باب الحــــافــــــــــة .....!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

نفتح في السقيفة العامة بابا سميته ( باب الحافة ) ومن باب الحافة بدايتنا مع الحديث حول ( الحافة ) في الثقافة الحضرمية .

كانت ضمن مؤسسات المجتمع المدني في حضرموت نظام إجتماعي متبع في المدن الحضرمية يسمى نظام ( الحوف ) والحوف جمع حافة والحافة هي الحارة أو الحي ، وهذا النظام القديم المتوارث في منظومة المجتمع المدني الحضرمي يؤدي في النهاية الى خدمة المجتمع والقيام بأعمال ذات أهمية كبرى ومفيدة ، فكل مدينة تقسم الى حافات ، أو أحياء تعطي لها أسماء وترسم بينها حدودا ليست حدودا هلامية ، بل ترسم على وجه الدقة في أرض الواقع ، فلايجوز لسكان الحافة المجاورة تعدي هذه الحدود دون رضاء الحافة الأخرى ، خاصة في الأفراح ومرور ( عدة الشبواني والزف ) ، وفي كل حافة يتكفل السكان من اصحاب الحرف بالتعاون في حالة اقامة الأفراح والأعراس ، وفي حالة الوفاة وتشييع الميت ، والقيام بالوظائف الاسعافية كالأنقاذ من الغرق ، او سقوط احدهم في البئر ، أو الأطفاء للحريق ، أو الانتشال من الهدم ، الى غير ذلك من مهمات الانقاذ ، وهذه المهمات يؤديها الجميع مبادرة منهم وفي لهفة للتضحية ، وتلحق بهذه الوظائف أعمال الولائم والحفلات وغيرها ، وكل هذه تأتي عن نبل في المقاصد وتعاون بين سكان الحافة.

وهناك اعراف متعارف عليها في شؤون هذه الحارات ( الحويف ) وهو ألا يتدخل سكان حافة أخرى في أعمال ووظائف حافة ثانية ، وفي حال تدخل حافة في اعمال ووظائف حافة ثانية ربما يصل التعصب الى العداء التقليدي بين هذه الحافات ، وفي حالة مناسبات الافراح والاحتفالات يتحتم عليهم ألا يتجاوزوا حدود حافتهم وإلا فإن هناك شباب الحارة الأخرى يقفون لهم على حدود حارتهم بالمرصاد مستعدين لصدهم عن حدود حافتهم بالعصي وربما السلاح الأبيض . وهناك كثير من القصص تروى عن الاشتباكات التي جرت بين سكان حافة وأخرى ، سالت فيها دماء وزهقت فيها أرواح .

للموضوع بقية تلحق.

.

.