التنازل من الرجل جميل لكنه من المرأة أجمل

[الداعية الصغيرة]

رغم الحب والوئام والتفاهم التي تتمتع به اغلب حياة البشر الزوجية ما بين الزوج والزوجة إلا أن تلك الحياة لا تخلوا من بعض المناوشات والخلافات و الاضطرابات في ما بينهما بين الحين والأخر فهذا أمر طبيعي يمكن توقع حدوثه في كل يوم أو كل يومان أو في الأسبوع أو في الشهر أو في العام ولو مرة واحدة إذ انه و في اعتقادي لا يمكن للحياة ما بين اثنان مهما كانت علاقتهما وثيقة وقوية أن تكون مثالية ونموذجية بمعنى الكلمة و يكون الاتفاق في ما بينهما على كل شيء 100% .

تلك الخلافات كما لا يخفى على الجميع لها سلم تصاعدي ودرجات مختلفة ومتفاوتة
البعض منها خفيف وينتهي بمجرد انتهاء فترة الخلاف وتكون له أسبابه الخاصة وتعود الحياة وكأن شيء لم يكن, وبعضها يكون خفيف وأحياناً تكون مسبباته تافهة وليس لها ضرورة من الأساس لكنها تتطور, والبعض الأخر من الخلافات متوسط ,و الأخر منها قوي وكل ذلك له أسبابه ومسبباته.

أحياناً الخلافات والمناوشات في الحياة الزوجة تتطور وتأخذ منحى أخر في التطور وتصل إلى مرحلة اللآ صلح والانفصال سواء كانت خفيفة أو متوسطة أو قوية من خلال تطورها واتساع رقعتها, والسبب في كل ذلك في اغلب الأحيان العناد والإصرار والمكابرة من كلا الطرفين وعدم التنازل والمسامحة الطرفان لبعضهما البعض مع الاعتراف بالخطأ كحل لناهية الخلاف وتجنباً لتطوره أو عدم تنازل طرف لحساب طرف أخر احتراماً وحِفاظاً على إكمال مسيرة الحياة الزوجية وتباعداً عن الاتساع.

الحياة الزوجية بشكل عام تحتاج إلى تقديم الكثير من التنازلات والتسامح والتغاضي عن كثير من الأمور لإتمام مسيرتها دون النظر إلى من هو المخطئ ومن هو البادئ في كثير من الأوقات خصوصاً حين يكون الخلاف بسيط وحتى لا يستفحل الخلاف,فحي ن يكون العناد والإصرار والمكابرة من احد الطرفان أو كيلهما أثناء حدوث أي خلاف يكون حالهما كمن يصل سلكيين موجبين من الكهرباء ببعض فمن المستحيل أن يلتقيان ولا يحدثان ماس كهربائي ينتج على أثره شرر متطاير.

لذلك من المفترض بل من الواجب التريث والتعقل من احد أطراف الخلاف والنزاع خلال حدوث أي مشكلة حين يكون الطرف الأخر وصل إلى مرحلة العناد والمكابرة حتى وان لم يكن هو المخطئ ,وفي نظري أن الزوجة هي الأولى بتقديم هذا التنازل وهذا لا يعني ان لا يقدم الزوج التنازل.

قد تتساءل القارئة لماذا يكون التنازل من الزوجة حتى وان كان على حساب نفسها وحتى وان لم تكن مخطئة ؟

الرجل بطبعة خشن وصلب على عكس المرأة بطبعها اللين والتسامح فحين يقوم أي شخص بسحب جسم مادي خشن على جسم خشن أخر حينها أم انه لن يتحرك من مكانه أو سيتحرك بصعوبة بالغة ومشقة كبيرة على عكس ان كان خشن على أملس وهذا مثال.

الرجل يحمل في فهمه القوامة أخذها من القران الكريم حتى وان كان فهمه لها فهم خاطئ وقد يتصرف بحماقة أثناء لحظة غضب على اثر هذا الفهم التي استنبطه من خلال العرف والعادات والبيئة المحيطة فحكم الأمور ومصير الزوجة بيده لا بيدها.

الرجل بإمكانه التبديل أو الزواج من أخرى في لحظة غضب وانتقام لإخماد صوت المرأة كما حدث مع البعض ضن منه أن هذا هو الحل النهائي لكبح حالات العناد والمكابرة وعدم الرضوخ والمشاكل المتزايدة حين يكون من طرف الزوجة, فالرجل بطبعة يستلذ برضوخ الزوجة له حيثُ انه يشعر حين ترضخ وتتنازل الزوجة له بعنفوان الرجولة, وبحكم أن الزوج بإمكانه الزواج من أخرى حتى وان كانت الأولى مازالت على ذمته على عكس المرأة التي لا يمكنها الزواج من أخر ما دامت على ذمة الأول لذلك هي أكثر حرصا من الرجل في الحفاظ على الحياة الزوجية أي تقدِيسها للحياة الزوجية أكثر من تقديس الرجل لها.

قد يعتبر البعض أن رضوخ المرأة والتنازل للرجل على حساب نفسها حتى وان لم تكن هي المخطئة إن هذا ظلم لها ,ولو أمعنى النظر قليلا لوجدنا أنها رجاحة عقل وحكمة منها لمحاولة الحفاظ على مسيرة الحياة الزوجية المقدسة بالنسبة لها على عكس الرجل فكم التقديس عند المرأة للحياة الزوجية يفوق كم الرجل بأضعاف مضاعفة.

فحين نقول إن التنازل منه جميل لكن التنازل منها أجمل لم نظلمها ولم نبخسها حقها وإنما وضعنها في خانة الأوفى والأقدس والأحرص على الحياة الزوجية من الرجل.