سبـــاق الجمل القصيرة

[سالم علي الجرو]

واضح تماما منذ وعد بلفور: 1917 إن أرض فلسطين ستؤول إلى المصادرة وسيترتب على ذلك قتال ومحو ومسخ وتجريف ... الخ الهدم.
سهل أن تغيّر في الجغرافيا وفي الخرائط الجغرافية والسياسية ولنا مثل في يوغسلافيا وغيرها ، ولكن صعب أن تغيّر في الهوية والتاريخ لأمّة ذات عقيدة تربط الدنيا بالآخرة ، وما هو في الدنيا أرض محتلّة اسمها فلسطين وما يربط الآخرة بها: الاستشهاد وطلب الجنّة ، فأين المهرب؟

[عفاف]

كنت اتمنى على امير قطر ان يستدعي الرئيس الفنزويلي ليجلس مكان الرئيس المصري والرئيس البوليفي ليجلس مكان الرئيس اليمني لانهم انتصرو لاطفال غزه قبل القريب الذي وقف يذرف دموع التماسيح.

[سالم علي الجرو]

بلادنا الجميلة مهمّة جدا من حيث الموقع والثروات ، وهي على مدى قرون منطقة صراع ، ساخنة تلتهب أحيانا.
أحد أطراف الصراع: الدول الاستعمارية . هذه الدّول تعمل منذ قرون على تأمين بسط نفوذها من خلال وسائل عدّة ، أهمّها على الإطلاق: زرع اسرائيل في كبدها وتأمينها ولو أدّى إلى إحراق أكباد كلّ العرب والمسلمين. وكل العرب والمسلمين يدركون هذه الحقيقة بدون استثناء ، وإذا برز رمز هنا أو هناك يسير في اتجاه الضّد فما ذاك منه مبدأ ولا قناعة وإنما هى شبكة من العلاقات المعقّدة والعهود والمواثيق والمعاملات والسياسة التي اختلط فيها الإنجيل مع القرآن مع التوراة في وفاق مهندس ومصنوع هنا واختلاف منهجي قاتل هناك.
الطرف الآخر: هو من يشعر بالغبن والظلم ........
وسيستمرّ الصراع ............................
أما عندما نعطي الصراع بعده الإقليمي والدولي فهذا مربّع آخر تكون منطقتنا فيه دائما هي الضّحيّة.

[سالم علي الجرو]

محاوري ألجمته ... أخرسته ، لا بل أفحمته عندما أقنعته بالدليل القاطع أننا كنــا: عرب
من سيتحدّاني ويدّعي أننا لم نكن عرب؟
مصمم أنا على أننا:

كنّّا عرب

[سالم علي الجرو]

لبّيك ... لبّيك

هذا ما قاله المعتصم حينما سمع بأن امرأة تستغيث به
العام: 223هـ
المكان: عمورية
الحدث: مهاجمة الإمبراطور البيزنطي: [ تيوفيل ] لـ " زبَرطة " مسقط رأس المعتصم.

هاجمها بمائة وسبعين ألف من جنوده وعاث في المدينة قتلا وخرابا فاستغاثت به مسلمة وقالت :"وامعتصماه".
حينما بلغه النّبأ نهض من مجلسه وتهيأ للحرب تحت إمرته وقيادته.
اتجه إلى "عمورية" مسقط رأس والد "تيوفيل" في جيش مكون من مائتي ألف مقاتل ، وأقسم بأن لا يعود إلا منتصرا أو شهيدا ، وعاد ـ منتصرا ـ إلى بغداد .
قال أبو تمام قصيدته التاريخية الخالدة المشهورة مطلعها:
السَيفُ أَصدَقُ إنبـاءً مِـنَ الكُتُـب = ِفي حَدِّهِ الحَدُّ بَيـنَ الجِـدِّ وَاللَعِـبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ = في مُتونِهِـنَّ جَـلاءُ الشَـكِّوَالرِيَـبِ
وَالعِلمُ في شُهُـبِ الأَرمـاحِ لامِعَـة = ًبَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
" السيف أصدق أنباءً من الكتب: السيف: إشارة إلى القوة ، وهي الصدق والحقيقة التي تتكلّم ، وليس قول المنجّمين: أصدق أنباءً من الكتب "
" بيضُ الصَفائِحِ:كناية عن السيوف .
سودُ الصَحائِفِ: كناية عن كلام المنجمين"
" هي القوّة التي تتحدث ولا غير: وَالعِلمُ في شُهُـبِ الأَرمـاحِ لامِعَـة ، وليس علم النجوم والتّنجيم: لا في السَبعَةِ الشُهُبِ "
قصيدة أبي تمام يمكن البحث عنها هنا في المنتدى أو عبر قوقل.
تحيّـاتي

[سالم علي الجرو]

وقفـة استراحة
مــع

نتفه من مذكرات الورّاق: احمد كلاس عيسى

[ 1 ]
أوّ ل كتاب اشتريته

" أوّل كتاب اشتريته عام: 1357هـ بقيمة: نصف ريال ، وكان بيني وبين أحد أخوالي منافسة شديدة على هذا الكتاب ، وبعته في عام 1412هـ على إحدى المكتبات بأضعاف ثمنه لأنه كان طبعة حجرية نادرة ، وأذكر أنّ الكتاب مذيّل بكتاب آخر لمؤلّف اسمه علي الوعيضي ، وكنت أحفظ كلّ القصائد التي ذيّل بها الكتاب ، ومنها:
ليس المقام بدار الذّلّ من شيمي = ولا معاشرة الأوباش من هممي
ولا مخالطة الأرذال تصلح لي = كذلك الباز لا يأوي إلى الرّخمِ
يا سائلي عن علوم ليس يفهمهما = إسمع كلاما كنظم الدّرّ فاحتكمِ
إنّ الوعيضي له في الشّعر منزلة = يحار فيها ذوي الألباب والفَهَمِ
خير الصّنائع تقوى الله قاتّقهِ = يكفبك في الحشر ما تخشاه من ندَمِ
والوالدين غلا تنهرهما أبدا = قد ربّياك صغيراً غير مُنْفطم
وطالما سهرت بالليل أعينهم = خوفا عليك وعين الله لم تنمِ "

[سالم علي الجرو]

[ 2 ]
اغرب من الخيـال

" في يوم من الأيّام وأنا باسط كتبي على الأرض جاءني شايب وبعد أن سلّم علي قال: اين صاحب المكتبة؟ . قلت له: قريب إذا تريد شيء . قال: ليش هذي الكتب في الأرض؟. فقلت له: في نظري أن العاشق الذي يحتاج كتاب يدوّر عليه . قال: لا ، لازم تعمل خشب . فقلت له: أنا لو أبيع شاندويتش ممكن أحصل على مبالغ ، لكم أنا هاوي الكتب ، فسلّم علينا وذهب.
وفي اليوم الثاني جاء بسيارة حوض مليانة كتب وأذكر منها: شرح البخاري وتفسير القاسمي بطبعات قديمة ورهيبة ، منها: طبعات السعادة والجمالية ، وقال للعامل الذي معه: نزّل ونزّلوا الكتب وكنت أتوقّع أنه يريد بيعها ، فسألته: بكم؟ . قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وراح ، وانا أنادي: تعال .. تعال إيش اسمك؟ ، فلم يأبه لقولي ولم يرد علي وذهب.
وبعد أربع سنوات ..............

[سالم علي الجرو]

[ 3 ]

وبعد أربع سنوات وفي ليلة من الليالي قابلته في مكتبة الرشد ، يسأل عن كتاب: ( المرصّــعْ ) ويقول: يفضّل أن يكون طبعة عراقية . قالوا له: والله كان عندنا طبعة لبنانية ، فقلت له: يا شيخ فيه واحد أعتقد سنجد الكتاب عنده. قال: أين هو؟ أوصلني إليه أو أوصف لي مكانه جزاك الله خير . وركبتا السيارة وجئت به إلى البيت وجلسنا نشرب القهوة وهو يقول: يا أخي أين الشخص الذي عند الكتاب؟ فقلت له: أصبر لا تستعجل ، وأتيت له بطبعة لبنان وطبعة العراق الأصل ، فقال: جزاك الله خير ، تقول لي عند واحد وهي عندك .
من خلال حديثي معه أثنا المجيء إلى البيت عرفت الكتب التي يحبها ويميل إليها ، فذهبت وعبأت له كرتونين ووضعتهما له في صندوق السيارة ، وعندما أراد الإنصراف قال: كم قيمة الكتاب؟ قلت: هو هديّة ، ولما رأى كرتوني الكتب قال: إيش هذا؟ . قلت كتب تعجبك . قال: إيش تعجبني!!! . قلت: إسمع يا حبيبي ، أنت سابق وخيرك سابق من أوّل . انا الشّايب الذيمرّيت عليه في شارع غبيراء قبل أربع سنوات ونزلت لي حوض: ( ونيت ) كتب وما رضيت تعلمني باسمك . قال: تدري ، أنا سأشرب القهوة معك بعد الأخير ( العِشاء ) في هذا الأسبوع إن أحيانا الله ، وجاءني بمخطوطة ابن بشر يخبئها تحت ( بشته ) ، وقال: أنا محمد بن فرحان ، وهذه عنوان بيتي في أيّ وقت تزورني أو يلزمك شيء ، الله يحييك.
وعندما أراد الإنصراف أخرج المخطوطة من تحت بشته ، وقال: هذه المخطوطة هدية.
مصير المخطوطـة .......
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن بشر: المؤرخ الشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر ، صاحب كتاب: " المجد في تاريخ نجد ".
محمد بن فرحان: ( عائلة آل فرحان تعود إلى أسرة آل سعود ، ومحمد هذا مؤلّف والده كان أميرا على الخرج ).

[سالم علي الجرو]

نصف ساعة فقط

هي مدّة الزيارة التي جلست فيها مع صديقي الورّاق في الأسبوع الماضي وحكى لي عن اليمن وهمومه واليمنيين وتطلّعاتهم ، وأهداني وريقات مخطوط فيها شعر قال لي أنه من الشعر النادر:

ألا بئس الزّمان فكم تعـدّى = على الأدباء والفضلاء عمدا
به نال الغبيّ وفير حظّ = ورب اللب يقضي العيش كدّا
أناخ على الأفاضل من قديمٍ = بكلكله لعمرك مستبـدّا
طبيعته تسيء وليس بدعاً = فكم أودى بذي لبًّ وأردى
بإخوان الغرور لقد دهاني = على أنّي لهم أخلصت ودّا
ومما رواه أن شابّ ذهب إلى القاضي في عبس وأفاده بأنه يرغب في الزواج منذ أمد ولكن الفقر الشديد يقف حائلا دون تحقيق رغبته . أشفق عليه وسعى في معونة وتزوج الشاب ، لكنه بعد شهر قدم على القاضي بصحبة زوجته ، فأدرك القاضي أن هناك مشكلة بين العروسين ، فغرق في موعظة الوفاق والتصالح يريد التأثير على العروسين لاسيّما الشّاب غير أنه فوجئ عندما أعلمه الشاب بأنه يرغب في الزواج من ثانية بموافقة زوجته ، وهاهي لتسألها ، ثم طلب من القاضي معونة مع زيادة المبلغ نظرا للغلاء الفاحش.
ما كان من القاضي إلا أن أمر العسكري بحبس العريس حتى يدفع غرامة قدرت بنفس المبلغ الذي دفع له إعانة من قبل .

[سالم علي الجرو]

إيّاك إيّاك الحسود فإنّه = خبّ خبيث ماكر منكودُ
يلقاك بالوجه الطّليق وإنّما = في القلب منه ضغائن وحقودُ
يسعى إلى ضرر العباد تعمّدا = وإلى المكائد طرفه ممدودُ
ويبيت طول الليل يفكّر في الأذى = والنّوم من أجفانه مفقودُ
يفتنّ في طرق الخداع وعنده = للاختيال روابط وقيودُ
لو أنّه يستطيع منع الغيث لم = يدع الغمام إلى الأنامِ يجودُ
يغتاظ منك وكلّما صادفته = هبطت عليه صواعق ورعودُ
هيهات لا يرضيه منك تودّدا = إلاّ متى استولى عليك الدّودُ
والحقّ أولى أن يقال بأنّه = لا الميّت يرضيه ولا المولودُ
فالميّت محسود على أكفانه = والطّفل منه على النّهى محسودُ
فكأنّما خلق الوجود لأجله = وكأنما هو وحده موجودُ