المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


من تاريخ سيؤن وضواحيها / ارجوا قراءته !!!

تاريخ وتراث


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-11-2003, 10:45 PM   #1
الطايرالميمون
حال نشيط


الدولة :  شبام حضرموت (العلية)
هواياتي :  كل جديد
الطايرالميمون is on a distinguished road
الطايرالميمون غير متواجد حالياً
افتراضي من تاريخ سيؤن وضواحيها / ارجوا قراءته !!!

أ- مدينة سيئون :

مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت ، تقع في الجانب الغربي للوادي ، وتبعد عن مدينة شبام (12 ميلاً) ، ويبدأ من (العقاد) الحد الغربي للوادي ، وتبعد عن مدينة تريم (22 ميلاً) ربما أن أقدم ذكر لمدينة سيئون هو ما جـاء فـي مطلع القرن الرابع الميلادي حيث يذكر لنا النقش الموسوم بـ (Ir . 37 ) ، الذي يعود إلى عهد الملك " ذمار على يهبر ملك سبأ وذي ريدان وحضـرمـوت ويمنـات " الذي حكم في مطلع القرن الرابع الميلادي أن قـوات سبئيـة اجتاحـت " وادي حضرموت " وحاصرت " شبام " و " رطغتم" و" سيئون " و" مريمة " ثم " عراهل " و " تريم " ، وقد هدمت ستين ألف عمود كانت تحمل العنب ، ويعطينا هذا النقش معلومات هامة إذ أن مدينة سيئون قد كانت قائمة في القرن الرابع الميلادي ، وكانت لها أسوار وأبراج دفاعية وهذا يجعلنا نقول إنها قد ظهرت قبل ذلك بعدة قرون ، أما تهديم السبئيين لأعمدة العنب فيؤكد أن منطقة حضرموت كانت تعيش في رخاء اقتصادي لانتشار زراعة العنب في مساحات واسعة في ظل ظروف مناخية متغيرة تماماً عن ما هو سائد في ظروفنا الراهنة .

أما عن تاريخ مدينة سيئون في الفترة الإسلامية فقد ظهرت كقرية في عهد الخلفاء الراشدين ، وكانت تتبع إدارياً مدينة تريم ، وظل الأمر كذلك في عهد الدولة الأموية ، وفي سنة (129هـ) تحولت إدارياً إلى تبعية مدينة شبام التي كانت في حينها عاصمة للأباخيين ، وهكذا ظلت تارة تابعة لشبام وتارة تابعة لتريم ، وكانت تقوم فيها في بعـض السنين ثورات حيث حكمها في سنـة (593 هجرية ) بنو حـارثة ، ولكن لم تحتل مكانتها إلا فـي سـنـة ( 922 هجرية ) عندما أصبحت عاصمة للوادي في عهد بدر أبي طويرق (922-977 هجرية ) حيث وجدت وحدة إدارية أو بمعنى آخر سلطنة امتدت من عين با معبد غرباً إلى مدينة ظفار شرقاً ، وفي القرن الثاني عشر الهجري تغلبت يافع على مدن حضرموت واستولى آل كثير على سيئون وقامت فيها الدولة الكثيرية وأعلنت في ( 1273هـ) عاصمة للدولة الكثيرية ، وكان حصنها المعروف بحصن الويل (قصر السلطان ـ قصر الثورة) مقراً للسلطان الكثيري " غالب بن محسن الكثيري " ، وبعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني انتهت الدولة الكثيرية ، وأصبحت مدينة سيئون عاصمة المديرية الشمالية في المحافظة الخامسة حضرموت ، ذلك من حيث تاريخ المدينة أما عن تطورها المعماري فهو كالتالي: كانت في القرن السابع الهجري قرية صغيرة محصورة في ناحية شهارة ـ السحيل ثم تتطورت بعد ذلك لتشمل مبانٍ أخرى ، وقد أقيم حولها سور في عهد السلطان بدر أبي طويرق في سنة (922هـ) ، وكان يمتد السور من السحيل إلى ما بعد الحصن الدويل فينعطف حتى يكون أمام المقبرة الحالية فيتجه غرباً حتى الجبل القبلي ، وكانت البوابة ـ التي يطلق عليها باللهجة الحضرمية السدة ـ القديمة في موضع المقهى المحاذي للتربة المقابل للصيدلية الوطنية حالياً ، وقد ظل هذا السور إلى سنة (1347 هـجرية) .

أما بالنسبة للمباني فقد كانت في القرن السابع الهجري محصورة في شهارة ـ السحيل حـتى القرن الثامن الهجري ، وقد خطت مقبرة المدينة في القرن السابع خارج المدينة في الناحية الشرقية ، وفـي الـقـرن الـتـاسـع جـاء " طه بن عمر " واقتطع أرضاً بعيدة عن المدينة وأسس فيها مسجداً (مسجد طه) وكان لا يوجد أي أثر للعمران ، ثم اقتطع الأرض إلى (جثمة ) مما يدل على أنه لا توجد أية مبانٍ حتى جثمة ، وكان العمران محصوراً في شهارة ـ السيل ثم في الوسط (ساحة حنبل ) ، أما في القرن العاشر الهجري فقد تطورت المدينة على إثر اتخاذها عاصمة للسلطنة الكثيرية في عهد بدر أبي طويرق (922-977هـ) وفي سنة (1120هـ) اختط عـلي بن عبد الله السقاف قطعة أرض في الناحية القبلية وبنى بها مسجداً وكانت أرضاً صحراء ، وكان جامع المدينة في القرن العاشر الهجري هو مسجد (عبد الله باكثير ) لا تـزيـد مساحته عن (50×60 قدماً ) ، وتطورت العمران في سنة (1310هـ) ، وعندما اختط أبوبكر بن سالم الصبان قطعة أرض صحراوية في وادي جثمة وبنى بها مسجداً ، وكان آخر بيت هو بيته في اتجاه وادي جثمة واختط هادي بن حسن السقاف داره والزاوية في سنة (1327هـ) ، ثم بنى جامع سيئون في القرن الرابع عشر الهجري عقب تطور المدينة ليستوعب ذلك التطور ، وفي القرن الرابع عشر أعيد بناء مسجد طه كجامع لصلاة الجمعة وأصبحت في سيئون أربعة مساجد تؤدى فيها الجمعة هي :

مسجد الجامع مسجد طه مسجد القرن مسجد باسالم

- اختطاط سور سيئون الحديث : في عهد السلطان منصور بن غالب باكثير بدأ تحرش القبائل المجاورة بالمدينة مما اضطر السلطان إلى اختطاط سور ليحمي المدينة ، وابتدأ العمل فيه في سنة (1350هـ) الموافق (1931م) ، وكانت بداية عمل السور من (حصن الفلس ) في خط مستقيم حتى بير زوية واتجه بعد ذلك إلى الغرب حتى مسجد الحداد ، ثم انعطف إلى الجبل القبلي ، وجعل لهذا السور ثلاث بوابات (سدات ) ، كانت تغلق من مغيب الشمس حتى الصباح .

ومواضع تلك البوابات كالتالي :-

ـ البوابة الأولى: وهي البوابة الشرقية وهي التي تقع عند بير زوية .

ـ البوابة الثانية : ويطلق عليها سدة كلابة ، وكانت تقع في الموضع الذي يوجد فيه البريد والبرق ومدرسة جيل الثورة .

ـ البوابة الثالثة : وهي البوابة القبلية ـ الشمالية ـ وهي عند مسجد الحداد .

وكانت تغلق تلك البوابات بواسطة أبواب في أواخر (1356هـ) ، ولمدينة سيئون معالم قديمة أبرزها الآتي :

ـ قارة العر : وفيها حصن قديم ورد ذكره في عام (616هـ) عندما جاء ذكره لدى المؤرخين أن السلطان عبد الله بن راشد القحطاني سجن وقتل فيه ، ثم جدد هذا الحصن عام ( 855هـ) في عهد السلطان بدر بن عبد الله بن علي الكثيري ، الذي اتخذه كسجن للسلاطين .

ـ حصن الفلس : حصن قديم ورد ذكره في بادئ الأمر عند المؤرخين في عام ( 603 هـ ) ومن مميزات مدينة سيئون عن بقية مدن الوادي ما يلي :-

- موقعها يتوسط وادي حضرموت تقريباً ، وتقع بين مدينتي شبام وتريم .

- تتمتع بمناخ معتدل ، فجوها في ليالٍ الصيف يمتاز بالاعتدال .

- اتساع ساحة رقعتها الجغرافية لذلك تسمى بـ (الطويلة ) ، مما وفر لها إمكانية التوسع

العمراني مستقبلاً .

1- حوطة سلطانة :

هي عبارة عن قرية تقع شرق مدينة سيئون ، وتبعد عنها حوالي (8 كم) ، وسميت سلطانة نسبة إلى امرأة كانت تدعي سلطانة بنت علي الزبيدية (780- 847هـ) ، وهي من أشهر ذوي الجاه والذكر في أواخر القرن الثامن والنصف الأول من القرن التاسع الهجري ، عرفت بالتصوف والزهد والصلاح والشهرة لدى الناس ، و كانت امرأة عظيمة الحال جليلـة القـدر بين أبناء وبنات جنسها ووطنها ، ويحق للمرأة الحضرمية أن تفخر بوجود مثلها بحضرموت وأن تتباهى بها، كان للعارفة سلطانة أخوان صالحان ، هما عمر ومحمد ترك ثلاثتهم طريق العوام ـ العامة ـ وجنحوا إلى التصوف ، فاجتهدوا في العبادة حق الاجتهاد في ذلك العصر الحافل بعظماء الرجال وصلحائهم ، وفي طليعتهم الشيخ عبد الرحمن السقاف باعلوي ، والشيخ محمد بن عبد الله باعباد حتى صار الأخوة الثلاثة من الصلحاء الزاهدين المعروفين بالصلاح والاجتهاد في العبادة ، ثم ارتفع شأن الشيخة سلطانة حتى علت شهرتها وغمرت ذكر أخويها الصالحين عمر ومحمد اللذين صارا فيما يظهر من أخبارهما يجلانها إجلال التلاميذ لشيخهم .

وهكذا تدرجت تلك المرأة الصالحة وارتقت مراتباً عظيمة حتى صارت كما يـقـول مؤرخ آل باعباد : " ذات أحوال وكرامات ومكاشفات خارقة وأسرار جليلة وبراهين مشهودة " ، انتشر جاهها في كل النواحي حتى غمر الحواضر والبوادي ويكفيها أن الإمام الكبير الشيخ عبد الرحمن السقاف با علوي وابنيه الإمامين أبا بكر وعمر المحضار كانوا يزورنها ، وأن الشيخ معروف بن محمد باعباد وغيره من الأولياء الصالحين كانوا يقصدون لزيارتها ، ومنهم من كانوا يتبركون بزيارتها في حياتها ، وبزيارة ضريحها بعد وفاتها ، وقد كان موطن سلطانة الزبيدية بلدة (العر) من بلاد حضرموت ، وهي بلدة شرقي بلدة (مريمة ) ، وفيها ضريحها ، وعندما عظم شأنها بنت ببلدة (العر) رباطاً بدعم من شيخها الشيخ محمد بن عبدالله باعباد ، وللشيخة سلطانة أشعار صوفية ينشد منها في حضرة السقاف في تريم ، أما ضريحها في العر فتعلوه قبة ومشهد تقام له الزيارة سنوياً في الاثنين الثاني من (نجم سعد الخباء ) ، ويوافق شهر سبتمبر ، وتبدأ الزيارة الدينية بعد صلاة الفجر ويقام إلى جانب الزيارة سوق تجاري ، ومؤخراً جرت العادة أن تطول الزيارة إلى يومين بدلاً من يوم واحدة فقط .

2- مريمة :

تقع مريمة إلى الشرق من مدينة سيئون وتبعد عنها بنحو (2 كيلو مترات) ، وتقع على مرتفع صخري يرتفع عن سطح البحر قرابة (30 متراً ) ، ويـطلـق عليها بعض سكان سيئـون اسـم ـ البيضاء ـ ، وفي مريمة "حصن مريمة " أو " قلعة مريمة " شيدت القلعة باللبن في أساسات حجرية ، وعلى أركانها أقيمت منشآت دفاعية تمثلت بأبراج إسطوانية الشكل كانت تتصل بالسير، ولم يبق من مبانيها الداخلية خلف الأسوار سوى بعض الأساسات الحجرية للجدران الطينية المطلية بمادة الجص ، وفي بعض الأجزاء القائمة يلاحظ أنها سقفت بالحصير وجذوع النخيل ، و في جدران القلعة الخارجية بقايا ميازيب مطلية بالجص .

وفي شرق القلعة توجد أطلال القرية شيدت أبنيتها باللبن فوق أسس من الحجر ينتشر البعض منها على السفح الشرقي للمرتفع ، وتقدر مساحتها بنحو (400 × 100 متراً) ، وبعض مبانيها مكونة من طابقين طليت جدرانها بالطين والجص بشكل فني متميز ، وهي مسقوفة بجذوع النخيل ، وبشكل عام تضم هذه المباني عناصر معمارية مختلفة كالمداخل التي تعلوها عقود بأقواس مقرنصة " والنوافذ " المربعة والمستطيلة بهيئة مثلث مكون من ستة فصوص لوحظت واحدة منها في الطابق الثاني لأحد أبنية القرية ، وهناك أيضاً كوات صماء بشكل رؤوس سهام اتخذت على ما يبدو كحليات معمارية ، أما مقبرة القرية فتقع إلى الغرب منها ، وفي الجانب الغربي للمقبرة توجد بئر طويت جدرانه بحجارة غير مهندمة ، وفي جانبها دكة للسقاية فيها حوض صغير ، يعود تاريخ القلعة والقرية إلى بين القرنين السادس والثامن الهجريين ، وقد استخدمت القلعة في عهد السلطان بدر أبي طويرق سلطان الدولة الكثيرية (922-977هـ ) كسجن للمنشقين عليه من أبناء عمومته

بقيادة محمد عبدالله بن عمرو محمد الكثيري سنة (984هـ) .

(3) الحصن الدويل( قصر السلطان) :

يقع الحصن الدويل وسط مدينة سيئون تقريباً ، وهو من أبرز معالم المدينة وحضرموت قاطبة ، ويعتبر واحداً من أروع التحف المعمارية في اليمن .

أقيم هذا القصر على ربوة ترتفع عن مستوى سطح الأرض المجاورة قرابة ( 35 متراً ) مما جعله يشرف على سوق المدينة ومركز نشاطها التجاري .

بدأ ظهور هذا الحصن كمقر للسلطان في عهد السلطان بدر بن عبدالله بن جعفر الكثيري المشهور بـ – أبي طويرق – ( 922-977هـ) ، وذلك يعني أن هذا الحصن كان موجوداً من قبل ظهور السلطان أبي طويرق الذي اتخذ الحصن كمقر سلطاني وأضاف له مسجداً ، وإلى جانب بنائه للمسجد قام بتجديد الحصن ، والسلطان أبو طويرق الذي برز في فترة صراعات دامية كانت تكتنف معظم أراضي حضرموت استطاع أن يحتل معظم تلك الأراضي ، ومن ضمنها الشحر .

وفي عام (1125هـ) ، جدد عمر بن جعفر الكثيري عمارة الحصن ، وفي عام (1272هـ) وصل غالب بن محسن الكثيري إلى سيئون و اتخذها عاصمة له ، واتخذ الحصن الدويل مـقـراً لحكمه وقام بتجديد عمارته وتوسعاته ثم أكمل عمارته ابنه المنصور بن غالب في حدود عام (1345هـ) ، كما واصل حفيده علي بن منصور بن غالب بن محسن الكثيري طلاء الحصن بالنورة ، وإضافة بعض الزيادات وتمهيد (العقر ) وهي الطلعة التي تصعد إلى الحصن ، وبناء السدة والغرفة الكبيرة في الواجهة وما حولها ، وذلك بين عامي (1355-1357هـ) ، ولا يزال على ذلك الحال حتى الآن ، حيث استغل مؤخراً جزء منه كمتحف افتتح عام (1983م) وتشمل قاعاته : الآثار القديمة التي جمعت من مواقع متفرقة من وادي حضرموت إلى جانب تلك الآثار التي استخرجت من حفريات موقع ريبون ، وهناك قاعة خاصة بالموروث الشعبي وأخرى خاصة بالوثائق القديمة منها الخاصة بالدولة الكثيرية التي اتخذت في فترة من فتراتها المتأخرة سيئون عاصمة لها ، كما خصص جزء من القصر كإدارة لفرع وزارة الثقافة ، وبني في واجهة القصر الجنوبية الشرقية مسرح مفتوح في عام (1982م) يتسع لأكثر من (5000 مشاهد) .

4- قرية بور :

هي عبارة عن بقايا أطلال صغيرة تقع على الضفة الشمالية لوادي حضرموت الرئيسي شـمال شرق مدينة سيئون وتبعد عنها بحوالي (12 كم) .

يعود تاريخ قرية بور إلى القرن الثالث الهجري ، وأهم معالمها مسجد عبدالله بن المهاجر أحمـد بن عيسى جد قبيلة آل أبى علوي ، ويسمى المسجد العلوي ويقع مدخله الذي شيد فوق أنقاض مسجد أخر أقدم منه زمناً في الضلع الشرقي ، ويضم في جهته الغربية بيت الصلاة وتقوم عليه ثلاثة صفوف من الأعمدة الإسطوانية وسقفه مزين بمصندقات خشبية مزخرفة ، وضعت بشكل غير متناسق مما يشير إلى احتمال أنه أعيد استخدامها من المسجد القديم ، وعلى المصندقات الخشبية زخارف إسلامية بديعة وكتابات استخدمت فيها ألوان مختلفة ، وجدت في هذا المسجد بعض المخطوطات ، وإلى جواره تنتشر أجزاء من مسارج حجرية و شقافات فخارية وأجزاء من المبنى القديم عليها زخارف بديعة .

كانت قرية بور في عهد الدولة الكثيرية الأولى (723هـ) ، واحدة من قرى السليل الخارجة عن نفوذ الكثيريين فقد رفضت قبيلة آل بانجار التسليم وكانت تستوطن القرية ، ولم تنجح الوساطات الكثيرة للوصول إلى حل سلمي كي تصبح تحت النفوذ الكثيري إلا أن هجم الكثيريون على القرية بور واستولوا عليها بعد أن قتلوا جماعة من آل با نجار سنة (723هـ) ، بعد ذلك هجرت القرية ولم يبق منها سوى الأطلال .

5- شعب أحمد " قبر المهاجرأحمد بن عيسى " :

كان يعرف هذا الشعب الذي يقع الآن على مشارف مدينة سيئون الشرقية ، بشعب الحسيّسة الشرقي ، وكان يعرف أيضاً بشعب آل مخدم ، و منذ أن قبر فيه المهاجر أحمد بن عيسى في سنة (345 هـ) أصبح يحمل اسم شعب أحمد .

وقد كان قبره مخفياً إلى أن كشف عنه الإمام عبد الله بن أبى بكر العيدروس بعد أربعة قرون ونصف تقريباً حـيـث كـان يـلقب الإمام عبد الله بن أبى بكر العيدروس بسلطان الأولياء (811-865هـ) ، وأقيمت على قبر أحمد بن عيسي قبة وبناء معروف على تـل فـي جانب الجبل ، وله درج مجصص طويل الارتفاع ، موضع القبر عند سفح الجبل وعلى بعد من القبر أقيم مسجد وبئر .

- الإمام أحمد بن عيسى الحسني العلوي : نسبه يعود إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، أحمد بن عيسى بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب ، وهو ابن الزهراء بنت رسول الله (ص) رضي الله عنهم أجمعين ، وقد حاول البعض التشكيك في نسبه إلا أنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك في أنه من ذرية الحسين بن علي أبي طالب ( رضى الله عنه ) ، وحكايته تبدأ من أرض العراق فقد كان معروفاً هناك بأنه من أعلى العلويين ـ نسبة إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه ـ همة ، وأمضاهم عزيمة ، وأصلبهم عوداً وأوسعهم تفكيراً ، وأشدهم نشاطاً ، علاوة إلي ما تحلى به من الفضل والمزايا العالية ، إلى ماله من العلم والأدب وسعة العارضة في الوعظ والإرشاد يضاف إلى ذلك جاهه الكبير وماله الوفير ، ونفوذ كلمته في بني أبيه ، ولكن نتيجة للأحداث التي كانت تدور في العراق قرر أن يرحل عنها إلى المدينة المنورة فرحل من العراق سنة (317هـ) وأقام بالمدينة ، ونتيجة لمهاجمة أبي طاهر القرمطي لمكة ، والأحداث التي جرت بعد ذلك ، قرر الإمام أحمد أن يرحل عن المدينة فحج البيت الحرام بأهله وبنيه ، ومن صحبه من بني عمومته ورحل بعدها إلى اليمن التي كانت في حينها سالمة من الفتن والمحن ، فاتجه نحو اليمن يصحبه أهله وابنه عبد الله واثنان من بني عمه ، أحدهما جد بني الأهدل محمد بن سليمان بن عبدالله بن عيسى … بن جعفر الصادق والثاني جد بني قديم ، ومعه كثير من الخدم والموالي ، وقد توطن جد بني الأهدل بوادي سهام ، أما جد بني قديم فنزل بوادي سردد .

أما الإمام أحمد فلم يزل مستمراً في رحلته متنقلاً في بلدان اليمن حتى بلغ حضرموت فألقى بها عصا السير هو ومن صحبه من الأهل والبنين والموالي ، وأول بلدة أقام بها بلدة الهجرين ، وهي على مرحلتين من تريم تقع بين صقع الكسر ووادي دوعن ، أقاموا بها برهة من الزمن واستقروا فيها واشترى الإمام بألف وخمسمائة دينار نخيلاً .

إلا أنه رأى أن الرحيل عنها خيراً ، فذهب يبتغى عنها بدلاً ووهب مولاه (شويها )ذلك العقار الذي اشتراه بالهجرين ، و لما بلغ قارة جشير أقام بها ، غير أنها لم تطب له الإقامة بها فذهب عنها متنقلاً إلى الحسيّسة وهي قرية على نصف مرحلة من تريم ، معروفة باسمها إلى اليوم ، واستوطنها واشترى أكثر أراضي صوح (وتقع أعلى مدينة بور إلى جوار البئر العلوية التي حفرها حفيد الإمام أحمد بن عيسى ) ، ومن الحسيّسة بدأ ينشر الدعوة الإسلامية في محيط يتبع فرقة الأباضية من الخوارج ، واستطاع بعلمه وطلاقة لسانه وبماله الوفير ، أن يكسب اتباعاً كثيرين وما هي إلا سنوات غير طويلة حتى صارت له بوادي حضرموت الكلمة النافذة ، ورسخت أقدام العلويين بحضرموت حتى أنتشر ذكرهم وعظم أمرهم وشدت لهم الرحال ، ووفد عليهم الناس من أصقاع حضرموت زرافات للاستهداء بهديهم والاقتباس من نورهم ، وظهرت مكارمهم وفضائلهم ومحاسن أخلاقهم وفاضت منهم البركات ، وهو أب لأكبر قبيلة حضرمية اليوم آل أبي علوي يقدر عدد أفرادها بأكثر من سبعين ألفاً (حتى عام 1968م) متفرقين في أنحاء المعمورة ، ولا يزالون بين الناس ملحوظين بعين الإكرام محفوظي النسب ، مرعيي الشرف وساهموا في النهوض بالحياة الأدبية والثقافية في أنحاء حضرموت ومهاجرها .

6- قرية الغرفة

تقع قرية الغرفة على بعد (8 كيلو مترات) غربي سيئون على الطريق الممتدة بينها وبين شبام ، أسست في عام (701هـ) ، على يد شخص من آل باعباد ، الذين تفرقوا عقب اندثار قرية العباد التي كانت في وادي رخية بفعل السيول ، يدعى عبدالله بن محمد باعباد كمركز روحي خاص بآل باعباد ، وعرفت بالغرفة أي الجنة ، وقد توفى عبدالله بن محمد باعباد في سنة (721 هجرية) ، وبنى عبدالله بن محمد باعباد في موضع بسفح الحول داراً ، هي أول دار بنيت بالغرفة ، ثم بنى الناس بعده وسكنوها بعد ذلك ، وشهدت الغرفة حركة علمية نشطة بعد أن أمها عدد من العلماء حيث كانت واحدة من مدارس التصوف ، وبنيت بها عدة مساجد أقدمها مسجد باجريدان الذي بني في سنة (827هـ ) والمسجد الجامع الذي بنى في سنة (834هـ).

وقد ارتبط تاريخ الغرفة الحديث بصراع حاكمها وتائرها ( عبيد صالح بن عبدات ) ، مع سلاطين السلطنة الكثيرية مما اضطر بريطانيا في إبريل سنة (1940 م ) ، إلى الوقوف مع السلطنة الكثيرية وضرب الغرفة بالطائرات الحربية.

(7) قارة العناهجة :

تقع قارة العناهجة في وادي تاربة ، جنوب شرق سيئون وتبعد عنها بحوالي (22 كيلو متر) ، ووادي تاربة هو واحد من فروع وادي حضرموت الكبير وتمتد أطلال تلك القارة شرق وجنوب شرق قرية العناهجة فوق عدد من المرتفعات الصخرية وكذلك الوادي الكائن بينها بامتداد الجنوب، وترتفع في بعض أجزائها قرابة (40م) عن مستوى السهل المجاور، تبلغ أبعاد المستوطنة نحو (350× 150 متراً ) ، وتتضمن العديد من المساجد والكثير من الأبنية ، أهمها القلعة الواقعة في الجانب الجنوبي الشرقي ، شيدت باللبن المخلوط بالقش على أساس من كتل الأحجار ، وقد طُليت بعض الجدران بالجص وأخرى مُلطت بالطين في الداخل والخارج ، هذا وتضم بعض الأبنية أكثر من طابق واحد ، وفيها مجاري لتصريف المياه مصنوعة من الفخار بهيئه أنابيب مضلعة قائمة الجوانب عرضها (9سم) ، وعمقها (5سم) مغلقة بقطع الأحجار ، وربما استعمل هذه النوع من المجاري الفخارية كميازيب لتصريف مياه أسطح المنازل في موسم الأمطار ، وتشمل أبنية المستوطنة على مظاهر معمارية متنوعة تتجلى في المداخل ذات العقود المدببة والمحدبة والمثلثة أو الشبابيك والكوى الطولية والمربعة والمعينة ، وتضم عقوداً مدببة ومقوسة أو بهيئة رؤوس سهام وغيرها من العناصر المعمارية .

وتضم المستوطنة أكثر من ستة مساجد تختلف مساحاتها وتتشابه مـن حيث الأسلوب البنائي تقريباً ، وأهمها مسجد يقع في شمال المستوطنة ، وهو مسجد مستطيل الشكل أبعاده (15.50×17,30متراً ) ، يبلغ سمك جدرانه المبنية باللبن (40 سم) ، ماعدا جدار القبلة فأن سمكه يبلغ (80 سم ) ، له مدخلان الأول في الجهة الشرقية ، والآخر في الجهة الشمالية يبلغ عرضه (1,75 سم ) ، وله فناء يحيط به في الجانبين الشرقي والجنوبي وبجانب هذا المسجد من جهة الجنوب مسجد آخر صغير يعتقد بأنه كان مخصصاً للنساء ، وإلى جنوب المسجد الأول وشمال مسجد النساء توجد الحمامات ، وإلى جوارها بئر كانت تستخدم مياهها للوضوء وهي مشتركة للمسجدين .

وكان في المسجد الأول منبر من خشب السدر يعود تأريخه إلى (673هـ) وهو نفس تأريخ بناء المسجد ، نقله أهالي قرية العناهجة إلى مسجد شيدوه حديثاً ، وبعد ذلك نقل إلى متحف سيئون للعرض المتحفي يبلغ ارتفاع هذا المنبر (1.40م) وعرضه (73 سم) ، وتتألف من أربعة درجات تتراوح ارتفاعاتها بين (22-25 سم ) ، وتظهر على واجهة الدرجة السفلى كتابة تتألف من سطرين تقرأ كالتالي :

هذا ما عمل سعد بن عبد ... غريب

عبد صالح غفر الله لهما ولجميع المسلمين

وهناك كتابة تالفة أخرى تتألف من أربعة سطور تظهر على مسند المنبر تقرأ كالتالي :-

... ... ......

محمد وأحمد وحسين بن علي بن سالم أمر تشييد

المشهد في سنة ثلث وسبعين وست مئه

غفر الله لهما ولوالديهما ولجميع المسلمين

وهذا المنبر مزخرف في أجزاء متفرقة منه بزخارف هندسية مختلفة وإلى الجنوب من أطلال قارة العناهجة بمسافة (100 متر) تقريباً توجد المقبرة ، وفيها شواهد قبور محفورة بكتابات غائرة يعود تأريخ أقد مها إلى سنة (1037هـ) ، بمعنى أن الاستيطان في القارة بـدأ مـع مطلع القرن

السابع الهجري تقريباً ، وهُجرت في القرن الحادي عشر الهجري تقريباً .

أطلال قارة العناهجة هي عبارة عن قرية إسلامية متكاملة ، ابتداءاً بالمباني الدينية ثم الدفاعية الحصينة وأخيراً السكينة ، يمكن للزائر أن يطوف فيها بكل سهولة ، وأن يتخيل كيف كانت هذه القرية في يوم من الأيام مليئة بالحركة والحيوية عندما كانت مسكونة.

7- خلع راشد :

تقع هذه الحوطة غرب سيئون وتبعد عنها نحو ( )كيلوا متر تقريباً ، وتنسب إلى الشيخ أحمد بن زين الحبشي الذي توفى عام (414 هجرية ) ، ودفن في الحوطة ، كانت تعرف الحوطة بـ خلع راشد ، حيث أسست في عهد دويلة آل راشد (400- 700هـ) التي كانت تتخذ من مدينة تريم عاصمة لها ، ويذكر أن مؤسس الحوطة هو السلطان عبدالله بن راشد بن شجعنه (593-616هـ) مكان أشهر سلاطين آل راشد ، أتصف بالعلم والعدل والصلاح ، وأنتقل إليها الشيخ العلامة أحمد بن زين الحبشي بنى بها مسجده بمنطقة ( البها ) في عام ( 1080 هجرية ) .

وتعتبر الحوطة ذات أهمية جغرافية كونها تتوسط منطقة ( السليل ) وسط وادي حضرموت الرئيسي وتتوسط أيضاً الطريق بين سيئون وشبام إضافة إلى ارتباطها بوادي بن علي إلى جانب أهميتها الجغرافية تعتبر اليوم مركزاُ تجارياً هاما لمنطقة السليل الأمر الذي ترتب عليه التوسع العمراني المضطر للحوطة .
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي تاريخ وتراث 12 09-07-2017 11:03 AM
حضرموت" صنعاء تلتهم حقوق أبناء حضرموت وهيئة الطيران المدني تهدد بإغلاق مطار سيؤن حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 2 12-26-2011 06:42 PM
من فراق الوطن اشكي وعاني حن قلبي يليكم يااهل سيون بايعشوت بالغربة سقيفة عذب القوافي 2 12-24-2011 01:36 PM
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي سقيفـــــــــة التمـــــيّز 1 04-20-2011 01:52 AM
مهم تاريخ انتهاء المكياج تناهيد شاب سقيفة المرأه 0 12-07-2010 01:00 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas