المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2012, 02:25 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت تاريخ حضرموت هوية حضرموت تراث حضرموت وطن حضرموت حضارة حضرموت فن حضرموت انصارالاسلام والفاتحين صحبة رسول الله والخلفاء الراشدين خسئتم ايها الطامعون والمغالطون موتو بغيظكم ستبقى حضرموت عصية على الغزاة الطامعون في سرقتها وسرقت تراثها وتاريخها ويمننتها ؟

لقد اظحكني كلمة محافظة بحرالعرب ( اليمنية ) هههههههههههههههههههههه حضرموت وبحرالعرب لاعلاقة لها بهويتكم المزورة والكاذبة ؟

نعم انتم مخاليف صنعاء؟
زمخلاف زبيد ؟
ومخلاف الجند؟
ومخلاف تهامة؟
ومخلاف رداع؟
ومخلاف ذمار؟
وسلطنة البيضاء؟

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 06-07-2012, 05:21 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


جولة بين منتديات وادي حضرموت

6/7/2012 4:47:21

د. عبد الله سعيد باحاج

في صباح الأربعاء 11 إبريل 2012م وصلت إلى تريم عاصمة حضرموت الثقافية والحضارية، والتي أصبحت وعن جدارة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2010م. وكان الهدف من زيارتي لتريم وبقية مناطق وادي حضرموت هو التعرف على حركة ونشاط المنتديات الثقافية فيها، وكذلك تلمس الوعي الوطني الفردي والجماهيري بالحركة السياسية الناهضة في حضرموت والرافضة لأي تغيير قادم لا يلبي طموحات وتطلعات أبناء حضرموت في الحرية والاستقلال مباشرة أو عبر مراحل متدرجة مضمونة.

وقد رافقني في تلك الجولة الاستطلاعية لمنتديات وادي حضرموت والتي استغرقت أسبوعاً كل من الأخوة الأعزاء خميس علي حمدان وحسن فرج العامري وأحمد علي باهبري وخالد علي باعلي. ولذلك فقد كانت مناسبة طيبة لعرض ما لدينا من رؤى وتصورات فيما تطرحه (جبهة إنقاذ حضرموت) والتي أعلنا عن قيامها منذ السابع عشر من سبتمبر عام 2011م، وما تطالب به هذه الجبهة من فك ارتباط عن نظام صنعاء ولكن برؤية حضرمية صميمية يضمن للحضارمة حقوقهم المستقبلية في أي تغيير قادم ودون هيمنة أو وصاية من قبل القوى السياسية الناشطة في المنطقة الغربية من الجنوب أي عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى المجاورة لها، وحتى لا نلدغ من نفس الحجر مرتين، وكما لدغنا في عام 1967م، وكانت الكارثة عظيمة ومزلزلة علينا وعليهم، ولا زلنا إلى يومنا هذا ندفع ثمنها الفادح في كافة المجالات.

وقد خرجنا من هذه الجولة الاستطلاعية برؤية أكثر وضوحاً حول ما ينشده ويرنو إليه شعب حضرموت وخاصة في قطاعاته الواعية والمستنيرة من المصير المنتظر له، وكيف أنه يتطلع إلى وضع أفضل يزيل عنه معاناة نصف قرن من البؤس والشقاء والحرمان، وأنه لا عودة مطلقاً لهيمنة القوميين ولا الاشتراكيين ولا الوحدويين ولا الإصلاحيين حتى وأن تلبسوا بلباس الحراك أو الصلاح، فكل هؤلاء قد جربهم شعبنا الحضرمي وذاق الأمرين من سنين حكمهم، وليس من الحكمة تجريب المجرب، والقبول بالجلادين ليكونوا أطباء لمعالجة أمورنا المستقبلية مهما كانت الشعارات والبلاغات التي يرفعونها. وهذا هو ما تأكد لنا خلال جولتنا الاستطلاعية هذه في وادي حضرموت.



تريم: محطة أولى:

في مساء الأربعاء وفي فندق كينيا بمنطقة عيديد بغربي مدينة تريم والذي أقمت فيه كانت أولى اللقاءات، حيث اجتمعت مع بعض نشطاء الحراك ومن بينهم الأخوة الأساتذة أحمـد سالم بلفقيه وعقيل بن حفيظ وصالح الكاف وعبد الله كرامة العامري وآخرون. وكان اللقاء ودياً للغاية تسوده مشاعر الاحترام وتكتنفه الصراحة والوضوح والشفافية. وقد دام زهاء ثلاث ساعات تبادلنا خلاله جوانب عديدة من شؤون حضرموت السياسية والاجتماعية والثقافية، وكذلك ماله علاقة بنشاط الحراك في وادي حضرموت باعتباره حركة شعبية وجماهيرية عامة تهم كل الحضارمة وبصرف النظر عن رؤيتهم لمسير هذا الحراك ورؤيته السياسية المعلنة.

وخرجنا من هذا اللقاء بتوافق عام بأنه من الضروري أن تحفظ لحضرموت مكانتها المعروفة، وأن تصان حقوقها، وألا تظلم مرة أخرى كما ظُلِمت في عام 1967م وفي عام 1990م وعلى أيدي نفر من أبنائها، وأن يكون للحضارمة حقهم المطلق والمصان والمضمون في الاختيار الحر والمباشر فيما يرنون إليه من مستقبل منتظر، وألا تفرض عليهم أي وصاية أو هيمنة من أي طرف كان.

وقد أوضحت في هذا اللقاء لهؤلاء الإخوة أننا في جبهة إنقاذ حضرموت مع النشاط العام للحراك للوصول إلى فك الارتباط، ولكننا لسنا مكوناً من مكونات الحراك الجنوبي، وإنما نحن فصيل وطني حضرمي مستقل يسعى لخير حضرموت أولاً، ثم للتعاون المثمر مع مناطق الجنوب المجاورة لنا وبما يخدم مصالح الطرفين معاً أي حضرموت والجنوب، ولنا في ذلك رؤى ودراسات تفصيلية يمكن عرضها في الوقت المناسب. كما أوضحت لهؤلاء الإخوة وبصريح العبارة أن الجنوب يمكن أن يكون جزءاً من حضرموت بحكم الجغرافيا والتاريخ، ولكن لا يمكن أبداً ومطلقاً أن تكون حضرموت جزءاً من الجنوب، لأنه لا يعقل أن الجسم الأكبر ينسب إلى الجسم الأصغر، فهذا ضد منطق الأشياء، ولسنا مجبرين على قبول ذلك. ورغم ذلك فإننا لا نسعى لجعل الجنوب تحت هيمنة حضرموت، وإنما نترك الخيار لأبناء الجنوب ليختاروا ما يناسبهم في كيفية تنظيم علاقتهم بحضرموت بلا وصاية أو هيمنة من أي طرف على الآخر، فلا شك أنه من المفيد لكلينا (حضرموت والجنوب) أن نكون على وئام وتناغم في كيفية التخطيط للمستقبل، وفي إطار الندية والاعتراف والاحترام المتبادل للحقوق والتعاون المثمر لشعبينا.

سيئون: محطة ثانية:

في صباح اليوم التالي أي الخميس التقينا في سيئون عاصمة الوادي وحاضرة آل كثير بنشطاء آخرين يحملون في وجدانهم وعقولهم وأفئدتهم الهم الحضرمي والأمل في تجاوزه. وكانت البداية مع الأستاذ العزيز عمر أحمد حسان والذي تربطه علاقة جيدة ببعض رجالات سيئون ومفكريها ومثقفيها وناشطيها. ومن خلاله التقينا بالأستاذ الأديب علي أحمد بارجاء رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتّاب في وادي حضرموت، ولي معرفة جيدة به منذ سنوات عدة، وكذلك الشيخ أحمد علي الكثيري أحد رجالات آل كثير في سيئون والأستاذ المحامي سامي جواس الناشط الحقوقي في سيئون، وانتهينا من ذلك إلى ضرورة عقد لقاءات متكررة وموسعة مع بعض الشخصيات الاجتماعية في سيئون وفي غيرها من مدن وادي حضرموت.

شبام: محطة ثالثة:

في عصر الخميس توجهنا إلى شبام العالية ذات الشموخ المعماري العريق وواجهة حضرموت الحضارية والمصنفة في اليونسكو ضمن مدن العالم التراثية، وبعد أن توقفنا قليلاً في بلدة تريس، وحيث قابلنا هناك وفي أحد مساجدها الشيخ عبد الله باعطوة وفي إطار زيارة مودة لمعرفة سابقة جمعتني به في مؤتمر الجنوبيين بالقاهرة في شتاء عام 2011م أما في شبام فقد كان هدفنا مقابلة الصحفي القدير والباحث المجتهد الأستاذ علوي عبد الله بن سميط، فوجدته كما عهدته دائماً بين أحضان الكتب والمؤلفات وفي حالة جدل ونقاش مع رفقاء له في قاعة منتدى أسسه مع رفاقه وأسموه (منتدى شبام حضرموت الثقافي)، فأكبرت فيه تلك الهمة والحيوية، خصوصاً وأنني أقبلت عليه وبرفقة زملائي الأربعة دون موعد سابق أو إخطار مسبق مني له. وأدركت حينها كم هذا الرجل حريص على المعرفة والعلم ولديه عطش دائم إلى التزود منهما. ولذلك كان حرصه الشديد على إقامة نواة طيبة لمركز معلومات وتوثيق لمنتداه، حيث لاحظت وجود أرفف وأشلاف مثبتة على الجدران وهي تنوء بحملها من الكتب والمؤلفات والمطبوعات المتراكمة عليها.

وكانت البداية الطبيعية في الحديث مع الأستاذ علوي أن يكون حول هذا المنتدى والذي جعل إحدى غرف منزله مقراً له، وهي تضحية عظيمة منه في هذا الزمن الصعب. وعلمت منه وباقتضاب الشيء المفيد حول هذا المنتدى ونشاطه والذي انطلق في عام 2004م واستضاف العديد من الباحثين والمختصين من الحضارمة والعرب والأجانب في جوانب عديدة تتعلق بشبام أو حضرموت عموماً من الناحية التاريخية والأثرية أو المعمارية أو الانثربولوجية. ومن إصدارات هذا المنتدى رغم قلة إمكاناته بل وانعدامها كتاب بعنوان (مشاهدات وانطباعات عن شبام) قام بتأليفه كل من الأستاذ علوي عبد الله بن سميط والأستاذ عبد الله سعيد بن حازم وصدر في عام 2008م. وكذلك كتيب بعنوان (شبام حضرموت: المدينة المسورة في سطور) ألفه الأستاذ علوي بن سميط وصدر في عام 2010م.

وقد أسعدني ذلك كثيراً لأنه يدل على أن هذا الرجل يحمل في عقله وفؤاده وكيانه رسالة يريد أن يبلغها للآخرين، وليس له مطمح في دور يلعبه ويجني منه الثمار أو العقار. كما أن مشاركته في العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتنموية العامة وخصوصاً في مدينته شبام تدل على عمق الانتماء للمكان، ودون أن ينسى انتمائه الأكبر لحضرموت وما يمليه عليه ذلك من واجب تجاهها.

وفي إشارة منه إلى متابعته الجيدة بما اكتبه وانشره من مقالات ومؤلفات حدثني عن بعض ذلك، وهو يتفق معي في هذا الهواء الحضرمي الذي نستنشقه جميعنا. وكذلك حدثني عن مشاهدته واستماعه لما دار في فعاليتنا الجماهيرية بالمكلا والتي نظمتها جبهة إنقاذ حضرموت في 16 يناير 2012م وعن استحسانه لما طرح فيها من أفكار عامة ومن رؤى متوازنة.

ولاشك أنني في زيارتي هذه لشبام تعرفت فيها على رجل وعلى منتدى. وكم كنت أتمنى أن يجد هذا المنتدى ومنتديات أخرى في حضرموت دعماً مادياً ومعنوياً من القادرين على ذلك في حضرموت بالوطن والمهجر وما أكثرهم من أجل رفع شأن المعرفة والوعي في ربوع حضرموت العزيزة، وهي بلا شك من سبل التنمية الجادة والسليمة لأوضاع مجتمعنا الحضرمي.

وكنت قد تعرفت على الأستاذ علوي بن سميط منذ سنوات خلت عندما زرته في منزله أو منزل أحد أقاربه في شبام - لا أذكر تماماً - وفي جولة ميدانية قمت بها لجمع معلومات مباشرة عن تطور العمران والاستيطان في حضرموت. وقد قابلته حينها مع صديق له ولي وهو الأستاذ حسين صالح باشراحيل مدير عام مكتب المغتربين في وادي حضرموت.

وقد وجدت من الأستاذ علوي حينها استقبالاً طيباً واستعداداً تلقائياً لمساعدتي في إنجاز ذلك البحث، مما حفزني على ضرورة مقابلته مرة أخرى إذا ما سقتني الظروف إليه، وهو ما حدث في هذه الزيارة.

سيئون مرة أخرى: محطة رابعة:

حضرنا صلاة الجمعة في جامع الخير في سيئون. وهذا الجامع أخذت شهرته ومكانته تتصاعد يوماً بعد يوم في سيئون وما حولها نظراً للدور الكبير الذي يقوم به خطيب هذا الجامع الشيخ صالح عبد الله باجرش والذي جعل خطبه ذات قيمة وأهمية للحاضرين. وكان موضوع الخطبة ذلك اليوم عن المعلم وكيف كان وضعه ماضياً وكيف أصبح حالياً في حضرموت. وأشار فضيلة الشيخ صالح بارك الله فيه وفي جهده الطيب كيف كان معلمو حضرموت في الماضي يحظون بالاحترام الرفيع والمكانة المرموقة في مجتمعنا وما كان يقوم به هؤلاء من دور إيجابي في التنمية الجادة والسليمة التي ينشدها الإنسان الحضـرمي، ثم كيـف أصبـح وضعه اليوم متدنياً علمياً وأخلاقياً واجتماعياً، وهو لا يستطيع أن يساهم بشكل سليم في بناء مجتمع يقوم على أسس راسخة مع المعرفة والوعي والأخلاق والقيم، والسبب في كل ذلك بلا شك هذه الأنظمة الاستبدادية والطائشة المتعاقبة على حضرموت منذ عام 1967م، والتي جعلت من التعليم ملهاة لها ومسرحاً لتجاربها وأفكارها السياسية والاجتماعية المنحرفة. وكان الشيخ صالح واضحاً وصريحاً في طرح ذلك الموضوع، ودون أن ينسى حقوق المعلم المعنوية والمادية وكيف أنها تهدر وتنتهك نهاراً جهاراً بلا رقيب أو حسيب مما ينعكس أثره الضار على مستقبل الأجيال المتلاحقة من أبناء حضرموت.

وكنا بعد صلاة الجمعة على موعد مع بعض رجالات آل كثير ومع نشطاء آخرين من أبناء سيئون ومثقفيها وكوادرها الإدارية والأكاديمية، فاجتمعنا في أحد قصور آل كثير في غربي سيئون. والتقينا هناك بالشيخ عبد الله صالح الكثيري وهو مدير عام سابق للتربية والتعليم في وادي حضرموت ويعتبر ممثلاً وراعياً لشؤون آل كثير في حضرموت. وكان معه بعض رجالات آل كثير وشخصيات اجتماعية أخرى ومنها الشيخ أحمد علي الكثيري والشيخ منصور بن حيدره والشيخ العبد باوزير والقاضي محمد علي بن طالب والطيار العسكري محمد مصعب والمدير العام السابق عصام بن حبريش وآخرون. وكانت القاعة غاصة بالحاضرين بما لا يقل عن خمسين شخصاً، مما يدل على حفاوة الاستقبال الذي استقبلنا به رغم أنه كان على عجل وبدون ترتيب مسبق بشكل كافٍ.

وكان لقاء مثمراً ومفيداً تبادلنا فيه الحديث والحوار المستفيض حول ما يمكن أن يفيد حضرموت المستقبل، خصوصاً وأننا على أعتاب مرحلة جديدة لبناء حضرموت الغد، فاستمعنا جيداً لما قاله الشيخ عبد الله صالح الكثيري من حيث الرؤية المستقبلية التي يراها وينشدها لحضرموت، وبأنها يجب أن تستعيد مكانتها المفقودة منذ عام 1967م، ومؤكداً على ضرورة أن يسعى كل الحضارمة في الوطن والمهجر بجد وإخلاص لتحقيق طموحات الشعب الحضرمي وما يصبو إليه من خير وعزة وكرامة واستقرار.

ومن جانبنا أوضحنا ولجميع الحاضرين رؤيتنا في ذلك، وحيث أننا في جبهة إنقاذ حضرموت نطالب بنص دستوري واضح وصريح يكفل لشعب حضرموت حق تقرير المصير في دستور الدولة القادمة التي ستحكم حضرموت وبصرف النظر عن كون هذه الدولة هي دولة الجنوب أو دولة أخرى تفرض علينا إقليمياً أو دولياً، فالمهم هو ضمان حقوق الحضارمة في أي تسوية سياسية قادمة، ودون أن نخفى طموحنا في أن نحصل على استقلال لدولة حضرموت إذا ما تيسر ذلك واجتمعت عليه كل القوى الحضرمية وأيدته دول الإقليم والمجتمع الدولي.

ولذلك أشرنا في طرحنا أمام الحاضرين إلى سعينا في جبهة إنقاذ حضرموت إلى جمع الصف الحضرمي وتجميع القوى الحضرمية تحت مسمى (عصبة القوى الحضرمية) لتكون مظلة واسعة يجتمع تحتها كل القوى العاملة في الساحة الحضرمية من تنظيمات سياسية وشبابية وطلابية بشرط أن تسعى إلى حق تقرير المصير لشعب حضرموت ودون أن تفرض على شعبنا أي وصاية أو تبعية لصنعاء أو لعدن. كما أن الانضمام لهذه العصبة لا يلغي كيان أي تنظيم أو مكون ينظم إليها وإنما القصد منها هو التنسيق والتعاون والتكامل في أنشطة ومساعي هذه الكيانات المنضوية للعصبة لما فيه خير حضرموت وأهلها، والمهم هو العمل لضمان حقوق الحضارمة وهويتهم وثرواتهم من أي عبث أو استغلال أو استباحة تحت مبررات زائفة وطنية أو قومية أو جنوبية أو وحدوية أو إسلامية، وكما حدث منذ عام 1967م وإلى اليوم.

وقد وجدنا في طرحنا هذا ولله الحمد ما يكفي من تجاوب واقتناع من قبل الحاضرين وتأكد لديهم سلامة المسير والرؤية التي تنتهجها جبهة إنقاذ حضرموت، وخصوصاً أننا لسنا دعاة عنف أو مسيرات طائشة أو إرهاب أرعن، وإنما نحن دعاة سلم ومحبة وإقناع، ومع يقيننا بأن شعب حضرموت على استعداد تام للجهاد والنضال من أجل استرجاع حقوقه المنهوبة منه منذ عام 1967م بالحسنى أولاً وأن لم تأت فبكل الوسائل المشروعة التي تكفل له استعادة هذه الحقوق المغتصبة، ودون تعدي على حقوق الآخرين أن كانت لهم حقاً أي حقوق.

واستمعنا إلى ملاحظات قيمة وهامة من الحاضرين ومن بينهم القاضي محمد علي بن طالب والطيار العسكري محمد مصعب والمدير العام السابق عصام بن حبريش ومن غيرهم.

وقد تركزت ملاحظاتهم واستفساراتهم حول ما تطرحه جبهة إنقاذ حضرموت في مسألة (حق تقرير المصير لشعب حضرموت) والذي تطالب به الجبهة، وكيف يمكن تنفيذه إذا ما حدث فك ارتباط والذي تطالب الجبهة بتحقيقه باعتباره خطوة أولى لتلبية مطلب الحضارمة في حق تقرير مصيرهم.

وفي هذا الصدد أشار الشيخ عبد الله صالح الكثيري إلى رسالة وصلت إليه من المستشار القانوني والمحكم الدولي بدول الخليج العربية الأستاذ عبد العزيز بن سعيد الكثيري تطرح رؤية شاملة ومدعومة بآليات تنفيذية في كيفية السعي الجاد لحفظ حقوق الحضارمة.

وفي ختام اللقاء وجه إلينا الشيخ عبد الله الكثيري دعوة كريمة بتكرار الزيارة لما فيه خير حضرموت وأهلها، كما أشار إلى أهمية القيام بزيارة لمركز ابن عبيد الله السقاف الثقافي في سيئون، وحيث أن هذا المركز يعد من المعالم الثقافية والفكرية المعروفة في سيئون بل وفي وادي حضرموت، وهو يعقد فعالياته وبانتظام في مساء كل أربعاء من كل أسبوع، ويدير شؤون هذا المركز الثقافي الأستاذ محمد حسن السقاف، وهو من الشخصيات الاجتماعية والثقافية النشطة والمعروفة في سيئون. ولم يكن لي حينها حظ في التعرف عليه، فوددت لو تعرفت عليه لاحقاً، وهو ما تم بالفعل في زيارتنا الثانية إلى وادي حضرموت، وحيث ألقيت في هذا المركز محاضرة بعنوان (الحضارمة ودورهم في تنمية وتحديث عدن والجنوب العربي من عام 1888 إلى عام 1990م). وسأترك تفاصيل ذلك لفرصة أخرى قادمة إن شاء الله تعالى.

تريم مرة أخرى: محطة خامسة:

قبل صلاة العصر من يوم الجمعة ذاتها انطلقنا وعلى عجل من سيئون إلى تريم، وحيث كنا على موعد مرتب مع بعض نشطاء الحراك وشخصيات عامة فيها. ولقد سعدت بلقاء مجدد جمعني بالأساتذة أحمد سالم بلفقيه وعقيل بن حفيظ ثم بكل من الأساتذة عبد الرحمن علي بلفقيه وصالح سعيد باحشوان وأحمد باسنبل وآخرون. وكان اجتماعنا وبرفقة زملائي الأربعة في منزل الأستاذ عقيل بن حفيظ. ودار بيننا حوار مثمر ومفيد استفدنا منه كثيراً من خلال الملاحظات التي قُدمت لنا من هؤلاء الإخوة ومن بقية الحاضرين، كما أننا تناولنا كيفية العمل على تنسيق وحدة الصف الحضرمي كخطوة ضرورية لوحدة الصف الجنوبي إذا ما رغب الجنوبيون أن يكون للحضارمة الدور الفاعل في جمع كلمة سكان هذه المنطقة من حضارمة وجنوبيين، وأن يكونوا على توجه واحد نحو فك الارتباط من نظام صنعاء، ودون وصاية أو هيمنة من طرف على آخر، ومع حفظ الحقوق المشروعة والمعروفة للحضارمة والمنتهكة منذ عام 1967م وإلى اليوم وليس منذ عام 1994م كما يدعي نشطاء الحراك الجنوبي.

وبعد صلاة المغرب رتب لنا الأستاذ عقيل بن حفيظ زيارة لمنتدى الإبداع وخدمة التراث في مدينة تريم والذي يدير شؤونه الأستاذ أحمد السري. وقد استقبلنا في هذا المنتدى بحفاوة ملحوظة من قبل رئيسه ورواده. وكانوا ساعتها ينظمون فعالية ثقافية على شكل محاضرة ألقاها الأستاذ صبري باحريش حول تاريخ ومآثر السيد العيدروس المقيم في عدن. وبعد المحاضرة والملاحظات التي قدمت حولها والردود عليها رحب بنا مرة أخرى من كان يدير الفعالية الثقافية ولا أتذكر اسمه، وطلب مني إلقاء كلمة أمام رواد المنتدى، فعبرت عن الشكر والتقدير عن نفسي وعن زملائي الأربعة المرافقين معي لما حظينا به من حسن استقبال، ومنوهاً أن جولتنا هذه في وادي حضرموت كانت من أجل التعرف على المنتديات الثقافية والاستفادة من خبراتها ونشاطها، خصوصاً وأننا في المكلا قد أقمنا منتدى باسم (منتدى حضرموت الثقافي والعلمي) وأنه يسعدنا أن نربط علاقات تعاون وعمل مثمرة في الأنشطة الثقافية بين منتدانا في المكلا ومنتديات وادي حضرموت والتي بلا شك ستصب لصالح حضرموت وما تحتاج إليه من وعي ومعرفة في العملية التنموية الطموحة والجادة.

وفي ختام زيارتنا لهذا المنتدى أخبرني الأستاذ أحمد السري رئيس المنتدى بأن هذا المنتدى هو من ضمن مجموعة من المنتديات يصل عددها إلى حوالي ثمانين منتدى تغطي معظم مناطق حضرموت، وتتم تحت رعاية شخصيات أفاضل من أهل العلم والصلاح ومن بينهم الداعية الإسلامي أبوبكر العدني المشهور ولا شك في أن لهذه المنتديات الخير الوفير الذي سيعود على حضرموت وأهلها بعونه تعالى.

ومن محاسن الصدف وترتيب القدر أنني قبيل مغادرتي لهذا المنتدى سعدت بالتعرف من جديد على صديق وزميل دراسة قديم أثناء المرحلة الثانوية وعندما كانت تسمى حينها (ثانوية المكلا) وهي المسماة اليوم (ثانوية بن شهاب). وقد فرقت بيننا الأزمنة والأحوال ولأكثر من أربعين عاماً وهو الدكتور علي المشهور وقد أصبح أستاذاً في جامعة حضرموت في قسم الكيمياء. وكان لقائي به مؤثراً أعادت إلي وإليه ذكريات عزيزة وغالية عندما كنا معاً في ثانوية المكلا خلال أعوام 1967 - 1971م.

وعندما عدت في حوالي التاسعة مساءً إلى فندق كينيا الذي أقمت فيه كان نشطاء الحراك يقيمون فعالية ثقافية في ساحة مجاورة للفندق، وبجوار خيمة للحراك وضع عليها بشكل بارز علم (الجنوب العربي) وليس علم (اليمن الديمقراطية) كما هو معتاد في بقية خيمات الحراك. وكنت أود أن أحضر هذه الفعالية لاستمع إلى ما يُطرح فيها لولا أنني كنت مجهداً وتعباً فأثرت الصعود إلى الفندق. وفي صباح اليوم التالي أي السبت قابلت الأستاذ أحمد بلفقيه وأخبرني أن الأستاذين محمد أحمد بلفخر وأحمد محمد بامعلم هما اللذان كانا يحاضران في فعالية الأمس تحت الفندق. فتأسفت بعض الشيء لأنني لم أحضر تلك الفعالية، خصوصاً وأنني كنت أود الالتقاء بهذين الأخوين العزيزين للتحية ولتجاذب أطراف الحديث حول همومنا الحضرمية المشتركة. ولكن كان إرادة المولى عز وجل ومشيئته فوق كل إرادة ومشيئة.

اللسك - البلدة - القرية: محطة سادسة:

عند ظهيرة السبت انطلقت من تريم إلى اللسك والمسماة (القرية). وهناك التقيت ببعض شباب ورجال من آل حمدان قاطني اللسك وعلى رأسهم الأستاذ هادي سليم حمدان رئيس المجلس المحلي باللسك، وكذلك الأستاذ مازن هادي حمدان وآخرون. وقد سبقني إلى هناك زميلنا العزيز الأستاذ خميس علي حمدان ورفيقنا في هذه الجولة وهو الذي رتب اللقاء العابر مع كل من التقيت بهم في اللسك. وطرحت أمامهم هموم حضرموت وكيف يمكن تجاوزها بالتعاون والصبر والمثابرة في العمل الجاد والتضحية الصادقة. وقد أسعدني في هذا اللقاءات أن علمت من الأستاذ مازن حمدان أنهم بصدد إنشاء (منتدى اللسك الثقافي) ليجمع شباب هذه البلدة الطيبة حول الخير والتوعية الجادة والمفيدة لهم ولمجتمعهم بدلاً من إنفاق أوقاتهم وأموالهم وصحتهم فيما لا ينفع بل ويضر كتعاطي القات أو المخدرات أو غيره.

وبالمناسبة فإن اللسك بلدة لا قرية وأن كانت تسمى قرية. وقد علمت أن هناك سعي طيب من أهلها أن يوصي مجلسها المحلي بإطلاق تسمية اللسك في الوثائق الرسمية والإحصائية الخاصة بها وفي كل المطبوعات الرسمية في حضرموت حين يعم مسمى اللسك وهو الأجدر بها. وارجوا أن يهتم مجلسها المحلي بذلك ويسارع إلى تنفيذه، وحيث أن اللسك اليوم بلدة يافعة يزيد سكانها عن أربعة آلاف نسمة ومعظمهم من الناشطين اقتصادياً وعلى مستوى جيد من التعليم ومنهم العديد من خريجي الجامعة، وهي غاصة بعمرانها ومنازلها وطرقها المسفلتة وبساتينها الخضراء وأشجارها الباسقة من النخيل وغيره، وبجدية أهلها واجتهادهم في طلب الرزق الحلال، مما أكسبهم احترام وتقدير من يعلم عنهم من القاصي والداني.

عينات: محطة سابعة:

بعد صلاة العصر انطلقت برفقة زميلي الأستاذ خميس علي حمدان إلى عينات ثم لحق بنا إلى هناك بقية زملائنا الثلاثة من تاربة حيث كانوا في ضيافة زميلنا الأستاذ حسين العامري. وقد استقبلنا في عينات استقبالاً طيباً وحافلاً من قبل بعض رجالات وشباب عينات، وحيث أن هذه الزيارة قد تم ترتيبها مسبقاً، وحيث تربطني بالعديد من أبناء عينات علاقات مودة ومحبة وتواصل أخوي من خلال عملي السابق كمدير عام لمكتب المغتربين في حضرموت وإشرافي على توزيع تعويضات العائدين من الكويت، وحيث يوجد في عينات ما لا يقل عن (500) شخص من هؤلاء العائدين، أي حوالي (10%) من سكانها الكلي. وكذلك كنت أعرج على عينات في كل زيارة أقوم بها إلى وادي حضرموت وخصوصاً إذا ما زرت تريم لغرض علمي أو شخصي. وكنت أحرص في كل زيارة لعينات أن ألتقي بالعزيزين الغاليين وهما الأستاذ حسين عاشور بادباه والشيخ صالح عبيد بامؤمن، وهما من العائدين من الكويت وكان لهما دوراً طيباً مع بقية زملائهم في لجنة العائدين من الكويت والتي عملت ما استطاعت على حفظ الحد الأدنى من حقوق هؤلاء العائدين رغم أن ما ضاع عليهم كان كبيراً وفادحاً.

وما أسعد به عند زيارتي لعينات وكذلك لبلدة قسم المجاورة لعينات هو أنني ألتقي فيها ببعض شباب ورجال هاتين البلدتين من طلابي عندما كنت مدرساً للجغرافيا بكلية التربية بالمكلا عامي 1990 و 1991م، ومنهم ذكراً لا حصراً في عينات الأستاذ أحمد عنبر وفي قسم الأستاذين سعيد تيسير وصالح رجب سنجل وغيرهم ممن لم أتذكر أسمائهم. وقد عرفت في هؤلاء الجدية والحرص على طلب العلم والتمسك بالأخلاق والقيم والاعتزاز بالهوية الحضرمية. وهم اليوم قد أصبحوا رجالاً يتحملون مع غيرهم مسؤولية بناء مجتمعهم بشرف وأمانة واقتدار، ويحظون باحترام كبير بين أهاليهم. وهم مصرّون على البقاء في مناطقهم تلك لخدمة بني جلدتهم رغم إغراء الإقامة في المدن الكبرى المجاورة لهم كتريم وسيئون أو البعيدة عنهم كالمكلا وغيرها.

وفي هذه الزيارة إلى عينات التقيت لأول مرة برجل فاضل من أهلها وهو الأستاذ محمد غالب الحامد رئيس المجلس المحلي بعينات. وعندما عبّرت عن اهتمامي العلمي والمعرفي بعينات من حيث استيطانها وتطورها العمراني والسكاني وكيف أنها نمت من محلة إلى قرية إلى بلدة كما هي اليوم وكيف أنها تستحق العناية والاهتمام من الباحثين الجغرافيين وغيرهم لدراستها لما فيها من تنوع جغرافي وتطور تاريخي مشهود فوجئت بالأستاذ محمد الحامد وببادرة كريمة منه يهدي إلى كتاباً مزيناً بتجليد فاخر وورق مصقول وطباعة أنيقة ويضم صفــ276ــحة من القطع الكبير وفيه صوراً وخرائط ويحمل عنوان (عينات... ماضيها وحاضرها وتاريخ باني نهضتها الشيخ أبي بكر بن سالم). ووضعه وأشرف عليه الشيخ عبد القادر حسن بن سلم، وهو من رجالات عينات البارزين، وهو الرئيس الفخري لنادي شباب عينات الرياضي والاجتماعي الذي يعد فرعه في الكويت من أبرز أندية حضرموت الرياضية في المهجر، وله سمعة طيبة كنت أعايشها عندما كنت مقيماً في الكويت للدراسة الجامعية.

وعندما تصفحت هذا الكتاب والذي صدر في بيروت عام 2005م وجدت أن فيه من الجهد الكبير الذي بذل ليكون بهذا الشكل الجميل والمضمون المفيد ويدل على عناية صاحبه ومن شاركه من أهالي عينات وغيرهم في إخراجه الإخراج الحسن والمقبول شكلاً ومضموناً، وهو جهد يذكر فيشكر. وتمنيت كثيراً لو أن كل قرية أو بلدة أو مدينة في حضرموت يتكفل أهلها من النابهين والقادرين فيها على إصدار مؤلف عنها يحوي القدر الكافي من المعلومات عن ظروفها الطبيعية والسكانية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها لأصبح لدينا موسوعة حضرمية شاملة عن القرى والبلدات والمدن الحضرمية. ولا شك أن في ذلك خدمة عظمى للتنمية المحلية وللتنمية الوطنية في حضرموت العزيزة.

واستقر مقامنا في عينات ولسويعات قليلة في مقر (منتدى عينات العلمي والثقافي) وفي قاعة محدودة المساحة من هذا المقر واجتمعنا في جلسة عمل ونقاش بدأها الأستاذ سالم مبارك باحلي رئيس المنتدى بالترحيب بنا وعرض أمامنا بالصوت والصورة وعلى جهاز البروجكتر جوانب من أنشطة المنتدى، كنا خلالها مأخوذين بدهشة وانبهار وإعجاب وتقدير عالٍ وكما قال زميلنا خالد باعلي لهذا الذي نشاهده أمامنا من الجهد الكبير المبذول لجعل هذا المنتدى بهذا المستوى المشرف والمتعدد الاهتمامات.

ومن خلال الحوار بيننا مع بقية أعضاء الهيئة الإدارية للمنتدى ومن بينهم الشاب صالح حسين عاشور بادباه وبقية زملائه ممن أعتذر عن عدم تذكر أسمائهم ومن خلال ما أهدي إلينا من مطبوعات ومطويات (بروشورات) وأقراص مدمجة (CD) عرفنا الكثير الإيجابي عن هذا المنتدى. وأحدى هذه المطبوعات بعنوان (المنتدى) وهي مجلة فصلية تصدر عن منتدى عينات. وفي عددها الخامس الذي أهدي إلينا عدة مقالات رصينة ومفيدة تحذر من خطر الشجرة الخبيثة أي شجرة القات. وهذا يعني أن لهذا المنتدى رسالة تنموية واجتماعية ودينية وأخلاقية وتربوية جديرة بالاحترام والتنويه.

والخلاصة فيما رأيناه في منتدى عينات أنه لم يكن منتدى ثقافياً أو علمياً وحسب بل هو مركزاً علمياً وثقافياً متعدد الأغراض والاهتمامات، فإلى جانب عقد الندوات والمحاضرات والمسابقات الثقافية والرياضية وحلقات النقاش وإصدار المطبوعات والنشرات يقوم هذا المنتدى بعقد ورش عمل متخصصة ودورات علمية وتدريبية للراغبين من أبناء عينات وغيرهم في تعلم استخدام الحاسوب وصيانته، وكذلك عقد دورات تعليمية لطلاب الثانوية والابتدائية للتقوية في المواد العلمية الأساسية. وكذلك إقامة مخيمات صيفية للشباب في المجالات العلمية والترفيهية والرياضية بقصد الاستفادة من أوقات الفراغ للشباب بما يخدم تنمية المجتمع في عينات وما حولها.

وكلمة شكر وتقدير واحترام ومحبة نقولها لشباب ورجالات عينات وكل أفراد مجتمعها ذكوراً وإناثاً هنيئاً لكم بهذا المنجز الحضاري الكبير، وهو ليس فخراً لعينات وحدها وإنما لحضرموت باجمعها، وينبغي أن يكون نموذجاً حياً يحتذي به ويمكن تطبيقه في كل قرى وبلدات ومدن حضرموت إذا ما أردنا حقاً أن نعيد لحضرموت حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعلينا أن نتعلم من عينات وأهلها كيف تكون التنمية الجادة بعزيمة وصبر وأخلاق الرجال لا بكثرة الأموال.

وكنت أود الالتقاء في عينات بالأستاذ العزيز أنس باحنان رئيس التجمع الوطني الحضرمي لعلاقة طيبة تربطني به ولمواصلة الحوار حول جهدنا المشترك القادم في تأسيس (عصبة القوى الحضرمية) الذي نزمع إشهارها، ولكنه حينها لم يكن موجوداً في عينات، وما تشاؤن إلا أن يشاء الله.

وبعد صلاة المغرب مباشرة غادرنا عينات البلدة بأجسادنا، بينما قلوبنا وأفئدتنا وعقولنا مع أهلها وشبابها الساعي بجد ومثابرة إلى تحقيق غدٍ أفضل رغم كل المحبطات والمعوقات التي تقف في طريقهم. وقد اعتذرنا عن قبول دعوة كريمة منهم بتناول وجبة عشاء كانت ستتيح لنا فرصة أكبر للحديث والحوار ومعرفة المزيد عن عينات ونشاط أهلها، غير أننا كنا على موعد مع بلدة أخرى عزيزة وغالية علينا ألا وهي قسم، فاعتذرنا لأهلنا في عينات عن قبول دعوتهم الكريمة واتجهنا فوراً إلى قسم.

قسم: محطة ثامنة:

وصلنا إلى قسم وشمس المغيب قد اختفت وأسدل الليل أستاره الأبدية، ودخلنا إليها بعد أن أضاءت مصابيح الكهرباء شوارعها وأحيائها، ورأيناها بلدة شابة ويافعة ونشطة بأهلها ورجالها، وبعد أن كانت لسنين طويلة قرية صغيرة خاملة الذكر عندما زرتها منذ عقدين من الزمن.

أما اليوم فبلدة قسم هي من بلدات مديرية تريم ذات النشاط البشري والحيوي المتميز، وفيها حركة تعليمية وتثقيفية وعمرانية ملحوظة بجهد أبنائها المنتشرين في بقاع كثيرة من حضرموت وخارجها. ورغم أنها لا تزال تحتاج إلى المزيد من الخدمات الأساسية والبنية التحتية إلا أن مثابرة الرجال وصبرهم وكفاحهم فيها لاشك في أنه سيبلغهم آمالهم وطموحاتهم بعون الله عز وجل.

وفي قسم التقيت بأحد طلابي السابقين بكلية التربية بالمكلا والمذكور سابقاً وهو اليوم الأستاذ سعيد تيسير، وهو يقوم بدوره الوطني والتنموي في توعية وتعليم بني بلدته ويشاركه في ذلك ثلة خيّرة من شباب قسم ومن بينهم الأستاذ مراد باعشي رئيس (ملتقى الطالب الجامعي بقسم) والذي يعتني بالتوعية الثقافية والعلمية والدينية لشباب قسم. وقد رحب بقدومنا عليهم وكنا قد وصلنا إليهم دون سابق إخطار فوجدناهم في حالة (ممارسة) لدورهم الوطني والإنساني الخلاق في توعية مواطنيهم من شباب وفتيان وفي حضن مسجد باسهل ولعله من أكبر مساجد قسم.

ولم يكن لدينا ولديهم من الوقت غير بضع دقائق للحديث والحوار كانت كافية إلى حد ما لاستمرار التواصل، حيث سمعنا صوت أذان العشاء يرتفع عالياً من مأذنة مسجد باسهل ومساجد أخرى قريبة، مما يعني أن علينا مغادرة قسم مع الوعد بالعودة إليها في فرصة لاحقة بمشية الرحمن عز وجل.

وبمغادرتنا لبلدة قسم أتممنا مهمة (غير مكتملة) في الجناح الشرقي من وادي حضرموت. وكنا نود زيارة بلدة السوم لأهميتها الحضارية والثقافية والاجتماعية وهي لا تبعد كثيراً عن قسم، غير أن الوقت والمال لم يسعفنا في ذلك فأرجأنا ذلك إلى فرصة لاحقة بعون المولى تعالى.

القطن: محطة تاسعة:

بعد توقف قصير في بلدة اللسك لأداء صلاة العشاء واستراحة في منزل الأستاذ هادي حمدان في هذه البلدة وصلنا إلى تريم مع حلول التاسعة مساءً ونزلت في فندق كينيا بتريم. وكنا على موعد في صباح اليوم التالي أي الأحد للانطلاق نحو القطن ومنها إلى وادي العين.

واقتضى الأمر ضيافة (إجبارية) من زميلنا الأستاذ حسين فرج العامري وفي منزله العامر بتاربة التي تعد بمثابة البوابة الشرقية لمدينة سيئون. وقد نمت بلدة تاربة هذه نمواً سريعاً في السنوات الأخيرة. وقد علمت من زميلنا حسين العامري أن أسمها مأخوذ من كثرة الترب أي المقابر المنتشرة حولها، رغم أن ما وجدناه من النشاط الإنساني ومن مظاهر الحياة أكثر بكثير مما يدل عليه أسمها.

وقد استنزفت منا هذه الاستضافة عند آل العامري معظم ساعات نهار الأحد. وبعد صلاة العصر انطلقنا نحو القطن فوصلنا إليها قبل أذان المغرب بحوالي ساعة كانت كافية للالتقاء بالأستاذ سالم صالح بن دهري المدير العام السابق وأحد الأساتذة المعروفين في القطن، وكذلك مع أبنه الأستاذ حلمي سالم بن دهري القاضي بالنيابة العامة بالقطن.

ورغم أن اللقاء كان قصيراً بالأستاذ سالم وأبنه حلمي إلا أنه كان كافياً لتناول وتداول ما جئنا من أجله. وقد ساعدنا في ذلك أنهما كانا على معرفة مسبقة بنشاط جبهة إنقاذ حضرموت وما ترنو إليه من أهداف لخير حضرموت. وقد أبديا اهتماماً بما طرحناه وأيدا كثير من الأفكار والمبادئ العامة التي سقناها أمامهما، وأبديا بعض الملاحظات أثناء حوارنا معهما لما فيه الصالح العام.

وقد سعدت كثيراً باتصال هاتفي مع الأستاذ حسين عبد الله الهدار أمين عام (منتدى أنصار القلم بالقطن) والذي حدثني نيابة عن رئيس هذا المنتدى الأستاذ أحمد جعفر الحبشي. وكان حديثنا منصباً على كيفية التنسيق والتعاون بين منتدانا أي منتدى حضرموت الثقافي والعلمي بالمكلا ومنتدى أنصار القلم بالقطن لما يخدم حركة الوعي والمعرفة في صفوف مجتمعنا الحضرمي وادياً وساحلاً.

ولولا ضيق الوقت المتاح أمامنا في القطن ولبعض الإرهاق والجهد الذي شعرت به خلال هذه الجولة المكوكية في وادي حضرموت لقمت بزيارة لجمعية مكافحة القات والتدخين بالقطن وهي جمعية نشطة. وتأسست منذ سنوات قليلة، وفيها من شباب القطن ممن يرفض هاتين الآفتين ويسعى إلى تخليص مجتمع القطن منهما. وهي جمعية تضم عناصر شابة جيدة من أبناء القطن تعرفت على أحدهم في المكلا وهو الأستاذ عبد الله عمر بن سلم. وقد وعدته بزيارة لهم في القطن مستقبلاً ولكني لم أتمكن من تنفيذ ذلك للظرف الخاص الذي كنا فيه. ولا زلت آمل في زيارتهم مستقبلاً إن شاء الله تعالى.

السفيل ووادي العين: محطة عاشرة وأخيرة:

بعد صلاة المغرب مباشرة توجهنا إلى بلدة السفيل في وادي العين ونزلت في ضيافة صهري الشيخ عبد الله سعيد باوزير وأبنه إبراهيم. وكنت وقتها أشعر بشيء من الحمى والتعب، ولذلك وجدت عناية طيبة من قبل زوج شقيقتي وعائلته. أما بقية الزملاء فقد عادوا إلى تاربة، ومن ثم التوجه صباح اليوم التالي إلى منطقة منوب المجاورة للقطن لإجراء مقابلة تم ترتيبها مسبقاً مع الشيخ صالح سعيد العمودي أحد قيادي الحراك هناك. وكان اللقاء معه مثمراً ومفيداً.

ومع ظهر يوم الاثنين اجتمعنا مرة أخرى في السفيل في منزل صهري الشيخ عبد الله باوزير وحضر الاجتماع الشيخ سعيـد عبد الله العوبثاني أحـد مشائخ العوابثة في وادي العين ومعه الشيخ سعيد بن بشر والأستاذ محمد عبد الرحمن باوزير مدير عام سابق في حريضة وأحد نشطاء الحراك في وادي العين.

وكان الحوار معهم يدور حول كيفية معالجة الهموم والمشاكل التي تعاني منها حضرموت وما تقدمه جبهة إنقاذ حضرموت في هذا السبيل. وقد وجدنا من هؤلاء الإخوة الكثير من التفهم والاحترام والقبول فيما طرحناه مع إبداء بعض الملاحظات منهم والتي كانت موضع اعتبار وتقدير من قبلنا.

العودة إلى المكلا:

قبيل صلاة عصر الاثنين السادس عشر من إبريل وبعد أن أمضينا قرابة الأسبوع في تجوال وترحال بين مدن وبلدات وقرى وادي حضرموت من أجل التعرف على نشاط وحركة المنتديات الثقافية فيها، وكذلك من أجل التعرف على مدى التجاوب لما طرحناه في جبهة إنقاذ حضرموت من ضرورة السعي الجاد من كل حضارمة الوطن والمهجر لجعل حضرموت في وضع أفضل وحياه كريمة وآمنة ومستقرة لشعبها الذي عانى طويلاً من الذل والشقاء والبؤس والحرمان كان لابد لنا من العودة إلى الموطن والذي هو نقطة صغيرة جداً في وطن أكبر هي حضرموت الغالية علينا جميعاً، فانطلقنا صوب المكلا وقد غمرتنا أحاسيس ومشاعر فياضة وطيبة بما انجزناه وحققناه، وهو أن لم يكن في مستوى الكمال والإنجاز التام، إلا أنه خطوة مبشرة بنجاحات قادمة بإذن الله تعالى، وحيث أننا وجدنا تجاوباً طيباً مع كل الذين قابلناهم، ولم نجد صداً أو صداماً أو عنتاً أو رفضاً، وهو ما يؤكد أن محبة حضرموت والاعتزاز بها والسعي الصادق لتقديم الخير لها هو حقاً ما يوحد الحضارمة، مهما اختلفت مشاربهم وانتماءاتهم واجتهاداتهم فكلنا حضارمة بلا شك ونسعى من أجل الخير لحضرموت العزيزة.

ومن أعلى نقطة في عقبة عبد الله غريب وشمس الأصيل تميل إلى الغروب ترآت أمامنا من بعيد المياه الزرقاء لساحل البحر الحضرمي، وهبت علينا نسائم بحرنا الندية والمنعشة وتسربت إلى خياشيمنا بل وتوغلت إلى كل خلايانا وغمرت نفوسنا وعقولنا وأفئدتنا. ومؤكدة أن هذا الهواء الحضرمي الذي نستنشقه والقادم عبر الشطآن والوديان والصحاري والقفار والجبال هو الذي يجمعنا بل ويصهرنا جميعاً في بوتقة واحدة أسمها حضرموت والتي أراد لها الله عز وجل أن تبقى خالدة في أسمها ورسمها خلود الأرض ومن عليها وإلى قيام الساعة بإذنه تعالى.

المكلا - حي السلام

في 5 مايو 2012م

[email protected]
 
قديم 06-14-2012, 10:09 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


يا لمكلا وسيئون تطاول الجنوبون ** في القاهرة عاد الكثيري .. والغبوتر يعودون

6/14/2012 المكلا اليوم / كتب : عَبْدَ الله بِنْ آل عَبْدَالله


لا أعلم سبباً يجعل الاخوة الجنوبيون اليمنيون سابقا العرب حاليا يتطاولون على حضرموت بما نراه هذه الأيام من سبق إصرار وترصد على أن حضرموت جزء من جنوبهم ! وهم يعلمون علم اليقين أن حضرموت لم تكن في يوما من الأيام يمنية ، ولم تدخل على الإطلاق ذلك الإتحاد الذي صنعته بريطانيا لأغراضها الخاصة ( الجنوب العربي) ويعلمون أن حضرموت هوية شعب وأمة لها تاريخها و أمجادها من قبل أن تعرف بريطانيا أن هناك جزيرة عربية تأتي إليها وبحر حضرمي ومحيط هندي تمخره أساطيلها ،

ومن قبل أن يخلق يمني على وجه الأرض كان هناك حضرمي وكانت هناك حضرموت ، وهم يعلمون أن حضرموت تشكل اكثر من ثلثي دولتهم السابقة (ج . ي .د .ش) مساحة وسكانا وثروة وتاريخا وحضارة وعلما وعلوما وكادراً. وهذا ليس كِبرٌ واستعلاء منا والعياذ بالله ، ولكن لتذكير الجانب الآخر الذي بلغ تطاوله مبلغاً لا يطاق ،

سيقول البعض تعيد ،،،نقول نُعيد وسنُعيد ، حتى يفهم كل بليد .

فعندما نقرأ لبعض كتابهم أو نرى بعض مؤتمراتهم أو نستمع ونشاهد لقناتهم ( عدن بايف) نستعجب امرهم ، فإملاء اتهم على حضرموت وشعبها تتوالى وفرضياتهم تتكاثر ، ولا ندري من أين يستمدون هذه القوة الاستعلائية والجرأة التي وصلت لحد لا يقبلها إلا الحقير منا .

قرأت رسائل كثيرة لمثل هذه الحالات الشاذة عقليا وعلى سبيل المثال لا الحصر منها رسائل شخص يكتب على نفحات الفودكا الروسية ، سواء الرسائل الخاصة التي ينصح بها خاله كما يقول مؤكداً له الحفاظ على القضية ( الجنوبية ) والثروة الجنوبية والهوية الجنوبية ! أو من خلال رسائله للبيض والعطاس ولباعوم التي يحذرهم فيها ويقول لهم أن هناك مؤامرة على جنوبه! بفصل حضرموت ،ويتهم فيها دول الخليج وبالذات المملكة التي تطاول عليها كثيراً وهو قزم كان ولا يزال وسيبقى ،، وكلام كثير عبارة عن خليط من الغباء والسفه الجم ، مثله مثل سفيه قومه الذي جاور منبوذنا في مؤتمره الصحفي الفاشل الذي لم يحضره سواء ثلاثة صحفيين تابعين لحزب الله وجزائري مرتزق، وليتداركوا المنظر المخجل لخلو الحسينية ،جاءوا بمذيعي قناة ( عدن بايف) بل وفنييها لتعبئة جزء من الكراسي الشاغرة ، ( ولا ادري كيف قبل الشيخ أحمد با معلم والأخ الأستاذ صبري بن مخاشن المشاركة في تلك المهزلة القذرة التي تفوح في جنباتها روائح المنكرات)

إن ذلك السفيه ،إجرامي الشكل سوقي اللسان عديم الملة والذي تطاول كثيرا متجاوزا نشوة الخمرة التي تفوح منه ، يتحدث عن هوية الجنوب وعن ثروة الجنوب وعن حدود الجنوب ويدخل ويقحم في هرطقاته حضرموت أخزاه الله !،

ويحك يا من كنت في عام 94 تدك جنوبك وأنت مرتديا البزة العسكرية للجمهورية اليمنية من البحر تحت بند الفتوى رقم 1 للديلمي والأمر رقم 216 لرئيسك وسيدك علي عفاشه . ألا يوجد لديك ولو قليل من الحياء !!! تتحدث عن قتل اليمنيين لما وصفتهم بالجنوبيين وأنت قتلت في عام 94 أضعافاً مضاعفة ً من الجنوبيين بقيادتك البحرية،

أي هوية جنوبية وأي ثروة جنوبية هذه التي تتحدث عنها وأي أرض هذه التي من المهرة إلى باب المندب ، بل زاد تطاولك على حضرموت فاخترقت حدودها وأنت قزم لا تساوي بزاق جحمة ( خنفسة) ، تطاولت على المملكة اخزاك الله دنيا ودين وكل ذلك لإرضاء المجوس الذين تحولت من دينك الشيوعي إلى دينهم المجوسي. ولكن ليس منك بل من المنبوذ الذي كان على يسارك يبتسم ويهز رأسه تحت نشوة المسكرات ، أي نوعٍ من الخمرةِ هذه التي تشربون .... قبحكم الله .

أين عقلاء جنوب اليمن!!

ألا يوجد عقلاء جنوبيين ؟ كنت أضن أن بقايا الاشتراكيين اليمنيين الجنوبيين من الأمثلة الرديئة التي ذكرناها أعلاه ،هم فقط مع بعض ( السقل ) من يحاربون حضرموت وهم الطامعين فيها وهم الرافضين للحق منغمسين في الباطل .

لكن للأسف الشديد خاب ضني ، فهناك من هم غير الاشتراكيين ، فاجتماع القاهرة الأخير بالسفارة البريطانية والذي دعا له السفير البريطاني والسفير الأوربي ، كشف حقائق كثيرة ،
فأصبحت كل فئات المجتمع ( اليمني الجنوبي ) يمينها ووسطها ويسارها ( ولديهم أيضاً ديلمي ) تختلف على كل شيء بل تتقاتل حتى ولو على دجاجة قبيلة تجاوزت ارض قبيلة أخرى ، وما حرب 86 ببعيد ،ولكنها تتفق على هذه البنود التالية.


أراضي حضرموت جنوبيه وغصبا عن ابو الحضارم
ثروة حضرموت جنوبية وغصبا عن ابو الحضارم
تاريخ حضرموت جنوبي وغصبا عن أبو وجد الحضارم



ومؤتمر القاهرة الذي عقد قبل يومين في السفارة البريطانية دليل على صدق قولنا في ذلك .
ومع هذا لم نفقد الأمل في الحصول على عقلاء جنوبيين سيكسب الحق بهم الرهان ، فقد وجدت هذه الضالة في مقال لسيدة جنوبية تدعى جمانة اليافعي في مقال لها تحت عنوان (أين قيادي الحراك من المنادين باستقلال حضرموت !؟)


وقالت فيه :

مقتضب من مقال السيدة جمانة كما هو

((هناك من يطالب باستقلال حضرموت ككيان مستقل استنادا على الوضع التاريخي والسياسي والاجتماعي الذي تحظى به حضرموت قديما أو حديثا..منذ 10 سنوات في تحدي غير مسبوق له بأن يشهر هذا الكيان على استقلالية

وقالت إيمانا من بعض ( العقول الراجحة ) للتقريب بين الطرفين تم طرح مسودة اتفاق بين دعاة استقلال حضرموت والجنوب العربي، وقالت في مقدمة المسودة


في البداية احببت ان اوضح بعض المفاهيم التي قد تغيب على الاخوان في الجنوب العربي ان سبب الاختلاف والخلاف بين حضرموت الدولة وبين الجنوب العربي هو طمس الهوية الحضرميه ,وغياب الدور الحضرمي في دولته وحتى في منطقته ومنذ عام 68م والجميع ساهم في تقليل وتهميش الصوت الحضرمي بما فيهم الحضارم انفسهم ,لذا طرحنا بعض النقاط التي قد تقرب البعيد ويحصل بأذن الله المقصود, ويجب وضع شي مهم في ذهن الجميع ان حتى لو تحقق الانفصال وفك الارتباط لن تعود حضرموت بمثل ماكانت عليه في السابق تبعا للغير, لذا ان كان يوجد اعتراف حقيقي بالوجود الحضرمي في هذه الايام فمن باب اولى ان يتم الموافقة على البنود المذكورة جميعها بدون استثناء وماعدا ذلك لن تقبل حضرموت ولا اهلها بمد يد العون للجنوب او ان تقدم دور ايجابي في استقلال الجنوب عن الشمال بأي حال من الاحوال ,ناهيك عن تمسكنا باستقلال حضرموت كدولة وإصرارنا الشديد بان حضرموت هي الاساس في كل شي وان من حقها فيما بعد ان تستقل لوحدها وبمفردها وذلك لحقها الشرعي والحقيقي والتاريخي في ذلك ..

البنود المراد الاتفاق عليها …..

1- الدستور القرآن هو المشرع الحقيقي لجميع كافة الأنظمة ومنه يستمد كل نظام ويلغى أي قرار يخالفه .

2-إلغاء كل رمز يشير للاشتراكية والماركسية سواء من شخصيات قديمه مثل البيض وغيره أو من علم جنوبي قديم يحمل النجمة الحمراء أو أي شخص ينتمي ويفتخر بتاريخ الرفاق المتهالك.

3-إلغاء مسمى الجنوب العربي أو الجنوب اليمني أو الجمهورية الديمقراطية الشعبية وذلك لعدم وجودهم على ارض الواقع استنادا إلي التاريخ المحفوظ والذي يعرفه كل شخص.

4-إلغاء الحراك وتداعياته من أشخاص وأفراد وأسلوبه المعمول به حاليا والابتعاد عن كل شي يسيء لسمعة الحركة الجديدة التي نحن بصددها .

5-إعلان اسم الدولة كاللاتي..دولة حضرموت العربية وتضم كل من حضرموت الصغرى وشبوة ويافع والضالع وأبين وعدن والمهرة وسقطرى .

6- العاصمة تكون المكلاء وتعتبر الممثل الوحيد لدولة والعاصمة الحقيقة بكل ماتحويه الكلمة من معنى من حيث الصلاحيات والوزارات والسفارات .

7-تكوين تكتلات شبابيه في ست مناطق في دولة حضرموت العربية وهي كالتالي :-

أ‌- ساحل حضرموت الصغرى

ب‌- وادي حضرموت والصحراء

ت‌- المهرة

ث‌- يافع والضالع

ج‌- شبوة

ح‌- أبين وعدن

وينتخب قائد واحد لكل تكتل شبابي وعلى ضوءه يكون هناك مجلس قيادة مكونه من ستة من القادة حيت لاستفرد أي قائد منهم بالرأي وإنما يكون الرأي للأغلبية العظمى في هذا المجلس .


8- توزيع الثروات بالنسبة للأقاليم الستة كالتالي:

كل إقليم له نصيب النصف من ثرواته الذاتية و20 % يوزع على المناطق الأخرى و30% يعود إلي خزينة الدولة.... انتهى ))

شكراً جمانة اليافعي

شكراً أخت جمانة على هذا الطرح المتقدم جداً ، هكذا نريد إخواننا في الجنوب ، كي نمد لهم ايدينا ونقف معاً سويا ضد الاحتلال اليمني الغاشم ، مع وجود بعض الاعتراضات والرفض على بعض النقاط في المسودة مثل:

(1)اسم الدولة (( فنحن نريد ان يكون الاسم (دولة حضرموت والجنوب ،،، بدلاً من دولة حضرموت "حاف" ويكفي حِفِّه ))

(2) رفض تام لجعل حضرموت قسمين وادي وصحراء ، وما جاء في المسودة نعتبره تدخلا سافرا وتطاولا معيبا من الذين وضعوا هذه المسودة ونرجو أن لا يتكرر ذلك في أي طرح لأن حضرموت في اصلها وفصلها وتاريخها كيان واحد لا يمكن تجزئته ،


(3) موضوع شبوة لابد أن تعود الأمور إلى أصولها ، فقرية شبوة التابعة لمديرية عرمه وعدة مناطق ألا وهي (((مركز دهر، وحنكة بادخن، وقرية شبوة ،ووادي سمرة ،والحنك ،ومركز عساكر وهو من اهم المراكز الحضرمية العسكرية )))وهذه المناطق كانت تابعة لسلطة المكلا قبل إحتلال الجبهة القومية لحضرموت ، وفي عام 1980م ، قام الاشتراكيون الملحدون مرةً أخرى بضم جزء آخر من حضرموت وهو (مركز الطلح)"سوط بلعبيد كاملاً وكل القرى والمناطق التابعة له وقد كان هذا تابع لمديرية دوعن حتى عام 1980 عندما تم ضمه للمحافظة الرابعة حينها ، هذه المناطق لابد من عودتها .لحضرموت وعدم استخدام اسم شبوة خارج نطاق حضرموت . فهو اسم حضرمي Brand Name ، لايجوز إستخدامه إلا حضرميا فقط .

أما بخصوص ما كان تحت سلطنة الواحدي قبل 67 ، فلهم الخيار في أن يكونوا ضمن إقليم حضرموت أو لا ،حيث انها تاريخيا اراضي حضرمية ، وأيضا المهرة هي حضرمية الأصل والفصل ولكن ايضاً نقول لهم الخيار إن كانوا يريدون ضمن الإقليم الشرقي للدولة فنحن وهم واحد ونرحب بهم ،، نحن لا نمانع بأن تكون الدولة اقليم او ثلاثة او اربعة ،،ولكن ذلك يترك لسكان المناطق ،

كذلك موضوع توزيع الثروات التي قام الأخوان واضعي المسودة في تقسيمها وهذا ايضاً خطأ كبير تم ارتكابه ، فلا يجوز لأحد أن يقسم مالاً ليس ماله ،، فثروة كل إقليم تخضع لأهل الإقليم ، مع دفع 10 -15% لميزانية الدولة الاتحادية تماما كنظام الإمارات العربية ..

عموما الطرح الذي تم طرحه من قبل الإخوة الجنوبيين جيد ويعتبر تطورا كبيراً وخروجا جريئاً عن الثقافة الجنوبية الغبوترية السائدة ،،، نرحب به بلا شك . ونعتبره خطوة لخطوات قادمة ، ولتسرعوا الخطى ،لأن الخيارات الحضرمية متعدده ولله الحمد .

وأنا أنصح الإخوة الجنوبيين أن يشكلوا عصبة جنوبية خاصة بهم على غرار العصبة الحضرمية ،تستطيع التفاوض والتفاهم والالتقاء مع العصبة الحضرمية سواء لوضع اسس الدولة القادمة بإذن الله والاتفاق عليها من الآن أو لحمل ملفنا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدحر الاحتلال.

، وقد أشرت على بعض النخب الحضرمية بالذهاب إلى عدن لخلق (جنوبيين جدد) وذهبوا بالفعل ولكن للأسف عادوا بخفي حنين بل عادوا (بمعاد با قول شي ...)
ولعلم الإخوة الجنوبيين ( إن هذا فقط لابدأ نوايانا الصادقة ،

وإلا فهدفنا الأسمى حضرموت بدون الجنوب ولدينا مشروع ( دولة الساندويتش جاهزاً سنتفق عليه مع الأشقاء اليمنيين ) وهذا ليس تهديد وإنما تحذير وتنبيه .

كيف نرمي بشعبنا مع الغبوتر

في ستينيات القرن الماضي، ومع بداية ما سمي مشروع (إتحاد الجنوب العربي) الذي صنعته بريطانيا لتخلق هوية جديدة في عدن كي لا تطغى عليها اليمننة من القرى المحيطة خصوصا على المهاجرين الجدد لعدن سواء من ذوي الأصول الهندية أو الصومالية أو غيرها وكي لا يُخرِجُوهم من ديارهم كمستوطنين منذ سنين ( تماما كما حصل في جنوب إفريقيا ) .

كان هناك شخص من آل بازدياد من رخية اسمه (العم مبارك صالح بازياد الملقب (القليز) ( إدعوا له بالشفاء حيث انه الآن يخضع للعلاج ) كان مرافقاً لابن عمه في مستشفى سيئون للعلاج من حادثة طلق ناري في الستينيات..يقول.. أثناء مكوثنا في المستشفى حضر (القائد في جيش البادية الحضرمي المخضرم، سعيد نوح ) لزيارة أحد أصدقائه فدخلنا معه في حديث طويل عن حضرموت وعن أخبار ظهور النفط فيها وعن ما يشاع بفرض البريطانيين دخول حضرموت في ما يسمى إتحاد الجنوب العربي ....

قال سعيد نوح أنه عند لقائه بالسلطان الكثيري حينها ... سأل السلطان الكثيري ، عن سبب رفضه في دخول حضرموت في ما يسمى اتحاد الجنوب العربي ، كون بريطانيا كانت تضغط في ذلك الاتجاه .

..أجاب السلطان الكثيري سلطان حضرموت..( يا سعيد ..نحن ..با نبقى سلاطين معززين مكرمين وبا تدفع لنا بريطانيا المقابل مضاعف لو وافقناها بس إيش ذنب الشعب الحضرمي ..ندهر بهم مع الغبوتر . وهم في رقابنا ولن نسلم أرضنا وشعبنا وثرواتنا مهما ضغطت بريطانيا ، فبريطانيا ضغطت علينا كثير نحن في سلطنة آل كثير فقسمت حضرموت وأعطت من أعطت ، لكن أن نصل إلى مرحلة أن تخلطنا مع الغبوتر ،،هنا لا يمكن قبول ذلك ).

في القاهرة عاد الكثيري ،،، والغبوتر يعودون !

لم تغيرهم السنون وعلى أصولهم باقون ,، تمت دعوة الشيخ عبدالله بن محسن حفظه الله لاجتماع القاهرة ضناً منهم أنه سيوقع لهم على ما يريدون ويوافقهم في ما يشتهون ويبصم لهم فيما عليه يخططون ، وقد اعتمدوا في ذلك على عزومه رز ولحم حضرها الشيخ عبدالله بكل تواضع ( سموها لقاء القادة الجنوبيين في شقة في الرياض حضرها باعوم ) دعا إليها شخصا هداه الله ، فعملوا لها بروبقانده وصنعوا منها ( لقاء قادة !!! ) وأقحموا فيها أسماء لم تحضر تلك العزومة كالشيخ الفاضل بن عجرومة وغيره ،
ويمكرون ويمكر الله ...

بدأ اللقاء واعتلى الشيخ عبدالله موقع الخطابة زأر قسورة وقال (سلام من شعب حضرموت) وقبل أن يكمل ضجت القاعة بأصوات الغبوتر ،، لا أدري إن كان خوفهم من كلمة سلام ،أم من كلمة شعب، أم من كلمة حضرموت ، فكلها في تاريخهم مخيفه.


حاولوا رفع الجلسة ! فأبى ممثل أوربا وطلب من الشيخ عبدالله الاستمرار وهم يتهامسون ويضربون كفاً بكف ،
هو ممثل دولة وشعب ، وهم ممثلين قرى جبلية نائية. فأين المعادلة أيها السامعون وأيها المنظمون لمثل هذا لقاء . (وعلى العصبة الحضرمية إرسال برقيات تنبيه لسفراء الدول المهتمة)


لا يعلم هؤلاء أن الشيخ عبدالله بن محسن الكثيري عندما ركب الطائرة كان يحمل هم أمه وتطلعات شعب ، لا يعلم هؤلاء أن هذا النبيل ركب طائرته وقد حَملَّتْهُ المكلا ملفها الحضرمي كاملاً .

كانت اتصالاتي به مستمرة واتصلت به بعد تلك الجلسة الحضرمية التاريخية التي رعاها السفير البريطاني في القاهرة مباشرةً ،وأنا على ثقة بأن شيخنا الفاضل قد أوفى وكفى ، فقال لي جاءوني بعد الجلسة حانقون فقلت لهم ( أأرضيكم على حساب نصف مليون في الداخل + ونصف مليون في دول الخليج ++ ) لا والله إنها عُهْدة شعب وأمانة أُمة .


صدق الشيخ عبدالله ، إنها عهدة شعب وأمانة أُمة ،ولن يستطيع حملها إلا ذؤ خٌلق وذؤ أمانة وعزة ونخوة .
عند سماعي لهذه الكلمات ذرفتُ دمعة عز وإكبار لهؤلاء الرجال الذين بقوا على العهد ، أخذت هاتفي مرة أخرى وكتبت له هذه الرسالة التي جاءت أبياتها بكل تلقائية مباشرةً من القلب ،وأرجو ان تكون وصية لكل حضرمي يحمل ملف حضرموت في أي يوم من الأيام .



سلام مني للكثيري حيث سار=يا نسل دار العز يا خير الديار.
إهتزت الاهرام ونيل المصر ثار=لما سمع صوتك يزلزل بالحوار.
نا حضرمي مانا جنوبي من دثينة أو جعار=والحق لي ثُلثين وأكثر ، ونا مُولَى الخيار.
العاصمة عندي ولي حق الهوية ولي كَيْلِ الثمار= وإلا نودعكم ويا حيَّا بكم في الغرب جار ...

14/6/2012م
[email protected]
 
قديم 06-19-2012, 02:17 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وقفات تأمل ومراجعة مع إخواننا الحضارم

6/18/2012 حسن بن منيباري الكثيري

الوقفة الأولى: نداء

دعوة إلى جميع أبناء حضرموت المسلوبة – من إخوان لكم في المهجر يعصرهم الألم لما آلت إليه حياة أبناء وطنهم مهددة الإنسان في معاشه ومصيره وثقافته- بل وقيمته كإنسان أوتي من الله سبحانه وتعالى حق الولاية على أرضه بإقامة كيانه عليها وتولي إعمارها وتسيير دفة الحياة فوقها، ويحدوهم الأمل بأن يتمكن أبناء حضرموت من تحقيق إرادتهم باستعادة وطنهم واختيار نمط الحكم الذي يعيد لهم كرامتهم ويحقق أمنهم بالسير نحو المشاركة الحرة الفاعلة بمحض إرادتهم، وليس بالتسيير كما هو حاصل خلال الخمسين عاماً الماضية، واغتنام هذه الفرصة الثمينة التي هيأها الله سبحانه وتعالى لكم، فإن ضاعت (فلا حول ولاقوة إلا بالله).

إخوتنا أبناء حضرموت الأعزاء، كفانا من تسلط الآخرين علينا ومن أصحاب الرؤوس الخاوية من المشاركة في تدمير مقومات حياتنا، ولن يتحقق ذلك إلا بتوحيد كلمتنا، ورؤيتنا، والوقوف معاً صفاً واحداً في وجه من يريد أن يعبث بحياتنا كما فعل خلال الخمسين عاماً الماضية. وفي سبيل تحقيق هدفنا المنشود باستعادة الوطن الغالي حضرموت وإنقاذ مواطنيه مما تردوا فيه، وذلك كما يرى أخوتكم كالتالي:

أولاً: تحديد الهدف ... واجتماع الكلمة عليه.
ثانياً: استشعار الأخطار المحدقة بكم كشعب له حضارة يراد تدميرها (والأخطار جمة خارجية وداخلية).
ثالثاً: التزام الجميع بالولاء لله وحده.
رابعا: التزام الجميع بالانتماء للوطن حضرموت.
خامساً: الإلتزام بالعمل لتحقيق الإرادة .. وهي : (تقرير مصير شعب حضرموت)
سادساً: التجرد الكامل من أي ولاء لغير الله، والانتماء لغير الوطن – سواءً كان لجهات حزبية أو عقائدية أو فئوية أو مذهبية ... الخ.



أخوتنا أبناء حضرموت الأعزاء بعد المقدمة وما أوضحنا فيها من مسؤولية ملقاة على أبناء حضرموت في الوطن والمهجر بمختلف فئاتهم نتمها بمقطوعة من رائعة الشاعر الكبير: علي أحمد باكثير – يرحمه الله (المخطوطه).

صبراً بني قومي فما أحسب إلا أنه شاء القدر
أن تنهضوا اليوم بما قام به يوماً عمر
إذ جاهد الطغاة في العالم فانتصر
وحرر البشر .. من مجرمي البشر
ووطد السلام في الأرض وعدله انتشر
الوقفة الثانية: للتأمل والتحفيز والمراجعة:


إنكم أبناء حضرموت أصحاب حضارة وتراث فكري ومادي، وغنى أبناء حضرموت الأدبي أربى من الغناء المادي ، فبالغنى الأدبي حمل أجدادكم رسالة الإسلام، رسالة الحق والخير والسلام، فأشرقت بها أمم وشعوب في أقصاء المعمورة فاستنار بها الفكر واستقام بها الضمير فنعمت بها واستفادت منها أجناس شتى من أصفر وأسود، وفي الجانب المادي، مكن انتشار أبناء حضرموت في الرقعة الواسعة من الأرض ... في أن يقع بين أيديهم رخاء أممها، وشظف عيش شعوبها ومن الأمثلة البسيطة لذلك .. أن قام تاجر من (سنغفوره) بإدخال أول مطبعة إلى بلاد اليابان عام 1800م.

تلت ذلك سنون وتوالت قرون، ركن الحضارم فيها إلى التسليم والإتكالية انتقلوا خلالها من ضعف إلى ضعف ومن سلبية إلى أخرى ... حتى جاءنا عام 1967م فشكل بداية القضاء على ما تبقى من كرامة أهل حضرموت وتراثهم وفكرهم وحضارتهم.. حتى اليوم، فطوتنا الخمسين عاماً المنصرمة طياً شنيعاً، هدّت كيان أمة حضرموت ونكست راياتها وعاثت في تراثها فساداً وتشويهاً وحاولت جاهدة طمس معالم حضارتها وتزوير تاريخها.

إخواننا الحضارم .. إن لم نضع أصابعنا على مواطن الداء في أجسامنا فلن يأتي من خارجنا من يفعل ذلك.
إن الجفوة بين أبناء حضرموت وبين الحياة ... هي مكمن الداء وموطن الخطر وهي تقف بهم في أول الطريق الطويل الشاق ... إن خطوا خطوة إلى الأمام تراجعوا بها عشراً إلى الوراء، وهذا يشمل الجميع في الداخل ومن في المهاجر ما أسمجها من حياة أن يتدحرج فيها الإنسان وهو لما حوله كاره ...


وعنه منصرف بلا وعي ولا اكتراث ، لا يلبث هذا التدحرج أن يحول المجتمع إلى عبيد ابدانهم، قد يجدون طعام يومهم وقات يومهم، ولكن حيوانيتهم لا تلبث بهم طويلاً حتى تحولهم إلى نوع من القطعان المسترقه، بعد أن يصبح الطعام في أيدي غيرهم وما يرمى لهم إلا الفضلات المذلة ... ومثل هذه المجتمعات التي سقطت في غيبوبة الموت الأدبي، تعاني من الجهل والفقر والمرض، والعطل العقلي ... وإذا حاولت أن تخاصم من أجل مطالب الحياة – جر عليها الهوان وكساها لباس الجوع والخوف.

إن الاتكالية والتسليم يورثان التخلف والجمود والذل والهوان، وهذه بدورها لا تجد لها أوعية أفضل من تلك العقول المغلقه، والحواسد المعطلة، والمواهب المطموسة.

إن ما أصابنا يا أبناء شعب حضرموت من هبوط بعد علو، وتوقف بعد حراك ... لم يصبنا عرضاً ولا (خبط عشواء)، بل أصابنا نتيجة علل دفينه، وأمراض جمة .. وهذا ما يستلزم الدراسة والتأمل والمراجعة فنحن شعب حضرموت بمختلف فئاته وحدنا وراء هذا الانهزام والتردي والتقهقر ومثلما تسأل المنهزمون في معركة أحد ...كيف ؟ ولماذا ؟ .. جاءهم الرد فقيل لهم.. {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

ونتساءل في حيرة: ما سر هذا الفتور الشايع بين أبناء حضرموت؟ في الأفراد والجماعات، من نخب المجتمع: من أساتذة وعلماء ومفكرين ومثقفين وأغنياء .. الخ ... جلهم متخاذلون .. وإذا حاولوا التحرك يختلفون ويختصمون عطل في العقل وغياب في الوعي وضعف في الحس.. وتغليب المنفعة الفردية الشخصية..

في وقت يؤمل منهم الاضطلاع بالسير والتحرك القوي نحو تحديد الهدف ووحدة الصف.. لماذا يتوقفون في أول الطريق كلما خطوا قليلاً، بينما يسير غيرهم من المفسدين والانتهازيين سيراً جاداً وحثيثاً .. والخوف كل الخوف ... أن يصل إلى نهاية الطريق هؤلاء الذين قتلوا حضارتنا ودمروا تراثنا وأهانوا كرامتنا وجرعونا من كؤوس الذل والهوان سنوات طوال لما لا يمكن وصفه.. ثم باعونا في سوق النخاسة أرضاً وإنساناً .. فتوهمنا أن المالك الجديد سيكون أرحم منهم .. وسرعان ما تكشف الوهم عن كابوس خانق مرعب .. فإذا بهذا الجديد يعلن بصراحة دون مواربه عن حقده الدفين ويكشف عن وجهه القبيح فلم يكن أقل إجراماً وظلما وهمجية.

إننا يا إخوتنا في حضرموت في حيرة مما يجري في الفترة التاريخية التي أشرقت فيها شمس الحقيقة، وتبين فيها الرشد من الغي، وظهر الحق أبلجاً ناصعاً .. أن تبقى فئات من أبناء حضرموت يتدافعون وراء جلاديهم السابقون واللاحقون .. الذين ذبحوهم ثم باعوا من بقي منهم.. يدافعون عنهم ويرفعون أعلامهم ويرددون شعاراتهم في عمه مشهود وجهل معهود وغباء منكود، وكأنهم ببغاوات تردد ما تسمع دون عقل أو رويه فليستمعوا إلى صوت أمير الشعراء يقرع أسماعهم ويشخص حالهم فيقول:

انظر الشعب ديـــون كيف يوحون إليه
قبل البهتان فيـــه وانطلا الزور عليه
ملأ الدنيا هتافــاً بحياة قاتليــــه
يا له من ببغـــاء عقله في أدنيـــه
الوقفة الثالثة : المرحلة الحالية – الضياع والخلاص

يا أبناء حضرموت:

إن هذه المرحلة من تاريخ وطنكم وما قد وصلت إليه الأمور، وما وفرته هذه الفرصة، تلزمكم جميعاً .. وبكل وعي ومشاعر المسؤولية تحسون بواجب المشاركة ... مشاركة فعليه في الفكر ... في تحديد الهدف ... ووحدة الصف مدركي دور كل واحد منكم في هذه المشاركات من تضحيات ... بالفكر ... والجهد ... والمال.

إن تحقيق الحياة الحره الكريمه صعب وشاق .. وليس في مقدور فئة بمفردهم أن يبنوا الحياة كما يتطلع إليها كل فرد في مجتمع الشعب الذي يراد بناء حياته ... ولا شيء يبني الحياة كبنائها بالمشاركة الجماعية ... في التخطيط لها وتناول لبناتها .. والصدق والاخلاص في وضع أسس هذه المشاركة ... والبعد بها عن الأطماع والنزوات والشعارات غير الهادفة.

إن الآلام والمآسي التي يعاني منها جميع فئات شعب حضرموت .. والتدمير الكامل والمنظم لكل مقومات الحياة ... لا يتيح لشريف فرصة الانصراف بالفكرة والاتجار بها ... أو محاولات تحويلها إلى مجرد شعارات تلهب العواطف ... التي تنظر بأمل إلى الخلاص مما تعانيه من آلام ... فتندفع في طريق الوهم لتحقق الفشل.

إن التصرفات الانفرادية ... ومحاولات بناء أبراج عاجيه من بين ضحايا القضية والذين يعلنون التصدي لها جعلت كثيراً من أبناء حضرموت في حالة تبلد وانفصام نتيجة للازدواجية المريعة التي تقبع القضية بين فكيها ... هلع من هو ل المأساة ،وأسف ويأس من الذين أخذوا على عواهنهم إنقاذ الغريق وإيصاله إلى شاطئ الأمان.

إن قضية أوضاع حضرموت كما هو معروف .. طال ليلها الحالك وامتد بها الأمد .. وزوال المأساة الحالية بكل أبعادها ومسبباتها وعناصرها الجاثمة على صدر المجتمع .. كما هو الهدف الآن ... يجب ويستلزم أن يكون مرتبطاً بإزالة الألم بجميع أشكاله .. قديمه وحديثه .. لا إزالة الصورة المرئية منه ... ثم الكشف عن صورة أخرى ... ولو كانت مغايره لسابقتها ... كما هو الحال الآن .. فإنها لا تعدو إلا أن تكون صورة للألم.

إن الأشلاء القديمة مرفوضة بكل أشكالها وصفاتها .. ويجب أن تنتهي بقياداتها وتنظيماتها السياسية والفكرية والعقائدية .. لأنها أثبتت بالتجربة أنها غير قادرة على تقديم أي شيء يفيد الحياة .. وقد تجرعت مرارة فشلها وأسهمت به في النتيجة المخزية والموجودة الآن على الأعناق ... في هيئة وحدة أوشكت أن تأتي على كل مقومات الحياة ...

وتحقيق أطماع المتسلطين المادة والاستراتيجية .. وذلك الإسهام أدى إلى هذا التردي ... حتى تحولت المأساة إلى بشاعه من اقصاء ومصادرة واستيلاء واستعباد.
وهنا قد يأتي تبرير للظروف في صور شتى .. أو إنكار للواقع .. وكلاهما مرفوض .. لأن المسؤولية لا تقبل أي عذر .. وعلى كل مسؤول أن يتحمل تبعات تصرفاته ولا مجال الآن للإيهام أو التضليل.

إن إنقاذ حضرموت وطناً وشعباً: يجب أن يكون هدفاً له حرمته وله علوه .. ويجب أن يتم عن طريق الرفض الكامل لجميع الواجهات القديمة والحالية واستبدالها استبدالاً كاملاً بقوى حقيقية وفعالة .. تملك إدراكاً للقضية، ابعاداً ومستلزمات ... ومؤهلات قيادية ... وعلى مستوى من الفهم والدراية والتمييز والإخلاص والصلاح ... متوافق وكبر حجم القضية ذاتها ... وجسامة الخطب نفسه ولا يمكن أن يكون شعب حضرموت عقيماً لا يملك بين رجاله وشبابه من تتوفر فيهم كل هذه الشروط .. وكل تلك المواصفات ...

كما يجب أن تتاح الفرص لأبناء القضية أينما وجدوا .. في داخل الوطن ... أو في مهاجرهم بالمؤتمرات والاختيار الحر. وعلى جميع الذين يسعون لانقاذ حضرموت أن لا يغفلوا التحركات الإقليمية والدولية في المنطقة وخطوط مصالحها.

كما يجب أن يدرك أن حجم الدعم المالي .. والمساندة السياسية والفكرية والقانونية تكون على مستوى المحاولات التي تستهدف صهر مواطن حضرموت في داره وتجريده من تقاليده وعاداته التي فطر عليها والتي هي جزء من تقاليد ومعتقدات الأمة الوسط وفرض واقع جديد يجعله أقليه في ديارةه... بلا هوية ثقافية أو حضاريه.

وإذا ما تمت عملية التقييم وأعيدت كل الأشياء إلى أحجامها الحقيقية وأخذت القضية بحجمها الطبيعي .. وتمت المقارنة .. عندها سيتم اختيار قيادات جديدة على مستوى فكري رفيع .. ودرجة عاليه من الطهارة والنزاهة والإخلاص والتضحية .. إن قضية الوطن حضرموت .. مسؤولية تاريخية ... قضية أولاد وأحفاد من بعدنا ... وليست مرحلة كما قد يتصور البعض وتبعات أضاعتها تقع على جيل حضرموت كله في الداخل وأينما وجدوا في الخارج.

إن قضية الظلم المتجسد في حضرموت منذ قرابة نصف قرن من الزمان: يحتم تحرك الشعب كله لرفعه وإزالته .. وفي الأحداث السابقة والقائمة عبرة لمن يريد أن يعتبر، والتجارب قد تمت في هذا الشعب بكاملها .. واستخلاص النتائج والعبر واجب ومسؤوليه.

إن المسؤوليه التاريخيه تقع على عواتق جميع أبناء حضرموت .. فإن لم ينهضوا بها فإن كل جهد يبذل اليوم سوف يجعل للماضي بقيه تجثو تحت الأنقاض ... ومن الحاضر مجرد امتداد للماضي ... ومن المستقبل مجرد امتداد أسوأ للحاضر السيء الذي أكرهنا على تناول جرعاته المريرة.

يا أبناء حضرموت أنتم مدعوون جميعاً للمشاركة في إقامة كيان منكم .. يدرك معاناتكم ويحس بآلامكم .. ويعمل على تحقيق طموحاتكم وتوفير احتياجاتكم .. كيان يحقق لإخوانه المواطنين كراماتهم وأمنهم .. في مجتمع يسوده العدل والتعاون والإخاء والمساواة في المتماثلات من الحقوق والواجبات. ولتحقيق ذلك يجب التأكيد على وحدة الكلمة والإصرار على استقلالية القرار.

(ولينصرن الله من ينصره).
الوقفة الرابعة والأخيرة – بلاغ وصراخ


يا أبناء حضرموت: إن الأعداء المتربصين بكم أرضاً وإنساناً على مختلف أطماعهم سابقهم ولاحقهم يعمل كلاً منهم على شاكلته لتفويت هذه الفرصة العظيمة التي هيأها الله لكم لتستغلوها لصالح وطنكم وحياتكم وأجيالكم إن الأمر أخوتنا اليوم جد ليس بالهزل، وحق لا يستسيغ الباطل فهل من مجيب ؟

ونود أن نختم ندائنا الصادر من قلوب تجيش بمشاعر الصدق والإخلاص والمحبة آملة من الله أن يحقق ما نصبوا إليه .. فهل ستجد سبيلاً إلى قلوبكم وعقولكم ..أم...؟
فهذا صراخ من شاعر جاهلي أرسله إلى قومه يستحثهم للتأهب والاستعداد والعمل:

"منقولة من كتاب الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله – الإسلام والطاقات المعطلة".
ذلك الصراخ ضمنه قصيدة رائعة:


الشاعر : هو لقيط بن يعمر الأيادي، شاعر جاهلي ، كان كاتباً في ديوان كسرى:
سابور بن هرمز، الملقب بذي الأكتاف، وكانت قبيلة إياد قد غلبوا على سواد العراق، وقتلوا من كان بها من الفرس، فلما بلغ خبرهم سابور – كتب إليهم لقيط يحذرهم فيقول:

كتـاب في الصحيفة من لقيط إلى من بالـجــزيــرة من إيــاد
بأن الليث كسرى قد أتاكـم فلا يـشغلكـم سـوق النـقـاد
أتــاكـم منـهـم ســبعون ألفــــــــاً يزجون الكتائب كالجراد


فلم يلتفتوا إلى قوله، فبعث إليهم كلمته التي هي من أجود ما قيل في حق أمراء الجيوش، وما احتوته من نصح وتحذير وإنذار .. وها نحن نقدمها بتمامها آملين أن تلقى أذاناً صاغية وقلوباً واعية .. فما أشبه اليوم بالبارحة.

فاستمعوا إليه يعنفهم على تفرق كلمتهم ، مع أن عدوهم مجتمع الشمل موحد الهدف فتراه يتألم لأمور شاعت بينهم من الدعة والاستكانة ، ولن يستطيعوا الدفاع مابقيت فيهم ، مع إن فترات الكفاح تحتاج الصلابة واليقظة والتضحية .

فهل تشح الأمم التي تسعى الى النهوض في سبيل انتزاع حقوقها وبناء حياتها ؟
وقد تضمنت هذه القصيدة (للقيط بن يعمر –الجاهلي) من الصدق في النصح والصدق في الوصف ، ماحملنا على إهدائها لقومنا .. فإلى القصيدة ..
http://www.alkethiri.com/up/uploads/13399166360.pdf

صادر عن : تجمع أبناء حضرموت في المهجر
 
قديم 06-25-2012, 02:04 AM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


العصبة الحضرمية من الأندلس إلى حضرموت.. تاريخ يتجدد لشعب وأمة

6/24/2012 د. عبدالله سعيد باحاج

بعد أن استقر المقام للمجاهدين الحضارمة في ديار الأندلس منذ القرن الثامن الميلادي عمل هؤلاء المجاهدون الحضارمة مع غيرهم من مجاهدي الإسلام على ترسيخ دعائم السلام والاستقرار والأمان في تلك الربوع، والمعروف إنّ الحضارمة المجاهدين قد قَدِموا إلى بلاد الأندلس كغيرهم من المجاهدين العرب والمسلمين من مناطق شتى لنصرة دين الحق،

وكانت الانطلاقة الأولى لمجاهدي حضرموت من موانئ حضرموت ذاتها في كل من الشحر وشرمه وقصيعر وحيريز وغيرها, وكذلك عبر صحراء ثمود والعبر ووصولاً إلى الحجاز وبلاد الشام ومصر ووادي النيل ثم برقه وشمال إفريقيا والتي منها انطلقت جيوش الإسلام لفتح بلاد الأندلس، وكان الحضارمة في مقدمة صفوف هذه الجيوش الإسلامية، وصدق الله وعده ونصر جنده وحقق للإسلام والمسلمين نصراً غالياً وعزيزاً وكريماً في فتح بلاد الأندلس.

وكان للحضارمة المجاهدين وذرياتهم مقام كريم وعظيم في تلك البلاد البعيدة عن وطنهم حضرموت، وكان الشوق والحنين إلى الوطن دافعاً لهم بإقامة ما يشبه الجمعيات أو المنتديات في زمننا الحالي ليجتمعوا ويتناولوا شيئا من قضاياهم وهمومهم في تلك الديار البعيدة عن الوطن، وكذلك فعل بعض العرب من الحجازيين واليمنيين وغيرهم, فظهرت العصبة الحضرمية في ديار الأندلس وبهذا المسمى نفسه, كما ظهرت العصبة اليمانية والعصبة الحجازية وغيرها.

وعندما أفِلَ نجم العرب في بلاد الأندلس واُجبروا على الخروج منها في 1492م بعد سقوط غرناطة في أيدي الفرنجة بزعامة فريدينان وايزبيلا فهاجر الحضارمة كغيرهم من العرب والمسلمين إلى شمال أفريقيا, واستقر المقام ببعض رجال حضرموت المغادرين للأندلس في الأراضي التونسية، ومن صلب حضارمة تونس هؤلاء ظهر المؤرخ وعالم الاجتماع عبدالرحمن ابن خلدون الذي اثبتَ وبخط يده نسبه الحضرمي.

واليوم وبعد مرور حوالي ألف عام من ظهور عصبة الحضارمة في الأندلس فإننا نعلن من جديد عن قيام عصبة الحضارمة في حضرموت, وذلك استلهاماً من تاريخ امتنا الحضرمية المجيدة وبلا عباءة جنوبية أو يمنية يتلفح بها ونستتر وراءها, بل حضرمية عربية إسلامية إنسانية, وكما كان أجدادنا في الأندلس أعلنوها صراحة عصبة حضرمية خالصة لخير الحضارمة ولخير من حولهم من الأقربين أو الأبعدين من شعوب الأرض كآفة.

ونصيحة نسوقها لحضارمة الحراك الجنوبي وإلى حضارمة التغيير اليمني.. ويلٌ لأمة لا تقرأ تاريخها, ويكفينا ما أضعنا من نصف قرن من الزمن جرى علينا ما جرى من طمسٍ وتشويهٍ في تاريخينا وهويتنا المثبتة في أصول الكتب, وأهم من كل ذلك المثبتة في وجدان وفؤاد وذاكرة كل حضرمي شريف على وجه الأرض.

[email protected]

التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 06-25-2012 الساعة 02:11 AM
 
قديم 07-03-2012, 01:39 AM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

العصبة الحضرمية: ناضل شعب حضرموت بعد احتلال صنعاء لأراضي حضرموت لوحده بلا قياده عسكرية ضد غزو صنعاء


قالت: سقط من أجل الدفاع عن المكلا أربعة شهداء لا يذكرهم حضارمة الحراك الجنوبي
العصبة الحضرمية: ناضل شعب حضرموت بعد احتلال صنعاء لأراضي حضرموت لوحده بلا قياده عسكرية ضد غزو صنعاء


7/2/2012 المكلا اليوم / خاص

قال بيان صادر من عصبة القوى الحضرمية اليوم الاثنين بأنه يصادف بعد غد الأربعاء 4/7/2012 الذكرى الثامنة عشر لاجتياح قوات صنعاء لأراضي حضرموت واستولت على المكلا بعد تراجع ما وصفته بالمربك والفوضى لقوات اليمن الديمقراطية إلى سلطنة عمان وبقى شعب حضرموت يناضل وحده على حد قول البيان الذي أستلم المكلا اليوم نسخة منه جاء فيه ما يلي :

بأنه بعد غداً ستحلُ علينا الذكرى الثامنة عشرة لإحتلال قوات صنعاء لأراضي حضرموت , و حيث أنّ هذه القوات تمكنت من الإستيلاء على مدينة المكلا في 4 يوليو 1994م, و ما أعقب ذلك من تراجع و خروج مربك و فوضوي لقوات (اليمن الديمقراطي) مع قياداتها و عناصرها السياسية و العسكرية إلى إراض سلطنة عمان.

و بقي شعب حضرموت يناضل وحده و بلا قيادة عسكرية أو سياسية ضد هذا الغزو القادم من صنعاء و المطعم بعناصر حضرمية و جنوبية.

و سقط من أجل الدفاع عن المكلا في اليوم التالي للرابع من يوليو 1994م أربعة شهداء بإذن الله تعالى لا يذكرهم حضارمة الحراك الجنوبي , و ربما أسقطوهم من الذاكرة نهائياً لأنّ التعليمات لم تأتِ بعد لإدارجهم ضمن شهداء المقاومة ضد غزو صنعاء على حضرموت, و كأنّ يوم الرابع من يوليو 1994م لا يعني حضارمة الحراك لا من قريب و لا بعيد.

و كذلك كأنّه لا يعنيهم يوم سقوط المكلا في 17 سبتمبر 1967م و كذلك سقوط سيئون في 2 أكتوبر 1967م و الذي تأسست عليهما كارثة و معاناة حضرموت إلى اليوم, و هو موقف غريب من حضارمة الحراك الجنوبي يرجى الانتباه اليه و نذكّرهم به فقط و لعل الذكرى تنفع المؤمنين , و هم يعلمون بأنّ أحدى الشهداء الحضارمة الأربعة باذن الله تعالى في اليوم التالي للرابع من يوليو 1994م

في مقاومة غزو قوات صنعاء على المكلا و كان أعزل من السلاح و هو الشهيد باذن الله أمين بن جسّار الجعيدي و الثلاثة الاخرون كانوا في حالة دفاع عن أنفسهم, و هم الشهداء باذن الله بادقيدق و الصومالي و باحسين رحم الله جميع هؤلاء الشهداء و من سبقهم و من لحقهم دفاعاً عن حضرموت العزيزة و عزتها و كرامتها و غفر الله لهم و أسكنهم فسيح جناته و ألهم ذويهم الصبر والسلوان و إنّا لله و إنّا اليه راجعون.

دائرة الاعلام و المعلومات و التوثيق لـ (عصبة القوى الحضرمية)
 
قديم 07-03-2012, 01:45 AM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


رابط مواضيع خاصة عن حضرموت بعد الاحتلال اليمني للبلاد

حضرموت إلى الفخ يحاول بعض السياسيين عبثا جر حضرموت إلى مشاريع وهمية، لا تعطي نتيجة
 
قديم 07-04-2012, 02:02 AM   #8
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وفي ساه .. إرادة أمّة

7/3/2012 المكلا اليوم /الرياض: كتب/ سالم عمر مسهور

تساؤل جدير بالطرح ... هل سيقدر محافظ حضرموت أن يدين القوة العسكرية في ساه على ما ارتكبت من تجاوز سافر ضد الشبان الذين اعتصموا سلمياً أمام شركة توتال النفطية ..؟؟؟ عزيزي القارىء الكريم .. لا أرى أن لك حاجة بذكر تفاصيل الموضوع الساخن في مدينة ساه ، فأنت أكنت حضرمياً أو غير حضرمي تدرك ما وقع سلفاً ، ولسنا هنا لنكرر الرواية بعد الأخرى ، فالحوادث تحدث عن نفسها ، نظام محتل لبلادنا ، أذن لا يجب أن نعيد كل مرة القراءة في تلك الحوادث حتى وإن شهدت قتلاً أو إجراماً فائقاً ، فالمحصلة هي ذاتها لأن المحتل لن يكون رفيقاً بك أو بأبيك أو أحد من أبناء عمومتك ، فكلنا في عين المحتل عدو ...

لنعد إلى محافظ حضرموت خالد الديني الذي شكل لجنة عاجلة ستبث في الحادثة ، وهل سيعالجها كما تعالج مثل هذه الحوادث في صنعاء وما حولها ، أي هل سيأتي قائد النقطة العسكرية ويذبح أمام المعتدى عليهم ثوراً من ثيران اليمن وما اكثرهم ؟؟ ، لست استخف أو استهزأ بك عزيزي القارىء ـ حاشك ذلك ـ ، ولكنها حالة ذهنية جد طرية تمزق في صدري حالة من حالات القهر المستديمة التي عرفتها حتى ألفتها منذ أن عشت زمني وأنا فاقد لهويتي الحضرمية ...

هذا التوقيت الزمني بما فيه من عطايا ـ سياسية ـ يقودنا إلى حالة غير تلك المألوفة ، وأجزم بأن عديد الدوافع المعاصرة هي العامل الحاضر ، بل العامل القادر على تصعيد نوعي في التعاطي مع قائد النقطة العسكرية أو المتنفذ في شركة توتال أو غير ذلك ، فنحن في مرحلة ليست تلك التي تصيبنا بأنواع من القهر والغضب الداخلي العنيف ، فيشتد العصب بعد العصب ، وتصل درجة الغليان إلى أقصاه ، ويأتي من المخ أمر إلى الأطراف من يد ورجل أن تصاب بالشلل ...

ذاك الزمن ولى إلى غير رجعة ، ليس علينا أن نقف عند حالة إصدار البيانات وغيرها من الأساليب التي تكرس في ذاتنا حالة الانكسار الدائمة ، ليس علينا غير أن نواكب ما نعيش فيه من قدرة على الوفاء لذاتنا قبل كل شيء ، نعم الحادثة لم تشهد قتلاً ، ولم تعرف سحلاً كما فعلت مليشيات الجنوب اليمني قبلاً ، فمليشيات الشمال اليمني لديها من الوسائل ما يغنيها عن ذلك ، ولكن في يقين مع الذات أليس فينا من إرادة لنصرة الذات .. الذات فحسب ...

لنمارس على الذات شيئاً من القسوة .. أكان قائد النقطة أو المتنفذ في شركة توتال سيفعل ذات الأمر لو كان أو كانا معاً في مأرب أو الجوف أو حتى صعدة ...؟؟ ، لتجب الذات الحضرمية ، نريد الذات الحضرمية ـ المعنفة ـ أن تجيب ، أن أجابت بما يفيد ( قع ذرة ) فهي ميتة وواجب عليها أن تقام صلاة بلا ركوع ، وأن أجابت بما يفيد غير ذلك فعلى ذلك أن تذهب الأطراف في الأجساد الحضرمية كيفما تشاء ...

نحن بحاجة ماسة لنفرغ شحنات مكتومة على مدى عقود طويلة من الزمن ، هذه الحاجة الملحة تقود إلى فعل تسمع به دار الرئاسة في صنعاء بعد أن يصل خبرها إلى مبعوث الأمم المتحدة والوصي على بلاد اليمن السيد بن عمر ، نحن لا نقول بردة فعل هوجاء بل تحرك تجتمع فيه القوى الوطنية الحضرمية من دينية وسياسية واجتماعية مع القوى القبلية لتقول لعسكر النظام اليمني المحتل .. إلى هنا يكفي ...

ساكتفي بهذا ففي الصدر شيء عظيم من .. لهب
 
قديم 07-05-2012, 02:39 AM   #9
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت والعصبة الحضرمية والحراك الجنوبي في اتجاه واحد

7/4/2012 أحمد علي باهبري

إن أي حراك أو تنظيم أو تكتل لا ينشأ في فراغ مبهم، وإنما ينشأ ويترعرع على أرضية تتراكم فيها الأحداث الجارية سوى كانت في الماضي أو الحاضر أوبحسب الظروف والأوضاع السائدة.

فحضرموت مع المبدعين الذين يحاولون بكل التصورات والاحتمالات ويديرون الأمور بمايريدون لتحقيق ما يجب تحقيقه، وإنقاذ الشعب من الاستبداد الدكتاتوري يمني شمالي او جنوبي ، فقد يغفل البعض منا في إدراك الحقائق وقد يجعلها في غاية السهولة ،وقد يستسهل الأفكار التي تعطي رؤى مفيدة ومستقبلية لتعود بالمنفعة ، ولا يدركون ان الأثنان في غاية الأهميةوالصعوبة، أذا لم يكون لها حوار ونقاش وتثقيف ووقوف بحزم على نبذ الأخطاء والأهواء في بداية الطريق، فأن الذين يتعاملون في تشقيق الكلام هم الذين يعكـّرون صفو النضوج الفكري والنهضوي في الاتجاه الصحيح، فغالباً ماتجدهم في الاتجاه المعاكس ،ولكن بعون الله سبحانه وتعالى، سخرلهذه البلد الطيب ومن بين أبنائها عصبة حضرمية خالصة، يعالجون الأخطاء ويدعون كل الطوائف الحضرمية بالمشاركة والاستجابة لمطالب الشعب الحضرمي .

" إن العصبة الحضرمية هي مع الحراك الجنوبي في اتجاه واحد ومع تحقيق فك الارتباط لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومع تحقيق تقرير المصير لشعب حضرموت وشعب الجنوب فالمهمة واحد ولا خروج عن ذلك " .

أما ماتحمله العصبة هي رؤى مصيرية لشعب حضرموت ، فهي تسعى في إدراج نص قانوني دستوري يكفل حقوق شعب حضرموت بموجب القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ، والرجوع إلى الشعب الحضرمي في اختيار الحكم ( استفتاء). وإن العصبة الحضرمية لديها نوايا حسنة مع كل التنظيمات والتكتلات في أرض حضرموت، ولا تختلف مع من يريد الخير والصلاح ونبذ الفرقة والانشقاق بين أبناء شعب حضرموت، ولاتقبل الرضوخ أو التبعية لاى من كان، فهي تحترم من يحترمها ولاتقبل من يُعارض أو يُعادي خارطة طريق مستقبل حضرموت، وتقبل بحسن الجوار.

لقد سئمت حضرموت من تردي الحياة مع الرفاق والخُبرة، الذين خانوا العشرة مع حضرموت ومع الغير ، فخيانتهم لحضرموت ... الطمس... الفرض ...النهب... التهميش ، وإما مع الغير وضعوها ضمن القائمة السوداء للإرهاب في العالم عند الأشقاء المسلمين والعرب ودول الغرب.

لقد فُـتنا من قبل الفكريين الماركسي والهمجي "القبلي" ، وقد شكلوا لنا خطورة في ممارساتنا اليومية، منها زرع الحقد وحب التسلط الفكري الخارج عن القيم الإسلامية واستغفال عقول شبابنا بمسمى وهمي "جنوب"، مع ان هذا الأسم لايعنينا بشي،و مع وجود فراغ سياسي وفكري لتتيح الفرصة للمتبقية من النظام الماركسي النهوض من سباتهم ليجعلوا منهم ركائز تعيد الفكر السابق ، وأيضاً الذين سلكوا طريق المجاملة ليكونوا موجودين في الساحة والبحث عن الدور،وأيضاً الذين فقدوا مصالحهم مع النظام الدكتاتوري.

فالأمر يتطلب التخلص من اى فكر أو توجيه سياسي لايخدم مصلحة حضرموت على الإطلاق، وان نتمكن من فهم الحقائق ودراستها وتوظيفها في إحداث التغّـيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تجعل حياة الشعب الحضرمي أسهل وأكثر ملائمة لأهدافهم العامة ومع رغبات أبناء حضرموت، فهم لا يكرهون ان تكون لهم حرية مطلقة من كل القيود ، وان يكونوا متميزين بكيانهم وهويتهم ، وان يكون لهم جواز سفر يحمل أسم حضرموت ، مثلما حملوه أجدادنا الذين عرفهم العالم بالامانه والإخلاص وصنعوا الأمجاد في مشارق الأرض ومغاربها .

الاتريد حضرموت ان يرفع لها علم زاهي وخفـّاق يحمل راية العروبة والإسلام على أراضيها ويحمل اسمها وأسم شعبها الحقيقي لا أسم وهمي.. من يكره لها هذا؟... الا يريد شعبها له العزة والكرامة؟... الا يريدون أبنائها لهم الاحترام من قبل الشعوب الأخرى ؟.. نعم ثم نعم ... فحضرموت هي الأهم .

أبيات للشاعر" عبدا لرحمن أبو يونس البيتي"

ياأرض حضرموت أبشري الحق لازم يعود
والوعد صادق منا مانخلف صدق الوعـــود
عـاجلاً لا آجلاً وســـوف نثـبت للوجـــود
عـهـداً ووعـداً منا ونـحـن اهلاً للـعـهـــود
عزمنا اقوى من الفولاذ ومن عزم الأسود
إحنا الحضارة وأهلها سر من عهد الجدود
يشهد لنا التاريخ وللتاريخ يشهد.. قبر هود
تاريخ شعب حضرمي من عهد عاداً وثمود
 
قديم 07-06-2012, 03:05 AM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مثقفو حضرموت لابسو العباءة الجنوبية.. خيبة الأمل بعد طول الرجاء

7/5/2012 المكلا اليوم / كتب: د. عبدالله سعيد باحاج

المؤمن الصادق بدينه وربه يجعل الأمل والرجاء بيد الخالق عز وجل ونحن كبشر نأمل كثير ونتوسم الخير ونحسن الظن في بعضنا البعض في مَن نرى أنه سيأتي لنا بالخير من أهلنا وعشيرتنا، وخصوصاً إذا كان ممن يمتلكون قدرات وإمكانات لا نمتلكها ويحسنون قراءة الواقع قراءة شاملة ويرنون بصدقٍ وشفافيةٍ وإخلاص إلى إنقاذنا مما نحن فيه ويسعون بتجرد إلى جعل ليلنا الطويل والبهيم نهاراً ساطعاً يغمره الضياء والنور من كل جانب.

ومثقفو حضرموت واكاديميوها ونخبها العلمية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والعمالية وكل شرائح مجتمعنا الحضرمي لا شك في أنها توسمت خير في هذا النفر الطيب من مثقفي حضرموت وهم يُشهرون في 19 يونيو 2012م بالمكلا حركةً أو تيار لخدمة حضرموت وأهلها ومستقبلها وتحت مسمى "مثقفون من أجل جنوب جديد"، وهنا تبدأ أُولى وقفاتنا واستفساراتنا المشروعة حول هذا المولود الجديد الذي ظهر, وهل شكل أضافه فعلية لخير حضرموت ؟ أم هو كمالة عدد واقتداء لما يفعله الآخرون ؟ أم وراء الأكمه ما وراءها ؟ هذه الأسئلة يعلم أصحاب هذا التيار ماذا تعني.

واستفساراتي هذه توجه بالخصوص إلى هؤلاء الأحبة والأعزاء من شباب ورجال حضرموت وهم يعلمون مقدار معزّتي ومحبتي لهم، وكنت أقول عنهم دائماً ولا زلت إنهم منارات حضرموت المضيئة والهادية بعون لله تعالى لشعبنا الحضرمي إلى طريق الخير والصلاح، وكانت لهم ولي معهم وقفات لا تُنسى في قضايا كثيرة وخصوصاً في مجال التوعية الثقافية والعلمية في مكافحة القات وفي تعزيز هوية حضرموت وفي نشر النور والمعرفة والوعي في كل شأن يُصلح حضرموت الغالية علينا جميعا.

ولعل هذه الوقفات التي لا تُنسى من جانبي وربما لا تُنسى من جانبهم تسمح لي بان أطرح أمامهم استفساراتي وتساؤلاتي المشروعة حول هذه المولود الجديد الذي أخرجوه للوجود والمسمى "مثقفون من أجل جنوب جديد".

ومن الإنصاف فإن هؤلاء أو بالأحرى بعض قيادة هؤلاء كانوا في ضيافتي بمنتدى حضرموت الثقافي والعلمي وقبل إشهار هذا المولود بأسابيع وقد سُعدت بلقائي معهم, وربما سُعدوا هم بلقائهم معي. وقد تطرقنا إلى فكرة هذه الكيان الجديد الذي سيُطل على الدنيا ويسعون لإشهاره, فكانت لي ملاحظات حول ذلك لم تكن غريبة على مسامعهم وأذهانهم, فقد كنت دائماً معهم وبشافية مطلقة أطرح شيئاً من كنه وجوهر هذه الملاحظات, ولذلك كان تَفهّمهم لها ولا أقول قبولهم بها أمر معتاد بيننا. كنت أقول لهم دائماً: "حضرموت أولاً" وكانوا يردون عليّ "حضرموت ثانياً", وكنت أقول لهم:

إلبس عباءتك الحضرمية أيها الحضرمي لتُعرف بها بين الأمم والشعوب, فكان يردون عليّ: ولما لا نلبس العباءة الجنوبية حتى نكسب جيران من أهل الضالع ويافع وأبين ولحج وعدن وغيرهم. وكنت أقول لهم: انه مَن لا خير له في أهله لا خير له في جيرانه, وكانوا يردون عليّ: بأننا سنجعل الجيران خيرون مثلنا "وربما ملائكة" وهذه العبارة المقوسة لم يقولها أحداً منهم ولكنها تفسيري الشخص نسألهم عن الماضي المؤلم الذي عانته حضرموت من بعض هؤلاء الجيران فيما يسمى بالجنوب وبخاصة من قياداتهم ونخبهم, فكانوا يردون عليّ: بأن ذلك ماض لن يعود وإن هؤلاء النخب والقادة على استعداد لقبول ما يطرحه الحضارمة من حقوق لهم, بل والاستجابة لهذه الحقوق وعندما سألتهم: وكيف سنعمل في محاسبة من ارتكب جرماً بحق حضرموت في الماضي منذ عام 1967 إلى اليوم ؟

فقالوا: مطالبتنا اليوم لمن ارتكب جرماً منذ عام 1994م, أما ما قبل ذلك فلا ينبغي لنا أن نحاسب أحد عليه وإلّا سنفتح على أنفسنا باب جهنم. وأخيراً سألتهم: عن رؤيتهم للمستقبل السياسي لحضرموت وهي التي تعنيني فعلاً قبل أي شيء أخر, فأجابوا: إنّ حضرموت هي جزء من الجنوب "هكذا ببساطة متناهية من بعض مثقفي ونخبة حضرموت", وأضافوا:إنّ علينا أولاً استرداد الجنوب وتخليصه من الاحتلال اليمني ثم بعد ذلك نرتب أوضاعنا داخل الجنوب بما يحقق للحضارمة حقوقهم ضمن دولة فيدرالية جنوبية تضمن لكل إقليم حقوقه. فسألتهم: وما هي ضماناتكم الفعلية والقانونية في تنفيذ ذلك وإعادة حقوق حضرموت لأهلها إذا ما أخل الجنوبيون بتعهداتهم والتزاماتهم في إعطاء حضرموت حقوقها, وقد كان لهم معنا نحن الحضارمة تجارب مرة في النكوث بالوعد منذ عام 1967م, وعودوا بالتاريخ لتجدوا ذلك مسجل ومؤثق. عند هذا الحد من الحوار معهم لم يُـجَبّنا أحد وساد بيننا برهة من الصمت للتفكير والمراجعة فيما قلناه, وأنفض مجلسنا الطيب, وعاد كل منا إلى موقعه.

وبعد أن انصرفوا أُخذت أفكر مع نفسي طيلة ليلتي تلك في أمرين أُحاول إيجاد تناغم بينهما لما فيهما من تناقض صارخ وهما:
أولهما: إنني وبحسن الظن ولازلتُ على ذلك أرى إنّ هؤلاء الشباب والرجال من نخبة حضرموت هم مخلصون فعلاً لحضرموت بدليل أفعالهم وأقوالهم السابقة والتي لا غبار عليها.

ثانيهما: إنّ ما طرحوه في إشهار كيان باسم "مثقفون من أجل جنوب جديد" ومجموعة الأفكار والرؤى المرتبطة بهذا الكيان يجعل حضرموت ثانياً في الاهتمام بعد الجنوب وبناءً على وعود غير مضمونة لإعادة الحقوق الحضرمية المسلوبة منذ عام 1967 هو شكل من أشكال العمل الضبابي وهو شبيه بالخطأ وربما بالخطيئة التي وقع فيها السيد علي سالم البيض بالموافقة العمياء على الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية ودون أخذ ضمانات مكتوبة ومؤثقة لإعادة حقوق "دولة الجنوب ومواطينيها" فيما لو أخفق مشروع الوحدة. وهل يُعقل أن يقع مثقفو حضرموت في مثل هذه الغفلة المتناهية وبساطة التفكير بل وسذاجة الواعي, وهم الذين يتعاملون مع قضايا البحث العلمي والتي تقول أولى أبجديتها أن العقل هو سيد المنطق, وأن المنطق يفترض أن نضع لكل شيء احتمالاته سلبية أو غير سلبية.

وأثناء حواري مع نفسي في تلك الليلة خرجت بمجموعة من الرؤى المتداخلة وهي:
أولاً: إنّ هذا التيار الحضرمي الذي سيُعلن عنه قريباً "وقد تم ذلك حسبما أشرنا إليه في 19 يونيو 2012م" وانه سيكون كالتالي: تيار مثقفون "بلا هوية" لأجل جنوب "بلا هوية", وستبقى المسألة أشبه باللغز وربما يحصل بالإثارة الذهنية والغموض المرافق عادة للروايات البوليسية لـ"آجاثا كريستي"، فمن هم حقيقة هؤلاء المثقفون الذين يسعون إلى بناء الجنوب الجديد الذي لم يحددوا هويته أن كان عربياً أو يمنياً أو هندياً أو أفريقياً أو غير ذلك !, وهل هؤلاء المثقفون "حضارمة ومن معهم" يلبسون طاقية الإخفاء أم أنهم مجرد أشباح أو شبّيحة على الطريقة السورية فلا تعرف لهم شخصية أو ملامح أو عنوان.

ثانياً: لقد علمتُ وأرجو أن يكون ما علمتُ به خطأ وغير صحيح إنّ بعض قادة تيار المثقفين هذا قد غادروا حضرموت إلى بيروت لمقابلة السيد علي سالم البيض إما بطلب منه أو بمبادرة ذاتية منهم وهذا أمر لا غبار عليه. ولكن أن يتم إشهار هذا التيار بعد عودة هؤلاء من بيروت فربما يشكل علامة استفهام, ومع التأكيد الكامل إنّ لك حضرمي الحق المطلق الذي لا منازعة فيه في أن يُؤيد أو يُعارض من يشاء من الساسه والقادة. ولكن أن يُربط الإشهار بعودة هؤلاء من بيروت إنْ تم ذلك فعلاً فهذا يعني أحدى أمرين: إما صدفة مرتبة بتوقيت أو تصادف بلا توقيت.

ثالثاً: إذا كان هؤلاء القادة من مثقفي هذا التيار قد قابلوا السيد البيض فهل أقنعوه بحقوق حضرموت منذ عام 1967م إلى عام 1990م والتي بلا شك مرتكز نشاطهم وعملهم ولا أحد يمكنه أن يزايد على تخليهم عن هذه الحقوق إما انّه هو الذي أقنعهم بأنّه ليس من الضرورة المطالبة بحقوق حضرموت من عام 1967م إلى عام 1990م وإنما المهم أن تتم المطالبة بحقوق الجنوب كله من عام 1994م إلى اليوم.. ونحن نقول انّه يجب على قادة تيار "مثقفون من أجل جنوب جديد" أن يوضحوا لشعب حضرموت حقيقة هذا الأمر حتى يكون مجتمعنا الحضرمي على بصيرة مما حدث, فلا يؤخذ هؤلاء المثقفون الحضارمة بجريرة لم يرتكبوها في نظر شعبنا الحضرمي.

رابعاً: بما أن السيد علي سالم البيض قد صرّح لإحدى القنوات الفضائية اللبنانية منذ حوالي شهر بأنّه بعد "فك الارتباط" سيُطرح أمام شعب الجنوب الاستفتاء على مسمى دولة الجنوب وليختار أحدى الاسمين إمّا "اليمن الديمقراطي" إمّا "الجنوب العربي" وهذا يعني في تقديرنا إنّ إسم "حضرموت" ليس وارد في ذهن السيد البيض رغم إنّه حضرمياً وإبن حضرمي ومن سلالة حضرمية معروفة وولد وتربى ونشأ في حضرموت ورغم إنّه يعلم تماماً إنّ حضرموت بلا جنوب يمكن أنْ تستمر وتعيش, ولكن جنوب بلا حضرموت لا يمكن أنْ يعيش ويستقر.

خامساً ويعلم كذلك إنّ ثلثي المساحة وأكثر من نصف السكان ومعظم الموارد الاقتصادية ومكونات التراث كلها بيد حضرموت, أي "أن الجنوب يمكن أنْ يكون حضرمياً, ولكن حضرموت لا يمكن أنْ تكون جنوبية"، ورغم ذلك يصر السيد البيض - هذا رأي وموقف يخصه وحده - على استبعاد إسم حضرموت من قائمة الخيارات المطروحة على الاستفتاء على مسمى دولة الجنوب القادمة وهنا يبرز تساؤل مشروع في هذا الصدد ألا وهو: هل مسمى "اليمن الديمقراطي" مناسباً لأبناء حضرموت ولبقية أبناء الجنوب أما إنّه ترضية لأطراف محدودة تُمسك من القوة والتأثير والقدرة على صناعة القرار عند السيد البيض. وإذا كان الأمر كذلك فليختصر السيد البيض المسألة ويقول: "إننا نسعى لعودة اسم اليمن الديمقراطية إلى دولة الجنوب القادمة" وبلا لف ولا دوران.
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas