من ضحايا الحجاج

[أبو إبراهيم]

الحمدلله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:

لاشك ولاريب أن الحجاج بن يوسف أحد الذين تركوا بصمة سوداء في تاريخه المظلم كم من مظلوم ومقتول مات على يديه وقد تكلم عليه العلماء بما فيه الكفاية وقد جمعت هذه المادة العلمية في وقت وجيز جداً ولم أقصد الاستيعاب ولا التفصيل إنما مجموعة من الآثار الواردة في سيرة هذا الطاغية المبير وهذه ترجمة مختصرة للحجاج بن يوسف


هو الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي الأمير الشهير ولدسنة 45 أو بعدها بيسير ونشأ بالطائف وكان أبوه من شيعة بني أمية وحضر مع مروان حروبه ونشأ ابنه مؤدب كتاب ثم لحق بعبد الملك بن مروان وحضر معه قتل مصعب بن الزبير ثم انتدب لقتال ابن الزبير فجهزه أميراً على الجيش فحضر مكة ورمى الكعبة بالمنجنيق إلى أن قتل ابن الزبير
وقال جماعة إنه دس على ابن عمر من سمه في زج رمح وقد وقع ذلك في صحيح البخاري
قال عمر بن عبد العزيز : لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم

وكفره جماعة منهم سعيد بن جبير ومجاهد وعاصم والشعبي

مات سنة 95 بواسط وهو الذي بناها وهو ابن ثلاث وخمسين في نفس السنة التي مات فيها سعيد بن جبير رحمه الله . تاريخ خليفة بن خياط (307)

قال ابن حجر : لم يقصد الشيخان وغيرهما الرواية عن الحجاج كما لم يقصد البخاري الرواية عن الحسن بن عمارة فإما أن يتركا وإما أن يذكرا وإلا فما الفرق .

تهذيب التهذيب ( 1/ 364)

ومما قيل عن الحجاج .

قال الترمذي : يقال الكذاب المختار بن أبي عبيد والمبير الحجاج بن يوسف

وقال هشام بن حسان : أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة وعشرين ألف قتيل

السنن للترمذي (4: 433)


قال الذهبي : أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا وكان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام وكر ودهاء وقد سقت من سوء سيرته بالتاريخ الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياه بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله فنسبه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله وله توحيد في الجملة ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء .

السير ( 4/ 343)

ضحايا الحجاج : محمد بن سعد بن أبي وقاص الإمام الثقة أبو القاسم الزهري أخو عمر بن سعد روى جملة صالحة من العلم وكان ممن قام على الحجاج مع ابن الأشعث فأسر يوم دير الجماجم فقتله الحجاج روى له الشيخان وأصحاب السنن ( 4/ 349) السير

عن حماد قال : بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد ورأيته يبكي من الفرح . السير ( 4: 524) ابن سعد ( 6/ 280)

وقيل قدم نافع بن جبير بن مطعم بن عدي على الحجاج فقال الحجاج : قتلتُ ابن الزبير وعبدالله بن صفوان وابن مطيع وددت أني كنت قتلت ابن عمر فقال له ما أراد الله بك خير مما أردت لنفسك قال صدقت فلما خرج قال له عنبسة بن سعيد : لاخير لك في المقام عند هذا قال جئت للغزو ثم ودع الحجاج وسار نحو الديلم .

السير ( 4/ 542) تاريخ ابن عساكر المعرفة والتاريخ ( 565)

قصة إبراهيم التيمي مع الحجاج ( 4/ 563)

وقال الذهبي : وقيل :إن الحجاج ( قاتله الله ) قتل طلقا ً مع سعيد بن بير ولم يصح .

السير( 4/ 602)

سعيد بن المسيب يحصب الحجاج لأنه لايحسن الصلاة ( السير :4/ 226)

وقال الذهبي عن عبد الملك بن مروان : كان الحجاج من ذنوبه . السير ( 4/ 249 )

ومن ضحايا الحجاج :قال الأعمش : رأيت ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج وكأن ظهره مسح وهو متكئ على ابنه وهم يقولون : العن الكاذبين فيقول : لعن الله الكاذبين : آه ثم يسكت فيقول : علي بن أبي طالب وعبدالله بن الزبير والمختاربن أبي عبيد . وأهل الشام يظنون أنه يوقعها عليهم وقد أخرجهم منها ورفعهم .

وقال الذهبي : روي عن أبي حصين أن الحجاج استعمل ابن أبي ليلى على القضاء ثم عزله ثم ضربه ليسب أبا تراب رضي الله عنه وكان قد شهد النهروان مع علي

السير ( 4/ 267) المعرفة والتاريخ ( 2/ 618)تهذيب التهذيب ( 2/ 549)

ومن ضحاياه أيضاً قال ابن سعد : خرج عطية العوفي مع ابن الأشعث فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن يعرضه على سب علي فإن لم يفعل فاضربه مئة سوط واحلق لحيته فاستدعاه فأبى أن يسب فأمضى حكم الحجاج فيه 00الخ
تهذيب التهذيب ( 3/ 115*)

وقال الذهبي : في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله
السير ( 5/ 113)

وقال عبدالله بن عكيم ( أدرك الجاهلية ) أنه أرسل إليه الحجاج فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال : اللهم إنك تعلم أني لم أزن قط ولم أسرق قط ولم آكل مال يتيم قط وإن كنت صادقا فادرأ عني شره .
المعرفة والتاريخ ( 1/ 231)
ويروى أن عبد الرحمن بن أبي نعم (ثقةعابد) دخل على الحجاج أيام الجماجم فوعظه.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان من عباد الكوفة ممن يصبر على الجوع الدائم أخذخ الحجاج ليقتله وأدخله بيتا مظلما وسد الباب خمسة عشر يوما ً ثم أمر بالباب ففتح ليخرج ليدفن فدخلوا عليه فإذا هو قائم يصلي فقال له الحجاج : سر حيث شئت !. تهذيب التهذيب( 2/ 560)

وممن قتل أيام الحرة عبدالله بن زيد بن عاصم الأنصاري ذكر الواقدي أنه هو الذي قتل مسيلمة الكذاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره
قال ابن سعد : بلغني أنه قتل يوم الحرة وقتل معه ابناه خلاد وعلي . تهذيب التهذيب ( 339)

وقال حماد بن أبي سليمان : بشرنا ! إبراهيم( النخعي) بموت الحجاج فبكى وقال : ماكنت أرى أحداً يبكي من الفرح . العلل ومعرفة الرجال (2/ 360)
وقال العلاء بن المغيرة : بشر الحسن( البصري) بموت الحجاج فسجد ! العلل ( 2/ 360)
عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : يأتي زمان يصلون على الحجاج

تاريخ الدوري ( 3/ 506) والمراد بالصلاة هنا هو الدعاء !!

ومن ضحايا الحجاج بن يوسف : ماهان الحنفي الكوفي روى عن ابن عباس وأم سلمة روى أبو داود عن ابن أبي حنيفة قال : رأيت ماهان الحنفي حيث صلبه الحجاج قال إبراهيم : كنا نؤمر بحرس خشبته فنرى عنده الضوء
قال أبو داود : قطع الحجاج يديه ورجليه وصلبه سئل الثوري عن الرجل يقتل أيمد رقبته؟ قال: قال ماهان الحنفي :احملوني أي على الخشبة
وقال البخاري: قتل الحجاج ماهان الحنفي . تهذيب التهذيب( 4/ 16)

ومن ضحاياه أيضا : مصدع أبو يحي الأعرج المعروف بالمعرقب الأنصاري
قال ابن حجر : قيل له المعرقب لأن الحجاج أو بشر بن مروان عرض عليه سب علي فأبى فقطع عرقوبه . تهذيب التهذيب ( 4/ 83)
وقيل غير ذلك وهو أحد رواة مسلم

قال ابن عبد البر : الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أمه فارعة بنت همام بن عقيل بن عروة بن مسعود الثقفي كانت قبل أبيه تحت المغيرة بن شعبة وكان الحجاج عند جمهور العلماء أهلاً لأن يروى عنه ولا يؤثر حديثه ولا يذكر بخير لسوء سره وإفراطه في الظلم ومن أهل العلم طائفة تكفره وقد ذكرنا أخبارهم في كتاب مفرد ولي الحجاز ثلاث سنين وولي العراق عشرين سنة قدم عليهم سنة خمس وسبعين ومات سنة خمس وتسعين . التمهيد ( 10/ 10)

وروى سفيان بن عيينة عن سالم بن أبي حفصة قال : لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير قال :إنه شقي بن كسير فقا : ما أنا إلا سعيد بن جبير بذلك سماني أبواي قال : لأقتلنك : قال : إذا أكون كما سماني أبي سعيداً وقال : دعوني أصلي ركعتين فقال الحجاج : وجهوه إلى قبلة النصارى فقالسعيد ( فأينما تولوا فثم وجه اله قال فضرب عنقه
قال سفيان : فلم يقتل بعد سعيد بن جبير إلا رجلاً واحداً. التمهيد (10/ 9)
قال ابن حبان : المنذر أبو حسان كان حجاجيا يقول : من خالف الحجاج فقد خالف الإسلام . الثقات لابن حبان ( 5 / 421)

ومن ضحاياه ابن الزبير :روى الإمام مسلم بن الحجاج
‏ قال الإمام مسلم حدثنا ‏ ‏عقبة بن مكرم العمي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب يعني ابن إسحق الحضرمي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏الأسود بن شيبان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي نوفل ‏ ‏رأيت ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏ ‏على عقبة ‏ ‏المدينة ‏ ‏قال فجعلت ‏ ‏قريش ‏ ‏تمر عليه والناس حتى مر عليه ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏فوقف عليه فقال السلام عليك ‏ ‏أبا خبيب ‏ ‏السلام عليك ‏ ‏أبا خبيب ‏ ‏السلام عليك ‏ ‏أبا خبيب ‏ ‏أما والله لقد كنت ‏ ‏أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت ‏ ‏أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت ‏ ‏أنهاك عن هذا أما والله إن كنت ما علمت صواما ‏ ‏قواما ‏ ‏وصولا للرحم أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير ثم نفذ ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏فبلغ ‏ ‏الحجاج ‏ ‏موقف ‏ ‏عبد الله ‏ ‏وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور ‏ ‏اليهود ‏ ‏ثم أرسل إلى أمه ‏ ‏أسماء بنت أبي بكر ‏ ‏فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قال فأبت وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني قال فقال أروني سبتي فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال كيف رأيتني صنعت بعدو الله قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك بلغني أنك تقول له يا ابن ‏ ‏ذات النطاقين ‏ ‏أنا والله ذات النطاقين ‏
‏أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وطعام ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏من الدواب وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا ‏ ‏تستغني عنه أما إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أن في ‏ ‏ثقيف ‏ ‏كذابا ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا ‏ ‏إخالك ‏ ‏إلا إياه قال فقام عنها ولم يراجعها .

أخرجه الإمام مسلم في فضائل الصحابة

قال الإمام النووي رحمه الله :
وفيه منقبة لابن عمر لقوله بالحق في الملأ , وعدم اكتراثه بالحجاج ; لأنه يعلم أنه يبلغه مقامه عليه , وقوله , وثناؤه عليه , فلم يمنعه ذلك أن يقول الحق , يشهد لابن الزبير بما يعلمه فيه من الخير , وبطلان ما أشاع عنه الحجاج من قوله : إنه عدو الله , وظالم , ونحوه , فأراد ابن عمر براءة ابن الزبير من ذلك الذي نسبه إليه الحجاج , وأعلم الناس بمحاسنه , وأنه ضد ما قاله الحجاج . ومذهب أهل الحق أن ابن الزبير كان مظلوما , وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه . ‏

‏قوله : ( لقد كنت أنهاك عن هذا ) ‏
‏أي عن المنازعة الطويلة . ‏

‏قوله في وصفه : ( وصولا للرحم ) ‏
‏قال القاضي : هو أصح من قول بعض الإخباريين , ووصفه بالإمساك , وقد عده صاحب كتاب الأجود فيهم , وهو المعروف من أحواله . ‏

‏قوله : ( والله لأمة أنت شرها أمة خير ) ‏
‏هكذا هو في كثير من نسخنا : ( لأمة خير ) , وكذا نقله القاضي عن جمهور رواة صحيح مسلم , وفي أكثر نسخ بلادنا : ( لأمة سوء ) , ونقله القاضي عن رواية السمرقندي قال : وهو خطأ وتصحيف . ‏

‏قوله : ( ثم نفذ ابن عمر ) ‏
‏أي انصرف . ‏

‏قوله : ( يسحبك بقرونك ) ‏
‏أي يجرك بضفائر شعرك . ‏

‏قوله : ( أروني سبتي ) ‏
‏بكسر السين المهملة وإسكان الموحدة وتشديد آخره , وهي النعل التي لا شعر عليها . ‏

‏قوله : ( ثم انطلق يتوذف ) ‏
‏هو بالواو والذال المعجمة والفاء . قال أبو عبيد : معناه يسرع , وقال أبو عمر : معناه يتبختر . ‏

‏قوله : ( ذات النطاقين ) ‏
‏هو بكسر النون . قال العلماء : النطاق أن تلبس المرأة ثوبها , ثم تشد وسطها بشيء , وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل , تفعل ذلك عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها . قيل : سميت أسماء ذات النطاقين لأنها كانت تطارف نطاقا فوق نطاق , والأصح أنها سميت بذلك لأنها شقت نطاقها الواحد نصفين , فجعلت أحدهما نطاقا صغيرا , واكتفت به , والآخر لسفرة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه كما صرحت به في هذا الحديث هنا , وفي البخاري , ولفظ البخاري أوضح من لفظ مسلم . قولها للحجاج : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا , فأما الكذاب فرأيناه , وأما المبير فلا إخالك إلا إياه ) ‏
‏أما ( إخالك ) ‏
‏فبفتح الهمزة وكسرها , وهو أشهر , ومعناه أظنك . والمبير المهلك . ‏
‏وقولها في الكذاب : ( فرأيناه ) ‏
‏تعني به المختار بن أبي عبيد الثقفي , كان شديد الكذب , ومن أقبحه ادعى أن جبريل صلى الله عليه وسلم يأتيه . واتفق العلماء على أن المراد بالكذاب هنا المختار بن أبي عبيد , وبالمبير الحجاج بن يوسف . والله أعلم . ‏


وصلى الله على محمد وآله وسلم وهناك مواقف مع أنس بن مالك وابن عمر رضي الله عنهما ذكرها بتوسع الذهبي في السير 404)

[عكس قانونه]

مشكور على التوضيح وهذا درس بأن الله يمهل ولا يهمل

[( masterkey )]

اقتباس :

قال عمر بن عبد العزيز : لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم

وقال أيضا الإمام الأموي العادل عمر بن عبدالعزيز : ( يكفى بني أمية ذنوب الحجاج ) ..

اقتباس :

وقال الذهبي : في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله السير ( 5/ 113)

بل أساس النصب هم السفيانيين .. وعلى رأسهم معاوية .. فهو الذي أسس النصب الشامي الخبيث ثم إستشرى من الشام إلى كل البلاد الإسلامية ..
ماهو النصب ؟؟ أليس مناصبة العداء لأهل البيت ؟؟ ومن أول من ناصب الإمام علي العداء والقتال ؟؟ من الذي خرج على الإمام والخليفة الرابع ؟؟ من شرع سب الإمام على المنابر ؟؟ أليس معاوية ..

معاوية إذن هو أول من أسس الفكر الناصبي القذر .. لاأريد الإسهاب في الموضوع أكثر من ذلك .. وإلا أحضرت معظم الأحاديث الشريفة في ذم معاوية وإسناداتها ومن صحيح البخاري وغيره .. وإستعرضنا سيرته السوداء من الصحاح وكتب الحديث والتراجم والسير ..

لماذا إظهار الحجاج المبير اللعين بهذا المظهر .. وترك أسياده الذي يأتمر بأمرهم ( المروانيين الخبثاء _ نستثني منهم عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وبعض صالحي بني أمية ) ؟؟ لماذا نظهر سيرة عبيدالله بن ( زياد إبن أبيه اللقيط ) .. ولانظهر سيرة سيّده يزيد الفاسق .. لماذا نحمل الأخطاء يزيد وننسى من إستخلفه عنوة على أمور المسلمين .. معاوية

أخي إبراهيم .. أنا هنا لاألومك على نقد الحجاج وإظهار أفعاله وقتله لكبار التابعين .. بل اشكرك على تقديمك الوجه القبيح .. والسيف الظالم لطغاة بني أمية الخبثاء .. ولكن ماأقصده هو أني أرى دائماً مانجعل الحجاج كبش فداء وشماعة نعلق عليها مخازي ومجازر طغاة بني أمية .. لمِ لانظهر حقائق طغاة بني أمية أنفسهم .. اليس هذا من الدفاع عن النصب المتدثر بدثار السنّة ؟؟

[أبو إبراهيم]

جزاك الله خيرا على مرورك أخي عكس قانونه

[أبو إبراهيم]

مستر كي اتق الله ألست تعلم أن معاوية صحابي وكان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وما حدث بين الصحابة من خلافات فالواجب السكوت عنه وعدم التعرض له , ألم تسمع أو تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( لاتسبوا أصحابي ........... )) الحديث .
مستر كي إن ماتلفظت به لهو عين الجهل فاحذر أن يصيبك الله بعذاب من عنده .

[( masterkey )]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إبراهيم

مستر كي اتق الله ألست تعلم أن معاوية صحابي وكان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وما حدث بين الصحابة من خلافات فالواجب السكوت عنه وعدم التعرض له , ألم تسمع أو تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( لاتسبوا أصحابي ........... )) الحديث . مستر كي إن ماتلفظت به لهو عين الجهل فاحذر أن يصيبك الله بعذاب من عنده .

اخي أبوإبراهيم ..

يبدو ان الموضوع أكبر من إتساع ثقافتك .. وهذا يتّضح من خلال ردك .. فمسألة كاتب الوحي مسألة مختلف فيها .. وأما أن معاوية صحابي .. فأقول لك نعم صحابي .. ولكن عليك أن تعطيني ماهو تعريف الصحبة .. شريطة أن يكون التعريف من تعريفات أهل علم الحديث .. من سلف الأمة .. لأن تعريف الصحبة جعله بعض لمتأخرين من شيوخ النصب المتدثرين بدثار الدفاع عن السنة واسعاً .. كي يحقق لهم أهدافهم في الدفاع عن الطغاة والمتجبرين ..

فليس كل الصحابة عدول بمفهوم معنى الصحبة عند أهل علم الحديث من السابقين كما يزعم البعض .. وإصطلاح ( عدالة جميع الصحابة ) لم يظهر إلاّ مؤخراً .. فقد كان العلماء من سلف الأمة يخوضون ويؤلّفون كتبهم في سير الصحابة بكل تجرّد وواقعية ..وكتبهم معروفة لدينا ..

فالصحبة موضوع كبير وأنصحك بالبعد عنه .. لأن ثقافتك لن تسعفك إذا فتحت لنا باب النقاش ( المسنود بالأحاديث متنا وسنداً ) على مصراعيه .. لاأقول لك ذلك تصغيرا لك أخي الكريم والله يشهد على مافي قلبي .. ولكن أرى بأنك لاتعلم كثيراً في هذا المضمار .. وإن أردت الإصرار على الدخول في حوار علمي مؤصّل فأهلا بك ..فالصحبة يصحبها حسن إتّباع وهو شرطها .. وهذا هو تعريف المتقدمين للصحبة ..

إستشهادك بحديث ( لاتسبوا أصحابي ..... )أنت قد لاتعلم متى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وفي من قاله ( قاله لخالد بن الوليد عندما سب عبدالرحمن بن عوف ) .. وقد لاتعلم سنده ورواياته المتعددة وطرق روايته .. فإن كنت مستعداً لحوار حول الصحبة فأنا جاهز .. لكن بشرط أن يكون الحوار علمي مؤصل .. يعتمد على الآيات القرآنية وأسباب النزول .. وعلى الآحاديث وشرح سندها ومتنها .. وتبيين علل تضعيفها وصحتها .. وحال الرواة فيها وطبقاتهم .. فحديث لاتسبوا أصحابي وحده يريد منك سعة إطلاع ومعرفة برواياته وسنده وحال الرواة ..

فالشيخ عبدالله السعد يعترف بأن خالد بن الوليد ليس من أصحاب الصحبة الخاصة والشرعية وانما من أصحاب الصحبة العامة .. مستنداً على هذا الحديث .. فإذا كان خالد ليس من اصحاب الصحبة الخاصة فهل تريد الطلقاء كمعاوية يدخلون في الصحبة الخاصة ؟؟ هم في الصحبة العامة نعم مثلهم مثل بسر بن أرطأة .. وابي الغادية .. والوليد بن عقبة ..

إذ لن أقبل منك حديث حتى تأتي بسنده ومتنه وطرق رواياته .. وشرح حال الرواة له هل هم من الثقاة ومن زكّاهم من أصحاب الجرح والتعديل .. ومن ضعفهم .. ومن جعلهم في طبقات المدلسين والوضاعين ..وإن كنت أخي إبراهيم تطرح كلاماً عاماً .. فعليك أن تتقبل ردودنا .. بل ستكون ردودنا مشفوعة بكل ماذكرت لك من أسانيد ..

أطلب منك تعريف الصحبة ياأبو إبراهيم تعريفاً لأحد أهل علم الحديث من المتقدمين .. لأنك كما يبدو تفهم معنى الصحبة وفق تعريف شيوخ السلفية المعاصرة ..

أبو نمر .. إبتعد عن مثل هذه الحوارات فإنها لم تكن لك ولأمثالك .. وأنصح أخي إبراهيم بأن لايتمادى في هذا الموضوع .. وإلاّ احضرت أحاديث في البخاري تذم معاوية .. و قوال الصحابة البدريين والرضوانيين في ذم معاوية .. ومن كتب الصحاح وكتب الحديث والتراجم .. انصحكم بعدم فتح هذا الباب لقصور معرفتكم مع إحترامي الشديد لكما كإخوة أتشرف بهما ..

وللعلم فأنا عندي موضوع متكامل وطويل ينقض قول السلفية .. بقولهم ( عدالة جميع الصحابة )مستنداً على الأحاديث وسندها ومتنها .. وأقوال الصحابة البدريين والرضوانيين فضلا عن متأخري الصحابة .. ولن أترك قولاً بلا سند لأضعه في هذا الموضوع .. ولكني فضلت عدم طرحه لأن ليس هنا من يعرف علم الحديث معرفة واضحة .. وعلمت بأن هنا ليس المكان المناسب لطرحه ..

نصيحة :

لاتضعون أبابكر وعمر وعثمان وعلي والسابقون من الصحابة المهاجرين والأنصار في كفة تساوي كفة المسلمين من الطلقاء .. هذا المهم .. فليس معاوية يساوي أحد المهاجرين أوالأنصار .. وليس السابقون كمن أسلم بعد الفتح .. فالسابقون هم الممدوحة صحبتهم في القرآن الكريم وفي الأحاديث فقط ..

لك تحياتي ..

[أبونمر]

جزاك الله خيرا أخي ابو ابراهيم على هذا التوضيح والله يعينك على مداخلات الجهلاء وارى ان تحاور الف عالم ولا جاهل واحد فالسب والشتم والتجني على الصحابه عند البعض علم وعقيده كما رايناه من الرافضه قبحهم الله
ونصيحتي لك لا تدخل فيما قد تكون سببه لان العالم هذا لايعي بقدر مايعادي واذا حبيت تحاور حاور من يفهم الحوار
تحياتي لك وتقديري

[أبو إبراهيم]

جزاك الله خيرا أخي أبونمر .

مستركي لانريد الخوض في هذا الموضوع وفق الله الجميع للحق والصواب .

[( masterkey )]

مفهوم الصحبة والصحابة ..

أخي أبو إبراهيم ..

هذا نموذج واحد فقط .. وإستدلالنا بثلاثة أحاديث صحيحة الإسناد .. لتعريف الصحبة لبعض من لايفهمها المفهوم الشرعي .. ويخلط بين التعريف اللغوي للصحبة والمفهوم الشرعي .. ولكن لكي يعلم البعض الفرق بين التعريف اللغوي والمفهوم الشرعي للصحبة .. كتبت هذا الموضوع .. وعليك أن تعلم بأن القصد هو التعريف ليس إلاّ ..

أخي أبو إبراهيم .. أنا لاأحب الخوض في مثل هذا .. وطالبتك بإغلاق الموضوع ولبيت طلبي شاكراً لك ذلك .. لأن فتحه سيجعلني أتجرّد للموضوع وأحشد كل ماعندي من أدلة له .. وقد يفهم البعض بأني أريد الجرأة على الصحابة من خلال طروحاتنا .. وهي في الحقيقة تبيين للحقيقة المدعومة بالأسانيد .. فلذلك من الأفضل إغلاق الموضوع وعدم الخوض في أمور الصحابة .. ولكن لايأتي أحد ويساوي بين أبي بكر ومعاوية أو بين عمر وخالد بن الوليد .. تحت زعم أنهم جميعاً صحابة فأبابكر رضي الله عنه ليس كمعاوية .. وعمر ليس كخالد ..رضي الله عنهم أجمعين ..

ولأن الكثير يخلط في مفهوم ومعنى الصحبة .. ولايعلم تعريف الأصوليين وأهل الحديث لمعنى الصحبة .. فهو يظن بأن كل من رأى رسول الله صحابي .. وهذا تعريف ( لغوي ) واسع يدخل فيه كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأمّا تعريف الأصوليين فهو تعريف ( للصحبة الخاصة أو الصحبة الشرعية ) وهي تختص فقط بالمهاجرين والأنصار السابقين في الهجرة ..

وبعض الأصوليين يخرج حتى أطفال المهاجرين وأطفال الأنصار منها ومتأخري الهجرة .. لأن تعريف الصحبة الخاصة عندهم .. هو النصرة والأيواء والجهاد والإنفاق والخوف والرجاء والهجرة ( في حال ضعف الدين والرسول ) لافي حال قوة الدين وظهوره ..

ولكي أقصر الحديث عن معاوية الذي يدخله البعض في الصحبة الخاصة .. وهو ليس من أهل الصحبة الخاصة وانما من اصحاب الصحبة العامة .. سأستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) الوارد في مسند أحمد ( 7/67) طبعة دار الفكر ..

قال صلى الله عليه وسلم : ( المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض .. والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة ) رواه أحمد بإسناد صحيح ..

هذا الحديث يشير صراحة بأن طلقاء قريش وعتقاء ثقيف ليسوا من المهاجرين والأنصار .. وعليه فهم لايستحقون الفضائل والمدح الرباني الذي نزل في المهاجرين والأنصار .. وعلى هذا لايجوز أن نخلط الأمور ونساوي بينهم .. ونقدّم ماأخّره الله ورسوله .. ونؤخّر ماقدّمه الله ورسوله .. إن مساواة السابقين من أهل الصحبة الخاصة الممدوحة في القرآن والسنة .. باللاحقين من مسلمة فتح مكة من الطلقاء والعتقاء فيه ظلم للسابقين من المهاجرين والأنصار الممدوحين في القرآن والأحاديث ومنهم ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ..فلنعط كل حقه ..

الحديث الثاني :

حديث أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه السورة ( إذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس ..... ) قال أبي سعيد : قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها .. وقال : ( الناس حيّز .. وأنا وأصحابي حيّز ) وقال صلى الله عليه وسلم : لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيّة ..
فقال مروان إبن الحكم لأبي سعيد الخدري : كذبت .. وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت .. وهما قاعدان معه على السرير .. فقال أبو سعيد لمروان : لوشاء هاذان لحدثاك ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه .. وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة فسكتا .. فرفع مروان بن الحكم الدرّة ليضرب أبي سعيد الخدري .. فلما رأيا ذلك قالا : صدق ( أخرجه أحمد بسند صحيح المسند 4/45 طبعة دار الفكر ) (2)

هذا الحديث فيه إخراج صريح وواضح من الصحبة الخاصة الشرعية .. للطلقاء الذين اسلموا يوم الفتح وهم من الناس الذين اسلموا يوم فتح مكة وفيهم معاوية وأبوه ومروان بن الحكم ولذلك غضب مروان من ابي سعيد الخدري وكاد يضربه ..

وقد قال يومها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( الناس حيّز .. وأنا وأصحابي حيّز ) إذن يتّضح لنا قول الرسول أن كل من أسلم بعد الفتح انما هم من اصحاب الصحبة العامة وليست الصحبة الخاصة الشرعية التي لا ينالها إلا المهاجرين والأنصار .. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل وحدد الناس الذين أسلموا يوم الفتح ومنهم الطلقاء في حيز .. وهو واصحابه المهاجرين والأنصار في حيّز ..

ومن أراد أن يدخل الطلقاء في الصحبة الخاصة .. فهو يتّهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الإنصاف .. فهو قد أنصف الكل يوم الفتح وقال ( الناس حيّز .. وأنا وأصحابي حيّز ) .. والناس تعني في الآية الكريمة الطلقاء الذين دخلوا في دين الله أفواجاً .. ومعاوية ووالده ومروان بن الحكم أسلموا من ضمن الطلقاء يوم فتح مكة وهذا ثابت لاجدال فيه ..


حديث خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( لاتسبوا اصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبا ما أدرك أحدهم ولانصيفه ) رواه مسلم كتاب فضائل الصحابة ..
والحديث مشهور بلفظ ( لاتسبوا أصحابي .....) والنبي يخاطب خالد بن الوليد عندما تخاصم مع عبدالرحمن بن عوف في قضية بني جذيمة ..

وهذا الحديث فيه دلالة واضحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج خالد بن الوليد من الصحبة الخاصة الشرعية إلى الصحبة العامة .. مع أن خالد اسلم قبل الفتح .. فخالد على فضله وشجاعته وبلائه .. لم يدرك فضل عبدالرحمن بن عوف في سابقته وهجرته .. بل قال عنه النبي بما معناه أنك لن تدرك نصيف عبدالرحمن بن عوف ياخالد ..

والملاحظ أن خالد بن الوليد عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتسبوا أصحابي ...) لم يقل لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأنا لست من اصحابك يارسول الله .. لماذا لم يقلها خالد ؟؟ لأنه يعرف الصحبة الخاصة بأنها تقتصر على السابقين من المهاجرين والأنصار .. واما خالد ومن في طبقته فيدخلون في الصحبة العامة ..

إذن فالصحبة الشرعية الخاصة تختص بالسابقين من المهاجرين والأنصار .. والصحبة العامة يدخل فيها طلقاء قريش وعتثقاء ثقيف والأعراب وسائر الوفود .. فلا يجب أن نساوي بين خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف وهذا بنص الحديث .. وبالمفهوم الشرعي للصحبة وإن ساوينا بينهما باللفظ اللغوي للصحبة .. لأن اللفظ اللغوي للصحبة والصاحب واسع جداً .. وليس هنا المجال لتعريف المفهوم اللغوي للصحبة والصاحب .. أو التوسع في شرحه ..





(1) الحديث مروي بإسنادين عن جرير بن عبدالله البجلي :
الإسناد الأول : عن أحمد حدثنا وكيع عن شريك عن عاصم عن أبي وائل عن جرير ..
الإسناد الثاني : عن أحمد حدثنا عبالرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن موسى بن عبدالله بن هلال العبسي عن جرير ..

(2) الحديث رواه أحمد عن محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن أبي سعيد الخدري وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .. وهذا الإسناد قد أخرج به البخاري ومسلم عدة أحاديث كما أخرج به أحمد وأصحاب السنن عدة أحاديث صحيحة ..
تقبل تحياتي .. وأرجوا إغلاق الموضوع لئلا يفهم البعض غير مانقصده .. لأنه ليس هنا كما يبدو طلبة علم بالمعنى الذي نعرفه ..

[شيخ القبايل.]

please stop this bad behavior