حضرموت والجنوب العربي مشاكل الأراضي قنابل موقوته

[حد من الوادي]

http://www.mukallatoday.com

مشاكل الأراضي قنابل موقوته

فرج طاحس

لازال الجنوب يعاني حتى اليوم من آثار حرب صيف 1994م الذي فرضها نظام صنعاء على الجنوب فرضا، حينما اجتاحت قواتهم وعساكرهم أراضي الجنوب واستباحوها، و نهب متنفذوا النظام وعساكره مؤسسات الدولة الجنوبية ومؤسسات القطاع العام من مزارع ومصانع، وحولوها إلى ملكيات خاصة، وكذالك مساحات واسعة من الأراضي، ولم تسلم من النهب مقرات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والأراضي التابعة لها، وكذالك مقرات السفارات والملحقيات الدبلوماسية، ونتجة للتغيرات الكبيرة التي حصلت في البلاد مثل قيام الحراك الجنوبي وظهور الرغبة القوية في الجنوب نحو الإنفصال لفشل مشروع الوحدة لأسباب كثيرة لامجال هنا لذكرها ،

وكذالك قيام ثورة الشباب التي هزت أركان النظام السابق وأدت إلى قيام نظام توافقي فشل في إدارة البلاد ، والانقلاب على الشرعية ثم الحرب وغزو الجنوب وقيام مقاومة جنوبية تمكنت بدعم من التحالف العربي من اخراجهم. كل ذالك دفع هؤلاء المتنفذين الى بيع ماتم السطو عليه، من أراضي وعقارات بعد استخراج وثائق لها فوق الوثائق الأصلية على سماسرة محليين بقيمة أقل من أثمانها الحقيقية، وقد انتقلت ملكية البعض منها الى أكثر من مالك مماعقد المشكلة أكثر وجعلها مصدر للأشكالية بين أكثر من طرف، كتلك الأرضية العائدة ملكيتها لمنظمة الحزب الاشتراكي الواقعة شمال ثانوية الصبان للبنين - سيئون، وجنوب إدارة المشاريع سابقا التي سطا عليها متنفذ عسكري بعد حرب صيف 1994م وقام ببيعها بوثائق تم استخراجها من جهات معينة معتمدا على دعم النظام السابق وعلى نفوذه العسكري، في الوقت الذي تمتلك منظمة الحزب وثائق أصلية تثبت ملكيتها لهذه الأرض صادرة من مصدرها الأصلي ، وللأسف الشديد هذه الأرضية معروضة للبيع بعد تقطيعها قطع سكنية من قبل سماسرة ومكاتب كنا نعتبر أصحابها شخصيات تتمتع بشيء من الثقة والمصداقية، والحزب لن يتنازل عن ملكيته لهذه الأرض على الأطلاق ، وسيلجأ الى الأساليب القانونية، ويرفض في نفس الوقت أن تسال قطرة دم أو تزهق روح من أجل هذه الأرض ، ويده ممدودة لأية حلول ودية تضمن له تعويضا عادلا.

مشكلة الأراضي في الجنوب من أعقد المشاكل واعوصها ولاسيما في ظل غياب الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية، وفي الإرتفاع الكبير المغري في أسعارها كما هو حاصل اليوم، حيث ستكون سببا مباشرا في اندلاع مواجهات بين أطراف عدة إذا لم يكن هناك تحكيم للعقل والمنطق، فالمواجهات الحاصلة بين العوابثة ونهد يقال بإن سببها مزرعة من مزارع الدولة الجنوبية استولى عليها متنفذ عسكري كبير استثمرها خلال الفترة الماضية، ثم باعها وكل طرف يدعي أنها واقعة في مثواه ، والغريب أنه خلال الفترة الماضية لم يدع أحد ملكيته للأرض، أو تلك الأرضية التي تصارع عليها طرفان قبل ما يقارب ثلاث سنوات وسقط ضحية لهذا الصراع العقيم رجال في عنفوان شبابهم بسبب أرضية لاتساوي قيمتها مليوني ريال في الخيام منطقة الغرفة، فحياة الإنسان أهم وأثمن من هذه الأرض، لكن غاب العقل والعقلاء للأسف.

هناك من يريد أن يلهي حضرموت وأهلها عن الهم الأساسي وما تعانيه هذه المحافظة من نهب لثرواتها وتلاعب بأمنها واستقرارها، حيث يتحكم فيها غير أهلها وتدار بأيادي من خارجها ، وتفتك حمى الضنك بأهلها والجميع يتفرجون عليها حتى من كان لها فضل عليهم للأسف .