المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


المملكة المتوكلية اليمنية( انفلابات وشخصيات لعبت ادواربها؟ والجيش المصري

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-16-2010, 10:36 PM   #61
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تعهد بنقل معاناتهم للعالم باعتبارها أكبر من القاعدة
سفير النوايا الحسنة: نتابع أوضاع أطفال اليمن بقلق بالغ باعتبارها الأسوأ على مستوى العالم


الأحد 15 أغسطس-آب 2010 الساعة 11 مساءً / مأرب برس-صنعاء- ماجد الداعري:

عبر سفير منظمة اليونيسيف للنوايا الحسنة عن قلق المنظمة إزاء وضع الأطفال اليمنيين في السجون المركزية، وأكد السفير "مارتين بيل"- في المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمة اليونيسيف اليوم الأحد بصنعاء - أنهم ينظرون إلى وضع أطفال اليمن بقلق بالغ باعتباره الوضع الأسوأ على مستوى العالم مقارنة بالقادمين من إفريقيا، في حين تعهد بيل - وهو عضو البرلمان البريطاني الأسبق بتوليه نقل معاناة أطفال اليمن إلى العالم والقول بان ثمة أزمة في اليمن هي أكبر مما يقرؤونه عن القاعدة في عناوين الأخبار بالفضائيات ووسائل الإعلام.

وأكد سفير النوايا الحسنة لليونيسيف، عقب زيارته الميدانية لمستشفيات الأطفال في عدن والسجن المركزي بالحديدة ومخيمي المزرق وخيوان للنازحين بحجة "أن اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي يتعامل مع أزمتين في وقت واحد "اللاجئين والنازحين " إلى جانب آثار ست جولات من الحروب والصراعات الداخلية التي قال أنها بلاشك تسبب الإصابات الرئيسية في أوساط المدنيين والذي من بينهم الأطفال الذين يتعرضون لآثار نفسية وصحية، من تلك الحروب - سيما وأن نصف سكان اليمن من الأطفال.حسب قوله.

مؤكدا أن العامل الرئيسي لنجاح مهمة منظمة اليونيسيف يتمثل في الوصول إلى الأطفال والمجتمع في مخيمات النازحين وهو ما يتطلب – حسب قوله- الالتزام الكامل لشروط وقف إطلاق النار بين الحكومة والحوثيين، لافتا إلى أن وضع الأطفال وسوء معاناتهم لا تقل خطورة في مخيمات النازحين أو اللاجئين أو مناطق اليمن بشكل عام.

وقال بيل للصحفيين :"غطيت 18 حربا وصراعا لكنني لم أرى في حياتي طفلا بنفس معاناة الطفل الذي رأيناه في إحدى مخيمات النازحين بصعدة وهو مصاب في عينيه".

وأضاف:" إن أزمة الطوارئ الإنسانية في اليمن بلغت درجة حادة مقارنة بمثيلاتها مع الدول الأخرى التي زرتها أثناء الصراع أو بعده، وتأثرت بالعمل الجيد الذي تقوم به منظمات الإغاثة واليمنيون أنفسهم لإغاثة النازحين وأطفالهم وعوائلهم".

وأعرب سفير النوايا الحسنة عن قلقه البالغ لحالة الأطفال النفسية جراء ما تعرضوا له من مخاوف وأوضاع نفسية، خلال ست جولات من الحروب التي شردتهم مع أسرهم إلى المخيمات، إضافة إلى أوضاع الأطفال في السجون وآثار السجن النفسية وأوضاعه على صحتهم.

منوها إلى إن مستقبل اليمن يكمن في أطفاله، مبديا اعجابه في ذات الوقت من سعة الصبر التي يتحملها الأطفال، في حين قال أن الشعب يستحق لا سيما الأطفال -حياة أفضل مما عانوه في الماضي.

وبدوره أكد "جيرت كابيليري" ممثل منظمة اليونيسف بصنعاء "أن 40 % من الأطفال في اليمن يعانون من سوء التغذية، وأكثر من 50 % يولدون ناقصي الوزن. مشددا على حث منظمة اليونيسف بصنعاء للحكومة اليمنية والمنظمات المدنية باتخاذ إجراءات صائبة وإيجابية إزاء سوء تغذية الأطفال، مبديا استعداد المنظمة تقديم الدعم والمساعدة للأطفال المتضررين من حرب صعدة إذا التزمت الحكومة والحوثيين بشروط وقف الحرب بما يكفل الوصول إلى الأطفال وتزويدهم بوسائل التغذية والعلاجات اللازمة.

تعليقات:
1)
الاسم: ابن الصلاحي يافع
انتاج حكومه الوحده 1990م
انضرو ماتنتج الحكومه ماذا صنعت للاجيال
الحاضره والقادمه
انضرو ماصنعت الحكومه لها ولاولادها من النعيم والرفاهيه
وماذال صنعت لشعب المضلوم ضلما ليرضى به الله ورسوله
الإثنين 16/أغسطس-آب/2010 01:51 صباحاً
2)
العنوان: يافصيح لمن تصيح
الاسم: اليائس من حكومةالفساد
اقول لسفيرالنوايا الحسنة ان النوايابفعل الخيربدون فعل لاتفيد ومهما طالبت الحكومة فانها سوف تعمل لك اذن من طين واذن من عجين هذا اذا كان عاد في باقي فعلا حكومة لان اليمن خلص صنفت من ضمن الدول الفاشلة ونقول لاطفال اليمن عظم الله اجركم في الحكومة واحسن الله عزاكم واطلبو من الله المساعدة لاغيرلان سفير النوايا الحسنة العالم لن يعملو لكم شئ والدول عندها سياسات مصالح وحتى اذا قدمو لكم اي مساعدة فانهم سوف يقدمونها للصوص هذة الحكومةعشان يريدو مقابلها واكيد اذا وصلت المساعدات عبر هذة الصوص فانها سوف لن تصلكم مثل ماحصل في المساعدات في سيول حضرموت استلمو اللصوص المساعدات منذسنتين لبناء البيوت المهدمة وخيام لمساعدة المتظررين والمنكوبين والى الان لم يصلهم شئ حتى الخيام بيعت في السوق السوداء لكم الله يااطفال اليمن0
الإثنين 16/أغسطس-آب/2010 07:05 صباحاً
3)
الاسم: يمني مسلم
الأجنبي فهم وضعنا ونحن مافهمناش...صحي النوم ياشعب...........
الإثنين 16/أغسطس-آب/2010 11:20 صباحاً
4)
الاسم: ذماري
يا حبيبي الاطفال في المخيمات او السجون لايختلف وضعهم عن الاطفال في الشارع او البيت كلهم في الهم شرق وقد يكون الطفل في المخيم او السجن احسن حالا من الاخرين في الشوارع على الاقل يجد مآوى وغذاء اما من هم في الشارع لا يجدون ذلك.اوضاع الاطفال في الشوارع اسواء بكثير من الاطفال في المخيمات والسجون. اللهم اني صائم.
الإثنين 16/أغسطس-آب/2010 12:10 مساءً
5)
العنوان: صنع في اليمن
الاسم: الشيخ طفاح
الكل يعلم اكثر من البريطانيين ان هناك ملايين الاطفال خارج التعليم ومثلهم لديه سواء تغذيه ومثلهم في مخيمات النازحين ومثلهم معتقلين ومثلهم يعتبرون انفصاليين اوحوثيين ومثلهم يتم الاتجار بهم وتهريبهم ومثلهم في السجون ومثلهم في سوق العماله والبطاله ومثلهم مشائخ وقاده عسكرين ونافذين ومتنفذين نحن عارفين لكن ما العمل لايكفي النواح ودموع التماسيح يجب محاكمة المعنيين وتصحيح الامور
الإثنين 16/أغسطس-آب/2010 02:47 مساءً
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 08-17-2010, 02:13 AM   #62
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


كم أنا من تعز*!

2010/08/17 الساعة 00:24:29 احمد سيف حاشد

كم أنا من تعز !! هذه الصرخة المملوءة بالمرارة، والمثقلة بالقهر والوجع .. هذه الصرخة طلعت من أعماق روحي المتعبة تتلظى، عندما كان سبعة من رجال الأمن بقيادة ضابط سنحاني يخرجوني بالقوة من قاعة البرلمان وأنا أمارس عملاً احتجاجياً عادلاً ومشروع، ولأجل قضية أكثر من عادلة.. هذه الصرخة تنفجر في أعماقي الآن كقنبلة وأنا أتذكرها .. تبعثرني أشلاء وشظايا .. مخزون كبير من شعور القهر يسحقني وأنا أتذكر أمر يحي الراعي: (اسحبوه).. ما كان الراعي ليقول هذا دون إذن سيده، وما كان ليقولاها الاثنين إلا لأني مواطن من تعز..

هذا الراعي الذي يتعنتر على ابن تعز، رأيت وجهه أصغر من حبة خردل وعيال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر "يشخطون" في وجهه .. كان منظره مثيرا للشفقة ورأسه يلوذ ويختبيء تحت شحمة أذنيه..

هذا الراعي الذي ينفش ريشه كطاووس، رأيته يوما يغادر قاعة المجلس مع أغلبيته الكسيحة وهو يقول: "خلوا المجلس للشيخ عبد الله وعياله " ..

هذا الراعي الذي يتعنطز ويتعفرت أمامكم، رأيته في المجلس أمام نحنحة النائب عبد الإله القاضي أضعف من أرنب وهو يلوح باستقالته من رئاسة المجلس.. ولكن كل ضعيف عفريت فقط على من هو دونه أو أضعف منه.. وأبناء تعز والحديدة وإب هم الأكثر ضعفا في هذا الوطن البائس، ومن هذا الضعف تستمد "سنحان" و"حاشد" قوتهما ـ مع احترامي وتقديري للرائعين والغلابة فيها ـ إنه قانون القبيلة في اليمن..

في الوقت الذي كان فيه حراسهم يخرجوني من قاعة المجلس بالقوة، وأنا المدني الحر، كان الحوثي يجرعهم وأسيادهم كؤوس الهزيمة سماً زعافاً في حرف سفيان، وكان جيشهم ينكسر أمامه كعود ثقاب .. كان هذا يخفف عني بعض الحزن .. وبالمناسبة، فبينما كان أحد الضباط يقتادني بالقوة لإخراجي من القاعة، ليبدو أمام نفسه فارسا هماماً، كان أخوه حينها قد وقع أسيرا في قبضة الحوثي .. كم هي المصادفة أحيانا غريبة، وكم هي المفارقة هنا دالة على واقع الحال!..

أعلم أن تعز والحديدة وإب بلا قبيلة، وكثرتهم كغثاء السيل، وجل مشايخهم "يُرحموا الله"، وأشيخهم لا يزيد عن كونه عبداً يستلذ الخنوع.. وأوزرهم ينتعلوه في كل الوحال.. كم كنت أتمنى أن أرى فيهم رجلا واحدا صاحب موقف أو راي .. ما أسوأ أن يعيش المرء عبدا عمره كله ولا يَمِل ..

لقد سجلت احتجاجي بافتراش الرصيف أمام بوابة مجلس النواب حتى صباح اليوم التالي، إلى جانب مهجري الجعاشن الطيبين لأعلن للعالم كيف يعامل البرلمانيون الحقيقيون في بلاد الإيمان والحكمة .. وهو احتجاج يفهمه العالم ولا يفهمه الراعي ومولاه، ولا تفهمه القبيلة في اليمن..

في صباح اليوم الثاني صرخت في قاعة المجلس أن برلماني يمارس حقا احتجاجيا مشروعا، ولقضية أكثر من عادلة، قُمع اعتصامه، وأخرج بالقوة من قاعة هذا المجلس .. ولكن واسفااااااااااه ليتني لم استصرخ ضمائرهم لأنه لا حياة لمن تنادي .. ولكن لا بأس من تعرية حقيقة هؤلاء النواب الذين خذلوني كما خذلوا هذا الشعب طيلة سبع سنوات عجاف، لأنهم ببساطة مجرد "طالبين الله".. سلطة ومعارضة.. واحد فقط كان لي خير عزاء .. إنه النائب الدكتور عيدروس النقيب .. أحسست أنه كان أكثر إحساسا بي وبوجعي..

قررت مواصلة اعتصامي في اليوم الثاني وفي قاعة المجلس، وبعد نصف ساعة من مغادرة أعضاء المجلس للقاعة، جاء بعض نواب تعز ونائب رئيس إحدى كتل المعارضة ليوعدوني أنهم سيتبنون القضية ويثيرونها ويحلون موضوع الجعاشن خلال مدة أقصاها أربعة أيام، مقابل أن نرفع اعتصامنا وإضرابنا.. ولكن وأسفااااه لم يحدث شيء من ذلك.. إنهم يجيدون "التنسيم"، ولا يجيدون تنفيذ عُشر وعودهم، حتى وإن "شخطوا" لك وجوههم بالسكاكين..

أسفي يبتلعني على نواب إب والحديدة، وقبلهم نواب تعز الذين تجدهم عند الجد بدون فعل، بل وبدون صوت أيضا، وكأن في أفواهم جبال من الحجارة ..

في إب، شاعر الرئيس يهجّر أبناء الجعاشن إلى صنعاء، ويهدم منازلهم، ويسطوا على ممتلكاتهم، فيما بضعة وثلاثون نائبا من إب لا يقدرون على فعل شيء، وثمانية وزراء في الحكومة لا يملكون من الأمر حتى ما يحفظ ماء الوجه.. خزي وعار عليكم أيها الوزراء والنواب النوائب..

ونواب الحديدة، الذين يقاربون الأربعين، يهانون تحت سقف المجلس، ويعودون إلى المجلس بتلفون بدلا من أن يقيموها قيامة.. لم يفعل لهم المجلس حتى اليوم شيئاً وأراضيهم ما زالت تبتلعها القبيلة والنافذون، ورعاياهم يشترون الزيت بغطاء قارورة ماء شملان، ولا يثورون..

أما تعز .. فآح من تعز .. جرحها يبتلعني .. تعز "عبده ربل" .. لو كان بقي لنوابهم قليل من الإحساس لما قال راعيهم للنائب عبد الكريم شيبان: "اسحبوه على نخره" .. ولما قال للنائب أحمد سيف حاشد: "اسحبوه".. عبده ربل في المجلس لا يجيد غير "التنسيم".. استحوا على أنفسكم ولو لمرة واحدة يا نوائب تعز.. شهاداتكم وعلياؤكم ينتعلها رجل أمي بالكاد "يفك الخط" .. لقد قالها أحد نوابهم في وجهي: " أما هؤلاء يقصد ـ أبناء تعز ـ نهشهم بعصا".

يا هؤلاء، ويا كل الوطن المسحوق .. يا أبناء تعز وإب والحديدة.. يا أبناء ريمة ووصاب وعتمة وعدن والمحويت.. يا كل الغلابة و"المدعسين" بنعال القبيلة في هذا الوطن المصادر: متى نكون كما يجب أن نكون؟! سؤال نازف فهل توقفون نزيفه؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010, 02:30 AM   #63
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


السوار الحوثي يكاد يطبق على صنعاء
القبيلة بين تحالفات السلطة والحوثيين.. معالم دولة قادمة


الأربعاء 18 أغسطس-آب 2010 الساعة 02 مساءً / مأرب برس- محمد الصالحي:

بعد ستة حروب شهدتها اليمن خلال سبع سنوات أعادت صناعة خارطة شمال اليمن، مفرزة قوى وتحالفات جديدة، انحسر خلالها تواجد الدولة في محافظات صعدة وعمران والجوف، في حين بسط الحوثي نفوذه في تلك المحافظات اليمنية، ليرسم معالم دولة قادمة.

وعلى مدار تلك الحروب مع بدء تحرشات الحرب السابعة, ولدت هناك تحالفات قبيلة ذات اتجاهين: أحدهما مع السلطة والآخر على النقيض مع الحوثي, وهو الطرف الذي لا يزال متماسكاً وقوياً ومحافظاً على ذلك التحالف.

الجميع يتذكر تهديد يحيى الحوثي على شاشة قناة الجزيرة «أن باستطاعة جماعته الضرب داخل سنحان ولكنها لم تفعل», والرسالة الخطية التي بعث بها شقيقه عبد الملك إلى الرئيس صالح يتوعده بتوسيع نطاق الحرب السابعة إذا ما اندلعت. وليس هناك شك في أن رسالة عبد الملك وتهديد يحيى لم يأتيا من فراغ بل استندا على تحالفات البعض, منها على الظاهر ومنها في الخفاء، وخصوصاً مع تنظيم يعمل بسرية وبدقة متناهية، وليس بخافٍ على أحد وجود الخلايا النائمة للحوثيين في منطقة سنحان وخولان، أما بني حشيش، فقد كانت طرفا رئيسيا في الحرب الخامسة، وللمعلومة فأن معظم المناطق المحيطة بصنعاء ويطلق عليها لفظ (بني) هي قبائل في الغالب مساندة للحوثي، ويكثر فيها أنصاره، وهم عادة محبين لكل ما يسمى بآل البيت ومطيعين لهم، وبهذا يكاد السوار الحوثي أن يطبق على العاصمة صنعاء من جميع الاتجاهات، فالحوثيون لا يزالون يوسعون تحالفاتهم القبلية على مرأى ومسمع من السلطة, بل إن الكثير من قادة تلك التحالفات القبلية يسرح ويمرح في عواصم المحافظات اليمنية، بل يلتقي بمسئولين على مستوى عال.

التحالف القبلي بين السلطة والحوثي:

التكملة على الرابط التالي


السوار الحوثي يكاد يطبق على صنعاء القبيلة بين تحالفات السلطة والحوثيين.. معالم دولة ق - سقيفة الشبامي
  رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010, 11:05 PM   #64
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟!

أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟!

ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعـني !

وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا)

وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ

كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا

ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى

بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا

بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه

فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا

وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً

والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا

ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني

كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !

بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي

إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا

قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً

وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))

قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً

أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟!



مات القصيبي رحمه الله ومازال يقول في قصيدته :

يارجالاً ضيعوا وطناً # أما من امرأة تستنقذ الوطنا؟!

وصدق القصيبي فمازال الوطن ضائعا ومصيرة يتجه في نفق مظلم ومجهول.


البقية على الرابط التالي

غازي القصيبي واليمن .. ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟! - سقيفة الشبامي

  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2010, 03:09 AM   #65
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مساعي الإرياني والنعمان للإطاحة بالسلال بدأت قبل عامين من انقلاب نوفمبر 1967
في الحلقة السابعة من: اليمن في الوثائق السرية الأمريكية


المصدر أونلاين - خاص

من السياسيين اليمنيين الذين لاحظ الكاتب تكرار ورود اسمه في الوثائق الأميركية أكثر من غيره من المصادر اليمنية، وسيكون محور هذه الحلقة، السياسي اليمني الراحل، أحمد سعيد، وهو وزير اقتصاد سابق، وكان موجوداً في منزل الشهيد إبراهيم الحمدي، عندما تلقى الحمدي يوم الحادي عشر من أكتوبر 1977، اتصالات متكررة من رئيس أركانه أحمد الغشمي، تلح عليه في المجئ، إلى وليمة غداء.

حاول أحمد سعيد ثنيه عن الذهاب إليها، لكن الرئيس الشهيد أصر على مجاملة نائبه وذهب إلى منزل الغشمي الواقع جنوبي العاصمة قرب ما يعرف اليوم بميدان السبعين.

وحضر الوليمة المشار إليها في منزل الغشمي كثيرون لم يكن بعضهم يعلم حتى بالهدف منها. ومن بين الحاضرين رئيس الوزراء عبدالعزيز عبدالغني، وزملاؤه من الوزراء عبدالسلام مقبل، ومحمد الجنيد، ومحسن اليوسفي، وغيرهم. كما حضر الوليمة الشيخ الراحل محمد الغشمي شقيق أحمد الغشمي، ومن العسكريين الرائد علي عبدالله صالح، وسائق الغشمي محمد الحاوري، وعلي التام، وآخرون وردت أسماؤهم في تقرير قدمه الوزير عبدالسلام مقبل لقيادات الحزب الناصري خلال اجتماع ضم كبار أعضاء المكتب السياسي للتنظيم عقب اغتيال الحمدي، وتضمن محضر الاجتماع تفاصيل مذهلة عما جرى، من المؤكد أن تفاصيلها وصلت إلى مسامع الراحل أحمد سعيد، ومن الأستاذ أحمد سعيد إلى آخرين".

ولهذا سنعود إلى الوراء قليلاً وننشر تفاصيل وثيقتين تعودان إلى عام 1965، لفت انتباه الكاتب فيهما تفاصيل جانبية من بينها واقعة إشهار الشيخ سنان أبو لحوم سلاحاً آليّاً باتجاه الرئيس السلال، وخطأ ارتكبه الدبلوماسي الأميركي كاتب التقرير، في وصفه للسيد محمد بن الحسين آل حميد الدين، باستخدام كلمة شيخ أمام اسمه، وهو ما يثبت جهل بعض الدبلوماسيين الأميركيين بتركيبة اليمن الاجتماعية.

ويلفت الانتباه أيضاً أن السياسي اليمني الراحل الذي ينتمي إلى محافظة تعز في شمال اليمن استخدم مصطلح الجنوب العربي وليس الجنوب اليمني في وصفه للأراضي التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.

وتنبأ السياسي أحمد سعيد بسيطرة الروس عليها في وقت لاحق، بسبب سعيهم للوصول إلى مصادر الثروات.

وفيما يلي النص الكامل لمحتوى الوثيقتين، وهما عبارة عن برقية سرية ومرفق بها مذكرة تفصيلية عن حوار جرى مع وزير الاقتصاد الأسبق أحمد سعيد:

الوثيقة الأولى:
برقية سرية موجهة من السفارة الأمريكية في تعز إلى وزارة الخارجية الأمريكية مع نسخ موجهة إلى البعثات الدبلوماسية الأميركية في جدة والقاهرة ولندن والكويت وعدن والظهران وطهران.
التاريخ: 13 نوفمبر 1965م
الموضوع: وزير سابق ورفيق للنعمان يناقش وضع ما قبل مؤتمر حرض.
إن المذكرة المرفقة بهذا كانت خاصة بالحوار الذي جرى في 6 نوفمبر 1965م بين القائم بأعمال السفير الأميركي في تعز وأحمد سعيد الذي كان وزيراً للاقتصاد في حكومة النعمان الأخيرة، حيث يقيم السيد سعيد حالياً في تعز كسياسي بدون منصب حكومي، لكنه يأمل أن يعود إلى شغل منصب حكومي كبير إذا وصل فصيل النعمان والإرياني إلى سدة الحكم بعد مؤتمر حرض. وتحتوي تصريحات السيد سعيد على تحليل مثير للانتباه حول موقف الجمهورية العربية المتحدة، حيث أنه يفترض أن المظاهرات المناهضة للسعودية التي جرت بتاريخ 29 أكتوبر يمكن أن تكون قد نظمت لإقناع أعضاء لجنة السلام السعودية بأن مصر فقط هي التي تستطيع السيطرة على الشعب اليمني الذي يعتبر صعب القياد.

كما أبلغ سعيد القائم بأعمال السفير الأميركي بأنه يعتقد أن التزام عبد الناصر باتفاقية جدة كان ناتجاً عن التهديد الأميركي بوقف الدعم له، حيث تحدث سعيد عن عدة تجارب لحكومة النعمان في التعامل مع القاهرة، كما قدم تحليلاً واقعياً مفاده أن زعماء القبائل في اليمن يمثلون مراكز القوى السياسية في البلاد. علاوة على ذلك، أبلغ القائم بأعمال السفير بأن النعمان كان قد أعد قائمة مرشحين لحضور المؤتمر تتألف من خمسين من زعماء القبائل، حيث كان رئيس الوزراء السابق يأمل بأن تلك القائمة سوف تكون مقبولة لدى الجانبين السعودي والمصري على حد سواء، وأنها سوف تأتي بقيادة تتحلى بالمسؤولية لحضور مفاوضات المؤتمر. وعلى الرغم من ذلك، كان النعمان قلقاً من أن الملك فيصل يمكن أن يصر على أن تحضر المؤتمر وفود أضعف من تلك التي احتوتها القائمة إلى جانب أن الملك قد يعارض انتخابه كرئيس للحكومة المؤقتة. كما أكد سعيد بأن الشيخ سنان أبو لحوم قد غادر إلى المملكة العربية السعودية في مهمة خاصة وأنه سوف يحضر مؤتمر حرض كوفد مشارك. وأضاف بأنه يحتمل بأن يقوم الشيخ بزيارة السفارة الأميركية في جدة. وفي ختام حديثه ناقش سعيد التهديد المحتمل من قبل الصين والاتحاد السوفييتي للمستقبل السياسي لليمن.

توقيع: ديفيد مكلينتوك
السكرتير الثاني للسفارة
عن القائم بأعمال السفير.

المرفق: مذكرة الحوار
مصدرها: السفارة الأميركية في تعز.
المشاركين في الحوار: أحمد سعيد وزير الاقتصاد اليمني السابق، و–هارلان. ب- كلارك- القائم بأعمال السفير الأميركي، و ديفيد مكلينتوك-السكرتير الثاني للسفارة.
المكان: السفارة الأميركية-تعز.
الزمن: الساعة الخامسة مساءً يوم 6 نوفمبر 1965م.

المواضيع التي تم مناقشتها:
1. أسباب المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة التي جرت يوم 29 أكتوبر 1965م.
2. الأهداف الحالية للجمهورية العربية المتحدة في اليمن.
3. تجارب النعمان مع الجمهورية العربية المتحدة.
4. السياسة القبلية ومؤتمر حرض القادم.
5. المقترحات التي قدمها النعمان لوفود مؤتمر حرض.
6. السياسات الروسية والصينية تجاه اليمن.

وصل السيد سعيد إلى السفارة في الساعة الخامسة مساءً بناءً على الموعد الذي طلب تحديده مع القائم بأعمال السفير، وأوضح أن زيارته للسفارة لم تكن من أجل مهمة رسمية بل كانت زيارة ودية عادية.

وبعد أن قام الطرفان بتبادل الدعابات تحولا إلى مناقشة المظاهرات المناهضة للسعودية وأميركا والتي حدثت مؤخراً في صنعاء، حيث سأل السيد كلارك سعيد عما إذا كان يعرف من الذي كان يقف وراء تلك المظاهرات فأجاب سعيد قائلاً: "بعض العناصر في الحكومة ربما الجمهورية العربية المتحدة". وقد عبر السيد كلارك عن استغرابه من تورط مصر في مثل تلك الأعمال التي تمثل بوضوح انهزاماً ذاتياً.

لكن السيد سعيد أفاد أنه فيما يخص الجانب السعودي من تلك المظاهرات؛ ربما كان المصريون يحاولون إقناع زملائهم في لجنة السلام السعودية بأن الشعب اليمني لا يمكن السيطرة عليه، وأن مصر وحدها هي القادرة على السيطرة على الوضع في اليمن.

كما أنه أفاد بعد ذلك بأن عدداً من المشائخ اليمنيين، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين للنظام الملكي، كانوا يشعرون بأن أعضاء لجنة السلام السعودية لم يكونوا على قدر كبير وكاف من الأهلية والكفاءة وأنهم ربما يغيرون آراءهم ومواقفهم بسبب تلك الأعمال التي قامت بها مصر.

أما فيما يخص الجانب الأميركي من قضية المظاهرات التي جرت يوم 29 أكتوبر 1965م فقد أوضح سعيد بأنه يمكن تحريض المتطرفين والغوغائيين بسهولة إذ يمكن لأي شخص أن يجعلهم يهتفون بعبارة "تسقط روسيا" بالبساطة ذاتها.

وفي ردٍ له على سؤال القائم بأعمال السفارة المتعلق بالأهداف المصرية فيما يتعلق بالوضع السياسي الحالي قال سعيد إنه يعتقد بأن عبد الناصر إنما قام بالتوقيع على اتفاقية جدة بسبب الضغوط الكبيرة التي مورست عليه وخصوصاً التهديد الأميركي بمنع القمح عن مصر.

من ناحية أخرى فإن الاتحاد السوفيتي قد وافق على تغطية احتياجاته من القمح لمدة ستة شهور على الأقل، ولذلك فقد كان لديه بعض حرية التصرف لكي يقوم بمواصلة تحقيق طموحاته في السيطرة على اليمن.

ولكن السيد كلارك لم يوافق على هذا الطرح من أن عبد الناصر كان يقوم بردة فعل تجاه أية ضغوط أميركية أو أجنبية، واقترح بأن من المحتمل بشكل أكبر أن عبد الناصر كان يتصرف وفقاً لمصالحه، وأنه كان يعمل على توجيه إمكانياته نحو تحقيق تلك الغاية.

بعد ذلك سأل السيد كلارك سعيد عن انطباعاته تجاه السفير المصري أحمد شكري وعن رؤيته الشخصية لمشكلة اليمن. أجاب سعيد بأنه لم تتح له الفرصة لمعرفة آراء السفير المصري الشخصية حول الوضع في اليمن لكنه من خلال اتصالاته الرسمية يفترض بأن السفير دائماً يتبع نفس السياسات والمواقف الرسمية للقاهرة.

وأضاف مازحاً: إنه مثلك تماماً- إنني أستطيع الحديث معك لمدة ساعتين ولا أتمكن من معرفة شيء جديد منك". فأوضح السيد كلارك أنه عموماً يريد أن يكون طرحه منسجماً مع السياسة الأميركية تجاه اليمن وأنه يريد أن يقول نفس الشيء الذي يقوله لأحمد سعيد وللحكومة اليمنية والمصريين أو غيرهم لا ليعطي وعوداً مختلفة لكل طرف. وعليه فإن على أحمد سعيد ألا يبحث عن وعود بالدعم مبالغ فيها بل يجب عليه وعلى جميع الأطراف الأخرى أن يعرفوا بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تشجيع تسوية سلمية للمشكلة اليمنية ولكنها لا تستطيع إجبار أي طرف من الأطراف على اتباع رغباتها.

وقد أثار السيد سعيد موضوع الدعم الأميركي لعبد الناصر مشيراً إلى أنه وأعضاء آخرين من جناح النعمان والإرياني سيكونون الأكثر انزعاجاً من استعادة البرنامج السابق. كما أشار إلى أن "اليمن بلد ضعيف وإذا تركنا وشأننا فإننا ربما نكون قادرين على حل مشاكلنا في غضون عشر سنوات أو نحو ذلك".

وفي رد على عدة أسئلة حول مؤتمر حرض الذي كان موعد انعقاده يقترب، وكذلك المواقف المصرية، أشار سعيد بأن عبد الناصر ربما يكون قد وافق على جعل السلال يستقيل من منصبه قبل انعقاد المؤتمر بأسبوع واحد. وأوضح القائم بأعمال السفارة بأنه من الصعب على الغربيين وخصوصاً أولئك الذين ليس لهم دراية بشؤون الشرق الأوسط أن يستوعبوا فكرة لماذا يرفض أي زعيم أن يقوم بتسليم السلطة. ففي الولايات المتحدة –على سبيل المثال- يتحتم على الرئيس أن يترك السلطة بعد أربع سنوات، أو بعد ثمان سنوات إذا أعيد انتخابه. ثم إن السيد سعيد بعد ذلك قام بالحديث عن التجربة التي خاضها مع السلال في وقت مبكر من هذا العام مشيراً إلى أن النعمان كان قد اختلف مع الرئيس السلال وأنه أراد إخراجه من السلطة. مضيفاً أن النعمان وسعيد وبقية القيادات الحكومية ذهبوا إلى السفير المصري شكري لطلب الدعم ولكنهم لم يفشلوا في الحصول على ذلك الدعم فحسب، بل إنهم أيضاً أبلغوا بأن مصر سوف تعارض بشدة خطتهم تلك. علاوة على ذلك تحدث سعيد عن المشورة التي ذكر أن الإرياني قدمها لعبد الناصر بعد أسبوعين من قيام ثورة الجمهوريين بأن لا يبالغ في دعم أي فصيل بل عليه أن يتخذ موقفاً وسطاً وعملياً. ولكن عبد الناصر كان يعتقد أن الأسلحة الحديثة سوف تهزم القبائل في غضون شهر أو شهرين وبذلك فشل في العمل بتلك المشورة. كما فشل بنفس الطريقة في أن ينتهز الفرص في الوقت المناسب في اليمن، وبدلاً من ذلك انشغل بشكل يائس هو والسعودية وبريطانيا بجنوب الجزيرة العربية. وعلق السيد كلارك قائلاً بأن عملية التوصل إلى حل للمشكلة اليمنية المصرية كانت ممكنة وكان يعتقد أنه كان هناك مبرر للأمل في أن بريطانيا سوف تتخذ موقفاً إيجابياً إزاء ذلك.

وقد رحب سعيد بهذا المقترح وذكَّر السيد كلارك بأن حكومة النعمان قامت بحل وزارة الجنوب المحتل واضعة في الحسبان تحقيق هذه الغاية. ثم تحول الحديث بعد ذلك إلى سياسة القبائل حيث أشار سعيد إلى أن المشائخ يعتبرون الآن المركز الحقيقي للسلطة السياسية في اليمن.

وفي رد له على سؤال السيد كلارك حول المكانة النسبية لطبقة "السادة" الارستقراطية، أجاب سعيد أنه لا أحد من المشائخ ينتمي إلى طبقة السادة وأنهم في واقع الأمر يكرهون هذه الطبقة وأن كل واحد من أولئك المشائخ له مبرر خاص لأن يكره أسرة حميد الدين.

وأوضح أن أولئك المشائخ لم يكن لهم مكانة طيبة في عهد حميد الدين مثل المكانة التي يتمتعون بها الآن حيث أنهم كانوا يتعرضون لانتهاكات وإساءات مستمرة من قبل الحكم الملكي لآل حميد الدين.

وفي الوقت الحالي فإن عدد أولئك الذين يؤيدون عودة العائلة الملكية إلى السلطة لا يزيدون عن 10% من الشعب اليمني. وشرح أسباب هذه الكراهية الموجودة حالياً لآل حميد الدين، موضحاً أنه تم إعدام والد الشيخ عبدالله الأحمر وأخوه بسبب قيامهم بالثورة التي لم يكتب لها النجاح عام 1959م. كما قام الإمام بإعدام أخي الشيخ الغادر لمشاركته في محاولة انقلاب عام 1948م. ثم بعد ذلك سأل السيد كلارك أحمد سعيد عما إذا كان لديه معلومات إضافية حول جريمة الاغتيال التي ارتكبت مؤخراً ضد رفيق النعمان الزبيري.

أجاب سعيد بأنه حسب علمه أن التقارير المبكرة التي تناولت هذا الموضوع كانت صحيحة حيث ذكرت تلك التقارير أن محمد
الجيش المصري أعطى قاتل الزبيري موافقة ضمنية على الاغتيال ولم تقم مصر بأي تحرك لمعاقبته، بل تركتهم يفرون بكل سهولة

بن الحسين استأجر شخصاً ليقوم بجريمة الاغتيال، حيث ذهب القاتل في البداية إلى صنعاء لكي يتأكد من موقف القيادة المصرية فما كان من الجيش المصري إلا أن أعطى الرجل موافقة ضمنية على الاغتيال، ولذلك فقد عاد القاتل إلى ذي حسين وقام بقتل زعيم حزب الله (الزبيري) الذي كان يزور المنطقة. ولم تقم الجمهورية العربية المتحدة بأي تحرك لمعاقبة القتلة بل تركتهم يفرون بكل سهولة.

أما فيما يخص مسألة التمثيل القبلي في مؤتمر حرض القادم، فقد أوضح سعيد بأن النعمان والإرياني قد أعدا قائمة بخمسين اسماً؛ أي بواقع 25 شخصاً لكل طرف، حيث كانا يأملان أن تلك القائمة ستكون مقبولة لدى جميع الأطراف.

وزعم سعيد أن ولد النعمان- محمد أحمد نعمان- قام مؤخراً بتسليم تلك القائمة إلى أحد أمراء السعودية، ورغم عدم تلقي أي رد رسمي من السعودية. فإن فصيل النعمان قد سمع أخبارا تقول بأن الملك فيصل كان مسروراً وأنه يمكن أن يقبل تلك القائمة مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليها. وقال سعيد بأن مجموعته كانوا يأملون بأن تتشكل وفود المؤتمر من المشائخ الأقوياء والقادة الجمهوريين مثل أحمد نعمان طالما أنهم يمثلون مركز النفوذ السياسي القائم. (هذه رؤية مغايرة لتلك التي كان سعيد قد عبر عنها سابقاً في حديث سابق له مع القائم بأعمال السفير) ولكن النعمان رغم ذلك كان متخوفاً من احتمال قيام السعودية بطلب قائمة أخرى تتألف من وفود آخرين ضعاف آملة من خلال ذلك أن تمارس نفوذاً أقوى تجاه المصريين. كما أن النعمان كان قلقاً بنفس القدر حول رد فعل السعودية على إمكانية توليه رئاسة الحكومة اليمنية المقبلة.

وأكد سعيد بأن أمراء أسرة حميد الدين سوف يتم استبعادهم من المؤتمر. وذكر أن الشيخ سنان أبو لحوم سوف يحضر المؤتمر، وأن الشيخ الذي هو في طريقه الآن إلى السعودية، كان مؤخراً قد حصل له خلاف مع الرئيس السلال حيث قام أثناء ذلك الخلاف بانتزاع بندق أوتوماتيكي (الآلي) وصوبها إلى الرئيس السلال. وأنه الآن متحالف بقوة مع معسكر النعمان والإرياني. وأوضح سعيد بأن الشيخ كان صاحب رؤية خاصة، وسلوك مألوف ومشترك بالنسبة لزعماء القبائل. وفي ختام ذلك الجزء من الحوار المتعلق بالمستجدات القبلية عبّر القائم بأعمال السفير عن أمله بأن يقوم السيد سعيد أو أي شخص آخر مضاهٍ له في الكفاءة بتأليف كتاب عن التاريخ السياسي والقبلي لليمن، حيث أنه قام بقراءة العديد من الكتابات المتعلقة باليمن، ولكن لم يحتوي أياً منها على وصف دقيق لسلسلة الأحداث المعقدة.

تم سأل السيد سعيد عما إذا كان "صديقه القديم" هرمان إليتس قد وصل إلى جدة. أجاب السيد كلارك بأنه لم يسمع بذلك لكنه يعتقد أن عروبي بارز آخر وهو تالكوت سيلي كان لا يزال يشغل منصب القائم بأعمال سفارتنا في جدة. وعبر سعيد عن أمله بأن يتمكن السفير الأمريكي من استقبال سنان أبو لحوم وربما مساعدته. فرد السيد كلارك بأنه في الوقت الذي لم يكن أي منّا قادراً على ممارسة النفوذ المتعلق بالدعم الحزبي فإننا كنا دائماً سعداء للتحدث مع الأشخاص الذين يمثلون اليمن. وعلى ذلك فإنه يعتقد بأن السيد سيلي سيكون سعيداً لاستقبال الشيخ أبو لحوم. وسأل السيد كلارك السيد سعيد عن أفضل آماله بالنسبة لأي حكومة يمنية مؤقتة. فأجاب سعيد بنوع من التنبؤ بأن تلك الحكومة سوف تكون تابعة لنظام النعمان والإرياني.

فعلق القائم بالأعمال بأن حكومة النعمان السابقة كانت فعلاً حكومة جيدة، حيث كانت في الواقع من أفضل الحكومات التي عرفها في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن تلك الحكومة لم تكن ناجحة إلا أنها مثلت محاولة جريئة.

ثم سئل: متى يعتزم النعمان وبقية القادة اليمنيين العودة من القاهرة؟

أجاب سعيد بأنه غير متأكد من الموعد الدقيق لذلك. ولكن يبدو أنهم سوف يبقون في القاهرة لحسم عدد من القضايا الشائكة مثل العلم الذي سوف يستخدم من قبل الحكومة المؤقتة وتغيير الموظفين في إذاعة صنعاء. وعلق سعيد -شبه مازحاً- بأنه إذا هزم النعمان في مفاوضاته الحالية التي تجري في القاهرة فإنه يأمل أن يتم إبلاغه بذلك حتى يستطيع أن يحزم أمتعته ويقوم بمغادرة اليمن بسرعة. ثم استفسر السيد كلارك عن موقف الاتحاد السوفيتي تجاه اليمن والجمهورية العربية المتحدة.

أجاب سعيد بأن الاتحاد السوفيتي حسب معرفته يدعم بشدة الموقف المصري. ونتيجة لذلك فإن الشيوعيين الصينيين يعارضون الوجود المصري في اليمن لأن ذلك من شأنه أن يعطي الاتحاد السوفيتي نفوذاً أكبر في الشؤون اليمنية. وذكر بأن رئيس الوزراء العمري كان يود أن يقوم بزيارة موسكو أثناء مهمته الأخيرة التي كان يقوم بها في العواصم العربية والصديقة من أجل حشد الدعم للجمهورية. وقد رفض الروس هذا المقترح.

وأكد سعيد في موضع آخر من الحوار اعترافاته حول ضعف جمهورية اليمن قائلاً بأنه كان قلقاً من احتمال أن يكون الروس والصينيون قادرين يوماً ما على الاستيلاء على مقاليد الحكم. وأوضح بأن الروس كانوا تواقين بوضوح للموارد النفطية الموجودة في بلاد جنوب الجزيرة العربية. وكما هو عليه الحال دائماً فإنهم إذا لم يكونوا قادرين على الحصول على شيء ما فإنهم يقومون بإتلاف ذلك الشيء كي لا يحصل عليه الآخرون. فالروس لديهم إمكانيات تحرك في هذا الاتجاه أكثر من الصينيين الذين يجب عليهم دائماً الاعتماد على مسألة بناء أتباع متشددين. وفيما يتعلق باليمنيين فإنه يشك فيما إذا كان الكثير منهم سوف يتحولون إلى شيوعيين ناضجين.

وبالعودة بأسلوب موجز إلى الوضع الأمني الداخلي وجهود لجنة السلام المصرية السعودية، سأل السيد كلارك السيد سعيد عما إذا كان لديه معلومات عن وصول قوات سعودية إضافية. أجاب السيد سعيد بأنه سمع بوصول تعزيزات في الأيام القليلة الماضية وأن مجموع تلك القوات وصلت إلى ما بين 700-1000 رجل. وفيما يتعلق بموضوع المظاهرات، علق سعيد قائلاً بأن مظاهرات جديدة ممكن أن تحدث مرة أخرى، حيث يمكن تحريض العناصر غير المسؤولة على القيام بمظاهرات كما حدث من قبل، حيث أن سيطرة الحكومة على الوضع تعتبر محل شك. وأبدى السيد كلارك ملاحظته تجاه الانفلات الأمني شبه المتعمد من قبل مدير أمن صنعاء محمد الخطري أثناء مظاهرات 29 أكتوبر. فعلق سعيد قائلاً: "بالطبع هو معروف بأنه تابع مقرب للمصريين". وأضاف أنه عندما كان النعمان في السلطة فإنه أراد عزل الخطري ولكن الرئيس السلال تدخل شخصياً لإبقائه في منصبه كضابط رفيع المستوى في الجهاز الأمني. وقد اختتم الحوار بنقاش موجز لقضية حالية تتعلق بالقنصلية الأمريكية حيث قام السيد سعيد بمساعدة السفارة فيها.

مكلنيتوك
7 نوفمبر 1965

هذه الوثائق خاصة بالمصدر أونلاين ولا يسمح بإعادة نشرها.

  رد مع اقتباس
قديم 08-25-2010, 02:48 AM   #66
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


صاحب دعوة إقامة وحدة اليمن والسعودية
الأشموري يقترح ان تكون تحت حكم آل سعود


الأربعاء 25 أغسطس-آب 2010 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس- خاص

في الجزء الثالث من مقال الإعلامي اليمني حسن الأشموري يطرح اليوم في دعوته لوحدة يمنية سعودية قضية شائكة ومعقدة ولها مؤيدون والأشموري منهم ولها معارضون تتعلق بان يحكم آل سعود دولة هذه الوحدة إذا ما قامت .

وقد ساق الكاتب مبررات صلاحية حكم آل سعود للدولة اليمنية السعودية الموحدة واعتبر ان دعوته بأن يحكم آل سعود هذه الدولة الموحدة أمرا حكيما مشيرا إلى أن اليمنيين ليسوا غرباء عن من اسماهم الأشموري بالحكام الوافدين من الخارج والذين حكموا اليمن لأكثر من ألف عام، يشار إلى أن الأشموري عمل موظفا في مكتب رئاسة الجمهورية في نهاية الثمانينات واستقال من المكتب في أقل من عام وغادر للاغتراب في الولايات المتحدة عمل بعدها متحدثا رسميا بسفارة اليمن في واشنطن وكان آخر عمل تقلده أن عمل صحفيا في دولة قطر وهو من ابرز الكتاب الذين تخصصوا في الكتابة عن اليمن والسعودية .

نص المقال وحدة سعودية يمنية تحت حكم آل سعود

تكملة المقال على الرابط التالي

نص المقال وحدة سعودية يمنية تحت حكم آل سعود - سقيفة الشبامي
  رد مع اقتباس
قديم 08-26-2010, 03:46 AM   #67
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


القصة المثيرة لاعتقال ومقتل محافظ تعز أحمد العواضي
في الحلقة الثامنة من: اليمن في الوثائق السرية الأمريكية


المصدر أونلاين - خاص

السفير السعودي يكشف خلفيات الصراع في المعسكر الجمهوري قبل شهر من الحادث ويتهم نجل الرئيس بالشيوعية
لماذا تحدى العواضي الرئيس الإرياني معارضاً رغبته في إنشاء تنظيم سياسي يطلق من تعز؟
محاولة تلغيم سيارة العواضي جعلته يشعر بأنه مستهدف ويرد بزخات من الرصاص على سائق أصابه بالحجارة
سلاحا المدرعات يفشل في اعتقال العواضي والمشائخ يقنعونه بتسليم نفسه حماية له

تطرقت وثائق الحلقة السادسة بشكل عابر للشهيد الشيخ أحمد عبدربه العواضي، وبادر الشيخ اللواء علي أبو لحوم مشكوراً بإيضاح علاقته المتينة بالشيخ العواضي، وأتمنى أن يحذو الآباء المشاركون في أحداث الستينات والسبعينات حذو اللواء أبو لحوم وأن يدلوا بشهاداتهم، في سبيل تسليط الضوء على مواقفهم الحقيقية بعد مرور كل هذه السنين على أحداث وتجارب سوف تستفيد منها الأجيال المقبلة بلا أدنى شك. وجدير بالإشارة هنا، أن معظم السياسيين اليمنيين زاروا السفارة الأميركية أو التقوا بدبلوماسيين أميركيين، فالولايات المتحدة لم تكن بلدا معاديا لليمن. وسوف نورد في الحلقات القادمة لقاءات تمت داخل السفارة الأميركية، بين دبلوماسيين أميركيين وشخصيات يمنية بارزة، من بينها الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، الذي حرص أن يصطحب معه الشيخ سنان أبو لحوم وآخرين، كما حرص أن يكون اللقاء علنياً وليس في الخفاء. وتلفت إحدى الوثائق الانتباه إلى أن الشيخ سنان أبو لحوم هيمن على مجريات الحوار لكنه رفض الإجابة على أية أسئلة خارج السياق أو لا تتعلق بدعم الموقف الجمهوري، وهذا الأمر يؤكد ما طرحه اللواء علي أبو لحوم بأن آخر ما كان يحتاج إليه الجمهوريون في ذلك الوقت هو العداء مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة التي اعترفت بالنظام الجمهوري في عهد الرئيس الراحل جون كنيدي.


في هذه الحلقة سنورد وثائق جديدة تتعلق بملابسات مقتل محافظ تعز الشيخ أحمد العواضي عام 1973، آملين أن يبادر الآباء المعاصرون لتلك الفترة بإيضاح الجوانب التي لم ترد في الوثائق، وأن يقيموا رأي الدبلوماسيين الأميركيين الذين كتبوا تقارير عن الحادث فور اعتقال الشيخ العواضي، وقبيل مقتله، وكذلك بعد إعلان مقتله. وأدركوا منذ اللحظات الأولى أن غيابه يمثل خسارة قوية للمعسكر الجمهوري. ولا تختلف التفاصيل الواردة في الوثائق عما يرويه الآباء المعاصرون لأحداث تلك الفترة، باستثناء الدقة في ذكر التواريخ، والإشارة إلى جانب غائب لدى بعض المؤخرين، وهو الصراع الخفي الذي كان قائما بين الرئيس الإرياني والشيخ العواضي، حيث أن الإرياني كان يميل إلى دعم اليساريين والبعثيين رغم ما يعرف عنه من توجه تقليدي محافظ، في حين أن العواضي رفض بشجاعة السماح لمجموعة من البعثيين بتأسيس منظمة سياسية في تعز متحدياً بذلك رغبة الرئيس. ونظراً لطول الوثائق حول هذا الأمر فسنلجأ لتلخيصها، مع التركيز على الوقائع الأكثر أهمية من غيرها.

الوثيقة الأولى:
برقية سرية من السفير الأميركي في صنعاء إلى وزارة الخارجية في واشنطن، وسفارات الولايات المتحدة في عمان، وبيروت، وجدة، والكويت، ولندن.
تاريخ الوثيقة: 29 يناير 1973 (قبل حوالي شهر من مقتل الشهيد العواضي).
الموضوع: تقرير سعودي عن صراع داخلي في حكومة الجمهورية العربية اليمنية.

مقدمة الوثيقة: يعتقد السفير السعودي أنه تمكن من منع محاولة أقرها الرئيس الإرياني لتأسيس منظمة سياسية يهيمن عليها اليساريون. وأعرب السفير عن خيبة أمله من الإرياني، وبدأ على نحو متزايد يتحول إلى الحجري، كطرف داعم للتوجهات السعودية.

تفاصيل الوثيقة:
تلقيت اتصالاً من السفير السديري (لم تذكر الوثيقة اسمه كاملا) في الثامن والعشرين من يناير (1973)، يعرب لي عن تعازيه في وفاة الرئيس السابق جونسون، وأبلغني في سياق الحديث عن صراعات داخلية في حكومة الجمهورية العربية اليمنية، بسبب محاولات لتأسيس تنظيم سياسي يساري يريد الإرياني إطلاقه من تعز.

وطبقاً لما قاله السديري، فإنه علم أثناء زيارته إلى تعز خلال الأيام القليلة الماضية، أن الرئيس الإرياني سمح بإنشاء مكتب في تعز للتنظيم السياسي القومي، بدون أن يتشاور مع أعضاء المجلس الجمهوري، رئيس الوزراء الحجري، ومحمد علي عثمان الموجود في تعز مع الإرياني، ولا مع أي شخص آخر من القادة القبليين الرئيسيين.

وقال السديري إن المكتب كان من المقرر أن يديره خمسة من السياسيين اليمنيين المتعاطفين مع الشيوعية حسب تعبير السديري وهم كالتالي:
علي بن علي صبرة (بعث)
عبدالله الضلعي (بعث)
أحمد قاسم أنعم
عبدالرحمن شجاع (بعث)
علي العلفي (بعث)
وأوضح السديري أنه أبلغ الحجري على الفور، كما أبلغ الزعماء القبليين عبدالله الأحمر، وسنان أبو لحوم، وأحمد علي المطري، الذي غادر إلى تعز في 27 يناير (1973)، ليعرب عن معارضته القوية لخطة الإرياني. ويقال أن محمد علي عثمان اشترط موافقة القادة القبليين لكي يعلن موافقته على فتح المكتب في تعز. في حين أن محافظ تعز الشيخ عبدربه العواضي، رفض أن يوافق على فتح مكتب للتنظيم المشار إليه حتى لو جاء السماح بذلك من الرئيس الإرياني نفسه.

وألقى السديري باللائمة على نجل الرئيس علي الإرياني الذي درس في موسكو ويعتبره السديري شيوعياً حقيقياً. وألمح السديري إلى أن رئيس الوزراء السابق محسن العيني متورط في المسألة لأنه التقى بالرئيس الإرياني لدى عودة الأول من الخارج، وأنه (العيني) يحاول أن يؤسس أرضية سياسية تساعده على العودة إلى السلطة بدعم سوفييتي. وسألني السديري عما إذا كان الرئيس الإرياني قد اشتكى لنا من أي تدخلات سعودية في الشأن اليمني فنفيت ذلك. كما أعربت له أنه يسوءني ما سمعت من أن السعودية لم تعد تثق بالإرياني، رغم أننا كنا نظن أن الملك فيصل وجد أخيرا من يثق به في اليمن. مع العلم أن السعوديين كانوا ينظرون في السابق إلى الإرياني على أنه رجل جيد ولكنه محاط بأشخاص سيئين، وهو التعبير الذي يستخدمه أمير نجران خالد السديري شقيق السفير. ومن الواضح أن اعتماد السعوديين على الحجري يتزايد يوماً بعد يوم، وسوف يضغطون عليه لمحاربة اليساريين. ولكن.. إلى أي درجة سوف يستجيب الحجري؟ هذا مالا نعلمه لأنه سياسي شديد الذكاء.

إلى هنا انتهت الوثيقة التي تكشف عن تحدي العواضي لرغبة الإرياني. ولكن الوثيقة لم توضح الكيفية التي منع فيها محافظ تعز فتح مكتب لتنظيم سياسي يقف خلفه رئيس الجمهورية. والإجابة بالطبع لدى السياسيين اليمنيين الذين عاشوا تلك الفترة.

الوثيقة الثانية:
برقية سرية عاجلة من السفارة الأميركية في صنعاء إلى وزارة الخارجية في واشنطن، والسفارة الأميركية في جدة.
تاريخ الوثيقة: 28 فبراير 1973
موضوع الوثيقة: اعتقال محافظ تعز

تفاصيل الوثيقة:
1- وصل إلى مسامعنا بأن محافظ تعز الشيخ عبدربه العواضي اعتقل أمس بعد مقتل بعض الأشخاص، وأسفر اعتقاله عن توتر أمني في كل من صنعاء وتعز.
2- تضاربت الروايات حول ملابسات اعتقاله. طبقا لأحد التقارير، فإن سيارة عابرة كادت أن تصطدم بسيارة العواضي في حادث شائع وطبيعي في اليمن، ولكنه جاء في وقت كان العواضي فيه متحفزاً لوقوع أي اعتداء عليه، بعد اكتشاف محاولة جرت مؤخراً لتفجير سيارته بلغم أرضي. وعلى الفور فإن العواضي ومرافقيه فتحوا نيرانه آلياتهم على السيارة الأخرى. وحسب التقرير الأولي فإن الحادث أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.

وفي تقرير آخر وصلنا فإن رواية أخرى تفيد بأن سيارة تويوتا كانت مارة بالقرب من سيارة العواضي المتوقفة، وتسبب مرورها في قذف سيارة العواضي بالحجارة الأمر الذي تسبب في تهشيم زجاج سيارته الأمامي، وإصابته شخصياً بحجر فوق حاجبيه فسالت الدماء من وجهه. ووفقا لهذه الرواية فإن حراس العواضي بعد أن رأوا ما حدث بادروا بإطلاق النار على السيارة العابرة متسببين بقتل وجرح عدد من ركابها، وبغض النظر عن التفاصيل، فإن النتيجة النهائية المؤكدة لنا كانت وجود العواضي في صنعاء رهن الاعتقال.

وتقديرنا للموقف الآن بأن هذه المشكلة إذا لم يتسن حلها بدون عزل العواضي، فإن حكومة الجمهورية العربية اليمنية سوف تخسر شخصية قوية مهمة، وحاكماً ذا قبضة قوية على تعز استطاع أن يفرض فيها النظام والقانون، وقائداً عسكرياً قادراً على جمع أعداد غفيرة من المقاتلين من أبناء قبيلته في محافظة البيضاء، لأغراض كانت تصب في مصلحة حكومة الجمهورية العربية اليمنية.

الوثيقة الثالثة:
برقية سرية عاجلة أكثر تفصيلا وقعها السفير الأميركي كروافورد، وجاءت بعد يومين من حادث اعتقال الشيخ العواضي، متضمنة تفاصيل إضافية لم تتطرق لها الوثيقة الأولى التي أرسلت في اليوم التالي للاعتقال:
تاريخ الوثيقة: 1 مارس 1973
الموضوع: اعتقال محافظ تعز الجزء الثاني.

مقدمة الوثيقة: أسفر قتل العواضي لمدنيين أبرياء عن تأجيج التوتر السياسي، وخروج مظاهرات في صنعاء مناهضة للمشائخ صباح الأول من مارس. وبالتزامن مع هذه المظاهرات فإن العواضي تمكن داخل السجن من التغلب على حراس السجن بالقوة، وقتل عدداً منهم ثم تمترس داخل السجن. ومن جانبها تحركت الحكومة بقوات ثقيلة وتحاول في هذه اللحطات تفجير السجن، وإرسال العواضي إلى العالم الآخر. ويبدو أن تصرف العواضي أعفى الحكومة من الحذر في التعامل معه، وهيج مشاعر الرأي العام المناهضة لتصرفات المشائخ، ومنح العناصر اليسارية قضية نموذجية يستفيدون منها.

تفاصيل الوثيقة:
تتجه قضية المحافظ الشيخ العواضي نحو نهاية دموية، مع اقتراب يوم الأول من مارس من وقت الظهيرة، وقد علمنا بتفاصيل جديدة عما وقع نلخصها فيما يلي:
1 - وقع حادث القتل الأول في طريق تعز بالقرب من العاصمة صنعاء، حيث مرت سيارة مسرعة بجانب سيارة العواضي متسببة في قذفه بزخة من الحجارة أدت إلى تهشيم الزجاج الأمامي لسيارته، وإصابة المحافظ فوق عينيه، فسارع حراسه بفتح نيران أسلحتهم الرشاشة مجبرين السيارة الأخرى على التوقف. وعندما خرج سائق السيارة منها لمعرفة ما يحدث يبدو أن الشيخ العواضي صوب بندقيته نحوه وأرداه قتيلا، ثم أفرغ ما تبقى في سلاحه الأوتوماتيكي من ذخيرة، في السيارة متسببا في قتل وإصابة أربعة آخرين. وتشيع رواية حكومية أن المحافظ وقتها كان (......). والواقع أنه توجه إلى بيته في صنعاء بسلام عقب الحادث ولم تعتقله الحكومة.

2 - كان من بين من قتلهم العواضي، ضابط في سلاح المدرعات برتبة رائد، علمت وحدته بالحادث في نفس اليوم، فحركت قوة كبيرة إلى منزل العواضي في صنعاء في محاولة لإلقاء القبض عليه، ولكنه تحصن مع مرافقيه داخل المنزل، ولم يقبل بالخروج إلاّ بعد مجيء وسطاء من كبار المشائخ وفروا له ضمانات أمنية محدودة. ووافق العواضي على التوجه إلى قلعة عسكرية في شرق العاصمة صنعاء، بعد أن تم إقناعه أنه لن يكون سجيناً إلا من أجل توفير الحماية له، لأن بعض العناصر العسكرية اليسارية المعادية للقبائل تطالب بإعدامه.

3 - تزامن حادث العواضي مع حادث آخر تورط فيه نجل محافظ الحديدة الشيخ سنان أبو لحوم، بطعن أحد الشباب أثناء مباراة كرة قدم وهو الأمر الذي ضاعف من تأجيج النقمة ضد المشائخ في أوساط المجتمع خصوصاً في العاصمة صنعاء. وكانت النتيجة خروج مسيرات منظمة يقف وراءها على ما يبدو عناصر سياسية يسارية، شارك فيها ما بين 200-300 طالب رفعوا شعارات وصاحوا بهتافات ضد المشائخ، كما رفعوا المصاحف مطالبين بإعدام العواضي تطبيقاً للشريعة الإسلامية. وانتهت المظاهرات سلمياً بعد أن وفرت الشرطة حماية للمسيرة. ومازالت الشرطة تحرس بعض النقاط الحساسة داخل العاصمة.

4 - وفي تطور لاحق مفاجئ ومدهش حتى بالمقاييس اليمنية، تمكن العواضي في نفس اليوم من التغلب على حراس المعتقل بطريقة ما. وأفادت تقارير -غير مؤكدة بعد- أنه قتل خمسة من الجنود، وتحصن داخل المعتقل، ثم انضم إليه مجموعة من أبناء قبيلته يقدر عددهم بـ 30 رجلاً. وحركت الحكومة الدبابات والعربات المصفحة، وقوة من المشاة، وبدأت بشكل منظم ومكثف قصف البنايات متعددة الأدوار التي يتحصن فيها العواضي ومجموعته، وتفيد المعلومات الواردة أولاً بأول أن بعض المباني داخل القلعة بدأت تتحول إلى ركام. وأفادت آخر الأنباء التي وصلتنا في ساعة متأخرة من بعد ظهر اليوم، أن تبادل إطلاق النار بدأ يخف لدرجة كبيرة، وربما أن القوات الحكومية بدأت تقترب من الشيخ. من المتوقع أن يقاتل الشيخ العواضي حتى الموت بدلاً من أن يواجه الإعدام في ساحة عامة حيث أن إعدامه أصبح الآن في حكم المؤكد.

5 - يبدو أن تصرفات العواضي اليائسة، جاءت بسبب شعوره بأن إعدامه أصبح أكثر احتمالاً. فكان كمن يقدم هدية قيمة للحكومة، لأنه حفظ لها ماء الوجه، وأعفاها من مواجهة موقف لا تحسد عليه. حيث أن العواضي شيخ قوي، وشخصية حكومية بارزة. لكن تصرفه أيضا أحرج الحكومة لأن مشاعر العداء ضد المشائخ بدأت تتصاعد ويتهمهم الشباب بالعجرفة والغرور وتجاوز القانون.

الوثيقة الرابعة:
برقية سرية وعاجلة من السفارة الأميركية بصنعاء إلى واشنطن، مع تعميم إلى السفارات الأميركية في الكويت وجدة وبيروت وعمان.
تاريخ البرقية: 5 مارس 1973

موضوع البرقية: تأكيد مقتل العواضي محافظ تعز وتعيين محافظ جديد

ملخص البرقية:
أكدت حكومة الجمهورية العربية اليمنية رسمياً مقتل العواضي. وأعلنت تعيين محافظاً جديداً لتعز لا ينتمي للتيار القبلي، ولكن له ارتباطات جنوبية ومعرفة جيدة بعدن. وقال بيان رسمي حكومي، في الثاني من مارس الجاري، إن تبادل إطلاق النار بين العواضي والقوات المحاصرة له، أدى إلى مقتله مع عدد غير محدد من أتباعه. وقالت الحكومة إن خسائرها لم تتجاوز مقتل جنديين أثناء تحرير العواضي لنفسه من معتقله، إضافة إلى أربعة آخرين أثناء الحصار، وجرح عشرة جنود أثناء تبادل إطلاق النار. وبلغنا أن ضحايا الحادث الأصلي في طريق تعز بالقرب من صنعاء هم ثلاثة فقط.

هذه الوثائق خاصة بالمصدر أونلاين ولا يسمح بإعادة نشرها.


1 - الرائد حسن قايد
ابن وراف
الرائد الشهيد الذي قتل في طريق صنعاء تعز اسمه الرائد حسن قايد المجمر من ابناء قرية العدفه- عزلة وراف مديرية جبلة - محافظة اب. ووراف هي منطقة تبعد عن مدينة اب ب 5 كم واليها ينتمي الشيخ سنان ابو الحوم
  رد مع اقتباس
قديم 08-26-2010, 03:55 AM   #68
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


رئيس وفد الحوثيين إلى الدوحة: قضيتنا ليست صعدة فقط وإنما معظم المحافظات الشمالية

المصدر أونلاين - نادر الخطيب

قال القيادي في جماعة الحوثي ورئيس وفد الحوثيين للمفاوضات مع الحكومة في الدوحة يوسف الفيشي إن قضيــة الحوثيين لم تعد قضية محافظة أو محافظتين بل هي قضية معظم محافظات الشمال.

وأضاف الفيشي في حوار قصير نشره أحد المواقع التابعة للحوثيين رداً على سؤال بشأن دقة توصيف جماعته بأنها من شركاء المشترك في الحوار الوطني قائلاً "قضيتنا هي كبيرة وقضية لابد أن تكون ضمن الأولويات في الحوار، فهي ليست قضية محافظة أو محافظتين، هي قضية معظم محافظات الشمال، وهي أكبر من أن يختزلها أحد أو تنظوي تحت أي عنوان".


وأشار إلى إنهم أبدوا تحفظهم على "بعض الأشياء" بشأن مشاركتهم في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، مرجعاً أسباب عدم مشاركتهم المباشرة حتى الآن في لجنة الحوار إلى الوضع والظروف الأمنية.

وبشأن دور لجنة الوساطة لتطبيق النقاط الست، قال الفيشي إن دورها تقلص تدريجياً من ثلاث لجان إلى لجنة واحدة وبقرار من السلطة، ثم تقلصت اللجنة إلى شخص واحد هو الشيخ علي القيسي وهو حريص على إحلال السلام ويبذل جهود كبيرة لكنه يواجه عراقيل كثيرة من قبل تجار الحروب داخل السلطة. حسبما قال.

وتحدث الفيشي في أول ظهور علني لــه عن العوائق التي قال إنها تواجه جهود الإفراج عن المعتقلين وإعادة الإعمار، وقال "لقد كانت السلطة تقوم في كل فترة بتحريك المشاكل في أكثر من منطقة بعد أن نفذنا الإتفاق من جانبنا لكي تتهرب من الاستحقاقات التي تلزمها من تعويض وإعمار وإطلاق سراح المعتقلين".

وأضاف "كما هي عادتها في كل هدنة، وعند كل حرب تكتفي بمعالجة آثار الحروب عبر وسائل الإعلام المختلفة، فعلي عبد الله صالح بعد كل حرب يظهر في شاشات التلفاز ليعلن عفوًا عامًا عن المحتجزين وهناك من يقبعون في السجون منذ الحرب الثانية، هناك شيوخ وأطفال ومرضى منذ سنوات محتجزين ويمنعون عنهم حتى الزيارة وليس لهم أي جريمة أو ذنب".

1 - دولة الحوثيين
صائم
ما نراه الان هو انهيار نظام علي صالح و قيام دولة الحوثيين . المعروف ان العدل اساس الحكم و لكن النظام استنفذف كل رصيده من الصدق عند الشعب و مدة صلاحية صالح انتهت و الان لابد من تغييره ليأتي الحوثيين او ابليس ( بعد رمضان ).


2 - مالغرض من نشر مقابلة قديمة؟
متابع
المقابلة المذكورة تمت مع الفيشي قبل حوالي أكثر من اسبوع ، ونشرتها صحيفة محلية وبعض المواقع الالكترونية حينها ، فلماذا تعيدوا نشرها الآن ؟ هل تريدون توتير الاجواء اكثر بالايحاء انه يتحدث بشكل هجومي على السلطة ؟ هل تريدون أن تكونوا سبباً في فشل المفاوضات ودخول اليمن في صراعات جديدة ؟ اتقوا الله ..


3 - براكين حسينية شمالية وجفارا الجنوبية ثائرة وهائجة
دكتور: أشتر
براكين حسينية شمالية وجفارا الجنوبية ثائرة وهائجة د براكين المظلومين والمنهوبين والمقهورين ثائرة ..بوعثى كلا الاحرار الحسين بن علي علية السلام في شمال الوطن..وجيفارا الحر في الجنوب .. الحسين يقارع مصاصي الدماء وديناصورات الطغيان والفرعنة في الشمال.. و؟...................... ..ليست كمثل الثورات الفرنسية ولا ثورات الاحرار في العالم.. انها ثورانات براكين مقدسة اللاهية حسينية جيفاروية ..الحسين قاتل طاغوت الظلم والظلام من مبدا اللاهي ديني انساني ..وجيفارا من مبدا مانصت علية الديانات والشرائع الانسانية .. والجنوب والشمال يقاتل المتشيطنون النازيون الحمرمن مبداء ديني مقدس اللاهي انساني نهاية النازيون الحمر قريبة ..لاكن امريكاء وآل سعود ............سيتدخلون وسيستفوا مستميتين مع النازيين الحمر ..لاكن لايهمنى سنقاتل ونفوز.. اللة معنا ..والسيد الشريف الهاشمي بن حبيب اللة بن الطيب الطاهر بدر الدين الحوثي علية السلام معنا وكذالك انصار السيد الشريف الطاهرين اولا البأس الشديد وهم روح الحسين وآل البيت كذالك كل رجال الجنوب الشريف المقهور المغدور المذبوح معنا ..لانخاف من احد ولن نرضي بالذل ياآل الاحمرالنازي الدموي الغادر


4 - أهلاً
بن ناصر
أهلا وحياااا .. معظم المحافظات الشمالية !! وانعم .. اولها مظلومية ونحن ندافع عن انفسنا في مناطقنا والدولة معتديه و يا غارتااه واليو معظم المحافظات الشمالية !! ما أقول إلا علييييه اللعنة من غذاكم و دعم بدايتكم الشيطانية .. ويا حوثيين انتم لم تواجهوا الى الان الى سلطة فاسدة اعقلوا و خلوكم في مران الغرور مقبرة المواهب .. سنواجهكم بالاظافر لو لم نجد حتى سكاكين .. لا تصدقوا اللي دهدهوكم لأنكم أعجز عن مواجهة شعب بفكركم الضال الغريب عن هذه الأرض الطاهرة .. خروجكم من صعدة وأحواشها هو نهايتكم .. نصيحة من مشفق : مراااان كما قالها لأسلافكم الامام الأحمد


5 - هدف الحوثيين
ابن الخليج
وراء الاكمة ما وراءها الحوثيون يمهدون الطريق باتجاه اجتياح السعودية وحكمها بدعم ايراني ليبي اما اليمن ايش معاهم غير الفقر والجوع اما السعودية فهي مملكة قارون


6 - الرافضة الحوثيين مخططهم ايراني للسيطرة على اليمن
مازن المراني
تخسأ يا...... الله ورسوله وصحابته الكرام أن تتمدد في المحافظات الشماليه نحن لانسلم ولانقر ولانرضى وجودك في صعدة وسوف نقتلع كل حوثي خائن ونجعله عبرة للمعتبرين !- ان ارض اليمن الطاهرة لاتقبل بدين الكفر والشرك وسب الصحابة وزوجات الرسول أمهات المؤمنين ابد وسوف نعلن الجهاد المقدس ونحيي بدرا واحدا والقادسية وفينا امثال خالد ابن الوليد والمثني البطل حمزة وعلى ابن ابي طالب الشجاع ولوخرج على ابن لبي طالب وال البيت كلهم لجاهدوكم معنا يامجوس يامرتدين 2- لقد جاهدنا بريطانيا ودحرناها اما أنتم ايها .......... لاتساوو عندنا ........... وانتم حتى الآن لم تواجهوا الا جنودا مساكين اما اسود الجهاد في لم تزل تتراقب يوم الإنقضاض على الفئران الحوثية الإيرانية وحينها لم ينفعكم عناصر الحرس الثوري وعناصر حزب الله الذين هم الآن متواجدين في نقعة وسوف نطهر كل بقعة من كل حوثي نجس رافضي مجوسي ايراني
  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2010, 03:32 AM   #69
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الأمن يستتب أثناء غياب مسؤول الأمن هادي عيسى والزبيري يلقي خطاباً في جامع الجند لتوحيد الجبهة الداخلية
في الحلقة التاسعة من: اليمن في الوثائق السرية الأمريكية


المصدر أونلاين - خاص
يزعم بعض المرجفين أن الثورة اليمنية لم تحقق أهدافها في رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً. ولكن الحقائق التاريخية والواقع المعاش يؤكدان مدى التطور الذي وصلت إليه البلاد بعد 46 عاما من قيام الثورة. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن اليمن تلقت في عام 1965 شحنة قمح من المساعدات الأميركية أصر الفريق حسن العمري على توزيعها بنفسه، ولكننا في عام 2009 عندما وصلت شحنة قمح لليمن من المساعدات الإماراتية، لم يصر المشير علي عبدالله صالح على توزيعها بنفسه، لأننا قد وصلنا إلى درجة كبيرة من التطور والعمل المؤسسي، أضحت فيه المؤسسات هي التي تعمل بدلا عن الأفراد حيث أن جمعية الصالح الخيرية، سوف تتولى مهمة توزيع الشحنة على الشعب الفقير، وليس الرئيس أو نجل الرئيس.

وما أشبه الليلة بالبارحة! فمثلما ثار الجدل حول شحنة القمح الأميركية بأن المرحوم حسن العمري استولى عليها لصالح المنتفعين من أعوانه، وهو مالم تذكره الوثائق الأميركية، فإن المرجفين إياهم والمشككين في مسيرة الثورة، والخونة، يثيرون الجدل حول المستفيدين من شحنة القمح الإماراتية، وهو ماذكرته الصحافة الإماراتية واليمنية معاً. وبغض النظر عن أحوال الشعب الفقير والغلاء العالمي، فإن هناك إنجازات لا يمكن التشكيك فيها، فقد كان حسن العمري رحمه الله يعيش بين جنوده في معسكرات مهترئة، ويأكل الكدم، وقمح الصدقة، في حين أن القائد الأعلى للقوات المسلحة يعيش حالياً في قصر مترامي الأطراف، تربى في حدائقه الخيول والنعام، والمزروعات الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية، ويقدم لزائريه العسل الدوعني الأصلي، ولا يأكل أحد داخل القصر من قمح الصدقة. فهل يستطيع أحد أن ينكر أن الفضل في كل هذه المنجزات يعود للثورة اليمنية العظيمة؟! نحن هنا لا نلقي الكلام على عواهنة بل نطرح حقائق مدعمة بالوثائق، تاركين للقارئ اللبيب أن يقارن بين ما كان الوضع عليه في الستينات وما هو عليه اليوم.

في هذه الحلقة سوف نتناول ثلاث وثائق اميركية، الأولى عن خلفيات الفتن الطائفية في البلاد، وسعي الشهيد الزبيري لإخمادها. والثانية عن انتشار الأمن داخل البلاد بعد سفر المسؤول الأول عن الأمن وهو المرحوم هادي عيسى الذي أرسله حسن العمري إلى القاهرة فتمتعت البلاد بالأمن أكثر مما يمكن أن تتمتع به اليمن حالياً من أمن واستقرار لو تم إلغاء الأمن السياسي والأمن القومي والاستخبارات العسكرية. والوثيقة الثالثة هي عن شحنة القمح الأمريكية وإصرار الفريق حسن العمري على تلقي المزيد من المساعدات الخارجية بحجة مكافحة المد الشيوعي مثلما تفعل السلطة حالياً في طلبها للمزيد من المساعدات بحجة مكافحة الإرهاب.

الوثيقة الأولى:
المصدر / السفارة الأمريكية تعز
نسخه موجهة إلى البعثات الدبلوماسية الأمريكية في كل من: القاهرة، لندن، جدة، عدن
التاريخ:17/سبتمبر 1964م

مع اقتراب موعد الاحتفال بالذكرى الثالثة لقيام الثورة، حصلت السفارة على تقارير موثوقة مفادها أن مشاعر الغضب والسخط ضد الزيود كانت تتأجج في صدور الشوافع في تعز وفي الحديدة وأماكن أخرى في تهامة. وقد كان قلق الحكومة ماثلاً للعيان عندما قامت بتوزيع منشورات في المدن الرئيسية تدعو فيها اليمنيين إلى التوحد في وجه أولئك الذين يسعون إلى تقسيم البلاد على أسس دينية.

وفي 12 سبتمبر قام نائب رئيس الوزراء الزبيري بإطلاق مناشدة حماسية في جامع تعز، ولكن دعوته للوحدة والتي تم نشرها في كافة أرجاء المدينة من خلال مكبرات الصوت لم تلق سوى استجابة ضعيفة.

وقد تحدث أحد المصادر الشافعية في مجلس الوزراء عن تطور مثير وربما هام أيضا، وهو أن القيادات الشافعية قد قامت بدعم من الزبيري وقيادات زيدية أخرى بإرسال دعوات سرية إلى زعماء القبائل في كافة أرجاء اليمن لحضور اجتماع يعقد بعد أسبوع أو أسبوعيين في جامع الجند الذي يقع بالقرب من تعز والذي بني قبل 1300 عام، لكن تلك القيادات لم تتلق أية ردود على تلك الدعوات حتى تاريخ 12 سبتمبر. وسيكون حضور الاجتماع شاملاً وعلى مستوى عالٍ وذلك على قدم المساواة مع مؤتمر عمران الذي انعقد عام 1963م.وقد وصف الهدف من ذلك الاجتماع على أنه إنجاز لتسوية شاملة بين الشوافع والزيود.

ولكن المصدر ذاته ذكر أن الزبيري كان يعتزم إلقاء خطاب هام حول العلاقة بين الدين والاقتصاد و سوف يؤكد في ذلك الخطاب على حق الملكية الخاصة وليس على الاشتراكية.

الوثيقة الثانية
برقية موجهة إلى الخارجية الأمريكية
المصدر: السفارة الأمريكية – تعز
مع نسخ موجهة إلى السفارات الأمريكية
في القاهرة وجدة وعدن
التاريخ: 21 نوفمبر 1964م

الموضوع: تعديلات في المناصب العسكرية والأمنية بعد حادثة انفجار قنبلة وتنفيذ أحكام بالإعدام
لقد أدى حادث انفجار قنبلة في صنعاء في 9 نوفمبر إلى حدوث أضرار طفيفة. لكن موجات الهلع انتشرت بشكل كبير في جميع المكاتب الحكومية في صنعاء، وقادت الرجل الثالث في وزارة الدفاع العميد هادي عيسى إلى المنفى في القاهرة. كانت اللعنة التي أصابت هادي عيسى تتمثل في شخص عبدالله بركات مدير الأمن العام الذي أحرز نصراً أخلاقياً وأصبح من المحتمل الآن أن يرسل إلى الخارج لكي يشغل منصباً دبلوماسياً.

كما أن نائب الرئيس حسن العمري الذي أمر صديقه المقرب بالسفر إلى القاهرة قد اكتسب مكانة هامة، حيث كان هناك ما يشبه الإجماع على أن اليمن سوف تكون مستقرة وآمنة بسبب وجود هادي عيسى في القاهرة.

وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساءً انفجر لغم أرضي أو قنبلة يدوية في منزل اثنين من موظفي إذاعة صنعاء، وهما الأخوان حسين ومحسن الجبري، حيث كان الأخير يقوم بكتابة وإذاعة تعليق سياسي يومي.

وأوضح أنه حُذَّر من قبل مؤيدين للحكم الملكي لكي يقوم بتخفيض نبرة التعليقات التي يكتبها ضد الملكيين. وقد كانت الأضرار التي أحدثها الانفجار طفيفة. ولم تحدث أية إصابات بين سكان المنزل ذي الأربعة طوابق والذين كان عددهم 57 شخصاً، وكان ذلك المنزل يبعد عن سينما بلقيس الجديدة بضع مئات من الياردات.

وقد تم إعدام شخصين مدنيين من أهالي صنعاء اليوم التالي على الطريقة الصنعانية الحديثة، حيث تم إطلاق رصاصات مسدس عليهما في وقت الظهيرة في ميدان التحرير، ولم يتم إعدام الرجلين بتهمة القيام بعملية التفجير وإنما بتهمة حيازة ألغام أرضية وأسلحة رشاشة بطريقة غير قانونية.

وكان قد تم إلقاء القبض على الرجلين قبل بضعة أيام. ويبدو أن حكومة الجمهورية العربية اليمنية اختارت أن تجعل منهما –عندما تكون هناك فرصة مناسبة- عبرة لغيرهما وليس لغرض استخدامهما ككبشي فداء.

وقد قامت الحكومة في نفس اليوم بإحكام حظر التجول مرة أخرى، وشرعت في إلقاء القبض على أشخاص معروفين بتأييدهم للحكم الملكي أو مشتبه بهم في ذلك.

وكان المسؤولون في وزارة الداخلية وجدوا أنفسهم تحت ضغط كبير عقب شجار نشب بين نائب الرئيس العمري ووزير الداخلية الأحمر. فقبل أن يتم إقناع الأحمر بالعدول عن اعتكافه، كان السلال قد تفقد وزارة الداخلية وأمر باعتقال بعض كبار الضباط، اعتقالاً مؤقتاً في مكاتبهم بمن فيهم مدير الأمن عبدالله بركات، ويحيى محمد عبدالقادر نائب مدير الأمن الذي كان شقيقه من بين المعتقلين على ذمة الانفجارات.

واستمرت الاعتقالات والاعتقالات المضادة بشكل متزامن في صنعاء، حيث يأمر السلال باعتقالات ويأمر نائب الرئيس من جهته باعتقالات أخرى، ونائب وزير الدفاع هادي عيسى أيضا يأمر الشرطة والجيش باعتقالات، الأمر الذي خلق نوعاً من البلبلة داخل العاصمة. وفي الثالث عشر من نوفمبر أرسل هادي عيسى جنوده المدججين بالسلاح لاعتقال عبدالله بركات. ووفقاً لأحد المصادر، فإن بركات اتصل هاتفيا بالرئيس السلال، فأرسل بدوره سيارة مدرعة لمواجهة جنود هادي عيسى. وفي كل الأحول فإن نائب الرئيس حسن العمري تحرك في الرابع عشر من نوفمبر أي في اليوم التالي، وحسم الخلافات حيث توجه بنفسه إلى هادي عيسى آمرا إياه أن يغادر إلى القاهرة، وأرسله في نفس اليوم مع جميع أفراد عائلته على أول طائرة، فتنفس الجميع الصعداء.

وبمغادرة هادي عيسى يكون عبدالله بركات الشاب المهني الذي يحظى باحترام وكفاءة، قد حقق نصراً كبيراً لخدمة المدنية بمعارضته الحضارية لتصرفات قائد عسكري ذي سلطات كبيرة. ولكن أحد أقرباء بركات أبلغنا أن عبدالله بركات خلق لنفسه أعداء كثر داخل الحكومة وتوقع أن يتم إرساله في مهمة دبلوماسية في الخارج.

وبالنسبة لهادي عيسى فإنه عرف عنه أنه شخص عصبي المزاج ويميل للعنف. ولولا أن صداقته وقربه من حسن العمري وفرا له الحماية حتى الرابع عشر من نوفمبر لكان قد تم التخلص منه منذ فترة طويلة، ولكن بعد مغادرته إلى القاهرة فإن الموظفين المدنيين بدأوا أكثر راحة وأكثر أمناً، وينعمون بالأمان في منازلهم، ويعود الفضل في ذلك لنائب الرئيس.
كليفورد جاي كوينلان
السكرتير الأول في السفارة

الوثيقة الثالثة
السفارة الأمريكية في تعز- مروراً بالقاهرة ثم الاسكندرية
التاريخ 14 يناير 1965م

لقد كان رئيس الوزراء حسن العمري أكثر صراحة ولطفاً في الحوار الذي أجريناه معه بتاريخ 12 يناير 1965م مما كان عليه في الحوارات والنقاشات السابقة، حيث طلب منحه فرصةً إضافية للقيام بتبادل الآراء والأفكار بطريقة غير رسمية. وقد كان الهمّ الرئيسي له يتمثل –كالمعتاد- في زيادة الدعم الأمريكي لليمن، وخصوصاً في مجالات الزراعة والتبادل الثقافي. حيث أكد أن هناك ألف طالب يمني يتلقون تعليمهم في الاتحاد السوفيتي، وأنه يريد من الولايات المتحدة المساعدة في إخراج اليمنيين من وضع القرن الأول بعد الميلاد الذي يعيشونه.

ملحوظة: نعتقد أن تقديره لإجمالي عدد الطلاب كان مبالغاً فيه إلى حد كبير.

كما قدّم العمري مناشدة عاجلة لإرسال مساعدات القمح قبل نهاية رمضان قائلاً: بينما لا يعاني الناس في اليمن الأعلى فعلياً من الجوع، إلا أنهم في حاجة ماسة إلى القمح طالما أن كمية هذا المحصول قد انخفضت بشكل أكبر مما كانت عليه العادة وأن أسعاره أصبحت مرتفعة جداً.

وقد أخبرته بأني لا يمكن أن أعطيه أي أمل بأن القمح سوف يصل قريباً، وخصوصاً بسبب إضراب السفن الأمريكية. كما أخبرته أيضاً بأن تلبية طلبه تتطلب نقل شحنة القمح عبر الجو الأمر الذي يبدو غير ممكن لأن أسعار القمح سوف تصبح مرتفعة جداً. لكنه اغتنم فرصة هذا التعليق ليقول إن نقل شحنة القمح جواً تعتبر فكرة ممتازة. وفي نقاش إضافي، قام العمري بإعطاء بعض التطمينات الشخصية بأن الجمهورية العربية اليمنية سوف تتعاون معنا في ضمان التوزيع الفعال لأي شحنة قمح يتم وصولها إلى اليمن. كما وعد بأنه سيحاول حسم مسألة المتأخرات المالية الخاصة بالأمم المتحدة في أقرب وقت.

وعندما أخذت تصريحاته السابقة المتعلقة بالتقليل من أهمية الدعم الأمريكي على محمل الجد قال لي بأنه كان يريد فقط أن يدرك الشعب الأمريكي مدى احتياج الشعب اليمني للدعم.

وفي حوار آخر مع المعاون السياسي للسفارة قال بأنه سيكون سعيداً بإلقاء كلمة بشكل يومي يمدح فيها الجهود الأمريكية التي بذلت حتى الآن إذا كان ذلك سوف يؤدي إلى زيادة دعمنا لليمن.

تعليق:
لدينا مؤشرات حديثة بأن الوضع المتعلق بمحاصيل الحبوب في اليمن يعتبر أكثر حرجاً مما كنا نتوقع. حيث أفاد تجار صنعاء بأن القمح اليمني غير متوفر وأن أسعار القمح المستورد قد ازدادت بمقدار ثلثين في غضون ثلاثة شهور تقريباً.

ورغم أني لم أقم بإعطاء العمري أي أمل بأن القمح سيصل مبكراً فإنه كان مفهوماً بأنه كلما كان وصول المحصول بشكل مبكر يتم تقدير ذلك بشكل أكبر. وإذا تم إرسال كمية متواضعة من القمح من مكان آخر خارج الولايات المتحدة فإن ذلك سوف يترك أثراً مباشراً على عامة الشعب.

وسوف تقوم الدعاية الخاصة بنا بإيضاح أن هذه الجهود والبرامج المبذولة على المستوى الشعبي سوف تفيد العلاقات اليمنية الأمريكية بغض النظر عن الحكومة التي تتولى السلطة هنا.

كلارك
القائم بأعمال السفير الأمريكي
  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2010, 05:38 PM   #70
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحركة الإسلامية والنظام السياسي .. من التحالف إلى التنافس
الملامح العامة للتطورات السياسية في شطري اليمن (1962 ــ 1978م) (الحلقة الثانية)


المصدر أونلاين- خاص


كنـا الأسبوع الماضي قد نشرنا الحلقة الأولى من كتاب الإخوان المسلمين، والتي تضمنت نبذة عن الكتاب بقلم المؤلف، ومقدمة الكتاب، ومحتوياته.
وفي الحلقة الثانية نبدأ بنشر الفصل الأول من الكتاب. ونكرر هنا الإشارة إلى أننا لن ننشر الهوامش والمراجع التي اعتمد عليها الكاتب في بعض المعلومات لصعوبة تنسيقها كما هو الحال في الكتاب، حيث يمكن إحالة القارئي لمرجع المعلومة االمذكورة في نفس الصفحة من الكتاب، وهو ما يتعذر علينا فعله هنا. وقد ننشرها في نهاية الحلقات احتراماً وحفاظاً على الحق الفكري، أو يمكن الإشارة لها في مقدمة كل حلقة.

إلى الحلقة الثانية التي تتضمن مقدمة الفصل الأول، ومقدمة المبحث الأول من هذا الفصل، والذي يتناول فيه المؤلف الأستاذ ناصر الطويل، الملامح العامة للتطورات السياسية في شطري اليمن (1962 ــ 1978م).


الفصل الأول
البناء الفكري والسياسي للنظام السياسي والحركة الإسلامية في اليمن

سنتناول في هذا الفصل عرضاً تحليلياً لنشأة وتطور كل من نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي تأسس مع وصوله إلى السلطة في الشمال في عام 1978م, وطبيعة التطورات التي لحقت به في البعدين الهيكلي والفكري في مرحلة الثمانينيات وبعد قيام الوحدة, وأبرز الخصائص العامة لهذا النظام, وطبيعة التحديات التي تواجهه, ونفس الأمر- وإن بشكل أقل- سنتتبع أبرز التطورات التي لحقت بنظام الحزب الاشتراكي في جنوب اليمن, وانعكاسات كل ذلك على علاقة نظامي دولتي اليمن في مرحلة التشطير ونظام اليمن الموحد بالحركة الإسلامية الإخوانية.
وفي السياق ذاته, سنتتبع مراحل نشوء وتطور حركة الإخوان المسلمين في شطري اليمن وأهم التطورات التنظيمية والفكرية والحركية التي لحقت بها, وطبيعة التحولات والتحديات التي واجهتها في مرحلتي ما قبل الوحدة وما بعدها.
غير أننا قبل ذلك سنقدم عرضا موجزا لأهم التطورات السياسية في شطري اليمن منذ قيام الثورة وإعلان الجمهورية في شمال اليمن في 26 سبتمبر 1962م, وخروج الاستعمار البريطاني من جنوبه في نوفمبر 1967م وحتى عام 1978م, وهو العام الذي تنطلق منه الدراسة, وذلك لأن الأحداث التي شهدتها اليمن في مرحلة الثمانينيات وما بعدها تعد امتداداً للتطورات السياسية والاجتماعية للمراحل الزمنية التي سبقت ذلك.

وعلى ذلك فإن هذا الفصل يتكون من ثلاثة مباحث, هي:
المبحث الأول: الملامح العامة للتطورات السياسية في شطري اليمن (1962-1978م).
المبحث الثاني: النظام السياسي: البناء والتطور.
المبحث الثالث: نشوء وتطور حركة الإخوان المسلمين في اليمن.



المبحث الأول: الملامح العامة للتطورات السياسية في شطري اليمن (1962 ــ 1978م)

مقدمة:
شهد شطرا اليمن بعد قيام النظام الجمهوري في الشطر الشمالي, وجلاء الاستعمار البريطاني من الشطر الجنوبي تطورات سياسية واجتماعية متسارعة, فقد تحول شمال البلاد إلى ساحة لحرب أهلية وإقليمية لفترة سبع سنوات متواصلة, صاحبها وترتب عليها تجاذب بين القوى السياسية والاجتماعية حول هوية النظام السياسي وعقيدته السياسية وتوجهاته الداخلية والخارجية، وعلى خلاف ذلك فَرض الإتجاه اليساري الماركسي هويته على النظام الجديد في الجنوب, فقد استحوذت الجبهة القومية على السلطة بعد خروج المستعمر, وتعرضت لتحولات فكرية جذرية حلت فيها الأفكار اليسارية الماركسية محل الأفكار القومية, وأنشئت الدولة الماركسية الوحيدة في الوطن العربي, وهنا سنعرض أبرز التطورات السياسية فيما كان يعرف باليمن الشمالية واليمن الجنوبية.

أولا : التطورات السياسية والاجتماعية في الجمهورية العربية اليمنية (سابقا):
شهدت الجمهورية العربية اليمنية بعد قيام ثورة سبتمبر عام 1962م وحتى عام 1978م تحولات سياسية واجتماعية غير مسبوقة, مقارنةً بحالة الجمود والعزلة التي كانت أبرز معالم حكم الأئمة, فقد تعرض النظام الجمهوري لمخاطر وتحديات عسكرية وسياسية كادت أن تعصف به أثناء الحرب الأهلية, وبداخله حدث تباين واستقطاب لأسباب تتعلق بهويته الفكرية وتوجهاته السياسية وعلاقاته الخارجية, وظل يعاني من غياب الاستقرار طوال تلك الفترة.

(أ) التجاذب حول الهوية السياسية والفكرية للنظام الجمهوري:
انسحب المناخ الفكري والسياسي الذي كان سائداً في المنطقة العربية في عقد الستينيات إلى شمال اليمن, وهو مناخ اتسم بالصراع بين ما كان يعرف بالأفكار والنظم التقدمية( القومية واليسارية), والأفكار والنظم المحافظة, وانزلق بعض أنصار النظام الجمهوري إلى بعض الممارسات التي صورت الثورة وكأنها ضد كل ما هو متصل بالماضي, بما في ذلك الثوابت الدينية والأعراف القبلية, وسعوا إلى إظهار الثورة بالمظهر القومي المتطرف, "وكان من الطبيعي أن يكون لهذا التطرف اليساري، الذي علا صوته في صنعاء بعد الثورة، آثاراً سيئةً, فقد تمكن الملكيون من كسب ولاء قبائل عديدة معروفة بالبأس والشدة, وأثاروا مخاوفهم حول الخطاب الرسمي والحزبي الذي كان يصف القبلية بالرجعية والتخلف, ويطالب بالقضاء عليها .. كما استفادوا من التطرف اليساري في تصوير الثـورة بأنها ضد الإسلام.

وانحازت قيادة النظام الجمهوري إلى ما كان يعرف في وقتها بالمعسكر الثوري التقدمي, واستفزت ببعض مواقفها وتصرفاتها المملكة العربية السعودية, واتجه الرئيس السلال إلى الإمساك بخيوط السلطة- والتي لم تكن بيده عمليا- والإنفراد بالقرار, ومدت القوى السياسية اليسارية والقومية نفوذها على معظم أجهزة الدولة الناشئة, وكل ذلك في سياق حرب أهلية متواصلة بين المعسكرين, الجمهوري الذي تدعمه القوات المصرية, والملكي الذي تقف خلفه المملكة العربية السعودية.
أخذ الصف الجمهوري يتمايز إلى تيارين, الأول يمثل القوى الراديكالية, ويقوده الرئيس السلال وبعض الضباط, والقوى السياسية المنظمة, وتحديداً حركة القوميين العرب, ويتكتل في التيار الثاني القيادات التاريخية للنضال اليمني من حزب الأحرار, وفي مقدمتهم القاضي محمد محمود الزبيري, وأحمد محمد نعمان, وعبد الرحمن الإرياني, وعدد من مشائخ اليمن, وحزب البعث وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين.

تباينت رؤية الطرفين حول كيفية مواجهة الحرب، فقد كان جناح السلال يدعو إلى الاستمرار في القتال والحرب حتى النهاية, فيما كان جناح الزبيري والنعمان والإرياني يرى أن الحرب ليست ضرورة قدرية, وحول أسلوب إدارة الدولة، وضرورة تصحيح مسار الثورة وجعلها شوروية وجماعية , وعلى الرغم من أن الأستاذ محمد محمود الزبيري لم يكن يتولى منصباً رئيسياً في النظام الجمهوري الجديد إلا أن شخصيته ودوره التاريخي النضالي ومكانته في قلوب اليمنيين، بما فيهم المتحمسون للملكية، كانت تجعله قطب الرحى في صنعاء، وتلقى توجيهاته وآراؤه تجاوباً حماسياً من الجميع.

اتسعت الهوة بين جناحي التطرف والاعتدال داخل الصف الجمهوري, وكان أحد أسباب الخلاف الرئيسة يدور حول الهوية السياسية والفكرية للنظام الجمهوري وطريقة إدارته, فالزبيري والتيار الذي يقوده, وهو التيار الغالب, كانا يسعان إلى "إعادة الوجه الصحيح للثورة اليمنية من خلال التأكيد على الهوية الإسلامية لها، واحترام دور القبائل اليمنية في الدفاع عن الثورة، وضرورة تقوية هذا الدور من خلال مخاطبة اليمنيين باللغة الإسلامية التي يفهمونها و يحترمونها", في حين أن التيار الآخر كان يريد نظاماً سياسياً على غرار ما هو موجود في النظم العربية التقدمية في ذلك الوقت, وبخاصة في مصر.

اتكأ جناح السلال على القوات والأجهزة العربية المصرية, والتي كانت صاحبة القرار الحقيقي, وفي مقابل ذلك لجأ الزبيري ورفاقه إلى الضغط من خلال المؤتمرات الشعبية, فقد تم جمع الزعامات القبلية والدينية والسياسية في اليمن في مؤتمر عمران عام 1964م, وعندما لم تنفذ قراراته, خرج الزبيري من صنعاء, وطلب من أعضاء الحكومة تقديم استقالاتهم, واتجه صوب القبائل لكسب تأييدها, وفي منطقة برط, أعلن عن تأسيس حزب الله, ودعا الزعامات اليمنية من الصفين الجمهوري والملكي إلى مؤتمر شعبي جديد, تُطرح فيه مطالب اليمنيين.

اغتيل القاضي الزبيري في 31/3/1965م, وانعقد مؤتمر خَمِر في نفس العام, وفيه تم وضع الدستور الدائم, والذي أكد على الهوية الإسلامية الكاملة للشعب اليمني, وأعاد بناء النظام السياسي على النحو الذي يمنع الاستفراد بالحكم.

تعززت مكانة التيار الإصلاحي بعد خروج القوات العربية المصرية والإطاحة بالرئيس السلال, حيث تولى القاضي عبد الرحمن الإرياني رئاسة السلطة, وجرى تثبيت رؤية هذا التيار حول عقيدة النظام السياسي وتوجهاته الداخلية والخارجية في الدستور الدائم, الذي تم إقراره في 28/12/1970م, والمؤسسات السياسية التي تم تشكيلها, ومع هذا فقد تحول النزاع حول الهوية السياسية والفكرية للنظام إلى صراع مسلح بين السلطة السياسية والتنظيمات اليسارية, في شكل أعمال عنف تركزت في بعض المناطق وسط وجنوب اليمن الشمالية, فيما عرف بحرب المناطق الوسطى, ومثّل استمرار الحرب في بعض جوانبها صورة من صور التنازع حول هوية النظام السياسي الجمهوري, والذي لم يُحسم إلا بعد ضرب القدرات العسكرية للتنظيم اليساري في أوائل الثمانينيات, وهيمنة ما عرف بالأيديولوجية "الإسلامية الوطنية" كعقيدة سياسية وفكرية للنظام الذي يقوده الرئيس علي عبد الله صالح في مواجهة الأيديولوجية الاشتراكية لنظام الحزب الاشتراكي في الجنوب.

(ب) ـــ نشوء وتطور القوى والتيارات السياسية :
انتقلت التيارات السياسية اليسارية والقومية إلى اليمن في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين, فقد ظهرت في تعز عام 1958م الحلقة الأولى للاتجاه الماركسي الذي كان قد تأسس في عدن على يد عبدالله عبد الرزاق باذيب عام 1953م, وتلك الحلقة التي شكلت في الفترة اللاحقة حزب الاتحاد الشعبي الديمقراطي في اليمن الجنوبي, وفي عام 1959م تكوّن في كل من شطري اليمن الشمالي والجنوبي فرعان لحركة القوميين العرب, التي كان مركزها الرئيسي في بيروت, فيما تم تأسيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في عدن عام 1956م, وفي الشمال عام 1958م.

كان لأعضاء حزب البعث دور في التخطيط لثورة 26 سبتمبر, غير أنهم تعرضوا للاضطهاد في عهد الرئيس السلال من قبل أجهزة الأمن المصرية, على خلفية الصراع الذي كان محتدماً آنذاك بين البعثيين ونظام الرئيس جمال عبد الناصر, ولهذا ظل البعث قريباً من رموز التيار الإصلاحي بقيادة الأستاذ محمد محمود الزبيري, وساهم حزب البعث في الانقلاب الأبيض الذي أوصل القاضي عبد الرحمن الإرياني إلى السلطة, ونشط في عهده, وكان البعثيون مقربين من الإرياني, الذي أسند رئاسة الحكومة أكثر من مرة للأستاذ محسن العيني المعروف بانتمائه للبعث, وكانوا يمثلون قوة كبيرة, ولم يحد من هيمنتهم على السلطة إلا النفوذ الكبير لمشائخ القبائل ومنافسة الإخوان المسلمين, إلى جانب الضغوط التي كانت تمارسها الرياض.

أما الرئيس إبراهيم الحمدي فقد رأى أن تثبيت نظامه يتطلب تحجيم قوة حزب البعث, خاصة وأن عدداً من قياداته تجمع بين الانتماء السياسي للحزب والنفوذ العسكري والقبلي, فعمل على التخلص من تلك القيادات, تحت لافتة القضاء على مراكز النفوذ, وهكذا تم إقصاء الأستاذ محسن العيني من رئاسة الحكومة, وإزاحة أسرة آل "أبو لحوم" من مجلس قيادة الثورة, وقيادة بعض وحدات الجيش.

أما حركة القوميين العرب فقد "بات متفقاً على أن الخلية الأولى لها, قد تشكلت في منطقة الشيخ عثمان بعدن عام1959م, ثم نشأت بعد قليل خلية مماثلة في شمال اليمن", وقد تمكنت خليتها الأولى من السيطرة -إبان حكم الإمامة- على نقابة العمال الوحيدة في شمال اليمن, وبفضل هذه السيطرة تمكنت من تشكيل لجنة شعبية استولت على مدينة تعز عشية إعلان الجمهورية.

وفي إطار تخطيطها المبكر للاستيلاء على السلطة, زجت حركة القوميين العرب بكوادرها في كلية صنعاء العسكرية, وأخذت تبني خلاياها في الجيش من خلال انخراطها مع الآلاف, لاسيما من جنوب اليمن في الحرس الوطني, وكان لها نفوذ واسع في أجهزة الإعلام والمدارس والجهاز الإداري للدولة, وقد وقف أعضاؤها والناصريون في الصف المؤيد للسلال, وكانوا من أنشط المتعاونين مع الخبراء والمستشارين المصريين, وعلى هذا الأساس أتيحت لهم, وللمنظمات الاجتماعية الخاضعة لنفوذهم (النقابات, اتحاد الطلاب, وبعض النوادي الرياضية) الإمكانية لممارسة النشاط السياسي العلني.

استفاد القوميون العرب في اليمن من الدعم الذي قدمته القوات والأجهزة المصرية, لاسيما في السنوات الأولى التي تلت قيام الثورة, غير أن تلك العلاقة لم تستمر إذ تعرضت للتدهور لأسباب عديدة منها: استياء القوميين العرب من التعامل البيروقراطي للأجهزة المصرية, وخوفهم من خروج القوات المصرية إذا ما توصلت القاهرة والرياض إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب الأهلية في اليمن, والتحولات اليسارية التي كانت تعتمل داخل الحركة الأم, والتحول الذي طرأ على علاقتها بالرئيس عبد الناصر, ومع ذلك فقد كانت حركة القوميين العرب بشمال اليمن من أكثر المتضررين بعد خروج القوات المصرية من اليمن, على إثر هزيمة حزيران 1967م, فقد أُقصي الرئيس السلال والعناصر الراديكالية القريبة من حركة القوميين العرب من السلطة, وحل محلهم رموز التيار السياسي المعتدل.

تنامت الميول الماركسية بشكل سريع داخل حركة القوميين العرب في شمال اليمن, وفي يوليو 1968م قطعت علاقتها بشكل كلي مع حركة القوميين العرب "الأم", وتبنت الماركسية وغيرت اسمها إلى "الحزب الديمقراطي الثوري اليمني", وتم تعريفه بأنه "طليعة عمالية تلتزم بالماركسية اللينينية, ويهتدي بها في نضاله, ويعمل بدأب من أجل خلق الحزب الشيوعي اليمني الواحد, وتبنت استراتيجية حرب التحرير الشعبية لإسقاط نظام" الرئيس عبد الرحمن الإرياني وحركة نوفمبر الذي وصفتها بالرجعية.

وعموما فقد سارت التطورات السياسية باتجاه حدوث صدام مسلح بين الحزب الثوري الديمقراطي ـ القوميين العرب سابقا ـ وبين السلطات السياسية الرسمية, فقد تعاظمت قوة هذا الحزب من خلال تشكيله لفرق المقاومة, وسيطر أعضاؤه على وحدات عسكرية حيوية في الجيش (المظلات, الصاعقة, والمدفعية), وبرزت إجراءاته المكشوفة للاستيلاء على السلطة، فقد دفع بأعضائه في الأرياف للتمرد والعصيان المسلح, كما برزت- أثناء حصار صنعاء وبعده- الروابط القوية بين الجبهة القومية الحاكمة في الجنوب وأنصار الحزب الثوري الديمقراطي اليمني, وهو ما أثار مخاوف السلطة السياسية والقيادات الاجتماعية في صنعاء من مخاطر سيطرة اليسار على السلطة في شمال اليمن, كما هو الحال في الجنوب, وخلال "يومين جرت معارك ضارية في مدينة صنعاء بين وحدات وتشكيلات الجمهوريين بمختلف توجهاتهم السياسية أنصار الجناح اليساري الراديكالي وبين العناصر المحافظة والمعتدلة الموالية للعمري", وقد حسمت المعركة في نهاية الأمر لصالح القوات المسلحة التابعة للقيادة السياسية الرسمية, وتم إلقاء القبض على عدد من قيادات التنظيمات اليسارية, فيما فر آخرون باتجاه الجنوب, وعاد كثيرٌ منهم إلى مناطقهم ليقودوا تمرداً مسلحاً ضد السلطة والزعامات الاجتماعية في شمال اليمن, فيما عُرف بحرب المناطق الوسطى والتي استمرت حتى عام 1983م.

وفي 25 يناير 1971م تمكنت العناصر اليسارية المتطرفة في الجبهة القومية الحاكمة في الجنوب, وبالتعاون مع أجهزة المخابرات الألمانية الشرقية, من إنشاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين, برئاسة "ناصر السعيد", وضمت المنظمة غلاة الماركسيين الذين انشقوا عن الحزب الديمقراطي الثوري اليمني, لتقوم بالأعمال المسلحة "لإسقاط السلطة في الشمال, واستعادة الأراضي المحتلة من قبل المملكة العربية السعودية, ومقاومة سلطة الإقطاع والبرجوازية ".

كانت هذه المنظمة أول من استخدم العمل المسلح المنظم ضد السلطات المركزية والمحلية في اليمن الشمالي في منطقة (دَمت), وعُرف عنها إسرافها في استخدام الأعمال الإرهابية ضد الأهالي والمواطنين بوجه عام, والعلماء والمشايخ القبليين, ومن يعترض أفكارها من المثقفين بوجه خاص, فقد أقدمت على تسميم آبار الشرب, واغتيال المشايخ والعلماء, وخطف عدد من المواطنين, وزرع الألغام وهدم البيوت والمنازل, وإحراق المحاصيل الزراعية, وبث الشائعات لإرعاب المواطنين, وإجبارهم على التعاون مع أعضائها, وفي مطلع السبعينيات تأسس أيضا حزب العمل اليمني كحزب ماركسي" جديد, وكان فرع من حزب البعث قد انشق وقطع صلته بالقيادة القومية للحزب في سوريا, وتبنى الماركسية, وأطلق على نفسه اسم" حزب الطليعة الشعبية", في خطوات متزامنة مع ما يحدث لفرع الحزب في عدن.

وفي أوائل السبعينيات أيضاً "بدأت بعض العناصر القيادية في التنظيمات اليسارية في حزب البعث, والحزب الديمقراطي الثوري اليمني, وحزب الشعب الديمقراطي, تطرح ضرورة الحوار لمحاولة توحيد القوى اليسارية, وقد بدأ الحوار بين تلك الفصائل عام1970م, واستمر حتى عام 1976م, كان الحوار يستهدف الوصول إلى صيغة ما للعمل الوحدوي, في محاولة للحد من نفوذ القوى التقليدية, ومن خارج فصائل اليسار انضم إلى الحوار حزب البعث العربي الاشتراكي المرتبط بالقيادة القومية بالعراق( ), كان هذا الحوار يتم بالتوازي مع حوار آخر بين فصائل اليسار في الجنوب, بهدف تشكيل التنظيم السياسي الطليعي, وتقرر إقامة حوار واحد بين مختلف فصائل اليسار في اليمن كله (شماله وجنوبه), فتم في عدن عام 1973م, وضم من الجنوب, الجبهة القومية, وحزب الطليعة الشعبية, واتحاد الشعب الديمقراطي, وضم من الشمال, الحزب الديمقراطي الثوري اليمني, وحزب الطليعة الشعبية, ومنظمة المقاتلين الثوريين اليمنيين, وحزب العمل اليمني, واتحاد الشعب الديمقراطي, إضافة إلى حزب البعث العربي الاشتراكي المرتبط بالقيادة القومية بالعراق, وهذا الأخير لم يستمر طويلا, إذ عاد وانسحب من الجبهة الوطنية, لأنه لم يكن يرى ضرورة لاستخدام العمل المسلح ضد النظام في صنعاء.

وقد أفضى حوار الفصائل في الجنوب إلى تشكيل الجبهة القومية ـ التنظيم السياسي الموحد- في أكتوبر 1975م, كمرحلة انتقالية لقيام الحزب الطليعي الذي تندمج فيه تنظيمات اليسار الثلاثة في الجنوب, وهو ما تم بقيام الحزب الاشتراكي اليمني, في أكتوبر 1978م.

أما في الشمال فقد تواصل حوار تنظيمات الفصائل اليسارية, وكان حصيلته قيام "الجبهة الوطنية الديمقراطية" بتاريخ 11 فبراير 1976م, لتشكل غطاءاً سياسياً للتحالف الجبهوي بين تلك الفصائل, وإطاراً مفتوحاً لاستيعاب الأفراد والقوى السياسية الأخرى, فقد انضمت إليها جبهة 13يونيو الناصرية, بعد فشل الانقلاب ضد الرئيس علي عبد الله صالح في 15 أكتوبر 1979م, كما انضم إليها ـ في فترة من الفترات ـ حزب البعث (جناح العراق), وفي كل الأحوال ظل أعضاء التنظيمات اليسارية ـ وخاصة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني ـ هم قوة الدفع الأساسية للجبهة .

وبجانب الحفاظ على الجبهة الوطنية الديمقراطية كإطار عام, دخلت تنظيمات اليسار في شمال اليمن في حوار للانتقال إلى مرحلة متقدمة من العمل المشترك, وهي مرحلة الاندماج والتوحد, وتم الاتفاق على صيغة الاندماج, وأقر كل فصيل في مؤتمر عام تلك الصيغة, وعقد المؤتمر الموحد لكل فصائل اليسار في شمال اليمن في مارس 1979م, وبهذه الطريقة اندمج اليسار في إطار تنظيمي واحد, ووصولا إلى قيام التنظيم الطليعي اليمني الواحد في شطري اليمن تم الدمج بين الفصائل اليسارية الجنوبية المنضوية في إطار الجبهة القومية- التنظيم السياسي الموحد- وبين تنظيمات اليسار الشمالية التي تم توحيدها حديثا في إطار الجبهة الوطنية, لتشكيل كيان واحد لمختلف تيارات اليسار في اليمن, هو الحزب الاشتراكي اليمني الموحد.

وهكذا فقد أفضت التطورات إلى توحد كل تنظيمات اليسار في تنظيم سياسي واحد, يوجه كل قوته للاستيلاء على السلطة في الشمال, ومن ثم يتم توحيد اليمن على أساس من الأيديولوجية الاشتراكية.

ج ـــ غياب الاستقرار السياسي وضعف سلطة الدولة:
ظلت السمة الغالبة على شمال اليمن هي غياب الاستقرار السياسي, وضعف السلطة المركزية للدولة, فقد استمرت الحرب الأهلية بين الجمهوريين والملكيين قرابة سبع سنوات, وما كادت تنتهي حتى اندلع الصراع بين النظام السياسي والتنظيمات اليسارية, التي تبنت استراتيجية إسقاط النظام من خلال ما أطلقت عليه بالحرب الشعبية, حيث تحولت بعض المناطق في وسط وجنوب الجمهورية العربية اليمنية إلى ساحة للقتال بين المتمردين والحملات العسكرية التي كانت ترسلها السلطة في صنعاء, وإلى جانب الصراع السياسي والعسكري مع الشطر الجنوبي, فقد خاض شطرا اليمن حربين شطريتين: الأولى عام 1972, والثانية عام 1979م, واُغتِيل رئيسان للجمهورية العربية اليمنية, في فترة متقاربة, فقد قتل الرئيس إبراهيم الحمدي بتاريخ11/10/1977م, ولم يستمر خليفته الرئيس أحمد الغشمي إلا قرابة ثمانية أشهر فقط, إذ تم اغتياله بتاريخ 24/6/1978م, فضلاً عن الصراعات التقليدية بين القبائل وبعضها البعض, والقبائل والدولة, والنزاع حول السلطة بين الرئيس إبراهيم الحمدي ومشائخ القبائل, والرئيس الغشمي وأنصار الرئيس الحمدي.. وهكذا فقد كان الصراع السياسي سمةً لليمن منذ قيام الثورة, وأخذ مستوى الصراع في الصعود كلما قربنا من عام 1978م, بفعل تنامي قوة التيارات اليسارية, وهو العام الذي تولى فيه الرئيس علي عبد الله صالح السلطة.

ثانيا : التطورات السياسية والاجتماعية في جمهورية اليمن الديمقراطية (سابقا):
واجه الاستعمار البريطاني مقاومة مستمرة من قبل المواطنين في مدينة عدن والمحميات, وتتابعت الثورات التي قامت بها القبائل, فيما تولت الأحزاب والنقابات والنوادي الثقافية الجوانب السياسية من المقاومة, بتنفيذ الإضرابات والمظاهرات ورفع مطالب الاستقلال إلى الجهات الإقليمية والدولية وغيرها من أشكال المقاومة.

كان أول تنظيم جرى تشكيله في عدن هو الجمعية الإسلامية الكبرى, التي تشكلت عام 1949م, وضمت عددا من المسلمين البارزين من مختلف الجنسيات, من بينهم محمد علي الجفري الذي أسس –فيما بعد- حزب رابطة الجنوب العربي, والشيخ محمد سالم البيحاني, الشيخ علي باحميش, الشيخ علي بازرعة, الشيخ علي إسماعيل تركي, سالم الصافي, الشيخ ياسين راجمنار, عبد الله بن صالح المحضار, وعلي غانم كليب"( ) إلى جانب مؤسسها "محمد بن عبد الله" وهو محامي من أصل باكستاني, غير أن هذه الجمعية انتهت بعد وفاة مؤسسها, وتوزع أعضاؤها بين الأحزاب السياسية الأخرى, حيث تحول معظمهم إلى رابطة أبناء الجنوب العربي.

وأياً كان الدور الذي قامت به الجمعية الإسلامية الكبرى فإن تشكيلها كأول منظمة سياسية يشير إلى محورية الإسلام في مواجهة الاستعمار البريطاني, والدفاع عن الهوية العربية والإسلامية لمدينة عدن.

وفي عام 1950م شكل محمد علي الجفري رابطة أبناء الجنوب العربي, كما تأسس في يوليو1962م حزب الشعب الاشتراكي, بقيادة عبدالله الاصنج كواجهة سياسية لنقابات العمال, وتولى هذان الحزبان قيادة العمل السياسي في عدن.

(أ): وصول اليسار إلى السلطة:
تشكلت الخلية الأولى لحركة القوميين العرب في الجنوب في منطقة الشيخ عثمان بعدن أواخر عام 1959م, وتألفت أساسا من موظفين وتلامذة ومعلمين, ونشطت في البدء تحت ستار نادي "الشباب الثقافي " في عدن, الذي استقطب طلاب المدرسة الثانوية الوحيدة للبنين في عدن, وهي كلية عدن التي كان يدرس فيها عدد من أولاد الشيوخ, وفي هذه الثانوية تم تأسيس أولى الخلايا.

ومنذ وقت مبكر, وبتخطيط من قيادة الحركة في بيروت, ومساعدة بقية الفروع في دول المشرق العربي, كان فرع الحركة في جنوب اليمن يُعِد نفسه لقيادة حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني واستلام السلطة من بعده, وتحقيقا لذلك عملت الحركة على التواجد التنظيمي في المناطق الريفية بين أفراد وشيوخ القبائل, إضافة إلى انتشارها في الأوساط العمالية والطلاب في عدن, فقد تمكنت من استقطاب وتنظيم عدد كبير من المغتربين اليمنيين في دول الخليج, وخاصة الكويت".

وخلال الفترة 1959- 1963م لعب فرع الحركة دورا مهما على صعيد نشر الأفكار التحررية, ومارس عملا دعائيا وتعبويا كبيرا في مواجهة الاستعمار البريطاني..كما وقف ضد المشاريع الاستعمارية البريطانية, وبخاصة منها مشروع إقامة "اتحاد إمارات الجنوب العربي", حيث صدر عن الحركة كتاب في عام 1959م في عدن يفضح أهداف قيام "اتحاد الإمارات المزيف", كما صدرت فيما بعد كتب أخرى من تأليف قادة الفرع اليمني للحركة, ساهمت إلى -حد كبير- في رفع الوعي الشعبي في مواجهة الاستعمار البريطاني, هذا إلى جانب العديد من المقالات والندوات السياسية والفكرية التي نشرت أو أُعدت لهذا الغرض.

أما بعد انتصار ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن, فقد ساهم العشرات من أعضاء الحركة في الجنوب في الدفاع عن الثورة, ملتحقين بكتائب الحرس الوطني, ومشاركين في العمليات الحربية التي خاضتها قوى الثورة ضد فلول الملكيين.. وكان من بين المشاركين الشهيد "غالب لبوزة" الذي أطلق باستشهاده عند عودته إلى الجنوب شرارة الثورة المسلحة ضد المستعمر البريطاني, وعلى إثرها تشكلت الجبهة القومية.

حصلت الجبهة القومية على دعم كبير من حكومة الجمهورية العربية المتحدة, إلا أن العلاقات بين الطرفين أخذت في الاتجاه نحو التوتر بسبب عدم التفاهم بين الأجهزة الأمنية المصرية والجبهة, ورغبة الأخيرة في الحفاظ على استقلالها خاصة مع تنامي الميول اليسارية داخلها, وخروجها عن الخط القومي الناصري.

أدى التوتر بين الأجهزة الأمنية المصرية والجبهة القومية إلى سعي الأولى لتجميع أبرز القوى السياسية المنافسة للجبهة القومية في تكتل واحد تدعمه القاهرة, فتشكلت جبهة التحرير التي تكونت من حزب الشعب الاشتراكي ورابطة أبناء الجنوب اليمني, وعدد من السلاطين والشخصيات الاجتماعية القبلية, وذلك تحت إشراف جامعة الدول العربية, وتحوَّل الدعم الذي كانت تقدمه السلطات المصرية للجبهة القومية إلى جبهة التحرير, وبعد إعلان المستعمر البريطاني قرب رحيله, كثفت الجامعة العربية ومصر من ضغوطهما لأجل توحيد القوى السياسية في جنوب اليمن, ومارست القاهرة ضغوطاً مباشرةً على الجبهة القومية لقبول الاندماج مع جبهة التحرير, فوقعت بعض الشخصيات القيادية في الجبهة على صيغة الدمج بين التنظيمين, ولقي ذلك التوقيع رفضاً صريحاً من قِبَل القيادات البارزة في الجبهة, في المقدمة منهم "قحطان الشعبي", و"فيصل عبد اللطيف الشعبي" والصف الثاني في قيادة الجبهة الذي يقود العمل المسلح في الميدان.

استغلت الجبهة القومية سحب سلطة الاحتلال للجيش من مناطق المحميات فكثفت العمل المسلح, وبشكل سريع تساقطت مناطق الداخل بيد أنصار الجبهة القومية, وربما بسبب ذلك حددت بريطانيا الجبهة القومية كجهة يمكن التفاوض معها حول عملية الانسحاب, وقد انعكس كل ذلك على علاقة الجبهة القومية بجبهة التحرير التي رفضت أن تؤول السلطة إلى الجبهة القومية, واتهمت السلطات البريطانية بالتآمر ضدها, وتطور التنافس بين الجبهتين إلى صراع مسلح في شوارع مدينة عدن حسم بتدخل الجيش الاتحادي إلى جانب الجبهة القومية, وطرد قيادات جبهة التحرير إلى شمال اليمن, وهكذا استلمت الجبهة القومية السلطة في عدن بعد خروج جيش الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967م, وتمكنت من توحيد الإمارات والسلطنات في دولة واحدة, هي جمهورية اليمن الجنوبية.

برزت الخلافات الفكرية بين أجنحة الجبهة القومية بعد استلامها للسلطة, وإعلانها بأنها التنظيم السياسي الوحيد، وهي خلافات تعود إلى عام 1965م, عندما بدأ التمايز بين التيار اليساري الماركسي والتيار القومي، غير أن خوف الجبهة القومية آنذاك من التحلل داخل إطار جبهة التحرير أجل الخلافات بين التيارين، فقد حدث تحول داخل بعض أجهزت الحركة, من الفكر القومي إلى الفكر اليساري, "وبالطبع لم يكن هذا التحول معزولا عن التغيرات التي شهدتها حركة القوميين العرب مركزيا وفي عدد من الفروع بفعل "المناخ الثوري" الذي عم العديد من مناطق في العالم فيتنام, الصين, كوبا..وغيرها.

وعلى إثر وصولها إلى السلطة, برزت رغبة تيار اليسار في الهيمنة على السلطة وتطبيق رؤاه التغييرية, على غرار حركات التحرر الاشتراكية في كل من: كوبا وفيتنام ودول أوروبا الشرقية.

وكان من الواضح أن ذلك التيار كان يمثل جبهة داخل الجبهة القومية، ويُعِد نفسه لاستلام السلطة، وهو وإن كان قد أسند رئاسة الدولة إلى التيار القومي, فإن ذلك لظروف اضطرارية، ولمرحلة مؤقتة, حيث تركز وجوده في المواقع التنظيمية الحيوية في الجبهة القومية، وسيطر على فروع الجبهة في عدد من المناطق, وبخاصة فرعي الجبهة بحضرموت وعدن، وكان فرع حضرموت أول من نفذ إجراءات التأميم ومحاكمات مَن كان يطلق عليهم أعداء الثورة, والتي قامت بها اللجان الشعبية وفق ما اشتهر "بالتجربة الحضرمية"، أما فرع عدن، فان وجود السلطة المركزية التي كانت بيد ما عرف باليمين القومي حد من تطرف العناصر اليسارية, ومنعها من تكرار ما حدث في حضرموت .

ازداد التنافس بين تيار اليسار الأكثر تبلورًا وتماسكًا، والتيار الآخر الذي يضم المتحفظين والرافضين للماركسية داخل الجبهة القومية من أصحاب التوجهات القومية والإسلامية, وسريعا ما تحول التنافس إلى صراع وتصادم, كانت قوة التيار القومي في الجبهة القومية تتمثل في إمساكه بالسلطة, حيث أن أغلب أعضائه احتلوا المناصب العليا في الدولة, بما فيها رئيس الدولة (قحطان الشعبي), ورئيس مجلس الوزراء (فيصل عبد اللطيف الشعبي) وعدد كبير من الوزراء، ويلقى التأييد من الجيش الاتحادي المعارض للأفكار اليسارية, وكانت نقطة ضعف التيار القومي في أنه لا يعمل وفق رؤية، ولا يدرك مرامي وأهداف التيار الآخر، ويتعامل مع الأحداث بقدر من التردد وعدم الحسم, أما التنظيم اليساري فقد سيطر على التنظيم داخل الجبهة القومية, وتعامل مع التطورات بقدرة عالية من التكتيك والمناورة، ولعب على تناقض الطرف الآخر، وحدد خطواته في ضوء هدف واضح, هو ضرورة استلامه للسلطة, والأهم من ذلك أنه كان يستعين بقيادة متفرغة وعقل حزبي مخطط، هو "نايف حواتمة" أحد القيادات التاريخية لحركة القوميين العرب "الأم" في بيروت, والذي تبنى الخط الماركسي باللجنة التنفيذية فيها، وبقي في عدن ليقوم بـ "إثارة الصراع الطبقي", والتخطيط لوصول أنصار اليسار إلى السلطة.

اختلفت رؤية الطرفين حول عدد من القضايا, منها: إنشاء اللجان الشعبية, والموقف من الجيش والأمن, والإصلاح الزراعي, ففي حين ركن ما كان يطلق عليه التيار اليميني إلى مواقعه في قيادة الدولة، ولم يتبن أي نوع من التحالف مع قيادة الجيش والقوى الاجتماعية والقبلية.

نشط اليسار في إكمال سيطرته على تنظيم الجبهة القومية، ودخل الطرفان في تنافس تجاه المؤتمر العام الرابع, الذي عقد في زنجبار بمحافظة أبين بتاريخ (2) مارس 1968م, وهو أول مؤتمر عام تقيمه الجبهة بعد وصولها إلى السلطة، فقد تعثرت لجنة الإعداد للمؤتمر، وشكل جناح اليسار لجنة خاصة غير معلنة ضمت عناصر يسارية متطرفة، علي صالح عباد "مقبل"، سلطان أحمد عمر, عبد الله الأشطل، وبحضور ورعاية نايف حواتمة، أعدت الأوراق التي قدمها جناح اليسار إلى المؤتمر, وتضمنت رؤية متطرفة لتغييرات جذرية للمجتمع والدولة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وبالرغم من معارضة جناح قحطان الشعبي إلا أن وثائق المؤتمر العام ومخرجاته كانت لصالح اليسار.

أثارت تصرفات اليسار مخاوف قيادة الجيش، وشن عدد من خطبـاء المسـاجد تحذيرات من مخاطر الشيوعيين, وقام الجيش والأمن بزعامة حسين عثمان عشال بمحاولة انقلاب حيث اعتقل في صباح (20) مارس مجموعة كبيرة من الجناح اليساري بينهم ثمانية أعضاء في القيادة العامة.

بادر أنصار الرئيس قحطان الشعبي إلى التوسط وإقناع قادة الجيش بأنهم إذا عادوا إلى ثكناتهم فسيوقفون تصرفات العناصر اليسارية، وفي تلك الأثناء هرب من الحجز عدد من قادة اليسار، وانتقلوا إلى المحافظة الثالثة "أبين" ليعدوا لانتفاضة مسلحة ضد قيادة الدولة.

أدى انقلاب 20 مارس 1969م إلى تفاقم الخلاف, وبروز أزمة الثقة بين جناحي الجبهة القومية المتصارعين، ولم يكن الجناح اليساري قانعًا بالإجراءات التي اتخذها الرئيس قحطان الشعبي، وكان داخل التيار اليساري من يطالب بضرورة معاقبة قيادة الجيش ومدبري الانقلاب دون تهاون، وكان في مقدمة أصحاب هذه المطالب: الكوادر والعناصر التي توجهت إثر الانقلاب العسكري إلى المحافظة الثالثة، وقد ضاعف من حجم أزمة الثقة بين الجانبين عدم تنفيذ حكومة قحطان الشعبي لقرارات المؤتمر الرابع, وإصدارها قانون الإصلاح الزراعي على النحو الذي انتقده اليساريون.

فشل تيار اليسار في تحقيق أهدافه من خلال الانتفاضة العامة التي قادها في المحافظة الثالثة، وتبنى سياسة جديدة تقوم على احتواء النظام وتفكيكه من الداخل, وقدم لهم تمرد بعض القبائل وفشل الوحدات العسكرية التي أرسلها قحطان الشعبي للقضاء على ذلك التمرد فرصة لتحسين العلاقة مع الشعبي والعودة إلى عدن, حيث عرضوا خدمتهم لمساعدته, وتمكنوا بالعنف الشديد من إخماد التمرد القبلي, "ويقر عبد الفتاح إسماعيل بشكل صريح أنه منذ عودة الجناح اليساري إلى عدن، بدأوا فورًا في تنفيذ مخطط يهدف في نهاية المطاف إلى تنحية قحطان الشعبي وأنصاره عن الحكم، وانفرادهم بالسلطة, وبفضل هذه السياسة تمكن قادة اليسار من العودة إلى ممارسة مسؤولياتهم في قيادة الجبهة القومية، كما وسعوا من سيطرتهم على مختلف المنظمات الحزبية والجماهيرية، وأقاموا تحالفات حتى مع بعض الرموز اليمينية المتناقضة مع الشعبي مثل محمد علي هيثم (وزير الداخلية), ومحمد صالح عولقي (قائد الجيش)، وضباط العوالق في الجيش الذين كانوا يمثلون الأغلبية، وذلك بالطبع إلى جانب استقطابهم لتأييد صغار الضباط والجنود.

حصر أنصار تيار اليسار في الجبهة القومية خلافاتهم مع رئيس الجمهورية قحطان الشعبي، بغرض عزله عن أنصاره, حتى إذا ما تم التخلص منه, يتم التخلص من البقية فيما بعد,.. وعندما تمكنوا من تثبيت مواقعهم أطاحوا بالرئيس قحطان الشعبي بتاريخ 22مايو 1969م, فيما يسمى بحركة 22 مايو التصحيحية، حيث أُودع "قحطان الشعبي" السجن، وتم إعدام "فيصل الشعبي" بدعوى محاولة فراره من السجن، وتم تشكيل مجلس رئاسة جديد برئاسة سالم ربيع علي (سالمين), وعضوية عبد الفتاح إسماعيل (الذي أصبح أميناً عاماً للجبهة القومية) ومحمد علي هيثم (الذي عُين رئيسا للوزراء)، ومحمد صالح عولقي، وعلي عنتر، وقد ضم المجلس عضوين محسوبين على ما كان يطلق عليه بتيار اليمين, وهما محمد علي هيثم، ومحمد صالح عولقي، وكان هذا إجراءاً تكتيكياً, إذ سرعان ما تم إقصاؤهما، فقد قررت القيادة العامة للجبهة القومية في دورتها التي عقدتها من 27 نوفمبر إلى 8 ديسمبر 1969م، تخفيض عدد أعضاء مجلس الرئاسة إلى ثلاثة أعضاء هم: سالم ربيع علي، عبد الفتاح إسماعيل، محمد علي هيثم، وفي أغسطس 1970م تم إقالة محمد علي هيثم من كافة المناصب وتعيين علي ناصر محمد بدلاً عنه.

وبسيطرة اليسار على السلطة وإزاحة ما كان يطلق عليه التيار اليميني أو القومي, تفرغ التيار الأول لتنفيذ ما أطلق عليه "مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية" والتي تعني تطبيق الاشتراكية العلمية, من خلال تجذير التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البلاد.

وقد مثلت هذه الفترة التي امتدت إلى أكتوبر 1978م, وهو التاريخ الذي تم فيه الإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي, مثلت اشد المراحل الاشتراكية تطرفًا, وأكثرها تضييقًا على القوى السياسية والاجتماعية في البلاد، بل وعلى تلك الشخصيات غير الماركسية التي ناضلت لإنشاء الجبهة القومية, وخاضت الكفاح من خلالها, وهي الفترة التي تم فيها تطبيق ما يعرف بالتحولات اليسارية في الدولة والمجتمع, وكان تطبيق تلك التحولات قائماً على الإفراط في التنكيل والبطش, والمغالاة في استخدام العنف والإرهاب.

(ب) ـ التغيرات الراديكالية:
بمجرد وصول تيار اليسار المتطرف إلى السلطة، عمل على تنفيذ تحولات جذرية لإعادة بناء الدولة والمجتمع, وفق نظرية الاشتراكية العلمية, وعلى غرار التجارب المماثلة التي تم تطبيقها في عدد من الدول التي تحولت إلى النظام الاشتراكي, وخاصة كوبا وفيتنام. إذ كان جناح اليسار قد قدم بعض رؤاه في المؤتمر العام الرابع للجبهة القومية, تحت عنوان "برنامج استكمال مهام مرحلة التحرر الوطني", وهو البرنامج الذي عارضه التيار اليميني برئاسة قحطان الشعبي, وبعد استيلائه على السلطة لم يعد مقتنعاً بذلك البرنامج، وطرح برنامجاً جديداً تم إقراره في المؤتمر العام الخامس للجبهة القومية, الذي عقد في 2ـ6 مارس 1972م, وهو البرنامج الذي أطلق عليه "مهام مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية", حيث أعلن صراحةً التزام الجبهة القومية بالاشتراكية العلمية, وأن العمل الثوري تجاوز مهام التخلص من الأعداء إلى تفكيك البناء السياسي للنظام القائم وإعادة بناؤه على أسس أيديولوجية، لم تطبق بتلك الدرجة والحدة في أي دولة عربية أخرى.

وعلى ذلك شهدت تلك المرحلة إعادة صياغة المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع في جنوب اليمن, بصورة احتوت قدراً كبيراً من تجاوز الحقائق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع اليمني.

1- إعادة بناء أجهزة الدولة على طريقة النظم الاشتراكية:
مثل الموقف من مؤسسات الدولة وأجهزتها نقطة خلاف بين التيارين المتنافسين في الجبهة القومية، إذ كان التيار اليميني يرى الحاجة للحفاظ عليها مع تقويمها وتصحيح أوضاعها لتقوم بدورها، أما التيار اليساري فقد كان يرى ضرورة تحطيمها والقضاء عليها، وبناء أجهزة جديدة تتسم بالثورية، وهذه الرؤية كانت عن قناعة فكرية, "فعلى الثورة لكي تحافظ على مكاسبها وتستمر قدمًا أن تحطم آلة الدولة "الجاهزة" وتستعيض عنها بآلة جديدة، وتدمج البوليس والجيش والبيروقراطية في الشعب المسلح عن بكرة أبيه" وهذا ما قامت به الجبهة القومية بعد انقلاب مارس 1969م .

فقد قامت الجبهة القومية بعملية تطهير واسعة لبعض الضباط في المستويات العليا، ليس المشكوك في مساندتهم لجبهة تحرير اليمن الجنوبية وتحالف الجنوب العربي فقط, بل وأولئك الذين كان لهم دور في القرار النهائي للجيش ايضاً، ولمساندة الجبهة القومية في كل وحدة من الجيش تم تعيين ضابط سياسي, مثل النظام المتبع في الاتحاد السوفيتي، لكي يطبق وجهة النظر الحزبية, وليمارس نفوذ الحزب، وأما الالتحاق بالمعاهد والكليات العسكرية فقد كان مقصورًا على الذين تقبلهم الجبهة الوطنية فقط، كما تم تكوين فرقة عسكرية مستقلة ثابتة للحزب, ليس لها أي علاقة بالقوات المسلحة, حيث كانت مهمة هذه الفرقة العسكرية حماية التنظيم الحزبي من أي محاولة للانقلاب.

وفي هذا الإطار يمكن فهم إصرار التيار اليساري في الجبهة القومية (وهو الذي كان يقود الكفاح المسلح ميدانيًا) على إنشاء العديد من الأجهزة البديلة لقوات الجيش: تنظيمات الفدائيين، وجيش التحرير الشعبي, واللجان الشعبية العسكرية والمدنية، والحرس الشعبي، والقوات الشعبية, بعضها أُنشئ أثناء عملية الكفاح المسلح, والبعض الآخر أُنشئ بعد التحرر وهي سمة عامة للثورات التحررية الشعبية المسلحة التي سلكت طريق التوجه الاشتراكي, وتتبنى الاشتراكية, مثل كوبا وفيتنام لاوس وكمبوديا.

كما "عملت الثورة على تطهير أجهزة الجيش والبوليس من عناصر الثورة المضادة، إلى درجة تحطيمها، وإعادة بنائها على أساس دمجها ضمن المؤسسات العسكرية للثورة, من حرس شعبي، وجيش تحرير شعبي، وقوات شعبية، وتنظيمات فدائيين، وكانت عملية تحطيم جهاز الدولة القديم سمة تميز ثورتنا عن الثورات الوطنية التحررية في الوطن العربي التي اكتفت على حد قول لينين بنقل آلة الدولة هذه من يد حزب إلى يد حزب آخر, وهذا ما أعاق عملية التطور لهذه البلدان في الاتجاه الاشتراكي بجانب العوامل الأخرى المتعلقة بطبيعة القوى الحاكمة".

اقترن تطهير الأجهزة العسكرية والأمنية للدولة، وإحلال الأجهزة التي أوجدتها الجبهة القومية في مرحلة النضال المسلح وبعد الاستقلال، اقترن بخطوة أخرى وهي الحرص على تسييس وأدلجة المؤسسات والأجهزة الجديدة, بحيث تكون المسؤولة عن تطبيق الأفكار الاشتراكية وحماية النظام الجديد، فكما يقول أحد الباحثين فقد "أولت ثورتنا أهمية خاصة للعمل السياسي في أجهزة الجيش والبوليس، حيث كانت تسير عملية التدريب العسكري، والتثقيف السياسي والأيديولوجي سيرًا منسجمًا مع أهداف الثورة, تحت إشراف وتوجيه التنظيم السياسي القائد آنذاك "الجبهة القومية"، حيث احتل النشاط السياسي في صفوف الأجهزة الدفاعية والأمنية المرتبة الأولى من حيث الأهمية النسبية لعملية الإعداد العسكري".

ويضيف "بأن عملية تحطيم جهاز الدولة القديم في بلادنا، وتكوين جهاز ثوري حديث على أنقاضه من أبناء الكادحين، وإعداد وتنظيم وتسليح الشعب الكادح، ودمج كل المؤسسات العسكرية، والمنظمات الجماهيرية المسلحة, وجعلها تخوض معارك الدفاع عن الثورة المهددة بخطر الثورة المضادة بصورة مشتركة كان كل ذلك يعتبر من أهم عوامل نجاح ثورتنا المحاطة بالأعداء من كل جانب"( ).
وبعد المؤتمر العام الخامس للجبهة القومية، أتخذت قرارات أخرى تعزز هذا الاتجاه منها انخراط كافة أعضاء التنظيم السياسي في الميليشيا الشعبية لتدريبهم وتسليحهم، وتعيين مدربين عسكريين في المدارس لتدريب الميليشيا الطلابية، وإبرام اتفاقية تعاون مع الحزب الشيوعي الكوبي لتدريب الميليشيا، وفتح مدارس ومعسكرات تدريب الميليشيا في جميع المحافظات، وذلك لإعداد وتدريب الميليشيا، وتشكيل المحاكم الشعبية لمحاكمة الخونة، وتشكيل مجالس الدفاع الوطني في جميع أرجاء البلاد, ابتداءً بالمجلس الوطني للمركز كأصغر وحدة إدارية, وانتهاء بمجلس الدفاع الوطني الأعل<
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas