المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


* رسائل عقلانية الى فخامة الرئيس وعقلاء الأمة في اليمن*

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-23-2011, 08:08 PM   #1
وليد العمري
حال جديد
 
الصورة الرمزية وليد العمري


الدولة :  اليمن السعيد
هواياتي :  الادب ، الشعر ، السياسه ، التاريخ ، التراث
وليد العمري is on a distinguished road
وليد العمري غير متواجد حالياً
* رسائل عقلانية الى فخامة الرئيس وعقلاء الأمة في اليمن*

*رسائل عقلانية لفخامة الرئيس وعقلاء الأمة في اليمن*
بقلم.د.مقبل أحمد العمري

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة وأتم التسليم على من أرسله ربه رحمةً للعالمين ، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الراشدين، أما بعد:
فإن مما لاشك فيه أن النصح هو أغلى ما يعد ويوهب، وإن النصيحة ،و قول الحق إن اقترن بها أو لم يقترن من الواجبات على كل مسلم ،وكل حر.
والنصيحة لغةً هي: (الخلوص من الشوائب) ، واصطلاحاً هي: (قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلا).
و قد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم ،عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ثلاثا) قلنا لمن يا رسول الله ؟قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
ويعتبر العلماء أنّ هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين، لما يشتمل عليه من وجوب النصيحة ، وبيان فضلها ، ومنزلتها في الدين ، وذكر مجالاتها، حتى قال بعضهم أن هذا الحديث أحد أرباع الدين .
وقالوا: أن قوله عليه الصلاة والسلام: ( الدين النصيحة) فيه دلالة صريحة على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان كما فسر الدين بذلك في حديث جبريل المشهور حينما نزل عليه السلام يعلم المسلمين دينهم.
وبناءً عليه، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء الفرائض واجتناب المحرمات ، ويستلزم ذلك الاجتهاد بالتقرب إليه بنوافل الطاعات ، وترك المكروهات، وإن النصح لكتاب الله هو فهمه ، وتدبره ،والعمل بما جاء فيه ، وكذلك النصح لرسول الله يتمثل في محبته ، واتباع سنته الصحيحة الثابتة عنه ، سواءً كانت قولاً ، أو فعلاً ، أو تقريراً.
أما النصح لأئمة المسلمين ( أي حكامهم)، فتعني السمع والطاعة لهم، ومعاونتهم على الحق، وتذكيرهم بما غفلوا عنه من أمور المسلمين، وقد اختلف الفقهاء والعلماء حول المقصود بهؤلاء الأئمة ، فقيل أن المراد بأئمة المسلمين الذين تلزم طاعتهم من الحكام، ومن ينوب عنهم في الولايات ، والعلماء الربانيون أهل الحل والعقد، الذين شهدت لهم الأمة بالإمامة، قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة: النساء - الآية: 59]
قال ابن عباس : هم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم .
وقال أبو هريرة : هم الأمراء والولاة.
و قال ابن كثير: والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء .
وهذا هو التفسير الراجح- في نظري- ، حيث أن المقصود بالآية هم كل من الحكام الصالحين ،والعلماء الربانيين ممن يجب اتباعهم وطاعتهم شرعاً لكي تستقيم الأمور ،ويصلح حال الأمة في الدين والدنيا معاً.
أما النصيحة لعامة المسلمين من الأمة ، فهو إرشادهم بما يمكنهم من معرفة الفرق بين الحق والباطل، وتبصيرهم بالخطأ والصواب، والدفاع عنهم ، وعرض قضاياهم ، وحاجاتهم ، على الحكام ، والذب والذود عنهم عند تعرض أحوالهم للاستبداد ،والفساد.
إن من واجب كل مسلم حقيقي ، وكل وطني شريف يحب بلاده اليمن ، أن يقدم النصح ، ويقول الحق ،كلما أستطاع إلى ذلك سبيلاً ، بغض النظر عمن يحب ومن يكره ، ولعل النصح لمن تحبه ،وتؤثر طاعته ، والانصياع له أكثر صدقاً ، ممن لا يلزمك الحب والطاعة النصح له، سوى أنك تعد متبرعاً ومشفقاً عليه.
بل أن النصح المقدم لمن ترجو نفعه ، وتخاف سطوته ، ونقمته ، وردة فعله المباشرة ، أو غير المباشرة ،عن طريق تابعيه ،وحاشيته ، هو الأكثر صدقاً وإخلاصاً.
وباعتباري مواطناً عادياً ضعيفاً لا حول لي ولا قوة ، ووطنياً شريفا لا يملك من حطام الدنيا سوى راتبه، ومنزل صغير أشبه بعلبة الكبريت يكتنفه ضيقه، وأولاده ، وباعتباري أستاذاً يحمل أمانة العلم، وشاعراً يحمل أمانة الكلمة، وموظفاً أميناً ، وصادقاً نحو قيادتي ، ورؤسائي ، ومحباً لأبناء وطني الغالي ، فإني قد نصحت لقيادتنا السياسية ممثلةً في فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، ولشعبنا اليمني المظلوم المكافح ،وذلك عن طريق ما مكنني الله من السبل ، ومنها عبر ما أكتبه، وألقيه من شعر أو أدب أوفقه ، أو علم ، وأنشره بإمكانياتي الشخصية المتواضعة ، حيث لا يطبع لي أحد ، ولا ينشر لي أحد ، ولا يعينني أحد ، إلا ما وفقني الله وأعانني، وهداني إلى الحق.
وسوف أسوق أمثلةً لذلك من شعري عبر عشرين عاماً من النصح ،وقول الحق، والذود عن الشعب ، وأبدأ من قصيدة في ديواني الثاني المسمى " فجر من ظلام " الصادر عام 2008م ، وعنوانها " ملحمة الوحدة اليمنية" وهي من القصائد القليلة المعدودة التي تعمدت فيها مدح الأخ الرئيس، مع أني أتجنب المدح للحكام - وإن أحببتهم - خوفاً من النفاق والرياء ، ولكن هذه القصيدة التي ربت على (120) بيتاً هي قصيدة ملحمية كان لا بد لها أن تمجد الوحدة المباركة ، و تمدح من سعى ليحققها ويدافع عنها ببسالة منقطعة النظير.
وقد كتبت القصيدة في 13 سبتمبر 1994م ، وألقيت في حفل بمناسبة الذكرى الأولى لانتصار 7 يوليو 1997م الذي حققته قوات الوطن ضد عناصر الردة والإنفصال.
ألقيت تلك القصيدة بقيادة الأمن المركزي ،وسلمت للرئيس شخصياً بعد أن سمعها في الحفل، حيث نزل لاستلامها مني الأخ العقيد الركن/ عزيز ملفي، وكان في ذلك الحين مرافقاً شخصياً للرئيس.
بيد أني كعادتي قد جعلت للشعب نصيباً كبيراً منها ، فجعلت من مناسبة المدح والثناء على الرئيس فرصة لعرض قضايا الشعب ومعاناته من الفساد والاستغلال ، وقد ضمنت القصيدة المطولة نصحاً أميناً للقائد ، ودفاعاً مستميتاً عن حقوق الشعب.
بدأت القصيدة مخبراً الجميع أني لا أمدح لغرض التكسب والارتزاق ، وإنما لأجل قول الحق ، وإنصاف الرئيس فقلتُ:
واليوم دعني وقد عادت كتائبنا* بالحلم في حضنها صارت تربيهِ
أقولُ للناسِ والأقلامُ قائمةً* تقص في النصر للدنيا وتحكيهِ
لئن مدحتُ علياً لست منتظراً * عطاءهُ فخذوا ما سوف يعطيهِ
وإن هجوتُ فلي عند الرئيسِ يدٌ* عفو الرئيس الذي قد صار يوليهِ
وللرئيس أقولُ الحقّ أمدحهُ * بهِ وإنّي إذا ما حادَ هاجيهِ
إلاّ إذا ذكرتني الحرب موقفه* من وحدة الشعبِ حتماً سوف أُوفيهِ
هنا سأمدحُ فيهِ دون لائمةٍ * جزاءُ مقترفٍ خيراً جوازيهِ
ثم بعد أن عرضت لموقف الرئيس وبطولته ، وتلاحمه مع الشعب ، والجيش في الدفاع عن الوحدة المباركة العظيمة، في أكثر من ثمانين بيتاً، بدأت أعرض لفخامته مسألة الشعب، وأذكره بما يستحق من المكافأة والوفاء :
يا سيد القوم ِ ماذا بعد أن حكمت* إرادة الله حكماً ليس تخطيهِ
وظلت الوحدةُ الغراء باقيةً * في قمة الهرم الباقي لبانيهِ
اليوم بعد انبلاج الفجر صار لنا* حق السؤالِ وحق الرأي نبديهِ
كم قدّمَ الشعبُ قل لي يا وسيلته* حتى جنى ما تمنى من مجانيهِ؟
ألم تئنْ يا زعيم القومِ فرصتُهُ* للعيش يحيا ويرقى في مراقيهِ؟!!
لم ندرِ والله مما قد ألمَّ بهِ؟ * نهنئُ اليومَ فيهِ أم نعزيهِ؟!
أم نقتدي بالزبيري في مقالتهِ* ما كنتُ أحسبُ أني سوف أرثيهِ*
وكيف نرثيهِ منصوراً وقد بسمتْ* له الحظوظ وصارت في ذراعيهِ؟!
كأنّهُ مثل من بارت تجارتهُ* من واقع السوقِ ساستهُ دواهيهِ!!
كادت لهُ شلّةُ التجارِ فانتزعت * طعم الخلاص الذي ما كاد يجنيهِ
حتى بدا الشعبُ عبداً تستبدُّ بهِ* القيودِ للخلف قد شُدّت أياديهِ

ثم ذهبت لتشبيه أبناء الشعب بالعبيد الذين سرق حريتهم ولقمة عيشهم التجار والمتنفذون ، وتشبيه الرئيس تارة " بإبراهام لنكولن" محرر العبيد ، وتارةً بالمسيح "عيسى ابن مريم" حين سانده الفقراء الصيادون من الحواريين، وكان في حاجة إلى مساعدتهم ، وهو ما فعله الشعب اليمني حين دعم موقف الرئيس ،ولم يخذله في حرب الردة والإنفصال رغم الجوع والفقر الذي كان يعصف به آنذاك فقلت:
وأنت مازلت يا لنكولن ترقبهم * متى تحرره منهم وتعفيهِ؟؟
متى متى أيها العملاق تنصرهُ* ألم تكن مثل عيسى في حواريهِ؟؟
دعوت بالشعب والآلامُ تسحقهُ* فهب من مدفع الداعي يلبيهِ!!
فهل تكن دولة التجارِ عاصيةً؟* والشعبُ يدعي الذي قد كان يدعيهِ؟
كأنّ السنة الأسعار ألويةٌ* للإنفصالِ تلظيهِ وتكويهِ!!
ثم ذهبت لأحذر بكل صراحة ، وصدق ووفاء وحب لكل من الشعب والقائد من آفة الفساد ، وذلك قبل خمسة عشرة عاماً قائلاً:
عليُّ والمفسدون اليوم لم يذروا * فسادهم قد عجزنا أن نداريهِ
وأنت كم ذا تداري من مساوئهم * ليسكب الشعبُ دمعاً من مآقيهِ
تريد أن تحتويهم ثم تهديهم * لا تهدِ من لا يشاءُ الله يهديهِ
فاجنحْ بهم سنّةُ التغيير قد فعلوا* بالشعب ماليس يرضى ثم يبغيهِ
قد أدرك الشعب فرقاً بين قادته* الأخيار والسالبين النوم عينيهِ
من عُمّروا واستمرّوا في وظائفهم* كالدّاءِ إن طال دهراً في أهاليهِ
كأنما شحت الأرحامُ فامتنعت * تلد لهُ غير صفٍ من مواليهِ!!
هل صدقوا حينما احتلوا إدارتهُ * بأنّهم أهلُ تخطيطٍ وتوجيهِ؟

بيد أن تلك الوجوه الفاسدة لم يتغير منها وجه ،ولا أعلم لماذا لم يسمعني ولم يسمع غيري أحد؟
لقد تجرأت وهددت بالشعب المسكين المخدر المستكين،و ضربت الأمثلة على مصير الحكام السابقين على يد هذا الشعب فقلت:
ماقدّم الشعب ديناً في مبادرةٍ* وذلّ في ردهِ أو في تقاضيهِ
ألم يروا أنّ من كانوا أساتذةً* قد سلّبوا العلمَ إسماً من أساميهِ
وإنّ من كان فرداً في إمامتهِ* وقد تألهَ فيها كلّ تأليهِ
أقصاهم الشعب حتى ليس يقبلهم * يمسحون أوانيهِ وأحذيهِ؟؟!!
وقبل أن أختم القصيدة صرخت نيابة عن الشعب مستنجداً بنخوة الرئيس:
عليُّ ما بارحت " صنعاءُ " ضارعةً * للهِ من هول بلواها تناجيهِ
ما بارحت " عدنُ " الآلام شاخصةً * للنصر كم قد أطالت في ترجيهِ
ما عاد للشعب بعد الله من أملٍ * سواك فاخترْ لهُ حلاّ تسويهِ

وختمت قصيدة بلغزٍ سقته لفخامة الرئيس ، على غير عادة الشعر الفصيح الذي لا تنتهي قصائده بلغزٍ يطرحه الشاعر في آخر القصيدة ،ويبدو كما بينت في ديواني المذكور( ص65) بالهامش ، أن هذه استعارة حسنة من الشعر الشعبي، وكان هذا مضمون اللغز الذي أردت به أيضاً خدمة الشعب ، والتحذير من أن يتحول انتصار الوحدة وبقائها إلى سيف مسلط على رقاب الشعب اليمني ، وهذا مضمون اللغز:
عليُّ عندي سؤالٌ لو فطنت لهُ * والمستشارون إنّي سوف أُمليهِ
ما اسمُ الغلام انجتهُ أمسُ جاريةٌ * شمطاءُ لم ندرِ يوماً ما نسميهِ؟
من رحمها ولّدتْ ناراً تشيعهُ* كادت ولا دتهُ الرعناءِ تُرديهِ
هل كان" جينكيزُ" أم "نيرون" ساقتهُ * الأحداثُ بالملكِ والتيجانِ تغريهِ
أم كان كابن أبي بكرٍ فنعرفهُ * وها هنا بأبي بكرٍ نكنيهِ؟؟؟

والغلام الذي قصدته هو النصر الذي كتبه الله لليمنيين على عناصر الردة والإنفصال، وحفظ به وحدتهم من الزوال، بعد أن حدثت الردة عنها ، ولقد ولد هذا الغلام من رحم جارية شمطاء هي الحرب التي حصدت الآلاف من أبناء الوطن ،وكادت ولادته الرعناء تقتله كحلم لولا إرادة الله، وسماحة الرئيس،وإطلاقه للعفو العام الذي ضمد الجراح ، وخفف الآثار.
وتساءلت: هل يكون هذا النصر نيروني؟ أم جينكيز خاني؟ يورث الغرور والصلف ، ويسخر للاستبداد والطغيان ، أم سيكون مثل النصر الذي حققه أبوبكر وأصحابه رضوان الله عليهم ؟ حين أرتد العرب عن الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ كان نصرهم مفتاحاً لتثبيت الدولة الإسلامية ، وزيادة قوتها، ورسوخ مبادئها إلى الأبد!!
وهذا هو عين ما قصدته .. لقد تمنيت أن يكون النصر العظيم فرصة للنهوض من جديد ،وترسيخ وتثبيت أسس الدولة والوحدة ، وتطبيق القانون على الجميع ، واستئصال الفساد والفاسدين منذ ذلك اليوم ،وكانت الظروف مهيأة لإحداث تغيير جذري ، وإصلاحات سياسية واقتصادية ،واجتماعية تخدم الوطن، ولم يكن ذلك ليتم إلا بفرض القانون، وكبح جماح القوى الهدامة من داخل الدولة وخارجها.
وإني رغم تواضعي ، وضعفي ،وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أشهد الله والرئيس ، وأشهدكم أني منذ قرابة خمسة عشرة عاماً ، وأنا أحذر من الفساد قدر ما استطعت ، وليس نكاية بأحد ، وإنما حبا بهذا البلد، ووالدٍ وما ولد، وفي كتبي وأشعاري المتواضعات ما يشهد على ذلك، وقد ضربت لكم بهذه القصيدة مثالاً فقط، ولست بصدد استحضار أشعاري كلها فهي منشورة في كتبي وما نشر من قصائدي، وكتاباتي ليقرأها من أراد.
وتم ذلك بسبب معرفتي الأكيدة أن الفساد عاقبته وخيمة ، ونهايته سيئة ، فضلاً عن أني رأيت أن أكون صادقاً مع أهل بلدي، وتمنيت أن أفلح في تنبيه أصحاب القرار ، وأهل الحل والعقد.
لكن الذي بدا لي أن ذلك لم يجد نفعاً فمن أنا ليسمعني السامعون؟ وليتعظ بأقوالي الطامعون؟ خاصة وأن بعض صناع القرارات لا يقرأون ، إلا ما قرأ لهم الأذناب ممن يمكن وصفهم "بالسعاة المخبرين إلى الحكام الجائرين" ليوغروا بسطوري صدورهم، ويرضوا فيّ حقدهم وغرورهم.
والحقيقة المرة أن للنصح لمن لا ينتصح ، وفي الوعظ لمن لا يتعظ، وفي قول كلمة الحق دفاعاً عن هذا الشعب ثمناً باهظاً قد يدفعه الناصح الأمين على مدى حياته.
ولقد دفعت والحمد لله – الذي لا يحمد على المكروه سواه- ثمناً باهظاً من صحتي ، ومن التفرغ لمصالحي الشخصية ، وأوذيت من أقرب المقربين إلي ، ممن فسدت ضمائرهم ، وملئت بالحقد والكراهية قلوبهم ، وحوربت من مواصلة دراستي العليا ، لو لا عناية الله وعون بعض الخيرين ، ولما أكملت دراستي بحمد الله (وحصلت على درجة الدكتوراه) حيل بيني وبين الجامعة لسنوات، وهمشت في وظيفتي، وتم نفيي إلى أبعد المحافظات، وباعدوا بين أسفاري أنا وصغاري ، وشغلوني بالأسفار ليلي ونهاري ، و أحرموني من أبسط حقوقي جهاراً نهاراً.
ولكني مع ذلك أجد نفسي راضياً مرضياً صابراً محتسباً ، أتذكر أنني لم أمارس الفساد ، ولم أظلم العباد، وإني هديت إلى الرشد،ووفقت إلى العلم أبذله لأبناء وطني ما استطعت لذلك سبيلاً، لأني أعلم أن كل شيءٍ ما خلا الله زائلُ، وكل نعيم لا محالة زائلُ، لذلك صار لسان حالي في هذا الزمن ، قول الشاعر ،وأحسب أنه الشافعي:
حسبي بعلمي إن نفع * ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله نزع * عن سوء ما كان صنع
ما طار طيرٌ وارتفع * إلا كما طار وقع
وإني والله للآن والزمان لا أخشى على نفسي ،ولا أحقد على من ظلمني ، وإنما أخاف أن يفلح الفساد الذي حذرنا منه منذ عقود ، في قتل أمانينا وأحلامنا الكبار ،وأن يحصل ليمن الإيمان ما حصل لبعض البلدان، من إراقة الدماء ،وتدمير الممتلكات ، فيزيدنا ذلك ضعفاً على ضعفنا المبين.
وعندها هل ينفع الندم وقد فات الأوان؟؟!!
من أجل ذلك وفي ختام هذه العجالة أريد أن أوجه ثلاث رسائل على النحو التالي:
*الرسالة الأولى: إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، وفيها أشاطره الحب والنصح ، وكلمة الحق ، حباً له وحباً للشعب والأمة اليمنية، وأرى أن الفساد هو الطامة الكبرى ، واقترح على فخامته بدون مواربة ، وبد ون مجاملة أن الحلول لخروج البلاد نهائياً من هذه الأزمة تتمثل فيما يلي:
1- أن يستخدم الرئيس صلاحياته الدستورية بقوة وشجاعة وحزم،كما عهدناه دوماً ، فينهي سلطة المشائخ، والتجار( و طبعاًلا أقصد الشرفاء منهم والكفاءات) وينهي بذلك سلطة المتنفذين ، والفاسدين ، الذين أثروا على حساب البلاد والعباد، ويستبدلهم بغيرهم من الشرفاء والكفاءات، من أبناء الوطن ، وأذكره بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله.. )، وفي رواية: ( من ولَّى رجلاً على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين..). الحديث: رواه الحاكم في صحيحه، ومثله قول لعمر ابن الخطاب وفي نهايته (وخان المسلمين).
وفي نفس الإطار طرد المعمرين في الوظائف القيادية والإدارية في الدولة ، وإحالتهم للتقاعد ، أو إلى المحاكمة، فليس من المعقول أن الشعب اليمني فقير من الرجال ،والكفاءات ليعمر شخص في وظيفته من أول الثورة ، أومن بعد الوحدة للآن!! حيث أن هذا يناقض الدين والعقل ، والنظام الجمهوري ، ويناقض مبدأ العدالة والمسئولية، ويناقض مبدأ الشورى، والديمقراطية، ويفضي إلى الفساد والاستبداد، لا سيما وأن هؤلاء المعمرين في الوظائف في الأغلب جهلة وفاسدون وبعضهم لا يقرأون ولا يكتبون!! وفي اعتقادي أنهُ حتى لو كانوا من الأتقياء الأنقياء ، فالتغيير سنة كونية ،وحياة للدول ، والجماعات.
وأعتقد أن هذا الأمر ليس بعسير على الرئيس، وخاصة أن مبدأ الإهتمام بالكفاءات ووضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، قد ورد في صلب برنامجه الانتخابي.
2- تشكيل جمعية تأسيسية من رجال القانون الدستوري ،والمتخصصين ،والعلماء، والخبراء، والكفاءات ، من أبناء الشعب ، ومن السلطة ،ومن المعارضة ، ومهمتها تعديل الدستور خلال عشرة أيام، والاستفتاء على هذه التعديلات بعد أن يفهم الشعب ما هية تلك التعديلات ،ومزاياها ،وعيوبها ، ومصلحة الشعب منها ببرنامج إعلامي هادف وأمين يمارسه الإعلام الرسمي، والحزبي، قبيل الاستفتاء.
وكخطوط عريضة فقط ، يجب أن يشمل التعديل الدستوري والقانوني، ترقية شروط المرشحين في المجالس المحلية من ( يقرأ ويكتب) إلى( ثانوية وما فوقها) على الأقل ، وتكون الأفضلية لذوي المؤهلات الأكبر، وترقى الشروط في الانتخابات النيابية والرئاسية إلىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مؤهل جامعي فمافوق) ، ويفضل المؤهل الأعلى مع مراعاة الخبرات والتخصصات.
وبهذا التعديل نحترم عقلية الشعب اليمني، ولا نتستخف به ، ونجسد حقه في أن لا يتولى عليه إلا من هو أهل للولاية.
ومن التعديلات الدستورية والقانونية إزالة العقبات الكأداء أمام المرشحين للمجالس المحلية والنيابية ، والمرشحين للرئاسة، وذلك عن طريق تعديل المواد التي تشترط تزكية مسبقة للمرشح ، سواء من مجلس النواب أومن غيره ، وذلك تجسيداً لحق المرشحين جميعاً في الترشح دون قيود، تزكيهم أعمالهم ،ومؤهلاتهم ،وأصوات ناخبيهم، وشعبيتهم فقط.
هذا بالإضافة إلى التعديلات التي طرحها الرئيس ،وطرحتها المعارضة ، والتي تتعلق بشكل الحكم والدولة ، ونظامها البرلماني أو الرئاسي، مع تحفظنا على طرح ما يسمى بالحكم المحلي الواسع الصلاحيات ، أو الفدرالية، أو القائمة النسبيةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مالم يرافقها تعديل قانوني لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية ، يتيح لجميع أبناء الوطن تنظيم أنفسهم في أحزاب بدون قيود لا تتجاوز الثوابت المجمع عليها).
وعلى العموم نرى ترك هذه المسائل للجمعية الوطنية التأسيسية ، المناط بها تعديل الدستور ، وما لم يتفق عليه يرد إلى الشعب عند الاستفتاء.
3- تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع أبناء الشعب ، أحزاب ،وكفاءات ، وتكنوقراط ، منذ الآن تشرف على تعديل الدستور والاستفتاء عليه ، وتمضي بالبلد إلى انتخابات حرة ونزيهة، وهذه الحكومة لا يجوز لأعضائها الإحتفاظ بمناصبهم في حكومة ما بعد الانتخابات ، وتشكل من وزراء جدد أكفاء ، وفقاً للدستور الجديد ، وما ينص عليه من أحكام، وهذه الحكومة الجديدة سواء كانت حكومة وحدة وطنية أو ائتلافية، أو حكومة أغلبية ، يجب أن تخضع للمساءلة والرقابة الصارمة من مجلس النواب ،و لا يجوز تكرار وجوهها أكثر من خمس سنوات أوأي مدة يقررها الدستور والقانون مهما كانت كفاءاتهم، وأن تحترم الوظيفة العامة ،وتعمل على تدويرها بين الكفاءات من أبناء الشعب ، ملتزمة بمبدأ الحياد الوظيفي ، وعدم تسخير الوظيفة والمال العام للأغراض الحزبية.
وأعتقد أنه بهذه الثلاث الخطوات الإسعافية المسئولة، يمكن أن تخرج اليمن من النفق المظلم،وتدور عجلة الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والعلمية ، والثقافية وغيرها.
وبها يا فخامة الرئيس: تظل رئيساً حتى تنتهي فترتك الدستورية، ورمزاً لليمن بعد انتهائها ، وتبقى محل إعجاب الشعب ،وتقديره واحترامه للأبد ، وحتى لا يفتئت عليك أحد ، ولا تضيع جهودك سدى ، واعتقد أن هذا الكلام أنت قلته بنفسك ، عند ما امتنعت عن ترشيح نفسك في الانتخابات الرئاسية الماضية، فضغط عليك المطبلون ،والكذابون ، والطامعون المفسدون في الأرض ، ولقد سمعتك وأنت تقولنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أريد أن أراكم كيف ستنتخبون لكم رئيساً وحكومة ).
لا تعتقد يا فخامة الرئيس أن تمترس المتمرسين في ميدان التحرير، ومراضاة بعض القبائل ،و المشائخ والمنتفعين ، سوف يغني عنك وعنا ،وعن الوطن شيئاً، فهؤلاء الفاسدين الكذابين يحتاجون إلى أموال ، ومصروفات كبيرة ربما تفقر الدولة إن طالت الأزمة ، وهم إن جاملوك اليوم سوف يبيعونك غداً ، إضافة إلى أن ذلك ربما سيخلق فتنة بين أبناء المجتمع لا تحمد عقباها ، فاحذرهم وحافظ على تاريخك وعملك من الضياع.
واعلم أنه ليس بهولاء، البائعين لذممهم دوماً ، ولا بمايبذل لهم من أموال الشعب اليمني ، تقوم السلطة، فليسوا وليست تلك أدوات السلطة والدولة ، إنما أدوات السلطة ، والدولة الدستور ، والقانون ، والعدالة ، والمسئولية.
إن بمثل هؤلاء تشقى البلاد ، ويعم الفساد، ويزداد الجور والأثرة والاستبداد دون أن تدري.
ولسوف أسوق لك من نفسي مثلاً وأنا أحد أبنائك المخلصين ،على الأقل تعلمت و تأهلت في عهدك الوحدوي ،وأنا ممتن لذلك ، رغم إني لم أصب منك منفعة تذكر،ولم أدخل دار الرئاسة يوماً مع الداخلين.
إذا أردت أن أحظ بفرصتي في الوظيفة أو المكانة التي أستحقها حسب مؤهلاتي العلمية ، وخبراتي العملية ، ووطنيتي المعروفة التي لا أمن بها على أحد ، وإنما أسخرها لخدمة الوطن، فلا بد من امرأة نافذة ، أوشيخ ، أو زير ، أو تاجر، يتوسط لي لكي يتم تعييني، فهل يرضي هذا أحد؟
ومن سوء حظي أن وسطائي الذي يصلوني بفخامتكم يكرهوني ويحقدون علي لأني أقول لهم الحق، وأنهاهم عن الباطل،ولأني كافحت بشرف ووصلت الليل بالنهار في تلقي العلم، حتى حصلت على أعلى الدرجات العلمية في مجال تخصصي ، وبدون رغبتهم ولا مساعدتهم.
ولقد سُلّط عليّ وعلى أمثالي في مديريتي شخصٌ حقودٌ ،وظالمٌ مستبد ، أذاقنا ألواناً ، من المكر ، والعسف ، والطغيان ، وتآمر على المثقفين والمتنورين من أبناء المديرية، حتى من المشائخ الوطنيين الشرفاء، في سبيل تحقيق نزواته وشهواته ،ووقف حائلاً ولا يزال أمام طموحاتنا وأحلامنا وجميع أبناء المنطقة ، حتى أنه لن يصدر لي قرار بتعييني في وظيفة مناسبة إلا بناء على رغبته ولن يفعل ذلك أبداً، وإني أسأل الله أن يهلكه ، وما جمعه من أموال الشعب ، وأن يجازيه بأفعاله شر الجزاء، وإني لن أذكر اسمه هنا ترفعاً وتخلقاً .
وولي عليّ وعلى غيري من قريتي إمامٌ معصومٌ، متعجرف ، قد بلاه الله بالحسد ، والبغضاء، والحماقة الشديدة ،وسوء الظن ، وقد خُلّد في وظيفته ، تحت اعتقاد أنه يمثل ، ويغني عن الشرفاء، والأكفاء ،والوطنيين من أسرة لها تاريخها النضالي الكبير ، وهو لا يمثل إلا نفسه، ويحقق مصالحه الذاتية على حسابي وحساب غيري ، ولا يغني عن أحد، ومع ذلك لا يقبل منا عدل ولا صرف، ولا قول ،ولا عمل ، إلا برأيه ،ومشورته، وقد أساء الرأي ، وأفسد المشورة في حقنا مستغلاً وطنيتنا ،وصمتنا ،وصبرنا ،ومراعاتنا للكثير من الظروف والاعتبارات السياسية لبلادنا ، وقيا دتنا ، حتى كادت أعمارنا تنقضي بدون أن نمكن من أبسط حقوقنا ، ونتشرف بخدمة بلادنا ، بينما يتنعم بالسلطة ، ويتنقل من وظيفة إلى أخرى.
وإذا جاز لنا التساؤل: فهل مثل هؤلاء هم أدوات السلطة ، أم الدستور ؟ والقوانين؟ والعدل ؟ والمسئولية ؟ وحب الوطن؟ ومبدأ تكافؤ الفرص؟ومبادئ الحقوق والواجبات، ومعايير الولاء الوطني ؟والكفاءة العلمية ، والعملية؟
فوالذي نفسي بيده ،ولا يقسم إلا به أن أمثال هؤلاء قد جعلوا من قبيلة الحدا الباسلة ، الوفية، للثورة ،والجمهورية ، والوحدة ، ولرئيس الجمهورية، قبيلة ساخطة ، ناقمة على الدولة ، من كل الوجوه ، وبالإمكان تقصي هذه الحقيقة المرة من أفواه المواطنين أنفسهم، دون السماح لهؤلاء الكذابين بتجييش بعض المنافقين والمنتفعين، الذين يتسولون على أبوابهم ، وأو لئك الذي يمارسون عليهم الضغوط ، ويستخدمونهم لخداع القيادة السياسية والتضليل عليها.
هذه أمثلة على أبناء مديريتنا ، فكيف بأبناء الشعب يتولى عليهم هؤلاء الجهلة والفاسدين، ويسومونهم كالنعاج، في كل مديرية ،وقبيلة ؟!!
نحن نريد أن تسودنا أنت ،بالعدل ، وبالدستور ، والقانون، نريد حكومة منا وإلينا ، تفهمنا ، وتراعي حقوقنا ، بعدالة ، ومساواة، ومسئولية ، يا فخامة الرئيس.
لا نريد مشائخاً ، ولا أذناباً ، ولاوسطاء بيننا وبين حقوقنا ، ولقد صبرنا عليهم طويلاً ، وسوف نضطر أن نقاتلهم من أجل حقوقنا المشروعة ،ولن نسمح لهم بالتآمر علينا وعلى شعبنا بعد اليوم.
لقد سرقوا سعادتنا وبسمة أطفالنا ، كما سرقوا ثروات شعبنا ، و بخسونا حقوقنا، بل وسرقوا علينا ثورتنا ، وأعادونا إلى دياجير الماضي البغيض، وأصبحوا ملاكاً ، وإقطاعيين ، وسيوفاً للإسلام ، وأعادوا الطبقية التي هدفت الثورة إلى القضاء عليها إلى أسوأ ما كانت عليه، وعمقوا المناطقية، والشللية ، والوساطة ، والمحسوبية ، واتخذوا أنفسهم طواغيتاً يحتكم إليهم ، وتنحر الذبائح لهم من دون الله ، وعرقلوا أحكام القانون ، وسلطات المحاكم، حتى عم الفساد ،وأنعدم الأمن ، وشاعت الفاحشة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
**الرسالة الثانية: للمعارضة التي ما فتئت تطالب بالفيدرالية، والدفاع عن الحوثي، وجرائمه ، ومؤازرة الإنفصال ورموزه ، و القائمة النسبية ، وماشابه ، كل هذه مطالبكم أنتم فأين مطالب الشعب؟
وماهو سبيلكم وبرنامجكم لرفع المعاناة عن كاهله دون زجه في صدامٍ دامٍ بين موالاة ومعارضة؟ هل من عقلانية فيكم لتبني المطالب التي طرحناها أعلاه ، والمضي إليها قدماً لتناضلوا من داخل الدولة ، لا من خلال الفوضى والخراب ؟ خصوصاً وقد استجاب الرئيس لمطالبكم ،وأجل الانتخابات مرتين لأجل عيونكم ،و رجع عن الانفراد بالتعديلات الدستورية ، وقبل بالحوار.
أوقفوا إذن تحريض الشعب مؤقتاً، وامضوا نحو ما دعوناكم إليه جميعاً سلطة ومعارضة، أتيحوا مجالا ، وفرصة للرئيس ، ليلتقط أنفاسه، ويهيئ لكم عملية الانتقال الآمن للسلطة.
لا تبدأوا من الآخر: (ارحل يارئيس، قم بإعفاء أقاربك ، من السلطة حتى الدرجة الرابعة)، فماذا تبقى بعد للحوار ، وللديمقراطية والانتخابات؟
ابدأوا من البداية لا من النهاية، أو ابدءوا من حيث انتهيتم في الحوارات السابقة، وأتوا البيوت من أبوابها لا من خلفها، وعندما يصلح أمر الدستور ، وتتغير أدوات السلطة ، سوف يتغير الأشخاص الذين لا يرضاهم الشعب في لحظات.
دعونا نشعر بطعم السعادة ، وأنتم تعبرون عن الوطن لا عن أنفسكم ومصالحكم الشخصية ، أوقفوا الفتنة حتى نرى ما سيفعل الرئيس، ونرى ما أنتم فاعلون.
ولا شك أن في مضيكم سلطة ،ومعارضة ، نحو تعديل الدستور، على النحو الذي أشرنا إليه، وتشكيل حكومة وفاق وطني من وجوه كلها جديدة ،وتعديل القانون الانتخابي ، وإصلاح قوائم الناخبين ، بما يلبي مصلحة الشعب ومستقبل البلد السياسي، والمضي للانتخابات النزيهة والشفافة، تحت رقابة شعبية ،وقضائية ، لا شك أن في كل ذلك صلاح البلاد والعباد إن شاء الله ، وإن خلصت النوايا.. إن خلصت النوايا!!
***الرسالة الثالثة: للأمة اليمنية ، للشعب اليمني المكافح الصابر ، ليمن الإيمان والحكمة ، نقول: لامجال اليوم ، لإنكار حقوقكم ، ومطالبكم المشروعة في العيش الرغيد الآمن المتساوي، وحقكم في التعليم المجاني ،والصحة المجانية ، وخدمات الدولة الأساسية ، والحق في العمل ، والحق في التعبير عن الرأي ، وكافة حقوق المواطنة التي تكفلها لكم الشريعة الاسلامية، والدستور اليمني ، ومبادئ وأهداف الثورة سبتمبر ،وأكتوبر، ومبادئ الوحدة اليمنية المباركة .
لا ننكر أن هذه الحقوق قد انتقصت ، وغيبت ، بفعل عوامل مختلفة ،داخلية ،وخارجية ، سياسية ،واجتماعية ، وثقافية ، واقتصادية، أشرنا إلى بعضها ، ولم نشر إلى البعض الآخر.
وإن هذه الحقوق لن تصان ،ولن تبقى إلا بقول كلمة الحق ، وبالتمسك الدائم بها ،والنضال السلمي المستمر من أجلها، فما ضاع حق وراؤه مطالب.
فاستعينوا بالله ، واعتصموا بحبل الله ، واستعينوا بالصبر والصلاة، واتركوا فرصة للعقل والتعقل، وفوتوا على أعداء الوحدة ،وأعداء السلام والمحبة والأخوة ، والحرية( من أي طرف كانوا) فرصتهم السانحة لشحن الساحة بالكراهية ،والعنف ، وإراقة الدماء.
وإني أظن أنه لم يعد بينكم وبين نيل حقوقكم سوى فرصة تعديل الدستور ،وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعبر عنكم ، وعن تطلعاتكم، وتشرف على سير الانتخابات بنزاهة وشفافية، وحينئذٍ تختارون من تقررون ، وتستبعدون من لا ترضون، فإن استطعتم أن تختاروا برلماناً يمثلكم،وحكومة تعبر عن آمالكم، وتلبي مطالبكم كاملة غير منقوصة فقد فزتم وكفى الله المؤمنين القتال .
أما إذا حالت بينكم وبين أمانيكم قوة من القوى ،أو جماعة من الجماعات ، أوحزب من الأحزاب ، أومؤسسة ، أو شخص لا قدر الله، فإن الساحات والميادين والشوارع لن تهرب منكم ،ولن تغلق في وجوهكم ما دمتم أحياء ، وأصحاب حق، وعلى كلمة واحدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: 200].
وقال تعالى: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ) [سورة: المائدة - الآية: 7].
قال تعالى: (وَاتّقُواْ فِتْنَةً لاّ تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصّةً وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة: الأنفال - الآية: 25]- صدق الله العظيم.
كتبت هذا تذكيراً ، وتحذيراً ، ونصحاً ، ومحبةً، للسلطة والمعارضة، وللخاصة ، والعامة ، من أبناء شعبنا اليمني العظيم ، في هذا الظرف الدقيق الحرج .
وكتبت هذا تعبيراً عن رأيي الشخصي ، واستشعاراً بمسئوليتي أمام الله ، وخوفاً أن يسألني الله لم سكت عن قول الحق؟ ولماذا لم تبادر بالنصح لله ولرسوله ،ولأولي الأمر ،ولعامة الشعب.
اللهم هل بلغتُ .. اللهم فاشهدْ..
اللهم إنّي بلغت .. اللهم فاشهدْ...
وما توفيقي إلا بالله...
حرر بتاريخه19فبراير 2011م
.
  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2011, 10:39 PM   #2
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

شكرا وليد

والمهم أستيعاب فحوى الرساله حتى نرى تغيًراً ملموساً


طبتم ؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
قديم 02-27-2011, 08:10 PM   #3
وليد العمري
حال جديد
 
الصورة الرمزية وليد العمري


الدولة :  اليمن السعيد
هواياتي :  الادب ، الشعر ، السياسه ، التاريخ ، التراث
وليد العمري is on a distinguished road
وليد العمري غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي [ مشاهدة المشاركة ]
شكرا وليد

والمهم أستيعاب فحوى الرساله حتى نرى تغيًراً ملموساً


طبتم ؛؛؛؛؛

الف تحية لك أخي الفاضل الخليفي الهلالي ، وانا نتمنى مثلك أن يكون لصوت العقل صدى عند الجميع ، وخاصة أصحاب القرار ، تقبل شكري وامتناني لك ،ودمت محروس بعناية الله..،،،
  رد مع اقتباس
قديم 02-28-2011, 07:35 AM   #4
زاعط
حال نشيط

افتراضي

مع احترامي للاخ العمري وتفاولة الشديد الا انها تبقى محاولة
وهنا يحضرني قول الشاعر
لقد ناديت لو اسمعت حيا *ولكن لاحياة لمن تنادي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas