ألوان على رماديات الحزن ..!!

[الســّـعـدي]

حاكت خيوط السنين ستاراً مخملياً ونسجت من رماديات الحزن وشاح من حرير أرتدته أياماً ماضيات ..

لونان لم أرى غيرهما

أبيض وأسود


وحينا ما يختلط الحابل بالنابل ينبثق عنهما رماديات البؤس ..


يتوقف نبض الثواني فتموت ..!!

وتشيعها الدقائق ويعلن على رأس كل ساعة موسيقى الحزن ..

يعود ويسدل ستار الحزن من جديد

لينعي نهار يوم لم يغير لون ليله التعيس ..

.

.

من خلف الستار المخملي ذو الطابع الحزين ..

كانت لأقدار الفرح هناك موعداً ..

بثت روح الحياة في قلب الثواني لتزفها الدقائق الى ساعات من نعيم السعادة ..

وتعيد صياغة ألوان الحياة بعد الاستبداد الرمادي ..

.

.





وردة الربيع تفتحت في بساتين الشوك والألم ..

عبقت بعطرها في أرض لم تعرف إلا رائحة الموت ..

أحيت بوار قلب بقطر الندى المنسكب على وجنتيها ..

فكلما نظرت إليها بإبتسامة

أخذت تلك الوجنات بالاحمرار ..

لترسم اجمل لوحة بألوان الفرح على رماديات الحزن ..

.

.





عبثت بوحشة السكون ..

كسرت حاجز الصمت المثقل على اطلال الدموع ..

عزفت سمفونية بألحان من عذب تغاريد صوتها ..

رقصت عليها نبضات من قلب كسير ..

.

.





إبتسامة عصفت بالحزن وأردته قتيلاً ..

لا ثأر ..

لا حرب ..

لا دية ..

فقد مات الحزن ..!!





وقيدت الجريمة ضد مجهول ..!!


.

.






طويت صفحة الماضي

وربطتها بشريط الذكريات حلوها ومرها ..

وأشعلت شمعة الحاضر على أطراف أناملي

لكي أرى إبتسامتها البريئة كل يوم ..

.

.