المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة إسلاميات
سقيفة إسلاميات حيث التسجيلات الصوتيه وسير عظماء التاريخ الإسلامي ومبدعيه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الهمة الصادقة والإخلاص يرفعان من قدر المؤمن

سقيفة إسلاميات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-26-2010, 12:17 PM   #1
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

الهمة الصادقة والإخلاص يرفعان من قدر المؤمن

الهمة الصادقة والإخلاص يرفعان من قدر المؤمن


الشيخ: ومن أدواء القلب وحجبه حب الجاه والشرف والميل إلى الظهور وسماع المحمدة وطلب الشهرة والمنزلة سيما إذا كان هذا ممن يعلم أو ينصح أو يذكر، فتلك بلية لا تدانيها بلية، لأن من شأنها أن تقلب الذهب ترابا، والسير إلى الله تراجعا ونكوصا، وكثيرا ما يعجل الله لطالب هذه الدنايا ما يريد فيكون هذا كل حظه مما سعى إليه فإذا لقي الله يوم القيامة لم يجد معه إلا شركه الأصغر.


وطلب المنزلة عند الناس انحطاط لا يليق بمؤمن، إذ من معانيه أو مما ينطوي عليه الكبر والرغبة في العلو على الآخرين، وفيه كثير من حب الأنا وتعظيمها والاعتقاد بتميزها أو الإيحاء بذلك، وهذه أحوال أقل ما يقال فيها أنها لا يدخل بها على الله ولا يسعى بها إلى جنة، فان كان من شأن أصحاب الدنيا أن يعلو بعضهم على بعض وان يسعوا إلى الجاه والشهرة فان هذا لا يكون من طالب لرضى مولاه في الدنيا والآخرة.


كما أن من يطلب المنزلة يظن بنفسه خيرا ولا يدرك أو يدرك ويتغابى أن ما فلح فيه إنما هو بتوفيق الله ومدده، فاللسان إذا تكلم والقلم إن كتب ما يدلان إلا على كرم الله وتوفيقه ومدده، أما أن يظن المرء أنه صانع مهاراته ومالك قدراته فهذا هو العمى الذي لا عمى بعده، فلينظر كل ناصح إن كان في قلبه مقدار حبة من خردل من طلب المنزلة والشهرة فان وجد فما عليه ألا أن يسكت سكتة لا يتكلم بعدها حتى يربي قلبه على صفاء النية والقصد.


ولينظر أول ما ينظر إلى أن ما يراه مميزا له على الناس ما هو إلا عطاء من الله إن شاء سلبه إياه حتى لا يعلم بعد علمه شيئا، فان تحقق بهذا المعنى كان لا بد أن يتضرع لله عز وجل طالبا الإخلاص وخلو قلبه مما يشوبه أو يحجبه، ولا يعود للكلام بين الناس حتى يتحقق من زوال هذا الحجاب وإلا خيف عليه أن يكون من أول من تسعر به النار يوم القيامة.


وما طلب امرؤ علوا في عيون الناس الا وسقط في عين الله تعالى، وقد كثر في هذا الزمان من يتكلم بالعلم والحكمة وقلبه وعمله يكذبانه، وللنفس حيل في الاستعراض لا يقدر عليها الا كل واع يقظ ألهمه الله الصدق والسداد.


ولا يخدعن الواحد منا أنه إنما يقوم بواجب التبليغ بغض النظر عما ان كان عاملا أو غير عامل، فتلك فرية من الشيطان يعلل بها المنافقون أنفسهم طلبا لعرض من الدنيا قليل، بل ان لكل لفظة في ميدان النصح والتعليم ما يجب أن يقابلها من همة صادقة على العمل وإخلاص في العظة لا يخالطه حب للعاجلة، فان لم تكن من أصحاب الهمة والصدق فالخير لك أن تعتزل الناس حتى تنقي نفسك من أدران حب المنزلة والمحمدة وحتى يكون لك من الهمة ما يصلح لعمل ما تنصح الناس به.


فميزان الإخلاص أن ترى أن ما قد تكون برعت به إن هو الا من الله عز وجل، وأنه ان شاء نزعه عنك حتى تكون من الجاهلين، وأن يكون قلبك منورا بنور الإيمان والإحسان، وأن تكون ذا همة في كل ما تعلمه وتدعو الناس إليه، والا فانك تعرض نفسك لمقت الله وسخطه، اذ انك عمدت إلى أشرف الأشياء وهو العلم بالله والسلوك إليه فاتخذته تجارة لغرض دنيوي زائل.


فان قيل إن هذا من غير المقدور عليه لأنه من أحوال القلوب وطباع النفوس، قلنا إن العلاج الشافي هو المعرفة أولا، لأنك إن لم تعرف نسبة الدنيا إلى الآخرة ونسبة رضى الناس إلى رضى الله ونسبة الشرك إلى التوحيد والإخلاص لا يمكن أن تطوع نفسك على الحق، ثم يأتي الذكر .


وما هو إلا إعادة لسانية وقلبية للحقائق الكبرى فهي مع كونها مأجورة بكرم الله تثبيت للإخلاص في القلب والعمل، ثم يأتي التضرع إلى الله عز وجل فما من شيء يطلب من الله أعظم من الإخلاص واليقين والتجرد عن حب الأنا والسمعة والمنزلة بين الناس، فان كان تضرعك صادقا لقيت من كرم الله ما يجعلك أهلا لتكون من عباده المخلصين، اللهم ألهمنا الإخلاص واجعل علمنا وعملنا حجة لنا لا حجة علينا بفضلك يا عظيم.

ماهر سقا
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas