حضرموت ؟؟ ثقافة اللا مبالاة / كتب: الدكتور / ماهر بن دهري

[حد من الوادي]

ثقافة اللامبالاة

المكلا اليوم / كتب: الدكتور / ماهر بن دهري2010/11/13

الناظر إلى ما يجري من متغيرات على الساحة المحلية من ناحية التصرفات والسلوك يجد أن ثقافة اللامبالاة أصبحت هي السائدة لدى كثير من أبناء هذه المحافظة التي لم تعتد على مثل هذا النوع من السلوك، فقد عشنا طفولتنا وجزءً من شبابنا ونحن نسمع عن اهتمام الجار بجاره والناس بعضهم ببعض، فاحترام مشاعر الجار كانت مقدمة ومن الأولويات التي تعلمها الأسرة لأبنائها،


حتى بلغ بهم إذا مات جار أحدهم يطفئون التلفاز والراديو أو يخفضون صوته مراعاة لوضعه وحساسية مشاعره، أما اليوم فقد حلّت محلها سلوكيات خارجة عنه فأصبحت تقرأ على بعض الدراجات أو السيارات وأحياناً تسمع مثل هذه العبارات: ما حد حاس بك، دعهم ودع ما يقولونه، عطه عدن ...إلخ، ولعل ترسخ هذا السلوك انتقل إلى الشعوب من خلال تعامل الحكومات مع قراراتها بعدم المبالاة بتأثيرات هذه القرارت على جميع أفراد الشعب من الناحية المعيشية والصحية وغيرها، فحكومات اللامبالاة أو لامبالاة الحكومات أثرت سلباً على الأفراد فظهر هذا السلوك عندنا في المحافظة في عدد من المظاهر منها:

أن ترى سائقي باصات الأجرة يوقف أحدهم باصه في منتصف الطريق ليخرج لشراء شاي أو غيره محدثاً زحاماً ولا يبالي بتأخيره للناس، فإذا ما أراد أي راكب النزول تجد أكثرهم يقف في منتصف الطريق مانعاً غيره من المرور، ولو أن الله ابتلاك بأن تكون راكباً في أحد هذه الباصات - خاصة بعد الهجمة الشرسة على الدراجات- لرأيت عجباً حينما ينطلق هذا الباص من الفرزة ممتلئاً فإذا ما خرج أحدهم عند البريد ثم تحرك الباص إلى جوار استديوهات الجزيرة رأيته يشير إلى رجل جوار مسجد مشهور وهذا الرجل قد لا يرغب في ركوب الباص، وهكذا لو تحرك ووصل إلى بلقيس ينتظر راكباً ما زال عند مسجد الجامع وهكذا تطول معاناتك.


ويزداد الأمر سوءً حينما تريد الوصول بسيارتك إلى المكلا بعد خروج طالبات ثانوية الميناء إذ تصطف الباصات على جانبي الطريق ووسطه لتعيق المرور محدثة زحاماً خانقاً أمام مرأى ومسمع رجال المرور الذين لا يبالون بهذا المنظر المتكرر فلا همّ لهم سوى اصطياد السيارات التي تحمل أرقاماً غير يمنية – سعودية، كويتية، إماراتية – أو سيارات النقل الكبرى.


ومن مظاهر اللامبالاة ما حدث من تصرف السلطة المحلية في الساحة الكبيرة في كورنيش المكلا – وهي مصلحة عامة – إذ صرفت لشخص ليؤجرها كمواقف للسيارات دون أن يقدم خدمات فقط يجبي مبلغاً عن كل ساعة مما أدى إلى أن يتحول الشارع العام إلى موقف للسيارات فبدلاً من أن تمر سيارتان أصبح لسيارة واحدة وأصبحت المدينة تعاني الاختناقات والزحامات، وتستغرق عشرين دقيقة قبل أذان المغرب لتصل من مستشفى باشراحيل إلى مسجد عمر.


هذه بعض مظاهر اللامبالاة ولو أردنا استجلاء جميعها لاحتجنا إلى أيام بل أشهر للحديث عنها، فمتى نسترجع ثقافة الاهتمام والمبالاة بالآخرين؟

أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة حضرموت