عصابة 'نورا' سرقت 60 رجلا!

[الشخط]

60 رجلا وقعوا ضحايا لأربع نساء فقط!.. ولأن الجرائم التي تمت ضد الرجال كانت تعتمد علي شطارة كل فتاة أو سيدة من العصابة في اغراء المجني عليه فقد خجل المجني عليهم في النهاية من الابلاغ بحقيقة ماحدث لهم علي يد النساء اللاتي جمعن مئات الآلاف من الجنيهات من جيوب كل رجل سال لعابه امام فستان قصير.. أو ضحكة دلال.. أو نبرات صوت كأنها زقزقة عصافير علي غصن الأشجار في الصباح!
كل عضوة من عضوات العصابة تحمل لقب مسجل خطر.. وكل منهن ترتبط بصلة قرابة للاخري.. ونحن من جانبنا سنقدم قصتهن كاملة مع الجريمة

داخل تخشيبة مديرية أمن الجيزة جلست المتهمات الاربعة في حالة سكون.. الترقب كان واضحا علي ملامحهن.. لكن الخوف كان هو عنوان مايدور برأس نورا أصغرهن سنا.. لم تكن تعرف ما تخبأه لها الأيام!
لكن خالتها 'حلوة' كانت تشد من ازرها.. وتحاول ان تساعدها علي تجاوز هذا الموقف.. أكدت المتهمة العتيدة لابنة شقيقتها إن السجن لايخيف احد من عائلتها.. فكلهن معتادات علي دخوله والخروج منه بعد فترة بسيطة!
ابتلعت نورا خوفها..نظرت الي نافذة في أقصي الزنزانة وكأنها تحاول ان تفكر في شيء أخر.. فجأة انفتح الباب.. دخل احد جنود الحراسة ليطلب المتهمات الاربعة.. نورا.. وخالتها حلوة.. ورضا وإبنة شقيقتها منال!
في مكتب العقيد طارق المرجاوي رئيس مباحث النشل بالادارة العامة لمباحث الجيزة تكررهذا المشهد عشرات المرات.. المجني عليهم يأتون الي المديرية ليتعرفوا علي عصابة النساء التي سرقت أموالهم.. كلهم تعرفوا علي المتهمات الاربعة.. كل واحدة علي حدة.. لكن المثير ان المجني عليهم أكدوا إن ملامح المتهمات تغيرت كثيرا.. لأنهن كانوا اكثر جمالا عندما قابلوهن في الشارع.. اما الآن فهن أقل كثيرا في الجمال.. ربما اثرت فيهن أيام السجن!
تحاول كل واحدة في العصابة ان تخفي ملامحها عن ضحيتها.. تحاول ان تفكر ولكن بلا جدوي..وتوالت البلاغات كلها تدين حلوة.. ورضا.. ونورا.. ومنال.. هذه البلاغات كانت تعني الكثير.. وتؤكد إن هناك سنوات من السجن في انتظار الجميع!
والايداع في دار رعاية الاحداث هو مصير نورا.. ومنال.. وبداخل الزنزانة انهارت الفتاتان.. لكن خاليتهما أكدتا لهما ان دار رعاية الأحداث احتضنت كل عائلة عصابة اللصوص.. فكلهن بدأن في هذا العمر الصغير.. وعندما سقطن لأول مرة في قبضة الشرطة تم ايداعهن في المؤسسة العقابية بضعة شهور!
رحلة طويلة مع الجريمة خاضتها حلوة النشالة المحترفة.. التي تنوعت جرائمها بين النشل في وسائل المواصلات العامة.. والسرقة في المحلات بأسلوب المغافلة.. أو استغلال جمالها لخداع ضحيتها بعد استدراجها!
25 سنة كاملة قضتها حلوة مع الجريمة.. ضحاياها تجاوزوا المئات.. كل يوم العديد من الضحايا.. هكذا نشأت في مدرسة الجريمة.. فهي من عائلة الهنجرانية التي تمتد لأكثر من عدة محافظات.. الجميع يرثن هذه المهنة.. ولايعملن غيرها!
كل أم تورث مهنتها لشقيقتها الصغري ولبناتها.. الرجال يجلسن في المنازل.. والنساء يسرقن في الشوارع.. وتعود كل واحدة منهن في نهاية اليوم لمنزلها تتباهي بحصيلتها الوفيرة من أجهزة هاتف محمول.. وساعات ثمينة.. وحلي ذهبية غالية.. وأموال نقدية!
خاضت حلوة منذ طفولتها دروس في السرقة عمليا.. والدتها وخالتها علمتاها هذه المهنة منذ اكثر من ربع قرن.. ونزلت حلوة الي الشارع بجرأة.. استغلت ملامحها الجميلة آنذاك.. وكانت ترتدي ملابسأنيقة.. وخدعت كل ضحاياها.. ارتكبت الجريمة تلو الأخري دون ان يلحظها احد
ولكنها سقطت للمرة الأولي في قبضة الشرطة وعمرها 16 سنة.. ودخلت السجن لأول مرة.. ولكنها خرجت بعد بضعة اشهر بفضل جيش المحامين الذي تحرك للدفاع عنها.. فهكذا عائلات الهنجرانية.. لايتركون بناتهم دون ان يدافعن عنهن بكل السبل!
خرجت حلوة من السجن.. ذاع صيتها بين أفراد عائلتها فكانت اشهرهن.. وتباري شباب العائلة للفوز بها زوجة لهم.. ووصل مهرها الي 50 ألف جنيه.. وكان هذا المهر عظيما وقتها!
وتزوجت حلوة واستمرت في ممارسة مهنتها.. وحصدت الكثير من المال بعد ان باعت متعلقات الضحايا.. ألوف الجنيهات حصلت عليها حلوة من جرائمها.. وفي كل مرة كانت تطور اسلوبها!
تارة تسرق في المواصلات العامة.. مرة تقطع ملابس ضحيتها لتسرق حافظة نقوده.. وتارة اخري تغافله مستغلة مهارتها وخفة يديها لتسرق ساعته أو هاتفه المحمول!
ودربت حلوة ابناءها علي السرقة.. علمتهم الجراءة والمهارة.. ولم تكتف حلوة بذلك.. مرت السنوات لتضع عينيها علي نورا إبنة شقيقتها.. كانت الفتاة ترغب في الحياة بعيدا عن هذا الجو المشبوه.. تحاول ان تخلق لنفسها مناخا تعيش فيه حياة مستقرة.. تكسب فيها أموالها من الحلال!
لكنها اصطدمت بقوانين اسرتها التي لاتسمح باي خروج عليها.. فكرت نورا ان تدخل المدرسة مثلها مثل كل جيرانها في المنطقة التي تعيش فيها.. كانت الفتاة تحلم كثيرا.. لكن احلامها كانت صعبة التحقق!
قواعد عائلات الهنجرانية هزمتها. وقتلت بداخلها كل هذه الاحلام الوردية.. وبدا وكأن الأقدار قد خططت لها لتصبح مثلهم.. وان يكون مصيرها هو أن تعيش في السجن نصف حياتها.. وتقضي النصف الاخر بين كر وفر مع الشرطة!
أخطرت نورا ان تمتثل لقواعد الاسرة.. استجاب لخالتها الحرامية المخضرمة وهي تعلمها أصول المهنة.. لم تكن تمتلك أي مهارات تميزها في هذا المجال.. لكن حلوة في ايام قليلة صنعت من هذه الفتاة البريئة لصة محترفة!


المحترفة!


نزلت نورا الصغيرة الي الشارع وهي تضع مكياج كامل. وترتدي ملابس مثيرة.. كانت تتصرف كواحدة من بنات الديسكو.. لم يكن احد يشك فيها مطلقا.. كانت تغافل الشباب في الفنادق.. والملاهي.. وصالات الديسكو لتسرقهم!
صفقت الخالة بشدة لابنة شقيقتها بعد نجاحها في اليوم الاول كانت الحصيلة ضخمة تجاوزت ألوف الجنيهات.. وحصلت الفتاة نورا علي نصيبها.. وبدأ بداخلها صراع شديد.
هل تستمر في هذه المهنة وتصبح لصة.. ام انها مرحلة سرعان ماستتخلص منها.. ولكنها ذاقت حلاوة الربح الحرام السهل الوفير.. اشترت لنفسها ملابس.. ومجوهرات واصبحت شهيرة في عائلتها.. اصبح يشار إليها بالبنان في الجلسات العائلية!
فوجئت نورا بسيل من العرسان يطرقون بابها.. اصبحت مرغوبة. وأرتفعت ارقام المهر.. حتي وصلت الي 100 الف جنيه.. لم تصدق نفسها.. لكن خالتها اكدت لها ان مهارتها هي سبب هذا الاقبال عليها!
الآن حسمت نورا امرها.. قررت ان تستمر في هذا الطريق الذي سيحقق لها كل شيء.. مرت الايام والشهور وضحاياها يتزايدون.. كل يوم تسرق أكثر من 10 اشخاص.. وفجأة سقطت في قبضة الرائدين محمد شكري.. ومحمد غراب.. ليتم احالتها الي النيابة لتفيق نورا مؤقتا من احلامها!
وفي منزل غير بعيد عن منزل حلوة كانت قريبتها رضا تتابع مايحدث.. وتدرب هي الاخري ابنة شقيقتها منال حتي لاتكون اقل قدرا من نورا.. لان رضا نفسها كانت تنافس قريبتها حلوة منذ سنوات علي الزعامة في المنطقة!
تفوقت حلوة في مهارتها في السرقة.. ولكن رضا كشفت جرائمها.. وسافرت لعدة محافظات وامعانا في التمويه علي رجال المباحث.. سقطت في قبضة الشرطة العديد من المرات!
دخلت رضا السجن مرات.. ومرات.. كانت تدعي انها اعتزلت المهنة.. ولكن البلاغات التي توالت علي المباحث أكدت ان رضا لازالت تمارس هوايتها.. وتوقع بالمزيد من الضحايا!
لم تستطع رضا المحترفة ان تتنازل عن المستوي المعيشي المرتفع الذي تعيش فيه. أموال السرقة ساعدت 'رضا' ان تمتلك شقة فاخرة مؤثثة جيدا.. وكذلك وفرت لها سبل الحياة المرفهة!
سنوات طويلة قضتها الحرامية المحترفة في رحلتها مع الجريمة بانواعها.. تدربت علي كل شيء.. سرقات بأسلوب المغافلة.. وسرقات في المحال الكبري.. ووسائل النقل العام.. وكانت تستغل انوثتها.. وتختار بنظرة ثاقبة بعض ضعاف النفوس لتوقع بهم.. تغريهم ثم تسرقهم في لحظات!
قررت رضا ان تدرب إبنة شقيقتها منال التي لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها.. كانت في مثل عمر نورا.. وحفزت رضا ابن شقيقتها حتي تنافس نورا.. وتحمست منال واتقنت اداء دورها جيدا.. في الصباح كانت تلتقي بقريبتها نورا اثناء نزولهما الي الشارع لاداء مهمتهن.. وتتبادل الفتاتان نظرات التحدي!
في نهاية اليوم كان الجميع يلتقون في منزل احدي قريباتهن.. وتتباري كل منهن في أظهار مهارتها.. ونجاحها في سرقة ماخف وزنه وغلا ثمنه.. وتظل المنافسة بينهن مشتعلة.. والضحايا هم الذين يدفعون الثمن.. كل يوم يسقط المزيد.. وجزء كبير من هؤلاء الضحايا لايبلغ الشرطة!
والسبب هو خطؤه شخصيا.. لأنه استجاب لاغراء منال.. أو نورا.. وجري وراء غرائزه.. لذا فهو يستحق ماحدث له.. وهو في الوقت نفسه يخشي الفضيحة.. يدرك ان المتهمة قد تفضحه إذا تم ضبطها.. وتعترف ان ضحيتها كان يحاول مغازلتها فتسبب له مشاكل كبيرة مع زوجته!
وفي مديرية أمن الجيزة اجتمع اللواء عبدالجواد احمد مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة مع رجاله.. وكلف العميد مصطفي زيد رئيس مباحث قطاع المال بسرعة ضبط عصابة النساء المتخصصات في سرقة الرجال بالمحال العامة.. والمواصلات!
الضحايا حددوا شخصية المتهمات الاربعة اللاتي ارتكبن العديد من جرائم السرقة.. وتم وضع عدة اكمنة اشترك فيها ضباط مكافحة السرقات.. وتمكن النقيب محمد حامد من ضبط منال متلبسة بالسرقة!
وتمكن العقيد طارق المرجاوي من ضبط باقي المتهمات.. وتوالت اعترافاتهن المثيرة تؤكد ارتكابهم عشرات الجرائم.. رحلة طويلة مع الجريمة سقط فيها أكثر من 500 ضحية كلهم من الرجال!


(((((((((((((((( منقولللللللللللللللللللللللللللللللللللللل )))))))))))))))))