المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الإشارة إلى شيء من قوانين وأوزان شعر المدارة .

سقيفة عذب القوافي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-13-2017, 09:44 AM   #1
ملك اليمن
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية ملك اليمن

Lightbulb الإشارة إلى شيء من قوانين وأوزان شعر المدارة .

قرأت بحثا بهذا العنوان، لم يكتب صاحبه اسمه عليه؛ فأحببت أن أرفعه لكم لما فيه من معلومات تتعلق بالشعر الشعبي.

الإشارة إلى شيء من قوانين وأوزان شعر المدارة .

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني بعض الإخوان أن أبيّن معنى (مدارة الشبواني)، وماهي أشهر (أصواتها) الشعرية،

وكرر هذا الأمر، مع أنني لست به ذا خُبْر؛ فلم أجد بداً من أن أذكر ما أظن أنني أعرفه

عن (مدارة الشبواني)، مع ذكر بعض الأصوات التي كانت مطروقة فيها.

وهي لمحة يسيرة، ورؤية سريعة، وإلا فإنها قابلة للتوسع في فصولها وضرب الأمثلة عليها.

وأنتهزها فرصة لدعوة الإخوان هنا لإثراء هذا المبحث، وإعمال يد التصحيح فيه، والزيادة عليه.

فأقول:

أعني بالمدارة هنا؛ مدارة الشبواني(1).

وسميت المدارةُ مدارةً؛ لاستدارة الجمهور وتحلقهم في ساحة المساجلة، حيث يتحلق

الجمهور حول الشعار مكونين دائرة واسعة محيطة بهم، تاركين لهم وسط الحلقة كميدان

للمساجلات. فالمدارة إذاً هي الميدان الذي يتبارى فيه الشعار.

والمدارة هي الساحة التي يُظهر الشاعر فيها مواهبه الشعرية، حين يرتجل الأشعار ذات

الحكم والأمثال، فيحفظها الجمهور ويترنمون بها، وينشدونها لغيرهم، فتُحفَظ تلك الأشعار زمنا قد يطول إلى ما يشاء الله.

وفيها يمجد الشاعر نفسه وقبيلته وحارته (2) ويرفع من شأنها.

وفيها يناقش الشعار أحوال الناس والبلاد.

ويشاركون إخوانهم في البلاد الأخرى وهمومهم.

ويبعثون الرسائل والبرقيات إلى المسؤولين عبر أشعارهم.

وفيها تقام الخصومات وتزال.

وقد كان الشعار يُعَظِّمُون شأن المدارة، ويتفننون في وصفها؛ فمما جاء في وصفها ما قاله الشاعر باحريز:

الجو صافي والمدارة قال بوسالم محك ** والشعر حر ومدارة الشعار ما عليها قفول

وقال أيضاً:

أيش من راعية ما تستلذ بالمغاني ** والمدارة نفيسة سير ياصاحبي سير

وقال عمر بانبوع:

كل من تربى وسطها يصبر على بركانها ** ولا عرفت الأصدقاء اليوم باترجع خصوم

بل كانت المدارة تُشبَّهُ بميدان معركة؛ حيث يقول بوسراجين:

نا باقبل منك وإنته مني الليلة قبل ** ومن سقط في المعركة بالشان عاده بايثور

وقال أيضاً:

طالت المعركة باشد نا عاحصاني ** وفوق حيد النويمة باتحن المناشير

وقال باحريز:

عمري في التسعين لكنّا شبي في المنترة ** والشمس تشرق قال بوسالم وتعقبها الغروب

وقال أيضاً:

خرج ذا فصل والثاني طويل الليل يالسامر ** طرح يدك على المسبت علن بالحرب يازحفان

وتُشبّه أيضاً بالبحر والأمواج والغبة؛ كقول باحريز:

والناس منتظرة بغت مني خبر ما معي خبر ** وإن شي خبر بايجيبه الغواص من قاع البحور

وقول بوسراجين:

قالوا العقال ماشي في جهنم كوز بارد ** في المدارة ألا مواج تلطم تشابه بحر بكين

وقول باحريز:

والمعاني لها بحر وغبة غزيرة ** مثل ذا البحر لي يقولون له رق وغزار

وللشعار عشق للمساجلات الشعرية في مدارة الشبواني؛ يقول الشاعر ناجي بن علي الحاج:

والشعر له معنى وله ياصاحبي عشقة وفن ** وله خبب ومحاذفة كُلِّين يحذف من قداه

والهرج له ميزان والعاقل إذا تكلم وزن ** ون ما وزن إمعاد بايعرف صباحه من مساه

وتُعقد مدارة الشبواني – غالبا (3)– بعد أداء رقصة العدة (4)، وذلك في مناسبات معتادة أو طارئة.

فمن المناسبات المعتادة:

الزيارات الحولية (5)، والأعياد الوطنية

وليس لنا في الإسلام سوى عيدين (الفطر والأضحى).

ومن المناسبات الطارئة:

الزواج، وتولي حاكم جديد، أو ارتزاقه مولوداً.

وتتكون مدارة الشبواني من ثلاث ركائز أساسية:

1- الشعار: شاعران أو أكثر.
2- المغني: وقد يُكْتفى بمغنٍ واحد، وقد يزيد.
3- الملقن.

أولاً: الشعار.

ولهم في ابتداء المساجلة والقصيد قوانين وأعراف، وذلك من حيث:

1-مفتَتِح المساجلة (بأن يكون المبتدئ هو المضيف، أو مقدم الحارة المعقود فيها المساجلة).

2-مَطْلَع القصيدة ومبناها (من حيث؛ البسملة، والحمدلة، والصلاة والسلام على النبي

صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وأصحابه، وإهداء السلامات، والترحيب بالشعار، وبمن

حضر من المسؤولين أو الوجهاء، وبالجمهور، ثم الفصل – وغالبا ما يتضمن الفصل

حكمة -، ثم الدخول في الموضوع المراد التطرق إليه ... ونحو ذلك مما هو متعارف عليه بينهم).

3-وتعارف المتأخرون على أن الشاعر حين انتهاء قصيدته ينادي أحد الشعار باسمه

ليقوم بالجواب، ثم يلقي قصيدته. ولهم في ذلك طرق معروفة.

4-وبعد أن ينتهي الشعار من إلقاء قصائدهم، تتم المساجلة بينهم جميعاً على آخر الأصوات الملقاة.

5-ثم يتنقل بهم المغني من صوت إلى صوت.

6-ثم يختم المساجلة من بدأها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

7- ومن الأمور الملازمة للشعار حملُ العصا داخل مدارة الشبواني، وحين يلقي

الشاعر قصيدته قد يجعل العصا على عاتقه، وقد يشير بها يمنة ويسرة. وهي تضفي هيبة

للشاعر، وتصوره بصورة المحارب.

ثانياً: المغني.

وبه تبتدئ المدارة، ومهمته أن يتغنى بالصوت الذي سيبني عليه الشعار قصائدهم.

فيتغنى بالصوت مرة ومرتين وثلاثا ...، حتى يتهيأ الشاعر، أو يتسنى له أن يبني قصيدته على هذا الصوت.

فللشعر الشعبي – ومنه شعر الشبواني – بحور شعرية، وهو ما يسميه الشعراء

بالأصوات، - ويتجوّز بعضهم فيسميه بالأوزان -. ومن ذلك قول الشاعر بوسراجين بعد

أن حمي الوطيس بين الشاعر ابن عسكر الخلاقي والشاعر باحريز:

غن عالصوت لا تقلبون عاصوت ثاني ** ليلة النور ما فيها مشقة وتعكير

وأصوات - (أو: بحور، أو: أوزان) - الشعر الشعبي كثيرة (6)، ومن أشهر أصوات شعر

مدارة الشبواني (المثمون)، وهو أشهر الأصوات في العقود الأخيرة.

ولا يعرف بالتحديد نشوء هذه الأصوات، ولا واضعها.

إلا أن منها ما يناظر أبحر الفصيح من حيث التفعيلات،. ولعل تأثير بحور الفصيح في

اللهجة الدارجة كان هو مصدر هذه الأصوات الشعبية، فنشأ - عن طريق التذوق

الشعري، والنغم الموسيقي – ما يسمى بالأصوات. وبالتأكيد أنها تطورت على فترات

متباعدة، فالناظر في شعر الشيخ بامخرمة الصوفي يرى أنه طرق (أصواتا) محدودة،

بينما يرى تكاثر أصوات الشعر الشعبي في القرون المتأخرة.

والحاصل أن هذا الموضوع - (أعني بحور الشعر الشعبي عامة، من حيث؛ أعدادها،

وتعريفها، وأسماؤها، ونشأتها، وواضعها، وأول ما وصل منه، ووجه الشبه بينها وبين

بحور الفصيح ... ونحو ذلك) – يحتاج إلى إفراده بالبحث والدراسة (7)، فلعل أحداً من

الباحثين يقشع الضباب عن هذه التساؤلات، ويجمع ما تفرق في كلام الباحثين السابقين،

مع إبراز فحولة الشعر الشعبي الحضرمي.

وسنضرب أمثلة على بعض الأصوات المطروقة في شعر مدارة الشبواني لاحقاً إن شاء الله.

عوداً على بدء ..

ويتصف المغني بأنه ذو صوت جميل وشجي، وقد عُرف من المغنين في الشعر الشعبي

جماعة بحسن الصوت ونداوته، ومن أشهرهم عندنا في غيل باوزير (الخامر)، وهو الذي

قال فيه الشاعر بوسراجين:

يابن الخامر تفضل لقها جودة وغني ** خلنا بارد عودة عاصواتك والتلاحين

ومن أشهر المغنين في مدينة الشحر (سعد بن حيمد)، وهو الذي رثاه الشاعر المحضار بقوله:

من كما سعد يوقف بين الأشناف مشبوح ** من ثناياه ينثر لول صادق ومرجان

لا لتاته ولاخنه ولاصوت مبحوح ** لا سمعته حسبته قرش غالي ورنان

الغناء موهبة للناس ووسام ممنوح ** من جزيل العطايا عالي القدر والشان

ومن مشاهير المغنّين في المكلا أيضا (صالح دحي) و (مبارك باذياب)، وهذا الأخير هو

الذي خاطبه الشاعر ناجي بن علي الحاج بقوله:

غن يامبارك وأنت يالصمصوم لا ياباجبل ** يا ملحن الأصوات ياقارئ وياخاتم معين

فإذا رأى المغني أن الشعار قد تناولوا الموضوع بما يكفي، أو أن الصوت الأول قد أخذ

حظه من الوقت؛ فإنه يفصل بصوت آخر جديدٍ ومختلفٍ عن الأول، ويتغنى به كما فعل أولاً.

وتستمر المساجلة على الصوت الجديد، لتجديد النشاط، وعدم حصول الإملال للشعار

والجمهور على حدٍ سواء، ولتجديد الإبداع في الشعر والحكم والأمثال من قبل الشعار.

وهكذا .. حتى يختم أحد الشعار المساجلة.

وقد يطرقون في مساجلتهم صوتين أو أكثر من أصوات مدارة الشبواني.

ثالثاً: الملقِّن.

من المعلوم أن شعر مدارة الشبواني كان شعرا ارتجاليا في جميعه، ولأجل ذا فإن الشاعر

يحتاج إلى بعض الوقت لبناء بيت من الشعر أو أكثر لينشده، وكذلك الحال بالنسبة للشاعر

المقابل، ففي هذا الوقت الذي يُحتاج إليه لبناء الأبيات يقوم المغني بشغله، وذلك بترديد

آخر الأبيات الملقاة في المدارة مترنماً به ريثما يتمكن الشاعر من تجميع بيت أو أكثر لإنشاده.

وهنا تأتي مهمة (الملقن)، وهو حفظ الأبيات وتلقينها للمغني.

وقد كان الملقن من الموصوفين بالحفظ السريع، وكان محبو الشعر يستنشدون الملقن لكتابة القصائد.

من أصوات مدارة الشبواني:

## من الأصوات ما يسمى بالمثمون، وهو أشهر أصوات مدارة الشبواني.

وفصل هذا الصوت هو: (ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين سعيد باحريز وعمر بانبوع.

باحريز:

ياحاكم الحكام ياسبحان يالفرد الصمد ** يا من لك التسليم وإليك الخلايق يرجعون

ياذا الكرم يامن عليك العين وعليك العمد ** والإنس والجن كلهم عاربهم يتوكلون

ومن يعز الله ورسوله وله في الخير يد ** يكثر من الصلوات من ذكر النبي لا تغفلون

النافع الشافع محمد لي تعنّى واجتهد ** وَأدَّى الأمانة وانشر الدعوة وهم يتنكرون

سلام عالضوء الجديد والشهر لي شوَّع ومد ** والجيل هذا زينة الأموال وحياة البنون

ذا فصل والثاني الدخون لا ما نفع ما ضر حد ** ومن باع قسمه في الحطب لا يبيع قسمه في الدخون

وشو عاده ألَّا بانت الخيطين لأبيض والسود ** وجات في صلاح المغني والذي بايقصدون

تمت مقاصيدي وزال الهم مني والنكد ** وشعرت بالراحة وشفت العافية بعد السكون

هذا علي ناصر وياشاهد على هرجي شهد ** ذلحين باسوّس وبلقي حصن ما بين الحصون

عمر بانبوع:

با سين بسم الله يارحمن يالفرد الصمد ** ياعالم الكاين ولي قد كان واللي بايكون

يامالك الأملاك يامول المواهب والمدد ** ياصاحب المدات والحركة بيدك والسكون

صلوا على احمد ما ركع راكع وما ساجد سجد ** من لا يصلي عا محمد ياغبونه بالغبون

والآل والأصحاب أهل الصبر وصحاب الجلد ** لي جاهدوا الكفرة بحد السيف بكوهم شنون

سلام لك يايوم فيك الشعب بالسعد استعد ** يايوم لاستقلال عز المال وحياة البنون

آنست ياناصر محمد ياأسد يابن الأسد ** آنست يالذيب الصمع ياوعل منصوب القرون

[آنستمونا أنت ورفاقك مصابيح البلد ** إخوانكم فرحوا بكم بوصولكم يستبشرون]

باحريز:

أتى الفرج وتبدلت أحوالنا والعزم جد ** ومن باينوّل يطلع ألا في وسيعات الخنون

قفل وشل القفل يالتالي على رغم الحسد ** هيا عسى الشعار يرمون الهدف لا يفشلون

وما طلعته الأرض بايكفي الشيابة والولد ** والدخل من زايد ومعنا المان زايد والسكون

مانا عصرت أذني لبن شملان لي قمر بن سند ** لله دره لي رطس بالوعل منصوب القرون

لي شلوا اللمشة من ايده معاد ينفعه المهد ** ومن نقف اعيونه فيين اليوم بايلحق عيون

عمر بانبوع:

ياثورة اكتوبر رفعتي شاننا بعد النكد ** واهل الدناءة والحسد باقي علينا يحسدون

***
ذا فصل والثاني معي ميزان معدول الكفف ** نوزن به المخلوق بالقيراط نوزن والقفال

قالوا لنا إنته فتنت أهل السويري والغرف ** ولقيتهم قسمين كل واحد لقى بيس الفعال

قالوا لنا إنته تعلمت البناء من غير كف ** وخرجت عفريت الرقق لي في الرقق ساكن وحال

باحريز:

من طوّل اذراعه على صاحبه بايعطيه كف ** ومن قال لك من قال قل له بوفرج بحريز قال

دخلوا لي الغبة ولا جابو من الغبة صدف ** يابوي نا ياقطب قلبي يابدالي بالبدال

بانبوع:

رجال يضرب صوب ونته تقول له ضربك طفف ** شحطّهم ياسعيد لمّا جبتها وسط التفال

باحريز:

من لا حضر عالتمر يعطونه العيَم ولاّ الحشف ** الحاد له لي ما طعم نخل السقاطر والبقال

بانبوع:

الزقر عاده خيب ونته باتحمّله الكلف ** بخيل عالبُصرة وباتحمل طويلات الدقال

باحريز:

من قال يحبها وكورها عليه العقل خف ** ومن قال مال الناس مالي ما لقى له راس مال

البحر يتبلّد وبحر الآدمي ماله طرف ** يلقي قصص ما حد تلقيها يزعزع بالجبال

بانبوع:

دخّلك بيده قمت باتخرجه من عرض الخلف ** شف ما يلقّي هكذا ألا خبيثين العمال

كل من لقى لك لق له والبر ياصاحب سلف ** ون تسقط السترة يسقطين القواسم والقبال

باحريز:

الله يدوم الجبر ويدوم المروة والشرف ** ومن لا حسب للتالية يصبر على قيل وقال

## ومن الأصوات أيضاً ما يسمى بالمربوع.

وفصل هذا الصوت هو (ذا خرج فصل والثاني).

وهو من أصوات الزامل أيضاً.

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشعار باحريز والمعلم وفيصل النعيري:

باحريز:

ذا خرج فصل والثاني سرع يالمغني ** والمزامير في راسي مية والف مزمار

أيش لك في خريف الناس ياذا المصلي ** رد نفسك رجع خل اللعب والتمسخار

المعلم:

ذا الكلام السوا ياباحريز المسلي ** والصنابيق بايمشين في البحر سنيار

يامسلم تسلم يامودي تودي ** باتكلم وبادق للعدو ألف مسمار

باحريز:

نا بغيتك تحط البار وتحل عندي ** وكل من حب حد بايطرح البار عالبار

المعلم:

لو تبانا نحل عندك وجنبك بجنبي ** كان ما لقيت لي ياسعيد جملة تعتوار

ما معي ريح عاد الريح بحري وبري ** السوت أيش يقطبها بلا غير منشار

والسرج ما انطفت والبحر يخلي ويملي ** والتفخار ماشي فايدة في التفخار

سكن في الحصن ما واحد في الحصن إنسي ** ربي يارب تفرفرهم من الحصن فرفار

فيصل:

باقي الصدق يالشعار والكذب يتلي ** والوفاء والشهامة شيمة الناس لخيار

باحريز:

يشهد الله ياذا صدق والصدق يحكي ** والجمالات مطروحة والاكياس طيار

المعلم:

يامحافظ سمع فيصل يكسر ويرمي ** كلنا بانجي حقبة على عز ومقدار

باحريز:

نحمد الله لا شكوى ولا عين تبكي ** العشيرة خوة والدار ياحبيّب الدار

فيصل:

نحنا للخير لا ياسعيد كلين يدري ** طيلة الدهر مانحنا من الناس لشرار

المعلم:

كلنا بانقع معكم وبالحال نفدي ** من بغى شبر في ذي الأرض يادماره بالدمار

باحريز:

نا من الناس شوفونــا وشو الناس مني ** نعل بوها حياة لا ما لها عز ومقدار

نفسي ألا تزم شفنا على عيال مقدي ** الدويلة معي والقبس بايطلع النار

اكبروا كلكم على ذا الجراد المعلي ** بوفرج يقبض المطرب ونا بفقع الطار

فيصل:

للوديعة وصل ونصب خيامه ويبني ** ماحسب عاد معنا جيش والشعب جبار

المعلم:

لي وصل للوديعة عاده يشكي ويبكي ** يوم جيش العرمرم بايفرفره فرفار

باحريز:

كل من قال باسوي وبفعل وبلقي ** ما لقى معنقة وإن قد لقت كذب وبوار

بنْلقي له مداره شرح قطني وحجري ** وإن سكر عادهم معنا في الدار سكار

فيصل:

يارفاق النضال الشعب جيد ويعطي ** كل جهده وروحه للوليد الذي سار

باحريز:

مفتي الأربعة نحنا معك بانصلي ** لا تيممت بانتبعك من اكبار وصغار

في الفتن فايدة والموت من عند ربي ** بانحن عالوطن والله يقدر ويختار

فيصل:

كم إمام مضى قبلي ويأتون بعدي ** بايسيرون في نفس الطريق أهلها الدار

باحريز:

من هم قال بومحفوظ لانشدت قلبي ** ما عطانا خبر الله كبر عاهل بازار

كل شرّير بايلحق مية والف شري ** والضيافة بغت فلفل وبسباسها حار

فيصل:

فكرنا قد دخل في كل مصنع وحقلِ ** وانجلى الشوش لي قد كان للحق ستار


وهناك أصوات لا أعلم مسمّياتها الشعبية المتعارف عليها:

## فمن هذه الأصوات ما فصله: (خرج ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين طارق النعيري وسعيد باحريز:

طارق النعيري:

ودلوك لي سقط في البير سقط ولعاد بايطلع ** ونحن زهرة الدنيا وأولها وتاليها

باحريز:

وذاك الدلو لي قلتوا سقط في البير بايطلع ** وعادك باتشل وحدة ووحدة باتخليها

ووحدة قال بو سالم خير من عشر ما تنفع ** وزنها يابن الصوري وفكر في معانيها

وللأيام سكرتها تبت وتقول لك برجع ** كما اللي يخرج الكلمة ويرجع مايوفيها

ومن غراك لاتغتر ومن طمعك لاتطمع ** ولا شفت السماء سودة تعوذ من مناشيها

ونا ما بخرج الزامل بلا سكين نتبرع ** وكل رقبة طويلة رأس لها آفه تواطيها

صبربايجي لها فارع من الشارع وبايفرع ** وكل من سرح النشره بيده بايضويها

بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع ** ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها

ولاعزمت السفر خاير إذا ما بان لك مطلع ** إذا طرحت سفينة نوح حمل ما معك فيها

إذا سرحك بانافع بشر ياهاجسي واقطع ** طبينك فاتح الخزنة ملانة أيش يخليها

فرشنا الطاقة الحمراء وهيا من شعق يدرع ** ودار السعد ما تسقط وتأتي فوق كاريها

وياطارق طرق واسرع وشل السيف والمخلع ** وصبح رأسها خله وخل كل عين تبكيها

ومن فروع هذا الصوت ما يسمّى بالخابة:

ومنها مساجلة بين الشاعرين الحباني وباحريز:

الحباني:

ولا يابن دحي طالت لساني ** وده الحارة عليها القلب مقطوب

وقولي يسمعه حاسد وشاني ** إذا جبته لقوا له نخل وعلوب

باحريز:

وياباخميس شفنا بن يماني ** ولا برصن غنم في حبل مقطوب

معانا مسألة وكلام ثاني ** ولكنّ العرب في الشيخ يعقوب (10)

ومنها قول الشاعر أحمد محمد بكير:

عبيد المنع كلم خوك جمعان ** لأنك تعرف اكلام الشيابة

بغينا قامزي جبتوا مريكان ** نبا بطيخ جبتوا لي كزابة

## ومنها ما فصله: (فصل والثاني)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين ناجي بن علي الحاج وباحريز:

ناجي:

فصل والثاني بطينا من مغاني بوعمر ** لو بخيره الصبر ما صبرنا من المغنى زمان

بوعمر ما نسيت جوده حن عنده وانكسر ** حقه المقدم ولا بغى يافلان اتبع فلان

وإن قعت غلطة وحد شاف الحجر دق الحجر ** ذا سببه السمن لي خبّوه وسط المرطبان

باحريز:

من برز بك لا يغرك لا تبا مني خبر ** السرق سرقوا العماني لي تجيبه من عمان

ناجي:

نا سمع ونشوف شوف المبعدة ما بي عور ** كننا نتبع زماني لأجل يتبعنا الزمان

ذا يماني ذا يساري وأنت سمعي والبصر ** يوم مالي عذر بصبر عايساري واليمان

ما يهوّن في صحابه ما يدفرها الستر ** كل من يعرف مكانه خير له من كل مكان

باحريز:

وينها ذيك المطالع لي تبشر بالمطر ** والمحبة ما نباها لي من أطراف اللسان

ناجي:

نا معك كاه قع معانا لا تصوّر بي صور ** ساير الجاويد واصبر واتبع الناس الزيان

عاحصاة الساس حملوا بالمخالع والزبر ** الله اعلم شي ضرورة أو لهم حاجة وشان

أو بغوا باسمح ينقف من مكان آل باعمر ** بعد ما تعنّى وقد جاب المحروي والكلان

باحريز:

ما قريتوا في تبارك ما قريتوا في السور ** أذّن المغرب وراكم ما تسمعون الأذان

ناجي:

ياحلا ليلة وزانت عندنا بحراً وبر ** سعيد بانسمه حالك لا بطى حالك ملان

النصع صابوه ليهم يعرفوا ضرب العكر ** خربوا مبنى الفشل لي قام عَ ثلاثة ركان

والحنش هي والعقارب قربهن كله خطر ** حد يئمّن (9) عقربة ولاّ حنش وسط الدفان

باحريز:

من معه ليحان يبني ومن معه ألاّ عشر ** لعاد يشكي من زمانه أيش لقّى به الزمان

والحنش ودّتك يعقوب (10) يابك ألاّ باعمر ** والقشاشة عاد بوها لي على راس الكلان

وين نا ما اليوم تاير قد معي عشرين كر ** بدكي ألاّ عا يساري قال شاعر واليمان

ناجي:

يالحمول الزين جنب من ركيكات النشر ** واطلع ألاّ وسط موتر في المخافة والأمان

معاد باضايقك يكفي قد عبر ما قد عبر ** إن معك كورة قبلته وإن معك داود خان

باحريز:

السواعي عادها ألاّ باتجي حق بلحمر ** من معه شي نول ولاّ ياهوانه بالهوان

ناجي:

يالوعول المربعية ياجليلات العِيَر ** سرّوا المغنى وخلّوا روسنا بالزبرقان

باحريز:

صاحب القنبوس سالي لي ينسنس عالوتر ** وياحصاة ما ذه مكانش دوّري لش عامكان

ناجي:

معاد بانطوّل ويكفي قد مليناها العبر ** من قصر ما حضر سمرنا ياجنانه بالجنان

واختم السمرة بطه هي وياجميع السور ** رب صلّح شاننا لا يامصلّح كل شان

## ومنها ما فصله: (هذا خرج فصل والثاني)

ومما قيل على هذا الصوت القصيدة المشهورة للشاعر سعيد بن حيمد، والتي مطلعها:

هذا خرج فصل والثاني من المغمرة ** ونعمك الهند لي ربت عيال الهنود

لي في الطبق انكشف لي في الطبق مجهرة ** لي في الطبق قد فتن عربان كانوا سدود

ولعاد حد ناس لي هي تنكر المنكرة ** باعوا الكفف والسلاسل باقي ألا العمود

كله السبب من عجوز ابليس إِلساحرة ** خلت ولدها مبارك قام هد في عبود

وأهل السبب نكتوا الساني وقطبوها السرة ** وخلوا الثور والساني سقط في المقود

وهدموا (الحصن) خلونا نحل بالكرة ** هذي فضيحة وخلق الله عليها شهود

وجحّبوا الساعية شفها على الكاسرة ** في السَّيْف عيدانها فرّن على عود عود

كانت قلوب العرب من سمح متجابرة ** واليوم ظهرت مصايب حرّقت بالكبود

ما شي على الناس شر ذلاّ سحب عابرة ** بعد الزِّيَب والعواصف باتهب الندود

راسي غلب ما رضى بالهون والقاصرة ** عالعز حتى مسي ملحود بطن اللحود

## ومنها ما فصله: (ذا فصل والفصل لآخر)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين بوسراجين وناجي بن علي الحاج.

ناجي:

ذا فصل والفصل لآخر قدها مع الناس قاله ** لا ترد عما سمعته لمان تعرف معانيه

واترك سباق الحوادث لمّا تجيك الرسالة ** رتّب وجمّل حسابك واحذر عمّا تلاقيه

الصبر والعقل حكمة ومن شروط الرجالة ** والطيش هو والتسرع شيطان الله يخزيه

بو سراجين:

الزقر يشكي ويبكي خالته ياخس خاله ** لقت لهم شغل ماكن ذا شغل محد يلقيه

ناجي:

الزقر زاكي وعاقل وزين عاكل حاله ** عاديتو الزين شوكم والزين محّد يعاديه

بوسراجين:

صاحبك مافيه قدرة صاحبك مافيه آلة ** طاول بعود المدنّق من قبل شي نار تلفيه

لو هو من أهل الشطارة ولاّ من أهل الفوالة ** إن كان عوده المعوّي جاب المعلم يساويه

ناجي:

لا حد يلوم الهضيبي (8) في البحر لا طوى حباله ** مريض كم له يعاني يكفيه ياشيخ لي فيه

دخل من الشمس لا الظل قلتو فزع من ظلاله ** بقي في الشمس دحّل والدار خربت مبانيه

بوسراجين:

الدار باقي مكانه أسهمه هي ياقباله ** محمود باقي بأهله صاحبك ذلاّ فسح فيه

ليته صبر طين ساعة ليته لقاها جماله ** أما المرض له مداوي كل من مرض بانداويه

ناجي:

بوسبع من خوه لا سكن جاه البلا من عياله ** ونهار حلقه ينقض ما جاه مخلوق يسقيه

قد علمته التجارب يفدي بحاله وماله ** والطبع هوذاك فيهم من فيه شي ما يخليه

بوسراجين:

لي ما يروم المعزة دوبه بغى ألا الرذالة ** لا تحسبونه معانا خلّة يجلس بما فيه

ناجي:

بغيت باحك صفرك والوعد لما تبالة ** راسك لا قد رفعته معنا عول باتوطيه

بوسراجين:

ناجي وقف عند حدك خلّي الخوق والهبالة ** صاحبك رجال عاصي دع له عسى الله يهديه

ناجي:

ياشيخ لي نفس عِنْفة نا ما رضي بالفساله ** الحدب كيره بيدي نرشنه شفنا ونطفيه

بوسراجين:

ناحيد رازي ونايف مايهمنا باسهاله ** والشر هو رأس مالي سُرّحه شفنا وضويه

وهناك أصوات أخرى؛ تُعرف بمطالعة دوواين الشعراء الشعبيين الحضرميين، ككتاب

(باحريز .. فارس المدارة)، وكتاب (أحمد محمد بكير .. شاعر المكلا)، وكتاب (من

الشعر الشعبي) للراوية محمد عبدالرحمن الباني وغير ذلك.

هذا ما أحببت الإشارة إليه مما يخص مدارة الشبواني وأصواتها، والمجال مفسوح لنقده

لتهذيبه وترتيبه، وتصحيحه وتصويبه، وتوسيعه وتقريبه ..

(1) اختلف الباحثون في ضبط اسم هذا النوع من الأدب الشعبي، وأصل تسميته؛ فمن

قائل بأنها (شُوَّاني)، ومن قائل بأنها (شبواني).

وقد كُتِبَ فيها شيء من البحوث والنقاشات. ولعل شاعرنا (بن احمد) يتحفنا بما كُتب فيها،

ويستجلي لنا تفاصيل هذا الخلاف. لا سيما وأن من أطراف هذا الخلاف الأستاذ الباحث

في الشعر الشعبي رياض باشراحيل. وممن كتب في هذا الموضوع الأستاذ الأديب

المؤرخ عبدالله صالح حداد.

(2) ومن جميل ما مدح به الشاعر باحريز حارته هذه الأبيات المتفرقات:

سلام عاحافة إذا ونّيت قالت أيش بك ** وإن قد ضرب راسك تبيت تحت راسك ما تنام

حافة إذا ما رضيت بالفضة رضتنا بالذهب ** وإن ما بغيت الغزل درعت لي من الطاقة حرير

سلام عاحافة ملانة رجل وملانة زوَن ** المنتهى قدها في الدنيا وقرة كل عين

وسلام عاحافة إذا حبتك تسقيك اللبن ** وإذا نوت مزقلك زقلت بك وقالت: من تكون ؟!!

سلام عاحافة سقتنا السمن وسقتنا العسل ** من عادنا ألاّ خيب لا نحبي ولا نقدر نسير

سلام عاحافة إذا مافيك دم تعطيك دم ** وتركب الواير وتصلح به مكايين الخراب

(3)وإنما قلنا (غالبا)، لأن منها ما يُعْقَد في البيوت أو الجلسات الخاصة، وذلك

لأسباب؛ كقدوم مسافر ذي صلة بأحد الشعار، أو سفر شخصية مقربة، أو عقد صلح بين

الشعار المتخاصمين، أو جلسة صفاء وسمر، أو نحو ذلك.

(4)انظر (رقصة العدة) للأستاذ الباحث عبدالله صالح حداد.

(5)وهي زيارات بدعية مما كان سائداً في ذلك الوقت، وقد اندثر أكثرها ولله الحمد.

(6)ينظر كتاب (الميزان) للأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف.

(7)للأستاذ عباس محمد باشكيل دراسة بعنوان (موسيقى الشعر الشعبي العامي في

حضرموت)، نشره على أربع حلقات في مجلة الفكر الصادرة عن جمعية أصدقاء المؤرخ

سعيد عوض باوزير الثقافية، ابتداء من العدد 31.

(8)أو: العضيبي. يحتملها السماع.

(9)يئمن = يُؤمِّن، أي: يجعل له أماناً.

(10)يعقوب: أشهر مقبرة في المكلا.

وأعذروني على الإطالة .....!!



( منقول )
التوقيع :
@@@ ذئ يزن @@@

التعديل الأخير تم بواسطة ملك اليمن ; 10-13-2017 الساعة 04:17 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-14-2017, 07:25 PM   #2
صقر الوديان
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية صقر الوديان

Thumbs up

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك اليمن [ مشاهدة المشاركة ]
قرأت بحثا بهذا العنوان، لم يكتب صاحبه اسمه عليه؛ فأحببت أن أرفعه لكم لما فيه من معلومات تتعلق بالشعر الشعبي.

الإشارة إلى شيء من قوانين وأوزان شعر المدارة .

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني بعض الإخوان أن أبيّن معنى (مدارة الشبواني)، وماهي أشهر (أصواتها) الشعرية،

وكرر هذا الأمر، مع أنني لست به ذا خُبْر؛ فلم أجد بداً من أن أذكر ما أظن أنني أعرفه

عن (مدارة الشبواني)، مع ذكر بعض الأصوات التي كانت مطروقة فيها.

وهي لمحة يسيرة، ورؤية سريعة، وإلا فإنها قابلة للتوسع في فصولها وضرب الأمثلة عليها.

وأنتهزها فرصة لدعوة الإخوان هنا لإثراء هذا المبحث، وإعمال يد التصحيح فيه، والزيادة عليه.

فأقول:

أعني بالمدارة هنا؛ مدارة الشبواني(1).

وسميت المدارةُ مدارةً؛ لاستدارة الجمهور وتحلقهم في ساحة المساجلة، حيث يتحلق

الجمهور حول الشعار مكونين دائرة واسعة محيطة بهم، تاركين لهم وسط الحلقة كميدان

للمساجلات. فالمدارة إذاً هي الميدان الذي يتبارى فيه الشعار.

والمدارة هي الساحة التي يُظهر الشاعر فيها مواهبه الشعرية، حين يرتجل الأشعار ذات

الحكم والأمثال، فيحفظها الجمهور ويترنمون بها، وينشدونها لغيرهم، فتُحفَظ تلك الأشعار زمنا قد يطول إلى ما يشاء الله.

وفيها يمجد الشاعر نفسه وقبيلته وحارته (2) ويرفع من شأنها.

وفيها يناقش الشعار أحوال الناس والبلاد.

ويشاركون إخوانهم في البلاد الأخرى وهمومهم.

ويبعثون الرسائل والبرقيات إلى المسؤولين عبر أشعارهم.

وفيها تقام الخصومات وتزال.

وقد كان الشعار يُعَظِّمُون شأن المدارة، ويتفننون في وصفها؛ فمما جاء في وصفها ما قاله الشاعر باحريز:

الجو صافي والمدارة قال بوسالم محك ** والشعر حر ومدارة الشعار ما عليها قفول

وقال أيضاً:

أيش من راعية ما تستلذ بالمغاني ** والمدارة نفيسة سير ياصاحبي سير

وقال عمر بانبوع:

كل من تربى وسطها يصبر على بركانها ** ولا عرفت الأصدقاء اليوم باترجع خصوم

بل كانت المدارة تُشبَّهُ بميدان معركة؛ حيث يقول بوسراجين:

نا باقبل منك وإنته مني الليلة قبل ** ومن سقط في المعركة بالشان عاده بايثور

وقال أيضاً:

طالت المعركة باشد نا عاحصاني ** وفوق حيد النويمة باتحن المناشير

وقال باحريز:

عمري في التسعين لكنّا شبي في المنترة ** والشمس تشرق قال بوسالم وتعقبها الغروب

وقال أيضاً:

خرج ذا فصل والثاني طويل الليل يالسامر ** طرح يدك على المسبت علن بالحرب يازحفان

وتُشبّه أيضاً بالبحر والأمواج والغبة؛ كقول باحريز:

والناس منتظرة بغت مني خبر ما معي خبر ** وإن شي خبر بايجيبه الغواص من قاع البحور

وقول بوسراجين:

قالوا العقال ماشي في جهنم كوز بارد ** في المدارة ألا مواج تلطم تشابه بحر بكين

وقول باحريز:

والمعاني لها بحر وغبة غزيرة ** مثل ذا البحر لي يقولون له رق وغزار

وللشعار عشق للمساجلات الشعرية في مدارة الشبواني؛ يقول الشاعر ناجي بن علي الحاج:

والشعر له معنى وله ياصاحبي عشقة وفن ** وله خبب ومحاذفة كُلِّين يحذف من قداه

والهرج له ميزان والعاقل إذا تكلم وزن ** ون ما وزن إمعاد بايعرف صباحه من مساه

وتُعقد مدارة الشبواني – غالبا (3)– بعد أداء رقصة العدة (4)، وذلك في مناسبات معتادة أو طارئة.

فمن المناسبات المعتادة:

الزيارات الحولية (5)، والأعياد الوطنية

وليس لنا في الإسلام سوى عيدين (الفطر والأضحى).

ومن المناسبات الطارئة:

الزواج، وتولي حاكم جديد، أو ارتزاقه مولوداً.

وتتكون مدارة الشبواني من ثلاث ركائز أساسية:

1- الشعار: شاعران أو أكثر.
2- المغني: وقد يُكْتفى بمغنٍ واحد، وقد يزيد.
3- الملقن.

أولاً: الشعار.

ولهم في ابتداء المساجلة والقصيد قوانين وأعراف، وذلك من حيث:

1-مفتَتِح المساجلة (بأن يكون المبتدئ هو المضيف، أو مقدم الحارة المعقود فيها المساجلة).

2-مَطْلَع القصيدة ومبناها (من حيث؛ البسملة، والحمدلة، والصلاة والسلام على النبي

صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وأصحابه، وإهداء السلامات، والترحيب بالشعار، وبمن

حضر من المسؤولين أو الوجهاء، وبالجمهور، ثم الفصل – وغالبا ما يتضمن الفصل

حكمة -، ثم الدخول في الموضوع المراد التطرق إليه ... ونحو ذلك مما هو متعارف عليه بينهم).

3-وتعارف المتأخرون على أن الشاعر حين انتهاء قصيدته ينادي أحد الشعار باسمه

ليقوم بالجواب، ثم يلقي قصيدته. ولهم في ذلك طرق معروفة.

4-وبعد أن ينتهي الشعار من إلقاء قصائدهم، تتم المساجلة بينهم جميعاً على آخر الأصوات الملقاة.

5-ثم يتنقل بهم المغني من صوت إلى صوت.

6-ثم يختم المساجلة من بدأها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

7- ومن الأمور الملازمة للشعار حملُ العصا داخل مدارة الشبواني، وحين يلقي

الشاعر قصيدته قد يجعل العصا على عاتقه، وقد يشير بها يمنة ويسرة. وهي تضفي هيبة

للشاعر، وتصوره بصورة المحارب.

ثانياً: المغني.

وبه تبتدئ المدارة، ومهمته أن يتغنى بالصوت الذي سيبني عليه الشعار قصائدهم.

فيتغنى بالصوت مرة ومرتين وثلاثا ...، حتى يتهيأ الشاعر، أو يتسنى له أن يبني قصيدته على هذا الصوت.

فللشعر الشعبي – ومنه شعر الشبواني – بحور شعرية، وهو ما يسميه الشعراء

بالأصوات، - ويتجوّز بعضهم فيسميه بالأوزان -. ومن ذلك قول الشاعر بوسراجين بعد

أن حمي الوطيس بين الشاعر ابن عسكر الخلاقي والشاعر باحريز:

غن عالصوت لا تقلبون عاصوت ثاني ** ليلة النور ما فيها مشقة وتعكير

وأصوات - (أو: بحور، أو: أوزان) - الشعر الشعبي كثيرة (6)، ومن أشهر أصوات شعر

مدارة الشبواني (المثمون)، وهو أشهر الأصوات في العقود الأخيرة.

ولا يعرف بالتحديد نشوء هذه الأصوات، ولا واضعها.

إلا أن منها ما يناظر أبحر الفصيح من حيث التفعيلات،. ولعل تأثير بحور الفصيح في

اللهجة الدارجة كان هو مصدر هذه الأصوات الشعبية، فنشأ - عن طريق التذوق

الشعري، والنغم الموسيقي – ما يسمى بالأصوات. وبالتأكيد أنها تطورت على فترات

متباعدة، فالناظر في شعر الشيخ بامخرمة الصوفي يرى أنه طرق (أصواتا) محدودة،

بينما يرى تكاثر أصوات الشعر الشعبي في القرون المتأخرة.

والحاصل أن هذا الموضوع - (أعني بحور الشعر الشعبي عامة، من حيث؛ أعدادها،

وتعريفها، وأسماؤها، ونشأتها، وواضعها، وأول ما وصل منه، ووجه الشبه بينها وبين

بحور الفصيح ... ونحو ذلك) – يحتاج إلى إفراده بالبحث والدراسة (7)، فلعل أحداً من

الباحثين يقشع الضباب عن هذه التساؤلات، ويجمع ما تفرق في كلام الباحثين السابقين،

مع إبراز فحولة الشعر الشعبي الحضرمي.

وسنضرب أمثلة على بعض الأصوات المطروقة في شعر مدارة الشبواني لاحقاً إن شاء الله.

عوداً على بدء ..

ويتصف المغني بأنه ذو صوت جميل وشجي، وقد عُرف من المغنين في الشعر الشعبي

جماعة بحسن الصوت ونداوته، ومن أشهرهم عندنا في غيل باوزير (الخامر)، وهو الذي

قال فيه الشاعر بوسراجين:

يابن الخامر تفضل لقها جودة وغني ** خلنا بارد عودة عاصواتك والتلاحين

ومن أشهر المغنين في مدينة الشحر (سعد بن حيمد)، وهو الذي رثاه الشاعر المحضار بقوله:

من كما سعد يوقف بين الأشناف مشبوح ** من ثناياه ينثر لول صادق ومرجان

لا لتاته ولاخنه ولاصوت مبحوح ** لا سمعته حسبته قرش غالي ورنان

الغناء موهبة للناس ووسام ممنوح ** من جزيل العطايا عالي القدر والشان

ومن مشاهير المغنّين في المكلا أيضا (صالح دحي) و (مبارك باذياب)، وهذا الأخير هو

الذي خاطبه الشاعر ناجي بن علي الحاج بقوله:

غن يامبارك وأنت يالصمصوم لا ياباجبل ** يا ملحن الأصوات ياقارئ وياخاتم معين

فإذا رأى المغني أن الشعار قد تناولوا الموضوع بما يكفي، أو أن الصوت الأول قد أخذ

حظه من الوقت؛ فإنه يفصل بصوت آخر جديدٍ ومختلفٍ عن الأول، ويتغنى به كما فعل أولاً.

وتستمر المساجلة على الصوت الجديد، لتجديد النشاط، وعدم حصول الإملال للشعار

والجمهور على حدٍ سواء، ولتجديد الإبداع في الشعر والحكم والأمثال من قبل الشعار.

وهكذا .. حتى يختم أحد الشعار المساجلة.

وقد يطرقون في مساجلتهم صوتين أو أكثر من أصوات مدارة الشبواني.

ثالثاً: الملقِّن.

من المعلوم أن شعر مدارة الشبواني كان شعرا ارتجاليا في جميعه، ولأجل ذا فإن الشاعر

يحتاج إلى بعض الوقت لبناء بيت من الشعر أو أكثر لينشده، وكذلك الحال بالنسبة للشاعر

المقابل، ففي هذا الوقت الذي يُحتاج إليه لبناء الأبيات يقوم المغني بشغله، وذلك بترديد

آخر الأبيات الملقاة في المدارة مترنماً به ريثما يتمكن الشاعر من تجميع بيت أو أكثر لإنشاده.

وهنا تأتي مهمة (الملقن)، وهو حفظ الأبيات وتلقينها للمغني.

وقد كان الملقن من الموصوفين بالحفظ السريع، وكان محبو الشعر يستنشدون الملقن لكتابة القصائد.

من أصوات مدارة الشبواني:

## من الأصوات ما يسمى بالمثمون، وهو أشهر أصوات مدارة الشبواني.

وفصل هذا الصوت هو: (ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين سعيد باحريز وعمر بانبوع.

باحريز:

ياحاكم الحكام ياسبحان يالفرد الصمد ** يا من لك التسليم وإليك الخلايق يرجعون

ياذا الكرم يامن عليك العين وعليك العمد ** والإنس والجن كلهم عاربهم يتوكلون

ومن يعز الله ورسوله وله في الخير يد ** يكثر من الصلوات من ذكر النبي لا تغفلون

النافع الشافع محمد لي تعنّى واجتهد ** وَأدَّى الأمانة وانشر الدعوة وهم يتنكرون

سلام عالضوء الجديد والشهر لي شوَّع ومد ** والجيل هذا زينة الأموال وحياة البنون

ذا فصل والثاني الدخون لا ما نفع ما ضر حد ** ومن باع قسمه في الحطب لا يبيع قسمه في الدخون

وشو عاده ألَّا بانت الخيطين لأبيض والسود ** وجات في صلاح المغني والذي بايقصدون

تمت مقاصيدي وزال الهم مني والنكد ** وشعرت بالراحة وشفت العافية بعد السكون

هذا علي ناصر وياشاهد على هرجي شهد ** ذلحين باسوّس وبلقي حصن ما بين الحصون

عمر بانبوع:

با سين بسم الله يارحمن يالفرد الصمد ** ياعالم الكاين ولي قد كان واللي بايكون

يامالك الأملاك يامول المواهب والمدد ** ياصاحب المدات والحركة بيدك والسكون

صلوا على احمد ما ركع راكع وما ساجد سجد ** من لا يصلي عا محمد ياغبونه بالغبون

والآل والأصحاب أهل الصبر وصحاب الجلد ** لي جاهدوا الكفرة بحد السيف بكوهم شنون

سلام لك يايوم فيك الشعب بالسعد استعد ** يايوم لاستقلال عز المال وحياة البنون

آنست ياناصر محمد ياأسد يابن الأسد ** آنست يالذيب الصمع ياوعل منصوب القرون

[آنستمونا أنت ورفاقك مصابيح البلد ** إخوانكم فرحوا بكم بوصولكم يستبشرون]

باحريز:

أتى الفرج وتبدلت أحوالنا والعزم جد ** ومن باينوّل يطلع ألا في وسيعات الخنون

قفل وشل القفل يالتالي على رغم الحسد ** هيا عسى الشعار يرمون الهدف لا يفشلون

وما طلعته الأرض بايكفي الشيابة والولد ** والدخل من زايد ومعنا المان زايد والسكون

مانا عصرت أذني لبن شملان لي قمر بن سند ** لله دره لي رطس بالوعل منصوب القرون

لي شلوا اللمشة من ايده معاد ينفعه المهد ** ومن نقف اعيونه فيين اليوم بايلحق عيون

عمر بانبوع:

ياثورة اكتوبر رفعتي شاننا بعد النكد ** واهل الدناءة والحسد باقي علينا يحسدون

***
ذا فصل والثاني معي ميزان معدول الكفف ** نوزن به المخلوق بالقيراط نوزن والقفال

قالوا لنا إنته فتنت أهل السويري والغرف ** ولقيتهم قسمين كل واحد لقى بيس الفعال

قالوا لنا إنته تعلمت البناء من غير كف ** وخرجت عفريت الرقق لي في الرقق ساكن وحال

باحريز:

من طوّل اذراعه على صاحبه بايعطيه كف ** ومن قال لك من قال قل له بوفرج بحريز قال

دخلوا لي الغبة ولا جابو من الغبة صدف ** يابوي نا ياقطب قلبي يابدالي بالبدال

بانبوع:

رجال يضرب صوب ونته تقول له ضربك طفف ** شحطّهم ياسعيد لمّا جبتها وسط التفال

باحريز:

من لا حضر عالتمر يعطونه العيَم ولاّ الحشف ** الحاد له لي ما طعم نخل السقاطر والبقال

بانبوع:

الزقر عاده خيب ونته باتحمّله الكلف ** بخيل عالبُصرة وباتحمل طويلات الدقال

باحريز:

من قال يحبها وكورها عليه العقل خف ** ومن قال مال الناس مالي ما لقى له راس مال

البحر يتبلّد وبحر الآدمي ماله طرف ** يلقي قصص ما حد تلقيها يزعزع بالجبال

بانبوع:

دخّلك بيده قمت باتخرجه من عرض الخلف ** شف ما يلقّي هكذا ألا خبيثين العمال

كل من لقى لك لق له والبر ياصاحب سلف ** ون تسقط السترة يسقطين القواسم والقبال

باحريز:

الله يدوم الجبر ويدوم المروة والشرف ** ومن لا حسب للتالية يصبر على قيل وقال

## ومن الأصوات أيضاً ما يسمى بالمربوع.

وفصل هذا الصوت هو (ذا خرج فصل والثاني).

وهو من أصوات الزامل أيضاً.

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشعار باحريز والمعلم وفيصل النعيري:

باحريز:

ذا خرج فصل والثاني سرع يالمغني ** والمزامير في راسي مية والف مزمار

أيش لك في خريف الناس ياذا المصلي ** رد نفسك رجع خل اللعب والتمسخار

المعلم:

ذا الكلام السوا ياباحريز المسلي ** والصنابيق بايمشين في البحر سنيار

يامسلم تسلم يامودي تودي ** باتكلم وبادق للعدو ألف مسمار

باحريز:

نا بغيتك تحط البار وتحل عندي ** وكل من حب حد بايطرح البار عالبار

المعلم:

لو تبانا نحل عندك وجنبك بجنبي ** كان ما لقيت لي ياسعيد جملة تعتوار

ما معي ريح عاد الريح بحري وبري ** السوت أيش يقطبها بلا غير منشار

والسرج ما انطفت والبحر يخلي ويملي ** والتفخار ماشي فايدة في التفخار

سكن في الحصن ما واحد في الحصن إنسي ** ربي يارب تفرفرهم من الحصن فرفار

فيصل:

باقي الصدق يالشعار والكذب يتلي ** والوفاء والشهامة شيمة الناس لخيار

باحريز:

يشهد الله ياذا صدق والصدق يحكي ** والجمالات مطروحة والاكياس طيار

المعلم:

يامحافظ سمع فيصل يكسر ويرمي ** كلنا بانجي حقبة على عز ومقدار

باحريز:

نحمد الله لا شكوى ولا عين تبكي ** العشيرة خوة والدار ياحبيّب الدار

فيصل:

نحنا للخير لا ياسعيد كلين يدري ** طيلة الدهر مانحنا من الناس لشرار

المعلم:

كلنا بانقع معكم وبالحال نفدي ** من بغى شبر في ذي الأرض يادماره بالدمار

باحريز:

نا من الناس شوفونــا وشو الناس مني ** نعل بوها حياة لا ما لها عز ومقدار

نفسي ألا تزم شفنا على عيال مقدي ** الدويلة معي والقبس بايطلع النار

اكبروا كلكم على ذا الجراد المعلي ** بوفرج يقبض المطرب ونا بفقع الطار

فيصل:

للوديعة وصل ونصب خيامه ويبني ** ماحسب عاد معنا جيش والشعب جبار

المعلم:

لي وصل للوديعة عاده يشكي ويبكي ** يوم جيش العرمرم بايفرفره فرفار

باحريز:

كل من قال باسوي وبفعل وبلقي ** ما لقى معنقة وإن قد لقت كذب وبوار

بنْلقي له مداره شرح قطني وحجري ** وإن سكر عادهم معنا في الدار سكار

فيصل:

يارفاق النضال الشعب جيد ويعطي ** كل جهده وروحه للوليد الذي سار

باحريز:

مفتي الأربعة نحنا معك بانصلي ** لا تيممت بانتبعك من اكبار وصغار

في الفتن فايدة والموت من عند ربي ** بانحن عالوطن والله يقدر ويختار

فيصل:

كم إمام مضى قبلي ويأتون بعدي ** بايسيرون في نفس الطريق أهلها الدار

باحريز:

من هم قال بومحفوظ لانشدت قلبي ** ما عطانا خبر الله كبر عاهل بازار

كل شرّير بايلحق مية والف شري ** والضيافة بغت فلفل وبسباسها حار

فيصل:

فكرنا قد دخل في كل مصنع وحقلِ ** وانجلى الشوش لي قد كان للحق ستار


وهناك أصوات لا أعلم مسمّياتها الشعبية المتعارف عليها:

## فمن هذه الأصوات ما فصله: (خرج ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين طارق النعيري وسعيد باحريز:

طارق النعيري:

ودلوك لي سقط في البير سقط ولعاد بايطلع ** ونحن زهرة الدنيا وأولها وتاليها

باحريز:

وذاك الدلو لي قلتوا سقط في البير بايطلع ** وعادك باتشل وحدة ووحدة باتخليها

ووحدة قال بو سالم خير من عشر ما تنفع ** وزنها يابن الصوري وفكر في معانيها

وللأيام سكرتها تبت وتقول لك برجع ** كما اللي يخرج الكلمة ويرجع مايوفيها

ومن غراك لاتغتر ومن طمعك لاتطمع ** ولا شفت السماء سودة تعوذ من مناشيها

ونا ما بخرج الزامل بلا سكين نتبرع ** وكل رقبة طويلة رأس لها آفه تواطيها

صبربايجي لها فارع من الشارع وبايفرع ** وكل من سرح النشره بيده بايضويها

بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع ** ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها

ولاعزمت السفر خاير إذا ما بان لك مطلع ** إذا طرحت سفينة نوح حمل ما معك فيها

إذا سرحك بانافع بشر ياهاجسي واقطع ** طبينك فاتح الخزنة ملانة أيش يخليها

فرشنا الطاقة الحمراء وهيا من شعق يدرع ** ودار السعد ما تسقط وتأتي فوق كاريها

وياطارق طرق واسرع وشل السيف والمخلع ** وصبح رأسها خله وخل كل عين تبكيها

ومن فروع هذا الصوت ما يسمّى بالخابة:

ومنها مساجلة بين الشاعرين الحباني وباحريز:

الحباني:

ولا يابن دحي طالت لساني ** وده الحارة عليها القلب مقطوب

وقولي يسمعه حاسد وشاني ** إذا جبته لقوا له نخل وعلوب

باحريز:

وياباخميس شفنا بن يماني ** ولا برصن غنم في حبل مقطوب

معانا مسألة وكلام ثاني ** ولكنّ العرب في الشيخ يعقوب (10)

ومنها قول الشاعر أحمد محمد بكير:

عبيد المنع كلم خوك جمعان ** لأنك تعرف اكلام الشيابة

بغينا قامزي جبتوا مريكان ** نبا بطيخ جبتوا لي كزابة

## ومنها ما فصله: (فصل والثاني)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين ناجي بن علي الحاج وباحريز:

ناجي:

فصل والثاني بطينا من مغاني بوعمر ** لو بخيره الصبر ما صبرنا من المغنى زمان

بوعمر ما نسيت جوده حن عنده وانكسر ** حقه المقدم ولا بغى يافلان اتبع فلان

وإن قعت غلطة وحد شاف الحجر دق الحجر ** ذا سببه السمن لي خبّوه وسط المرطبان

باحريز:

من برز بك لا يغرك لا تبا مني خبر ** السرق سرقوا العماني لي تجيبه من عمان

ناجي:

نا سمع ونشوف شوف المبعدة ما بي عور ** كننا نتبع زماني لأجل يتبعنا الزمان

ذا يماني ذا يساري وأنت سمعي والبصر ** يوم مالي عذر بصبر عايساري واليمان

ما يهوّن في صحابه ما يدفرها الستر ** كل من يعرف مكانه خير له من كل مكان

باحريز:

وينها ذيك المطالع لي تبشر بالمطر ** والمحبة ما نباها لي من أطراف اللسان

ناجي:

نا معك كاه قع معانا لا تصوّر بي صور ** ساير الجاويد واصبر واتبع الناس الزيان

عاحصاة الساس حملوا بالمخالع والزبر ** الله اعلم شي ضرورة أو لهم حاجة وشان

أو بغوا باسمح ينقف من مكان آل باعمر ** بعد ما تعنّى وقد جاب المحروي والكلان

باحريز:

ما قريتوا في تبارك ما قريتوا في السور ** أذّن المغرب وراكم ما تسمعون الأذان

ناجي:

ياحلا ليلة وزانت عندنا بحراً وبر ** سعيد بانسمه حالك لا بطى حالك ملان

النصع صابوه ليهم يعرفوا ضرب العكر ** خربوا مبنى الفشل لي قام عَ ثلاثة ركان

والحنش هي والعقارب قربهن كله خطر ** حد يئمّن (9) عقربة ولاّ حنش وسط الدفان

باحريز:

من معه ليحان يبني ومن معه ألاّ عشر ** لعاد يشكي من زمانه أيش لقّى به الزمان

والحنش ودّتك يعقوب (10) يابك ألاّ باعمر ** والقشاشة عاد بوها لي على راس الكلان

وين نا ما اليوم تاير قد معي عشرين كر ** بدكي ألاّ عا يساري قال شاعر واليمان

ناجي:

يالحمول الزين جنب من ركيكات النشر ** واطلع ألاّ وسط موتر في المخافة والأمان

معاد باضايقك يكفي قد عبر ما قد عبر ** إن معك كورة قبلته وإن معك داود خان

باحريز:

السواعي عادها ألاّ باتجي حق بلحمر ** من معه شي نول ولاّ ياهوانه بالهوان

ناجي:

يالوعول المربعية ياجليلات العِيَر ** سرّوا المغنى وخلّوا روسنا بالزبرقان

باحريز:

صاحب القنبوس سالي لي ينسنس عالوتر ** وياحصاة ما ذه مكانش دوّري لش عامكان

ناجي:

معاد بانطوّل ويكفي قد مليناها العبر ** من قصر ما حضر سمرنا ياجنانه بالجنان

واختم السمرة بطه هي وياجميع السور ** رب صلّح شاننا لا يامصلّح كل شان

## ومنها ما فصله: (هذا خرج فصل والثاني)

ومما قيل على هذا الصوت القصيدة المشهورة للشاعر سعيد بن حيمد، والتي مطلعها:

هذا خرج فصل والثاني من المغمرة ** ونعمك الهند لي ربت عيال الهنود

لي في الطبق انكشف لي في الطبق مجهرة ** لي في الطبق قد فتن عربان كانوا سدود

ولعاد حد ناس لي هي تنكر المنكرة ** باعوا الكفف والسلاسل باقي ألا العمود

كله السبب من عجوز ابليس إِلساحرة ** خلت ولدها مبارك قام هد في عبود

وأهل السبب نكتوا الساني وقطبوها السرة ** وخلوا الثور والساني سقط في المقود

وهدموا (الحصن) خلونا نحل بالكرة ** هذي فضيحة وخلق الله عليها شهود

وجحّبوا الساعية شفها على الكاسرة ** في السَّيْف عيدانها فرّن على عود عود

كانت قلوب العرب من سمح متجابرة ** واليوم ظهرت مصايب حرّقت بالكبود

ما شي على الناس شر ذلاّ سحب عابرة ** بعد الزِّيَب والعواصف باتهب الندود

راسي غلب ما رضى بالهون والقاصرة ** عالعز حتى مسي ملحود بطن اللحود

## ومنها ما فصله: (ذا فصل والفصل لآخر)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين بوسراجين وناجي بن علي الحاج.

ناجي:

ذا فصل والفصل لآخر قدها مع الناس قاله ** لا ترد عما سمعته لمان تعرف معانيه

واترك سباق الحوادث لمّا تجيك الرسالة ** رتّب وجمّل حسابك واحذر عمّا تلاقيه

الصبر والعقل حكمة ومن شروط الرجالة ** والطيش هو والتسرع شيطان الله يخزيه

بو سراجين:

الزقر يشكي ويبكي خالته ياخس خاله ** لقت لهم شغل ماكن ذا شغل محد يلقيه

ناجي:

الزقر زاكي وعاقل وزين عاكل حاله ** عاديتو الزين شوكم والزين محّد يعاديه

بوسراجين:

صاحبك مافيه قدرة صاحبك مافيه آلة ** طاول بعود المدنّق من قبل شي نار تلفيه

لو هو من أهل الشطارة ولاّ من أهل الفوالة ** إن كان عوده المعوّي جاب المعلم يساويه

ناجي:

لا حد يلوم الهضيبي (8) في البحر لا طوى حباله ** مريض كم له يعاني يكفيه ياشيخ لي فيه

دخل من الشمس لا الظل قلتو فزع من ظلاله ** بقي في الشمس دحّل والدار خربت مبانيه

بوسراجين:

الدار باقي مكانه أسهمه هي ياقباله ** محمود باقي بأهله صاحبك ذلاّ فسح فيه

ليته صبر طين ساعة ليته لقاها جماله ** أما المرض له مداوي كل من مرض بانداويه

ناجي:

بوسبع من خوه لا سكن جاه البلا من عياله ** ونهار حلقه ينقض ما جاه مخلوق يسقيه

قد علمته التجارب يفدي بحاله وماله ** والطبع هوذاك فيهم من فيه شي ما يخليه

بوسراجين:

لي ما يروم المعزة دوبه بغى ألا الرذالة ** لا تحسبونه معانا خلّة يجلس بما فيه

ناجي:

بغيت باحك صفرك والوعد لما تبالة ** راسك لا قد رفعته معنا عول باتوطيه

بوسراجين:

ناجي وقف عند حدك خلّي الخوق والهبالة ** صاحبك رجال عاصي دع له عسى الله يهديه

ناجي:

ياشيخ لي نفس عِنْفة نا ما رضي بالفساله ** الحدب كيره بيدي نرشنه شفنا ونطفيه

بوسراجين:

ناحيد رازي ونايف مايهمنا باسهاله ** والشر هو رأس مالي سُرّحه شفنا وضويه

وهناك أصوات أخرى؛ تُعرف بمطالعة دوواين الشعراء الشعبيين الحضرميين، ككتاب

(باحريز .. فارس المدارة)، وكتاب (أحمد محمد بكير .. شاعر المكلا)، وكتاب (من

الشعر الشعبي) للراوية محمد عبدالرحمن الباني وغير ذلك.

هذا ما أحببت الإشارة إليه مما يخص مدارة الشبواني وأصواتها، والمجال مفسوح لنقده

لتهذيبه وترتيبه، وتصحيحه وتصويبه، وتوسيعه وتقريبه ..

(1) اختلف الباحثون في ضبط اسم هذا النوع من الأدب الشعبي، وأصل تسميته؛ فمن

قائل بأنها (شُوَّاني)، ومن قائل بأنها (شبواني).

وقد كُتِبَ فيها شيء من البحوث والنقاشات. ولعل شاعرنا (بن احمد) يتحفنا بما كُتب فيها،

ويستجلي لنا تفاصيل هذا الخلاف. لا سيما وأن من أطراف هذا الخلاف الأستاذ الباحث

في الشعر الشعبي رياض باشراحيل. وممن كتب في هذا الموضوع الأستاذ الأديب

المؤرخ عبدالله صالح حداد.

(2) ومن جميل ما مدح به الشاعر باحريز حارته هذه الأبيات المتفرقات:

سلام عاحافة إذا ونّيت قالت أيش بك ** وإن قد ضرب راسك تبيت تحت راسك ما تنام

حافة إذا ما رضيت بالفضة رضتنا بالذهب ** وإن ما بغيت الغزل درعت لي من الطاقة حرير

سلام عاحافة ملانة رجل وملانة زوَن ** المنتهى قدها في الدنيا وقرة كل عين

وسلام عاحافة إذا حبتك تسقيك اللبن ** وإذا نوت مزقلك زقلت بك وقالت: من تكون ؟!!

سلام عاحافة سقتنا السمن وسقتنا العسل ** من عادنا ألاّ خيب لا نحبي ولا نقدر نسير

سلام عاحافة إذا مافيك دم تعطيك دم ** وتركب الواير وتصلح به مكايين الخراب

(3)وإنما قلنا (غالبا)، لأن منها ما يُعْقَد في البيوت أو الجلسات الخاصة، وذلك

لأسباب؛ كقدوم مسافر ذي صلة بأحد الشعار، أو سفر شخصية مقربة، أو عقد صلح بين

الشعار المتخاصمين، أو جلسة صفاء وسمر، أو نحو ذلك.

(4)انظر (رقصة العدة) للأستاذ الباحث عبدالله صالح حداد.

(5)وهي زيارات بدعية مما كان سائداً في ذلك الوقت، وقد اندثر أكثرها ولله الحمد.

(6)ينظر كتاب (الميزان) للأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف.

(7)للأستاذ عباس محمد باشكيل دراسة بعنوان (موسيقى الشعر الشعبي العامي في

حضرموت)، نشره على أربع حلقات في مجلة الفكر الصادرة عن جمعية أصدقاء المؤرخ

سعيد عوض باوزير الثقافية، ابتداء من العدد 31.

(8)أو: العضيبي. يحتملها السماع.

(9)يئمن = يُؤمِّن، أي: يجعل له أماناً.

(10)يعقوب: أشهر مقبرة في المكلا.

وأعذروني على الإطالة .....!!



( منقول )

موضوع في منتها الروعه وزاده بها وروعه
المساجلات المختاره بعنايه فائقه للغايه
والتي تم إدراجها في ثناياء هذا الموضوع الرائع جدا .
تسلم يا ملك اليمن على هذا النقل الرائع .
تقبل مروري وجُل تقديري لشخصك الكريم .
التوقيع :
أنا صقر حر ما نرتبط مشهود لي بإنني ند الاسد = خسرآن خصمي في ميادين الوغاء ملفوف في خرقة كفن
وإنك مكذب يالعدو إبرز الي الميدان باناولك باليمنى سند = والجيد دائم جيد أما الفسل في الشدات مايسوى ثمن

التعديل الأخير تم بواسطة صقر الوديان ; 10-14-2017 الساعة 07:37 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-15-2017, 12:10 AM   #3
ملك اليمن
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية ملك اليمن

Lightbulb

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر الوديان [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع في منتها الروعه وزاده بها وروعه
المساجلات المختاره بعنايه فائقه للغايه
والتي تم إدراجها في ثناياء هذا الموضوع الرائع جدا .
تسلم يا ملك اليمن على هذا النقل الرائع .
تقبل مروري وجُل تقديري لشخصك الكريم .

مرورك وتواجدك هنا هو الذي زاد الموضع ضياء وبهاء .
لا عدمناك اليوم ودوم يا صقر الوديان .
  رد مع اقتباس
قديم 10-22-2017, 10:36 PM   #4
ملك اليمن
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية ملك اليمن

Lightbulb

ترفع للإطلاع .
  رد مع اقتباس
قديم 10-26-2017, 04:32 PM   #5
ملقاط
حال نشيط

Thumbs up

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك اليمن [ مشاهدة المشاركة ]
قرأت بحثا بهذا العنوان، لم يكتب صاحبه اسمه عليه؛ فأحببت أن أرفعه لكم لما فيه من معلومات تتعلق بالشعر الشعبي.

الإشارة إلى شيء من قوانين وأوزان شعر المدارة .

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني بعض الإخوان أن أبيّن معنى (مدارة الشبواني)، وماهي أشهر (أصواتها) الشعرية،

وكرر هذا الأمر، مع أنني لست به ذا خُبْر؛ فلم أجد بداً من أن أذكر ما أظن أنني أعرفه

عن (مدارة الشبواني)، مع ذكر بعض الأصوات التي كانت مطروقة فيها.

وهي لمحة يسيرة، ورؤية سريعة، وإلا فإنها قابلة للتوسع في فصولها وضرب الأمثلة عليها.

وأنتهزها فرصة لدعوة الإخوان هنا لإثراء هذا المبحث، وإعمال يد التصحيح فيه، والزيادة عليه.

فأقول:

أعني بالمدارة هنا؛ مدارة الشبواني(1).

وسميت المدارةُ مدارةً؛ لاستدارة الجمهور وتحلقهم في ساحة المساجلة، حيث يتحلق

الجمهور حول الشعار مكونين دائرة واسعة محيطة بهم، تاركين لهم وسط الحلقة كميدان

للمساجلات. فالمدارة إذاً هي الميدان الذي يتبارى فيه الشعار.

والمدارة هي الساحة التي يُظهر الشاعر فيها مواهبه الشعرية، حين يرتجل الأشعار ذات

الحكم والأمثال، فيحفظها الجمهور ويترنمون بها، وينشدونها لغيرهم، فتُحفَظ تلك الأشعار زمنا قد يطول إلى ما يشاء الله.

وفيها يمجد الشاعر نفسه وقبيلته وحارته (2) ويرفع من شأنها.

وفيها يناقش الشعار أحوال الناس والبلاد.

ويشاركون إخوانهم في البلاد الأخرى وهمومهم.

ويبعثون الرسائل والبرقيات إلى المسؤولين عبر أشعارهم.

وفيها تقام الخصومات وتزال.

وقد كان الشعار يُعَظِّمُون شأن المدارة، ويتفننون في وصفها؛ فمما جاء في وصفها ما قاله الشاعر باحريز:

الجو صافي والمدارة قال بوسالم محك ** والشعر حر ومدارة الشعار ما عليها قفول

وقال أيضاً:

أيش من راعية ما تستلذ بالمغاني ** والمدارة نفيسة سير ياصاحبي سير

وقال عمر بانبوع:

كل من تربى وسطها يصبر على بركانها ** ولا عرفت الأصدقاء اليوم باترجع خصوم

بل كانت المدارة تُشبَّهُ بميدان معركة؛ حيث يقول بوسراجين:

نا باقبل منك وإنته مني الليلة قبل ** ومن سقط في المعركة بالشان عاده بايثور

وقال أيضاً:

طالت المعركة باشد نا عاحصاني ** وفوق حيد النويمة باتحن المناشير

وقال باحريز:

عمري في التسعين لكنّا شبي في المنترة ** والشمس تشرق قال بوسالم وتعقبها الغروب

وقال أيضاً:

خرج ذا فصل والثاني طويل الليل يالسامر ** طرح يدك على المسبت علن بالحرب يازحفان

وتُشبّه أيضاً بالبحر والأمواج والغبة؛ كقول باحريز:

والناس منتظرة بغت مني خبر ما معي خبر ** وإن شي خبر بايجيبه الغواص من قاع البحور

وقول بوسراجين:

قالوا العقال ماشي في جهنم كوز بارد ** في المدارة ألا مواج تلطم تشابه بحر بكين

وقول باحريز:

والمعاني لها بحر وغبة غزيرة ** مثل ذا البحر لي يقولون له رق وغزار

وللشعار عشق للمساجلات الشعرية في مدارة الشبواني؛ يقول الشاعر ناجي بن علي الحاج:

والشعر له معنى وله ياصاحبي عشقة وفن ** وله خبب ومحاذفة كُلِّين يحذف من قداه

والهرج له ميزان والعاقل إذا تكلم وزن ** ون ما وزن إمعاد بايعرف صباحه من مساه

وتُعقد مدارة الشبواني – غالبا (3)– بعد أداء رقصة العدة (4)، وذلك في مناسبات معتادة أو طارئة.

فمن المناسبات المعتادة:

الزيارات الحولية (5)، والأعياد الوطنية

وليس لنا في الإسلام سوى عيدين (الفطر والأضحى).

ومن المناسبات الطارئة:

الزواج، وتولي حاكم جديد، أو ارتزاقه مولوداً.

وتتكون مدارة الشبواني من ثلاث ركائز أساسية:

1- الشعار: شاعران أو أكثر.
2- المغني: وقد يُكْتفى بمغنٍ واحد، وقد يزيد.
3- الملقن.

أولاً: الشعار.

ولهم في ابتداء المساجلة والقصيد قوانين وأعراف، وذلك من حيث:

1-مفتَتِح المساجلة (بأن يكون المبتدئ هو المضيف، أو مقدم الحارة المعقود فيها المساجلة).

2-مَطْلَع القصيدة ومبناها (من حيث؛ البسملة، والحمدلة، والصلاة والسلام على النبي

صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وأصحابه، وإهداء السلامات، والترحيب بالشعار، وبمن

حضر من المسؤولين أو الوجهاء، وبالجمهور، ثم الفصل – وغالبا ما يتضمن الفصل

حكمة -، ثم الدخول في الموضوع المراد التطرق إليه ... ونحو ذلك مما هو متعارف عليه بينهم).

3-وتعارف المتأخرون على أن الشاعر حين انتهاء قصيدته ينادي أحد الشعار باسمه

ليقوم بالجواب، ثم يلقي قصيدته. ولهم في ذلك طرق معروفة.

4-وبعد أن ينتهي الشعار من إلقاء قصائدهم، تتم المساجلة بينهم جميعاً على آخر الأصوات الملقاة.

5-ثم يتنقل بهم المغني من صوت إلى صوت.

6-ثم يختم المساجلة من بدأها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

7- ومن الأمور الملازمة للشعار حملُ العصا داخل مدارة الشبواني، وحين يلقي

الشاعر قصيدته قد يجعل العصا على عاتقه، وقد يشير بها يمنة ويسرة. وهي تضفي هيبة

للشاعر، وتصوره بصورة المحارب.

ثانياً: المغني.

وبه تبتدئ المدارة، ومهمته أن يتغنى بالصوت الذي سيبني عليه الشعار قصائدهم.

فيتغنى بالصوت مرة ومرتين وثلاثا ...، حتى يتهيأ الشاعر، أو يتسنى له أن يبني قصيدته على هذا الصوت.

فللشعر الشعبي – ومنه شعر الشبواني – بحور شعرية، وهو ما يسميه الشعراء

بالأصوات، - ويتجوّز بعضهم فيسميه بالأوزان -. ومن ذلك قول الشاعر بوسراجين بعد

أن حمي الوطيس بين الشاعر ابن عسكر الخلاقي والشاعر باحريز:

غن عالصوت لا تقلبون عاصوت ثاني ** ليلة النور ما فيها مشقة وتعكير

وأصوات - (أو: بحور، أو: أوزان) - الشعر الشعبي كثيرة (6)، ومن أشهر أصوات شعر

مدارة الشبواني (المثمون)، وهو أشهر الأصوات في العقود الأخيرة.

ولا يعرف بالتحديد نشوء هذه الأصوات، ولا واضعها.

إلا أن منها ما يناظر أبحر الفصيح من حيث التفعيلات،. ولعل تأثير بحور الفصيح في

اللهجة الدارجة كان هو مصدر هذه الأصوات الشعبية، فنشأ - عن طريق التذوق

الشعري، والنغم الموسيقي – ما يسمى بالأصوات. وبالتأكيد أنها تطورت على فترات

متباعدة، فالناظر في شعر الشيخ بامخرمة الصوفي يرى أنه طرق (أصواتا) محدودة،

بينما يرى تكاثر أصوات الشعر الشعبي في القرون المتأخرة.

والحاصل أن هذا الموضوع - (أعني بحور الشعر الشعبي عامة، من حيث؛ أعدادها،

وتعريفها، وأسماؤها، ونشأتها، وواضعها، وأول ما وصل منه، ووجه الشبه بينها وبين

بحور الفصيح ... ونحو ذلك) – يحتاج إلى إفراده بالبحث والدراسة (7)، فلعل أحداً من

الباحثين يقشع الضباب عن هذه التساؤلات، ويجمع ما تفرق في كلام الباحثين السابقين،

مع إبراز فحولة الشعر الشعبي الحضرمي.

وسنضرب أمثلة على بعض الأصوات المطروقة في شعر مدارة الشبواني لاحقاً إن شاء الله.

عوداً على بدء ..

ويتصف المغني بأنه ذو صوت جميل وشجي، وقد عُرف من المغنين في الشعر الشعبي

جماعة بحسن الصوت ونداوته، ومن أشهرهم عندنا في غيل باوزير (الخامر)، وهو الذي

قال فيه الشاعر بوسراجين:

يابن الخامر تفضل لقها جودة وغني ** خلنا بارد عودة عاصواتك والتلاحين

ومن أشهر المغنين في مدينة الشحر (سعد بن حيمد)، وهو الذي رثاه الشاعر المحضار بقوله:

من كما سعد يوقف بين الأشناف مشبوح ** من ثناياه ينثر لول صادق ومرجان

لا لتاته ولاخنه ولاصوت مبحوح ** لا سمعته حسبته قرش غالي ورنان

الغناء موهبة للناس ووسام ممنوح ** من جزيل العطايا عالي القدر والشان

ومن مشاهير المغنّين في المكلا أيضا (صالح دحي) و (مبارك باذياب)، وهذا الأخير هو

الذي خاطبه الشاعر ناجي بن علي الحاج بقوله:

غن يامبارك وأنت يالصمصوم لا ياباجبل ** يا ملحن الأصوات ياقارئ وياخاتم معين

فإذا رأى المغني أن الشعار قد تناولوا الموضوع بما يكفي، أو أن الصوت الأول قد أخذ

حظه من الوقت؛ فإنه يفصل بصوت آخر جديدٍ ومختلفٍ عن الأول، ويتغنى به كما فعل أولاً.

وتستمر المساجلة على الصوت الجديد، لتجديد النشاط، وعدم حصول الإملال للشعار

والجمهور على حدٍ سواء، ولتجديد الإبداع في الشعر والحكم والأمثال من قبل الشعار.

وهكذا .. حتى يختم أحد الشعار المساجلة.

وقد يطرقون في مساجلتهم صوتين أو أكثر من أصوات مدارة الشبواني.

ثالثاً: الملقِّن.

من المعلوم أن شعر مدارة الشبواني كان شعرا ارتجاليا في جميعه، ولأجل ذا فإن الشاعر

يحتاج إلى بعض الوقت لبناء بيت من الشعر أو أكثر لينشده، وكذلك الحال بالنسبة للشاعر

المقابل، ففي هذا الوقت الذي يُحتاج إليه لبناء الأبيات يقوم المغني بشغله، وذلك بترديد

آخر الأبيات الملقاة في المدارة مترنماً به ريثما يتمكن الشاعر من تجميع بيت أو أكثر لإنشاده.

وهنا تأتي مهمة (الملقن)، وهو حفظ الأبيات وتلقينها للمغني.

وقد كان الملقن من الموصوفين بالحفظ السريع، وكان محبو الشعر يستنشدون الملقن لكتابة القصائد.

من أصوات مدارة الشبواني:

## من الأصوات ما يسمى بالمثمون، وهو أشهر أصوات مدارة الشبواني.

وفصل هذا الصوت هو: (ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين سعيد باحريز وعمر بانبوع.

باحريز:

ياحاكم الحكام ياسبحان يالفرد الصمد ** يا من لك التسليم وإليك الخلايق يرجعون

ياذا الكرم يامن عليك العين وعليك العمد ** والإنس والجن كلهم عاربهم يتوكلون

ومن يعز الله ورسوله وله في الخير يد ** يكثر من الصلوات من ذكر النبي لا تغفلون

النافع الشافع محمد لي تعنّى واجتهد ** وَأدَّى الأمانة وانشر الدعوة وهم يتنكرون

سلام عالضوء الجديد والشهر لي شوَّع ومد ** والجيل هذا زينة الأموال وحياة البنون

ذا فصل والثاني الدخون لا ما نفع ما ضر حد ** ومن باع قسمه في الحطب لا يبيع قسمه في الدخون

وشو عاده ألَّا بانت الخيطين لأبيض والسود ** وجات في صلاح المغني والذي بايقصدون

تمت مقاصيدي وزال الهم مني والنكد ** وشعرت بالراحة وشفت العافية بعد السكون

هذا علي ناصر وياشاهد على هرجي شهد ** ذلحين باسوّس وبلقي حصن ما بين الحصون

عمر بانبوع:

با سين بسم الله يارحمن يالفرد الصمد ** ياعالم الكاين ولي قد كان واللي بايكون

يامالك الأملاك يامول المواهب والمدد ** ياصاحب المدات والحركة بيدك والسكون

صلوا على احمد ما ركع راكع وما ساجد سجد ** من لا يصلي عا محمد ياغبونه بالغبون

والآل والأصحاب أهل الصبر وصحاب الجلد ** لي جاهدوا الكفرة بحد السيف بكوهم شنون

سلام لك يايوم فيك الشعب بالسعد استعد ** يايوم لاستقلال عز المال وحياة البنون

آنست ياناصر محمد ياأسد يابن الأسد ** آنست يالذيب الصمع ياوعل منصوب القرون

[آنستمونا أنت ورفاقك مصابيح البلد ** إخوانكم فرحوا بكم بوصولكم يستبشرون]

باحريز:

أتى الفرج وتبدلت أحوالنا والعزم جد ** ومن باينوّل يطلع ألا في وسيعات الخنون

قفل وشل القفل يالتالي على رغم الحسد ** هيا عسى الشعار يرمون الهدف لا يفشلون

وما طلعته الأرض بايكفي الشيابة والولد ** والدخل من زايد ومعنا المان زايد والسكون

مانا عصرت أذني لبن شملان لي قمر بن سند ** لله دره لي رطس بالوعل منصوب القرون

لي شلوا اللمشة من ايده معاد ينفعه المهد ** ومن نقف اعيونه فيين اليوم بايلحق عيون

عمر بانبوع:

ياثورة اكتوبر رفعتي شاننا بعد النكد ** واهل الدناءة والحسد باقي علينا يحسدون

***
ذا فصل والثاني معي ميزان معدول الكفف ** نوزن به المخلوق بالقيراط نوزن والقفال

قالوا لنا إنته فتنت أهل السويري والغرف ** ولقيتهم قسمين كل واحد لقى بيس الفعال

قالوا لنا إنته تعلمت البناء من غير كف ** وخرجت عفريت الرقق لي في الرقق ساكن وحال

باحريز:

من طوّل اذراعه على صاحبه بايعطيه كف ** ومن قال لك من قال قل له بوفرج بحريز قال

دخلوا لي الغبة ولا جابو من الغبة صدف ** يابوي نا ياقطب قلبي يابدالي بالبدال

بانبوع:

رجال يضرب صوب ونته تقول له ضربك طفف ** شحطّهم ياسعيد لمّا جبتها وسط التفال

باحريز:

من لا حضر عالتمر يعطونه العيَم ولاّ الحشف ** الحاد له لي ما طعم نخل السقاطر والبقال

بانبوع:

الزقر عاده خيب ونته باتحمّله الكلف ** بخيل عالبُصرة وباتحمل طويلات الدقال

باحريز:

من قال يحبها وكورها عليه العقل خف ** ومن قال مال الناس مالي ما لقى له راس مال

البحر يتبلّد وبحر الآدمي ماله طرف ** يلقي قصص ما حد تلقيها يزعزع بالجبال

بانبوع:

دخّلك بيده قمت باتخرجه من عرض الخلف ** شف ما يلقّي هكذا ألا خبيثين العمال

كل من لقى لك لق له والبر ياصاحب سلف ** ون تسقط السترة يسقطين القواسم والقبال

باحريز:

الله يدوم الجبر ويدوم المروة والشرف ** ومن لا حسب للتالية يصبر على قيل وقال

## ومن الأصوات أيضاً ما يسمى بالمربوع.

وفصل هذا الصوت هو (ذا خرج فصل والثاني).

وهو من أصوات الزامل أيضاً.

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشعار باحريز والمعلم وفيصل النعيري:

باحريز:

ذا خرج فصل والثاني سرع يالمغني ** والمزامير في راسي مية والف مزمار

أيش لك في خريف الناس ياذا المصلي ** رد نفسك رجع خل اللعب والتمسخار

المعلم:

ذا الكلام السوا ياباحريز المسلي ** والصنابيق بايمشين في البحر سنيار

يامسلم تسلم يامودي تودي ** باتكلم وبادق للعدو ألف مسمار

باحريز:

نا بغيتك تحط البار وتحل عندي ** وكل من حب حد بايطرح البار عالبار

المعلم:

لو تبانا نحل عندك وجنبك بجنبي ** كان ما لقيت لي ياسعيد جملة تعتوار

ما معي ريح عاد الريح بحري وبري ** السوت أيش يقطبها بلا غير منشار

والسرج ما انطفت والبحر يخلي ويملي ** والتفخار ماشي فايدة في التفخار

سكن في الحصن ما واحد في الحصن إنسي ** ربي يارب تفرفرهم من الحصن فرفار

فيصل:

باقي الصدق يالشعار والكذب يتلي ** والوفاء والشهامة شيمة الناس لخيار

باحريز:

يشهد الله ياذا صدق والصدق يحكي ** والجمالات مطروحة والاكياس طيار

المعلم:

يامحافظ سمع فيصل يكسر ويرمي ** كلنا بانجي حقبة على عز ومقدار

باحريز:

نحمد الله لا شكوى ولا عين تبكي ** العشيرة خوة والدار ياحبيّب الدار

فيصل:

نحنا للخير لا ياسعيد كلين يدري ** طيلة الدهر مانحنا من الناس لشرار

المعلم:

كلنا بانقع معكم وبالحال نفدي ** من بغى شبر في ذي الأرض يادماره بالدمار

باحريز:

نا من الناس شوفونــا وشو الناس مني ** نعل بوها حياة لا ما لها عز ومقدار

نفسي ألا تزم شفنا على عيال مقدي ** الدويلة معي والقبس بايطلع النار

اكبروا كلكم على ذا الجراد المعلي ** بوفرج يقبض المطرب ونا بفقع الطار

فيصل:

للوديعة وصل ونصب خيامه ويبني ** ماحسب عاد معنا جيش والشعب جبار

المعلم:

لي وصل للوديعة عاده يشكي ويبكي ** يوم جيش العرمرم بايفرفره فرفار

باحريز:

كل من قال باسوي وبفعل وبلقي ** ما لقى معنقة وإن قد لقت كذب وبوار

بنْلقي له مداره شرح قطني وحجري ** وإن سكر عادهم معنا في الدار سكار

فيصل:

يارفاق النضال الشعب جيد ويعطي ** كل جهده وروحه للوليد الذي سار

باحريز:

مفتي الأربعة نحنا معك بانصلي ** لا تيممت بانتبعك من اكبار وصغار

في الفتن فايدة والموت من عند ربي ** بانحن عالوطن والله يقدر ويختار

فيصل:

كم إمام مضى قبلي ويأتون بعدي ** بايسيرون في نفس الطريق أهلها الدار

باحريز:

من هم قال بومحفوظ لانشدت قلبي ** ما عطانا خبر الله كبر عاهل بازار

كل شرّير بايلحق مية والف شري ** والضيافة بغت فلفل وبسباسها حار

فيصل:

فكرنا قد دخل في كل مصنع وحقلِ ** وانجلى الشوش لي قد كان للحق ستار


وهناك أصوات لا أعلم مسمّياتها الشعبية المتعارف عليها:

## فمن هذه الأصوات ما فصله: (خرج ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين طارق النعيري وسعيد باحريز:

طارق النعيري:

ودلوك لي سقط في البير سقط ولعاد بايطلع ** ونحن زهرة الدنيا وأولها وتاليها

باحريز:

وذاك الدلو لي قلتوا سقط في البير بايطلع ** وعادك باتشل وحدة ووحدة باتخليها

ووحدة قال بو سالم خير من عشر ما تنفع ** وزنها يابن الصوري وفكر في معانيها

وللأيام سكرتها تبت وتقول لك برجع ** كما اللي يخرج الكلمة ويرجع مايوفيها

ومن غراك لاتغتر ومن طمعك لاتطمع ** ولا شفت السماء سودة تعوذ من مناشيها

ونا ما بخرج الزامل بلا سكين نتبرع ** وكل رقبة طويلة رأس لها آفه تواطيها

صبربايجي لها فارع من الشارع وبايفرع ** وكل من سرح النشره بيده بايضويها

بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع ** ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها

ولاعزمت السفر خاير إذا ما بان لك مطلع ** إذا طرحت سفينة نوح حمل ما معك فيها

إذا سرحك بانافع بشر ياهاجسي واقطع ** طبينك فاتح الخزنة ملانة أيش يخليها

فرشنا الطاقة الحمراء وهيا من شعق يدرع ** ودار السعد ما تسقط وتأتي فوق كاريها

وياطارق طرق واسرع وشل السيف والمخلع ** وصبح رأسها خله وخل كل عين تبكيها

ومن فروع هذا الصوت ما يسمّى بالخابة:

ومنها مساجلة بين الشاعرين الحباني وباحريز:

الحباني:

ولا يابن دحي طالت لساني ** وده الحارة عليها القلب مقطوب

وقولي يسمعه حاسد وشاني ** إذا جبته لقوا له نخل وعلوب

باحريز:

وياباخميس شفنا بن يماني ** ولا برصن غنم في حبل مقطوب

معانا مسألة وكلام ثاني ** ولكنّ العرب في الشيخ يعقوب (10)

ومنها قول الشاعر أحمد محمد بكير:

عبيد المنع كلم خوك جمعان ** لأنك تعرف اكلام الشيابة

بغينا قامزي جبتوا مريكان ** نبا بطيخ جبتوا لي كزابة

## ومنها ما فصله: (فصل والثاني)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين ناجي بن علي الحاج وباحريز:

ناجي:

فصل والثاني بطينا من مغاني بوعمر ** لو بخيره الصبر ما صبرنا من المغنى زمان

بوعمر ما نسيت جوده حن عنده وانكسر ** حقه المقدم ولا بغى يافلان اتبع فلان

وإن قعت غلطة وحد شاف الحجر دق الحجر ** ذا سببه السمن لي خبّوه وسط المرطبان

باحريز:

من برز بك لا يغرك لا تبا مني خبر ** السرق سرقوا العماني لي تجيبه من عمان

ناجي:

نا سمع ونشوف شوف المبعدة ما بي عور ** كننا نتبع زماني لأجل يتبعنا الزمان

ذا يماني ذا يساري وأنت سمعي والبصر ** يوم مالي عذر بصبر عايساري واليمان

ما يهوّن في صحابه ما يدفرها الستر ** كل من يعرف مكانه خير له من كل مكان

باحريز:

وينها ذيك المطالع لي تبشر بالمطر ** والمحبة ما نباها لي من أطراف اللسان

ناجي:

نا معك كاه قع معانا لا تصوّر بي صور ** ساير الجاويد واصبر واتبع الناس الزيان

عاحصاة الساس حملوا بالمخالع والزبر ** الله اعلم شي ضرورة أو لهم حاجة وشان

أو بغوا باسمح ينقف من مكان آل باعمر ** بعد ما تعنّى وقد جاب المحروي والكلان

باحريز:

ما قريتوا في تبارك ما قريتوا في السور ** أذّن المغرب وراكم ما تسمعون الأذان

ناجي:

ياحلا ليلة وزانت عندنا بحراً وبر ** سعيد بانسمه حالك لا بطى حالك ملان

النصع صابوه ليهم يعرفوا ضرب العكر ** خربوا مبنى الفشل لي قام عَ ثلاثة ركان

والحنش هي والعقارب قربهن كله خطر ** حد يئمّن (9) عقربة ولاّ حنش وسط الدفان

باحريز:

من معه ليحان يبني ومن معه ألاّ عشر ** لعاد يشكي من زمانه أيش لقّى به الزمان

والحنش ودّتك يعقوب (10) يابك ألاّ باعمر ** والقشاشة عاد بوها لي على راس الكلان

وين نا ما اليوم تاير قد معي عشرين كر ** بدكي ألاّ عا يساري قال شاعر واليمان

ناجي:

يالحمول الزين جنب من ركيكات النشر ** واطلع ألاّ وسط موتر في المخافة والأمان

معاد باضايقك يكفي قد عبر ما قد عبر ** إن معك كورة قبلته وإن معك داود خان

باحريز:

السواعي عادها ألاّ باتجي حق بلحمر ** من معه شي نول ولاّ ياهوانه بالهوان

ناجي:

يالوعول المربعية ياجليلات العِيَر ** سرّوا المغنى وخلّوا روسنا بالزبرقان

باحريز:

صاحب القنبوس سالي لي ينسنس عالوتر ** وياحصاة ما ذه مكانش دوّري لش عامكان

ناجي:

معاد بانطوّل ويكفي قد مليناها العبر ** من قصر ما حضر سمرنا ياجنانه بالجنان

واختم السمرة بطه هي وياجميع السور ** رب صلّح شاننا لا يامصلّح كل شان

## ومنها ما فصله: (هذا خرج فصل والثاني)

ومما قيل على هذا الصوت القصيدة المشهورة للشاعر سعيد بن حيمد، والتي مطلعها:

هذا خرج فصل والثاني من المغمرة ** ونعمك الهند لي ربت عيال الهنود

لي في الطبق انكشف لي في الطبق مجهرة ** لي في الطبق قد فتن عربان كانوا سدود

ولعاد حد ناس لي هي تنكر المنكرة ** باعوا الكفف والسلاسل باقي ألا العمود

كله السبب من عجوز ابليس إِلساحرة ** خلت ولدها مبارك قام هد في عبود

وأهل السبب نكتوا الساني وقطبوها السرة ** وخلوا الثور والساني سقط في المقود

وهدموا (الحصن) خلونا نحل بالكرة ** هذي فضيحة وخلق الله عليها شهود

وجحّبوا الساعية شفها على الكاسرة ** في السَّيْف عيدانها فرّن على عود عود

كانت قلوب العرب من سمح متجابرة ** واليوم ظهرت مصايب حرّقت بالكبود

ما شي على الناس شر ذلاّ سحب عابرة ** بعد الزِّيَب والعواصف باتهب الندود

راسي غلب ما رضى بالهون والقاصرة ** عالعز حتى مسي ملحود بطن اللحود

## ومنها ما فصله: (ذا فصل والفصل لآخر)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين بوسراجين وناجي بن علي الحاج.

ناجي:

ذا فصل والفصل لآخر قدها مع الناس قاله ** لا ترد عما سمعته لمان تعرف معانيه

واترك سباق الحوادث لمّا تجيك الرسالة ** رتّب وجمّل حسابك واحذر عمّا تلاقيه

الصبر والعقل حكمة ومن شروط الرجالة ** والطيش هو والتسرع شيطان الله يخزيه

بو سراجين:

الزقر يشكي ويبكي خالته ياخس خاله ** لقت لهم شغل ماكن ذا شغل محد يلقيه

ناجي:

الزقر زاكي وعاقل وزين عاكل حاله ** عاديتو الزين شوكم والزين محّد يعاديه

بوسراجين:

صاحبك مافيه قدرة صاحبك مافيه آلة ** طاول بعود المدنّق من قبل شي نار تلفيه

لو هو من أهل الشطارة ولاّ من أهل الفوالة ** إن كان عوده المعوّي جاب المعلم يساويه

ناجي:

لا حد يلوم الهضيبي (8) في البحر لا طوى حباله ** مريض كم له يعاني يكفيه ياشيخ لي فيه

دخل من الشمس لا الظل قلتو فزع من ظلاله ** بقي في الشمس دحّل والدار خربت مبانيه

بوسراجين:

الدار باقي مكانه أسهمه هي ياقباله ** محمود باقي بأهله صاحبك ذلاّ فسح فيه

ليته صبر طين ساعة ليته لقاها جماله ** أما المرض له مداوي كل من مرض بانداويه

ناجي:

بوسبع من خوه لا سكن جاه البلا من عياله ** ونهار حلقه ينقض ما جاه مخلوق يسقيه

قد علمته التجارب يفدي بحاله وماله ** والطبع هوذاك فيهم من فيه شي ما يخليه

بوسراجين:

لي ما يروم المعزة دوبه بغى ألا الرذالة ** لا تحسبونه معانا خلّة يجلس بما فيه

ناجي:

بغيت باحك صفرك والوعد لما تبالة ** راسك لا قد رفعته معنا عول باتوطيه

بوسراجين:

ناجي وقف عند حدك خلّي الخوق والهبالة ** صاحبك رجال عاصي دع له عسى الله يهديه

ناجي:

ياشيخ لي نفس عِنْفة نا ما رضي بالفساله ** الحدب كيره بيدي نرشنه شفنا ونطفيه

بوسراجين:

ناحيد رازي ونايف مايهمنا باسهاله ** والشر هو رأس مالي سُرّحه شفنا وضويه

وهناك أصوات أخرى؛ تُعرف بمطالعة دوواين الشعراء الشعبيين الحضرميين، ككتاب

(باحريز .. فارس المدارة)، وكتاب (أحمد محمد بكير .. شاعر المكلا)، وكتاب (من

الشعر الشعبي) للراوية محمد عبدالرحمن الباني وغير ذلك.

هذا ما أحببت الإشارة إليه مما يخص مدارة الشبواني وأصواتها، والمجال مفسوح لنقده

لتهذيبه وترتيبه، وتصحيحه وتصويبه، وتوسيعه وتقريبه ..

(1) اختلف الباحثون في ضبط اسم هذا النوع من الأدب الشعبي، وأصل تسميته؛ فمن

قائل بأنها (شُوَّاني)، ومن قائل بأنها (شبواني).

وقد كُتِبَ فيها شيء من البحوث والنقاشات. ولعل شاعرنا (بن احمد) يتحفنا بما كُتب فيها،

ويستجلي لنا تفاصيل هذا الخلاف. لا سيما وأن من أطراف هذا الخلاف الأستاذ الباحث

في الشعر الشعبي رياض باشراحيل. وممن كتب في هذا الموضوع الأستاذ الأديب

المؤرخ عبدالله صالح حداد.

(2) ومن جميل ما مدح به الشاعر باحريز حارته هذه الأبيات المتفرقات:

سلام عاحافة إذا ونّيت قالت أيش بك ** وإن قد ضرب راسك تبيت تحت راسك ما تنام

حافة إذا ما رضيت بالفضة رضتنا بالذهب ** وإن ما بغيت الغزل درعت لي من الطاقة حرير

سلام عاحافة ملانة رجل وملانة زوَن ** المنتهى قدها في الدنيا وقرة كل عين

وسلام عاحافة إذا حبتك تسقيك اللبن ** وإذا نوت مزقلك زقلت بك وقالت: من تكون ؟!!

سلام عاحافة سقتنا السمن وسقتنا العسل ** من عادنا ألاّ خيب لا نحبي ولا نقدر نسير

سلام عاحافة إذا مافيك دم تعطيك دم ** وتركب الواير وتصلح به مكايين الخراب

(3)وإنما قلنا (غالبا)، لأن منها ما يُعْقَد في البيوت أو الجلسات الخاصة، وذلك

لأسباب؛ كقدوم مسافر ذي صلة بأحد الشعار، أو سفر شخصية مقربة، أو عقد صلح بين

الشعار المتخاصمين، أو جلسة صفاء وسمر، أو نحو ذلك.

(4)انظر (رقصة العدة) للأستاذ الباحث عبدالله صالح حداد.

(5)وهي زيارات بدعية مما كان سائداً في ذلك الوقت، وقد اندثر أكثرها ولله الحمد.

(6)ينظر كتاب (الميزان) للأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف.

(7)للأستاذ عباس محمد باشكيل دراسة بعنوان (موسيقى الشعر الشعبي العامي في

حضرموت)، نشره على أربع حلقات في مجلة الفكر الصادرة عن جمعية أصدقاء المؤرخ

سعيد عوض باوزير الثقافية، ابتداء من العدد 31.

(8)أو: العضيبي. يحتملها السماع.

(9)يئمن = يُؤمِّن، أي: يجعل له أماناً.

(10)يعقوب: أشهر مقبرة في المكلا.

وأعذروني على الإطالة .....!!



( منقول )

موضوع رائع جدا .
يستحق القراءه بتمعن .
وزاده رونق وبها المساجلات
المختاره بعنايه فائقه جدا .
تقبل مروري وخالص إحترامي .
  رد مع اقتباس
قديم 01-19-2018, 01:43 PM   #6
ملك اليمن
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية ملك اليمن

Lightbulb

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ومساكم الله جميعا بالنور والسرور .
وجمعه مُباركه على الجميع
ونسال الله أن يتقبل منا جميعا
صالح الأعمال إن شاء الله .
  رد مع اقتباس
قديم 01-22-2018, 05:20 PM   #7
شهد الملكه
شاعرة السقيفه
 
الصورة الرمزية شهد الملكه

Thumbs up

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك اليمن [ مشاهدة المشاركة ]
قرأت بحثا بهذا العنوان، لم يكتب صاحبه اسمه عليه؛ فأحببت أن أرفعه لكم لما فيه من معلومات تتعلق بالشعر الشعبي.

الإشارة إلى شيء من قوانين وأوزان شعر المدارة .

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني بعض الإخوان أن أبيّن معنى (مدارة الشبواني)، وماهي أشهر (أصواتها) الشعرية،

وكرر هذا الأمر، مع أنني لست به ذا خُبْر؛ فلم أجد بداً من أن أذكر ما أظن أنني أعرفه

عن (مدارة الشبواني)، مع ذكر بعض الأصوات التي كانت مطروقة فيها.

وهي لمحة يسيرة، ورؤية سريعة، وإلا فإنها قابلة للتوسع في فصولها وضرب الأمثلة عليها.

وأنتهزها فرصة لدعوة الإخوان هنا لإثراء هذا المبحث، وإعمال يد التصحيح فيه، والزيادة عليه.

فأقول:

أعني بالمدارة هنا؛ مدارة الشبواني(1).

وسميت المدارةُ مدارةً؛ لاستدارة الجمهور وتحلقهم في ساحة المساجلة، حيث يتحلق

الجمهور حول الشعار مكونين دائرة واسعة محيطة بهم، تاركين لهم وسط الحلقة كميدان

للمساجلات. فالمدارة إذاً هي الميدان الذي يتبارى فيه الشعار.

والمدارة هي الساحة التي يُظهر الشاعر فيها مواهبه الشعرية، حين يرتجل الأشعار ذات

الحكم والأمثال، فيحفظها الجمهور ويترنمون بها، وينشدونها لغيرهم، فتُحفَظ تلك الأشعار زمنا قد يطول إلى ما يشاء الله.

وفيها يمجد الشاعر نفسه وقبيلته وحارته (2) ويرفع من شأنها.

وفيها يناقش الشعار أحوال الناس والبلاد.

ويشاركون إخوانهم في البلاد الأخرى وهمومهم.

ويبعثون الرسائل والبرقيات إلى المسؤولين عبر أشعارهم.

وفيها تقام الخصومات وتزال.

وقد كان الشعار يُعَظِّمُون شأن المدارة، ويتفننون في وصفها؛ فمما جاء في وصفها ما قاله الشاعر باحريز:

الجو صافي والمدارة قال بوسالم محك ** والشعر حر ومدارة الشعار ما عليها قفول

وقال أيضاً:

أيش من راعية ما تستلذ بالمغاني ** والمدارة نفيسة سير ياصاحبي سير

وقال عمر بانبوع:

كل من تربى وسطها يصبر على بركانها ** ولا عرفت الأصدقاء اليوم باترجع خصوم

بل كانت المدارة تُشبَّهُ بميدان معركة؛ حيث يقول بوسراجين:

نا باقبل منك وإنته مني الليلة قبل ** ومن سقط في المعركة بالشان عاده بايثور

وقال أيضاً:

طالت المعركة باشد نا عاحصاني ** وفوق حيد النويمة باتحن المناشير

وقال باحريز:

عمري في التسعين لكنّا شبي في المنترة ** والشمس تشرق قال بوسالم وتعقبها الغروب

وقال أيضاً:

خرج ذا فصل والثاني طويل الليل يالسامر ** طرح يدك على المسبت علن بالحرب يازحفان

وتُشبّه أيضاً بالبحر والأمواج والغبة؛ كقول باحريز:

والناس منتظرة بغت مني خبر ما معي خبر ** وإن شي خبر بايجيبه الغواص من قاع البحور

وقول بوسراجين:

قالوا العقال ماشي في جهنم كوز بارد ** في المدارة ألا مواج تلطم تشابه بحر بكين

وقول باحريز:

والمعاني لها بحر وغبة غزيرة ** مثل ذا البحر لي يقولون له رق وغزار

وللشعار عشق للمساجلات الشعرية في مدارة الشبواني؛ يقول الشاعر ناجي بن علي الحاج:

والشعر له معنى وله ياصاحبي عشقة وفن ** وله خبب ومحاذفة كُلِّين يحذف من قداه

والهرج له ميزان والعاقل إذا تكلم وزن ** ون ما وزن إمعاد بايعرف صباحه من مساه

وتُعقد مدارة الشبواني – غالبا (3)– بعد أداء رقصة العدة (4)، وذلك في مناسبات معتادة أو طارئة.

فمن المناسبات المعتادة:

الزيارات الحولية (5)، والأعياد الوطنية

وليس لنا في الإسلام سوى عيدين (الفطر والأضحى).

ومن المناسبات الطارئة:

الزواج، وتولي حاكم جديد، أو ارتزاقه مولوداً.

وتتكون مدارة الشبواني من ثلاث ركائز أساسية:

1- الشعار: شاعران أو أكثر.
2- المغني: وقد يُكْتفى بمغنٍ واحد، وقد يزيد.
3- الملقن.

أولاً: الشعار.

ولهم في ابتداء المساجلة والقصيد قوانين وأعراف، وذلك من حيث:

1-مفتَتِح المساجلة (بأن يكون المبتدئ هو المضيف، أو مقدم الحارة المعقود فيها المساجلة).

2-مَطْلَع القصيدة ومبناها (من حيث؛ البسملة، والحمدلة، والصلاة والسلام على النبي

صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وأصحابه، وإهداء السلامات، والترحيب بالشعار، وبمن

حضر من المسؤولين أو الوجهاء، وبالجمهور، ثم الفصل – وغالبا ما يتضمن الفصل

حكمة -، ثم الدخول في الموضوع المراد التطرق إليه ... ونحو ذلك مما هو متعارف عليه بينهم).

3-وتعارف المتأخرون على أن الشاعر حين انتهاء قصيدته ينادي أحد الشعار باسمه

ليقوم بالجواب، ثم يلقي قصيدته. ولهم في ذلك طرق معروفة.

4-وبعد أن ينتهي الشعار من إلقاء قصائدهم، تتم المساجلة بينهم جميعاً على آخر الأصوات الملقاة.

5-ثم يتنقل بهم المغني من صوت إلى صوت.

6-ثم يختم المساجلة من بدأها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

7- ومن الأمور الملازمة للشعار حملُ العصا داخل مدارة الشبواني، وحين يلقي

الشاعر قصيدته قد يجعل العصا على عاتقه، وقد يشير بها يمنة ويسرة. وهي تضفي هيبة

للشاعر، وتصوره بصورة المحارب.

ثانياً: المغني.

وبه تبتدئ المدارة، ومهمته أن يتغنى بالصوت الذي سيبني عليه الشعار قصائدهم.

فيتغنى بالصوت مرة ومرتين وثلاثا ...، حتى يتهيأ الشاعر، أو يتسنى له أن يبني قصيدته على هذا الصوت.

فللشعر الشعبي – ومنه شعر الشبواني – بحور شعرية، وهو ما يسميه الشعراء

بالأصوات، - ويتجوّز بعضهم فيسميه بالأوزان -. ومن ذلك قول الشاعر بوسراجين بعد

أن حمي الوطيس بين الشاعر ابن عسكر الخلاقي والشاعر باحريز:

غن عالصوت لا تقلبون عاصوت ثاني ** ليلة النور ما فيها مشقة وتعكير

وأصوات - (أو: بحور، أو: أوزان) - الشعر الشعبي كثيرة (6)، ومن أشهر أصوات شعر

مدارة الشبواني (المثمون)، وهو أشهر الأصوات في العقود الأخيرة.

ولا يعرف بالتحديد نشوء هذه الأصوات، ولا واضعها.

إلا أن منها ما يناظر أبحر الفصيح من حيث التفعيلات،. ولعل تأثير بحور الفصيح في

اللهجة الدارجة كان هو مصدر هذه الأصوات الشعبية، فنشأ - عن طريق التذوق

الشعري، والنغم الموسيقي – ما يسمى بالأصوات. وبالتأكيد أنها تطورت على فترات

متباعدة، فالناظر في شعر الشيخ بامخرمة الصوفي يرى أنه طرق (أصواتا) محدودة،

بينما يرى تكاثر أصوات الشعر الشعبي في القرون المتأخرة.

والحاصل أن هذا الموضوع - (أعني بحور الشعر الشعبي عامة، من حيث؛ أعدادها،

وتعريفها، وأسماؤها، ونشأتها، وواضعها، وأول ما وصل منه، ووجه الشبه بينها وبين

بحور الفصيح ... ونحو ذلك) – يحتاج إلى إفراده بالبحث والدراسة (7)، فلعل أحداً من

الباحثين يقشع الضباب عن هذه التساؤلات، ويجمع ما تفرق في كلام الباحثين السابقين،

مع إبراز فحولة الشعر الشعبي الحضرمي.

وسنضرب أمثلة على بعض الأصوات المطروقة في شعر مدارة الشبواني لاحقاً إن شاء الله.

عوداً على بدء ..

ويتصف المغني بأنه ذو صوت جميل وشجي، وقد عُرف من المغنين في الشعر الشعبي

جماعة بحسن الصوت ونداوته، ومن أشهرهم عندنا في غيل باوزير (الخامر)، وهو الذي

قال فيه الشاعر بوسراجين:

يابن الخامر تفضل لقها جودة وغني ** خلنا بارد عودة عاصواتك والتلاحين

ومن أشهر المغنين في مدينة الشحر (سعد بن حيمد)، وهو الذي رثاه الشاعر المحضار بقوله:

من كما سعد يوقف بين الأشناف مشبوح ** من ثناياه ينثر لول صادق ومرجان

لا لتاته ولاخنه ولاصوت مبحوح ** لا سمعته حسبته قرش غالي ورنان

الغناء موهبة للناس ووسام ممنوح ** من جزيل العطايا عالي القدر والشان

ومن مشاهير المغنّين في المكلا أيضا (صالح دحي) و (مبارك باذياب)، وهذا الأخير هو

الذي خاطبه الشاعر ناجي بن علي الحاج بقوله:

غن يامبارك وأنت يالصمصوم لا ياباجبل ** يا ملحن الأصوات ياقارئ وياخاتم معين

فإذا رأى المغني أن الشعار قد تناولوا الموضوع بما يكفي، أو أن الصوت الأول قد أخذ

حظه من الوقت؛ فإنه يفصل بصوت آخر جديدٍ ومختلفٍ عن الأول، ويتغنى به كما فعل أولاً.

وتستمر المساجلة على الصوت الجديد، لتجديد النشاط، وعدم حصول الإملال للشعار

والجمهور على حدٍ سواء، ولتجديد الإبداع في الشعر والحكم والأمثال من قبل الشعار.

وهكذا .. حتى يختم أحد الشعار المساجلة.

وقد يطرقون في مساجلتهم صوتين أو أكثر من أصوات مدارة الشبواني.

ثالثاً: الملقِّن.

من المعلوم أن شعر مدارة الشبواني كان شعرا ارتجاليا في جميعه، ولأجل ذا فإن الشاعر

يحتاج إلى بعض الوقت لبناء بيت من الشعر أو أكثر لينشده، وكذلك الحال بالنسبة للشاعر

المقابل، ففي هذا الوقت الذي يُحتاج إليه لبناء الأبيات يقوم المغني بشغله، وذلك بترديد

آخر الأبيات الملقاة في المدارة مترنماً به ريثما يتمكن الشاعر من تجميع بيت أو أكثر لإنشاده.

وهنا تأتي مهمة (الملقن)، وهو حفظ الأبيات وتلقينها للمغني.

وقد كان الملقن من الموصوفين بالحفظ السريع، وكان محبو الشعر يستنشدون الملقن لكتابة القصائد.

من أصوات مدارة الشبواني:

## من الأصوات ما يسمى بالمثمون، وهو أشهر أصوات مدارة الشبواني.

وفصل هذا الصوت هو: (ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين سعيد باحريز وعمر بانبوع.

باحريز:

ياحاكم الحكام ياسبحان يالفرد الصمد ** يا من لك التسليم وإليك الخلايق يرجعون

ياذا الكرم يامن عليك العين وعليك العمد ** والإنس والجن كلهم عاربهم يتوكلون

ومن يعز الله ورسوله وله في الخير يد ** يكثر من الصلوات من ذكر النبي لا تغفلون

النافع الشافع محمد لي تعنّى واجتهد ** وَأدَّى الأمانة وانشر الدعوة وهم يتنكرون

سلام عالضوء الجديد والشهر لي شوَّع ومد ** والجيل هذا زينة الأموال وحياة البنون

ذا فصل والثاني الدخون لا ما نفع ما ضر حد ** ومن باع قسمه في الحطب لا يبيع قسمه في الدخون

وشو عاده ألَّا بانت الخيطين لأبيض والسود ** وجات في صلاح المغني والذي بايقصدون

تمت مقاصيدي وزال الهم مني والنكد ** وشعرت بالراحة وشفت العافية بعد السكون

هذا علي ناصر وياشاهد على هرجي شهد ** ذلحين باسوّس وبلقي حصن ما بين الحصون

عمر بانبوع:

با سين بسم الله يارحمن يالفرد الصمد ** ياعالم الكاين ولي قد كان واللي بايكون

يامالك الأملاك يامول المواهب والمدد ** ياصاحب المدات والحركة بيدك والسكون

صلوا على احمد ما ركع راكع وما ساجد سجد ** من لا يصلي عا محمد ياغبونه بالغبون

والآل والأصحاب أهل الصبر وصحاب الجلد ** لي جاهدوا الكفرة بحد السيف بكوهم شنون

سلام لك يايوم فيك الشعب بالسعد استعد ** يايوم لاستقلال عز المال وحياة البنون

آنست ياناصر محمد ياأسد يابن الأسد ** آنست يالذيب الصمع ياوعل منصوب القرون

[آنستمونا أنت ورفاقك مصابيح البلد ** إخوانكم فرحوا بكم بوصولكم يستبشرون]

باحريز:

أتى الفرج وتبدلت أحوالنا والعزم جد ** ومن باينوّل يطلع ألا في وسيعات الخنون

قفل وشل القفل يالتالي على رغم الحسد ** هيا عسى الشعار يرمون الهدف لا يفشلون

وما طلعته الأرض بايكفي الشيابة والولد ** والدخل من زايد ومعنا المان زايد والسكون

مانا عصرت أذني لبن شملان لي قمر بن سند ** لله دره لي رطس بالوعل منصوب القرون

لي شلوا اللمشة من ايده معاد ينفعه المهد ** ومن نقف اعيونه فيين اليوم بايلحق عيون

عمر بانبوع:

ياثورة اكتوبر رفعتي شاننا بعد النكد ** واهل الدناءة والحسد باقي علينا يحسدون

***
ذا فصل والثاني معي ميزان معدول الكفف ** نوزن به المخلوق بالقيراط نوزن والقفال

قالوا لنا إنته فتنت أهل السويري والغرف ** ولقيتهم قسمين كل واحد لقى بيس الفعال

قالوا لنا إنته تعلمت البناء من غير كف ** وخرجت عفريت الرقق لي في الرقق ساكن وحال

باحريز:

من طوّل اذراعه على صاحبه بايعطيه كف ** ومن قال لك من قال قل له بوفرج بحريز قال

دخلوا لي الغبة ولا جابو من الغبة صدف ** يابوي نا ياقطب قلبي يابدالي بالبدال

بانبوع:

رجال يضرب صوب ونته تقول له ضربك طفف ** شحطّهم ياسعيد لمّا جبتها وسط التفال

باحريز:

من لا حضر عالتمر يعطونه العيَم ولاّ الحشف ** الحاد له لي ما طعم نخل السقاطر والبقال

بانبوع:

الزقر عاده خيب ونته باتحمّله الكلف ** بخيل عالبُصرة وباتحمل طويلات الدقال

باحريز:

من قال يحبها وكورها عليه العقل خف ** ومن قال مال الناس مالي ما لقى له راس مال

البحر يتبلّد وبحر الآدمي ماله طرف ** يلقي قصص ما حد تلقيها يزعزع بالجبال

بانبوع:

دخّلك بيده قمت باتخرجه من عرض الخلف ** شف ما يلقّي هكذا ألا خبيثين العمال

كل من لقى لك لق له والبر ياصاحب سلف ** ون تسقط السترة يسقطين القواسم والقبال

باحريز:

الله يدوم الجبر ويدوم المروة والشرف ** ومن لا حسب للتالية يصبر على قيل وقال

## ومن الأصوات أيضاً ما يسمى بالمربوع.

وفصل هذا الصوت هو (ذا خرج فصل والثاني).

وهو من أصوات الزامل أيضاً.

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشعار باحريز والمعلم وفيصل النعيري:

باحريز:

ذا خرج فصل والثاني سرع يالمغني ** والمزامير في راسي مية والف مزمار

أيش لك في خريف الناس ياذا المصلي ** رد نفسك رجع خل اللعب والتمسخار

المعلم:

ذا الكلام السوا ياباحريز المسلي ** والصنابيق بايمشين في البحر سنيار

يامسلم تسلم يامودي تودي ** باتكلم وبادق للعدو ألف مسمار

باحريز:

نا بغيتك تحط البار وتحل عندي ** وكل من حب حد بايطرح البار عالبار

المعلم:

لو تبانا نحل عندك وجنبك بجنبي ** كان ما لقيت لي ياسعيد جملة تعتوار

ما معي ريح عاد الريح بحري وبري ** السوت أيش يقطبها بلا غير منشار

والسرج ما انطفت والبحر يخلي ويملي ** والتفخار ماشي فايدة في التفخار

سكن في الحصن ما واحد في الحصن إنسي ** ربي يارب تفرفرهم من الحصن فرفار

فيصل:

باقي الصدق يالشعار والكذب يتلي ** والوفاء والشهامة شيمة الناس لخيار

باحريز:

يشهد الله ياذا صدق والصدق يحكي ** والجمالات مطروحة والاكياس طيار

المعلم:

يامحافظ سمع فيصل يكسر ويرمي ** كلنا بانجي حقبة على عز ومقدار

باحريز:

نحمد الله لا شكوى ولا عين تبكي ** العشيرة خوة والدار ياحبيّب الدار

فيصل:

نحنا للخير لا ياسعيد كلين يدري ** طيلة الدهر مانحنا من الناس لشرار

المعلم:

كلنا بانقع معكم وبالحال نفدي ** من بغى شبر في ذي الأرض يادماره بالدمار

باحريز:

نا من الناس شوفونــا وشو الناس مني ** نعل بوها حياة لا ما لها عز ومقدار

نفسي ألا تزم شفنا على عيال مقدي ** الدويلة معي والقبس بايطلع النار

اكبروا كلكم على ذا الجراد المعلي ** بوفرج يقبض المطرب ونا بفقع الطار

فيصل:

للوديعة وصل ونصب خيامه ويبني ** ماحسب عاد معنا جيش والشعب جبار

المعلم:

لي وصل للوديعة عاده يشكي ويبكي ** يوم جيش العرمرم بايفرفره فرفار

باحريز:

كل من قال باسوي وبفعل وبلقي ** ما لقى معنقة وإن قد لقت كذب وبوار

بنْلقي له مداره شرح قطني وحجري ** وإن سكر عادهم معنا في الدار سكار

فيصل:

يارفاق النضال الشعب جيد ويعطي ** كل جهده وروحه للوليد الذي سار

باحريز:

مفتي الأربعة نحنا معك بانصلي ** لا تيممت بانتبعك من اكبار وصغار

في الفتن فايدة والموت من عند ربي ** بانحن عالوطن والله يقدر ويختار

فيصل:

كم إمام مضى قبلي ويأتون بعدي ** بايسيرون في نفس الطريق أهلها الدار

باحريز:

من هم قال بومحفوظ لانشدت قلبي ** ما عطانا خبر الله كبر عاهل بازار

كل شرّير بايلحق مية والف شري ** والضيافة بغت فلفل وبسباسها حار

فيصل:

فكرنا قد دخل في كل مصنع وحقلِ ** وانجلى الشوش لي قد كان للحق ستار


وهناك أصوات لا أعلم مسمّياتها الشعبية المتعارف عليها:

## فمن هذه الأصوات ما فصله: (خرج ذا فصل والثاني).

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين طارق النعيري وسعيد باحريز:

طارق النعيري:

ودلوك لي سقط في البير سقط ولعاد بايطلع ** ونحن زهرة الدنيا وأولها وتاليها

باحريز:

وذاك الدلو لي قلتوا سقط في البير بايطلع ** وعادك باتشل وحدة ووحدة باتخليها

ووحدة قال بو سالم خير من عشر ما تنفع ** وزنها يابن الصوري وفكر في معانيها

وللأيام سكرتها تبت وتقول لك برجع ** كما اللي يخرج الكلمة ويرجع مايوفيها

ومن غراك لاتغتر ومن طمعك لاتطمع ** ولا شفت السماء سودة تعوذ من مناشيها

ونا ما بخرج الزامل بلا سكين نتبرع ** وكل رقبة طويلة رأس لها آفه تواطيها

صبربايجي لها فارع من الشارع وبايفرع ** وكل من سرح النشره بيده بايضويها

بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع ** ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها

ولاعزمت السفر خاير إذا ما بان لك مطلع ** إذا طرحت سفينة نوح حمل ما معك فيها

إذا سرحك بانافع بشر ياهاجسي واقطع ** طبينك فاتح الخزنة ملانة أيش يخليها

فرشنا الطاقة الحمراء وهيا من شعق يدرع ** ودار السعد ما تسقط وتأتي فوق كاريها

وياطارق طرق واسرع وشل السيف والمخلع ** وصبح رأسها خله وخل كل عين تبكيها

ومن فروع هذا الصوت ما يسمّى بالخابة:

ومنها مساجلة بين الشاعرين الحباني وباحريز:

الحباني:

ولا يابن دحي طالت لساني ** وده الحارة عليها القلب مقطوب

وقولي يسمعه حاسد وشاني ** إذا جبته لقوا له نخل وعلوب

باحريز:

وياباخميس شفنا بن يماني ** ولا برصن غنم في حبل مقطوب

معانا مسألة وكلام ثاني ** ولكنّ العرب في الشيخ يعقوب (10)

ومنها قول الشاعر أحمد محمد بكير:

عبيد المنع كلم خوك جمعان ** لأنك تعرف اكلام الشيابة

بغينا قامزي جبتوا مريكان ** نبا بطيخ جبتوا لي كزابة

## ومنها ما فصله: (فصل والثاني)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين ناجي بن علي الحاج وباحريز:

ناجي:

فصل والثاني بطينا من مغاني بوعمر ** لو بخيره الصبر ما صبرنا من المغنى زمان

بوعمر ما نسيت جوده حن عنده وانكسر ** حقه المقدم ولا بغى يافلان اتبع فلان

وإن قعت غلطة وحد شاف الحجر دق الحجر ** ذا سببه السمن لي خبّوه وسط المرطبان

باحريز:

من برز بك لا يغرك لا تبا مني خبر ** السرق سرقوا العماني لي تجيبه من عمان

ناجي:

نا سمع ونشوف شوف المبعدة ما بي عور ** كننا نتبع زماني لأجل يتبعنا الزمان

ذا يماني ذا يساري وأنت سمعي والبصر ** يوم مالي عذر بصبر عايساري واليمان

ما يهوّن في صحابه ما يدفرها الستر ** كل من يعرف مكانه خير له من كل مكان

باحريز:

وينها ذيك المطالع لي تبشر بالمطر ** والمحبة ما نباها لي من أطراف اللسان

ناجي:

نا معك كاه قع معانا لا تصوّر بي صور ** ساير الجاويد واصبر واتبع الناس الزيان

عاحصاة الساس حملوا بالمخالع والزبر ** الله اعلم شي ضرورة أو لهم حاجة وشان

أو بغوا باسمح ينقف من مكان آل باعمر ** بعد ما تعنّى وقد جاب المحروي والكلان

باحريز:

ما قريتوا في تبارك ما قريتوا في السور ** أذّن المغرب وراكم ما تسمعون الأذان

ناجي:

ياحلا ليلة وزانت عندنا بحراً وبر ** سعيد بانسمه حالك لا بطى حالك ملان

النصع صابوه ليهم يعرفوا ضرب العكر ** خربوا مبنى الفشل لي قام عَ ثلاثة ركان

والحنش هي والعقارب قربهن كله خطر ** حد يئمّن (9) عقربة ولاّ حنش وسط الدفان

باحريز:

من معه ليحان يبني ومن معه ألاّ عشر ** لعاد يشكي من زمانه أيش لقّى به الزمان

والحنش ودّتك يعقوب (10) يابك ألاّ باعمر ** والقشاشة عاد بوها لي على راس الكلان

وين نا ما اليوم تاير قد معي عشرين كر ** بدكي ألاّ عا يساري قال شاعر واليمان

ناجي:

يالحمول الزين جنب من ركيكات النشر ** واطلع ألاّ وسط موتر في المخافة والأمان

معاد باضايقك يكفي قد عبر ما قد عبر ** إن معك كورة قبلته وإن معك داود خان

باحريز:

السواعي عادها ألاّ باتجي حق بلحمر ** من معه شي نول ولاّ ياهوانه بالهوان

ناجي:

يالوعول المربعية ياجليلات العِيَر ** سرّوا المغنى وخلّوا روسنا بالزبرقان

باحريز:

صاحب القنبوس سالي لي ينسنس عالوتر ** وياحصاة ما ذه مكانش دوّري لش عامكان

ناجي:

معاد بانطوّل ويكفي قد مليناها العبر ** من قصر ما حضر سمرنا ياجنانه بالجنان

واختم السمرة بطه هي وياجميع السور ** رب صلّح شاننا لا يامصلّح كل شان

## ومنها ما فصله: (هذا خرج فصل والثاني)

ومما قيل على هذا الصوت القصيدة المشهورة للشاعر سعيد بن حيمد، والتي مطلعها:

هذا خرج فصل والثاني من المغمرة ** ونعمك الهند لي ربت عيال الهنود

لي في الطبق انكشف لي في الطبق مجهرة ** لي في الطبق قد فتن عربان كانوا سدود

ولعاد حد ناس لي هي تنكر المنكرة ** باعوا الكفف والسلاسل باقي ألا العمود

كله السبب من عجوز ابليس إِلساحرة ** خلت ولدها مبارك قام هد في عبود

وأهل السبب نكتوا الساني وقطبوها السرة ** وخلوا الثور والساني سقط في المقود

وهدموا (الحصن) خلونا نحل بالكرة ** هذي فضيحة وخلق الله عليها شهود

وجحّبوا الساعية شفها على الكاسرة ** في السَّيْف عيدانها فرّن على عود عود

كانت قلوب العرب من سمح متجابرة ** واليوم ظهرت مصايب حرّقت بالكبود

ما شي على الناس شر ذلاّ سحب عابرة ** بعد الزِّيَب والعواصف باتهب الندود

راسي غلب ما رضى بالهون والقاصرة ** عالعز حتى مسي ملحود بطن اللحود

## ومنها ما فصله: (ذا فصل والفصل لآخر)

وهذه مساجلة على هذا الصوت بين الشاعرين بوسراجين وناجي بن علي الحاج.

ناجي:

ذا فصل والفصل لآخر قدها مع الناس قاله ** لا ترد عما سمعته لمان تعرف معانيه

واترك سباق الحوادث لمّا تجيك الرسالة ** رتّب وجمّل حسابك واحذر عمّا تلاقيه

الصبر والعقل حكمة ومن شروط الرجالة ** والطيش هو والتسرع شيطان الله يخزيه

بو سراجين:

الزقر يشكي ويبكي خالته ياخس خاله ** لقت لهم شغل ماكن ذا شغل محد يلقيه

ناجي:

الزقر زاكي وعاقل وزين عاكل حاله ** عاديتو الزين شوكم والزين محّد يعاديه

بوسراجين:

صاحبك مافيه قدرة صاحبك مافيه آلة ** طاول بعود المدنّق من قبل شي نار تلفيه

لو هو من أهل الشطارة ولاّ من أهل الفوالة ** إن كان عوده المعوّي جاب المعلم يساويه

ناجي:

لا حد يلوم الهضيبي (8) في البحر لا طوى حباله ** مريض كم له يعاني يكفيه ياشيخ لي فيه

دخل من الشمس لا الظل قلتو فزع من ظلاله ** بقي في الشمس دحّل والدار خربت مبانيه

بوسراجين:

الدار باقي مكانه أسهمه هي ياقباله ** محمود باقي بأهله صاحبك ذلاّ فسح فيه

ليته صبر طين ساعة ليته لقاها جماله ** أما المرض له مداوي كل من مرض بانداويه

ناجي:

بوسبع من خوه لا سكن جاه البلا من عياله ** ونهار حلقه ينقض ما جاه مخلوق يسقيه

قد علمته التجارب يفدي بحاله وماله ** والطبع هوذاك فيهم من فيه شي ما يخليه

بوسراجين:

لي ما يروم المعزة دوبه بغى ألا الرذالة ** لا تحسبونه معانا خلّة يجلس بما فيه

ناجي:

بغيت باحك صفرك والوعد لما تبالة ** راسك لا قد رفعته معنا عول باتوطيه

بوسراجين:

ناجي وقف عند حدك خلّي الخوق والهبالة ** صاحبك رجال عاصي دع له عسى الله يهديه

ناجي:

ياشيخ لي نفس عِنْفة نا ما رضي بالفساله ** الحدب كيره بيدي نرشنه شفنا ونطفيه

بوسراجين:

ناحيد رازي ونايف مايهمنا باسهاله ** والشر هو رأس مالي سُرّحه شفنا وضويه

وهناك أصوات أخرى؛ تُعرف بمطالعة دوواين الشعراء الشعبيين الحضرميين، ككتاب

(باحريز .. فارس المدارة)، وكتاب (أحمد محمد بكير .. شاعر المكلا)، وكتاب (من

الشعر الشعبي) للراوية محمد عبدالرحمن الباني وغير ذلك.

هذا ما أحببت الإشارة إليه مما يخص مدارة الشبواني وأصواتها، والمجال مفسوح لنقده

لتهذيبه وترتيبه، وتصحيحه وتصويبه، وتوسيعه وتقريبه ..

(1) اختلف الباحثون في ضبط اسم هذا النوع من الأدب الشعبي، وأصل تسميته؛ فمن

قائل بأنها (شُوَّاني)، ومن قائل بأنها (شبواني).

وقد كُتِبَ فيها شيء من البحوث والنقاشات. ولعل شاعرنا (بن احمد) يتحفنا بما كُتب فيها،

ويستجلي لنا تفاصيل هذا الخلاف. لا سيما وأن من أطراف هذا الخلاف الأستاذ الباحث

في الشعر الشعبي رياض باشراحيل. وممن كتب في هذا الموضوع الأستاذ الأديب

المؤرخ عبدالله صالح حداد.

(2) ومن جميل ما مدح به الشاعر باحريز حارته هذه الأبيات المتفرقات:

سلام عاحافة إذا ونّيت قالت أيش بك ** وإن قد ضرب راسك تبيت تحت راسك ما تنام

حافة إذا ما رضيت بالفضة رضتنا بالذهب ** وإن ما بغيت الغزل درعت لي من الطاقة حرير

سلام عاحافة ملانة رجل وملانة زوَن ** المنتهى قدها في الدنيا وقرة كل عين

وسلام عاحافة إذا حبتك تسقيك اللبن ** وإذا نوت مزقلك زقلت بك وقالت: من تكون ؟!!

سلام عاحافة سقتنا السمن وسقتنا العسل ** من عادنا ألاّ خيب لا نحبي ولا نقدر نسير

سلام عاحافة إذا مافيك دم تعطيك دم ** وتركب الواير وتصلح به مكايين الخراب

(3)وإنما قلنا (غالبا)، لأن منها ما يُعْقَد في البيوت أو الجلسات الخاصة، وذلك

لأسباب؛ كقدوم مسافر ذي صلة بأحد الشعار، أو سفر شخصية مقربة، أو عقد صلح بين

الشعار المتخاصمين، أو جلسة صفاء وسمر، أو نحو ذلك.

(4)انظر (رقصة العدة) للأستاذ الباحث عبدالله صالح حداد.

(5)وهي زيارات بدعية مما كان سائداً في ذلك الوقت، وقد اندثر أكثرها ولله الحمد.

(6)ينظر كتاب (الميزان) للأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف.

(7)للأستاذ عباس محمد باشكيل دراسة بعنوان (موسيقى الشعر الشعبي العامي في

حضرموت)، نشره على أربع حلقات في مجلة الفكر الصادرة عن جمعية أصدقاء المؤرخ

سعيد عوض باوزير الثقافية، ابتداء من العدد 31.

(8)أو: العضيبي. يحتملها السماع.

(9)يئمن = يُؤمِّن، أي: يجعل له أماناً.

(10)يعقوب: أشهر مقبرة في المكلا.

وأعذروني على الإطالة .....!!



( منقول )

موضوع في مُنتها الروعه ويعتبر مرجع لكافة الشُعار بدون إستثناء .
تسلم يا ملك اليمن على نقلك لنا هذا الموضوع المُميز
الذي سيستفيد منه الجميع .
تقبل مروري وجُل تقديري لشخصك الكريم .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas