ايمان عبد الملك ابن مروان وجبروت الحجاج

[ابن سيؤن]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورخمة الرحمن وبركاته


ان القلب عندما يكون فارغا من الايمان فإن الانسان الذي يحمله طبعا سيكون انسانا ضعيفا خائر القوى وصاحبه معرض للوقوع في المهالك قد يدري وقد لا يدري ،لكن عندما يكون القلب ممتلئا بالايمان فإن ذلك الانسان الذي يحمله طبعا سيكون انسانا شجاعا جسورا طيبا نبيلا،لا تفنى له قناه ،تجد العزه والانفه في كل ركن من اركانه انها قوة الايمان بالله سبحانه تعالى العجيبه التي بها اخترق اجدادنا الكرام عالم الحقيقه واصبح تريخهم المشيد اصبح بالنسبة لنا كأنه اسطير الاولين واننا لانستطيع ان نفعل مثل مافعلوا ! والفرق هو انهم كانوا على ايمان كبير بالله سبحانه وتعالى في كل شي في حياتهم في حربهم وفي سلمهم في خوفهم وفي فرحهم في نومهم وفي يقظتهم تجد الايمان ـــ كما قلت ــ في كل ركن من اركانهم فتعال وتأمل هذه الرساله من شخص ملأ اليمان قلبه الى شخص جبار عتيد تال وتأمل قوة الايمان وهي تتلا لأ كلماته الفذه التي اشد من حد السيف .
ذلكم هو الخليفه عبد الملك ابن مروان وذلك عنما شكاه الصحابي الجليل وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس ابن مالك رضي الله عنه ،وذلك لما تعرض له من اهانه من الحجاج ابن يوسف الثقفي تأمل معي الرساله وستجد القوه الايمانيه الحقيقيه :


بسم الله الرحمن الرحيم


من امير المؤمنين عبد الملك ابن مروان الى الحجاج ابن يوسف الثقفي ،اما بعد :

فإنك عبد طمت بك الامور ، وفسموت فيها وعدوت طورك ،وجاوزت قدرك ،وركبت داهية إدا ، واردت ان تبدو لي ، فإن سوغتكها مضيت قدما وإن لم اسوغها رجعت القهقهرى ، فلعنك الله من عبد اخفش العينين ، منقوص الجاعرتين ، انسيت مكاسب آبا ئك بالطائف وحفرهم الآبار ونقلهم الصخور على ضهورهم في المناهل ، ي ابن المستقرمه بعجم الزبيب ، والله لأغمرنك غمر الليث الثعلب ، والصقر الارنب ، وثبت على رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أضهرنا ، فلم تقبل له إحسانه ولم تتجاوز له عن إساءته ، جرأة منك على الرب عز وجل ، واستخفافا منك بالعهد ، والله لو ان اليهود والنصارى رأت رجلا خدم عزيز بن عزرى وعيسى ابن مريم لعظمته واشرفته واكرمته و احبته ، بل لو رأوا من خدم حمار العزيز ، او خدم حواريي المسيح لعظموه واكرموه فكيف وهذا انس ابن مالك خادم رسول الله ــصلى الله عليه وسلم ــ ثمانين سنه يطلعه على سره ، ويشاوره في امره ، ثم هو مع هذا بقية من بقايا اصحابه ، فإذا قرأت كتابي هذا فكن اطوع له من خفه ونعله ، والا اتاك مني سهم بكل حتف منك قاض ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون .
ايمان واضح ايمان قوي لايتزعزع ، وحتى نكون مثلهم علينا ان نجدد اليمان في قلوبنا وسوف تفتح لنا الدنيا كما فتحت لهم وستكون لنا العزه والنصره كما كانت لهم .