المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي > عذب القوافي للشعر الفصيح
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الدكتور: عبد القادر باعيسى

عذب القوافي للشعر الفصيح


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-22-2013, 01:57 PM   #11
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

ــ 11 ـــ
وكان طبيعيا في إطار ذلك أن تكثر علامات التعجب بالإضافة إلى الأسئلة، وعلى أية حال فشعر عمير يستمد رصيده من اللغة اليومية المتداولة (لغة المثقفين والمتعلمين تحديدا) ومن اللغة التراثية العامية، ومن اللهجات العربية المعاصرة، ومن اللغة الفصيحة، حتى جاءت قصائد كاملة له على النمط الفصيح كما في قصائده (نبراس الحياة، وهمسة إلى زهرة الوادي، والعاشق الموعود ص131-133) يقول في قصيدته (نبراس الحياة):


كنت اكتئابا صارخا وكتلة من الملل

هيكل حزن قاتم وقائم منذ الأزل

أعيش دون غاية أو ذرة من الأمل

كم هدني حزني إلى أن وجهك الغالي أطل (ص131)


وإن كانت لغته في مرات كثيرة لا تشد المتلقي لشدة وضوحها وقرب الخيال فيها وتكرارها الكلمات والمعاني المألوفة سواء استخدم فيها ضمير المخاطب أو ضمير الغائب أو ضمير المتكلم، إلا أن النص يتلون بذاتية مؤثرة عند حديثه عن وجده الخاص كما في نص (وادي الخير ص126):



قال صالح عمير مسكنه = لي وجد فيه بسطه والسكون
وادي الخير، خير الأمكنة = ما مثيله بها الدنيا مكان
خير وادي جماله محسنه = حقل أشجار، ريان الغصون
في ثراه الحلاوة باينة = كيف بالله يوصفها البيان؟
هام قلبي بها الوادي أنا = عشت أحبه إلى حد الجنون
كم فؤادي المعنى كم جنى = من أطايب رياضه والجنان
(ص 126)

ويمتلك صالح عمير حريته وشجاعته في صوغ الأبنية الخاصة لنصوصه فينوع القوافي داخل النص الواحد، ويمد تفعيلات الأبيات أو يقلل منها، كما في قصيدته (أول أيام نيسان):

جاءني صوتها هامس كشدو البلابل

بالمسرة

بألوان البشارات حافل

في خفر عذب قالت: موعد الوصل بكرة!



-رق قلبك أخيرا يا أحيلى الصبايا

يا ضياء المقل، يا ساكنة في الحنايا

يا شهية كزهرة

يا شقية كمهرة!



-يا حبيبي أنا لك بعد ساعات كلي

باشتياقي، بخيراتي، بعطري، بفلي

لا أطيق النوى، ما لي على البعد قدرة (ص61-62)


فهذه المقاطع الثلاثة تشكل كل منها بتشكيل موسيقي خاص به في إطار وزن النص، وذلك من أثر الأساليب الكتابية التي بدت أيضا في حذفه لحروف العطف بين الكلمات والجمل كما في المقطع السالف توا، وفي استخدام كثير من المفردات ذات الصبغة الفصيحة التي وإن بدت غير ملتصقة بالمكان التصاقا وثيقا لكونها غير محلية، لكنها تتكاثر في النصوص بديمومة خطابية اقتدرت على نقل مشاكل المجتمع وانفعالاته، ولعلها بذلك نمذجت انتماء النص إلى واقع المجتمع من خلال هذه الصياغة التي صار يتقبلها كثير من المثقفين، وقد تداخل فيها صوت
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 02-22-2013 الساعة 02:02 PM
  رد مع اقتباس
قديم 02-22-2013, 01:58 PM   #12
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

ـــ 12 ـــ

الرجل القلق على مجتمعه مع صوت الشاعر، فكثرت في المعجم الشعري كلمات من قبيل (الفلوس/ التنافس/ التناحر/ الصراع/ الشد/ الجذب/ الطعنة/ الظلم/ العمايل/ لا تطاق/ يبصق/ شراشة/ الحرب الضروس/ يهتف/ يصفق/ ينحني/ ينبطح/ العبيد/ الشحاذ/ الحيزبون/ تملق/ ابتذال/ الشاطر حسن/ مفتر/ أفاق....).

لقد قدم الشاعر صالح سالم عمير تواصلا حيويا مع العالم المحيط به رمى إليه بوعي، كما يبدو، مكرسا شعره من أجل مقصديته الاجتماعية حبا وألفة وصداقة ولفتا وتوجيها وانتقادا.. وقد نجح، فكان شاعرا إنسانا بكل ما في الكلمة من معنى نبيل.
المكلا

18/12/2012م

(نشر في صحيفة 30 نوفمبر الصادرة بالمكلا الأعداد من 28- 32 الموافق 14 يناير 2013م - 11 فبراير 2013م)
  رد مع اقتباس
قديم 02-22-2013, 02:31 PM   #13
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

شكرا على المجهود و لكن كنت اتمنى ان اقرأ تعليقك على الموضوع و رأيك مهم
  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 07:30 AM   #14
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

الأدب مرآه يعكس الواقع ، وتقول جمله في أدبيات الماركسيين: ( إنّ تغيير الظّرف المادّي يؤدّي إلى تغيير في الظرف النوعي ) . بمعنى ـ وتطابقا مع ما جاد به الدكتور عبد القادر من طرح دسم ـ أن التغييرات التي طرأت على المجتمع الحضرمي ( منذ النصف الأخير من القرن العشرين ) سياسيا واجتماعيا عكست في النتيجة واقعا جديدا استجابت له الأقلام والقرائح والفكر بحيث انتقلت من مرحلة إلى أخرى في أطروحاتها الأدبية والفكرية ، ويحق لنا هنا التساؤل:
منذ سقوط بغداد ظهرت علامات واقع جديد يرتسم في الوطن العربي واليمن جزء منه وحضرموت عربيّة ، غير أننا لم نجد إنتاج أدبي يعكس ملامح الواقع الجديد ، وهذ ما نبحث عنه ونتطلع إليه ومنتدانا هذا مجتمع حضرمي مصغّر .

أين هو الإنتاج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 05:06 PM   #15
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

أستاذي سالم .... لا أتطاول على قامتك و فهمك للأساليب الأدبية و نتاجاتها، أقول : نعم....يمكن اعتبار الأدب مؤسسة كباقي المؤسسات الاجتماعية وظاهرة اجتماعية كباقي الظواهر الاجتماعية الأخرى أو على حد قولك مرآة عاكسة للحالة العامة للمجتمع أو الواقع، إذ يمكن من خلاله الوصول إلى البنية الاجتماعية للمبدع وتنشئته، ومختلف ظواهرها المحيطة بها، والكشف عن التناقضات الحاصلة، التي يحبل بها المجتمع الذي ينتمي إليه المبدع، ولكن عند هذا المفهوم وعندما ينحصر الادب إلى مجرد تفريغ لكبت أو مرض أو عقدة، عندها تغيب الأدبية والخصوصية ويتحول إلى وثيقة تاريخية كباقي الوثائق التي يعتمدها المؤرخ في التأريخ المونوغرافي في الغالب، وربما مسرحا أيضا للصراع الأيديولوجي.
و من ناحية أخرى فأن الإفراط في العناية بالمفاهيم البلاغية التقليدية والاستفادة من التطور اللساني والأسلوبي والتداولي، لمجرد استعراض مقدرات الكاتب و كأنه يضع أمامه قارئا ضمنيا يحاوره افتراضيا، ويضع أمامه أفقا محددا، ليصبح الكاتب نفسه ساعتها قارئا لإبداعه و يصبح أدبا عقيما. أم علينا أن نعاود اجترار الإسقاطات التي أمست من الماضي، مثل قولهم أن عبد القاهر الجرجاني والسكاكي سبقا التداولين في كثير من المفاهيم التي اعتمدوها في التنظير، أو القول إن سيبويه سبق تشومسكي في القول بالنحوية والمقبولية، وابن خلدون سبق أوكيست كونت في علم الاجتماع، و غيره .. و غيره ...فعوض أن نستقرئ التراث ونحتويه، أقمنا له حلبة للسباق وأفرغناه من محتواه ومن إطاره التداولي بفعل الإسقاطات تلك.
في بيئة كهذه هل نحن بحاجة إلى مثل ذلك المنهج التوفيقي الذي نعرفه في النظرية السيميائية في نواحيها وجوانبها المتعددة، خطابا وسردا و بنيوية وثقافة والتي يعدها البعض اليوم أم العلوم بوصفها تأخذ من كل علم طرف؟ ألم يخلق هذا المنهج نفسه مجموعة نقاد حاطبي ليل وغدت السيميائيات في التداول العربي عند الكثير مقصلة نقدية بدلا من أن تكون قيمة إضافية للمشهد النقدي العربي وإثراء له وغدا كل شيء أدبا و فنا. و أصبح النقد تلاعبا بالألفاظ و العبارات.
إلى هنا يا أستاذ سالم .... فإن السؤال النقدي سيبقى مطروحا علينا دوما.والأمر محير بالنسبة للمبدع أي الإتجاهات يسلك حتى يكتب أدبا؟
  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 07:19 PM   #16
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

أبو إيمان:

• يمكن اعتبار الأدب مؤسسة كباقي المؤسسات الاجتماعية وظاهرة اجتماعية كباقي الظواهر الاجتماعية الأخرى أو على حد قولك مرآة عاكسة للحالة العامة للمجتمع أو الواقع، إذ يمكن من خلاله الوصول إلى البنية الاجتماعية للمبدع وتنشئته، ومختلف ظواهرها المحيطة بها، والكشف عن التناقضات الحاصلة، التي يحبل بها المجتمع الذي ينتمي إليه المبدع .


• عندما ينحصر الادب إلى مجرد تفريغ لكبت أو مرض أو عقدة، عندها تغيب الأدبية والخصوصية يتحول إلى وثيقة تاريخية .


• و من ناحية أخرى فأن الإفراط في العناية بالمفاهيم البلاغية التقليدية والاستفادة من التطور اللساني والأسلوبي والتداولي، لمجرد استعراض مقدرات الكاتب و كأنه يضع أمامه قارئا ضمنيا يحاوره افتراضيا، ويضع أمامه أفقا محددا، ليصبح الكاتب نفسه ساعتها قارئا لإبداعه و يصبح أدبا عقيما .

نحتاج إلى إعادة تقييم بما يشبه ثورة ثقافية .
شكرا أستاذي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas