الحضارم والوحدة وقراءة في تاريخ قديم

[أبو صلاح]

الحضارم والوحدة وقراءة في تاريخ قديم
لن يجد من يتأمل في ماكتب في تاريخ اليمن القديم ،أن المكاربة ومن ثم ملوك مملكة حضرموت الجنوبية ماقبل الإسلام ،ومن جاء بعدهم كانوا أصحاب مشاريع سياسية للتوحد مع غيرهم من الممالك والدول اليمنية المجاورة،وقد فسر بعض الباحثين خراب "شبوة" عاصمة الدولة الحضرمية باستيلاء أحد ملوك "سبأ وذي ريدان" وكذلك مدن أخرى بعد زحف الحميريين عليها أيضا ومنها ميناء قنا على ساحل البحر العربي ،و وتريم وميفعة ومدن أخرى ذكرت في بعض النقوش المكتشفة ، وفي إحدى اللوحات ان المهندس المعماري شكلم سلحان شيد حصون (( قلت )) بأمر من الملك يرعش بن أب يزع الحضرمي خلال فترة حكمه بين سنة 65 و85 ق م حين كانت سبأ وذي ريدان تهددان بغزو حضرموت وان أعمال البناء أنجزها مئة وعشرون عاملا في ثلاثة اشهر .
وكانت حضرموت عبر تاريخها الطويل القديم تجبر عنوة لمشروعات الوحدة والأتحاد عن طريق الغزو تارة ،أو التدخل بعناصر من الداخل تارة أخرى .
ومن أشهر ملوك حضرموت الذين ذكرهم المستشرقون، رغم اختلافهم فيما بينهم:
معدي كرب بن اليفع يثع)الذي بدأ حُكمه حوالي سنة 980 قبل الميلاد، وقد أُلحقت حضرموت بعد موته بمملكة معين إلى حوالي 650 قبل الميلاد.
يدع آل بيين بن سمة يفع، وبعده دخلت حضرموت ضمن مملكة سبأ إلى سنة 180 قبل الميلاد.
ويذكر د. جواد علي وغيره من الباحثين عددً من ملوك حضرموت الذين زمان حكمهم تعرضت حضرموت لمحاولات كثيرة لأحتلاها ،ويقيت أجزاء منها تدافع وتقاوم حتى عادت إلى الإستقلال من جديدكالعزيلط يثع الذي انفرد بالجزء من منطقة حضرموت التي لم تستطع التغلب عليها سبأ، وكانت في الساحل، وعاصمته (الشحر) ولا يُعرف أين موقع هذه الشحر، وهو الذي دام حكمه إلى سنة 65 بعد الميلاد.
وكذلك العاصمة نفسها شبوة بعد أن ارتحل عنها السبئيون، فاضطر "يدع ايل" الذي طردهم منها إلى إعادة بناء المدينة والمعبد، فلما تم له ذلك، احتفل بهذه المناسبة، أو بمناسبة تتويجه ملكًا على حضرموت في حصن "أنود" وقرب القرابين إلى إله حضرموت "سين" إلى بقية الآلهة، شكرًا لها على ذلك، النصر، وعلى النعم التي أغدقتها عليه.
وتعددت الروايات والأخبار في سبب خرابها وكلها تدور حول مالحق بالمدينة نتيجة لمشروع الضم والإلحاق بالدولة المركزية السبئية في حينها كما عرف في تاريخ اليمن القديم .
وكان الملك السبئي (شمر يهرعش)صاحب مشروع الوحدة الذي استولى على حضرموت ومناطق أخرى في الشمال ومنها (يمنات والتهائم ...)
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن سقوط حضرموت واندماجها وضمها إلى مملكة سبأ وذي ريدان كان في القرن الرابع بعد الميلاد، وقبل احتلال الجيش للعربية الجنوبية بقليل. وقد وقع هذا الاحتلال على رأيهم فيما بين السنة "335 ب. م" والسنة "370ب. م
وذكر د. جواد علي في(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام )
نتائج هذه الحروب التي شنها "شمر يهرعش" لحضرموت، ولأرضين أخرى تعد من المناطق الخصبة الكثيفة بسكانها في جزيرة العرب، إلى هجرة الناس عنها إلى مناطق بعيدة نائية، وإلى نزول الخراب في كثير من القرى والمدن، إذ تهدمت بيوتها ومعابدها، وقتل كثير من أهلها، وأتت النار على بعضها حرقًا، فتحولت منازل الناس إلى خرائب، وجفت مزارعهم ، فهجرها أهلوها ولم يعودوا إليها بعد هذا الخراب، فزادت مساحة الصحاري ولم تعمر منذ ذلك الحين.
فهذه نبذة مختصرة فقط لمشروعات الوحدة لم يكن للحضارمة بها يد على الإطلاق ولا التعرض لغزو دول أخرى مجاورة فكانوا أهل سلم وتنمية لبلدهم ولبدان أخرى هاجروا أليها بل في القرن الرابع الميلادي كانوا رسل سلام للعرب في شمال الجزيرة العربية حين استعدي أحد أبناء قبيلة كندة أن يحكم ويجعل من ابناءه أمراء على المناطق المتنازعة وواجهوا مؤامرات الدولة الفارسية وقاوموها كما هو معروفاً في تاريخ العرب قبل الإسلام ومن ثم عادوا إلى موطنهم حضرموت حين طلب منهم ذلك من قبل القبائل القيسية هناك .
#‏أبوصلاح_باحث_في_تاريخ_وتراث_وجغرافية_حضرموت