الـــوداع ......!!

[أبوعوض الشبامي]

.


عاش الشاعر الشابي في تونس ، ولكن شأنه شأن من كان عاش في مصر او العراق أو الشام او في عدن .... الخ ، حيث كانت الاوضاع السياسية لها أثر التخلف الفكري في جميع الهياكل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، وأدرك أنه لن تكون هناك حركة تنويرية او اصلاح مستنير الا بتحرير الفكر والثقافة العربية من القيود التقليدية البالية ، وهذه الدعوة هي نفسها دعوة الى تحرير الانسان من الظلم السياسي والاجتماعي الواقع به .. لذا كان أدب الشابي وشعره ذو وجهتين فكري، وسياسي اجتماعي ، لقد ادرك الشابي كل هذه الحقائق وعبر عنها ... و أدرك الظلام الذي شاء الاستعمار أن ينشر أطنابه على بلاده وبلاد العرب فقال:

أن ذا عصر ظلمه غير أني ......... من وراء الظلام شمت صباحه
ضيــــــــع الدهر مجد شعبي........... سترد الحياة يوما وشاحـــــه

وادرك الظلم الواقع على ابناء شعبه عن طريق سن القوانين التي تسلبهم حقوقهم الانسانية وحرياتهم فصرخ في وجهه قائلا:

الا أيهــــــــا الظلم المصعّــــــر خده .......... رويدك ان الدهــــــــر يبني ويهدم
أغرك أن الشعب مغمض على قذى .......... لك الويل من يوم به الشر قشعم


وايضا في هذا المعنى يقول الشابي قصيدته التي وجهها الى طغاة العالم وسماها ( الى طغاة العالم ) كتبها سنة 1934م قال فيها:

ألا أيهـــا الظـــــــالم المستبد ........حبيب الظلام عدو الحيــــاة
سخرت بأنات شعب ضعـيف ........ وكفك مخضوبة من دمــــاه
وسرت تشوه سحر الوجــود ....... وتبذر شوك الأسى في رباه

وأدرك وقوف الاستعمار في وجه أي حركة اصلاحية مستنيرة فقال:

كلما قـــــــام في البـــلاد خطيب ........ موقظ شعبه يريد صلاحه
أخمدوا صوته الإلهي بالعسف ......... أماتوا صداحه ونواحـــه
البسوا روحه قميص الاضطهاد.........فاتك شائك يرد جماحــه

فلئن كان الاستعمار وكل حاكم ظام يستخدم من الاساليب الدنيئة والسياسية الخبيثة ما يحقق به أهدافه ومطامعه كان على الشعوب نفسها الواقعة تحت وطأة ظلمه ألا تستسلم لواقعها التعس وأن تكافح في سبيل تحقيق الحياة الحرة الكريمة لذا اهتدى الشابي الى ان هذا الكفاح رهن بتلك الحقيقة النفسية الانسانية ان يتنازعها في كل وقت دافعان دافع الحياة ودافع الموت وتظل حياة الانسان في عنفوانها ما دام لدافع الحياة في نفسه الغلبة على دافع الموت فإذا تضعضع دافع الحياة في نفسه كان الموت.

هذه حقيقة ادركها شاعرنا الشابي وادرك ان شعبه التونسي والعربي لن يخرج من حالة الموت الى عنفوان الحياة إلا اذا نشط في دافع الحياة وأدرك حقا انه يريد الحياة وفي هذا يقول الشابي أبياته المشهورة من قصيدته ( ارادة الحياة ) قال فيها:

اذا الشعب يوما أراد الحياة .......فلابد أن يستجيب القــدر
ولا بد لليــــــــــل أن ينجلي ....... ولابد للقيــد أن ينكســـر
ومن لم يعانقه شوق الحياة .......تبخـر في جوهـا واندــثر
فويل لمن لم تشقه الحيـــاة ......من صفعة العدم المنتصر

ويمضي في قصيدته ضمن ذلك النسق فيقول على لسان الأرض:

أبارك في الناس أهل الطموح ....... ومن يستلذ ركوب الخطــــر
وألعن من لايماشي الزمــــان ....... ويقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحيـــــاة ......... ويحتقر الميت مهمـــا كبر
فلا الأفق يحضن ميت الطيــور ....... ولا النحل يلثم ميت الزهر

.

.

[تناهيد شاب]

قال الوداع
ومقصده يجرح القلب
محال قلبي ينجرح من وداعه
من حبني يامرحبا براعي الحب
وان راح ربي يحفظه كل ساعه


تقبل مني هالمرور الصغير
^_^

الف شكر لك استاذي القدير
(( ابو عوض الشبامي ))

[نديم]

قصيده رائعه من شاعر زمانه ابو القاسم الشابي الشاعر التونسي العظيم فهو متمكن :
والشكر للغالي ابو عوض الشبامي لنثر ابداعات هذا الشاعر الفريد سلمت يمناك وتقبل تحيتي

[إحساس حضرمية]

أتعبت قلوبنا ياسيدي بذكر الوداع وزارتنا ذكريات مرة ...
وتذكرت قول المبرد وانا واقفة بين السطور :
جسمي معي غير أن الروح عندكم ..
فالجسم في[ غربة ] والروح في وطن !!
فليعجب الناس مني أن لي بدنا..!!
لا روح فيه(( ولي)) { روح }بلا بدن!!
أستاذنا أخونا الغالي*ابو عوض الشبامي*
شرفتنا ونورت العذب من الكلام بأجمل الكلام ..
لك كل الشكر والتقدير والاحترام
تقبل مروري ياسيدي وكل احترامي
واهلاً وسهلاً بك دائماً..

[عبدالله غريب]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

. عاش الشاعر الشابي في تونس ، ولكن شأنه شأن من كان عاش في مصر او العراق أو الشام او في عدن .... الخ ، حيث كانت الاوضاع السياسية لها أثر التخلف الفكري في جميع الهياكل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، وأدرك أنه لن تكون هناك حركة تنويرية او اصلاح مستنير الا بتحرير الفكر والثقافة العربية من القيود التقليدية البالية ، وهذه الدعوة هي نفسها دعوة الى تحرير الانسان من الظلم السياسي والاجتماعي الواقع به .. لذا كان أدب الشابي وشعره ذو وجهتين فكري، وسياسي اجتماعي ، لقد ادرك الشابي كل هذه الحقائق وعبر عنها ... و أدرك الظلام الذي شاء الاستعمار أن ينشر أطنابه على بلاده وبلاد العرب فقال: أن ذا عصر ظلمه غير أني ......... من وراء الظلام شمت صباحه ضيــــــــع الدهر مجد شعبي........... سترد الحياة يوما وشاحـــــه وادرك الظلم الواقع على ابناء شعبه عن طريق سن القوانين التي تسلبهم حقوقهم الانسانية وحرياتهم فصرخ في وجهه قائلا: الا أيهــــــــا الظلم المصعّــــــر خده .......... رويدك ان الدهــــــــر يبني ويهدم أغرك أن الشعب مغمض على قذى .......... لك الويل من يوم به الشر قشعم وايضا في هذا المعنى يقول الشابي قصيدته التي وجهها الى طغاة العالم وسماها ( الى طغاة العالم ) كتبها سنة 1934م قال فيها: ألا أيهـــا الظـــــــالم المستبد ........حبيب الظلام عدو الحيــــاة سخرت بأنات شعب ضعـيف ........ وكفك مخضوبة من دمــــاه وسرت تشوه سحر الوجــود ....... وتبذر شوك الأسى في رباه وأدرك وقوف الاستعمار في وجه أي حركة اصلاحية مستنيرة فقال: كلما قـــــــام في البـــلاد خطيب ........ موقظ شعبه يريد صلاحه أخمدوا صوته الإلهي بالعسف ......... أماتوا صداحه ونواحـــه البسوا روحه قميص الاضطهاد.........فاتك شائك يرد جماحــه فلئن كان الاستعمار وكل حاكم ظام يستخدم من الاساليب الدنيئة والسياسية الخبيثة ما يحقق به أهدافه ومطامعه كان على الشعوب نفسها الواقعة تحت وطأة ظلمه ألا تستسلم لواقعها التعس وأن تكافح في سبيل تحقيق الحياة الحرة الكريمة لذا اهتدى الشابي الى ان هذا الكفاح رهن بتلك الحقيقة النفسية الانسانية ان يتنازعها في كل وقت دافعان دافع الحياة ودافع الموت وتظل حياة الانسان في عنفوانها ما دام لدافع الحياة في نفسه الغلبة على دافع الموت فإذا تضعضع دافع الحياة في نفسه كان الموت. هذه حقيقة ادركها شاعرنا الشابي وادرك ان شعبه التونسي والعربي لن يخرج من حالة الموت الى عنفوان الحياة إلا اذا نشط في دافع الحياة وأدرك حقا انه يريد الحياة وفي هذا يقول الشابي أبياته المشهورة من قصيدته ( ارادة الحياة ) قال فيها: اذا الشعب يوما أراد الحياة .......فلابد أن يستجيب القــدر ولا بد لليــــــــــل أن ينجلي ....... ولابد للقيــد أن ينكســـر ومن لم يعانقه شوق الحياة .......تبخـر في جوهـا واندــثر فويل لمن لم تشقه الحيـــاة ......من صفعة العدم المنتصر ويمضي في قصيدته ضمن ذلك النسق فيقول على لسان الأرض: أبارك في الناس أهل الطموح ....... ومن يستلذ ركوب الخطــــر وألعن من لايماشي الزمــــان ....... ويقنع بالعيش عيش الحجر هو الكون حي يحب الحيـــــاة ......... ويحتقر الميت مهمـــا كبر فلا الأفق يحضن ميت الطيــور ....... ولا النحل يلثم ميت الزهر . .

نتابع ونستفيد معلومات جديده ومفيده فيها عذب الكلام وعذب الطرح والتحليل من قبل العمده الغني عن تعريف مواضيعه وطرحه المتميز في المنتديات الحضرمية
شكرا كثيرا