لقطات من تونس الثورة .. يخلق من الشبه ...!

[حد من الوادي]

لقطات من تونس الثورة .. يخلق من الشبه ...!

2011/01/20 الساعة 18:53:30 محمد قاسم نعمان

الرئيس التونسي المخلوع في حديث تلفزيوني هو الثالث خلال أسبوع : “اكتشفت أنّ هناك من المسؤولين من كانوا يقدمون لي معلومات خاطئة ... لقد تمت مغالطتي من قبل بعض المسؤولين وسيتم محاسبتهم.. لا رئاسة مدى الحياة .. لن أتقدم للانتخابات القادمة في 2014... الخ..” ويتبع هذا الخطاب إقالته لمستشاره السياسي والناطق الرسمي للرئاسة فجأة تتناقل أخبار هروب بن علي المخلوع وبدأ بحثه عن ملجأ يقضي فيه بقية أيامه.! مباشرة قام الجيش بإنزال صور الرئيس المخلوع – لتخفيف حدة غضب الشعب الذي ظلت صور المخلوع تزيده غضبـًا على غضب.. لسنوات. مراسل العربية يعلِّق على ذلك فيقول : هذه الصور تم رفعها في الشوارع الرئيسية من قبل الوزارات والمؤسسات والشركات والذين كان كل منهم يحاول أن يتبارى مع الآخر في أنـّه رفع الصورة الأكبر للرئيس..!! من يتابع تلك المهرجانات التي كان يحضرها (الرئيس المخلوع) يجد الحشود بالملايين..

ومعظمهم يرفعون صورة (الرئيس) ويهتفون باسمه ويصفقون مع كل ذكر لاسمه.. في الانتخابات الرئاسية التي حصلت في عام 2009م حصل (المخلوع) على (89 %) أي (قبل عامين) من تاريخ سقوطه وهروبه..!! فأين ذهب هؤلاء الـ 89 % عندما سقط وهرب وفر كالفأر؟ بلغ عدد أعضاء حزب (المخلوع) 3 ملايين عضواً ..!! فأين ذهب هذا الـ (3 ملايين)).. عندما غضب الشعب وفر (القائد والرئيس وزعيم الحزب..) هناك أنواع من الأجهزة الأمنية في تونس تحت مسميات مختلفة.. إلا أنـّها كانت أجهزة قمع الشعب وحماية النظام ورئيسه وأسرته وبطانته . كلينتون – وزيرة الخارجية الأمريكية – تحذر أنظمة عربية أخرى يمكن أن تهددها تفجر الأوضاع بسبب تردي الأوضاع السياسية واتساع البطالة والفساد.

الرئيس الأمريكي يشيد ببطولة الشعب التونسي وحرصه على التغيير. الرئيس الفرنسي (الصديق الحميم للرئيس المخلوع حتى ليلة هروبه) رفض استقبال صديقه الحميم، كما أبلغ بعض أفراد أسرته الموجودين في فرنسا بأنـَّه غير مرحب بهم في فرنسا.. بينما كان المذيع يتحدث عن تونس والتطورات تتسارع وأسباب الثورة الشعبية العارمة وأوضاع تونس أثناء حكم (الرئيس المخلوع بن علي) وزوجته وأسرته.. كنت منشغلاً بقراءة كتاب ولم أكن منتبهـًا إلا عندما بدأ المذيع يتحدث عن الفساد والرشوة والسيطرة على الأراضي ومشاركة المستثمرين وسيطرة أجهزة الأمن وقمعها للمعارضين ، كنت اعتقد أنّ المذيع يتحدث عن اليمن.. وعندما واصلت الاستماع وجدت أن الحديث يدور عن تونس..

سبحان الله من الشبه طبعـًا في الأوضاع أما دور الأحزاب والمثقفين والشباب ونقابات العمال ونقابات المحامين ومنظمات المجتمع المدني، فالأمر حتى الآن مختلف..! لا زلت أتذكر كلمات الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في تعليقه على سقوط الطاغية صدام .. العراق ، عند ما قال : علينا ان نحلق لأنفسنا قبل أن يحلقوا لنا .. فماذا سيقول اليوم بعد سقوط الديكتاتور المخلوع بن علي ..؟ سؤال ننتظر الإجابة عليه. بداية الثورة الشعبية في تونس أطلقها الشاب محمد بوعزيزي الذي أصر أن يجعل من دمه مفتاح الثورة ، وكان أول شهيد في هذه الثورة الشعبية. الشاب الشهيد .. العظيم لم يجد أمام ضنك العيش وظلم وقهر الواقع، إلا أن يحرق نفسه..

بعد أن ظل لسنوات يتعلم ويتعلم حتى أنهى دراسته الجامعية ولم يجد وظيفة أو فرصة عمل.. حينها لم ييأس وقام بإحضار (جاري) جعله وسيلة يبيع به الخضار.. ورغم ذلك لم يتح له النظام وقوانينه الاستمرار في عمله هذا فقد قامت (البلدية) بأخذ (الجاري) وسيلة عيشه الأخيرة. ولم يجد أمامه، إلا أن يحرق نفسه. وأنا أتابع هذه المأساة وما يواجهه أمثاله في بلادنا أتذكر ما يقوم به (رجال البلدية) في بلادنا اليمن تجاه الباعة المتجولين في سحب (الجواري) ورميها أو أخذها لتوزيعها في ما بينهم. بل أتذكر قرار المجلس المحلي بمديرية صيرة- الذي قيل لي - انه تم اتخاذه قبل أربعة أيام يقضي بإلغاء سوق السيلة الذي يستوعب مئات الشباب.. وتساءلت كيف يمكن لمجلس محلي أن يتخذ مثل هكذا قرار بحق هؤلاء الشباب؟ أين يريدهم أن يذهبوا؟ أليست مثل هكذا إجراءات وأفعال إنما تعكس طبيعة النظام الذي لا يهمه معانات المواطنين وحقوقهم المفقودة ولا يحترم الا الفاسدين والمفسدين في الأرض ...!