"يديعوت أحرنوت" الصهيونية بضيافة قصر المؤتمرات ؛ وأول تقرير لها من القصر

[a7la_reem2007]

واع - فلسطين - ترجمة - فراس حماد

أورلي أزولاي ـ الرياض
مراسلة الصحيفة
(يديعوت احرونوت) صحيفة اسرائيلية

لا يمكن التغاضي عن قوة العائلة الملكية السعودية، التي اصبحت بالتدريج عامل تأثير رائدا في الشرق الاوسط. لا يستطيع رؤساء الدول العربية الذين يدخلون أبواب قصر المؤتمرات في الرياض تجاهل الغني الظاهر الذي يُلحظ في كل ركن: ابتداء من بلاط الرخام الايطالي الذي تضيئه أضواء ثمينة، مرورا بالصنابير المصنوعة من الذهب الخالص في المراحيض والمصابيح البلورية الوهاجة التي تتدلي من سقف قاعة المباحثات الواسعة وانتهاءا الي الصواني الذهبية الموشاة بشعار العائلة المالكة التي قُدم الغداء عليها.
جُعلت قافلة من آلاف السيارات العصرية في خدمة المدعوين. صحبهم موظفو وزارة الاعلام السعودية الي مباحثات المؤتمر.
دهش مئات الصحافيين الذين جاؤوا من أرجاء العالم لتغطية القمة لرؤية المركز الاعلامي الفخم الذي أُعد من اجلهم. في كل واحدة من القاعات التي تتم فيها المحادثات يقوم أفراد الحرس الملكي، يلتفون بجلابيب بيضاء ويحملون سيوفا مذهبة.
إظهار القوة السعودية ذروة عملية تطورت في المدة الأخيرة. أدركت الولايات المتحدة أن تأييدها اسرائيل وارادتها فرض الديمقراطية بالقوة، كما عُبر عن ذلك بحرب العراق، أغضب العالم العربي وأضعف قدرتها علي أن تكون وسيطا نزيها في الشرق الاوسط. لهذا غيرت واشنطن في الاسابيع الأخيرة سياستها وقررت الاقتراب من العالم العربي. جعل هذا القرار السعودية، المقربة من الادارة الامريكية، جسرا بين الولايات المتحدة والدول العربية. مكّنت قمة الرياض لمكانة السعودية كقوة اقليمية. إن عملية المصالحة بين اسرائيل والعالم العربي التي تقودها العائلة المالكة تمنح السعودية مكانة وسيط يريد الجميع إعلاء شأنه.
يشتاق زعماء المنطقة بمساعدة السعوديين الي حل النزاعات التي تُعذبهم. فرئيس سورية طلب الي السعوديين ضمه الي العملية السياسية الآخذة في الانصياغ، ورئيس لبنان جاء الي مائدة الملك عبد الله بمشكلة عدم الاستقرار في بلده، ورئيس السودان حج الي الرياض آملا أن يساعده الملك في أن يجد حلا للكارثة المتواصلة في اقليم دارفور. يحاول رؤوس العائلة المالكة الآن استعمال تأثيرهم ايضا مع وزير خارجية ايران، منوشهر متكي ـ الذي جاء الي القمة في اللحظة الأخيرة ـ لايجاد حل لازمة الذرة الايرانية.
الممثلون المصريون في القمة فقط تجولوا في الأروقة منقبضي الوجوه. تسهل رؤية مبلغ كون المصريين مُهانين مُحقرين لان السعوديين أخذوا منهم مكانة الريادة في حلبة الشرق الاوسط. تغيرت الأزمان: فالعمليات التي ستحدث في القريب في الشرق الاوسط وفي افريقيا ستمر بالبلاط الملكي لعبد الله. نجحنا في الإتيان باتفاق بين الفلسطينيين مهد الطريق لاقامة حكومة الوحدة ، قال لي موظف سعودي افتخر بمكانة بلده الجديدة. سنستمر في هذا الاتجاه. بادرنا الي المصالحة بين اسرائيل والعالم العربي وسنعقد هنا في القريب مؤتمرا بمشاركة ممثلين عن الشرق الاوسط والرباعية لبناء المحرك الذي سيدفع العملية السلمية الي الأمام .
في المقابل يوجد من يعتقدون ان السعودية تحاول انشاء حلف في العالم العربي لاعاقة مطامح ايران الذرية. قالت لي مصادر دبلوماسية في المؤتمر إن العملية القادمة تُنسج من وراء ستار: فالولايات المتحدة، التي أدركت أنها تفقد قوتها بسبب ميلها الأحادي الي اسرائيل، قررت أن تقترب من السعودية لكي تصوغ هذه حلفا عربيا معتدلا. لكن كما هو الأمر في واشنطن تماما لا توجد في الرياض ايضا وجبات بالمجان: فلكي يدخل السعوديون هذه العملية وعدهم الامريكيون بالضغط علي اسرائيل لاتخاذ قرارات صعبة وللتوصل الي مصالحة تُمكّن الفلسطينيين من اقامة دولة مستقلة. هكذا ستحصل الولايات المتحدة علي مظلة عربية ما من اجل نضال دبلوماسي أو عسكري لايران، أما السعودية فستستطيع أن تفخر في العالم العربي بأنها نجحت في جعل اسرائيل تُهادن.
قال لي موظف رفيع في الادارة السعودية انه لو كانت المكانة السياسية لرئيس حكومة اسرائيل أقوي، فانه قد يفترض أن قطار السلام كان سيسير بسرعة أكبر. توجد هنا عملية جدية ، قال. ان حقيقة أنكِ أنتِ الممثلة لصحيفة اسرائيلية، موجودة هنا ليست عرضا. هذا حدث رمزي وتاريخي. لا يوجد هنا تلميح الي اسرائيل فقط بل للعالم العربي ايضا في الأساس: هاكم يمكن الحديث الي اسرائيليين .
ان وجود صحافية اسرائيلية في قصر الملك السعودي أثار غير قليل من عدم الارتياح. في أعقاب النشر في يديعوت احرونوت أمس حاول مصورون ومراسلون من وسائل اعلامية عربية تحديد موقعي واجراء مقابلات معي. أبلغت قناة الجزيرة أمس عن زيارتي في نشراتها الاخبارية الخاطفة. وكذلك فعلت ايضا وكالات الأنباء الفرنسية وصحيفة لوس انجلوس تايمز . أحدث هذا الكثير من الضجة في العالم العربي، وليس الجميع يُحبون ذلك ، قال لي صحافي يعمل في شبكة تلفاز عربية. في نظر أكثر العرب اسرائيل محتلة قاسية. المؤتمر هو حـــدث بارز للعالم العربي، ورغم انهم علموا بأن حضــورك هنا سيغضب الكثير من الناس ـ قــرر وزير الخارجية السعودي بنفسه استدعاءك. هذا يعني الكثير. لديه القوة والشجـاعة لفعــل اشياء ليست مُجمعــا عليها .
رد السعوديون الذين تحدثت اليهم في المؤتمر علي زيارتي بود أنت ضيفتنا ، قال موظف وزارة الاعلام الذي يصحب الصحافيين، قد نكون نحن ايضا في يوم ما ضيوفك في دولتك .