بعد أن قلبها شباب (الأخضر) على إيران في طهران .. أمير الذوق والرقه ولو يتباهى من حقه

[محمد نور]

(الأخضر) السعودي أمس لواء الكرة العربية في آسيا واستطاع أن يحقق فوزاً لافتاً على مضيفه منتخب إيران في استاد ازادي وسط حضور أكثر من (100) ألف متفرج إيراني ناصروا منتخبهم.. تقدم منتخب إيران في الشوط الثاني عن طريق مهاجمه شجاعي قبل أن يعود الأخضر عن طريق تسديدة هزازي ورأسية المولد ليصل الأخضر إلى المركز الثالث برصيد (7) نقاط معلناً حملة سعودية وصفحة جديدة نحو كأس العالم في جنوب أفريقيا..الشوط الأولبدأه الإيرانيون كما هو متوقع باندفاع كبير تجاه المرمى السعودي معتمدين على الكرات العكسية من الأطراف بالإضافة إلى التسديد المباشر من خارج منطقة الجزاء بغية تسجيل نتيجة مبكرة قابله تنظيم سعودي أخضر متميز وتوازن في الأداء والاعتماد المفاجئ على الكرات الطويلة، واعتمد بوسيرو مدرب المنتخب السعودي على قائمة ضمت وليد عبدالله في الحراسة وأمامه نامي والزوري في الأطراف الدفاعية والمولد وهوساوي في متوسطي الدفاع وصاحب العبدالله وأحمد عطيف ونور وعبده عطيف في الوسط والشمراني وهزازي كمهاجمين، وحاول لاعبو الأخضر من البداية امتصاص الاندفاع الكبير للإيرانيين الذي اتضح لاحقاً أنه حماسي أكثر منه بصورة فنية، وظهرت أول الفرص الإيرانية في الدقيقة (7) ومرت بجنب القائم، ووضح تخوف اللاعبين السعوديين من ارتكاب الأخطاء في المناطق الخلفية، وظل الهدوء هو المسيطر على الأداء السعودي وهو ما أدى إلى ازدياد الضغط على اللاعبين الإيرانيين، ومع انقضاء الدقائق الـ(15) الأولى من هذا الشوط بدأ الأخضر في التحرر من مواقعه الخلفية وبدأ المد السعودي الذي صبغ بألوانه كل جنبات مدرجات أزادي التي حملت في جنباتها أكثر من (100) ألف متفرج، وكانت باكورة الانطلاقة السعودية من تسديدة نور التي وصلت سهلة للمرمى الإيراني، واختار الشمراني المراوغة بدلاً من التسديد الذي كان ربما سيوصله للشباك الإيرانية (17) وكاد نايف هزازي يستثمر برأسه كرة من ركنية ذهبت فوق العارضة، كل تلك المحاولات المتسارعة للسعوديين أعطتهم الأفضلية في بقية هذه الحصة التي شهدت انكماشاً إيرانياً غريباً ووضح عدم الرضى الجماهيري على الجماهير الإيرانية بإطلاقها صافرات الاستهجان على لاعبيها، وقدم نور ورفاقه خصوصاً في الناحية اليمنى التي ملأها نور بأدائه المتميز وتمريراته السامة التي لم تجد تعاملاً مثالياً من المهاجم الشمراني، وفي الوقت الذي بدأ فيه اللاعبون السعوديون متسيدون مجريات اللقاء انفرد المهاجم الإيراني شجاعي بوليد عبدالله الحارس السعودي الذي استأسد في خروجه من مرماه ليضيع على الإيرانيين هدفاً محققاً، وعاد نايف هزازي الذي برز بشكل كبير في هذا الشوط وتداخل مع المدافع الإيراني البطيء عقيلي لكن الأخير أخرج الكرة بشكل خشن دون أي حراك من حكم المباراة، وفي الدقيقة (36) ألغى حكم المباراة الياباني هدفاً سعودياً صحيحاً بعد أن تطاول نايف هزازي لركنية عطيف ووضعها داخل المرمى الإيراني دون أي خطأ واضح ومع السكتة التي طالت (100) ألف إيراني والفرحة السعودية إلا أن حكم المباراة اغتال الفرحة الخضراء بصافرة ظالمة، وعاد الياباني ليغض الطرف عن ضربة جزاء سعودية لا غبار عليها بعد أن أوقع حارس المرمى الإيراني المهاجم السعودي الشمراني في وضع انفراد لكنه لم يقم بأي إجراء قانوني، حيث أدت هذه الهجمات السعودية إلى تراجع الإيرانيين كثيراً وهو ما أدى إلى قلة التواجد الهجومي الإيراني، وواصل نايف هزازي حضوره الجيد وسدد بقوة خارج المرمى ليطلق حكم المباراة صافرة النهاية لهذا الشوط بالتعادل السلبي الثاني عاد الأخضر إلى مواصلة تألقه وانطلق هزازي وكان المشهد هو ذات الحصة الأولى ليطلق قذيفة مرت بجانب القائم الإيراني واستمر الأداء السعودي بنفس النسق الحركي الذي كان يقدمه لاعبو الوسط تحديداً والذي كان لهم السبق في التفوق على الوسط الإيراني الذين حاولوا أن يصلوا بطريقتهم من خلال الكرات العكسية أو التسديد لكن البطء الإيراني كان واضحاً في نقل الكرات وكاد جواد نيكونام يصل إلى المرمى السعودي بعد كرة مشتركة بينه وبين الحارس السعودي وليد الذي أكد حضوره القوي وإبعاده المتميز لكل الكرات الإيرانية، وبقي الشمراني في الهجوم السعودي في غير مستوى التطلعات لكن يبدو أن الحاجة هي من ابقته متحفزاً بعد هدف التقدم في المباراة، واستمر أداء اللاعبين السعوديين في التميز بفضل تحركات لاعبي الوسط الذين استغلوا المساحات الكبيرة في الدفاعات الإيرانية والتي كانت بحاجة لمهاجم متمرس يستطيع أن يباغتهم، وعلى غير الرتم الفني للمباراة من كرة بعيدة عن الخطورة وصلت للمهاجم الإيراني بالقرب من منطقة الجزاء السعودية أطلقها شجاعي كرة قوية وسط غياب التغطية الدفاعية خصوصاً من المحاور هزت الشباك السعودية كهدف إيراني أول (57) وتلقى اللاعبون الإيرانيون دفعة معنوية كبيرة من الجمهور الغفير ولم يتأثر الأخضر بالهدف الإيراني بقدر تأثره بالأداء غير المقنع لعبده عطيف في خط الوسط أو ناصر الشمراني في الهجوم اللذين وضح أنهما عالة على الأخضر وتحديداً في الشوط الثاني، في الوقت الذي تميز فيه الإيرانيون بالخطورة الكبيرة من خلال الكرات العكسية التي جاءت في معظمها للرؤوس الإيرانية، ويجري بوسيرو أول تبديلاته بدخول لاعبين دفعة واحدة تيسير الجاسم وصالح بشير بديلين عن ناصر الشمراني وصاحب العبدالله، وحاول لاعبو الأخضر خلق المزيد من الفرص والضغط على المنتخب الإيراني في الوقت الذي عاد فيه معظم لاعبي منتخب إيران للخلف والاعتماد على الكرات المرتدة، بالإضافة إلى محاولاتهم المتعددة لإضاعة الوقت ووسط مسحة التفاؤل الكبيرة ومن تمريرة رائعة من بشير في الدقيقة (79) للمنفرد نايف هزازي الذي وضعها مباشرة داخل المرمى الإيراني كهدف سعودي أول هز من خلاله استاد ازادي وألجم الإيرانيين الذين غرقوا في صمت كبير وسط فرحة سعودية غامرة ويواصل الإيرانيون اعتمادهم على الكرات العكسية في الوقت الذي ظل فيه المدافعون السعوديون في موقف المتفرج ليعاود هزازي الحضور برأسية من عكسية الزوري إلا أنها اصطدمت بالمدافع الإيراني وقللت من سرعتها ليضيع نايف هزازي فرصة تقدم سعودية كبيرة بعد انفراده بالمرمى الإيراني لكن تسديدته ذهبت للركنية، ومن هذه الركنية ارتقى أسامة المولد المدافع المتقدم ليعلن تقدم السعوديين بهدف ثانٍ بعد أن وضع الكرة برأسه داخل المرمى الإيراني (86) حوّل من خلاله استاد ازادي إلى لوحة صامتة لكن الإيرانيين حاولوا وبكل ما أوتوا من قوة إدراك التعادل في الوقت المتبقي وسط انضباط تكتيكي كبير للأخضر السعودي، وحاول الإيرانيون أن يذهبوا بالمباراة إلى مناحٍ أخرى بعيدة عن التنافس الرياضي والروح الرياضية بعد اعتدائهم على قائد المنتخب السعودي محمد نور، وأجرى بوسيرو التغيير الأخير بخروج عبده عطيف ليحل بديلاً عنه رضا تكر قبل أن ينهي الحكم المباراة لصالح الأخضر بهدفين مقابل هدف ليرتفع رصيد المنتخب السعودي إلى (7) نقاط محققاً المركز الثالث.</p>