هل كان آل كثير أباضية ؟؟

[( masterkey )]

ورد في تاريخ بن حميد الكندي المسمّى بالعدة المفيدة المجلد الأول .. ذكر سالم بن إدريس الحبوظي لحضرموت قادما من ظفار .. وهناك مزاعم تفيد بأن ظفار لم تكن تخضع أنذاك لسيطرة الأباضية سياسيا ومذهبيا .. بل أن هناك من زعم بأن أسرة الحبوظي في ظفار كانت تتمذهب بالمذهب الشافعي وليس الاباضي ولم يرد ذكرا صريحا في تاريخ بن حميد لمذهب سالم بن إدريس الحبوظي .. وهذا الأمر تحديدا يحتاج لبحث في المصادر التاريخية لتؤكده لنا .. وإلا فأني أميل بأن ظفار ليست شافعية كما يزعم البعض بل هي أباضية سياسيا ومذهبيا خصوصا أن محمد عبدالله حسن الجفري من مواليد شبوة ..ذكر في كتابه الأزمة اليمنية بأن أمير ظفار سالم بن إدريس الحبوظي كان أباضي المذهب وبذلك ستكون ظفار وسكانها أباضية المذهب لأن الناس يكونون دائما على دين ملوكهم ..

ومن المعلوم يقينا بأن هناك علاقة وطيدة بين الحبوظي وآل كثير وهذا يؤكّده بن حميد في تاريخه والجفري في كتابه المذكور وليس شططا إن قلنا .. بأنه لولا سالم بن إدريس الحبوظي لما كانت هناك نواة لقيام الدولة الكثيرية الأولى .. .. فقد ورد في الصفحة 84 من كتاب الجفري مانصه : ( وفي هذه الأثناء حصل قحط شديد في حضرموت وقدم سالم بن إدريس الحبوظي ( أمير ظفار _ اباضي المذهب ) .. إلى حضرموت طامعا في إحتلالها وإنتهز كارثة القحط والخلاف القائم بين آل يماني في قبيلة بني حرام .. فقدّم الحبوظي العون الغذائي مقابل حصون في حضرموت كما قام بشراء مدينة شبام ( في تلك الايام كانت الحصون والمدن من السلع القابلة للبيع والشراء ) .. ثم أخذ يعد العدّة للإستيلاء على مناطق أخرى فأستولى على سيئون ودمون وغيل بن يمين وغيرها في عام 673 هجرية .. بعد ذلك إتّجه إلى تريم وحاصرها لمدة ثلاثة أشهر ثم عاد فجأة إلى ظفار وترك أمر البلاد لشخصيات بارزة من آل كثير نيابة عنه ..... إلخ ) .. إنتهى قول الجفري ..

من كتاب الأزمة اليمنية لمحمد عبدالله الجفري

وجاء في الصفحة 88 من المجلد الأول لتاريخ بن حميد مانصه : ( وفي سنة 673 هجرية إشترى سالم بن إدريس الحبوظي شبام وخرج إلى حضرموت فيها ودخل تريم مع من ساعده من نهد وحصر فيها أبن مسعود وأقام تحتها ثلاثة اشهر وإستفتح دمون والعجز والغيل الأعلى وسيئون وأرسل أبن مسعود ولده إلى الغز فلم يرجع معه بأحد .. وأقبل أبن شماخ في عسكر فخاف أبن الحبوظي وإنتقل إلى دمون ثم إلى شبام فإجتمع بأخيه موسى ثم سارا إلى ظفار وإستنابا في القرى آل كثير .. وعلى مخرجه خلت البلاد من أهلها وإستوسع الخراب ولم يقم في تريم جمعة مدة مقامه في حضرموت تسعة اشهر ... ) .. إنتهى قول بن حميد ..

من كتاب تاريخ بن حميد الكندي المسمى العدة المفيدة المجلد الأول

الجفري يفيد بأن سالم الحبوظي كان أباضي المذهب ( نرى بأنه أباضيا حتى يثبت غير ذلك ) .. وبن حميد لم يذكر لنا شيئا من ذلك وإتفقا على أن سالم بن إدريس الحبوظي إستناب وترك أمر البلاد لآل كثير .. وهذا يثير لدينا بعض التساؤلات .. فماالذي جعل الحبوظي يترك أمر البلاد لآل كثير دون سواهم من القبائل الأخرى مع أن بن حميد يفيد بأن نهد قدمت له العون لمحاصرة بن مسعود ؟؟ وبما أن الجفري يفيد بأن سالم الحبوظي كان اباضيا .. ومن المعلوم بأن آل كثير شوافع .. فهل كان آل كثير أباضية حتى يجعل أمر البلاد إليهم ؟؟ أم أنهم كانوا أباضية ومن ثم أضحوا شافعية ؟؟ أم أنهم يوالونه لأمور أخرى ؟؟ أم أن الحبوظي لم يكن اصلا أباضيا وإستنابهم لأمور أخرى وماهي ؟؟ كل هذه الأمور بحاجة إلى بحث .. ولسنا بصدد تفصيل أسباب قدوم الحبوظي إلى حضرموت فقد ذكرت بعض المراجع بأنه قدم بدعوة من أهلها ولكننا هنا بصدد معرفة أسباب إنابة الحبوظي لآل كثير دون سواهم وترك شئون البلاد إليهم .. نحن بحاجة إلى ذكر شئ مما في المصادر التاريخية .. إو طرح إستنتاجات منطقية ومقبولة تخص الموضوع ..

* محمد عبدالله حسن الجفري من مواليد شبوة 1940 ميلادية .
بكالوريوس علوم1965 جامعة الخرطوم السودان .
ماجستير علوم1967 جامعة سالفورد مانشيستر بريطانيا .
ماجستير تربية 1986 جامعة نيوكاسل بريطانيا .
مدير إدارة المناهج جامعة عدن سابقا .

سلام

[سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( masterkey )

ورد في تاريخ بن حميد الكندي المسمّى بالعدة المفيدة المجلد الأول .. ذكر سالم بن إدريس الحبوظي لحضرموت قادما من ظفار .. وهناك مزاعم تفيد بأن ظفار لم تكن تخضع أنذاك لسيطرة الأباضية سياسيا ومذهبيا .. بل أن هناك من زعم بأن أسرة الحبوظي في ظفار كانت تتمذهب بالمذهب الشافعي وليس الاباضي ولم يرد ذكرا صريحا في تاريخ بن حميد لمذهب سالم بن إدريس الحبوظي .. وهذا الأمر تحديدا يحتاج لبحث في المصادر التاريخية لتؤكده لنا .. وإلا فأني أميل بأن ظفار ليست شافعية كما يزعم البعض بل هي أباضية سياسيا ومذهبيا خصوصا أن محمد عبدالله حسن الجفري من مواليد شبوة ..ذكر في كتابه الأزمة اليمنية بأن أمير ظفار سالم بن إدريس الحبوظي كان أباضي المذهب وبذلك ستكون ظفار وسكانها أباضية المذهب لأن الناس يكونون دائما على دين ملوكهم .. ومن المعلوم يقينا بأن هناك علاقة وطيدة بين الحبوظي وآل كثير وهذا يؤكّده بن حميد في تاريخه والجفري في كتابه المذكور وليس شططا إن قلنا .. بأنه لولا سالم بن إدريس الحبوظي لما كانت هناك نواة لقيام الدولة الكثيرية الأولى .. .. فقد ورد في الصفحة 84 من كتاب الجفري مانصه : ( وفي هذه الأثناء حصل قحط شديد في حضرموت وقدم سالم بن إدريس الحبوظي ( أمير ظفار _ اباضي المذهب ) .. إلى حضرموت طامعا في إحتلالها وإنتهز كارثة القحط والخلاف القائم بين آل يماني في قبيلة بني حرام .. فقدّم الحبوظي العون الغذائي مقابل حصون في حضرموت كما قام بشراء مدينة شبام ( في تلك الايام كانت الحصون والمدن من السلع القابلة للبيع والشراء ) .. ثم أخذ يعد العدّة للإستيلاء على مناطق أخرى فأستولى على سيئون ودمون وغيل بن يمين وغيرها في عام 673 هجرية .. بعد ذلك إتّجه إلى تريم وحاصرها لمدة ثلاثة أشهر ثم عاد فجأة إلى ظفار وترك أمر البلاد لشخصيات بارزة من آل كثير نيابة عنه ..... إلخ ) .. إنتهى قول الجفري .. من كتاب الأزمة اليمنية لمحمد عبدالله الجفري وجاء في الصفحة 88 من المجلد الأول لتاريخ بن حميد مانصه : ( وفي سنة 673 هجرية إشترى سالم بن إدريس الحبوظي شبام وخرج إلى حضرموت فيها ودخل تريم مع من ساعده من نهد وحصر فيها أبن مسعود وأقام تحتها ثلاثة اشهر وإستفتح دمون والعجز والغيل الأعلى وسيئون وأرسل أبن مسعود ولده إلى الغز فلم يرجع معه بأحد .. وأقبل أبن شماخ في عسكر فخاف أبن الحبوظي وإنتقل إلى دمون ثم إلى شبام فإجتمع بأخيه موسى ثم سارا إلى ظفار وإستنابا في القرى آل كثير .. وعلى مخرجه خلت البلاد من أهلها وإستوسع الخراب ولم يقم في تريم جمعة مدة مقامه في حضرموت تسعة اشهر ... ) .. إنتهى قول بن حميد .. من كتاب تاريخ بن حميد الكندي المسمى العدة المفيدة المجلد الأول الجفري يفيد بأن سالم الحبوظي كان أباضي المذهب ( نرى بأنه أباضيا حتى يثبت غير ذلك ) .. وبن حميد لم يذكر لنا شيئا من ذلك وإتفقا على أن سالم بن إدريس الحبوظي إستناب وترك أمر البلاد لآل كثير .. وهذا يثير لدينا بعض التساؤلات .. فماالذي جعل الحبوظي يترك أمر البلاد لآل كثير دون سواهم من القبائل الأخرى مع أن بن حميد يفيد بأن نهد قدمت له العون لمحاصرة بن مسعود ؟؟ وبما أن الجفري يفيد بأن سالم الحبوظي كان اباضيا .. ومن المعلوم بأن آل كثير شوافع .. فهل كان آل كثير أباضية حتى يجعل أمر البلاد إليهم ؟؟ أم أنهم كانوا أباضية ومن ثم أضحوا شافعية ؟؟ أم أنهم يوالونه لأمور أخرى ؟؟ أم أن الحبوظي لم يكن اصلا أباضيا وإستنابهم لأمور أخرى وماهي ؟؟ كل هذه الأمور بحاجة إلى بحث .. ولسنا بصدد تفصيل أسباب قدوم الحبوظي إلى حضرموت فقد ذكرت بعض المراجع بأنه قدم بدعوة من أهلها ولكننا هنا بصدد معرفة أسباب إنابة الحبوظي لآل كثير دون سواهم وترك شئون البلاد إليهم .. نحن بحاجة إلى ذكر شئ مما في المصادر التاريخية .. إو طرح إستنتاجات منطقية ومقبولة تخص الموضوع .. * محمد عبدالله حسن الجفري من مواليد شبوة 1940 ميلادية . بكالوريوس علوم1965 جامعة الخرطوم السودان . ماجستير علوم1967 جامعة سالفورد مانشيستر بريطانيا . ماجستير تربية 1986 جامعة نيوكاسل بريطانيا . مدير إدارة المناهج جامعة عدن سابقا . سلام

شبام بحسب مانسمع كانت مركز المذهب الاباضي ولازالت حتى اليوم توجد لبعض من علماء المذهب الاباضي او اعلامهم قبور وشواهد جوار مسجد ((الخــوقه)) ولازال قبر بداخل المسجد من جهة (الجوابي)0 بعض الزوار من بعض الدول المجاوره يأتون لزيارة هذه الاماكن حتى اليوم !!!

اذا المذهب قد يكون كان منتشر في المنطقة بشكل عام وال كثير وغيرهم من الطبيعي ان يكونوا في تلك الفتره
اباضيين , والله اعلم 0

السيد مستر كي لو سمحت ممكن تعطينا نبذه عن المذهب الاباضي جزاك الله خير 0 وما الفرق بينه وبين المذاهب الاخرى

[الرشيد]

عاشت حضرموت فترة من التاريخ بلا تاريخ إن جاز التعبير ، ولاتوجد مصادر تاريخية موثوق فيها وقريبة عهد بالاحدات المتعلقة بفترة حكم الاباضيين وسيطرتهم على حضرموت بدءاً من القرن الثالث الهجري ، ومن المؤسف ان المؤرخين الكبار تجاهلوا حضرموت ولم يذكروها الا لماماً او حينما تشهد احداثاً جسيمة كمقتلة معن بن زائده اوثورة طالب الحق .
وتبقى كل الكتابات التي تتناول عهد الاباضيين تعتمد على مصادر تاريخيه متأخرة جدا جدا الى جانب مايمكن اعتباره بمصادر كتبت تحت سطوة فكر يجرم المذهب الاباضي والمرحلة التاريخية برمتها التي شهدتها حضرموت حتى ان احد المؤرخين المتاخرين قال معللاً سبب اختفاء كتب المؤرخين الذين عاشوا على قرب من هذه المرحلة بانهم وجدوا تاريخا معيبا فصمتوا عنه .
وخلاصة القول انه لاتوجد مصادر تجزم باباضية ال كثير في دولتهم الاولى
’ كما لاتوجد مصادر قديمة تنفي ذلك الا ما كان من الكتب المتاخرة وهي اجتهادات لااقل ولااكثر

[( masterkey )]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))

السيد مستر كي لو سمحت ممكن تعطينا نبذه عن المذهب الاباضي جزاك الله خير 0 وما الفرق بينه وبين المذاهب الاخرى

حقيقة لاتوجد قراءة حقيقية لنا في المذهب الخارجي الأباضي فما قرأناه هو مجرّد قراءات عامة لانستطيع الإعتماد عليها .. لدينا بعض المصنّفات عن الأباضية كتبها خصومهم .. ونحن لانملك شيئا من مؤلفات الأباضية أنفسهم .. و من طبيعتنا عدم تكوين رأي عن اي طائفة إلا من خلال مصنّفاتها وبالتالي مقابلتها بما يقوله خصومها .. ولأنه بإعتقادي لايجوز الإعتماد في تكوين رأي عن طائفة إعتمادا على تشنيعات خصومها .. تجدنا نحجم كثيرا عن خوض طروحات فكرية كهذه .. أتمنى ولا زلت اسعى للظفر بشئ من تراث الأباضية أنفسهم .. عندها ستكون لنا وقفات ..

سلام
.

[( masterkey )]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرشيد

عاشت حضرموت فترة من التاريخ بلا تاريخ إن جاز التعبير ، ولاتوجد مصادر تاريخية موثوق فيها وقريبة عهد بالاحدات المتعلقة بفترة حكم الاباضيين وسيطرتهم على حضرموت بدءاً من القرن الثالث الهجري ، ومن المؤسف ان المؤرخين الكبار تجاهلوا حضرموت ولم يذكروها الا لماماً او حينما تشهد احداثاً جسيمة كمقتلة معن بن زائده اوثورة طالب الحق . وتبقى كل الكتابات التي تتناول عهد الاباضيين تعتمد على مصادر تاريخيه متأخرة جدا جدا الى جانب مايمكن اعتباره بمصادر كتبت تحت سطوة فكر يجرم المذهب الاباضي والمرحلة التاريخية برمتها التي شهدتها حضرموت حتى ان احد المؤرخين المتاخرين قال معللاً سبب اختفاء كتب المؤرخين الذين عاشوا على قرب من هذه المرحلة بانهم وجدوا تاريخا معيبا فصمتوا عنه . وخلاصة القول انه لاتوجد مصادر تجزم باباضية ال كثير في دولتهم الاولى ’ كما لاتوجد مصادر قديمة تنفي ذلك الا ما كان من الكتب المتاخرة وهي اجتهادات لااقل ولااكثر

الرشيد ..
ماتقوله أوافقك عليه تماما .. ففي تلك الحقبة الزمنية لم يسُجّل من تاريخ حضرموت شيئا مهماً .. سوى ما كتب عن معن بن زائدة الشيباني .. وثورة عبدالله طالب الحق الاباضي مع الإحاطة بأن مقتله لم يكن بحضرموت وأستبعد تماما أن تكون لاسباب دينية بل سياسية .. خصوصا أن التاريخ يحمل في طياته الكثير من الأكاذيب والتلفيقات والتناقضات .. ولكن ألا نستطيع أن نجد سويا .. تبريرا منطقيا يمكننا من معرفة أسباب ترك الحبوظي لآل كثير تحديدا أمر البلاد وإنابتهم عنه دون غيرهم ؟؟ حقيقة هذه المسألة اثارت فضولنا لدرجة أني بدأت البحث في المصادر التاريخية المتاحة علّنا نجد رابطا حقيقا يوصلنا لمعرفة تلك الأسباب ..

سلام
.

[سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( masterkey )

حقيقة لاتوجد قراءة حقيقية لنا في المذهب الخارجي الأباضي فما قرأناه هو مجرّد قراءات عامة لانستطيع الإعتماد عليها .. لدينا بعض المصنّفات عن الأباضية كتبها خصومهم .. ونحن لانملك شيئا من مؤلفات الأباضية أنفسهم .. و من طبيعتنا عدم تكوين رأي عن اي طائفة إلا من خلال مصنّفاتها وبالتالي مقابلتها بما يقوله خصومها .. ولأنه بإعتقادي لايجوز الإعتماد في تكوين رأي عن طائفة إعتمادا على تشنيعات خصومها .. تجدنا نحجم كثيرا عن خوض طروحات فكرية كهذه .. أتمنى ولا زلت اسعى للظفر بشئ من تراث الأباضية أنفسهم .. عندها ستكون لنا وقفات .. سلام .

احسنت , جزاك الله خير على ردك المقنع والذي يدل على عدم تسرّعك للحكم على الاخرين الا بدليل 0
ربنا يحفظك سيدي0

[( masterkey )]

بما أن الأخ الرشيد قد ذكر مُحقّا فقدان جزء هام من تاريخ حضرموت .. أو تغييبه بقصد منذ القرن الهجري الثالث حتى نهاية القرن الخامس الهجري تقريبا .. فهذه فترة زمنية لم نجد لها تاريخ حقيقي نستند إليه .. والا فمن غير المنطقي والمقبول أن تمر هذه الفترة دون تسجيل وقائع وأحداث هامة خصوصا ان الحراك السياسي والفكري في عهد الخلافة العباسية كان في أوجه وبلغ إلى أقصى مدى ..

الأباضية لاشك بأنهم طائفة من الخوارج وكان لهم حضور فاعل في حضرموت أنذاك .. لكن الفترة التي حوربت فيها الاباضية في حضرموت بحاجة إلى تفصيل وبحث أما من خلال المصادر التاريخية وهذا متعذّر حاليا .. أو من خلال إستنتاجات منطقية وقراءة معمقة للواقع السياسي والفكري لخصومهم انذاك .. فالذين تصدّوا للأباضية حقيقة من هم ؟؟ هل كان لحضور السيد المهاجر احمد بن عيسى في المشهد الفكري والسياسي أنذاك أثر ودور حقيقي في محاربتهم ؟؟ وهل كانت هناك أطراف أخرى تحالفت مع السيد المهاجر ضد الخوارج الأباضية لكسر شوكتهم ودحرهم .. وماهي الدوافع والمسببات التي جعلت من تلك الأطراف تتحالف وتتصدى لهم ؟؟

لانستبعد بأن قدوم المهاجر السيد أحمد بن عيسى إلى حضرموت في مطلع القرن الهجري الرابع كان سببا رئيسيا لتجييش وتدعيم بعض خصوم الأباضية في حضرموت .. فإذا علمنا بأن الأباضية طائفة من الخوارج الذين رفضوا علي ومعاوية .. وكان موقفهم المخالف لهما صريحا وواضحا .. وكان للنواصب المنتمون لأهل السنة .. ( كثير ممن ينتسبون لأهل السنة متلبستهم روح النصب بعضهم عن دراية وقصد وبعضهم تقليدا ودون دراية ) في حضرموت حضور قبل وجود السيد المهاجر وأثناء حياته وبعد مماته .. فماالذي يجعل المهاجر يأتي لبيئة تتصارع حولها النواصب والأباضية .. ألا يثير هذا القدوم الكثير من التساؤلات ؟؟ ولماذا نجد بني رسول يصالحون الأباضية حينا ويهاجمونهم حينا آخر حتى قضوا عليهم في ظفار سنة 678 هجرية ؟؟

أزعم بأن هناك تحالف قد قام بين مجموعة من الأطراف .. و لم تسجله لنا صفحات التاريخ أو أن تلك الصفحات طويت وكان مصيرها مجاهل التاريخ .. إقتضت المصلحة المشتركة قيام هذا التحالف .. فجعل المهاجر احمد بن عيسى يتصدّى للأباضية بمعاونة وإسناد النواصب للقضاء على عدوهم المشترك .. فالمصالح أحيانا قد تجمع الأضداد .. ولكن كيف ظهر آل كثير الموالون للحبوظي الأباضي على مسرح الأحداث .. فهل يعني ذلك بأنه لم يتم القضاء التام على الأباضية ومن يوالونهم ؟؟ المسألة بحاجة لبحث وقراءة في تاريخ خصوم الأباضية للخروج بإستنتاجات منطقية تفسّر وتكشف لنا عن تاريخ فترة زمنية تم تغييب أحداثها من سجلات التاريخ ..

سلام