هلك المتنطعون

[مبارك بوشندل]

عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي قال : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثاً . رواه مسلم .
المتنطعون : المتعمقون المتشددون في غير مواضع التشديد .
الهلاك : ضد البقاء ، يعني أنهم تلفوا وخسروا ، والمتنطعون : هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية ، ولهذا جاء في الحديث : ( لا تشددوا فيشدد الله عليكم )
[COLOR="Indigo"][SIZE="5"]الشاهد إنني صليت خلف إمام عرف بمخالفته لما اعتاده العامة من تمسكهم بمذهب من مذاهب أهل السنة وهو مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه, فسها ذلك الإمام وقلت في نفسي سيجد للسهو بعد السلام, لأن العامة يسجدون للسهو قبل السلام وهو الأسلم لعدم مخالفة المأموم إمامه لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وفعلاً سجد بعد السلام , فقام المتأخرون لإكمال صلاتهم وخالفوا الإمام. قُضيت الصلاة, سلمت عليه, سألته عن حكم من خالف الإمام وقام لإكمال صلاته فقال ( ملقوفين ) بحثت عن هذا المصطلح فلم أجده في قواميس اللغة ولا في مصطلحات الفقهاء, فقلت له لو سجدت قبل السلام لما خالفوك طالما أن الشافعية يسجدون قبل السلام, فقال لي: نحن لسنا من أتباع الشافعي, فقلت من أتباع من أنت؟ قال: من أتباع الرسول, فقلت له: وهل أخبرك أحد أن الإمام الشافعي من أتباع ( لينين ) فبهت ونظر إلي نظرة ارتباك ولم يجب.
وفي مثل هذه الحالة لايجب التشدد لأن الأمر فيه سعة ولذا ينطبق قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: ( هلك المتنطعون ) على كل من يتشدد في غير موضع الشدة.

[بو هديان]

جزاك الله خير وبارك فيك
موضوع أكثر من رائع وعسى أن يستفيد منه الآخرين ممن يغالون في أقوالهم أو ممارساتهم وما أكثرهم هذه الأيام
مع أن الإمام الذي ذكرته في مشاركتك لم يقل ولم يفعل مثل غيره ممن يسفكون دماء المسلمين ويخطفون ويفجرون تحت مبررات واهية لكنها تلتقي مع الغلو والتطرف على أي حال
نسأل الله تعالى الهداية للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[ابحثو عني في قلوب الناس]