ملحمة تاريخيه شعريه(للسيد جعفر البتي السقاف)احد اشهر شعراء الملاحم بالمدينه المنوره

[maasher1]

وهذه الملحمه التي سنتحدث عنها هي احد روائع الشعر العربي الملحمي بالجزيره العربيه بالقرن الثاني عشر الهجري
وقائلها هو الشاعر الفذ السيد جعفر البيتي العلوي السقاف,احد ابناء المدينه النبويه المنوره علي ساكنها افضل الصلاة والسلام
ولد البيتي في المدينه المنوره في العام 1110للهجره الموافق للعام 1598 للميلاد
وهو من اشهر شعراء الجزيره العربيه في فترة القرن الثاني عشر الهجري,ولا يزال ديوانه الشعري مخطوطا وتوجد عدة نسخ منه بمكتبة عارف حكمت الشهيره بالمدينه المنوره,ومكتبة المدينه العامه ,ومكتبة طوبقيو سراي باستانبول وبمكتبة المرحوم السيد عبيد عبدالله مدني.
وتتحدث هذه الملحمه الشعريه عن احداث الفتنه التي وقعت سنة1155 للهجره \1742 للميلاد وتتكون من 163 بيتا من بحر البسيط
وسبب هذه الفتنه يعود لوجود سلطتين بالمدينه النبويه بذلك العهد وكانتا تتنازعان ادارة شؤؤن المدينه المنوره
وهما
1\السلطه العسكريه بقيادة احد الاغاوات الاتراك وكان مقرها القلعه الموجوده بمنطقة باب الشامي
2\ السلطة المدنيه
وكان يعرف صاحبها بوظيفة شيخ الحرم
وادي فساد السلطه العسكريه ومتنفذيها الي حصول مفاسد ماليه كبيره اجبرت السلطه المدنيه علي التدخل لايجاد حلول جذريه,وطالبت بابعاد بعض الشخصيات التركيه الفاسده بادارة العسكر
ولتعارض هذه المطالب مع مصالح العسكر التركي العثماني بقيادة الاغوات
نشب قتال عنيف بين اهل المدينه المنوره شمل مرحلتين
الاولي\نشوب القتال بين افراد عاديين بالمجتمع المدني
الثانيه\تدخل قبيلة حرب الكبري في القتال تحيزا لاحد الطائفتين
هذه الفتنه التي حصلت بارض الحرم ,دفعت مثقفين المجتمع المدني الي الوقوف لايقاف سيل الدم ولكن دون جدوي
فصور ماحدث بقيدته (الملحمه)ليبين ما حدث بالمدينه المنوره
وما حدث بين الفرقتين المتحاربتين
ةيظهر ان شرور الحرب هذه تعدت حدودها الي الناس الذين لا ناقة لهم بالحرب ولا جمل
وقد بدا ملحمته برثاء ارض الهجره المطهره وموطن الايمان بهذه المقدمه الحزينه قال:
بكي علي الدار لما غاب حاميها وجر حكامها فيها اعاديها
بكي لطيبة اذ ضاعت رعيتها وراعها بكلاب البر راعيها
بكي لمن هاجروا بالكره وارتحلواعنها وكانوا قديما هاجروا
فيها
واها لكربتها واها لغربتها واها لجائعها واها لعاريها
واها لحالي لما قمت انشدها الدار اطبق اخراس علي فيها
يادمنة سلبت منها بشاشتها والبست من ثياب المحل باقيها
وقفت فيها اعزيها لكربتها اعجب علي جلدي اني اعزيها
فمن معيني باحزان يضاعفها علي؟من لعيوني؟من يواسيها
يا صاح نادي البواكي وابك انت معي لا تصبرن نفسي ولا
تسليها
ما مثل طيبة ,ما مثل الذي لقيت من الاسئ فبمن ترجوا تاسيها
حاشا لكل الاملاك من غير الدنيا وما صنعت فيها لياليها
بأبي الفداء لها من كل حادثة لو كان ينفعها اني افديها
غاية الجهد اني ابكي لها اسفا حتي تجف دموعي في ماقيها
كان التغزل في جيران ذي سلم واليوم قد كثرت فيها مراثيها
هي المدينة أمست بعد عزتها كسيرة غاب عنها اليوم حاميها
أشد دار خرابا لاعمار له دار أتي هدمها من كف بانيها

رم الله شاعرنا البيتي وغفر له ,وهنيئا لطيبة الطيبة ابن بارا من بنيها البرره

وهناك قصائد اخري لنفس شاعرنا الكبير سنذكرها ان سنحت لنا فرصه اخري والله من وراء القصد


عوض بن عبدالله بن معاشر
المدينه المنوره