المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


أمير المؤمنين يزيد بن معاوية

سقيفة الحوار الإسلامي


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-21-2007, 03:22 PM   #1
الحمداني
حال جديد

افتراضي أمير المؤمنين يزيد بن معاوية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :

يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .

و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .

و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .

و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .

منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .

فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .

و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .

و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .

بعضاً من سيرة يزيد
و لنقف قليلاً ، على بعض من سيرة يزيد بن معاوية رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد ، و ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة ، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم يزيد وتصفه بأوصاف مشينة .

عمل معاوية رضي الله عنه جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد ، و تنشئته التنشئة الصحيحة ، ليشب عليها عندما يكبر ، فسمح لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية ، و كانت من الأعراب ، و كانت من نسب حسيب ، و منها رزق بابنه يزيد ، - أنظر ترجمتها في : تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء - (ص397-401) - ، و كان رحمه الله وحيد أبيه ، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية ، و يتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة ، إذ كان البدو أشد تعلقاً بهذه التقاليد .

كما أجبر معاوية ولده يزيد على الإقامة في البادية ، و ذلك لكي يكتسب قدراً من الفصاحة في اللغة ، كما هو حال العرب في ذلك الوقت .

و عندما رجع يزيد من البادية ، نشأ و تربى تحت إشراف والده ، و نحن نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث ، - أنظر : تهذيب التهذيب لابن حجر (10/207) - ، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم . مثل حديث : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ، و حديث آخر في الوضوء ، و روى عنه ابنه خالد و عبد الملك بن مروان ، و قد عده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة ، و هي الطبقة العليا . البداية و النهاية لابن كثير (8/226-227) .

و قد اختار معاوية دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ) ، مؤدباً لولده يزيد ، و كان دغفل علامة بأنساب العرب ، و خاصة نسب قريش ، و كذلك عارفاً بآداب اللغة العربية . أنظر ترجمته في : تهذيب التهذيب لابن حجر (3/210) .

هذه بعضاً من سيرة يزيد رحمه الله قبل توليه منصب الخلافة ، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده .

توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه
بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده ، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى .

فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر ، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه يزيد ، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير ، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر ، و ابن عباس . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147-152) و سير أعلام النبلاء (3/186) و الطبري (5/303) و تاريخ خليفة (ص213) . و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها ، لا على يزيد بعينه .

و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى ، ففيهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية ، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهود والقرود ، و الكلاب … الخ . نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1/163) و تاريخ اليعقوبي (2/220) و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5/17) و مروج الذهب للمسعودي (3/77) و انظر حول هذه الافتراءات كتاب : صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86- 122 ) .

و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية ، فالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها معاوية في تنشئة وتأديب يزيد ، نجد رواية في مصادرنا التاريخية قد تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء .

فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .

و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .

كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد .

و بالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات ، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكماً قاطعاً بعدم أهلية يزيد للخلافة ، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع ، أو أن يقدم أي دليل تاريخي يعضد رأيه ، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته ، فيرى أن معاوية لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد ، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة . أنظر كتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2/46-47 ، 51 ) .

لكننا نجد وجهة النظر التي أبداها الأستاذ محب الدين الخطيب - حول هذه المسألة - جديرة بالأخذ بها للرد على ما سبق ، فهو يقول : إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام ، ولا عمر بن عبد العزيز ، و إن طمعنا بالمستحيل و قدرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر و عمر آخر ، فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر و عمر ، و إن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة في السيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ، و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم ، فإن يزيد يوم تُمحّص أخباره ، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).

و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلغه ما أملت و أعنه ، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) .

و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .

و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه ، كل من ابن العربي ، أنظر: العواصم من القواصم (ص228-229 ) .

و ابن خلدون الذي كان أقواهما حجة ، إذا يقول : والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً : و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .

و يقول في موضع آخر : عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ، ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .

قلت : و قد رأى معاوية رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره .

و أما ما يظنه بعض الناس بأن معاوية كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام ، فقد أخطأ الظن ، فدافع معاوية في عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده ، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاً على الوراثة ، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفى ببيعته منه وحده .

فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم ، قلنا قد سبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة ، و سبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده ، و ما فعله عمر حين حصر الخلافة في الستة .

و الغريب في الأمر أن أكثر من رمى معاوية و عابه في تولية يزيد و أنه ورثّه توريثاً هم الشيعة ، مع أنهم يرون هذا الأمر في علي بن أبي طالب و سلالته إلى اثني عشر خليفة منهم .

و ليس افضل - قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر - من أن نشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية ، فقال : أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) .

و هل يتصور أيضاً ما زعم الكذابون ، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه ، و شربه ، و أنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس من استجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدك أبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :

انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب

حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب

فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب

كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب

غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب

و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريب

كذا قال الكذابون الدهاة ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ولم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، أي الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام . أنظر : تاريخ دمشق لابن عساكر ( 65/403) .
 
قديم 05-21-2007, 03:28 PM   #2
الحمداني
حال جديد

افتراضي

بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد


و قد زورت أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها ، و إلا فهناك الكثير :-

منها قول الحافظ أبو يعلى : عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد . هذا الحديث و الذي بعده منقطعة بل معضولة ، راجع البداية و النهاية (8/231) .

و حديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه ، بلفظ : أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد . تاريخ دمشق (18/160) ، و قد حسن الشيخ الألباني سنده ، و قال معلقاً عليه : و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، و جعله وراثة ، و الله أعلم . الصحيحة (4/329-330) . قلت : الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة ( يقال له يزيد ) ، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً ، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً ، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه ، و الله أعلم .

و منها أيضاً قول : لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان ، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين . تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي ، للإمام الذهبي ( ص159) .

علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم
و لم يقع بين يزيد و بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد و آل البيت و كانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة و مكة بل كانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة و الصداقة والولاء و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، و كان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد أتلومونني على حسن الرأي في هذا . قيد الشريد في أخبار يزيد (ص35) .

موقف العلماء من يزيد بن معاوية
و قد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً .

فأجاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) و الصحيحة (1/634) و صحيح سنن الترمذي (2/189) - ، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن أعظم حرمة منك ، و هو حديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) - ، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[الحجرات/12] ، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده ، فكيف لو كان في بلد بعيد ، و زمن قديم قد انقضى ، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً ، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى . و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ؟ و يقال للاعن : لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون ، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب ، و أما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب . قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59) .

و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، و إن ‏صح أنه قتله أو أمر بقتله ، و قد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام .

و الناس في يزيد على ثلاث فرق ، فرقة تحبه و تتولاه ، و فرقة تسبه و تلعنه و فرقة متوسطة في ذلك ، لا تتولاه ولا تلعنه و تسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام و خلفائهم غير الراشدين في ذلك و شبهه ، و هذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَر الماضين و يعلم قواعد الشريعة الظاهرة . قيد الشريد (ص59-60) .

و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال : افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط ، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها ، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية . و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً و إماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل . و القول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين . سؤال في يزيد (ص26).

وفاة يزيد بن معاوية
في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله و البيعة لابنه معاوية .

و كان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع و ستين ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية : اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرده . قيد الشريد (ص50) .

يزيد رحمه الله قد شوهت سيرته كما قلت تشويهاً عجيباً ، فنسبوا إليه شرب الخمر و الفجور و ترك الصلاة و تحميله أخطاء غيره دونما دليل .

فيطعنون فيه و في دينه ، فقط لأجل أن يشوهوا و يثبتوا أنه لا يستحق الخلافة ، ولا شك أنه مفضول و أن الحسين و غيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات و لهم صحبة و سابقية في الإسلام ، لكن الطعن في دينه أمرٌ غير ثابت ، بدلالة أثر ابن الحنفية الذي ذكرته آنفاً ، و هناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه ، و هو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس . البداية والنهاية (8/228-229) و تاريخ دمشق (65/403-404).

يقول الله تعالى {يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }[الحجرات/6] فأبو مخنف هذا و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فلا يقبل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه خليفة المسلمين و إمامهم ؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض .

أما ما لفقوه بيزيد من أن له يداً في قتل الحسين ، و أنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة و أن يأتيه به ، يعني اقتله و ائتني برأسه ، فهذا لم يقل به أحد و إنما هو من تلبيس الشيطان على الناس و إتباعهم للهوى و التصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد و معاوية ، و أن أهل العراق و الأعراب هم الذين خذلوا الحسين و قتلوه رضي الله عنه كما قال بذلك العلماء .

و يشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم : أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ؟ فقال ابن عمر : انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض و قد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا . الفتح (10/440) و صحيح سنن الترمذي (3/224) .

أما قول الإمام الذهبي في سيره عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه و أنه كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر . سير أعلام النبلاء (4/36) .

قلت : إن الإنصاف العظيم الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق - غالباً - على ما يراه ضرورياً لإنصافه ؛ و ذلك نحو الحكم على حكاية ألصقت به و هي غاضّة من شأنه ، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئاً و هو يحتمل أوجهاً أخرى ، أو نقد لتصرفاته نقداً شرعياً ، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقروناً بالإنصاف .

و هذا العمل _ أي الإنصاف في الحكم على الأشخاص _ يعطي ضوءاً كاشفاً تستطيع أن تستفيد منه الصحوة المباركة ، فهي صحوة توشك أن تعطي ثمارها لولا ما يكدرها من تصرفات بعض ذوي النظرات القاتمة الذين يرمون العلماء و الدعاة بالفسق و الابتداع و الميل عن مذهب السلف لأي زلة ، لا يعذرون أحداً، و لا يتقون الله في ظنٍّ مرجوح .

و هناك بعض آخر لا يستطيع العيش إلا بالطعن على المخالف ، و نسيان محاسنه و كتمانها ، فهؤلاء و أمثالهم تكفل الإمام الذهبي بالرد عليهم في سفره العظيم سير أعلام النبلاء .

و قلت أيضاً : هذا قول و كلٌ يؤخذ من كلامه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت : هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه ، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده - .

و قلت أيضاً : إن هذا لا يحل إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك ؟ وقد شهد العدل بعدالته ، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث : توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا ، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك ما قال : إلا توفي يزيد . العواصم من القواصم (ص232-234) .

و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه . أنظر : العواصم من القواصم (ص245) .

و هذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الإمام أحمد عندما سُئل أتكتب الحديث عن يزيد ، قال : لا ، و لا كرامة ، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل . سؤال في يزيد (ص27) .

و كان رفض الإمام أحمد رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ليس دليلاً على فسقه ، و ليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله ، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم و هم حجة في باب الفقه . في أصول تاريخ العرب الإسلامي ، محمد محمد حسن شرّاب (ص 152) .

و هذا يدل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يقتدى بقولهم و يرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء ، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة . العواصم من القواصم (ص246) .

و قد أنصف أهل العلم و العقل و السنة و الجماعة على أن يزيد كان ملكاً من الملوك المسلمين له حسنات و له سيئات و لم يكن صحابياً و لم يكن كافراً .

و المؤمن الحق يعرف جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي و معاوية أو بين يزيد والحسين أو الذين جاءوا من بعدهم إنما العبد يسئل عما قدم لنفسه .

و أخيراً فالعبد التقي الخفي لا ينشغل بذنوب العباد و ينسى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم : يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه و ينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضاً . أنظر : السلسلة الصحيحة (1/74) .
 
قديم 05-21-2007, 10:55 PM   #3
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي


أكاذيب النواصب ينقضها البحث والحوار .. فمدح الظلمة مخالف للقرآن الكريم ومناقضا له .. فهاهم يعترفون بظلم يزيد ثم يقولون عليكم بالسكوت .. الا فلعنة الله على الظالمين .. واما ماشجر بين الصحابة فالسكوت عنه تقتضيه الضرورة العقلية .. ولايقوم النهي على دليل شرعي .. فالصحابة الأخيار كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وام المؤمنين عائشة رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل الله قلوبنا عامرة بحبهم إلى أن نلقى ربنا تبارك وتعالى .. وأما الظلمة والفسقة ممن نقضوا مباني الخلافة الراشدة وصيّروها ملكا عضوضا ظالما فلا يلزمنا مدحهم .. أو السكوت عن ذم مظالمهم وبغيهم ..

سلام
 
قديم 05-21-2007, 11:20 PM   #4
الســّـعـدي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية الســّـعـدي

افتراضي

ينصبون أنفسهم أرباباً من دون الله ..

يلعنون ويطردون من رحمة الله من شاءوا ..

ويدخلون من شاءوا الى الرحمات والجنات العُلى..


ربما في زمن الفتن العصرية القائمة على الظنون والظنون السيئة فقط ..!!

أصبحت الجنة والنار بأيدي بني آدم ..!!


رضي الله عن الأمة الاربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي

وعن الحسن والحسين ومعاوية ويزيد وأرضاهم جميعاً ,,

وعن سائر الصحابة والتابعين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ...


أشكرك اخي ,,

التعديل الأخير تم بواسطة الســّـعـدي ; 05-22-2007 الساعة 12:22 AM
 
قديم 05-21-2007, 11:34 PM   #5
الحمداني
حال جديد

افتراضي

ربما انك لم تقرأ هذه الشهادة من احد اعلام ال البيت وهو محمد ابن الحنفية

يااخي المشكلة ليست مشكلة النواصب والوهابية المشكلة مشكلة التاريخ

تفضل مثلا :


يروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .


و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر
يدينون يزيد بروايات تاريخية لايعرف صحيحها من سقيمها ومعظمها كذب مثل روايت ان امنا عائشة منعت دفن
الحسن رضوان الله عليه بجانب جده عليه الصلاة والسلام ورواية ان عمر ابن العاص رضي الله عنه قاتل علي رضي الله عنه بسوءته ورواية ان هند بنت عتبة اكلة للاكباد ومثل الخطبة الشقشقية روايات كلها اتضح في هذا الزمان
عدم صحتها والمهدي بتاع الرافضة وكم مهدي معاه عند الفرق الشيعية الاخرى واللهم لك الحمد واللهم لاشماته
على هؤلاء الناس الذين يصدقون بالخرافات والخزعبلات ويقولون لاتقولوا شيئا الويل لك إن دافعت عن رأيك او عن الاسلام الصحيح انتبه فأنت ارهابي ناصبي الحقيقة طز فيكم قولوا ماتقولون رحم الله يزيد ورحم الله صدام
فجرائمهم لاتقارن بالذي يفعله اعدائهم وكلكم نظر .
 
قديم 05-22-2007, 12:26 AM   #6
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي


بيان علة حديث ام حرام إسنادا ومتنا ..

قال الحافظ المناوي في فيض القدير المجلد 3 الصفحة 84 عن هذا الحديث مانصه : ( لايلزم من قوله ( مغفور لهم ) كون يزيد مغفور له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة .. ويزيد ليس كذلك لخروجه من أهل المغفرة بدليل خاص .. ويلزم الجمود على العموم أن من إرتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع من المحققين حل لعنة يزيد .. حتى قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل بيته مما تواتر معناه ..... إلخ ) إنتهى قول الحافظ المناوي ..

وقد إشترط الحافظ أبن حجر صلاح النية حول هذا الحديث فقال في فتح الباري المجلد 11 صفحة 77 طبعة دار الشيخ بن باز دار المعرفة مانصه : ( ومشروعية الجهاد مع كل إمام لتضمّن الحديث الثناء على من غزا مدينة قيصر وكان أمير تلك الغزوة يزيد بن معاوية .. وثبوت فضل الغازي إذا صلحت نيته ) ..

قلت : على فرض صحة وجود يزيد مع هذا الجيش .. لو إفترضنا أن أحد الذين غزوا إرتد بعد غزوته هذه .. فهل تشمله المغفرة الموعود بها ؟؟ قطعا لا تشمله .. ولهذا قال الحافظ المناوي بأن يزيد خرج بدليل خاص من هذه المغفرة .. خصوصا أن هناك الكثير ممن نسميهم بالصحابة كانوا يقاتلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للمغانم والكسب لا لرفعة الدين كما ذكر القرآن الكريم ..

غزوات بني امية ليس فتوحات إسلامية بل من أجل توسيع الملك وحطام الدنيا عند ابن عباس ..

أهداف بنوامية ليس بالضرورة أن نقطع بانها جهاد في سبيل الله .. فغزواتهم لماذا لاتكون لتوسيع الملك العاض وجمع حطام الدنيا .. فقد روى عبدالرزاق في مصنفه في باب الغزو مع كل أمير عن معمر عن ايوب عن ابي جمرة الضبعي ( تلميذ ابن عباس ) قال : قلت لإبن عباس : إنّا نغزو مع هؤلاء الأمراء فإنهم يقاتلون على طلب الدنيا .. فقال ابن عباس : فقاتل أنت على نصيبك من الآخرة .. ) ..
قلت : إسناده صحيح على شرط الشيخين .. وفي هذا الحديث إقرار ظاهر من إبن عباس لتلميذه أبي جمرة بان غزوات بني امية لم تكن سوى للدنيا .. ولو كان ابن عباس يرى بأنها في سبيل الله .. لزجر تلميذه ابي جمرة ونهاه عن هذا القول .. فلماذا نحمل الإسلام ماليس منه ونقطع بأن هذه الغزوات كانت نيات بني امية للجهاد في سبيل الله .. فلا يجب علينا ان نقطع بذلك .. فرب مجاهد في سبيل الله ظاهريا ليس له من جهاده الا الرياء والسمعة او الفوز بالغنيمة وجمع حطام الدنيا ..

تبيين شذوذ رواية خالد بن معدان إسنادا ومتنا عن اصح الروايات ..

الحديث المذكور وإن كان قد رواه البخاري عن خالد .. لو جمعنا كل طرقه لظهر لنا شذوذه جليا .. والحديث الشاذ في ابسط تعريفاته هو : مخالفة الثقة لما هو أوثق منه .. والحديث هذا رواه البخاري عن طريق خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي عن أم حرام .. إلا أن هناك طريق أخرى أقوى من طريق خالد رواها ايضا البخاري ومسلم والترمذي والنسائي واحمد وإبن حبان وابوعوانه كلهم رووها من طريق : مالك بن اسحاق بن عبدالله عن انس بن مالك عن ام حرام ..

ورواه مسلم وابوعوانه والطبراني في الكبير والنسائي واحمد من طريق : يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن انس عن ام حرام .. ورواه ايضا الطبراني عن المختار بن فلفل عن انس عن ام حرام .. كل هؤلاء رووه عن أنس عن أم حرام بلفظ ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت .. فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه .. فنام صلى الله عليه وسلم ثم إستيقظ وهو يضحك قالت .. فقلت : مايضحكك يارسول الله ؟؟
قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرّة أو مثل الملوك على الأسرّة .. قالت فقلت : يارسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع راسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت : مايضحكك يارسول الله ؟؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قلت في الأولى .. قالت فقلت : يارسول الله أدع الله أن يجعلني منهم قال : أنت من الأولين
.. ) ..

قلت : الحديث الذي رواه عمير بن الأسود عن ام حرام خالف فيها كل الطرق التي رويت عن أنس عن ام حرام .. وانس أوثق من عمير بن الاسود .. وقد خالف خالد بن معدان ( تلميذ ابن الأسود ) أربعة من الثقات هم : اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة .. ومحمد بن يحيى بن حبان .. وعبدالله بن عبدالرحمن بن معمر الأنصاري .. والمختار بن فلفل .. وهذا الحديث المروي عن خالد بن معدان مخالف لكل الطرق التي رويت عن أنس بما فيها رواية للبخاري ايضا ..

ثم ان خالد بن معدان بن ابي كريب الكلاعي الشامي الحمصي .. وقعت ترجمته في تلخيص رجال الصحيحين وهو ثقة عابد من الطبقة الثالثة توفي سنة 103وقيل بعد ذلك .. وكان يرسل كثيرا .. ( انظر قرة العين تلخيص ترجمة رجال الصحيحين الترجمة رقم 496 الصفحة 113 طبعة دار المعراج الدولية ) .. علما بأن الذهبي ذكر في سير اعلام النبلاء عند ترجمة الأوزاعي بأن أهل الشام اصلا ليسوا أهل حديث حتى ظهر الزهري .. ( الزهري في نصف القرن الثاني ) .. وذكر الذهبي في ترجمة الأوزاعي .. بأن بنو امية أخذوا على علماء الشام البراءة من علي بن ابي طالب ..

أما الإشكالات حول متن الحديث فهي :

* في رواية احمد لايوجد الدعاء لأم حرام وهو اوثق طريقا من رواية خالد بن معدان .. واحمد يرويه عن أبي سلمة عن مالك عن إسحاق عن انس عن ام حرام .. فرواية احمد عن ابي سلمة .. اصح من رواية البخاري عن خالد إسنادا .. ولايوجد فيها صيغة الدعاء لأم حرام ..
* في بعض روايات البخاري أن أم حرام يوم زارها النبي صلى الله عليه وسلم كانت تحت عباءة عبادة بن الصامت .. وفي بعض روايات البخاري نفسه لم يتزوجها عبادة بن الصامت بعد ..
* إستشكال بعض المحدثين في دخول النبي صلى الله عليه وسلم على إمرأة ليس من محارمه وفوق ذلك .. إستشكلوا في كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر إمرأة ليست من محارمه لتفلي رأسه ؟؟
* ظاهر رواية أم حرام أن غزوة أم حرام كانت في زمن معاوية .. مع أن أم حرام ماتت قبل ملك معاوية على الشام .. ومات عبادة بن الصامت قبل ملك معاوية على الشام ايضا .. الا اذا كان الغزو تم في زمن ولاية معاوية في زمن عثمان فهذا يحتاج بحث .. ولكن عبادة بن الصامت توفي على أرجح الروايات بالرملة سنة 37 هجرية ..
* جاءت رواية خالد بن معدان لتظهر لنا بان الحديث يتحدث عن غزوتين لاغزوة واحدة .. غزوة في البحر وغزوة في البر .. وهذا تضارب واضح ..
* جاءت بعض الروايات بأن أم حرام صرعت في قبرص وبعضها على ساحل حمص بالشام وجاءت بعض الروايات ( على شرط الصحيح ) أن أميرهم لم يكن معاوية وانما المنذر بن الزبير كما سنبيّنه ..

أمير الجيش المنذر بن الزبير ليس معاوية ولا يزيد ..

روى إسحاق بن راهويه ( شيخ البخاري ) في مسند إسحاق بن راهويه الصفحة 147 المجلد الاول .. والإمام أحمد في المسند المجلد العاشر الصفحة 408 طبعة دار الفكر .. كلهم من طريق عبدالرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار .. ورواه ايضا الطبراني وابن عبدالبر كلاهما عن طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن اسلم عن عطاء ابن يسار .. ورواية أحمد قال عن سندها الحافظ ابن حجر في فتح الباري المجلد 11 صفحة 76 بأنها على شرط الصحيح .. والروايات كلها تفيد بأن أمير الجيش هو المنذر بن الزبير وليس معاوية او يزيد ..

الخلاصة ان هذا الحديث اقل أحواله مختلف حوله .. أما أن يجعل النواصب هذه منقبة ليزيد الفاسق فهذا محض تضليل وإفتراء .. فغزوة في البحر إلى بلاد الروم ليست بأشرف من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم للكفار واليهود ومع ذلك .. لم يكن ( كل ) من غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغفورا لهم .. ولم تبرأهم غزواتهم من النفاق والظلم .. فقد غزا مع النبي قزمان وكركرة ومتعب بن قشير والجلاس بن سويد وملحم بن جثامة .. فمتعب بن قشير ممن شهد بدرا وبقي الخلاف فيه هل هو من المنافقين أم لا .. فراجعوا ماذكره الحافظ بن حجر في ترجمة متعب بن قشير في الإصابة ..

وأوس بن قيظي شهد أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذي الخويصرة شهد بيعة الرضوان وليست مجرد غزوة .. فالعبرة بالثبات على الفضل .. فكثير من الصحابة الذين شهدوا الغزوات مع النبي إرتدوا عن دينهم وقاتلهم الصديق ابي بكر رضي الله عنه .. فهل يعني بأنه مغفور لهم وهم غزوا مع من هو اشرف من معاوية ويزيد .. اما باقي الأكاذيب لاحاجة لنا بتعقبها .. ولو أردنا تفصيلها لأظهرنا ضعفها لا كالذين ينقلون ويرددون قول الناصبة في الفضائل المكذوبة لبعض الظلمة .. فرضي الله عن الصحابة الأخيار ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن سار بهديهم .. ولعنة الله على الظالمين ..

سلام

التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-22-2007 الساعة 01:44 AM
 
قديم 05-22-2007, 06:44 AM   #7
الحمداني
حال جديد

افتراضي

إذا حتى الروايات التي تأخذها اخذ المسلمات بحق معاوية رضي الله عنه وابنه يزيد ايضا ليست صحيحة

ولعنة الله على الكاذبين :

مثلا قصة الحرة


الأسباب :
بعد فترة من مقتل الحسين أخذ يزيد البيعة لولده معاوية من بعده وجاء وفد من المدينة فأكرمهم يزيد بن معاوية لكنهم قرروا أن يجعلوا حداً لولاية العهد لتألمهم بإنتهاء العهد الراشدي , و هذا هو السبب الحقيقي لثورة أهل المدينة وإبن الزبير . فالثورتين واحدة , ثورة أهل المدينة امتداد طبيعي لمعارضة ابن الزبير التي بدأها في مكة

بداية الخروج
1- خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية وقاموا مع ابن الزبير
2- إدعاء قلة الدين وشرب الخمر وترك الصلاة ونكاح الأمهات والأخوات والبنات ( كان الوثنيين وأهل الجاهلية يتنزهون عن ذلك ) وأشهر هذه التهم هي شرب الخمر
3- حصار بني أمية في المدينة وإخراجهم فكان ذلك من أسباب وقعة الحرة الرئيسي , ذكّرَت أهل الشام بمحاصرة الثوار للخليفة عثمان في المدينة

إنكار العلماء دليل على خطأهم

1- لما جاء ابن عمر إلى عبد الله بن مطيع حينما نزعوا بيعة يزيد قال ابن مطيع : «إطرحو لأبي عبد الرحمان وِسَادَةً». فقال: «إنِّي لم آتِكَ لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَ مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». و لم يذكر شيئاً عن شرب الخمر
2- و ابن عمر كان يتمنى – قبل وفاته – قتال الفئة الباغية، و حين سئل عن الفئة الباغية قال: «ابن الزبير بغى على بني أمية فأخرجهم من ديارهم و نكث عهدهم»
3- أحضر ابن عمر أبناءه وحشمه وحذرهم من نكث بيعة يزيد فـقـال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يـقـول ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله , وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال , وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه )
4- قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه وهو يسترجع ( ستذهب هذه الوقيعة بخيار الناس )
5- لم يشترك فيها سعيد بن المسيب واعتزل .
6- لم يخرج علي بن الحسين – زين العابدين – مع أهل المدينة على يزيد، رغم أنه أقام طويلاً عند يزيد ، و ذلك بعد مقتل والده و أقاربه في كربلاء، و كان يتناول معه الطعام، و مع ذلك لم نجد رواية واحدة عن علي بن الحسين يتّهم فيها يزيد بشرب الخمر.
7- تهمة شرب الخمر هي من زيادات أناس ليس لهم أدنى علاقة أو اطلاع على حالة يزيد , قال ابن كثير في البداية «لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع و أصحابه إلى محمد بن الحنفية. فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، و قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة. قالوا : فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركائه، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم يكن رأيناه فقال لهم أبى اللـه ذلك علـى أهل الشهادة، فقال {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ} و لست من أمركم في شيء. قالوا : فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً و لا متبوعاً. فقالوا : فقد قاتلت مع أبيك. قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه. فقالوا : فمر ابنيك أبا القاسم و القاسم بالقتال معنا. قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال. قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله و لا أرضاه؟ إذاً ما نصحت لله في عباده. قالوا: إذاً نكرهك. قال: إذاً آمر الناس بتقوى الله و لا يرضون المخلوق بسخط الخالق. و خرج إلى مكة» و لا ننسى أن محمد بن الحنفية أخو الحسين بن علي، و قد فجع بقتل إخوته و أقاربه في كربلاء
8- قال أبو جعفر الباقر: «لم يخرج أحد من آل أبى طالب و لا من بني عبد المطلب أيام الحرة». و لمّا قدِم مسلم بن عقبة المدينة، أكرمه و أدنى مجلسه و أعطاه كتاب أمان .
9- هذه زينب بنت أبي سلمة (ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ترى في قتل أحد ولديها بعد ما قاتل أهل الشام على أنه يُخشى عليه من سوء الخاتمة. فهي بذلك لا ترى في خروج أهل المدينة و قتالهم أيّ صفة شرعية. لأنها من أفقه نساء المدينة في عصرها.
10- حتى أن العصامي قال: «و لم يوافق أهل المدينة على هذا الخلع أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ».

رد يزيد

1- بعث يزيد بن معاوية الصحابي النعمان بن بشير وسيطاً لأهل المدينة ليثنيهم عن عزمهم في الخروج على يزيد، و لم تشر المحاورة التي دارت بين النعمان بن بشير و بين أهل المدينة إلى اتهام يزيد بشرب الخمر ( الطبري )
2- و هناك رواية أخرى عند الطبري عن وهب بن جرير حيث لم يتطرق بالذكر لتوجيه يزيد لقائده مسلم بإباحة المدينة ثلاثة أيام، و إنما قال: فانهزم الناس فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل من الناس، فدخلو المدينة و هزم الناس .
3- وهناك رواية ثالثة ذكرها الطبري هي لعوانة بن الحكم ، و تؤكد أن مسلم بن عقبة دعا الناس بقباء إلى البيعة – أي بيعة يزيد – ففعلوا و قتل مسلم المعارضين و المشاغبين منهم فقط ! إذاً رواية وهب بن جرير و عوانة بن الحكم لم تذكر شيئاً عن أمر يزيد لسلم بإباحتها ثلاثاً، إذاً أمر إباحة المدينة ثلاثة أيام قصة مشكوك في وقوعها، و لم يرد شيء على الإطلاق في هذا الصدد عن سبي الذراري و هتك الأعراض
4- إن مسلم بن عقبة إنما عمل كل ما عمل بأهل المدينة عن تديُّن و اعتقاد و ظنٌّ بنفسه أنه على الحق، وأنه يجب مقاتله من خلع يد الطاعة حتى يرجع إلى الجماعة ( وأسرف في قتل العصاة فسموه مسرفا وهنا خطأه لأن الهزيمة كانت كافية )
5- روى المدائنى أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة فلما أخبره بما وقع قال «واقوماه». ثم دعا الضحاك بن قيس الفهري فقال له: «ترى ما لقي أهل المدينة فما الذي يجبرهم»؟ قال: «الطعام و الأعطية». فأمر بحمل الطعام إليهم و أفاض عليهم أعطيته. و قد أوصاه أباه معاوية , قبل موته بأهل الحجاز فقال: «اعرف شرف أهل المدينة و مكة فإنّهم أصلك و عشيرتك».


كذب الشيعة
ولا صحة للرواية الشيعية في تحريض معاوية ليزيد على أهل المدينة
و لو قارنا الرواية الشيعية على لسان أبي مخنف الكذاب،و بين الروايات السنية التي جاءت عن رواة ثقاة مثل:عوانة بن الحكم (ت147هـ) ووهب بن جرير (ت206هـ)لوجدنا تناقضاً واضحاً،حيث لم يرد في رواياتهما ما يشير إلى الاستباحة
ولا صحة للرواية الشيعية في إباحة المدينة للجيش الشامي ثلاثة أيام يفعل فيها ما يشاء وأنه بأنه فرح لما حدث و أنهم سبوا الذرية و انتهكوا الأعراض حتى قيل إن الرجل إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها و أن عدد القتلى بلغ سبعمائة رجل من قريش و الأنصار و مهاجرة العرب و وجوه الناس، و عشرة آلاف من سائر القوم . و قد أنكر شيخ الإسلام ذلك
كان جيش يزيد اثنا عشر ألفا وجيش المدينة ألفين فقتل سبعمائة من جيش المدينة(الثلث) وهذه رواية الإمام مالك (الإصابة)
اخترعوا لعن يزيد وأن الإمام أحمد يرى ذلك وهذه الرواية سندها ضعيف


يقول الشيخ عثمان الخميس :

( فالفسق الذي نسب إلى يزيد في شخصه كشرب الخمر أو ملاعبة قردة كما يقولون أو فحش أو ماشابه ذلك لم يثبت عنه بسند صحيح فهذا لا نصدقه والأصل العدالة)كلام جميل من شيخ جميل .

يقول الشاعر


كل العداوات قد ترجى مودتها
إلا عداوة من عاداك من حسد

فإنها نكتة في القلب ثابتة
وليس يدفعها شيء الى الابد


قال شيخ الاسلام إبن تيمية:
وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعـنـة الله والملائكة والناس أجمعين,

لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. (مجموع الفتاوى ج4 ص487) وهذه هي حقيقة مُعتقد أهل السنة والجماعة




الا لعنة الله على الكاذبين

التعديل الأخير تم بواسطة الحمداني ; 05-22-2007 الساعة 07:21 AM
 
قديم 05-22-2007, 04:09 PM   #8
ابوالبتول(م)
حال نشيط

افتراضي

[color=#4169E1]اخي الحبيب مستر كي وفيت وكفيت في الرد على المنافح عن السكير الزنديق يزيد بن معاويه وكنت اريد ان اسدر بعض اقوال اهل العلم فيه ولكن رجعت الى بعض اوراقي في الارشيف الخاص فوجدت ان الاخ الحمداني لا يستحق الرد فهو سارق الموضوع بالكامل من منتدى الجزيرة توك لشخص يدعىتقي الدين الهلالي ومذيله بإسمه وهذه عادة النواصب
وانتم تعرفون الكثير منهم.
التوقيع :
ياحادي العيس هل تبلغ تحياتي= مع سلامي الى اهلي وساداتي
النازلين بقلبي حيث مانزلوا = والحاضرين وإن غابوا بساحاتي
هم القريب وان بانوا وان بعدوا = وان نأوا صورة فأسمع لماياتي
 
قديم 05-22-2007, 10:14 PM   #9
الحمداني
حال جديد

افتراضي


تعازينا الحارة لمن يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ويذرفون عليه دموع التماسيح

لقد كانت جريمتهم بحق الحسين رضي الله عنه اكبر من جريمة يزيد وهذا هو بيت القصيد

ولنعود لبقية ال البيت رضي الله عنهم وماذا حل بهم على ايدي هؤلاء وهكذا تتهاوى حجج الكذابين

والوضاعين واكذب فرق الاسلام عبر التاريخ والى هذا اليوم .
 
قديم 05-22-2007, 11:33 PM   #10
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمداني
إذا حتى الروايات التي تأخذها اخذ المسلمات بحق معاوية رضي الله عنه وابنه يزيد ايضا ليست صحيحة

قال شيخ الاسلام إبن تيمية:
وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعـنـة الله والملائكة والناس أجمعين,

لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. (مجموع الفتاوى ج4 ص487) وهذه هي حقيقة مُعتقد أهل السنة والجماعة




ماستركي لايأخذ شيئا وكأنه من المسلمات .. فمن عادته أن يخضع كل رواية متنا وسندا للبحث والنقد وفق منهج البحث الحديثي المؤصل .. وليس مثل الذين يعجزون ولا تسعفهم قدراتهم على نقد إسناد لحديث واحد فقط .. فعندما تأتينا بحديث هنا عليك أن تضعه هنا كيفما تشاء .. لكن عليك أن تعلم بأن ماستركي .. يستطيع أن يحضر لك كل طرق الحديث ورواياته وأسانيده في كل كتب الحديث .. ويستطيع بفضل الله أن يشرح حال رجال كل طريق ..

ثم ينظر ماستركي لمتن الحديث ويضعه تحت البحث العقلي والمنطقي ويظهر إستقامة المتن أو تناقضه .. أما أمثالك فهم الذين يعجزون عن ذلك فيأخذون الروايات وكأنها من المسلمات .. أما القول بخصوص الروايات بحق معاوية .. فضع لنا اي رواية شئت .. وسنحضر لك كل طريق لها في كتب الحديث جميعا .. وسنحضر لك رجال كل طريق ونبيّن لأمثالك كل علّة إسنادية أو متنية .. وأمثالك لايستطيع ذلك كما يبدو ..

ولكي نثبت لك بانك تستدل بأدلة تنقلب عليك لا لك .. أنظر إلى عبارة إبن تيمية التي نقلتها إلينا وإقتبسناها من مشاركتك .. وأنظر كيف يجعلها ماستركي حجة عليك وعلى يزيد بن معاوية ليس حجة لك وله فنقول : قال إبن تيمية ( وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أورضي بذلك .. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .. حسنا .. لو وافقناكم على أن يزيد لم يقتل الحسين بيده ولم يباشر قتله .. فهل أعان على قتله ؟؟

إن قلتم لم يعن على قتل الحسين قلنا لكم : لقد كذبتم .. فمن الذي أرسل عمرو بن سعد ؟؟ ومن الذي أرسل شمر بن ذي الجوشن ؟؟ ومن هم الجند الذين قتلوا الحسين أليس جند يزيد ؟؟ إذن وفي أقل الأحوال أن يزيد ( أعان ) على قتل الحسين رضي الله عنه .. فيزيد يلعنه إبن تيمية قبل أن نلعنه نحن .. ويقع يزيد تحت طائلة لعن إبن تيمية ولو من باب المعين على القتل .. فما أكثر العبارات التي تساق على أنها حجة لقائلها فإذا بها تنقلب حجة عليه كما رايت ..

سلام
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دبلوماسيون : مجلس الأمن يصوت خلال أيام على مشروع قرار يطالب صالح بتوقيع المبادرة و يشدد على محاسبة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 10-12-2011 12:28 AM
صنعاء" رسائل من أمير حرب" زنقة"زنقة"؟؟؟؟؟؟؟ حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 04-04-2011 01:09 AM
نجاة أمير قطر من محاولة إنقلاب فاشلة في قطر ابونورا الســقيفه العـامه 1 03-02-2011 11:05 PM
من أعلام بور معالي وزير النفط والمعادن أمير سالم بن علي العيدروس ابوإياد الســقيفه العـامه 4 02-18-2011 01:00 AM
حضرموت" تنصيب الحكم / سليمان بن عبدالله بن علي الشبيبي النهدي حكم لقبيلة يزيد معروف حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 12-20-2010 12:56 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas