المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!


في الصراع القبلي – المناطقي سلطة آل العمودي بدوعن في مواجهة السلطنة الكثيرية

تاريخ وتراث


إضافة رد
قديم 04-10-2016, 10:21 AM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي في الصراع القبلي – المناطقي سلطة آل العمودي بدوعن في مواجهة السلطنة الكثيرية

في الصراع القبلي – المناطقي سلطة آل العمودي بدوعن في مواجهة السلطنة الكثيرية
سبق لنا أن تحدثنا في ماتقدم من مواضيع ومقدمات تاريخية ،تبين بعض الظروف الصعبة والحرجة التي مرّ بها آهالي حضرموت في الساحل والداخل من انعدام الأمن والأستقرار في ارجاء حضرموت كلها؛أنظر الرابط هذا: :http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=155878
نتيجة للحروب القبلية المستمرة،والتي كان الهدف منها تمكين جماعة قبلية معينة من فرض السيطرة بالقوة وتوسيع دائرة النفوذ، ونهب الأراضي والممتلكات،وبناء الحصون القبلية، وإخضاع سكان المدن والقرى والأرياف للسيطرة القبلية، ونتيجة لهذه الصراعات نشأت العديد من الدويلات والمشيخات والسلطات المتعددة في أكثر من مدينة وقرية وحارة في حضرموت،علاوة على الخوف والجوع والفقر،و هجرات للسكان بأنماط مختلفة بين الساحل والداخل وبين شرق حضرموت وغربها،فعائلات جزء منها في دوعن وآخر في تريم أو خارج حضرموت اضافة إلى المجاعات التي كانت تفتك بالفقراء من سكان حضرموت.
[ ادخل على الرابط
ومن هذه الصراعات القبلية والسلطوية مانشب بين سلطة آل (العمودي الروحية)والتي تدعمها بعض من قبائل سيبان ونوح ونهد مع السلطنة الكثيرية التي حاولت مراراً وتكراراً القضاء على سلطة آل العمودي في منطقة دوعن ،خاصة (بضه وقيدون ) وقد ذكر الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف في تاريخ حضرموت أن دولة آل العمودي هي الوحيدة التي تميزت دون أية دولة أُخرى قامت في حضرموت بأن جمعت بين السلطتين الروحية والزمنية.
وأما سبب ذلك ؛ أن الدولة العمودية تنتسب سلطتها الروحية أصلاً إلى الشيخ سعيد بن عيسى العمودي، الذي ينتسب إليه المشائخ آل العمودي في مركزهم في (قيدون) بدوعن.
وكان أحد كبار رجال الصوفية في حضرموت من القرن السابع الهجري، وقد ذكر في ترجمته أنه كان أُميًّا لا يعرف القراءة والكتابة،وكان يتبع الطريقة الصوفية التي دخلت حضرموت في القرن السابع الهجري من بلاد المغرب العربي ومن روادها كان محمد بن علي باعلوي الذي لقبه اتباعه بالفقيه المقدم
وقد توفى الشيخ سعيد بن عيسى العمودي بقيدون سنة 671هـ (1272م) ودُفن بها .
وذكر الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف في( المختصر من تاريخ حضرموت) أنّ هذا الأُميُّ، أستطاع بفضل قوة شخصيته أن يخلق له مكانة مرموقة بين رجال الدين والتصوف في عصره، وأن يجمع حوله الأنصار والمريدين، وأن يصبح أحد مشاهير الدعاة في بادية حضرموت وحضرها، وأن يؤسس له في دوعن نفوذًا روحيًّا تطور على مدى الزمن حتى أصبح نفوذًا سياسيًّا لعب دورًا هامًّا في تاريخ حضرموت ويظهر جلياً وواضحا في عهد ابنائه وأحفاده من بعده فقد التف حولهم رؤساء القبائل وكثير من حملة السلاح ، وبلغت درجة النفوذ الروحي والعسكري لآل العمودي في آن واحد حدًّا جعلهم بفضلها لا يشعرون بالولاء والطاعة لأية سلطة سياسة في حضرموت بل ويتحدون السلطنة الكثيرية ويخوضون معها حروباً طويلة لم تستطع السلطنة في عهد السلطان بدر بن عبد الله الكثيري (بوطويرق ) الذي كان معاصراً له الشيخ عبد الله بن عثمان بن سعيد العمودي، وهو أول من استعمل نفوذه السياسي، فاستولى على بلدة الخريبة في دوعن سنة 837هـ (1433م) ،وقد كان السلطان بدر بن عبد الله الكثيري ينظر لآل العمودي كقوة تنازلهم ،وتعد خطراً يحد من مد نفوذهم غرب حضرموت؛ ولهذا ذكر بعض المؤرخين أنه نشأت بين الشخصيتين خصومة ولّدتها القوة الذاتية الكامنة في كل منهما للسيطرة على الآخر.
وقد تسلح آل العمودي «بالبنادق» ربما قبل الوقت الذي تسلح به جنود أبي طويرق من الأتراك الذين استقدمهم في حروبه بحضرموت. لذلك كان العمودي ينازل أبا طويرق على قدم المساواة في السلاح. وعندما عقد أبو طويرق علاقات ودية مع الأتراك، أعلن العمودي عدم موافقته على تصرفات بدر وانحاز إلى إمام الزيدية في اليمن وكوَّن في اليمن جبهة سياسية معارضة لسياسة أبي طويرق.
وظل آل العمودي ودولتهم بمثابة العدو اللدود والخصم العنيد للسلطنة الكثيرية كما ذكر ذلك الأستاذ (محمد بن هاشم في تاريخ الدولة الكثيرية ) قال بدر والعمودي :ودخلت سنة 949 وبدر متورط في حرب العمودي وغيره... وخاطب العمودي في الصلح فأبى. فهاجمه بدر بالعبيد فلم يجد شيئاً فجرد عليه حملة كثيفة فاستعصى عليه أيضاً وقصد دوعن وارتد خائباً من طريق أرض بلدوس.)
وقال الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف (في المختصر من تاريخ حضرموت) أيضا وهو يصف تحدي العمودي ودولته لقوة السلطان بدر بو طويرق الي اخضع غالب قبائل حضرموت واستعصوا عليه الصيعر وآل العمودي : (وإمعانًا في إحراج أبي طويرق وإظهاره بمظهر السلطان المتخاذل الممالئ للإفرنج القراصنة، شن العمودي سنة 938هـ (1531م) غارة على بلدة (تبالة) بالشحر، وكان تجار الشحر يخزنون بها أموالهم خيفة مهاجمة البرتغاليين الشحر وعدم قدرة أبي طويرق على الدفاع عنهم وعن أموالهم، ونهب العمودي تلك الأموال. ثم استولى على وادي دوعن (الأيمن) ثم على وادي دوعن (الأيسر) وكانا تابعين لأبي طويرق.)
وما لبث بعد ذلك أن هاجم السلطان بدر بو طويرق مدينة آل العمودي المقدسة (قيدون)، التي بها قبر الشيخ سعيد بن عيسى العمودي، ونهبها وهدَّم خزان المياه الذي بها وأذاق جند أهلها صنوفًا من التعذيب والعسف.
وظل آل العمودي في تحد للسلطان بدر وللسلطنة الكثيرية حتى جاءت خيانة من رئيس جند العمودي تحت إغراء المال فانحاز
إلى أبي طويرق وانكسروا في قيدون كما تقدم من دخول عسكر السلطان لها.
وفي سنة 949هـ (1542م) هاجم أبو طويرق مدينة (بُضة) مقر السلطة العمودية، ولكنه لم يستطع التغلب عليها.
وفي سنة 955هـ (1548م) حاصر أبو طويرق (بُضة) للمرة الثانية بجيش تحت قيادة الأمير يوسف التركي والأمير علي بن عمر الكثيري. وأخذ الكثيريون يرمون (بُضة) بالمدافع.. لكن هذا الحصار انحصر عن (بُضة) بسبب انتفاضات قامت ضد أبي طويرق في مناطق أخرى من سلطنته الحضرمية. وبمساندة من قبيلة( نهد) التي كانت على خلاف مع السلطان بدر حيث اعتقل زعماء لها وأودعهم السجون في سيئون، وطرهم من بعض قرى الكسر، فكسب العمودي ود قبيلة نهد فهاجم العمودي قرية(شبوة القديمة) التي كانت من أملاك أبي طويرق وقد حاول الأمير علي بن عمر الكثيري - عامل بدر في شبوة - فك الحصار فلم يفلح، فدخل جنود العمودي شبوة ونهبوا ما كان بها من أموال.
وفي سنة 956هـ (1549م) عقد السلطان بدر صلحًا مع العمودي بعد أن باءت بالفشل محاولاته للقضاء على سلطة العمودي. وقد دام هذا الصلح إلى أن ألقى ابناء أبي طويرق القبض على أبيهم والزج به في السجن.
وفي أجواء سنة 1014هـ (1605م) شبت الفتنة من جديد بين آل كثير وآل العمودي. وظل آل العمودي موالين لأئمة اليمن مدة حكمهم السياسي في دوعن، ففي سنة 1070هـ (1659م) عقد الإمام في صنعاء ولاية رسمية للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن العمودي، بناء على طلب الأخير.
ولما غزا الزيود حضرموت في العام نفسه، بقيادة الصفي أحمد بن حسن الحيمي، في عهد الإمام المتوكل إسماعيل بن القاسم الذي استعان به أحد أمراء آل كثير في حربه ضد عمه ، قدّمَ الشيخ عبدالله العمودي، مساعدات للجيش الزيدي القادم بطلب من الأمير الكثير نحو حضرموت.[راجع ماكتبناه في موضوع متقدم في الحلقة التاسعة من الصراع القبلي]
وظل نفوذ وسلطة آل العمودي موجودة بدوعن بين مد وجزر حتى استولى السلطان القعيطي على دوعن وضم دوعن لسطلنته التي كانت عاصمتها مدينة المكلا بساحل حضرموت
وانتهى بهزيمته للشيخ أبن عبد الكريم العمودي سنة 1317هـ (1899م) طموح آل العمودي الذي ظل لقرون في مواجهة السلطنة الكثيرية ، واحتل القعيطي الخريبة والقرى التي كانت تحت نفوذ العمودي ،بعد أن مرّ وادي دوعن والقرى المتناثرة فيه قروناً من عدم الإستقرار وهجرة ونزوح لكثير من سكانه إلى الساحل وخارج حضرموت.

#‏أبوصلاح_باحث_في_تاريخ_وتراث_وجغرافية_حضرموت
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas