04-21-2011, 01:34 PM | #10 | ||||||
شخصيات هامه
|
في الحبشة كان لشاعرنا كندي علاقة مميزة وتواصل مع الشيخ نور حسين ( الأرتيري ) وهذا الشيخ الى جانب سعة ثقافته وعلمه ، كان تاجرا يتنقل بين مقديشو عاصمة الصومال و( هرر ) واستطاع هذا الشيخ أن يأثر على التحصيل الثقافي لشاعرنا خميس كندي ومنه أخذ دروسا في اللغة العربية والفقه والأدب العربي ، ولزم الشاعر خميس كندي الشيخ نور حسين ، وقرر ترك عمله في الحبشة والتوجه مع شيخه الى الصومال . لم يحل عام 1945م إلا وشاعرنا خميس سالم كندي قد اتخذ من الصومال دار هجرة له ، وحط عصاة الترحال في مدينة مقديشوه وأقام في حي خاص للعرب يطلق عليه ( بلاجواعرب ). وكثيرا ما تغنى شاعرنا بذكر هذا الحي في أشعاره ، كان للشيخ نور حسين تجارة في مقديشوه بالحي التجاري ( حمروين ) كما كانت له الزعامة القبلية والعلمية بين الأرتريين في الصومال ، ويعد المرجعية الروحية لهم . لم ينس شاعرنا خميس سالم كندي أفضال الشيخ نور حسين عليه ، لهذا خروجا عن المألوف بعد أن تعود يمدح الحكام المحليين والطامعين منهم في النفوذ والجاه ، فقد أختط لنفسه منحى جديدا وكتب قصيدة يمدح فيها عالما فقيها وفيسلوفا قاضيا ، كان له الفضل في تحسين ملكته الأدبية ولغته الشعرية وتوسع معرفته بالأدب العربي واللغة العربية ، هذا قبل أن يكون الشيخ نور تاجرا ميسورا وزعيما مأثرا بين قومه ، فقال في قصيدته فيه بعد الاستهلال التقليدي :
قال الفتى الشاعر زعل نومي وبيته سمير= البارح الهاجس ضوى فرحان يكتب في النظير ابيات من ذات القريحة نظم ماهو مستعير= وابياته الغرا يقدمها الى الى الشيخ الكبير شيخ البلد زين الخلايق صاحب الوجه النوير= الشيخ نور احسين في صوماليا ماله نظير هو كوكب الأمة وخلق الله منه تستنير= ربي عطاه الخلق والأدب والعلم الغزير في كل فن دارس فنون العلم جم ما يسير= في الفلسفة بل والثقافه عنده اعلوما كثير وامّا علوم الفقه ماله شبه في الوقت الأخير= قاضي وبن قاضي وله تاريخ في المهجر كبير ويختتم شاعرنا خميس سالم كندي قصيدته بقوله:
ذا لي حصل من نظم شاعر وصف بالنسبه حقير= في الشيخ لأن الشيخ فيه أوصاف محموده كثير ابيات قصد الذكر والمذكور بالذكر جدير= والفي صلاتي تخص المصطفى طه البشير مهما تكن نوايا ومقاصد شاعرنا خميس سالم الكندي حين نظم هذه القصيدة ، هل هي كانت من أجل إظهار وصف الممدوح وعلمه وفقه وطيبة سجاياه ، أو أنها رسالة عرفان وشكر لهذا الشيخ الجليل صاحب الأيادي البيضاء ، أو أن شاعرنا كان يروم عطية جزلة ، وهبة تكفيها نائبات الزمان . فالأهم أن القصيدة ابتعدت عن الخطاب الذي كان يمدح فيه شاعرنا اصحاب البطولات والعنتريات الحضرمية واظهارهم بأنهم ( يزوعون الجبالي .... وصلّب وشدّد .... ويعصب ويطلق .... مخلي كيرها رشان .... والقبولة .... ) وغيرها من صيغ الخطاب الشعري السائد في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي . . . |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|