رحمك الله ياحميد!

[الدكتور أحمد باذيب]

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28)فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29)
وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار )

اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده

اللهم إن عبدك" في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم اللهم هذا عبدك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزد في حسناته ، وإن كان مُسيئا فتجاوز عنه

الراحل حميد.. تعلّمنا منك الكثير
26/10/2006 الصحوة نت - حسن منصور:




"أجمل الأصدقاء يموتون في سن العطاء.."

هكذا قرّر الراحل العزيز (حميد شحرة) أن يتذكّره إخوانه وإصدقاؤه.. جميلاً رائعاً لم يتوقف عن العطاء..

عرفته الصحوة.. قلماً جريئاً، و(شاباً نشأ في عبادة الله وفي كنف التعب المصقول بماء المأثورات)*..

وثّق للابتسامة اليمنية الأولى مصرعها في ثورة 1984، لكنه ظل ينتظر "آتياً لم تتضح ملامحه بعد، سيأتي ذات لحظة ليوقف نزيف أيامه، ويعيد لعمره اعتباره"، معلناً في كل يوم "أن أجمل الأيام لم يأت بعد"..

(هل كانت الحياة تستحق كل هزائمك وانتصاراتك.. وكل خصوماتك الجارحة..؟!)

هل هي جديرة بأن نعيشها محاربين؟!

تساءل يوماً في ذكرى وداع عزيز.. لكنه عاش مع (الناس) ومن أجل (الناس).. فكان قصة نجاح..

الراحل حميد...

قلت يوماً إن "تفاصيل الحياة اليومية تتسلل الى منابع الأمل في نفسك فتجففها كما تفعل الحرب على الارهاب بروح الخير عند البشرية"..

وتمنّيت يوماً على رئيس الجمهورية أن يعمل على "تحويل الصحافة من هواية إلى حرفة، ومن نشاط حزبي إلى مهنة لا تخضع للتصنيف السياسي»...

وعلمّتنا أن (النضال الإعلامي) سبيلٌ لمساندة قوى التغيير والإصلاح..

وأن إغلاق النوافذ لا يصنع التغيير..

وأن التبرير للفساد والطغيان يبدو هزيلاً عاجزاً في مواجهة الدعوة للحرية والخير والعدل..

لن أقول يا صديقي.. "أنني أجّلت أحلامي حتى زمن آخر، في وطن آخر.. وطن لا يجتثني من طفولتي ويلقيني في عراء اليأس، لا يرسم لي طريق الخيبات، ولا أشعر بالإثم يحوك في صدري، أن وسوست لنفسي كل يوم، عقب الصلوات الخمس، بخطيئة الارتحال عن أرض عقيم، تمرح فيها الحيات والأحناش، ولا تبتسم الشمس حين تطلع عليها."

فقد علّمتنا - أيضاً- أن مصرع الابتسامة لا يعني نهاية الكون.. وأن (المستقبل هو اليوم.. وأن بالإمكان حفر بئر بإبرة وأن المتعثر لا بواكي له..)*

[الدكتور أحمد باذيب]

أستاذ القلب، وسائس الملكات، والمودف بالكثيرين إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.

وحميد قبل هذا وذاك موضوع لم يكتب بعد.. نبرة لملمت وجدها من بخور الموالد، من همسة في الغيول الصبايا ومن دفتر في عريش السمر.. هذا اللماح الداهية، فنان محنك ومحاولة ناجحة.. شاب نشأ في عبادة الله وفي كنف التعب المصقول بماء المأثورات وتمثل الدرب الممتد أمام فتى تنزّل من مدرجات "بعدان" إلى باحة "إب" نافورة حلم وشبابة وعد.. في العام 1973م استقبلت الدنيا حميد أحمد علي شحرة أو هو استقبلها وظلاً معاً "حميد والدنيا" ما بين كر وفر ولسان حاله يقول:-

تنكر لي دهري ولم يدر أنني

أعز وأحداث الزمان تهون

نبات يريني الدهر كيف عتوه

وبت أريه الصبر كيف يكون

ومن هذا العراك خرج حميد بموهبتي الشعر والمسرح.. في الأولى كان يسطر قصائد نازفة لاتخلو من سريالية مفقوءة العينين ومحروقة الأصابع، أما في المسرح فقد كان ساخراً ومحرضاً تارة يصرح وتارة يوارب احتجاجه وراء التورية.. لكنه في أغلب مسرحياته كان هو المؤلف والمخرج والبطل.. أيام ذلك وحميد طالب في معهد المعلمين العام بإب وجمهوره لفيف عامر من الشباب المتحمس والمنضوي في عباءة الحركة الإسلامية التي أصبحت بعد ذلك حزباً اسمه الإصلاح.

وعن الإصلاح في إب أصدر حميد أسبوعية "النهار" رئيساً للتحرير إلى أن حلت الحرب الصحيفة وتزوج الحميد وشد رحاله صوب صنعاء في ظرف أشبه بالمجازفة –في صنعاء أصبح محرراً لبريد قراء "الصحوة" ثم مراسلاً لـ "المستقلة اللندنية" إبان كانت توزع في اليمن ما يربو على الثلاثين ألف نسخة أسبوعيا.

في العام 1996م أفتتح المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية برئاسة الأستاذ نصر طه مصطفى الذي أصدر في العام 1997 مجلة "نوافذ" ومعه سعيد وجمال وحميد ثم انضم إليهم محمود في تشكيلة لن تتكرر في تاريخ الصحافة اليمنية.. كانت "نوافذ" دوحة ومدرسة وفناراً ومنزلاً.. هنالك حيث زلت قدمي إلى بلاد الصحافة على يد الأستاذ حميد وحميد يجيد تدريب الحواس –يمتلك أسلوباً ذاهلاً في التنبيه وحدساً لاينام- كل همسة منه تشعل في المدارك قنديلاً أو أكثر.. يعطيك السمكة ويعلمك ايضاً كيف تصطاد.

الفنان هو مبدع متعدد.. يتجسد هذا التعريف في حميد بشكل جلي ليس على مستوى التذوق فحسب بل على سبيل الإجادة فحميد بالإضافة إلى كونه شاعراً ومسرحياً وكاتباً هو ايضاً مخرج ومصمم وفني ألوان.. إلى آخر ما هنالك من توصيفات تجعل منه مجمعاً فنياً وفكرياً بحجم مؤسسة "الناس".

و"الناس" بنت حميد وهي مشروعه الشاهق الفريد أخذت منه أكثر ما أخذ السكري، وأعطته مالم يشعر به بعد.. إذ لا وقت للاحتفاء ففي الذهن طموح عريض والوقت لا يتريث.

قريباً سوف تفتتح "الناس" مكتبها الإقليمي في دبي حيث سيكون مقر توزيعها في دول مجلس التعاون وبعدها بقليل ستمتلك "الناس" مطابعها الخاصة.

لحميد "مصرع الابتسامة" باكورة انتاجه من الكتب أصدره في الذكرى الخمسين لمصرع ثورة 48 وله تحت الطبع كتاب عن "الزبيري" وآخر تحت التأليف ناهيك عن كونه معداً لكتب عدة بعضها أصدر عن المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية ضمن سلسلة "أوراق" وحميد معنون أنيق، ومفهرس سلس، ومصمم أغلفة مياسة الدلالة متفنن في اقتناص الصورة المعبرة، والعنوان الجانبي اللافت، والابرازي المحكم.. حساس في جرس المقاطع والجمل.. ينداح بلا طقوس، ويسترسل بلا تبييض.. ولكي يكتمل جمال المشهد يختار البنط الملائم، ودرجة التضليل ومسافة ما بين السطور وصولاً إلى المطبعة حيث يتخير بعناية جرامات الورق الأنسب وتطابق المونتاج وأشياء من هذا القبيل تفتقدها كثير من أقلام هذه القبيلة.

ولذا تقطع "الناس" مسافة السنوات بأشهر ويمر العدد منها في حقل من الألغام دونما إصابة.. إنها مدرسة المرحوم عبد الله سعد صديق أبو مالك ونديمه وشيخ طريقته.. وكلا الشيخين "سعد وشحره" يعلمانك كيف أن على الفنان الا يكتفي بكونه فناناً فحسب بل يتوجب أن يكون "فناناً محنكاً" وكلاهما يخطرانك أن "المستقبل هو اليوم" وأن بالإمكان حفر بئر بإبرة وأن المتعثر لا بواكي له..

__________________

(*) الثقافية - أكتوبر 2004

[الدكتور أحمد باذيب]

الدكتورة رؤفة حسن تدعو لإنشاء منظمة حميد لضحايا الطرق
01/11/2006 الصحوة نت - متابعات



دعت الدكتوراة رؤوفة حسن الى تشكيل منظمة خاصة بحوادث الطرق واقترحت ان تحمل اسم حميد .

وقالت الدكتوراة رؤوفة لـ(ناس برس) "إن المصاب جلل في رجل لا يزال في اوج نضجه وفي قمة عطاءه من أجل مهنته وبلاده. لكني ارى ان البكاء تخفيف عن النفس وليس إعفاء عن المسؤولية..

واضافت"كل من مسهم ألم حوادث الطرق بشكل أو بأخر مطالبين بالخروج من صمتهم الى الفعل الايجابي وادعو الى انشاء منظمة او تجمع يضم أهالي من أصابتهم الطرق بشيء كي يضعوا معا خطة تساند الهيئات الحكومية على تنفيذ عملها بالنحو الصحيح وأقترح أن يكون اسم حميد عنوانا لهذه المنظمة او الجمعية واكدت على ان تكون المنظمة خارج اللعبة السياسية المعارضة أو الموالية لتنظر فقط الى مصالح الأحياء الذين يسيرون على الطرقات بغض النظر عن انتمائهم.