المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة إسلاميات
سقيفة إسلاميات حيث التسجيلات الصوتيه وسير عظماء التاريخ الإسلامي ومبدعيه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


بطل تريم (الحبيب:ابوبكرعبدالله الهندوان:السني الثابت)

سقيفة إسلاميات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-16-2010, 05:13 PM   #1
ابوسعدالنشوندلي
شاعر السقيفه

Thumbs up بطل تريم (الحبيب:ابوبكرعبدالله الهندوان:السني الثابت)

بطل تريم:ابوبكر عبدالله الهندوان(السني الثابت)


كتبه:

ابوسعدالنشوندلي

























بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم ذابلٍ تساقطت اوراق ذكرياته عطشا وسط خريف يموج كفه بالبدع والخرافات ,وامتزجت احلامه بسيل من الجهل المطبق والفقر المدقع ,وانفجرت في اعماق حضرموت جروح تنزف تمثلت في نزاعات وحروب يغذّيها ميزاب الجهل والعصبيات, وصار الناس يعبدون القبور ويقدّسون التراب ويتعلّقون بالاموات, وأنشب التصوف مخالبه في جسم حضرموت المريض ,فغدت ايام السنة زيارات لاتتوقف يشدّون لها الرحال ويعلّقون فيهاالامال, يقدّسون بذلك الاولياءّ ,وغزت تجاعيد البدع والتصوف فشوّهت وجه حضرموت الجميل, حتى صار التوحيدغريبا والتصوف عزيزا,وفي وسط هذاالجو المظلم الملّبد بغيوم الضلال, ولد بطل تريم الامام العلامة السني:ابوبكر عبدالله الهندوان-رحمه الله-ولمافتح عينيه نظر الى تريم فبكى حرقة على حالها, اسند رأسه الى جدار حزنه وهو يرى حضرموت تمضي الى نفق مظلم من الشركيات والخرافات , واستيقظ هاتفٌ من اعماقه يسأل:كيف سأغير هذا الواقع المؤلم؟كيف لو رأى جدي رسول الله حال امة تقدّس الاموات ,وتشيّدالقباب وتعمّر المشاهد وتخرّب التوحيد ,ثم هوى جاثيا باكيا وهويردد:الى متى سيظل هذا الضلال جاثماً على صدر حضرموت يخنقها؟احسُّ ان قلبها يترنح تحت صفعات هذا الضلال ,لاادري الى اين اوجه شكواي وقد غدا التوحيد غريبا وصار الكبير والصغير يسبحون في بحار البدع ,وصاروا لقمة سائغة لطائفة من دعاة التصوف استولوا على العقول والقلوب ,حتى صار المجتمع بين ايديهم كالدُمى يحركونهم بخيوطٍ من السحر يشدونها تارة ويرخونها تارة, حتى صار الجميع في قبضتهم والقوا على اشخاصهم هالة من التقديس, حتى غدت اوامرهم ونواهيهم تعظم كأنها وحي من رب العالمين !!وصاروا يمشون في تريم كالطاووس تبخترا ,واظهروا للناس كرامات زعما انهم اولياء الله الصادقين, حتى يزيد الناس لهم تعلقا وتقديسا, عندها رفع الشيخ ابوبكر الهندوان يديه وقد توارت خديه خلف شلال من الدموع ,وظل يدعوالله ان يجعل لحضرموت فرجا قريبا, وان يرزقها دعوة التوحيدالتي حرمت منها ,ومضى –رحمه الله-على التوحيد ثابت الخطا ووقف يتعلّم من شعاب تريم الصامدة التي احاطت بتريم حتى غدت بينهن كدرهم تقبضه اصابع الكف ,رفع أمام عينيه راية الامل عساها تداعب روحه الحزينة فتنتعش بأراجيز التفاؤل, يحلم ان يغمض عينيه ثم يفتحها وقدازيلت التوابيت والقباب التي تمرّغت فيها الانوف وقدّستها الالوف, علم ان الطريق امامه طويلا ًوالمهمة خطرة ,كلما حاول الفرار بقلبه من هذا الضيق الخانق طارده هذا السؤال:الى متى تغرق تريم في تقديس القبور؟لن اظل ساكتا, لن ادع بلدي تموت في قبضة هذا الضلال, عزمتُ ان ادعوللتوحيد ماحييت وان اقدّم عمري هبة لسنة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ثم نظر الى السماء وهو يرى الشمس تطل من نافذة الامل تهديه من خيوطها المتكسرة حياءً, وتنسج له حلة من الثبات والصمود, خرج من داره يدعو الى الله وصار كشمعة تضيئ ليل تريم المظلم , تناقلت الالسن دعوته للتوحيد ونبذ عبادة القبور, ففطن له رجال التصوف فهبوا كالزوبعة الغاضبة يهددونه من خطر هذه الدعوة على مصالحهم ,حبس انفاسه وهو يرد عليهم:انا لاادعو لنفسي انما ادعوالى الله على بصيرة كما دعا رسول الله من قبل, فاجأه احدهم مغضباً, وأيُّ بصيرة هذه؟فسال من لسانه الجواب كالشهد(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{108} ثم التفت اليهم ناصحا:ياقوم اتقوا الله فان تقديسكم للاضرحة ضلال مبين ,انكم اعدتم عبادة اللات والعزى, قاطعه احدهم بسرعة وعيناه تتوقدان حقدا ويتطاير من لسانه شرر الغضب:انهم اولياء الله ايها الوهابي الحاقد,عندها ضرب الشيخ كفا بكف وهو يردد:عجباً تدعون الاولياء وتتركون رب الارض والسماء, تسألون الاموات حاجاتكم وتتركون الحي الذي لايموت, ثم رفع صوته تاليا(ومن اضل ممن يدعومن دون الله من لايستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون...)عندها التفت اليهم بوجه ينضح حبا ونصحا وراح يرتل على مسامعهم( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ{41} تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ{42} لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ{43} فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44} ..)فرجع القوم من عنده يجرّون اذيال الخيبة والعار صاح احدهم:ياقوم ان تركتم هذا الضال في دعوته يوشك ان ينتفض عليكم اهل تريم فلا يدعون لكم قبة ولاتابوتاً الادمروه ,تكلّم احدهم وقد طال سكوته:دعونا نستميله ونحتويه قبل ان يفجّر علينا حربا في معقلنا تريم, فمن يدري فلعله يؤلّب علينا حضرموت ويشعلها حربا لا هوادة فيها, خصوصا ان ناصره احد حكام تريم , تفرّقوا وهم يفكرون كيف يحاربون هذا الشيخ الموحد الذي جرّد قلبه ونفسه للتوحيد؟ بعد ايام اجتمع الملأ ونادوا على الشيخ الهندوان يستميلونه وبعد حوار طويل فاشل ,تدلّت لسان احدهم كالعقرب مهددا:ياابابكر ان بقيت على هذه الدعوة تحارب اولياءنا وعاداتنا, فاني اقول لك بكل صراحة:لابقاء لك ابداً في تريم, اما نحن واما انت لن يجتمع ابدا سيفان في غمد واحد, خرج الشيخ من بينهم وهو يقول:وآها لقومي لقدبلغ بهم الحمق الى هذه الدرجة, وعادت جيوش الحزن تتسلل الى قلبه الدامي ,واختبأ ابليس خلف جدار صموده يثبطّه ويرمي بأحجار اليأس في طريقه علّه يتعثر ويناديه بصوت ماكر:ارجع من هذا الطريق قبل ان تقتل, ارجع فأنت فرد كالسيف لاناصر لك ,وبدأ القوم ينصبون له مجانيق العداء ويقذفونه بالاذى يعاونون بذلك الشيطان الرجيم , وعاش الداعية الموحد صابرا يخوض معركة الثبات, وعبثت الاحزان بقلبه وهو ينظر اله هذا الضلال الجاثم وحوله كثير من الناس يغرقون في تقديس الاضرحة ,فاذامرض مريضهم هبوا مسرعين يقدّمون النذور والقرابين للاضرحة, وان تأخر غريبهم قدّموا الهدايا للتوابيت وان عاد مسافرهم طافت اقدامه حول قبر الفقيه المقدم اولاً, وان سألوا القطرنادوا صاحب القبر ,وتسمّرت عيونهم في قباب تريم المتناثرة, واذا اصابهم ضر او كرب فزعوا الى الاولياء يشكون الخالق للمخلوق!!وبقي الشيخ الهندوان ثابتا في دعوته قد رست سفينته على شاطئ التوحيد, وسمع به يوماً احد حكام تريم ويدعى: عبدالله بن عوض بن غرامة فناداه فوقف في قصره الفخم, يعرض عليه دعوته وانّ عبادة القبور والتعلق بالاولياء ضلال مبين ,وراح يرتل عليه الايات ويسرد عليه الاحاديث, ويبين له ان دعوته هي دعوة التوحيد التي دعا اليها جميع الانبياء وكتب الله الامن والامان لاصحابها في الدنيا في الاخرة, وقرأقول الله(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ{82})بادره ابن غرامة:ومامعنى الظلم في الاية؟اجابه الشيخ:انه الشرك ألم تقرأ قول الله تعالى( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{13}..)ولما انتهى الشيخ الهندوان من كلامه احسَ ابن غرامة ان شعاعاً من نور يسري الى قلبه مع كل كلمة قالها الشيخ,وقام من على كرسيه وهو يقول:ادعُ ايها الشيخ الى دعوة التوحيد ولك مني الامان والنصرة مااستطعت, ثم سلَ سيفه وهو يقول:ان سيفي هذا سيدافع عن التوحيد لاخير فينا ان لم ندافع عن دعوة التوحيد ,انت باللسان ونحن بالسنان, كاد الشيخ يطير فرحا وبدأت تبرق اساريروجهه وهويردد:الحمدلله الذي جعل لي نصيرا مثلك, احسُ ان الامل يملأ فسيحات قلبي ,احسُ ان روحي ترقص على كفي طرباً, فالتزمه ابن غرامة وعانقه وجعل يربت على كتفه قائلا:هذا قصري مفتوح لك ولدعوتك فنعم اخوالعقيدة انت !مضى الشيخ الهندوان في دعوته قدماً, وانطلق ينشر اريج التوحيد في بلده التي ازكمتها عفن الاشركيات, حتى غدت جثة هامدة تعيش بدون روح ,وصار كل يوم يزيح عنها غبارعبادة القبور التي دفنت تحت ركامه وصارت تتنفس من ثقب ابرة, مضت ايام والشيخ يعلّم ويرّبي على التوحيد, وايقن رجال التصوف انهم في خطرمن هذه الدعوة ,فأجتمعوا من جديد يدّبرون مكيدة ويكيدون كيداً ,صاح احدهم في عجل:ياقوم الى متى تصبرون على الشيخ ابي بكر الهندوان وكل يوم يكثر اتباعه ,اما رأيتم انّ الحاكم ابن غرامة يقف في صفه, وصار له معلّما اني اخشى ان ْْْْْتركتموه ان يظهر عليكم, وان يهدم القباب كما فعل امثاله من الوهابين في نجد,
هزَّ احدهم رأسه قائلا:حقا قائلا:حقا لقد اثرّت دعوة الشيخ الهندوان في كثير من الناس –انها الفطرة –فهذا علوي بن سقاف الجفري في تريس يسير على نفس المنوال ويؤلف المؤلفات يرد عليكم ويفضح امركم ,اني اخاف ان يوجد في كل بلدة من حضرموت رجلاً كهؤلاء يحاربون التصوف ويدعون الى التوحيد !وثب احدهم مستعجلا:ماذا ستفعلون مع الشيخ الهندوان الرأس المدبر, اسكتهم احد كبارهم قائلا:دعونا نستخدم معه اساليب النصح تارة عساه ان يقتنع, والتهديد تارة اخرى وعليكم ان تحاربوا جميعا دعوته ,وتشوّهون سمعته امام الناس , حتى نكتم انفاس دعوته في مهدها ,
مضت اقدامهم تحيك المؤمرات ,كلما نسجوا مؤامرة ردّ الله كيدهم في نحورهم ,ومضى داعية التوحيد يعلم ويرشد الحيارى واعجب حاكم تريم ابن غرامة بهذه الدعوة المباركة ,وصاريهجم على عبّاد القبور في تريم وضواحيها, وصار التصوف الجبان ينزوي في وكره خوفا من قوة ابن غرامة وسيفه, الذي سلطه على المتكبرين وارخى ستر عطفه على المساكين ,وفي هذه الفترة بدأت نجوم النور تتألق في سماء تريم وصعدالشيخ الهندوان سُلّم تريم وكتب اسمها بحروف من نور بقيت تسطع ضياء ,ووقف القبوريون يرمونه بأبشع التهم فمرة بأنه وهابي, ومرة بالجنون ومضت قافلة التوحيد لم تأبه بالحاقدين, ومن حرص الشيخ انه اذا رأى منكراً سارع بأنكاره ,رأى يوماً احدهم علّق حرزاً على صدر ابنه الصغير فسأله:ماهذا يااخي؟؟اجابه:انه حرز يحفظ صغيري من العين, فرد عليه ناصحا:ان الحافظ هو الله وحده فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين, اماهذه الحروز والخيوط فلا تدفع عينا ابدا, فبادره هذا الانسان البسيط:لكن الناس كلهم يعلّقون هذا على اطفالهم لدفع العين, فراح يرتل الشيخ عليه في خشوع(وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ...)ثم التفت ناصحا للرجل لاتغتر بالكثرة-ياأخي-فان الله تعالى قال(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ{116} سمع الرجل هذه النصيحة ووعده خيراً ,وبدأت دعوة التوحيد تؤتي اكلها ضعفين, وتزهر اوراقها وتزهو ثمارها واخضرّت بعد جفافها, وتسارع طلاب العلم يحتلقون بالشيخ تأثرا بدعوته, ووقف يعلّم طلابه في المسجد قائلا:ان دعاء القبورمن دون الله شرك, وان الاستغاثة والدعاء عبادة لله وحده ثم تلى على مسامعهم( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ{60..)فرّغ الشيخ-رحمه الله-حياته للعلم وقدّم عمره خدمة للتوحيد, حاول مرات نصح اهل التصوف وأن يعودوا الى منهل التوحيدالصافي فقابلوه بالصدود والعداء ورموه بالسوء والاذى, كلما زادوا سباً وسفاهة, زادهم حلما وصفحا ياله من قلب كبير!! امتلا توحيدا من قرنه الى اخمص قدمه حتى شعّت اعضاؤه ضياء وبهاء!!
وفي سنة1224هـ الموافق1809م زحفت جيوش من عساكر التوحيد على تريم قادمة من ارض نجد بقيادة ابن قملا النجدي, امضت اربعين يوما في تريم وضواحيها تهدم القباب وتدمر التوابيت ,وتمنع تقديس الاضرحة, ساروا بالسِلم من بلدة الى بلدة في حضرموت يهدمون اوثان عبّادالقبور ,فشرِق التصوف هماً, وبدأيتقيأ دماً وضعفت اعضاؤه وتشللت حركته وسقط على الارض ذليلا, وبدأيلفظ انفاسه وانزوى في جحره مختبأ وبدأت تتقاذفه امواج الاحتضار, وقرّت عين الشيخ ابي بكر الهندوان بأهل التوحيد حتى حسب نفسه في حلم عابر, وهو يرى عبّادالقبور ينكّسون روؤسهم, وراية التوحيد ترفرف فوق تريم وعينات (قصبة التصوف في حضرموت),وسعدت تريم وارضها برجال التوحيد ,ووقف حاكم تريم ابن غرامة والشيخ الهندوان يعاهدون اهل التوحيد على النصرة ونشر دعوة التوحيد في ربوع حضرموت ومنع زيارة الاضرحة وتقديسها, ورجع جيش التوحيد الى نجد واستمرّ الهندوان في دعوته حتى تكالب الاعداء على اهل التوحيد في نجد ورماهم الحاقدون عن قوس واحدة ,عندهاخرج التصوف من اوكاره يشن حملة شعواءعلى اهل التوحيد, اعاد الى تريم ماتهدم من القباب وزوّق توابيته, وبدأت المضايقات تحيط باابن غرامة ووشا التصوف الى القبائل للانقضاض على حكم ابن غرامة ,واشهرالتصوف سيوف الاذى في وجه الشيخ الهندوان, وبدأمسلسل العداء والتهديد يدبر للشيخ-رحمه الله-
وفي ليلة مظلمة حزينة, طُرِقَ باب الشيخ بقوة سأل: من الطارق؟؟من يأتيني في هذه الساعةالمتأخرة؟
(بصوت خافت من وراء الباب)افتح انا احد احبابك
فتح الشيخ الباب وهو يرتعد:افزعتني –يابني-؟
ياشيخ:اخرج بسرعة من تريم, اهرب الى أيِّ مكان,
تغيّر وجه الشيخ واسود لونه:ولمَ هرب؟
بكى الناصح:انا الملا يأتمرون بك ليقتوك, فاخرج اني لك من الناصحين
ردّعليه مسرعا:دعني اهرب الى قصر ابن غرامة فقد وعد بحمايتي,
ردّعليه الناصح:ياشيخ ابن غرامة لايحكم جميع تريم, ولعل الملأ يغدرون بك في احدى حارات تريم التي لايحكمها ابن غرامة
عندها بدأت دموع الحزن تسيل على خد الشيخ حتى اختفت عيونه خلف طوفان دموعه, تكلّم بصوت متقّطع يخنقه الحزن:ولكن الى اين اهرب؟؟
اهرب الى-ياشيخ-الى بيت جبير فهو افضل مكان آمن, حتى يجعل الله لك فرجا,
وخرج الشيخ متلثماً هاربا ينجو بنفسه وبدعوته الى بيت جبير خارج تريم ,مختفيا عن الانظار هاربا من سيوف التصوف الحاقدة ,ووقفت عيونه تودع تريمَ وجرى بينها تعانق حزين ,التفت اليها بقلب منكسر ودموعه تنتحر على خديه اسىً, ورفع يديه داعيا ربهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةاللهم ارفع راية التوحيد في حضرموت واخرج من صلبها رجالا يدعون للتوحيد )ثم انثنى باكيا وددت لوطال عمري فتقر عيوني بهم, لكن حسبي ان ازجي لهم سلامافي حياتي وبعدمماتي واقول لهم:اثبتوا امام التصوف فأنتم على الحق
وتوقفت الكلمات ,ومضت الايام تتساقط اوراقها من شجرة الزمان , وازفت ساعة الرحيل ,وآن لهذا الفارس ان يترجل, وآن لاقدام عمره ان تتريث
وفي يوم حزين سنه1248هـ الموافق1832م انتقل الشيخ العلامة المجاهد الى جوار ربه بعد صراع مرير مع اعداء التوحيد, وبعدرحيله مزّق التصوف اوراق ذكرياته ورماها في بحر النسيان, وحاول مسح اسمه من لوحة الشرف ,وخطف مآثره فألقى بها في غيابة الجب ,ومزّق بمخالبه قميص ذكره ,وبكت تريم على رحيل شيخها الذي اراد لها الحياة بالتوحيد,واراد لها التصوف الموت في مستنقع الخرافات ,
رحمة الله تترى على ذلك البلبل الصداح الذي ظل يصدح بالتوحيد حتى توفاه الله ,بعد ان اهدى لحضرموت عقداً ذهبياً من التوحيد مرصعاً بالثبات والبطولة
الخاتمه
هذه قصة البطل السني الشيخ:ابوبكر عبدالله الهندوان –رحمه الله-نهديها للاجيال تذكيرا بفضله, وعرفانا لصبره, ومدحا لثباته, فمن الفضل ذكر فضائل الاخيار,انه رجل تسّنم ظهرالمجد, ورقى سلّم الشرف ,وعسكر فوق قمة الثبات ,انه سحابة من عطر وصفحات من بطوله, وذكريات من نور, انه بطل تقلّب فوق جمر الاذى, ولكنه بقي ثابتا كأسدالشرى, لوى التصوف يده وحاول كسر همته ,وذبح حلمه ,فبقي ثابتا صامدا راسخ الايمان قوي الشكيمة صلب المراس ,وهذا يراعنا وقف يغرّد على ذكره وينشر اريج فكره ويقدم للامة نبراسا على صبره,
لعمري لئن اضحت رميماعظامهم
لقدآذنت آثارهم بحياتـــــــــــــــــــــــــــــــــها
ووقف يراعنا يرّفع له تحية اكبار, ويقبل جبين ثباته ويعانق سجل ذكرياته, وينشر عبق تضحياته, لكنّ المحزن انّ سيرته صارت اليوم منسية ,وقصته دفنت تحت ركام الاهمال ,
لك الله ايها الجبل الثابت سرى عبير ثباتك كالجدول, يسقي جفاف تقصيرنا,وصار ثباتك كالشمس يشرق في آفاقنا, وينشد كالطير في حنايانا ,رحمك الله رحمة واسعة وجمعنا بك في جنات الخلود

ياحضرموت قفي فابكي الميامينا****شموس علم بهم يزدان وادينا
فديتكم ياشموس الحب ان بزغت****على الفؤادوان غبتم رياحينا
اكاداسكبُ دما في محبتكـــــــم***من شوقهاتغدوصحرائي بساتينا


كتبه:
ابوسعدالنشوندلي
حضرموت
11/10/1431هـ
[email protected]
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas