المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة إسلاميات
سقيفة إسلاميات حيث التسجيلات الصوتيه وسير عظماء التاريخ الإسلامي ومبدعيه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


( الثقة لا ينمُّ )

سقيفة إسلاميات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-19-2013, 06:19 AM   #1
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي ( الثقة لا ينمُّ )


قال رجل للأحنف بن قيس : أخبرني الثقة عنك بسوء .. فقال الأحنف : "الثقة لا ينمُّ" ..
عندما قرأت هذه القصة القصيرة في كلماتها .. العميقة في مغزاها .. لم أتمالك نفسي .. إلا أن توقفت عندها .. وبدأت الصور والمواقف والأحداث تتسارع في ذهني ..

ثقةٌ نمَّام : هذا في ميزان الأحنف وفقهه أمر مرفوض .. فالثقة لا ينمّ .. فما بال بعض طلاب العلم ينمّ .. وكيف يكون هذا من دعاة .. أو من شيوخ يظهر عليهم أثر الصلاح ؟! ..
يا ترى ما الخلل الذي حصل .. وكيف زهد هؤلاء في أن يكونوا ثقات ؟! ..

لست هنا أقرّع هذا الصنف من الناس الذين دخلوا على الصالحين بدون فقه ولا خُلق .. فهم في كل زمان ومكان .. حتى في زمن الأحنف نفسه صاحب الميزان العالي ..

لكن الأمر الخطير .. والطامة الكبرى .. يوم يغدو الشذوذ مدرسة .. والطفرة تياراً له طلاب .. وأتباع .. ويوم تكرس جهود نفر من الناس على إخراج هذا الخليط المتناقض .. في صور لا تتناهى .. ولا تنتهي ..

صورة طالب علم نمام .. أو داعية يأكل لحوم العلماء وإخوانه .. أو شيخ مهيب .. يخرج من تحت عباءته جيلاً من الأغرار المخربين .. جيلاً عريضاً لا تكاد تجد فيه ثقة ! ..
إن هذه النماذج الفجة من فئات المجتمع التي دخلت إلى درب الهداية بعاطفة صادقة أول الأمر .. وبحب للحق .. ورغبة عارمة في سبيل نشره .. ثم نسيت أن تزكي النفس .. وتطهر السلوك مما علق به من آثار الجاهلية : من خلقٍ فظ وتقديم لسوء الظن .. وانعدام للثقة .. وغيبة ونميمة قد ألفتها النفوس دون أن تشعر ..

ومع يقيني التام بأن هذه الجموع مريدة للخير .. راغبة في نشره بين الناس .. إلا أن ثمة ذهولاً عن نفوسهم .. والاهتمام بها .. وانشغالاً بمفضول عن فاضل .. حتى غدا الحديث عن تهذيب النفس وتزكيتها عند البعض أمراً مفضولاً ! ..

أيها الأخوة الأكارم : إن جمال الحياة .. وروعة الحياة .. وبهاء الحياة .. يكمن ويتجلى .. في ذلك الرجل الصالح .. الذي قد انسجمت فيه معاني الخير كلها .. فهو الداعية الصادق .. والمؤمن الراسخ .. وصاحب الذوق والأدب .. وصاحب البشر والرحمة .. إنه ذلك الرجل الذي يعطي صورة مبسطة لما كان عليه رسولنا من تناسب وانسجام .. في كل شؤون حياته ..
لقد ربَّى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أصحابه رضوان الله عليهم على هذا الانسجام .. فكانوا مثلاً يُحتذى في الدين كله ... وفي الأدب كله .. وفي السمو كله .. وفي حب الناس بكل صورة .. لقد كانوا الجمال بعينه! ..
فهلا وقفنا مع أنفسنا وقفة صدق .. قف يا طالب العلم .. وأنت أيها الداعية .. وحتى أنت يا شيخنا الفاضل .. مع نفسك .. لعلها تكون ثقة بحق ..

مقال للكاتب ياسر عبدالعزيز نصيف .. جزاه الله خيراا يبحث في هذا الجرح المهلك .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas