المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


يوم الاستقلال والوفد الجنوبي واول حكومة لدولة الجنوب 30نوفمبر67

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-13-2010, 01:58 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

يوم الاستقلال والوفد الجنوبي واول حكومة لدولة الجنوب 30نوفمبر67


أيام تاريخية مجيدة جديرة بان تروى
عن حرب تحرير ومفاوضات استقلال الجنوب


12/12/2010
عبدالرحمن احمد عبده -نيوزيمن:

" ايه يا جنوب الجزيرة العربية .. ما الذي ستصيرين اليه ؟ " هذه العبارة قالها المستر اشورت المستشار الإعلامي للمندوب السامي البريطاني في عدن ، والقوات البريطانية تستعد للرحيل من جنوب اليمن في يوم الخامس والعشرين من نوفمبر 1967م ، حيث كان القوات البريطانية تسحب جنودها بالتدريج من أحياء كريتر والمعلا والتواهي التي كانت تفرض عليها السلطات الاستعمارية حظرا للتجول و هي تلفظ انفاسها.

في تلك الايام كانت تسجل في التاريخ واحدة من أروع الانتصارات الكبيرة ليس في تاريخ اليمن والوطن العربي فحسب ، بل وفي تاريخ حركة التحرير العربية و العالمية ، وللاسف حدث كهذا لا يحتفى به كما ينبغي ولم يحدث ان احتفى به في مكانته العربية كما يليق لان حدث كهذا تحقق في ظل نكسة عربية لقيت تعبيرها في هزيمة حزيران وشكل نقطة ضوء في ليل دامس بفضل مقاومة شرسة حققت انتصارا مستحقا على إمبراطورية استعمارية لم تكن تغب عنها الشمس انذاك !

قصة استقلال جنوب اليمن وخروج آخر جنود الإمبراطورية البريطانية من مدينة عدن ، حكاية جديرة بان تروى في إطار آخر غير ما عهدناه لتأخذ الحكاية مكانتها المستحقة في تاريخنا لا الاكتفاء بالاحتفاء البرتوكولي الممل , وليأخذ رجال تلك المرحلة المشرفة مكانهم الحقيقي في التاريخ .

شهدت مرحلة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني منذ اندلاع ثورة 14 أكتوبر في عام 1963م و تصاعد الكفاح منذ الانطلاقة حتى الانتصار احداث كبيرة و قدمت دلالات كبيرة على قدرات ساسة وفدائيين اثبتوا انهم على قدر عال من الحنكة و القدرة لتركيع قوة استعمارية جبارة .

واذا كانت _ ومازالت _ هذه المرحلة بكل أحداثها و منعطفاتها جديرة بقراءة وطنية صادقة تحتكم لمعايير كتابة التاريخ بما يتطلبه ذلك من مراجعة لما قيل وما كتب إلا ان مفاوضات انجاز الاستقلال التي قادها ساسة وفدائيو الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن والإعداد للحظة التاريخية في 30 نوفمبر تمثل أيام مجيدة لا لبس تاريخي فيما ووثائقها دامغة ، تستحق إلقاء الضوء عليها مجددا و الاحتفاء بها و بصانعيها ، بغض النظر عما ألت إليه أحوال هؤلاء الرجال بعد الاستقلال (عندما بدأت القطة تأكل أبنائها) .. !

ثورة في إطارها العربي و العالمي
كتب همفري تريفيليان آخر مندوب سامي بريطاني في عدن : " كانت بريطانيا قد قررت وفقا لاتفاقياتها مع حكومة الاتحاد بالانسحاب عام 1968م ولكن هذه التطورات _ يقصد تصعيد الكفاح المسلح _ أجبرتها على التفكير في تقديم تاريخ الانسحاب مع الإصرار على المحافظة على القاعدة البريطانية .. " لهذا في مارس 1967م زار جورج توماس وزير الدولة البريطاني الجنوب واخبر الحكومة الاتحادية بان موعد الاستقلال سيكون في نوفمبر 1967م وان الحكومة البريطانية ستحتفظ بقوة بحرية من حاملات الطائرات على مقربة من الساحل لتقديم الدعم المطلوب لاتحاد إمارات الجنوب العربي , ولكن حكومة الاتحاد رفضت موعد الاستقلال ورأته مبكرا !

كانت بريطانيا تعتبر عدن والجنوب المخفر الأساسي و الملجأ الأخير لها حيث توجد اخطر قواعد عسكرية وجوية و بحرية وفقا لما ورد في الكتاب الأبيض للحكومة البريطانية في 12/2/1964م ولهذا فهي كانت تسعى وهي مرغمة على خوض عملية التفاوض مع الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل للاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في عدن و الخروج بأقل الخسائر من الجنوب .

" .. إن اندلاع الثورة المسلحة في الجنوب قد وجه ضربة قاضية لكل المخططات الاستعمارية و الرجعية السابقة والتي عملت بشراسة خلال أعوام 1961م 1962م على عزل ومحاصرة القوة التقدمية في العالم العربي ممثلة في الأساس في الجمهورية العربية المتحدة.. ليس هذا فقط بل انه ساهم بدرجه كبيره لان تتحول القوة التقدمية إلى مواقع الهجوم , و الهجوم على اخطر موقع رجعي و استعماري في المنطقة ، فلقد نشب الكفاح المسلح على أطراف حقول البترول الهامة الممتدة في الخليج و السعودية و أصبح يمثل خطرا حقيقيا على جوهر المصالح الاستعمارية في المنطقة " هكذا كتب الدكتور فتحي عبد الفتاح عن ثورة 14 أكتوبر في كتابة (تجربة الثورة في اليمن الديمقراطية) والذي اعتبر ان الميثاق الوطني الصادر عن المؤتمر الأول للجبهة القومية : " لا يقل من الناحية الموضوعية في خطورته و تأثيره عن المعارك المتصلة التي كانت تقودها الجبهة .. بل ان الميثاق جاء مفاجأة كبيرة ليس للأوساط الاستعمارية و المرتبطة بها فقط بل و لكثير من القوى الوطنية في العالم العربي ... لقد جاء ليؤكد ان ثمة تطورا فكريا هاما كان يجري داخل صفوف المقاتلين ... " فقد أكد الميثاق ان الثورة في الجنوب هي جزء من قوى الثورة العربية و الثورة العالمية ..

نقل الدكتور فتحي عبد الفتاح في كتابه عن الفدائي محمد صالح مطيع قوله " كان الكفاح المسلح يفرض علينا ان نتطلع الى تجارب الشعوب الأخرى وبدأنا نقرأ بنهم _ ونحن نعد للعمليات العسكرية _ عن تجارب كاسترو والجزائر والصين وفيتنام ".

" كان شعور قيادة الجبهة القومية : ان العمل البطولي المسلح في الجبال والأرياف ، لابد ان يرافقه عمل فدائي في مدينه عدن مهما كانت التضحيات والصعاب والمخاطر المترتبة على ذلك.. " ، لهذا فقد مثل العمل الفدائي في عدن مرحلة العبور الجسور نحو ضرب الاستعمار في العمق وكل ذلك متوافقاً مع الكفاح المسلح لجيش التحرير الشعبي في الارياف ، وبالعودة الى سلسلة العمليات الفدائية التي ذكرت في مراجع عديدة وحوارات الفدائيين والمناضلين سنجد مدرسة في فن النضال المسلح والسياسي نفذه شباب وفتية من أبناء هذا البلد بثقة عالية وروح متقدة ، تجبرنا على استذكارها والتعلم من صفات هؤلاء المناضلين من الرجال والنساء.

وما يلزم الوقوف أمامه من الاحداث العديدة في سفر الثورة في الجنوب نحو الاستقلال ، هو الحدث العبرة محلياً وعربياً ودولياً عندما استطاع فدائيو الجبهة القومية السيطرة على مدينة كريتر في يونيو 1967م ، بعد ان كانت الخيبة والانكسار قد حل في نفوس الناس اثر هزيمة مصر والعرب عموماً في 5 يونيو وهو اليوم المعروف بيوم النكسة !

فبعد ايام قليلة فقط من النكسة كان رد فدائيو عدن وأهلها قوياً حينما أعلنوا السيطرة الكاملة على مدينة كريتر والاستيلاء عليها " لقد تمكنت الجبهة القومية من السيطرة الكاملة على مدينة كريتر لمدة 16 يوماً كاملة وتمكنت من المقاومة على الرغم من الحصار العسكري والإعلامي والسياسي والنفسي وقطع الماء والكهرباء … " وعن تلك الانتفاضة كتب محمد سعيد عبدالله (محسن) في كتابه (عدن .. كفاح شعب وهزيمة امبراطورية) " لقد مثلث انتفاضة 20 يونيو 1967م رداً على نكسة 5 حزيران . وفي ذات الوقت كانت بمثابة تعبير عن عملية الرفض للوجود الاستعماري وكل المحاولات الهادفة الى احتواء الثورة ... " .

يذكر السيد همفري تريفليان في كتابة (الشرق الاوسط في ثورة) : " اجمع كبار الضباط من الجيش والبوليس والخدمة المدنية ان الحكومة الاتحادية بعد حوادث 20 يونيو فقدت البقية والباقية الضئيلة من سمعتها وكذلك ولاء قواتها لها .. ولم ينته شهر يونيو 1967م الا وجميع قواتنا قد انسحبت من الارياف الا عدن وذلك كخطوة اولية للجلاء النهائي .. وبعد مضي أقل من شهر على انسحاب قواتنا من الارياف تساقطت الولايات الوسطى والغربية بيد الثوار خلال اسبوع او اسبوعين ووقعت معظمها بيد الجبهة القومية" .

مفاوضات الاستقلال

وصف السيد همفري تريفيليان أخر مندوب سامي بريطاني في عدن اتفاقية استقلال الجنوب بأنها " كانت اتفاقية مشرفة خالية من اي شرط ، فلقد رفض مفاوضو الجبهة القومية الاقتراح الخاص بوجود بعثة عسكرية بريطانية كما رفضوا قبول بعض العناصر التي اقترح الجانب البريطاني ضمهم الى السلطة الجديدة في الجنوب " .
وكان تريفيليان قبل الإعلان عن المفاوضات ووفقاً لحسابات السياسة البريطانية نتيجة للوقائع المستجدة والمتسارعة على الأرض قد أرسل الى حكومته في لندن يطلب الاعتراف بالجبهة القومية بانها هي القوة التي يمكن لبريطانيا ان تتفاوض معها .

قبل ان يتوجه وفد من الجبهة القومية الى جنيف في سويسرا للقاء بالوفد البريطاني ، زار مصر والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر الذي ابدى استعداده _ بعد طلب وفد الجبهة القومية _ لان يكون هناك ممثل شخصي له يكون على مقربة من وفد الجبهة القومية للأخذ برأيه في حالة برزت اية صعوبات او مشكلات مع الوفد البريطاني ، كما طلب وفد الجبهة القومية ان تكون مصر اول دولة عربية واول دولة بشكل عام تعترف بالاستقلال الوطني بقيادة الجبهة القومية .

ويمكن القول وبناء على حديث عبد الفتاح اسماعيل لصحيفة الامل اليمنية في نوفمبر 1985م بأن ذلك اللقاء الشهير الذي جمع وفد الجبهة القومية برئاسة الرئيس قحطان الشعبي مثل فرصة لتجاوز الملابسات التي وقعت بين الجبهة من جهة ومصر من جهة اخرى وتبادل الطرفان التوضيح بشأن دور الاجهزة الاستخباراتية المصرية ودور أجهزة الاعلام المصرية تجاه مجريات الثورة الجنوب انذاك الى جانب دعم الجبهة في جنيف .

ينقل عبد الفتاح اسماعيل _ الذي ساهم في قيادة العمل الفدائي في جبهة عدن في مرحلة الكفاح المسلح _ في حديثة الصحفي عن الرئيس عبد الناصر قوله لوفد الجبهة القومية : " انا سوف ابعث بممثل شخصي يكون على مقربة من أمور المفاوضات ، كما وافق على رأينا بان يكون هناك ايضاً ممثل للرئيس الجزائري هواري بومدين .. وقد كان هذا مصدر سعادة كبيرة حينها ، لأننا كنا نشعر بالصعوبة الكبيرة التي يمكن ان تواجهنا اثناء المحادثات وبأهمية ان نستند معنوياً على خلفية عربية وبالذات مصر عبد الناصر وثورة الجزائر المنتصرة التي كان لها تأثير كبير على المنطقة العربية ".

وفقا لقرار الامانة العامة للجبهة القومية تشكل وفدها الى جنيف من : رئيس الوفد السيد قحطان محمد الشعبي والأعضاء السيد سيف احمد الضالعي ، السيد خالد محمد عبد العزيز ، السيد عبد الفتاح اسماعيل الجوفي ، السيد العقيد عبد الله صالح عولقي ، السيد فيصل عبد اللطيف الشعبي والسيد احمد محمد البيشي . المستشارون : السيد احمد علي مسعد (سكرتير) ، السيد عبد الله علي عقبة (مترجم) ، المقدم محمد احمد السياري ، المقدم حسين بن مسلم المنهلي ، الدكتور محمد عمر الحبشي ، السيد محمد احمد عقبة ، السيد ابو بكر سالم قطي ، السيد محمد سعيد مدحي ، السيد عادل خليفة والآنسة ملكه عبد اللاه احمد .
وفي جنيف ، بعد ان اعد كل من وفدي الجبهة القومية والحكومة البريطانية ورقتي عمل بشان المفاوضات عقدت الجلسة الاولى بين الوفدين عند الساعة الثالثة والخامسة عشر دقيقة من مساء الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر 1967م .

وصف رئيس الوفد البريطاني اللورد شاكلتون في بداية جلسة (محادثات الجنوب العربي) باللحظة التاريخية بالنسبة للجنوب العربي وكذا لبريطانيا واعرب عن امله في ان تسير المحادثات سيراً ودياً وان تأخذ المناقشات طابع السرية ويتفق على تشكيل مكتب مشترك للصحافة وإصدار بلاغ صحفي بعد كل اجتماع .

رئيس وفد الجبهة القومية السيد قحطان الشعبي عبر عن سروره واعضاء الوفد لوجودهم في جنيف لبحت موضوع لبحث موضوع الاستقلال ونوه الى ان "وفده ليس لديه المهارة والخبرة في مثل هذا النوع من المفاوضات التي تتوفر بدون شك لاعضاء الوفد البريطاني ".

ورداً على شاكلتون وافق وفد الجبهة على الاجراءات والسرية في العمل إلا انه كما ورد في التسجيل الموجز لمحادثات اليوم الاول قال قحطان الشعبي " يجب ان تكون الاجراءات سرية جداً ولكن الجبهة القومية تحتفظ بحقها في شرح قضية البلد للعالم الخارجي دون الماس بالمحادثات ".

في كلمته الاستهلالية تطرق قحطان الشعبي الى كثير من النقاط التي تعني بالاستقلال وسيادة الدولة الجديدة والمساعدات والترتيبات الادارية لاستمرار المحادثات حتى الاتفاق على وثيقة الاستقلال وكرر القول " بان الوفد ليست لديه الخبرة في التفاوض لكنه قوي بعدالة قضية شعبة " .

جاء في وثيقة (محادثات الجنوب العربي) ان اللورد شاكلتون عقب على حديث رئيس وفد الجبهة القومية بالقول " على الرغم من ان السيد قحطان الشعبي ادعى بان اعضاء وفده ليسوا مفاوضين مهرة إلا ان ملاحظاته المرتبة والمنظمة تثبت عكس ذلك " .

والى جانب نقاط عديدة تضمنها تعقيب شاكلتون فقد أفاد " بانه متردد في الدفاع عن سجل الاحتلال البريطاني لكونه مواطناً ايرلندياً ولكنه شدد على ان بريطانيا قد أخذت القليل من الجنوب العربي " ، وتعقيباً على هذه النقطة قال قحطان الشعبي " بانه لا يخفي على اللورد شاكلتون وكذا أعضاء الوفد البريطاني من ان الجنوب العربي قد ظل تحت الاحتلال لمدة 128 عاماً وفي أثناء هذه المدة جنت بريطانيا فوائد جمة من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية وبالاضافة الى الميناء الدولي ، فقد كانت قاعدة عدن ذات فائدة كبرى لبريطانيا في أهم مراحل التاريخ العالمي ، كما ان الجنوب العربي ظل سوقاً مفتوحاً للمنتجات البريطانية لفترة طويلة وهناك فوائد اخرى غير ظاهرة " .

وذكر السيد قحطان الشعبي بانه لم يشدد على هذه النقاط تعبيراً عن شعور معاد ولكنه ليوضح مسئولية بريطانيا الادبية والمعنوية لتقديم المعونة لتطوير الجنوب العربي .
طيلة تسعة ايام (21ـ 29 نوفمبر 1967م) خاض وفد الجبهة القومية مفاوضات صعبة ولكنها مشرفة مع الوفد البريطاني الذي أضطر رئيسه شاكلتون لإيقافها اكثر من مرة ليعود الى بريطانيا للتشاور ، وخلال الفترة صدرت بلاغات صحفية وتم التوقيع على محاضر ومذكرات والبلاغ الختامي المشترك وأهمها مذكرة النقاط المتفق عليها المتعلقة باستقلال الجنوب العربي (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) التي احتوت على 17 نقطة والمذكرة المالية التي وقعاها رئيسا وفدي الجبهة القومية والحكومة البريطانية التي احتوت على ثلاث نقاط .

بيان الاستقلال وخطاب الرئيس قحطان

في صبيحة الثلاثين من نوفمبر كان مطار عدن يستقبل وفد الجبهة القومية العائد من جنيف الذي توجه الى صالة استقبال كبار الزوار ليعقد مؤتمراً صحفياً دولياً ويتوجه مباشرة بعد ذلك الى مدينة الاتحاد او عاصمة اتحاد الجنوب العربي _ التي سميت منذ اول ايام الاستقلال بمدينة الشعب _ وسط هتافات وتصفيق الجماهير على طول الطريق .

وعلى منصة الاحتفال بالمدينة كان شعب الجنوب على موعد مع بيان القيادة العامة للجبهة القومية ليوم الاستقلال الذي ألقاه عبد الفتاح اسماعيل وقال فيه " ان اول طلقة نار في ردفان وأول قنبلة فجرت في عدن كانت هي الاساس في صنع هذا الانتصار الذي ناضل شعبنا من اجله طوال اربعة اعوام نضالاً باسلاً خالداً وجباراً ".

وفي مكان آخر من البيان قال " لقد قبلنا بمفاوضات الاستقلال مع الوفد البريطاني ونحن متسلحون بإرادة شعبنا وعلى الرغم من ان هناك لا توجد اي صورة تحتضن وتتبنى الجبهة القومية ، على الرغم من ذلك كله استطعنا فعلاً بإرادة هذا الشعب وبطليعة الجبهة القومية ان نحرز الانتصار الكبير في مفاوضات جنيف لنطلع في النهاية باستقلال حقيقي .." .

وفي ختام بيان الاستقلال تلى عبدالفتاح اسماعيل القرارين الاول والثاني للقيادة العامة للجبهة القومية ، قضى الاول منه بتسمية الجمهورية الوليدة بـ (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) في المنطقة التي كانت تعرف سابقا باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية والجزر التابعة لها واعتبار القيادة العامة هي السلطة التشريعية في الجمهورية واعتبار الجبهة القومية هي التنظيم السياسي الوحيد في الجمهورية وحدد القرار علم الجمهورية .

اما القرار الثاني فقد كان خاصا بتعيين اول رئيس للجمهورية الوليدة في الجنوب بعد جلاء الاستعمار ، حيث قررت الجبهة القومية تعيين السيد قحطان محمد الشعبي رئيسا للجمهورية وتكليفه بإعلان الاستقلال رسميا يوم 30 نوفمبر 1967م وتشكيل الحكومة .

إعلان الاستقلال
أعلن انا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية انه بناء على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية انه ابتداء من اللحظة الاولى ليوم 28 شعبان سنة 1388ه الموافق 30 نوفمبر 1967م أعلن عن مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل اجزاء الوطن برا وجوا وبحرا ... " .
هذه الكلمات تضمنها اول خطاب للرئيس قحطان يوم 30 نوفمبر ، والذي أكد فيه إيمان الجمهورية الوليدة " بوحدة اليمن الطبيعية شمالا وجنوبا وستعمل من جانبها جاهدة بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية اليمنية الشقيقة في بحث السبل العملية للوصول الى تعميق هذا الهدف السامي " .

وفي نفس اليوم اصدر الرئيس قحطان الشعبي (المرسوم الجمهوري رقم 1) الذي بموجبه شكل أول حكومة في جنوب اليمن بعد الاستقلال من التالية أسمائهم:
السيد سيف احمد الضالعي , وزيرا للخارجية .
السيد علي سالم البيض ، وزيرا للدفاع .
السيد محمد علي هيثم ،وزيرا للداخلية والصحة بالوكالة .
السيد محمود عبد الله عشيش ، وزيرا ماليا .
السيد عبد الفتاح اسماعيل ، وزيرا للثقافة و الارشاد وشئون الوحدة اليمنية .
السيد فيصل عبد اللطيف الشعبي ، وزيرا للاقتصاد والتجارة والتخطيط .
السيد عادل بن محفوظ خليفة ، وزيرا للعدل والاوقاف .
السيد فيصل شملان ، وزيرا للتربية والتعليم .
السيد عبد الملك اسماعيل ، وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية .
السيد سعيد عمر عكبري . وزيرا للإدارة المحلية ووزيرا للزراعة و الاصلاح الزراعي بالوكالة .
[email protected]*
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 12:42 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مخلفات حوشي ابويمن يمتد حون عصابتهم وهم الثلاثة ابويمن ؟
عبد الفتاح
وعشيش
وعبد الملك؟
انهم ليسوجنوبيين ولم يكن لهم مبررلدخول اول حكومة؟
الا انهم عملاء الاتحاد السوفييتي ومفروضين على الحكومة

؟
وهم من انقلب على قحطان وحكومتة ؟
------------------------------------------
ارجومن جدي المنبعث ان يشرح لنا كيف استلموالسلطة ؟
وكيف وصلوبنضالهم الهرفة ام بجيش البادية الحضرمي؟
وجيش اتحاد الجنوب العربي؟
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas