرطان

[الدكتور أحمد باذيب]

الحب أقوى علاج للسرطان



تشاجكا مع زوجته ليزا وابنه جيمس

نيويورك:http://www.alriyadh.com/2005/04/07/article54334.html
اذا كان الحب سبباً في علاج السرطان، فإنه حتماً يعالج جميع الامراض. هذا ما تقوله التجربة التي عاشها جو تشاجكا، وهو من بلومنغبيرغ بنيويورك، الذي شفي من السرطان القاتل بجرعات الحب التي كانت هي العلاج الناجع من الموت.
ويحكي تشاجكا قصته ويقول: عندما كنت في طريقي الى المنزل عائداً اليه من المستشفى، صرخت في وجه زوجتي من شدة الالم «ليزا.. بطني!» فأوقفت السيارة لأخرج منه مسرعاً لاستفرغ ما في بطني. وكانت السماء وقتها تمطر، وانغرست عجلات السيارة ووحلت في الطين، وحاولت جهدي دفع السيارة من الطين رغم الوهن الذي كنت اشعر به بعد مضي 5 ايام على بدء علاجي الكيماوي، فكرهت السيارة وكرهت المطر وكرهت العلاج الكيماوي الذي يسكبه الاطباء في جسدي في محاولة منهم لانقاذ حياتي.

فقبل بضعة اشهر وبينما كنت انا وابني جيمس نجلس في الحديقة الامامية لمنزلنا توقف احد المارة بسيارته ونادانا «انني احب منزلكم هذا! هل ترغبون في بيعه؟».

وعندما اشترينا - انا وزوجتي ليزا - هذا المنزل الكائن في فيكتوريا كان جيمس وقتها لايزال طفلاً يحبو، واستغرق تجديده منا وقتاً ومالاً كثيراً، ولكن قررنا بعد ذلك البحث عن بيت اكبر نربي فيه جيمس حتى يكبر.

وقررنا بيع البيت واشترينا بيتاً به مزرعة مساحتها فدانان. وكنت اجتهد كثيراً لتنظيف القبو. وكنت اشعر خلال ذلك بألم فتاقاً في اول الامر، وازداد الالم واصرت ليزا على الذهاب الى الطبيب في اليوم التالي، وبعد اجراء الفحوص اللازمة قال الطبيب «لقد عثرنا على ورم بالخصية، ولولا شعورنا بالالم لما حضرت لنا مبكراً هكذا قبل ان ينتشر السرطان في كل انحاء جسمك، ويمكننا اجراء العملية اليوم».

وكدت اصرخ في وجه الطبيب «انك لاتتكلم عني يادكتور فأنا انسان رياضي مطبوع.. صحيح سليم.. وغداً سوف احتفل بذكرى ميلادي ال37».

فعندما كنت صغيراً واصاب بالمرض انا او امي كنا نقول «ليس لدينا وقت لهذا الكلام الفارغ!» وهذا بالضبط ما قلته للطبيب «اجر العملية الآن فأنا لا وقت لدي لمثل هذا الهراء».

ولكن عندما اتصلت بزوجتي لأتلو عليها الخبر ارتجفت يدي وتغير صوتي قليلاً «ليزا.. انا مصاب بالسرطان».

وعندما صحوت بعد العملية كانت ليزا بجانبي وقالت لي «سوف نواجه هذا مع بعض».

كنت اريد تصديقها ولكن السرطان انتشر حتى وصل الغدد الليمفاوية واحتاج الامر للعلاج الكيماوي وقلت لأبني عندما رأيته مرتعاً وهو ينظر للانابيب مخترقة جسدي «ان اباك اقوى رجل في العالم هل تعلم ذلك؟» ولم ادر ساعتها من اريد اقناعه.. ابني ام نفسي!

وحاولت العودة الى ممارسة عملي ولكن بعد ساعة واحدة كدت اهوى الى الارض من شدة الارهاق. وبعد تناولي المزيد من جرعات العلاج الكيماوي تساقط شعر رأسي وتحول لون بشرتي الى الرصاصي الداكن، وانخفض عدد كريات الدم البيضاء لدي انخفاضاً مريعاً.

قالت لي ليزا بلطف «لعله من الافضل وقف بيع منزلنا، ولكنني هززت رأسي رافضاً، فإذا حدث لي شيء، فهنالك ذكريات كثيرة غيره، وعسى ان يكون المنزل الجديد بداية جديدة لنا نحو حياة سعيدة».

ولم اشعر يوماً بأن هذه الدنيا لاتعدو ان تكون حطاماً مثل شعرت بذلك وانا اجلس داخل سيارتنا ال«بورش» الجديدة أراقب العمل يحملون اثاث بيتنا الجديد وانا لا اقوى حتى على تلك الجلسة.

واليوم لم استطع دفع سيارتنا ال«هوندا» لاخراجها من الوحل حتى تطوع احد المارة الطيبين لمساعدتي على اخراجها.

ثم جاء اليوم الذي كانت فيه آخر جلسة علاجية، او هكذا ظننته، واظهرت الفحوص ان بعض الخلايا المصابة لاتزال متواجدة في مكانها. وقال لي الطبيب «انك تحتاج لبضع جلسات اخرى».

قلت له «لايمكنني تحمل اي جلسة اخرى»، ولكن ليزا قالت في اصرار «ستقدر وستفعل، من اجلي ومن اجل جيمس»، ثم ابتسمت لي تلك الابتسامة الساحرة التي تعلم ليزا انني لا استطيع مقاومته، ثم قالت لي «ليس لدينا وقت لمثل هذا الهراء!».

وقد كانت ليزا محقة في اصرارها، فإذا استسلمت لترملت ليزا وتيتم جيمس، وما كان ينبغي لجيمس ان يكبر وفي رأسه ان اباه استسلم ورضي بمقاوقتهم الى الابد، لذا، فقد قررت خوض المعركة بكل اسلحتي فقط من اجل عائلتي التي تحبني، وخضعت غمار المعركة بالفعل، وبعد جلستين من العلاج، وحقنتين لرفع نسبة كريات الدم البيضاء، شعرت بألم في صدري، ولكن الالم زال عني بعد وقت ليس طويل، وشعرت بتحسن حقيقي.

وعادت لي شهيتي للأكل من جديد، ولكن ببطء وكذلك طاقتي، وبعد قليل شعرت انني استطيع ركوب الدراجة النارية مع جيمس والانطلاق معه في نزهة.

قالت لي ليزا ذات يوم «انت بطل، ان جيمس محظوظ ان يكون له اب مثلك»، ولكني كنت اعلم ان المحظوظ هو أنا.

وقد اثبتت الفحوص اليوم خلو جسدي من السرطان، ودعوني اليوم أقُلْ لكم «اني كنت مصاباً بالسرطان» وقد أكد لي الاطباء ان علاجي من هذا الداء يعتبر معجزة إلهية، فقد برئت منه فعلاً! ولكني اعلم في قرارة نفسي ان الفضل في ذلك كله يرجع لزوجتي الوفية ليزا وابننا جيمس.

ولعل مصدر الهامنا لهذا العلاج وكلمة السر فيه هو العبارة التي كنا نرددها انا وأمي «دعونا من هذا الهراء»، وما تحمله من معاني الاستخفاف بكل مصيبة مهما عظمت. فهي التي تبعث الصبر والتصبر في النفس، ولعل الحب الذي كان يربطني بأمي في غابر الايام ومايزال، والحب الذي يربط بيننا اليوم، انا وليزا وجيمس هو الذي دعانا لترديد تلك المقولة، كأننا نقول للمصيبة «افعلي ماشئت فلن تجدي الينا سبيلاً» ودعينا من هذا الهراء فإن ما يربطنا لن يجعل لك منفذاً الى البنيان المرصوص».