المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الطب والأسره > سقيفة الأسره
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


سميرة مع مريم وهاشم

سقيفة الأسره


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-14-2007, 06:41 PM   #1
غالي الأثمان
حال قيادي

افتراضي سميرة مع مريم وهاشم

ضربني أبي ضربا مبرحا، وتناوب أعمامي علي ضربي فيما بينهم، كان إذا تعب أحدهم يتناولني الآخر، أما أمي وأخواتي ونساء العائلة فوقفن موقف الحياد متفرجات، حزينات بعض الشيء، يرددن بنوع من الشفقة: هذا أمر لا بد منه، الرجال أدري بمصلحة مريم، غدا عندما تكبر مريم ستقدر ما فعلوه من اجلها.. رأيت الأطفال الصغار يتفرجون وهم مرتعبون لمنظر الدماء وهي تسيل من فمي وانفي وعيني المتورمتين، بالكاد أري إلي أي زاوية سأركل، وخصلات شعري الشقراء منبوشة مبعثرة هنا وهناك وبدوت بدمائي كالغولة في قصة جدتي لَطيفة، التي أكلت صغارها والدماء تسيل من فمها.
كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما أحببت هاشم ابن الجيران، أحببته الحب الأول الطاهر، الحب الأجمل. حب لمس مشاعري العذرية.. خصني هاشم بنظراته خلال الأعراس وبعث إليّ هدايا بسيطة في أكثر من مناسبة وكان يصفـّر من ورائي إذا مررت أمامه. ازداد تعلقي به يوما بعد يوم. حبنا السري دام عاما، لم ينتبه إليه أحد.. في أحد الأيام، عندما كنا نتبادل الإشارات عبر الشرفة، مرت بالصدفة ابنة عمي سميرة وشاهدت اشاراتنا المتبادلة، ولا ادري ماذا أخبرت العائلة عنا، وعندها بدأ كرههم وعداوتهم لهاشم.. ورددوا أمامي: يريد أن يحصل علي أي صبية بدون مقابل ولا ثمن، بدون مهر وبدون مؤجل.. بلا عرس ولا تكاليف.. اجمعوا علي أن هاشم مستهتر و يلعب ببنات الجيران ولا يكن احتراماً لذويهن، فهو ليس شهماً ولا يصون العرض والجيرة.. هاشم نذل أبا عن جد . حاول أهلي إفهامي وتوضيح رأيهم به، لم افهم رسالتهم... ولا أريد فهمها.. لم أستوعب أقوالهم، لم أرد أصلا استيعابها، لم تكن هناك قوة في العالم تمكن أن تقنعني بعدم حب هاشم، فهو الشاب الأول الذي حرك مشاعري وألهب نار حبي وأجج أحاسيسي.
فتاة في مطلع عمرها في أوج تكورها وتفتحها، جميلة وشقراء ومكتنزة، هكذا كنت هدفاً للهمسات واللمسات والغمزات ومحط أنظار القرية الصغيرة، رجالا ونساء، تغنوا بلوني الأبيض وشعري الذهبي، أراد الذكور الحفاظ علي هذا الكنز داخل العائلة وذلك بتزويجي من صالح ابن خالتي.. وصالح هذا، كان معروفا بسكوته وخجله وأدبه وجموده.. الكل يعرف صالح بصمته، لا يتكلم لا يشارك احداً الحديث، لا يجامل وتقريبا لا يبتسم، فهو الوحيد الذي لم يلعب مع الأطفال حين كنا نلعب ولم يقترب منه أحد منا، كان يعيش في عالمه الخاص، العالم الذي لم نحبه، نبذته مجموعة الأطفال التي انتميت إليها، وهي نفس المجموعة التي بدأت انسحب من بينها تدريجيا بسبب حبي لهاشم.
أعلنوا عن خطوبتي لابن خالتي صالح، دون موافقتي، تناوبت النسوة علي اقناعي بقبول صالح، لم آبه بهن.. وزعت الحلويات للأقارب والجيران.. الجميع فََرِح ما عدا صاحب الفرح وكان كل همهم توصيل الرسالة إلي هاشم بأنه لن يحظي أبدا بمريم وان عائلتها الكبيرة تقف وراءها وتحمي مريم منه ولن ينال منها أبدا.
أعلنت الحداد علي الحياة مع إعلان خطوبتي، الحياة التي لا أريدها بعد هاشم.. تناوب أفراد العائلة علي ملاحقتي ومراقبتي خوفا وتحسبا أن اهرب معه وجلب الخزي والعار لهم، مع أن حبي لم يتعد النظرات والغمزات و رمي بعض الكلمات خلفي ، عندما أمر من باب بيتهم فهو جاري، بابهم أمام بابنا. وحب الجيرة أمر بديهي تغنوا به بأعراسنا ومناسباتنا. وفي كل أغنية للجار والجارة من خلال أعراسنا المشتركة، كنا ننظر إلي بعض خلسة لنؤكد إعجابنا واستمرارية ودنا.
عرف هاشم بما آلت إليه حالي، وهدأني بحبه الأبدي لي.. أنت حياتي.. ملهمتي.. وألحّ علي أن اهرب معه، لننتصر علي من يحاول ان يفرقنا عنوة ، لكنني كنت أرفض الارتباط به بالحرام ، كما افهمني أبي وأمي وأعمامي. رفضت الهروب مع هاشم لأنني أريده بالحلال . استغربت قليلا عدم طلبه يدي من أهلي مباشرة أو محاولة اقناعهم بأنه يريدني كما أفهمني.. وقف موقف المتفرج، مثلي!! وكنت أبرر ذلك بأنه يخاف من الرفض، لعلمه بكرههم له. ورأيت به ضعفي واستكانتي.
ساءت حالتي ووهن جسمي.. مرضت وشفيت مرات عديدة في فترة زمنية قصيرة، فخافوا من تدهور صحتي وتذمروا من الاستمرار في مراقبتي وملاحقتي.. اجتمع ذكور العائلة وقرروا- الحل السليم والسريع- إعلان زواجي في الأسبوع المقبل، وتكثيف المراقبة خوفا من الفضيحة والعار.
بان الغضب المكبوت علي محياي خلال زفافي، شعرت بالتعاسة لما آل إليه مصيري، كيف يمكن صد صالح ومنعه من لمسي والاقتراب مني، لن اسمح لهم بإيذاء مشاعري وأحاسيسي، ولن يلمسني إلا هاشم.
كانت غرفة نومي في الطابق الثاني في بيت خالتي.. ماذا يحدث لو قفزت من الطابق الثاني فإمكانية الموت شبه أكيدة، لكن من المؤكد أن صالح لن يلمسني عندها.. أفكار سوداء عديدة مرت في مخيلتي كلمح البصر، كنت أفكر وأتمتم بغضب لم انتبه لنفسي إلا وأمي تشدني بصوتها: ماذا دهاك؟ ماذا تتمتمين لوحدك أمام الناس؟
تشكك أحد أعمامي بما يدور في فكري، فنبه الجميع، وقرروا أن تتربص مجموعة منهم تحت نافذتي، لتتلقفني في حالة قفزي، وعلي باب غرفتي وقف بعض مساندي صالح ابن خالتي لدفعه بالدخول إلي غرفتي وفض غشاء بكارتي والانتهاء من هذه الزوبعة.
انتهت حفلة زفافي في ساعات العصر، وكانت السماء صافية ونسمة هواء باردة عليلة أفرجت عن كربي.. ساقوني إلي الغرفة المخصصة للعروسين في بيت خالتي وشعرت أنهم يسوقون نعجة للذبح.. بقيت أترقب وقع أقدام صالح، خارت قواي فرفعت راية الاستسلام والخسارة، طليت من شباك غرفة نومي فرأيت أعمامي الملتهبين الجهلة يقفون تحت شباكي لردعي عن القفز، وأمام بابي كان آخرون ينتظرون قدوم صالح ليدخل علي ويفض بكارتي. جاء صالح وسمعتهم يحضونه بفرح: ادخل عليها.. أدخل عليها.
دخل صالح مسرعا ورأيت نظرات الغباء تقفز من بين عينيه الجائعتين للجنس.. لم يحدثني ولم يتفوه بحرف.. خلع ملابسي عني بسرعة ورائحة الكحول اختلطت برائحة جسده.. رمي بي علي السرير وكان كالثور الهائج يناطح ويرفس بقدميه وصوته كالجعير دوي في الغرفة ليسمعه الذين تحت شباكي وأمام غرفة نومي، ليشعروا بالرضا والتفوق والسلطة.
لم يتأن صالح ولم يخفف من رهبتي بكلام لطيف، فعل كل شيء بسرعة حتي بدون ان يبتسم.. مزق ملابسي الداخلية وابعد ما بين ساقي بالقوة وقفز فوقي قفزات مؤلمة وجعر جعرتين..
سالت دمائي صارخة من شدة الألم، دارت الغرفة بنا سريعا ولم أع أين اختفي صالح بعدها، فقط رائحة الكحول بقيت تزكم انفي، ورأيت نفسي أزف إلي هاشم وهو يمسك بيدي والسعادة ترفرف من فوقنا.. لم استيقظ من إغمائي إلا في اليوم التالي ظهرا وباشراف طبيب ورعاية ممرضة.
فهمت فيما بعد، أن الشراشف البيضاء تلطخت وأصبحت حمراء وعاد المتربصون إلي بيوتهم منتصرين في موقعتهم وأنا بقيت أسيرة مع صالح، الصامت الذي لا يتكلم، ينتظر بلهفة وحشية، التحام جروحي ليجعر فوقي من جديد.
مضت أشهر معدودة، وكنت ما أزال اجر من خلفي ذيل الذل والقهر والألم، عندما قبض أهل القرية علي هاشم، خلال محاولته الحصول علي فتاة بالحرام كما اعتقد أهلي بدون مهر أو مؤجل، فبعد أن أقنعها بهمساته وغمزاته ولمزاته.. دخل خلسة إلي بيت والدها وضاجعها في سريرها، وقبض عليه متلبسا، فتم ضربه ضربا مبرحا من رجال العائلة، وقيدوه ورموه في كرم التين شمال القرية، واجبر علي الزواج من الفتاة البكر دون مهر أو عرس.
لن تصدقوا.. أصبح عندي الآن ستة أبناء ولي منهم أحفاد ومرت سنوات عديدة علي تلك الحكاية ولكني ما زلت كلما أصادف هاشم، اشعر في ارتعاشه في قلبي.. ارتعاشه الفتاة العذراء العاشقة.
ميسون الاسد كاتبة من فلسطين
التوقيع :
أغنية حيا ليالي جميلة ( ان جئت با آخذك حيلة ! مانا من أهل الحِيَلْ )

http://www.youtube.com/watch?v=ujEJu...eature=related
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احد معجزات القران الكريم (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)) باحرس1970 سقيفة الحوار الإسلامي 24 05-28-2011 11:40 AM
قصص واقعية محب الرسول سقيفة إسلاميات 2 08-30-2009 12:50 AM
مريم العذراء............في حضرموت بسمة اليمن الســقيفه العـامه 31 08-17-2009 10:37 PM
يا معشر البشر : لا يوجد مهدى منتظر shibam@mail سقيفة الحوار الإسلامي 12 07-23-2009 11:33 PM
من مريم ام عيسى بومحفوظ سقيفة الحوار الإسلامي 2 04-11-2009 06:51 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas