المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!


أسوار تريم بين الغزاة والمحاصرين

تاريخ وتراث


إضافة رد
قديم 06-25-2013, 06:00 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي أسوار تريم بين الغزاة والمحاصرين

أسوار تريم بين الغزاة والمحاصرين

كان لأغلب المدن التاريخية في حضرموت وغيرها من بلدان العالم أسوار مبنية بإحكام تحيط بها من كل جانب،وهذه هي إحدى طرق الحماية والدفاع عن المدينة خشية الغزو الخارجي ، أو لتحصينها من دخول اللصوص والغرباء ، فتغلق أبوابها ليلاً وهذا ماتخبر عنه كتب التاريخ.

و لو تأملنا جغرافية المكان لمدينة تريم لتوصلنا إلى أن تريم هي احدي مراكز الاستيطان البشري الرئيسة القديم في وادي حضرموت ،أو على الأقل قبيل الإسلام بشكل كبير ، وكان الاستيطان البشري في الحضارات القديمة كما هو معروف يعتمد على الموقع على طرق التجارة ،أو وجود المياه كالأنهار، ومن ثم الاعتماد على الزراعة ؛وفي حضرموت ليست المستوطنات حديثة العهد كما تدل على ذلك النقوش المكتشفة والآثار القديمة في ريبون وشبوة و تريم والشحر، وشبام وذي أصبح ، وميناء قنا وميفعة وبروم ؛ وغيرها من المدن التاريخية القديمة .

ولعوامل اقتصادية وسياسية ، لعبت مدينة تريم دوراً ملفتاً في تاريخ حضرموت،الأمر الذي جعلها تتعرض للغزو الخارجي من ممالك وسلاطين وأقوام وقبائل شتى نزحت إليها، في أدوار تاريخية متعددة حتى العصر الحديث ، وغيرت فيها من التركيبة الديموغرافية للسكان الذين كانوا في الأصل يغلب عليهم الأصول الحضرمية القديمة في بادئ الأمر ، ولهجرة مجاميع منهم خاصة في بداية صدر الإسلام عند فتح مصر وبلاد الشام والعراق ،وشمال أفريقيا أحدث ذلك تخلخلاً سكانياً وإعادة لتوزيع السكان داخل وخارج مركز المدينة ،وفي العصر الإسلامي الوسيط أيضا خرجت موجة أخرى من المهاجرين إلى مناطق جديدة في جنوب شرق آسيا ،وشرق أفريقيا ، وأضافت زيادات أخرى في عدد المهاجرين منها، كما ذكر ذلك بعض الباحثين المعاصرين .

وكانت تريم قد أختلف في نسبها،فمنهم من ينسبها إلى أحد أبناء حضرموت القحطانية، وهو الصحيح ،ومنهم من يرى خلاف ذلك.

ومما يدل على قدم المدينة، وجود بقايا آثار حقبة ماقبل الإسلام من حصون لاتزال وآثار موجودة حتى يومنا هذا مثل كـــ(حصن الرناد التاريخي ) الواقع في قلب المدينة . وقد ذكر الشيخ محمد بن عبدالله الخطيب في كتابه بُرد النعيم: "إن أصل مدينة تريم القديمة الخلِيف والأزرّة وهما حارتان متصلتان بالحصن والسوق النجدية"، أي أن تريم القديمة كانت تقع حول حصن الرناد وتحتل تلك المساحة اليوم القسم الوسط من المدينة الحالية التي نمت وتطوّرت وتوسّعت لتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 3500 كلم مربع.

وفي كل الأحوال فالمدينة الظاهر أنها كانت معروفة كإحدى حواضر مملكة حضرموت القديمة ، وأحاطت بها سلسلة من التحصينات المحكمة على حدود ابعد من المدينة كموضع آثاري قديم ، يسمى "حصن عر" أو العر، وهو بقية حصن قديم، لعله كان من حصون ملوك حضرموت، الذين كانت تريم تحتضنهم والظاهر أنه أسس في هذا المكان لحماية المنطقة من الغزاة ولحفظ الأمن فيها. وقد كان الحصن عاليًا مرتفعًا فوق تل مرتفع عن الأرض ،وهناك مواضع تحصينات عسكرية أخرى في هذه المنطقة الشرقية التي تحيط بمدينة تريم ، مثل حصن"المكنون" El- Mekenum

الذي يقع قريباً من منطقة السوم , و أما"ثربة" ، فإنه بقايا أبنية على قمة تل، يظهر أنه كان في الأصل حصنًا لحماية المنطقة من الغزاة ولمنع الأعداء من الوصول إلى قرى مدن المنطقة ومدنها أو اجتياز الأودية للاتجاه نحو الجنوب. ولا تزال بقايا جدر الحصن مرتفعة عن سطح الأرض.

ويظهر من آثار الحصون والقلاع الباقية في أن مملكة حضرموت كانت قد حصنت حدودها، وحمتها بحاميات عسكرية أقامت على طول الحدود لحمايتها من الطامعين فيها ولحماية الأمن أيضًا. وقد أقيمت هذه الحصون في مواقع ذات أهمية من الوجهة العسكرية، على تلال وقمم جبال ومرتفعات تشرف على السهول ومضايق الأودية حيث يكون في متناول الجنود إصابة العدو وإنزال الخسائر به، وبهذه التحصينات دافعوا عن حدود بلادهم.

و تعرضت المدينة خلال تاريخها الطويل الموغل في القدم لحملات هجومية ،وغزوات من أطراف محلية وخارجية شتى لاقتحامها والسيطرة عليها .

ولأن المدينة كانت مسورة فستعصت على المهاجمين ،وتمنعت لفترات زمنية عليهم ، قد تطول أوتقصر كما سنلاحظ ذلك في هذا السياق التاريخي الذي نحن بصدده ؛من ذلك ماحدث للمدينة وبساتينها الزراعية ،وعرائش العنب. ففي القرن الثالث الميلادي دلت النقوش الحميرية كالنقش الموسوم (أرياني 32 ) ،حين قدم الحميريون إلى المدن الحضرمية بغية احتلالها بقيادة القائد الحميري "سعد تالب يتلف ،بمباركة الملك "ذمر على يهبر" " تقدموا نحو مستوطنات عدة في حضرموت ومنها تريم ، " فأغار الجيش الحميري على عر آهلان، أو حصن الأهل وتريم، فاكتسحوا مدينتهم بعد حصار دام أثني عشر يوماً، واستولوا على ألف عريشه من عرائش العنب وأتلفوها".

بعد أن لجئوا إلى حصار المدينة المتمنعة بالتحصين الجيد والمقاومة الشعبية بداخلها ،وكانت تحت حاكماً حضرميا،قاوم المعتدين ورفض التسليم ،غير أنهم

فرضوا الحصار عليها لمدة أثني عشر يوماً، ثم تم اكتساح المدينة ،واستباحتها والاستيلاء عليها، وتدمير وتخريب حقول العنب في هذه المدينة، حيث بلغ عدد عرائش العنب المتلفة ألف عريشة. وكانت هذه العرائش خارج أسوار المدينة وداخلها ،فحولها الغزاة أداة ضغط لتسليم المدينة وفتح أسوارها لهم .بعد أن ظلت ممتنعة عن التسليم ، بتحصينها الجيد ، المتمثل في السور والقلاع والبوابات، في اتجاهات مختلفة من الجنوب والشمال . ويستدل من هذه النقوش التي وجدت أنه ذكر فيها هذا النوع من التحصين العسكري القوي ، الذي صمد في وجه الغزاة المتقدمين نحو المدينة.

ولأن المدينة هامة وذات بعد جغرافي واقتصادي

ظل هذا السور في عصور صدر الإسلام قائماً ،حين تحولت تريم عاصمة حضرموت ومقراً دائماً لعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضرموت زياد بن لبيد البياضي وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

وكان بني وليعه من بني عمرو بن معاوية وملوكهم الأربعة وأختهم العمردة التي تشاركهم رئاسة القبيلة من كندة قد لجئوا إلى حصن النجير وتحصنوا فيه ومعهم الأشعث بن قيس الكندي من بني الحارث بن معاوية أيضا،والحصن إلى الشرق من تريم بين قرية خباية ومسيال عِدِم شرقي تريم .

وقيل أنه ليس لكندة وإنما هو لجماعة من قبيلة حضرموت أعوان لكندة في موقفهم ، ولأن تريم والقرى المجاورة لها هي مواطن قبيلة حضرموت،وقد تحصن في الحصن الجماعات الممتنعة عن دفع الزكاة لعامل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والجماعات المرتدة عن الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبايعة الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين من بعده .

بعد معركتهم الأولى ، التي جرت في محشر الزرقان ولعله (منطقة المحجر حالياً ) شمال غرب مدينة شبام حيث تسكن هذه المنطقة وإلى الشمال والغرب منها بعض القبائل الكندية كماذكر الهمداني أبن الحائك في (صفة جزيرة العرب ) من تجيب والسكون وبني عمرو بن معاوية ، وعلى إثر الخلاف الذي نشب بينهم وبينه في قضية الناقة- القلوص التي قيل انها كانت لغلام من كندة كوماء من خير إبله، كما أوضح ذلك (أبن خلدون الحضرمي المغربي في تاريخه) فلما أخذها زياد بن لبيد الأنصاري وعقلها في إبل الصدقة ووسمها بميسم الصدقة جزع الغلام الكندي ، وصاح في قومه فانحاز إليه من أنحاز من كندة حمية وعصبية معه فأعاد أحد شيوخ كندة وهو حارثة بن سراقة الكندي الناقة المتنازع عليها من بين إبل الصدقة ،فبعدها تأزم الموقف ووقعت بينهم وجيش المسلمين واقعة الحصن (النجير ) فكتب زياد إلى أبي بكر رضي الله عنه بذلك، فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان على صنعاء بعد قتل العنسي أن يمد زياداً بنفسه ويعينه على مخالفي عامل خليفة رسول الله بحضرموت .

وهناك جرت في (حصن النجير ) محاصرة المقاتلين الممتنعين عن دفع الزكاة،ومن تريم تنطلق الأوامر والإمداد للمقاتلين لهم ،حتى استتب الأمر لخليفة رسول الله الصديق رضي الله عنه في الجزيرة العربية كلها ومنها حضرموت ، وقد قتل من قتل من كندة قبل أن يأتي أمر الخليفة بالتوقف عن قتل المحاصرين ؛ وأطلق سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه سراح الأشعث بن قيس الكندي الذي قدم أليه مخفورا، ثم أنه زوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة وأعفى عن رفاقه القادمين معه إلى مدينة رسول الله أسرى ،وحسن إسلامهم وساهموا في جيش الفتح الإسلامي .

ومما تجدر الإشارة إليه أيضا في هذا السياق ،وبعد أن أختار ثوار الأباضية حضرموت منطلقاً لثورتهم على مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين وتوافدوا أفراداً وجماعات من البصرة والحجاز ومناطق مختلفة من اليمن , ثم أعلنوا ثورتهم بزعامة عبد الله بن يحيى الكندي، وعزلوا عامل الخليفة الأموي إبراهيم بن جبلة الكندي , المقيم في مدينة تريم -وهذا ما ترجح لي -واستمرت هذه الثورة قرابة السنة والنصف , حيث أنها بدأت من عام 129هـ بقيادة القاضي ( عبد الله بن يحيى الكندي الذي لقبه أنصاره بـ( طالب الحق ) ، أوعز الخليفة مروان بن محمد والي صنعاء عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي ليطارد فلول الأباضية بعد مقتل زعيمها ، ووصل جيشه إلى شبام وتريم بحضر موت . إلاَّ إنه لم يستطع السيطرة التامة على الوضع في حضرموت , فاضطرَّ إلى مصالحة الأباضية وعاد إلى مكة , ولكنه قُتل أثناء الطريق .

فما لبث أن أرسل الخليفة مروان بن محمد بشعيب البارقي على رأس حملة انتقامية كبرى إلى مدينة شبام والهجرين وذي أصبح وحاصر تريم ودخلها عنوة ، ثم أوقع القتل في الرجال والنساء والأطفال ,وأتلف الأموال وخرب الديار، وانتهب ما بأيدي الحضارمة، حتى أخمدت ثورتهم عام 130هـ.

وفي عام 141هـ في ولاية أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الذي ولى عاملاً من اليمنيين على حضرموت هو (معن بن زائدة الشيباني ) وهو الذي قام بالحملة العسكرية التعسفية المشهورة إلى حضرموت ،حاصر فيها شبام وتريم ، وتحصن الآهالي خلف أسوارهم، لكنه اقتحمهما وأوقع القتل والدمار بهم وقتل ونكل بالعلماء وأهل العلم من أتباع الأباضية ،ولم يتورع عن استخدام أي وسيلة تمكنه لإخضاع حضرموت وأهلها ،الذين رفضوا الولاة والحكام الذين تعينهم الدولة العباسية من صنعاء ،وقد اشتهروا بفسادهم وظلمهم للرعية .

ومنذ أن أنفصل بنو زياد بتهامة من اليمن عن الدولة العباسية في بغداد من بداية القرن الثالث الهجري ،وحتى قدوم الحملة الأيوبية بقيادة عثمان الزنجيلي وقيل أسمه (الزنجاري ) إلى حضرموت سنة 575 هـ ظلت حضرموت تتعرض ومدنها الرئيسة كالشحر وشبام وتريم لمحاولات الغزو من قبل الدويلات اليمنية الكثيرة المتعاصرة ،والمتقاتلة والمتناحرة فيما بينها في قرى ومدن كثيرة من اليمن ،منهم القرامطة والصليحيين والمكارمة و المهديين والزيديين

وغيرهم ،وقد يستعينون ببعض من في الداخل من القبائل التي تطمح في الظهور ، لإنهاء حكم الأمراء والعشائر الحضارمة المحليين في مدن تريم وشبام والشحر،خاصة ممن اشتهروا بالحكم من آل قحطان وآل النعمان وآل الهزيلي وآل إقبال والدغار وغيرهم ؛غير أن حملة (الغز)التي أتت من خارج حضرموت ودخلت مدينة تريم عاصمة دولة آل راشد بقيادة أميرهم عثمان بن علي الزنجاري أو الزنجيلي يوم الجمعة لأربع خلت من ذي القعدة من سنة 575 هـ كانت مؤلمة جداً ، كما تقدم ذكره وورد في (تاريخ شنبل) قال :وقبضوا عبد الله بن راشد وأخاه بن راشد وابنه وحملوا إلى عدن , وولي الزنجاري حضرموت جميعها .

وقال شنبل أيضا في تاريخه :وفيها: خالف أهل حضرموت جميعها على الغز في المحرم ... ودخل إلى تريم مع سويد وقتلوا أهل تريم , وكان فيمن قتل يحيى بن سالم وأخوه أحمد بن سالم أكدر , والفقيه علي بن أحمد بن بكير , والفقيه المقري أبو بكر بن بكير ....
ونتيجة لهذه الأحداث المتتالية فيما يبدو أنهار جزء كبير من السور الذي يحيط بالمدينة .
لكن حضرموت لم تستقر تحت حكم (الغز )والمقصود بهم عند أهل حضرموت الجند الأكراد ومن أتى معهم من اليمنيين فقد ذكر( الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف في المختصر في تاريخ حضرموت ) قال : فثارت قبائل حضرموت في عهد (السويد الزنجيلي) ولم يستطع كبح جماحها، وعادت إمارات آل قحطان وآل إقبال وآل الدغَّار إلى الظهور. ولا يُعرف ماذا كان مصير (السّويد). فأرسل الأيوبيون إلى حضرموت جيشًا كثيفًا بقيادة عمر بن مهدي اليمني لإخضاع الإمارات الثلاث. فاستولى ابن مهدي على الشحر وتريم وشبام بعد مجازر رهيبة.
وعاد سور تريم مرة أخرى كما ذكر (شنبل في تاريخه ) قال : 601 إحدى وستمائة ) ( وفيها: بني سور تريم من قارة الغز إلى حدر. وقال أيضا :وفي سنة 604 هـ أربع وستمائة وفيها: حصرت نهد شبام وتريم ومريمة .
وظهر على مسرح الأحداث والصراعات السياسية السلطان سالم بن إدريس الحبوظي الظفاري إذ خرج سنة673 ثلاث وسبعين وستمائة إلى حضرموت ،ومن شبام ، توجه نحو تريم وكانت تريم تحت حكم آل يماني الذين انتزعوا الحكم من آل راشد الحضارمة القحطانيين ,بدعم عسكري من حكم بني رسول في تعز من اليمن ،وبني رسول كما علم من مصادر تاريخية ينتهي نسبهم إلى محمد بن هارون أحد وزراء الأيوبيين بمصر (وهو من الأكراد). وكان لمحمد هذا حظوة عند الخليفة العباسي ،حلفاء آل يماني، وحاول ابن يماني الاستعانة ببني رسول لمواجهة الحبوظي وجنوده من نهد وآل كثير ،لكنه لم يفز منهم بطائل؛ وكعادة بعض الحكام الاستعانة بالدول الأجنبية أو قبائل أخرى لمؤازرتها لبسط نفوذها في الداخل ، وهذا نراه قد تكرر كثيراً في تاريخ حضرموت فقد أرسل ابن مسعود اليماني ولده إلى (الغز ) الأكراد الأيوبيين الذين قد هاجموا حضرموت -كما تقدم ذكره - لم يجي معه بأحد ,ومع ذلك صمد آل يماني في وجه الحصار الحبوظي الذي دام عدة أشهر.. وطال صمود ابن يماني فيئس الحبوظي من الاستيلاء على مدينة تريم وعاد إلى مدينة شبام، ثم غادر حضرموت إلى ظفار تاركًا آل كثير عمالًا على ممتلكاته الحضرمية إلى أن قتل في ظفار على يد قوة من الرسوليين أرسلت له إلى هناك.
وخلال حصار الحبوظي لمدينة تريم ومعه جند من نهد وآل كثير ذكر شنبل في تاريخه قال:( خلت البلاد من أهلها واستوسع الخراب , ولم تقم في تريم جمعه مدة مقامه في حضرموت تسعة أشهر .)
غير أن دولة آل يماني أخذت تحتضر أو كما قال (محمد بن هاشم في كتابه تاريخ الدولة الكثيرية )" تصارع بين الحياة والموت "يستقطع آل كثير منها أجزاء كل يوم حتى وصلوا في شهر الحجة من سنة 927 هـ ،حيث اتجه السلطان بدر وجنوده نحو تريم وبها محمد بن أحمد بن جردان وآل يماني وآل عمر فتحصن أهلها وحصرها السلطان نحو عشرين يوماً ثم رماها بعلوق (الروم) بأيدي الأتراك الذين كانوا يسمونهم الروم هو السبب في تسميتهم البنادق العلوق ببنادق الروم.
فاستسلموا وبذلوا الطاعة وسلموا البلاد وأجلي السلطان آل يماني إلى اليمن وأبقى عبيدهم المسميين إلى الآن (عبيد يماني) وكان ذلك سنة 927هـ وهي أول دولة آل جعفر بتريم.[أنظر محمد بن هاشم تاريخ الدولة الكثيرية ]
ثم أن سور المدينة هدم عدة مرات في دورات الصراع القبلي الكثيري اليافعي في المدينة ،وتم بنائه عدة مرات أيضاوقد زود بعدد من البوابات؛ وخلال العصور المتعاقبة تم بناء وتشييد سور المدينة وكان أخر سور تم تشيده في عهد السلطان محسن بن غالب الكثيري والذي تم الانتهاء من بناءه في سنة 1320 هجري. حيث تم بناء سور على محيط المدينة ويتخلله خمس مداخل أو بوابات رئيسية تعرف بما يسمى بالسدد وهي جمع لكلمة سدة أي بوابة كبيرة قابلة للفتح والإغلاق في أوقات محددة وتحت ظروف أمنية معينة بسبب القلاقل والاضطرابات التي تعيشها البلاد في تلك الحقبة من الزمن.
وهي اليوم تعرف بأسماء جنود أو عسكر الدولة الكثيرية الثالثة التي أنشاها السلطان غالب بن محسن الكثيري ،وأحضروا من السودان ،وهم رجال أشداء يعتمد عليهم سلاطين الدولة الكثيرية في الأمن والدفاع ،ويقومون على حراسة هذه السدد وتعرف باسماءهم إلى هذا اليوم كسدة يادين في الجنوب وهي المدخل الرئيسي لدخول البضائع وسميت بهذا الاسم نسبة لأسرة أل يادين التي كانت تشرف على حراستها . والبوابة الغربية سدة قمزواي: وهي تعتبر مدخل البوابة الشرقية الشمالية و سدة محبوب: وهي تعتبر مدخل ثانوي للدخول إلى المدينة من الشرق و المؤدية الى منطقة دمون، والبوابة الشرقية الشمالية سدة سرور: وهي البوابة المؤدية إلى منطقة الفجير،والبوابة الشرقية سدة اللمي: وهي البوابة المؤدية إلى منطقة حصن عوض.

وهذه الأسوار والسدد المتعددة أصبحت في زمان الدولة الكثيرية الأخيرة في مواجهة أطماع الدولة القعيطية التي استطاعت أن تمد نفوذها ومساحتها إلى جوار هذه السدد والحيطان التي بناها سلاطين آل كثير للحد من تمدد الدولة القعيطية ونفوذها في هذه المنطقة الإستراتيجية من شرق وادي حضرموت .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو صلاح ; 06-25-2013 الساعة 06:45 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-01-2013, 06:00 PM   #2
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

افتراضي

شكرا لك ع الطرح اخي.
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2013, 12:00 AM   #3
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من السادة [ مشاهدة المشاركة ]
شكرا لك ع الطرح اخي.


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
  رد مع اقتباس
قديم 10-08-2014, 09:34 PM   #4
السليم
حال نشيط

افتراضي

دام توفقك ديمنا اخى الكريم
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas