السلام مابين الواقعية والخيال المحض!!!

[هدير الرعد]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم بن ماخش [ مشاهدة المشاركة ]

لحركة اسلاموية دخلت حربا غير متكافئة وتسببت في دمارا وإخلاكا للحرث والنسل على يد عساكر العدو الصهيوني حاق بها وبشعبها .

يا أخي الكريم
سوف أحاول التعليق على هذه العبارة
نأمل أن لا نقع ضحية لما يتم الترويج له من قبل بعض المحللين الذين يتوافدون على بعض وسائل الإعلام اليوم، والذين يتناقض فحوى قولهم مع حقيقة الأمور كما هي بالفعل ومنها التالي:
أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس فازت بانتخابات ديمقراطية شهد لها العالم، وأنها بمنطق الواقعية قد تعايشت مع الحصار الذي فُرض عليها منذ أول يوم لوجودها في السلطة، وتجاوزت عن اغتيال بعض قادتها واعتقال الكثير من وزرائها ونوابها المنتخبين، حتى انتهى بها الأمر إلى حشرها في قطاع غزة، وحتى هذه البقعة من فلسطين وكما يذهب إليه الكثيرون وتؤكده كثير من الشواهد اليوم، فإن إنقلاباً عسكرياً ضد حماس في القطاع كان يجري إعداده بزعامة دحلان، وأن الحركة تنبهت لهذه المسألة وهو ما دعاها إلى الحسم العسكري لصالحها.

ودعنا الآن ننتقل بسرعة إلى المعركة الأخيرة التي تنظر إليها من جانبك كما لو أنها حرب قامت بقرار حمساوي، فنقول أن حماس ومن ومنطلق الواقعية السياسية أيضاً قد وقعت على اتفاقية هدنة مع الصهاينة لمدة ستة أشهر برعاية مصرية، تلتزم حماس بوقف إطلاق النار وتلتزم حكومة العدو بالمثل بالإضافة إلى فتح المعابر وفك الحصار، فما الذي جرى خلال فترة التهدئة؟.
الذي جرى هو ما يلي بحسب تقارير دولية عدة، ذكرت أن 129 خرق للهدنة من قبل الصهاينة قد تم خلا فترة التهدئة، وأنه قتل 43 فلسطيني ، مع استمرار للحصار اللهم فيما عدى بعض الأيام القلائل، كل ذلك وحركة حماس محتكمة إلى الواقعية ولم ترد حتى شهر نوفمبر عندما زادت الانتهاكات أكثر مما يُحتمل فكان الرد من باب الدفاع عن النفس.
وفي ضوء ذلك فقد كانت مطالب حماس عند انتهاء فترة التهدئة في منتهى الواقعية وطلبوا فقط فتح المعابر وفك الحصار في مقابل تجديد التهدئة، لأنه ببساطة فإن استمرار التهدئة في ظل الحصار يعني على أرض الواقع أن نقول لسكان غزة أن يموتوا بهدوء وأن لا يرفعوا أناتهم حتى لا يزعجوا جلادهم. ومن هنا فإن الحرب التي قامت ليست إلا عدوان صريح من قبل حكومة الاحتلال وبتعاون واضح من بعض الأنظمة التي ترى في حماس مصدر تهديد لأمنها.

أمر آخر أود الحديث حوله وهو قولك بأن الحرب غير متكافئة، فأقول إلى جانب ما ذكرته من أنها حرب عدوان، أقول أننا لا يجب أن ننظر إلى الأمور بهذه البساطة، فطرفي القتال ليسوا دول حتى نقول ينبغي أن تكون المعركة متكافئة، وإنما هم طرف يمثل دولة احتلال تملك جيش معزز بأحدث ألأسلحة تطوراً في العالم، ومقاومة فُرض عليها القتال والنضال خصوصاً في ضوء غياب أي آمال لتسوية حقيقية تحفظ لهم حقوقهم، ويكفي أن تعرف فقط أن المستوطنات في الضفة الغربية خلال عام 2008 قد بلغ عدد سكانها الجدد 205 ألف مستوطن، وتهويد القدس يجري على قدم وساق ..الخ.
فإذا كانت الخسائر البشرية هي المقياس للخطاء والصواب من وجهة نظرك حول الحرب التي شنت على قطاع غزة، فلماذا يفخر الروس بستالنقراد ويعتقدون أن الصمود الأسطوري لسكان تلك المدينة في وجه الألمان واجب قومي وأخلاقي على الرغم من التضحية بأكثر من مليون قتيل في الدفاع عنها؟ ولماذا يدعي المصريون أنهم انتصروا في حرب عام 1973 برغم أنهم خسروا نحو 15000 شهيد ونحو 35000 جريح في مقابل 2500 قتيل يهودي؟. ذلك بخلاف الفرق في الخسائر المادية بين الطرفين.
في اعتقادي أن مقاومة كهذه كان الصمود بحد ذاته وعدم انكسار الإرادة أمام هذه الهجمة الشرسة التي تكالبت عليها الضربات من الجو والبحر والبر، وبتغطية سياسية وإعلامية إقليمية ودولية واسعة، أعتقد أن هذا إنجاز تاريخي من العيب علينا أن نبخس حق هذا الشعب في الفخر بشهدائه وتضحياته وأن نعدهم فقط مجرد خسائر.

[حلمي التوي]

وقفة حداد
-------------
نعم ليقف زعمائنا في كل مناسبة وقفة حداد على القوافل من شهداء الأمة ذلك الطابور الذي
لا نهاية له ولنذرف عليهم دموع التماسيح الكاذبة ثم يخرجوا من القاعات جميعا ولكن قلوبهم
شتى وليمتطي كلا منهم صهوة سيارته غالية الثمن كالفارس المنتصر في معركة الكلام الذي
لا فائدة منه وبعد ذلك يأتي دور التلفزيون وتبدى المعركة الثانية معركة الاتهامات فهذا خائن
وذاك عميل وهذا شيوعي وذاك أصولي وخذ من هذه العبارات الكثير وتغرق الشعوب في بحر
المتاهات والشتات حتى ننسى جوهر القضية بدفن رؤوسنا في رمال الخزعبلات ويتجاهلون كم من الجروح ما زالت تنزف على أرض فلسطين والعراق ومثلها الكثير من أرض الإسلام
فقد نخر السوس أعمدتنا فأصبحنا أمة جوفاء ونمضي نرسم للجيل هذا والأجيال القادمة صورة من الماضي البعيد وكأنها ما زالت ناقة البسوس تعيش فينا ولكن بصورة أخرى
فاتبعوا سبيل الظلال بعد الهدى
فجعلونا أمم في أطار أمه فأصبحت الصورة بشعة ومشوهه والإطار هزيل يرثا له وكثير
ما نتهم الزمن وهو بري وإنما ما أكتسبتة أيدي الناس فذهب كلا بما لدية فرحانا وان كانت
هذه مجرد قشرة وأهيه سرعان ما تذهب وللتاريخ فيهم بعد ذلك خبر
فارتضوا بالمهونة فأهننا من كان بالأمس مهان فقد أرهقتنا الهزائم والانكسارات فأوقفتنا
على أبواب الأعداء نلتمس عندهم العزة وان العزة لله وحدة فتداعت من حولنا القيم السامية
والأهداف العظيمة فسقطنا في بئر ألامبالاة ومن يهن الله فما له من مكرم
فأي كارثة أحلت بالأمة إلا يوجد زعيم حر الدماء في هذه الأمة فينفض عن عباتة غبار العار
ويتقلد سيف الحق ويمضي بنا إلى بر الأمان
أما حان مولدة بعد أو أصاب الأمهات وهن وعقم والإباء عجز أو أن الأنفس انكسرت واستبيحت كما استبيح كل مقدس( الأرض والدم )
قد ولدت هذه الأمة حرة أبيه فهي الذي هبت من بين رمال الصحاري القاحلة حاملة مشاعل النور إلى العالم أجمع حتى وصلوا الي نهاية العالم شرقا وغربا ولكنهم وقبل إن يتقلدوا سيوفهم تقلدوا أيمانهم بصدق القضية فتسنا لهم النصر وانقلبوا من رعاة أبل إلى رعاة أمم
أليس نحن أحفاد هولا الأبطال أو انه ولي علينا أرذلنا وملك أمرنا ضعيف مستكن أو جبار حكمنا بالحديد والنار ووجه سلاحه إلى صدورنا بدل إن يوجهه إلى الأعداء
إلا يخجلون هولا حكام ( الريموت كنترول ) من أنفسهم ولكن كما يقال أذا لم تستحي فافعل
ما شيت فلن تغفر لهم شعوبهم ولن يرحمهم التاريخ فامضوا كما من مضى وستبقى هذه الأمة
خالدة ترفع شعار الله أكبر )َ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8) صدق الله العظيم
بقلم / أبوتركي