الثروات في حضرموت

[حسام الحمد]

ادوار التأريخ الحضرمي للشاطري



ثروات حضرموت

الثروة الحيوانية:

توجد بحضرموت في كثير من أدوار تاريخها : ثروة هائلة من الأنعام والخيول حتى لقد وصل نصيب احدى زوجات بعض أثريائها الأربع ثمانين رأس من الخيل وعندما تقرأ عن فرسان حضرموت وعن الابل المهرية وبقية الحيوانات في الفصول الآتية في هذا الكتاب سيتبين لك غنى حضرموت بهذه الثروة وتصديرها إلى الخارج منها 0

أما اليوم فتوجد من هذه الحيوانات ما عسى أن تقوم ببعض حاجة السكان الماسة إليها على أن الخيول بالذات أصبح من النادر أن توجد في أكثر المقاطعات ولا يعرفها الاطفال الا في الرسوم المدرسية 0
وفيها الحيوانات الوحشية واكثرها الوعول والغزلان حيث يقصدها الصيدون إلى الجبال والوديان وحيث تقام المهرجانات وحفلات الصيد الشعبية بعد اقتناصها 0
اما الاسماك فتوجد بكثرة هائلة وتزيد على ثمانين شكلاً 0 وقد كانت فيما مضى تفيض جداً عن حاجة السكان ولكنها اليوم لا تكاد تفي بها حيث يزدادون زيادة مطردة 0

نعم يصدر الوزيف وهو صغار السمك ( العيد ) بفتح العين بعد أن يجفف إلى الخارج كما يصدر زيته بكميات يسيرة 0
ويستعمل في حضرموت سماداً لبعض المزروعات ومن أهمها التبغ0
الثروة النباتية
تنتج حضرموت التمر وأنواعه كثيرة أوصلها بعضهم إلى ثلثمائة نوع في بعض مراحل التاريخ 0
وتمر حضرموت من أجود تمور العالم كما أن بُرّها وقطنها وزيتها كذلك بشهادة بعض الخبراء الأجانب 0 والحضرمي فيما مضى من تاريخه وإلى وقت قريب جداً يتخذ التمر قوتاً في بعض وجباته بينما يتخذ الآخرون فاكهة 0 وكانت تصدر منه إلى الخارج كميات وافرة إذ كانت السدود معمورة ومساحات الوديان الحضرمية مشغولة بالنخيل ، والغراس قائم على قدم وساق فتعاون الخراب ، والضرائب والمرجعيات ، وكسل السكان وخور عزائمهم ومضايقة المسئولين لهم كل هذه العوامل تظافرت على جدب البلاد من النخيل وقلعت السيول كثيراً مما كان موجوداً ولم يعوض ببديل عنه فكان المحصول ضئيلاً بالنسبة لما مضى ومع ذلك فالملاك يتبرمون من نخيلهم لأن تكاليفه أضعاف قيمته وواجب المسئولين ازالة الأسباب التي أشرنا أليها ليتم أنتاج النخيل بالصورة المرجوة حتى تنتفع منه البلاد أقتصادياً 0
ويوجد بها أشجار السدر ( العلوب ) وتستعمل أخشابها في بناء البيوت وتضم إليها أخشاب أخرى جميلة كخشب العريط حيث ينبت شرقي حضرموت 0
أما االمزروعات فأكثر الأنواع الشهيرة منها تزرع بقدر الحاجة تقريباً من بر وذرة وكزبرة وخضروات وغيرها وتزرع بعض أشجار الفاكهة في السواحل كالباباز والموز 0
وقد أصبح اليوم الاعتماد في أكثر الوجبات على الأرز المنقول من الخارج كبرمه بينما في الامكان الاستغناء عنه بالاعتماد على أنتاج البلاد وزرع الأرز فيها وقد جرب زرعه في مقاطعة حجر فنجحت التجربة ولكنها لم تستمر لتقصير الحكومة والشعب 0
ويزرع التبغ ( التنباك) في الساحل وتصدر منه كميات إلى عدن فمصر وغيرها ولا يزيد صادره سنوياً إذا صلح عن مليون شلن
(000 ،000 2 ) 0
وبالأودية والجبال توجد أشجار ونباتات تستخرج منها العقاقير وتعمل منها الوصفات البلدية والأودية البدوية وستأتي الاشارة إلى شيء منها في الفصول القادمة 0
ومن منتجاتها العسل وهو أجود أو من أجود أنواع العسل في العالم في طعمه وخواصه ، وتصدر منه كميات يسيرة إلى الخارج0






الثروة المعدنية
يوجد بحضرموت معادن كثيرة أوصلها بعض المستشرقين إلى خمسين نوعاً منها : النحاس ، والشب ، والحديد ، ومنها الملح الصخري حيث توجد هضاب منه في الصدارة وشبوة 0 والواقع أن حضرموت لا تزال بكراً ولم يعلن عن اكتشاف شيء مما يظن وجوده فيها : كالاسمنت ، والكبريت ، والذهب والأورانيوم 0
ويقال أن الحكومة البريطانية تحمل من مواقعها في الجبال الشمالية بمنطقة ثمود كميات على السيارات والطائرات 0
أما البترول فقد وجد فعلاً في شمال شرقي حضرموت وبمنطقة ثمود وتبادل المسئولين في الحكومتين الخطابات والمحادثات حول استخراجه مع بعض الشركات الأجنبية ، واخيراً أبرمت بينهم وبين شركة زيت بان أمريكان الدولية المنبثقة عن شركة أستاندر انديانا الأمريكية اتفاقية يقال انها طبق الاتفاقية المبرمة مع الجمهورية العربية المتحدة وإذا كانت كذلك وأبرمها أولئك المسئولون فهل يفوز الشعب بكل ما يرجوه منها ؟