الكنز الثمين - الحلقةالثالثة

[ابوبكر بن حسن البار]

الكنز الثمين = مختارات من تاريخ الشعراء الحضرميين
تاليف / السيد العلامة المورخ عبدالله بن محمد بن حامد السقاف
الملك قيس بن معدى كرب الكندي
*************************
نسبه : قيس بن معدى كرب ويتصل نسبه الى يعرب بن قحطان 0 وقيس هو صاحب مرباع حضرموت ووالد الاشعث بن قيس المشهور احد اصحاب الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه 0 ووالد قتيلة التي تزوجها النبي صلى الله غليه وسلم وتوفي قبل أن تصل إليه زيكنى قيس أبا حجية وأبا الأشعث ويلقب
بالأشج لأثر شج في وجهه
مولده بمدينة شبوه في أجواء عام 40 قبل الميلاد النبوي وبها نشأ في أحضان الملك ونعيمه وأبهته وقد أكتسب من محيطه الملوكي خبرة زادت في حنكته
وقد خلف أباه في السلطنة فكان خير ملك عرفته حضرموت في عهده وإذا كان للغني والكرم والسياسة الحكيمة دخل كبير في الظهور والشهرة واتساع الملك وقوته فلا جرم أن يعظم سلطان قيس ويتسع نفوذه ويملأ صيته جزيرة العرب كلها ويغدو بابه محط الرحال ومناخ القوافل ومهبط الشعراء من كل ناحية وكان الأعشى (ميمون) من أشهر مادحي قيس فمن مدائحه فيه قوله من مطولة
أقـول لها حـين جـد الـرحـيل أبـرحت جـدا وأبرحـت جــارا
إلى الـمرء قـيس نـطيل السرى ونطـوى من الأرض تـيها قـفارا
فلا تشتكـي إلى الســــــفار وطول العنا واجعليـــه اصطبارا
رواح الـعشـى وسـير الـغـدو يـد الدهـر حتـى تلاقـي الخيارا
تـلاقـين قـيسا وأشــياعــه يسعـر للـحـرب نـارا فـنـارا

على أننا إذا فحصنا عن حياة قيسر كملك فإننا نجده مكث في الملك زهاء عشرين سنة يتنعم في العيش الرغيد والملك الواسع والجاه العريض ولم يقعده نعيمه عن تدبير شئون دولته والإشراف على كثيرها بنفسه وكان القائد الأعظم لجيوشه في غزولته وحروبه وهذا الشج الذي في وجهه من ضربة أصابته في إحدى وقائعه مع مذحج
وفي إحدى حروبه معها وقع ابنه الأشعث أسيرا ففداه بثلاثة آلاف بعير بزيادة ألف بعير عن دية الملوك
وقد اجتمعت كندة والسكون تحت راية قيس أثناء حملته على بني عقيل (من بني عامر)
بنجد لانقاذ قيسبة بن كلثوم السكوني من أسرهم ولم تجتمعا لغيرة تحت راية واحدة
وكانت وفاة الملك قيس في أجواء عام 35 بعد الميلاد النبوي مقتولا في إحدى وقائعه الحربية مع قيبلة مراد الجوف الشهير

لاجدال في أن للملك قيس شعرا إن لم يكن كثيرا فقليلا
وانى لنا بكثيره أو قليله وضروس الإهمال قد مضغته مضغا

وقد حدثنا صاحب الخمر طاشية أن قيسا يخاطب ابنه الأشعث موصيا
أبـنـي إن أبــاك يــومـا هـالك فاحـفـظ ابـاك رئـاسـة وتغـليا
وإذا لقيت كتـيبة فاصـبر لـها ان المـقـدم لا يـكـون الأخـيـبا
تلقى الرياسة أو تكون بغبطة فالمـوت آت من أبـى وتـجنـبا