المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > سقيفـــــــــة التمـــــيّز
سقيفـــــــــة التمـــــيّز كل ماهو مميّز وجميل يتم انتقاؤه من قبل مشرفي السقائف ووضعه هنا


كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) للمستشرق روبرت سيرجنت ...!!

سقيفـــــــــة التمـــــيّز


إضافة رد
قديم 12-23-2008, 11:19 PM   #11
ابوصالح
حال قيادي
 
الصورة الرمزية ابوصالح

افتراضي

الفاضل الاستاذ القديرأبوعوض الشبامي الشكر قليل في حقكم لهذا المجهود الطوعي الكبير الذي تقدمونه لاظهار هذه الدرر المكنونه من المعلومات القيمه والجميله
نتابع ونقرأ مره تلو الاخرى لعلنا نستفيد ونحن في انتظار ماتبقى وخاصه القصائد والاشعار الغنائيه
وفقك الباري
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 12:44 AM   #12
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوصالح [ مشاهدة المشاركة ]
الفاضل الاستاذ القديرأبوعوض الشبامي الشكر قليل في حقكم لهذا المجهود الطوعي الكبير الذي تقدمونه لاظهار هذه الدرر المكنونه من المعلومات القيمه والجميله
نتابع ونقرأ مره تلو الاخرى لعلنا نستفيد ونحن في انتظار ماتبقى وخاصه القصائد والاشعار الغنائيه
وفقك الباري


شكرا لأبي صالح على مروره وهذا الكتاب القيم الذي ينشر لأول مرة في الشبكة العنكبوتية مترجما للعربية، يعتبر سابقة في سقيفة الشبامي وجب علينا أن نهتم به لأنه سجلا من سجلات موروث حضرموت الثقافي بنظرة مختلفة ...!!



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 01:02 AM   #13
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي

عمنا ابو عوض

موضوعك يستحق المتابعة .. وجهد تبذله نعجز عن ايفائك الشكر عليه ..

تشويق ما بعده لانتظار المزيد من الصفحات المخباة

رغم ان الكتابة دقلة .. بغت نظارة ..

ربنا يكون بعونك يا عم .. والف الف شكر ..
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 01:24 AM   #14
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الأغاني الحضرمية

بالإضافة إلى كون الشعر الحضرمي لونا من ألوان التعبيرالأدبي فأنه أيضا كظاهرة اجتماعية يرتبط بالعمل اليومي والشعائر الدينية ، وربما كانت في أغاني الفلاحين في الحقول مثالا على ذلك وبالرغم من ان هذه المختارات الشعرية التي أوردناها في دراستنا تضم كثيرا من قصائد اللهو والراحة اكثر من قصائد واغاني العمل الا ان هناك مقاطع شعرية تشير الى تلك الأغاني التي يغنيها الحضرمي أثناء الكدح والمرح ، وقد اعتمدنا في تصنيف هذه القصائد على محاضرة للأستاذ محمد بن هاشم الصحفي والمؤرخ المشهور التي قدمها إلى ناد من أندية الأشراف أو السادة الشباب اسمه( غرفة المطالعة ) في تريم ، وقد تمت دراسة الأنواع المختلفة من هذه القصائد مع صديقي الفاضل علي بن عقيل من ( مسيلة آل بن يحي ) (14) وتضمنت الأمثلة جميع الشروحات المتعلقة بأسماء الأطعمة كما قمت أنا بإضافة أنواع أخرى بمزيد من المعلومات كلما اكتشفت شيئا منها.



أغاني الجمالين ( الحدا )


‎‎‎‎يقول بن هاشم: للبدو هزيج وأنغام عربية تتخلل الأغاني التي يغنونها للجمال حين يحدونها للسير ويسمونها( غودره ) من الفعل ( يغودر ) .

ويؤدونها في بعض الأحيان بشيء من التطويل ( المط ) وتحتوي على كلمات يصعب على الأذن فهمها وتميزها ، ومن ناحية أخرى يقوم الجمالون في المناطق الحضرية بغناء الأغاني الشائعة لحث جمالهم على السير، والمقصود بالجمالين في المناطق الحضرية والذين ذكرهم بن هاشم البعض من طبقة المساكين ولا حاجة لتناول ( الحدا ) طالما ان ( لاندبرج ) قد تناوله بالنقاش وكما هو واضح في كتب الأدب العربي القديمة والحديثة الى حد مـا (15)..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أغاني الرقص في الباديـة

يقول بن هاشم ( كل هذه الأغاني من أغاني الهزيج ، وتقدم بحرارة وحيوية حيث يحرك الراقص جسمه بين وقت وآخر حين يغنيها وتكون بمصاحبة المزمارأو( الهاجر ) ، ورقصات البادية كثيرة ومتنوعة ولاحاجة لنا بشرحها هنا ، وفي أغلب الرقصات التي شاهدتها يصف الراقصون بأيديهم ويحنــون ركبهم أويستقيمون خلال الموسيقى كما يفعل ( الكورس ) ويدور الراقصون هنـا وهنـاك في المـدارة .

الحان الرقص الحضرية

يصاحب أنغام الرقص الطبول العادية مثل ( الهاجر والمرواس ) وتقوم القبائل بأداء هذه الرقصة أيضا، ويرقص فيها اثنان في دائرة من المشاهدين الذين يقومون بدور الكرس والنوع الآخر هو رقصة ( الدحيفـه ) ويقوم بالرقص فيها أربعـة أشخـاص ، ويبـدو أنها معروفة في لحج(16) أيضا وقد نشر ( أحمد فضل ) أغنية من الأغاني التي تغنّى مع هذه الرقصة.
وهناك نوع آخر من الرقص تقوم به القبائل وهي رقصة ( الظاهري)(17) وفيه يرقص اثنان من الدائرة يجيئان ويذهبان معا وعندما يكونا الراقصان رجلا وامرأة يكون هناك تجاوب بين الصفين المتقابلين ينشد الأول كلمات المرأة والثاني كلمات الرجل وهو الأصل في هذا النوع من الشعر المشار إليه لاحقا وهذا هو نوع الرقص الذي أشار إليه (باصبرين) بقوله: (18) ( أن عادة اختلاط النساء مع الرجال في رقصة الدحيفه والقصبه من الأعمال المشينة في حضرموت ..) وكما علمت فأن كلمة ( القصبه ) هي مرادفة لكلمة ( الزفين ) (19) وهي رقصة يقوم بها اثنان يرقصان في دائرة جيئة وذهابا بمصاحبة العزف على القصب والطبول ويبدو أن كلمة القصبة اصطلاح دوعني وكما يعتقد الدوعنيون فأن رقصة الدحيفه مشابهة لرقصة القصــبه إذ يقوم بأدائها اثنان من الرجال وامرأة يرقصان حول دائرة ويكون أحدهما قائدا ويسمى هؤلاء الراقصون ( المدارجون ) وأحدهم ( مدارج ) أما نوع الغناء المصاحب لهذه الرقصة المختلطة ( وهو الموجود في تريم على أي حال فيسمى الجزعيه) وهو مشابه ( للدان ) ويردد كل صف بيتا من الشعر بالتناوب ثم ينضم الجميع في الغناء بشكل ( كورس ) فيغنون مثلا:

يا ساه ما حَد يحلش بعد ســالم علي (20)

يا نوب كلت العسل خليت جبحه خلي (21)

حبيت مخلوق من قلبي وهو مندري

كما يعبر الفلاح الحضرمي عن شقائه وكدحه ببيت يمثله أحسن تمثيل بقوله : ( ما راثي الآّ لمن ينزح ودلوه خلي ) (22)


الحـــان ( الرقص المتزن )

يقول بن هاشم : ( هذه هي الرقصة المحترمة المعتبرة وتعرف في العرف العام بـ ( الشرح الريض )(23) وقد سمي كذلك لاستطالة وامتداد إيقاعاتها ونبراتها أي أنها كثيرة ( التمطيط ) ويقوم بها كل من النساء والرجال كل بمعزل عن الآخر ويستعمل فيها ( الهاج ر) وثلاث مراويس تتجاوب خلال الإيقاع ويرافقها الموسيقى في رقصة الرجال أحيانا وذلك بالعزف على القصبة وغالباماتكون الألحان من الأغاني القديمة أذكرها من أيام طفولتي أي من قبل ستين عاما، وأكثر الألحان تغنى على البحر الذي أختاره( خوعلوي ) (24) في نظم أكثر أشعاره وقصائد ( خوعلوي ) من أكثر القصائد التي يغنىّ بها في ( الشرح الريض ) ، ورقصة الريض هي رقصة الصفوة رقصة السادة والمشائخ وهي بهذا تختلف عن المريكوز في ( البادية ) و( الظاهري ) التي يؤديها حملة السلاح ( القبائل المسلحة ) ، ومن العيب على السيد أن يشترك في رقصة الظاهري كما قيل لي ، بالرغم من أداء بعض القبائل للرقص المتزن أو الرقص الموزون ويؤدي السادة هذه الرقصة في الأعراس والأفراح والمناسبات ، أما البدو فيؤدونها في مواسم الزيارات مثل زيارة النبي هود ، وهي رقصة بطيئــة يصحبهـــا الرقص بالأيدي (25) ، ويجري الراقصــــون في محيط الدائرة(26) يثبون أحيانا في الهواء ويسمى هذا الوثب( طمره ) ، وينحنون أحيانا أخرى الى الأرض على الرجل اليمنى ويسمى هذا الأنحاء ( كرسعه ) ولا تقوم النساء بعملية الانحناء والوثب ولكنهن يتمايلن بشعورهن كما يفعل البقارة عندما تكون الرقصة في مرحلتها البطيئة(27).


الأصوات الشعبية الشائعة

يقول بن هاشم : (( في كل شهرين أومناسبة كبيرة تظهر الى الوجود الحان وأصوات شعبية ، يرددها كل الناس رجالا ونساء أو أطفالا في الجلسات المسائية في العمل ، وفي كل لحظة مباشرة ، يغنيها حتى الحمالين الحضريين ، وما ان تمضي فترة ليست بالقصيرة حتى تغيب وتتلاشى ، لتظهر أصوات جديدة غيرها )) ، وكما يقول علي بن عقيل فأن هذه الأصوات المشار إليها تنتمي إلى أغاني الدان والتي سنتناولها بعد قليل ، وينتشر الدان بين الطبقات الدنيا ، وأعتقد ان المتعلمين سيفضلون أغاني الغزل( الشعر الحميني ) على أغاني الدان تلك مثل:

ياشـبيـه القمر والله أنـك... ........ تصلح إلا تهـاوينا و هاويـك
يوم سني سوا مثل سنك ............ عـاد جـنسي كـما جنــســــك
ومثـواي مثـواك (28)

وهناك أيضا قصائد المساجلة ،كهذه القصيدة التي قيل أن بعض العلماء قد نظموها في ( مـندر ) رحلة لهم وساهم كل واحد منهم بمقطع ولغتها متأنقه وشديدة التكلف (29).
با لغواني قـلبي مـولــع هايم وفاني

حــــا ير يدير الفـكـــــر

كم يعاني في حب خرعوب سوس مباني

. في القلب له دور وحصون

في قوامه يشابه الغصن مثــل الحمــامـــــــه

إذا مــشى أو خطــر

من كلامه يتساقط اللول ما حلى أ بتسا مه

من ثغر به در مكنـون

__________________

الهوامش
(14) ينتمي الأستاذ علي بن عقيل وبن هاشم الى أسرة آل بن يحي وهي عائلة موهوبة وجدهم عثمان بن عبدالله بن عقيل ينتمي الأستاذ علي بن عقيل وبن هاشم إلى أسرة آل بن يحي وهم يل أسس مطبعة حجرية لطباعة الكتب الدينية وهناك أفراد آخرون من هذه العائلة برزوا في التاريخ والسياسة في حضرموت وكان علي بن عقيل رئيسا للبعثة التعليمية إلى دمشق وله اهتمامات دؤبة باللهجة العامية في بلاده .
(15)أنظر Glossaire Datinoisليدن 1920م لكاتبه لاندبرج عندما كان في بلاد الصبيحي حيث تربى أجمل الجمال قال لي أحدهم أن الجمال تتجاوب مع الزامل الذي يلقيه رجال القبائل وتخرج منطلقة، وفي منطقة الواحدي وغيرها من المناطق سمعت صاحب الجمال وهويغني لها بكلام غير واضح كما يقول بن هاشم وكان بذلك الغناء يتحسن سيرها.
(16) قارن بما جاء في (المصدر المفيد)ص65 وقارن بما ذكره صلاح البكري في (تاريخ حضرموت) ج2 ص200
(17) ويمكن أن يكون هجاء هذه الكلمة ضاهري حيث لايفرق الحضارمة بين مخرج الحرفين.
(18) ص17 من المخطوط رقم 46 عن اعتراضات با صبرين على الرقص هي اعتراضات شكلية لاختلاط الجنسين في الرقص ، ومهما توجد من حركات خليعة تقوم بها بعض من النساء أل… في عدن أوربما المكلا مثل حركات (الهز _اللوك راجع ص54) غير ان هذا لايمثل الرقص البسيط الذي يقوم به الفلاحين ولابد ان تكون الملاحظات الميدانية التالية التي كتبتها عن رقصة الدحيفه كما شاهدتها في (خنفر بأبين) إذ يقوم أحد الخدم (وهم طبقة مغمورة) وهذا الخادم من زبيد يقوم بأداء الموسيقى ومعه مزمار ونساء يحملن الدفوف وهي نوع من الطبول ويزدحم المكان بجمهور رجال القبائل والحجور، وترقص إحدى نساء الأخدام مع الرجال وتبدو حركة الرقص كأنها عملية ذهاب ومجيء داخل الدائرة الا إنها بالفعل حركات معقدة وتلقى النقود أمام الموسيقى ولابد أن يكون هناك أجرا أكثر يدفع قبل الاستمرار في الرقص وموسيقى الرقص مثيره كثيرة التكرار ولوازمها أو قراراتها عالية صاخبة والراقصون من القبائل يلعبون ( بالجنابي ) أي الخناجر ويرفسون بأرجلهم إلى أعلا في حركات بهلوانية ويدفعون بخناجرهم تحت افخا دهم ثم يخرجونها من الطرف الآخر ويرقص المحيطون رقصا موقعا ويريح الراقصون بعضهم بعضا ويعود الراقصون المجهدون الى الدائرة.
(19) قارن بما ذكره لندبرج في (حضرموت) ص598 وأيضا ما ذكره Gloss Dat ويبدو بعض الأحيان انها رقصة السيف الا انها ليست كذلك بالطبع .
(20) ساه في وادي عدم انظر صلاح البكري في الجزء الثاني ص169.
(21) كثيرا ما يرد ذكر ( النوب ) أي النحل في شعر جنوب الجزيرة وهناك كثير من القوالب الملحقة بهذا الموضوع.
(22) معنى هذا البيت أنني أشفق لمن يرهق نفسه، في العمل أ و يتجاوز الحد في حبه ثم لا يلقى مراده.
(23) يقدم لنا بن هاشم تحليلا تاريخيا لكلمة (ريث) الكلاسيكيةبابدال الثاء ضادا..، انظر لاندبرج فيGloss Dat
(24)أي بحرا من البحور يوصف بالسريع انظر القصائد رقم 18,26,27,وخصوصا 26 وهي قصيدة متهورة.
(25) (تاريخ حضرموت) ج2ص200.
(26) آر. سكني: الاحتفالات والرقص العربي السواحلي مجلة المعهد الملكي لدراسة الأجناس(لندن1917م) (المجلدXLV11 ص413_434) وقد جمعت مواد الدراسة من جزيرة زنجبار( شرق أفريقيا ).
(27) أي حضرموت الغربية ( قبله ) .
(28) مثـوى بمعنى القلعة أوالحصن ،والموطن الأصلي.
(29) عندي نسختان من هذه القصيدة ويقول( رحيّم ) أنه كان حاضرا ذلك المندر أوالنزهة.








التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-25-2008 الساعة 08:50 AM
  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 07:33 PM   #15
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

والى جانب أغاني الحب والغزل نجد أن هناك أنواعا أخرى شائعة مثل أشعار الحماسة والفروسية والاجتماع والفخر وكمثال على أشعار الفخر هذه الأبيات :

والقبوله ما تصلح الاّ عند بن خالد عمـر ....... لي عامد الحول والغرفه ومثوى بامتين (30)

يقول بن هاشم ( تحتوي أغاني الدان على ألحان تمتاز بالقوة وقد ظهرت مؤخرا في الأوساط الحضرمية ، الحان يعشقها الشباب من الجنسين وأصبحت أداة تعبير عن العواطف والحب ووسيلة للتغريد بتباريح العشق والغرام وآهات العواطف ، وليس لأشعار الدان أوزان مستقرة مألوفة كما هو المعهود في غيره من الألحان ، ويبدأ صاحب اللحن بالتلحين مهمهما في البداية ثم يأتي دور الشاعر ليضع الكلمات ومن هنا اصبح شعر الدان قريبا من الشعر المنثور ) .
وقد أشار جميع الرحالة إلى الدندنة ويعتبر لاندبرج أكثر هؤلاء الرحالة (31) اهتماما بموضوع الدان في الأدب الشعبي وكتب مقالة طويلة حول هذا الموضوع ، وكمثال على الدواعي والمناسبات التي يغنى بها الدان ، نقتبس حرفيا الفقرة الآتية المنقولة عن رحيـّم ( عنــدما يجتمع جماعــة من قبـائـل الجـبال وهم البـاديـة يجـلسـون على شكـل دائرة ويبدأ أحـدهم في الدندنـة متشاغلا بلحن معين حتى يبدو عليهم الانسجام فيشاركه الآخرون بالدان ويهيئون أنفسـهم للغـناء وعندمـا تعلوا الأصوات ويسمعها الآخرون أفراد القبيلة فيبدءون بالتجمع واحـدا فواحـدا(32) فتتبعهم النساء في الانضمام إليهم أيضا ، ( فيشترحون ويزملون ) مصفقين بأيديهم توقيعا على الغناء بالـدان ( دان يادانـه ) ، ثم يأتي الشعراء من القبيلة وعندما يكون في لحظة الانسجام والاستثارة يبدأ بنظم قصيدة أو أبيات من الشعر كالأبيات التي سنوردها أدناه وعندما يكون هناك جماعة من الشعراء فقد يتتابع الشعر وغالبا ما يقتصر البدو على غناء مقطع واحد من الشعر طوال الليل كما يلي :

دا نـا دان يــا دانــا يــا دا ني دا نـا دانــا ......... هـب الـنـود بـعد الحـر
دا نــا دان يــا دانــا يــا داني دانــا دانــا ............. هب النـود بـعد الحـر
سعديه سرت تسمر للشـبـان تتمـختــر ............... هب النـود بعـد الحـر
دانـا دان يــا دانــا يا داني دانــا دانــا .............. هب الـنود بعـد الـحـر
سعديه كما البيضه مقروشه وسطها أصفر ...... هب الـنود بعـد الحـر

وكما يقول محمد سعيد الأصبحي (33) انه يبدو أن هناك نوعا من القياس المستعمل في اليمن يشبه نوعا ما هذه المقاطع من الدان: ( دا - يا - ني - با- بالي - لا - لي ) وقد جعل ذلك المقياس مطابقا للمقياس الموسيقي الأوربي ( دو- ري- مي - فا- صول - لا- مي ) ، ثم يقول أن بعض القبائل تقتصر على استعمال المقياس التالي: ( يا- دا- ني - لا - لي ) أو ( با لي - لا- ) أو (بال - با - لي ).
وسيكون من المفيد مناقشة ومدارسة الموسيقيين اليمنيين حول ماسبق ذكره وإيراده ، وعلى كل حال فأن أسم ال ( بالي - بال ) أو ( البال - بال ) قد ورد عن بامخرمه في تاريخ ( ثغر عدن ) ، أشار إلى نوع من الشعر له ميزان وبحر محدد ، وقد نقل مثالا ينظم على هذا الوزن بشكله الصحيح في العربية الدارجة وهي قصيدة في مدح عبد الرحمن بن راشد وقد نظمت في حوالي النصف الأخير من القرن السادس الهجري وهي متماثلة ومشابهة جدا في الأسلوب الشعري والعاطفة لكثير من القصائد التي طبعناها في هذا المجلد وصاحب هذه القصيدة شاعر من عدن أقام في الشحر.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


غناء والحان (بني مغراه )

يقول بن هاشم ( يعتبر هذا النوع من الغناء من بين أقدم الأغاني في حضرموت والغرض الأساسي من قصائد بني مغراه هو إثارة حماس القناصة ورجال الطرد والمطاردة وأكثرها قصائد تقال وتغنى في ( الـوعـل ) والافتخار باصطياده و( المغراه ) هي كلاب خاصة تدرب على الصيد وتمارسه وأبناؤها ( بني ) وهم القناصة أما اخواتها فهي القصائد المغنـاة في المسـامرات المسـائية ، بالحان وأصوات خشنه يغنيها الرجال منفصلين عن النساء وأشعار بني مغراه تتناول مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية كالغزل والصيد والسياسة وغيرذلك.
وفي الرقصة المسماة ( بني مغراه ) يأتي اثنان أوأربعـة رجال ويرقصـون في وسط الدائرة ويقف في جانب من الدائرة المغني بالمرواس والرقصة شبيهة برقصة الريض، ولكن الراقصين في بني مغراه يحملون العصا أو الجنبية . وقصائد بني مغراه تمثلها القصيدتان رقم 12و15 من هذا المجلد ويمكن التمثيل بهذا المقطع : المقطع (ص173) المقطع رقم (9).

بني مغـراه بوشيخ بات الليــل مشـتـق
وعـال النـوم لمـّا مثــار الديــك لــزرق
وأنا وديت قبل العول في الجول بادحـق
خدانا الحذق والمخ في السـاقين قدرق
وبندقي الفرنجي على راســـي معلـــق
إذا أمليت النظـــر فـيـه بالعبره تخـنق

وكمثال على الشعر السياسي يعرف لنا بن هاشم الأبيات التي يخص الشاعر فيها عبد القوي بن غرامه ( رئيس القطاع اليافعي في تريم في 1263هجريه ).
وكمثال على الشعر العاطفي من هذا الضرب المقطع رقم (12) وأيضا القصيدة الدينية (الموشح رقم 13 ).
ومن خصائص قصائد بني ( مغراه ) والتي لم يشر إليها بن هاشم ، هي أنها جميعها من بحر واحد ، ويمكن إثبات ماأورده بن هاشم عن قدم أسلوب قصائد (بني مغراه) بالرجوع إلى ديوان ( أبي نواس ) في القسم الخاص بقصائد الطرد أوالصيد ، والكثير من تلك القصائد في ديوانه تبدأ بعبارة ( أنعت كلبا أو أعددت كلبا ) بالرغم من أن مواضيع تلك القصائد تشير إلى حيوانات أخرى غير الكلاب ومن الصعوبة بمكان أن نشك في الرجوع بهذه القصائد إلى اصل أقدم من هذه الفترة .

السهرات الغنائية بالعود والكمنجة
يؤكد بن هاشم بأن أنغام العود في حضرموت شبيهة بأنغامها في اليمن والكويت(*) وكذلك تغنى بعض قصائد ( يحي عمر وهو شاعر توفى بالهند . ) على اللحن الصنعاني وكذلك على الموسيقى والأنغام الهندية وتحتوي قصيدة يحي عمر ( رقم 22 ) في هذا المجلد على عدد من الكلمات والتعابير الهندية)، وهناك شاعر آخر أشار إليه بن هاشم واحتمال أن يكون يافعيا أيضا، يجري على نفس منوال يحي عمر وهو الشاعر حسين زايد .


الشـَّـبواني
وصف لاندبرج (35) هذه الرقصة الجماعية وصفا مفصلا ،أما بن هاشم فيقول: ( انهم يرتجزون بمعنى انهم يغنون ببحر الرجز ، ولكن الشبواني الذي سجله لاندبرج ببحر البسيط مما يجعلنا لانشك ان هذا المصطلح قد أستعمل بشيء من التسامح والمرونة ليشمل الاثنين معا . أما سكيني( Skene ) فيقرر أن ( المكلاويين ) في شرق أفريقيا يرقصون رقصة الشبواني ، وتعتبر المكلا هذه الأيام هي المركز الرئيسي لهذه الرقصة ، وقد شاهدتها مرارا في الهواء الطلق ( في ملتقى شبه الجزيرة اليابسة ) وقد أطلقنا على المكان لقب (ميدان بيكادلي )، لوجود سارية منقوشة قائمة في وسط المكان (* ).

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


والشبواني في الأساس هي رقصة الحضر ( من القرويين وأهل الحرف) والتجار والفلاحين والصيادين وجميع سكان ( الحارات ) والجدير بالذكر أن رقصة الشبواني وأغانيها مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة الحي ( الحارة ) إذ أن أغلب المدن الواسعة تنقسم إلى عدد من (الأحياء - الحارات) ولكل تنظيمه المستقل (36) ، وفي كل حي هناك رئيسان ( أبوان ) أحدهم ( أب ) للحضر والآخر ( أب ) للمزارعين والعاملين في البناء (الطين ) (37) ، لأنه في مدينة كبيرة كتريم أو سيئون يوجد الكثير من المزارع خارج أسوار المدينة ، ولكل ( حارة ) حدودها التي لا يجوز لغير سكانها عبورها بمواكب الاحتفالات الرسمية كالحفلات والصيد والشعائر الدينية، وباختصار عندما يقوم الحي بأي عمل جماعي يساعد كل أفراد الحي بعضهم البعض وبدون أجر في حالة ( غريق، حريق، انهيار بيت...... الخ ) أو أي مصاب آخر ، فأن جميع أفراد الحارة يهبون للنجده ، واذا هوجم أحد أفراد الحي من أحد أفراد الحارة الأخرى فأن جميع أفراد حارته يهبون للنجده ، وعندما تنطلق صرخة( يا حريقاه.. ياحريقاه ) معلنة حدوث مصيبة ( ما ) ، يهب حوالي مائة من الحي يحمل كل منهم ( صفيحة ) وتكون صرخة النجدة عادة بالعبارة القديمة المعروفة ( لبيك ..لبيك ) ويكون الجواب ( يامرحيب ..يا مرحيب ). وفي وقت الزواج يقوم أهل الحي بجميع الخدمات المتعلقة بالمناسبة بعد ان يبلغ صاحب الزواج ( أب الحارة) بموعد زواج ابنه ويقدم التفاصيل المتعلقة بعدد الضيوف المدعوين وعدد الذبائح ويتطلب مائة من المدعوين حوالي ثلاثة من ( الخرفان ) و( قهاول من الأرز ) ويأتي رئيس الحارة للتأكد من استكمال التحضيرات وكفاية كميات المؤن والطعام، وفي يوم الزواج يكلف( أبو ) الحارة رجلين لذبح ذبيحة واحدة وكل شئ مرتب ومنظم حسب العادات والتقاليد في مثل هذه المناسبة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فواجبات الزواج تشمل على نزح الماء وجمع الحطب وخدمة المدعوين أثناء الحفل والسمر، ويحصل ألذ باح على الرأس ( والكوارع ) أما الخدمات الأخرى فهي مجانية، بالرغم من أصحاب الزواج يعطي البعض أجرا زهيدا ، وما زاد من طعام الوليمة يأخذونه ( عمال النخل ) إلى بيوتهم ، وكل هذه الإجراءات تتم تحت أشراف( الأبو ) ولا يسمح لأي شخص من حي آخر أن يقوم أو يتدخل في هذه الإجراءات ماعدا حضورهم للزواج كضيوف بالطبع (38). ثم يستأنف الرقص والغناء مرة أخرى وفي ختام الرقصة يذهبون كما جاؤا الى رئيس الحارة لابداء الأحترام .
ويضرب الطبل أمام بيت رئيس الحي بحيث يتجمع لاعبوالشبواني ومن هناك يمشون في مسيرة أوموكب يتقدمهم ( الأبـو )الذي يكون مسئولا عن ترتيب صفوفهم وتوجيههم واعطائهم اشارة التحرك والوقوف ومسؤولا عن جميع الإجراءات التي ستقام ، حتى يصلوا إلى مكان فسيح فيجتمعون في دائرة عريضة يقف في وسطها ثلاثة أوأربعة من الشعراء ومعهم حوالي نفس العدد من المغنين فيرتجلون الأشعار ويتنافسون في سرعة الارتجال والبداهة ، وبالفعل ما أن ينتهي أحدهم من الكلام حتى يسارع الآخر بالإجابة ، وتتناول أغاني الشبواني مجريات الأحوال السياسية في حضرموت ثم ينقسم الراقصون إلى صفين متقابلين ويحيط بهم المتفرجون ،ويبقى الشعراء بين المتفرجين ويتناول الصفان أبياتا من الشعر كما نظمت ويغنونها بالحان مختلفة ويغني المغنيان وسط الصفين بينما يتجول الشعراء بين صف وآخر، ويرتجلون الشعر في حين يلزم كل واحد الصمت والسكون أثناء ذلك.
وعندما ينتهون أو يكتفي الشعراء يقف صف من الصفوف ثم يلعبون بحركات معينة في الرقص ويميلون يمينا ثم يسارا ، وعندما ينتهون من هذه الحركة يتقدم أفراد أحد الصفوف أمام الصف الآخر ويفكون الأيدي وينحنون عندما يصلون إليهم، ثم يعودون بنفس النظام السابق، ومايلبث الصف الآخر أن يقوم بنفس العمل السابق، ثم تؤدى الحركة من الصفين مرة أو مرتين على التوالي ثم يكونون دائرة عريضة مرة أخرى ويظهر الشعراء والمغنون .
___________________________________
الهوامش
(30) ( القبوله ) الشرف القبلي (31) لندبرج Gloss Dat موضوع الدان؛ قارن بماذكره Arabica.الجزء الثالث (32) يبدو أن الظهور المفاجئ للبدو من حيث لايتوقع المرء ظهورهم صفة غريبة ملازمة لهم، وهذا ما لمسه الكثير ممن زاروا بلاد العرب.
(33) كتاب ( سلالة قحطان )(عدن1941م) ج1ص56 اما ج2 لم يظهربعد.
34) لقد شاهدت واستمعت إلى كثير من (الشبوانية) العلاقة لهذا الاسم بشبوة طبعا كماذكر بعض الرحالة، كما أن قول لاندبرج(بأن الشبواني صفة مرتبطة بشبوه) قول رفضه الحضارمة فهم يقولون ان الصفة هي (شبوى) وليست شبواني ولم يورط لاندبرج نفسه بالطبع في حديث عن العلاقة بين شبوه والشبواني وليس هناك من سبب يجعل مثل هذه البلدة البعيدة نسبيا تعطي اسمها لرقصة حضرمية وانما جاء ذلك في السنوات الأخيرة بعد أن أحيطت هذه البلدة من الهالة السحرية التي أصبحت قليلةالأهمية في الفترة الإسلامية على الأقل، وهناك غناء للصيادين يسمى (سوبان) وسنناقش فيما بعد (الخيبعان) وكذلك (الهـّداني) ويبدوان هذه الألوان الغنائية تشترك في حروف تسميتها ب (آن) أو انا فأرى أن الجـذر لكلمة (شبواني) يمكن أن يكون ؛؛ شاب ؛؛ ؛؛يشوب؛؛ بمعنى يختلط اوشبا يشبو بمعنى ؛؛ يتجه نحو؛؛ إلا إن هناك . حاجة لمزيد من البحث لالقاء الضؤ على اشتقاق هذه الكلمة.
(35 Arabica) ( ) الجزء الثالث ص5.
36) لمعرفة أسماء المدن الحضرمية والأغاني والأهازيج والتناصير المرتبطة بها أنظر مقالي بعنوان أحياء تريم وتنا صيرهم عام 1950م Museon Lx111 ولمعرفة أحياء الشحر انظر موضوعات عن تاريخ جنوب الجزيرة .الموضوع رقم 4. (37) للإطلاع على بعض عوائد وتقاليد الأحياء انظر موضوع ( مقابر تريم ).
(*) الجابيه والتاج ( المترجم).
(38) يقوم أفراد الحي أيضا بواجبات معينة في تجهيز الميت ودفنه ويترك الأموات في بعض الأحيان مبالغ نقدية للصرف على وليمة لأهل الحارة تعرف (بالتقدوم) وإذا لم يترك شئ لمثل هذا الغرض فأن ورثته يقومون بذلك الصرف وإذا كان الميت فقيرا معدما فلا تعمل تلك الوليمة مطلقا، وطبقا لمعلومات مأخوده عن (مقدم بتريم) ( الأبو) ان الحاكم هو الذي ينصب رئيس الحي بدون(مرتب ) أو أجر وعندما يريد الحاكم أن يعلن خبرا يقوم الرئيس بإحضار أحد العبيد للضرب على الطبل كما هو معروف في جميع أنحاء جنوب الجزيرة عند إصدار أي إعلان بأي خبر فينتبه الجميع في الحي لذلك ، ومن الوظائف الهامة أيضا تصفية وتنظيف آبار الماء وهذه الآبار في تريم موقوفة على المساجد فلا يدفع الناس ثمنا للماء الذي يستعملونه في البيوت أو الزراعة، ويحتاج الأمر إلى إزالة أي شئ يسقط في البئر ويفسدها ويتكفل رئيس الحي بهذا فيجمع الرجال وعدّة العمل من( حبال للبئر وعجـلة وغرب) وغيره وكل المتطلبات التي تأتي مساهمة من (عيال الحافة) وكلها أشياء يوفرها أهل الحي بحيث يدفع كل منهم مساهمة صغيرة لتغطية النفقات .



.

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-25-2008 الساعة 02:02 PM
  رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 08:49 AM   #16
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الـّرزيــح

يقول بن هاشم يلعب العمال ( ويعني بهم غير السادة والمشائخ والقبائل ) لعبة ( الرزيح ) لإدخال السرور إلى أنفسهم في ساعات المساء والسـهرات(39) ولهذه الرقصة ( الحان حضرمية أصيلة ممطوطة ) حيث يغني أحد الراقصين(40) فيجاوبه الآخرون بكلمات مرتجلة تحرك السامعين فتهتز الأرض من تحت أقدام الراقصين .
وقد شاهد سكني (Skene ) الرزحه في زنجبار يرقصها راقصون بالسيوف المجردة وقال أن فيها طبلا يسمى ( مرواس ) يصاحب تلك الرقصة ويرى أن الرقصة جاءت من مسقط .

وقد شاهدت الرزيح في سد النقره أثناء ( زيارة هود ) في شهر يوليو 1947م يقوم بها العمال الذين يعملون هناك وانقل هنا هذه الملاحظات التي سجلتها أثناء المشاهدة ، ( في وسط الدائرة هناك بعض الشلالين(41) ومعهم حوالي ثلاثة من( البقارة ) الحرث على الجانبين، ويحرك البقارة أجسامهم من منطقة الوسط ( الخصر ) ويحركون رؤوسهم ( فيتحرك الشعر )، ويحمل الرجال الآخرون نوعا من المناجل يسمى الملعب(42) والبعض يحمل العصيان إذا لم تتوفر( الملاعب ) وفي مرحلة من مراحل االرقصة يضع الراقصون العصي بين أرجلهم ويقومون بتمثيل حركات جنسية مع الآخرين، وهذا مما يثير الضحك والتعليقات اللاذعة ، وقد جاء الرعاة من تريم وهم يختلفون في ملامحهم عن ملامح ( الفلاحين ) ، وتبدو ملامحهم اقرب إلى الملامح البدوية شعورهم طويلة متموجة ، و من الواضح عليهم انهم أكثر أرستقراطية في الملامح من الفلاحين .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وليس هناك ترتيب في وسط الدائرة ويمكثون في أماكنهم ثابتين ثم يدوسون بأرجلهم بقوة ويقفزون ويهزون الأرض في انسجام ، ولا يتحرك المحيطون بالدائرة كثيرا وتبقى حركتهم متناوبة إلى الأمام والى الخلف أثناء الرقص ، ويبدوالمغني أو( الشلال ) وكأن له خطوات منتظمة مع نظم الشعر ويحرك البقارة رؤوسهم مع إيقاعات اللحن ، وقد كانت الأغنية في هذه المناسبة ( هـا النبي ) ، أي يا نبي نظرا لأن ذلك هو موسم زيارة النبي هود ، وتستغرق كل رقصة من خمس إلى عشر دقائق قبل ان يتقدموا نحو الدائرة ويضربوا بأقدامهم على الأرض .

( والرزيح ) هي رقصة الفلاحين وخاصة البقارة وهم من يقومون بحرث الأرض بواسطة الأبقار، وهي في الأصل تتكون من دائرة تضم صفا من الشلالين في الوسط ويمكن اعتبار الشلال كقائد للجوقة أو الفرقة ويؤدي كل شلال قصيدة أو عددا من القصائد تنفرد كلماتها بلحنها الخاص، وتقام رقصة( الرزيح ) في الولائم أو في أيام العواد(43) أو الزيارات ومايشابهها ومناسبات الزواج .
ويجتمع الراقصون عند بيت رئيسهم ( الأبـو ) وهو في الغالب مقدم الحارة أوبيت المنصب في الاحتفالات الدينية (44) وغالبا يجتمعون عند بيت (الأبو) ثم يذهبون إلى بيت المنصب ، أو إلى بيت الزواج وقبل أن يبدءوا تحركهم يجتمعون في فرق تسمى في تريم ( خابه ) وجمعها ( خويب ) كما تسمى ( مرزحه ) ولكل فرقة ( شلال ) وينادي رجال ( النابه ) ( بغينا حد يشلنا ) ، أي نريد شخصا يغني لنا ويغني كل شلال لحنا مختلفا ( ينشد الشلال أبيات قصيدة ) ، يرددها رجال الفرقة نصف بيت بعد نصف بيت ، ويضيفون إليه تخميسات المتفق عليها ، ويتقدم دائما البقـّارة وقد قصوا شعور رؤوسهم قصّات قصيرة تصل إلى اسفل آذانهم وهم القائمون بأعمال الحراثة واكثر طبقات المزارعين تشريفا ويمشون متميزين في صف أو طابور طويل يتقدمهم ( الأبو ) يحركون رؤوسهم من جانب مع حركة و تمايل الشعر(45) إلى اليمين واليسار تبعا لإيقاع الموسيقى ، ويتقدم الآخرون في فرق أو صفوف تتكون من حوالي ستة أشخاص حاملين سكاكينهم ( شفارهم ) التي يستعملونها في لزوم الزراعة ، وتتكون الفرقة أو الصفوف الأولى من شيوخ المزارعين بينما تتكون الفرق الخلفية من الشباب وهم بهذا يأتون على شكل فرق غنائية إلى ساحة واسعة حيث يكونون حلقة الرقص وعادة ما ينشدون أشعار كهذه :

تـســلا يـاقـلـيبي شف الدنيا مخــــــلاه
وكم من مال يمسي لمولى غير مولاه

وعندما ينشد الشلال النصف الأول من بيت الشعر عادة مايجاوبه الآخرون بقرارمألوف مثل :

1- سبحان من لا يفنى ولا يزول ملكـه
2- يا للــه با لجـمــاله
3-- يا خـلّ بكيتنـا دمـوع

وإذا كان لهم ولي في الحي ، وعـادة مايكون ذلك فقد يرددون هذه الكلمات:

شيخنـا المشـهور عـلوي

شيخنـا المشـهور يحي

وقد ينشدون أغنية من نوع آخر مثل :

وكـريم يالله على واديك يا با عــلال (46)
لأجل الخراعيب والله مامعي فيك مال

اليوم يابيت نيل معلوم خيطك روى ( تخميس )(47)
ماليـوم..ماليوم…

وعندما يصلون إلى الساحة التي تكون في بعض الأحيان عند بيت ( الأبو )أو المنصب أو عند بيت الزوج يؤدون التنصوره أو ينصّرون ) ،مثلا قولهم:

وأدرك على صاحبـك وأبشــــر بمـا يسُّـــــــــرك

وعادة ما تختتم المسيرة بصيحات مثل ولاّ خب،و أ يـ يـ يـ يـ أيـ أيـ أيـ او أيـ يـ يـ يـ يـوه ، يرددها الراقصون مـرّة أو مرتين ثم تتكون حلقة أو( مدارة كما تسمى حلقات الرقص ) ويدخل المغنون أو ( الشلاله ) ويصطفون في صف يعرف بصف الشلاله وفي وسط الصف بالضبط يأتي شلاله البقـّاره، ويشرع شلال البقـّاره بالغناء أي ( يشل ) القصيدة وينشد نصف بيت فتجيبه كل الحلقة بقرار أو تخميس من تلك التخميسات التي تستعمل في المسيرة أو الموكب السابق( سبرا ) ويصحب ذلك حركات شائعة بالأرجل كنوع من التوقيع والرقص على الغناء ثم يأتي آخر وينشد قصيدته بلحن آخر وبتخميس خاص بهذا اللحن، ويستمر ذلك حتى يكون جميع الشلاله قد غنى كل منهم قصيده ، وإذا كان عليهم بعد نهاية الرقص أن يذهبوا فأنهم يذهبون إلى بيت( المنصب ) أو ( مقـّدم الحارة ) أو ( الأبو ) باستثناء البقـّاره فأنهم لا يذهبون وربما يكون السبب في ذلك أنهم لا يعتبرون أنفسهم من ( طبقة المساكين أو الضعاف ) (48) ويحمل الشباب ( الأبو ) وأحسن الشلالين على أكتافهم جيئة وذهـابا، ويحاول ( الأبو ) بشيء من التواضع المعروف بين سكان جنوب الجزيرة العربية، أن يمنعهم من معاملته بهذه الطريقة غير أنهم لا يزيدون ألا إصرارا.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الزامــل

قام كل من لاندبرج (49) وروسي بنشر أ كثـر عن الزامل، وكأغلب أغاني العمل والمواكب والأسفار تنظم قصـائد الزوامل على بحر الرجز وتغنى قصائد الزوامل ارتجالا كما هي العـادة وتنشرها القبيلة في مواكب الحرب أو العودة من المعارك ، أو رحلات الصيـد الموفقة أو في الأعراس والولائم.
وتعتبر قبيلتا ( نهـد )و( يافع ) أكثر القبائل إجادة للزوامل في حضرموت ، والزامل كما يقول لندبرج أكثر بطئـا من(المرجوزة) والقصة التالية تمثـل أحد المناسبات التي يقام فيها الزامل (( في أحد المناسبات ذهبت نهـد ويافـع إلى (الحكم بن عجاج ) المقيم في( قعوضه ) و(الحكم تقليد قبلي لحاكم يحكم حسب الأعراف القبلية والعادات المتوارثة..الخ ) ، وكان وصول نهـد قبل يافع وقد خشي اليافعيون من أن يكون الحكم قد تمت رشوته فأنشدت يافع هذا الزامل:

مــاشي بقش ماشي بقش
من لي يــهـزّون النمـش
يـافع كـمـا نـاب الـحـنـش
من عـضّته مـالـه طبـيـب

وأهتز حكم نـهـد وأخذته الغيرة على سمعته ، فأجاب على الفور لليافعيين بالجواب التالي :

مافي قعـوضه شـي وخـش (50)
أو عـال في رؤوس الحمـش (51)
لو تغـدي العظمان طـــــش
نحكم على الحكم الصليب

وكمثال آخر على الزامل :

يوم التقوا في المسحره العقل عا لشيبان ضاع(52)
شطيت ماشفت السما وطيت ما حصلت قـــــــاع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وحدث أن كان بعض من قبيلة العوامر يحاولون أن( يرتجزون أويزملون ) فطلبوا من بعض المشائخ ( آل الزبيدي) أن ينظم لهم أبيات زامل فأعتذر بداية الأمر غير أنه وبعد إلحاح شديد من قبيلة العوامر اقتنع أن يقول أبياتا للزامل وذلك بعد أن أعطي الأمان من القبيلة، لأنه كان أعزل من السلاح كغيره من المشائخ الذين كانوا يقتدون بالسادة ، ويذكر أنه نشبت حرب بين السلطان الكثيري والعوامر أدت إلى مقتل الكثير من قبيلة العوامر فأنشدهم الشاعر الزبيدي قائلا :

كل تكهف من سيول الصيف يوم الزبد رابط لســــاس الدار
وأهل الميازر ناكسين السيِّف يا من رفع راسه دقّه الغــار

وقد كان الشـاعر الزبيـدي يقصـد بسيـول الصيـف جنـود السـلطان الكثيري ، وأدرك العوامـر هـذا التلميح السـاخر بالطبـع ، وآثار ذلـك غضبهم وحفيظتهم على الشـاعر وهم الشبـاب ذوو الحميـة الزائـدة من العـوامر أن يقتلوه في الحـال فصـاح فيهم ( المقدم ) قائلا : ( في وجهي ) أي قسم على الشرف ، ويعني بذلك أن الشاعر قـد أصبـح تحـت حمايتـه فرفع شـباب العوامر أيديهم عنه.

المراجـيـــز


يقول بن هاشم : ( تقوم المراجيز بالنسبة إلى أبناء الحارة مقام الزامـل بالنسبة للقبائل ، و يتنافس أبناء الأحياء بها مما تثيره من حماس بينهم وعادة ما تبدأ بعبارة ( قـال بـداع القـوافـي ) .
وتعتبر المراجيز من أغاني أبناء الحضر من سكان الحارات في المدينة ، خصوصا عنـد عـودتهـم من الصـيد في مجموعات تعرف ( بالخبره ) وتتكون ( الخبره ) من حوالي عشرين شخصا من ( المساكين أو أبناء القبائل أو السادة ) تحت أشراف ( أبو الخبره ) وتتقدم جميع ( الخبر ) في نظام محدد بحيث لا تتقدم مجموعة على الأخرى وعند العودة إلى تريم ترتب كل مجموعة أفرادها في خط أو طابور طويل مع الاحتفاظ للقبائل بالمقدمة ويمسك أقوى رجل برأس (الوعل) على عصـا ويكون في مقدمة المجمـوعـة ويروح ويجئ من المقدمة إلى المؤخرة ويسـمى هذا ( الـزف ) ويكون لكل مجموعة أغنيتها الخاصة حيث يتقدم الشعراء من أي جانب من الخط بإلقاء الشعر عندما يتهيأ لهم المزاج ويتوقف الخط عن السير ليستمع إلى الشاعر الذي يقول أبياتا كـهذا البيت:

قـال بـداع القوافي بارق الجـودات رف

وفي هذه الحالة قد يثير رجال حي معين أبناء الحي الآخر بتعليقات ساخرة مثل:

قال بـداع القوافي خـابروا من لا عــرف
من خلقنا ما سمعنا زف عند أهل الغرف



أي أنهم لا يستطيعون اقامة موكب لصيد الوعول بأي حجم كان ، حيث أن الزف لايمكن أجراؤه الابوعل له أربعون حلقة في قرنه ويسمونها ( عجر ) ، أمااذاكان لقرنه عشرون( عجرة ) أواقل فلا يقام له زف أما الغزال فليس له شيئ يذكر بالطبع (53).
وهناك أبيات أخرى بالرجز يسخر فيها الشاعر من أهل ( السويري ) وهي قرية على مقربة من جنوب مدينة تريم الذي كما يقول الشاعر اشتهروا بالخفة والتقلب ، بحيث لايمكن الاعتماد عليهـم يقـول:

أهل السو يري كلهم عطابيش
لي الهبوب يشلهم كما الريش (54)

ولا يحق لغير أهل الحافة استعمال شـبكة الصـيد ، وهي عبارة عن قطعة سـوداء من صوف الماعز فيهـا عيـون وثـقوب يصل اتساع العين الواحدة إلى ثلاث بوصات مربعة (55) ، أما عند القبائل فالأمر يختلف بعض الشيء فكل جماعة من الصيادين أو( القناصة ) أوالقنيص رئيسا أكتسب الخبرة من أجداده في معرفة هذا الفن ويعرف مكان مرور الوعول في مختلف الممرات أو ( الشـّحر ) ويقوم هذا الرئيس بتعيين مواقع الرماة ببنادقهم ( الرميان ) ، ولاشك أن هذه المواقع كان يحتلها رماة النبال قديما إذ لازالت الأقواس المصنوعة من جريد النخيل يستعملها الأطفال من بين ألعابهم لرمي الطيور (56) ويأتي الضاربون على الطبول ، أو ( الشنانه جمع شن ) من خلف الجبل أو من جوانبه وهم يصرخون ويضربون على الصفائح المعدنية( التنك ) محدثين بذلك ضوضاء كثيرة ، وعادة ما يكون هؤلاء من غير حملة السلاح ويتخذ كل أثنين من ( الرميان ) موقعهما في الممر أو ( الشحره ) ، وتبدأ اللعبة بين الرميان ويضرب الرامـي ببندقيته على الحيوان عندما يمر في مجال رميه أي في ( الخطمه ) جمع خطم ، ولا يحق له أن يرمي إذا تجاوز الحيوان ( خطمته ) ، وظهر في خطمة جاره وإذا حدث أن تجاوز أحد الرماة مجاله وضرب الحيوان وهو في خطمة جاره ، فانه يحال إلى القضاء حيث يتقدم أهل الحافة إلى ( أبـو الحي ) وعندما يعجز عن إصدار حكم مقنع فأنهم يذهبون الى أهل ( مدوده ) وهي قرية تقع على مسافة ساعة شمال سيئون ، وهناك كما يقال يوجد نوع من المحاكم الخاصة لمشاكل القنيص واختلافات أهله ، حيث يعرض المتقاضون من الرميان قضيتهم فيحكم فيها أهل ( مدوده ) ويصدرون قرارا بذلك ، ولسؤ الحظ لم تتح لي فرصة لمزيد من البحث حول هذا الموضـوع ، وأما القبائل فلا يحتكمون لأهل ( مـدوده ) بل يقدمون شكواهم إلى ( مقادمتهم ) أو رؤسائهم.

والى جانب الرميان ( والضاربين على الشنان والتنك ) هناك الخـّداعه ، أو( المكمنين ) وهم أشخاص يكمنون للوعل بالسلاح الأبيض من خناجر وغيرها ، فمثلا هناك إذا رمى ( أ ) الحيوان وجرحه ، ثم رمى ( ب ) الحيوان وقتله فلا اعتبار لضربة ( ب ) وتحسب لصالح ( أ ) شريطة أن يكون ( أ ) قـد نبه الآخرين قائلا : ( وثلا ثي )(57) ، والمعنى من هذا التعبير الغير معروف ويبدو أنها تعني لقـد كـسبت انتصرت أو حزت النصر ، وفي حالة التنازع حول من ضرب الحيوان فيستطيع القاضي أو الحكم بالطبع أن يتعرف على الرامي بمعرفة نوع الطلقة تبعا لاختلاف لأنواع البنادق والرصاص ، وإذا حاول أحد أن يغش في اللعبة وهو أمر خاضع للمراقبة الشـديدة فأنه يفقـد نصيبه من الغنائم ، حيث يعتبر الصيد شيئـا مبجلا ، محترما وقـوانينه في الدرجة الثانية بعـد التشاريع الدينية ، وتوزع مهـام اللعبـة أي عملية الصيـد على جميع الرماة ، إلا أن أنجح الضاربين ينال نصيبا أوفر على وجه الاحتمال ولا شك أن هناك قانونا مقدسا في توزيع أجزاء الحيوان ( الوعل ) المصاب كما يحدث ذلك في تقسيم الذبيحة للضيف أو المجمـوعة من الضيوف فهناك طريقة محدده لتوزيع قطع اللحم بين الضيوف ثم بين سكان البيت عندما يأكل الضيوف ما يكفيهم ، وسنورد في الجزء التالي مزيدا من التفاصيل عن الصيد في حضرموت لأهمية ذلك في الكشف عن النقوش التي تعود إلى عهود ما قبل الإسلام ، وذلك في حديثنا عن القصائد الملحقة في الجزء الأخير من الكتاب.
وفي الوثائق التي توضح حقوق الحضر في حافة ( السوق ) في تريم ، هناك إشارة إلى الطرق المتبعة في الذهاب إلى الصيد وتلميحات إلى كثير من الأعمال الغريبة كذبح رأس الذبيحة على أحد أطراف شبكة الصيد إذا كانت الإصابة بالبندقية في مكان غير مناسب من جسم الحيـوان.

لقد تحدثنا حتى الآن بما فيه الكفاية عن الصيد لعلاقته بالمراجيز ، ولا تزال هناك مناسبات أخرى للمراجيز كوصول ( غريب ) من سفر ، والزواج وعقب صلاة العيد ، إذ يصطف رجال القبائل في صف أوصفين حسب العدد الموجود وتكون الشخصيات البارزة في الوسط من الصف الأول وبينهم المقدم أو الرئيس ، ولكل قبيلة شاعرا خاصا ، وغالبا ما يكون المقدم نفسه ، ويتقدم الموكب في خطوات وئيدة مع ضرب البنادق والغناء (58) ، وكما أشرنا سابقا فأن الشـاعر عندما يرغب في إلقاء الشعر يتقدم واجهة الصفوف فتقف القبيلة ، وقد يؤدون التنصوره متبوعة بأصوات( ولا خب أيـ يـ يـوه ) الخ. وكمثال على التنصورة مايلي:

نحن الأسـود الغـلاّ به .... كمن قبيلي كسرنا نابه

وإذا كانت المناسبة عيدا فعلى مثل هذه المواكب أن تذهب نحو بيت ( المنصب ) أو أي مكان آخر بعد أن يرتبوا أنفسهم في صف طويل ، وبعد ذلك أما أن يطلقوا وابلا من الرصاص أو يخطو المقدم إلى مؤخرة الصف ويشير عليهم بأن يطلقوا النار واحدا واحدا أو يؤلفون محيطا مستديرا (حافه) (59) يدورون فيها وهو عمل لابد أن يكون مشابها للطواف عند العرب القدماء وقد شاهدتهم يفعلون ذلك الدوران في اتجاه معاكس لحركة عقارب الساعة ، وبعد ذلك يقومون بأداء رقصة تسمى ( برعه ) (60) في دائرة تتكون من صف واحد من أفراد القبيلة ويدخل واحد أو اثنان يرقصان بالجنبيه ويكون الراقص الأول هو المقدم ، ويـؤدي رجال قبيلة يافع في حضرموت رقصة البرعه ( بالسيوف).

أناشيد المولد

يقول بن هاشم : (( لقصة المولد النبوي (61) والمدائح التي تقال في صاحب الرسالة شعرا خاصا ، يترنم به أولئك المشاركون في مراسيم المولد ، ويبدأ قائد المرتلين( الحادي ) بالغناء أي يحدوهم فيجيبه الحاضرون بتراتيل معينة ، ويحركون رؤوسهم بنشوة وارتياح ويحتوي كتاب المولد وأسمه ( مشرف الأنام ) على أكثر من عشرين قصيدة في مدح النبي ، ولكل قصيدة لحن حضرمي بهيج يردده المنشدون دائما ويذكر أنه قبل اكثر من ثلاثمائة سنه دخل الشيخ الفاضل علي باراس إلى الحرم المدني يتبعه حشد من الناس ( وقاموا ) بأداء مولد حافل دعا إليه أعيان المدينة بعد أن أقام بجمع الحضارمة الموجودين هناك وحداهم بقراءة مولد ( مشرف الأنام )(62) محافظا على الأداء بالطريقة الحضرمية في الإنشاد وقد عمت النشوة والسعادة جميع المشاركين وعاد سكان المدينة إلى بيوتهم وقد امتلأت صدورهم بمشاعر الإعجاب بتلك الألحان الرائعة )).
ولا يبدو هناك أي اختلاف كبير بين الموالد الحضرمية وغيرها في العالم الإسلامي إلا أن (مشرف الأنام) يتميز بكونه مولدا حضرميا خالصا ويذكر سنوك هير قرونجيSnouck Hurgronje (63) أن هناك مولدا شائعا في( جاوا ) لأحد البخاريين يسمى ( مولد شرف الأنام ) ومن المحتمل أن يكون نفس المولد الذي أشــار اليه بن هـاشم .
وفي يوم مولد الرسول في شهر ربيع الأول يجتمع الناس لقراءة المولد وعادة ما يكون مولدا قصيرا اسمه (مولد الدبيعي) أما في المدن الكبيرة فيقرأ (المشرف) في المساجد الرئيسية ويستغرق ذلك اليوم بأكمله (نهارا كاملا) ويتجمع الناس في جامع تريم قادمين من المناطق المحيطة حيث يبدأ المولد قبل غروب الشمس وتوجد في تريم عائلة من المشائخ هم ( آل باحرمي) الذين يشار إليهم كثيرا في التاريخ الحضرمي إذ منهم كثيرا من الدارسين المشهورين وأفراد هذه العائلة هم الذين يقرءون( المشرف) ويعرفون أنغامه وهم بالفعل مرتلو القرآن في مساجد تريم وعند تجمع الجمهور يشرعون في نشيـد المولد ، كما يقرأ المولد أحيانا في مناسبات الزواج للتبرك.

الحان ليـالي رمضـان

يقول بن هاشم: (( تحى ليالي شهر رمضان بعد صلاة التراويح في حضرموت وذلك بالأناشيد والأغاني الشجية التي تحتوي على قصائد في مدح الرسول وأهل البيت ، وقد لحنت هذه القصائد بالحان مؤثرة تحرك القلب والمشاعر وتثير عواطف الإنسان وذكرياته التي كادت أن تنسى مثال:

مرحبـا ياشهـر رمضــان مـرحـبـا شـهـر العبادة
عـــــــاده الـلـه عـلـيـنـــا و عـليكــم بـالسعـادة

وهكذا تبدأ قصائد وأناشيد شهر رمضان وهذان البيتان يستعملان كقرار للأناشيد التي يغنونها ولها ألحان خاصة بالرغم من أن هذه الألحان ليست قديمة وقصائده على شكل التخميس ولم أنقل منها شئ باعتبارها مبتذله وعادية غيرمتميزه(64).

أغاني السيول وإرتواء الحقـول

( الـرّايـه ) هي الاصطلاح الفني للحرث وبـذر الحقـول بعـد ارتوائـهـا من السيول المتدفقة من هضبة الوادي والأرض المروية (الجـرب .ج جروب) أو (شرج. ج شروج ) تعود ملكيتها إلى عائلات كثيرة ، وتتم حراثة الحقـول باستخدام الجمال التي يقودها ( الجمالة أي أصحاب الجمال ) المخصصة للعمل في الحرث ، أو استخدام الثيران التي يقودها (البقـّاره ) ويدفعـون الحلي وهي آلة خشبية على شكل( L ) منفرج نوعا ما لها مقبض للتوجيه وفي المقدمة الأمامية قطعة حديد عريضة على شكل رأس الحربة تغرس في الأرض لشق عمق التربة ، ويتبع أحدهم ولد ينثر البذور في الأخاديد التي حفرها المحراث ، أو يوضع نوع من الأنابيب تربط خلف المحراث تخرج منها البذور على الأخاديد وبعد ذلك تتم تسوية الأرض ( بالمخفاة ) وهكذا تزرع ذرة الموسم والسمسم ( الجلجل ) و( الدجر ) نوع من البقوليات و ( الفقوس ) الذي يستخرج منه نوع من المكسرات ( الحنظل ) ، أو مايعرف( ب اللب أو الفصفص ) ، وفي بعض الحقول الكبيرة تستخدم أحيانا عشرة من الجمال أوالثيران في عملية الحراثه ، وعندما يدفعها ( البقـّارة ) للعمل يقول البقـّارة لأحدها ( مـد لـك العافيـة ) أي لك الصحة الجيدة وغالبا ما يتغنون بأشعار شاعر قديم من شعراء العامية هو أبو عامر المولود في شبام وقد اشتهر بالحكمة ويقال أيضا أن شبام هي ( مدينة الحكمة ) وأقواله معروفه بين السكان:

يقول بوعامر خيار العلم قولت مادريت ............ إن شفت شي ماقلت شي وإن حد حكالي ماحكيت

وعندما يتغنى أحد الحرث ببيت من أبيات بوعامر يجيبه الآخر ببيت مختلف مستهل بعبارة ( يقول بوعامر ) ويجري كل ذلك أثناء الانشغال بالحراثة ومع حركة حيوانات الحرث ، وتشبه هذه الأغاني الى حد كبيرأغاني تلقيح النخل ( الفخطه ).
______________________________
الهوامش
(39) يحمل من المعنى في العربية الفصحى لكلمة( سمر ).
(40) وهو يعني بهذا (الشلال )سنشرح وظيفته في الصفحات القادمة.
(41) أنظر الصفحات القادمة.
(42) هو نوع من المناجل التي تقطع به الأشجار ويختلف عن(الشّريم) المصرب وهي آلة عمل قديمة جدا وقد وجدت في حفريات في اليمن اشتريت شريم لمتحف جامعة كمبردج للآثارأنظر ماكتبه(C.Rathyens H.V. Wissmann ).
(43) المعنى الحرفي أيام الزيارة من ( عاود أي زار) .
(44) عادة ما يكون المنصب في تريم من السادة وهوصاحب (حوطه) أي منطقة محمية مقدسة محاطة بالأسوار راجع بماذكر في المراجع المألوفة.
(45) يقوم أغلبية الحضر والفلاحين والطبقات العلياء في حضرموت بحلق الرأس أنظر(سونتان)في كتابه حضارة الصحراء باريس1949م) حول عادة تعقيد أو نسج الشعر.
(46) يقال أن وادي باعلال قرية جنوب الغرف ولكنني لااعرف موقعها كما لم أر لها أثر في خرائط (فسمان) أما قرية باعلال معروفه ومشهورة ولاتوجد قريه باسم وادي باعلال.
(47) المعلوم (جمعه معاليم(هوثوب نساء الفلاحين أو البدو) وبعض النساء يلبسن هذا النوع ولكن بتطريز ونقش تقليدي جميل وقد اقتنيت بعضا منها لمتحف جامعة كمبردج (المذكور) وعندما يصبغ الثوب حديثا بالنيل ويضرب ويكتسب منظرا براقا جميلا سرعان مايزول بالاستعمال ويخاطب الشاعر المرأة بيت النيل أي بيت (الصبغ) ويعني بذلك(ماأجملها وأحلاها في هذا اليوم) وكلمة اليوم لامعنى لها هنا وهي تتكرر ككلمة كورس وهي تشبه بالضبط تكرار كلمة ( يانوب ) أي النحل و( يوم ) مهمة هنا للقافية. وتعني كلمة ( مـال ) في حضرموت ( مزارع النخـيل ).
(48) لا يتزوج نساء الحضر إلا ناذرا من طبقة(المساكين) إلا أن الرجال يمكنهم ذلك ،ويعتبر البقاره في موقف أعلى من (المساكين) بالرغم من أنه يستطيع التزوج منهم طبعا ، والمبدأ الأساسي هو أنه لايمكن للمرأة أن تتزوج بمن أقل منها طبقيا أما الرجل فيستطيع الزواج من امرأة أدنى منه طبقيا وهذا هو المبدأ الرئيسي في النظام الاجتماعي.
(49) لاندبرج (حضرموت ) ص141 .
(50) يجب أن يكون الرد في الزامل بنفس الشكل العلروضي والقافية للزامل الأول الا انه فوق مقدوري ان أجد قوافي كافية بالإنجليزية وأن أحتفظ بالمعنى . (وخش) دسائس.
(51) الحمش: هي القمم العالية من الجبال وتعتبر البراكين من معالم حضرموت وهي تشمع عالية على السطح الممتد للجول.
(52) ترادف كلمة المسحره السهل الصحراوي ، وقد قيل انه موقع غربي شبام.
(53)عن صيد الوعول أنظر ماذكره ( انجرامس ) في كتابه( رقصة صيادي الوعول في حضرموت ) ( لندن1937م ) الصفحات من 12 الى13 وهي مزودة بالرسم مع الملاحظات عن عملية القنص، وقد علمت ان الحكومة الكثيرية قد أمرت بوقف ( الرعشـة ) أو الفنتازيا كما يسميها أهل سوريا التي تقام على القنص وكذلك المرازيح التي تقام بعد إطفاء حريق أو انقاد غريق، وأنظر ص27 حيث ( يرتزج أو ( يرتجز ) الناس في العادة ويؤدي ذلك إلى نشوب المشاجرات والإخلال بالأمن، أنظر ماكتبه A. Beeston)) فيThe Ritual Hunt ) لوفين 1948م الصفحات من 183 الى196 وكذلك ماكتبهG.Ryckmns) )حيث يشير الى أن الغزال الرمز المقدس ( للمقة ) سيد الغزلان، كما شاهدت بعض مناظر قنص منقوشة بالحفر في الحجرفي ( حصن العر ) وقد رسم إحداها فان دير مولن وذلك في كتابه( حضرموت ).
54) تصنع هذه العطابيش (السلال) من سعف النخيل وهي تشبه (الخبر )الصغيرة. (55) لقد شاهدت شبكة من هذا النوع في (عينات) وهو مكان مشهور بتربية كلاب الصيد. 56) ويعرف با سم (المنطب) وهناك عينة منه في متحف جامعة كمبردج للآثار.
(57) ويمكن أن تكون هذه الكلمة مستخرجة من ثلاث ومن السهل الافتراض بأن هذا القسم صادر عن عقيدة ( التثليث ).
(58) عندما تحركنا من رضوم إلى ميفعـه تفرق حراسنا من رجال القبائل إلى فريقين كل في خط وكان أحد الفريقين يتقدم بخطى سريعة رافعين أصواتهم بالمراجيز أومنشدين ( الزامل ) على الحان بسيطة بينما يتقدم الفريق الثاني بخطى متئدة ثم جاء دور الصف الثاني في الهرولة والإنشاد بينما رجع الصف الأول بهـدؤ ولزم الصمت .وعندما اقتربوا من حصن (اصبعون ) أطلقوا الأعيرة النارية في الهواء وهم يركضون .
(59) يقام أيضا محـفّ Mahaff باشتراك حيوانات الركوب في الاحتفال السنوي للشيخ عثمان الهاشمي الذي سميت بلدة الشيخ عثمان ( بقرب عدن) باسمه وقد شاهدت منها حميرا وجمالا ويعتقد الأوربيون بأنها مسابقات بين الجمال والحمير وليس ذلك صحيحا بالطبع فسباق الجمال شئ آخر وقد وصف (ألوي موسل Aloi Musil) في كتابه عادات وتقاليد بدو الروله (نيويورك 1928م) (الحفـّه ) بالركـض.
(60) للمزيد من التفصيل حول هذه الكلمة أنظر ( لندبرج) في(Gloss Dat Arabica) الجزء الرابع53 ، وكذلك صلاح البكري في كتابه (تاريخ حضرموت السياسي)ج2 ص200 وتقام هذه الرقصة في اليمن بمصاحبة الطبول ويحمل الراقصون البندقية بيد والخنجر باليد الأخرى.
(61) أنظر موسوعة دائرة المعارف الإسلامية، مادة مـولـد .
(62)أهديت لي نسخة من مولد بعنوان(مولد الرسول الأكمل محمد ) للسيد محمد بن أحمد الشاطري(القاهرة1348هجرية) وهناك مولد في عدن لمحمد بن سالم البيحاني( طيب الكلام عن مولد سيد الأنام ) ( عدن 1949م) ونستنتج من هذا ان تأليف الموالد الجديدة مستمر.
(63) أنظر كتاب Atcheh ج2 ص212.
(64) يشتمل الثرات الديني الواسع في حضرموت على أنواع كثيرة من الأناشيد طبعت مجموعة منها أشهرها (راتب الحداد)(ياقوي يامتين أكفنا شر الظالمين)وينشد في المساجد.

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-25-2008 الساعة 01:59 PM
  رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 08:58 AM   #17
عيون المكلا
شاعرة السقيفه

افتراضي

الف شكر استاذنا .تسجيل مرور ومتابعه قدر الامكان .
التوقيع :
عزيز النفس ذي قانع وراضي=ولاثرثـر لغيـره بالقنـاعـه
نفض يده من عابث وفاضـي=وقال لفاقتـه سمعـا وطاعـه
وفاقة علم عن باحث وقاضـي=تشابه مـن تدثـر بالمجاعـه
وزاره من ادب في عهد ماضي=وبردة حاضره صحب الجماعه

((((((من كلام اختكم عيون المكلا )))))
  رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 12:56 PM   #18
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف

افتراضي

فكرة طيبة تتطلب همّة وصبر وطول بال , توثيق لفن وهوية أمة حضرمية أصلها وجذورها ضاربة في عمق التأريخ الانساني ,, أتمنى أن أجد مقعد أمامي لاكون من أوائل القرّاء (بشغف) للموضوع المميّز وأتمنى من مشرفنا العام
أن يتقبله من ضمن المواضيع المميزة ويتم تثبيت الموضوع على الأقل.

تأثرت كثير بهذا الموضوع الجميل بمايحتويه من مواضيع كنّا نتمنى أن نقرأ عنها وهي لاتزيدنا الى فخر بأصالتنا
التي هي جزء من الآمة العربية والاسلامية ,,, نعم بلغت احاسيسي اسمى درجات التأثر المفرح والمفيد التي يعلمنا
إجلال الوطن والحفاظ عليه وعلى تراثه من نثر أو شعر أو غير ذلك .


أعانك الله نسأله ان يمدك بالصحة والعافية ,,, خالص المودة والتقدير والاحترام لشخصك الكريم استاذنا ابو عوض
الشبامي . شكر خاص للشبامي الاصيل عقيل بالربيعة لدعمه وتشجيعه بتوثيقه عبر موقعه هذا كل ماهو من التراث
والفن الاصيل .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دق التحيّــــة قــــدّامــــك حضرميّـــــة

  رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 01:12 PM   #19
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد باذيب [ مشاهدة المشاركة ]
عمنا ابو عوض


رغم ان الكتابة دقلة .. بغت نظارة ..

ربنا يكون بعونك يا عم .. والف الف شكر ..

كلمة دقلة تضاف الى القاموس (اللهجة الحضرمية) ههههه ماشاء الله عليك.
  رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 01:33 PM   #20
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

تلقيح أناث النخل ( الفخطه )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يقول بن هاشم : (( ( الفخطه ) هي عملية تخصيب النخل ولم يترك أسلافنا الحضارمة الكادحون الجادون بارك الله فيهم عمتهم النخلة بـدون ألحان خاصة بها ولم يتجاهلوا ذكرها في الألحان الأخرى ، وخصوصا وأنها تعتبر من فخرهم واعتزازهم ، وقد وصف علي بن عقيل (( نغم الفخطه هذا بأنه عبارة عن صوت ( أوووووو ) يتخلله بعض الكلمات هنا وهناك ، ويأخذ خدام النخل وهو( القائم بخدمتها ) اللقاح من ذكر النخيل ، ويتركه حتى يجف ومن بعد يصعد إلى الأنثى ليلقحها به ، وقد شاهدت ذلك بنفسي في دوعن وذلك في أواخر شهر يناير ، ويقومون بالغناء وكذلك في وقت( دهن ) التمور بزيت نبات الخروع ، وينمو هذا النبات حول الآبار ، وقد شاهدت النوع البري من هذا النبات في السهل الممتد بين ( هينن وقعـوضه ). وعملية التزييت تتم في أنواع خاصة من التمور مثل مجموعة التي تندرج تحت اسم ( الصفاري ) ، وهو اسم يشمل أنواعا مختلفة(65) ويتخذ ملاك النخل الأثرياء (66) خادما مهمته الوحيدة هي رعاية النخيل وهم خدام النخيل أو(خدام الرتعه بمعنى الفخطه) ، وهو أيضا بالمناسبة الخادم الذي يقوم في حالة عدم انشغاله بنقل الأخبار السارة أي ( تبشير فلان بن فلان ) واستلام البشارة من الناس الذين نقل إليهم هذا الخبر السار وتقدم البشارة أو المكافأة بـ ( روبيه ) ويقوم كذلك في الأعراس والولائم والمناسبات بتقروب الماء وغيره للضيوف والطهاة في المطبخ .

قصائد زيارة هـود ( التهويد )

يقول بن هاشم : ( (عندما يحين موسم زيارة هود يبدأ التمهيد لها بأغنية أو لحن غريب ، يصاح به لبعث الرغبة في الناس للقيام بالزيارة ويسمى هذا اللحن ( التهويد ) ويحتوي على كلام أقرب إلى النثر منه إلى الشعر يحث سامعيه على القيام بزيارة شعب هود )) . وفي ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب بعد انصراف الناس من المساجد يقوم أفراد كل حي بالتجمع قرب المسجد للاستماع إلى قصة الإسراء والمعراج، ثم يصيح ( الشلال ) هـود يا هود ، وتلقى الأبيات من النوع القصيدة رقم 11 التي مطلعها:

يا غافل أذكر الله
وقل لا اله الا الله
دايم ولا الملك غير الله
الله الله الله

وفي السابع من شعبان تبدأ الرحلة إلى( شعب هود ) ، وتتم زيارة جميع الأولياء في الطريق ، ويكون التهويد طيلة تلك الأيام ، وأضاف الذين اتصلت بهم قولهم ( انه من الصعب فهم تلك الأشعار ، كتلك التي وردت في النص 11، في الوعد ببناء قبة للنبي ، وإهدائه عروسا إذا شمل المحاصيل برعايته شئ بالغ الغرابة وذلك في قولهم:

لا سلمت الهلباء من الطرف ليله
بنينا قبة وعروس للنبي
آه النبي آه النبي آه النبي

وبذل العلماء جهدهم في تطهير أدعية ومراسيم زيارة هود من الشوائب الوثنية ، ولازال البعض منها باقيا ، ولكني أؤجل الحديث عن ذلك في مكانه وذلك في التعليقات التي تناولت بها الشواهد والقصائد الملحقة ، وتوجد بمكتبة آل ( الكاف ) مخطوطة تشمل على أدعية ومواعظ كتبها أحمد بن حسن الحداد بعنوان( فائدة في زيارة قبر النبي هود ) ، وهي توضح مراسيم الزيارة ، ولكنها لا تشكل فائدة عظيمة ، وهناك في ضريح النبي هود توجد نسخة مطبوعة من الأدعية والمواعظ (67) ، غير أن البدو والفلاحين لا يعملون بها وهم أيضا مستمرون في أداء ( شعائر وثنيه ) ، وفي هذه الأيام تقام الزيارة في ليلة النصف من شعبان كما كانت عليه في الأزمنة الغابرة وليس هناك في الماضي البعيد ما يدل على هذا الموعــد .

الحـان السنا وه أي ( الري من الآبار )


تعتبر أغاني السناوة من أبرز الأغاني التي يرددها المزارعون في حضرموت، ولا يمكن أن ينسى أي زائر يزور تلك المنطقة ذلك الأنين الموسيقي الذي يسمعه طوال النهار ماعدا وقت الظهيرة في اشتداد الحر ، وكذلك خلال ليالي شهر رمضان ، ويعمل الجميع رجالا ونساءاً وحتى الأطفال في عملية السناوة أي في نزح الماء من الآبار بمساعدة الحيوانات أحيانا وبدونها أحيانا أخرى .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وعندما ينزح الماء في الإناء ( الغرب ) وهوالدلو الكبير المصنوع من الجلد يسحب حبل من الحبال فينسكب الماء على الحوض المبني على حافة البئر ، ثم يتوزع الماء على القنوات لري النخيل ومحاصيل الحبوب والمزروعات الأخرى من خضار وغيرها ، وعندما تنمو الذرة وتحمل السنابل بالحبوب يسمع الإنسان أصوات المقاليع وتسمى ( النضف ) في اللهجة المحلية ، والتي يصوبها الأطفال نحو الطيور لأبعادها عن الحقل .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وعندما يهبط الفلاح الساني إلى ( المقود ) وهو المنحنى المنخفظ الطويل ( الذي يساعده في سهولة شد الحبل المتدلي في عمق البئر) فأنه ينادي على حماره ( هيـّا أندره ) أي أهبط وعندما يحين وقت الصعود يقول: أو..و..و..و..دي أي عودي ، كما يقولون أيضا ( اطلع بارك فيك ) أي إصعد لك البركة ، وعندما يهبطون يقولون ( قـوّة عافاك الله ) أي قوة أعطاك الله الصحة ، وبعد كل بيتين من الشعر يترنم الساني ( لما ليـالي يالما ليـالي ) وهي الدندنة المعروفة بالدندنة حق السناوة(68).
وكما أشرنا إلى أغاني العمل الأخرى فأن أشعار السناوة تنظم على بحر الرجز وتدورحول مختلف شئون الحياة من حب وحنين وأمثال وهزل وأغاني للزراعة ، والدين أحيانا،..الخ ومن المختارات الأخيرة نقتبس الأبيات التالية:

الله يشفي كبدتي وتبرا ......... باللحم والدبّه و حضن عذرا


ياسـادتي ياساده آقفولي ................... عسا تقع في سعفكم حمولي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ويقــول:
أن كنت تبغى الحرث يابن يعشوت

شــتـاك بـالـبلـده وبــرك الحــو ت

البــرمـن تـعـفـره وأنت مــرتـاب

خـا يـف من الحـلـه وجـمع لسـبـاب

أن قـد صـلح مـثل الـرصاص ينــداب

وأن مـا صلح بعـنـا البـقر والكــتاب

السـا ني يشـرد والطـبين طلاب (69)

وآخـر غـريم يـقبـض مـلانة البـاب


وتتضح أهمية وفائدة أغاني واشعار السناوة للقائمين بهذا العمل في إنها مهنة تعتمد في ماتدره من محاصيل ، على عضلات الساني وأشهر الناظمين لشعر السناوة هوبالطبع الشاعر العظيم( سعد السويني ) والذي باسمه نقلت الأشعار.


أناشيد أو ( نشايد ) الصوفيه

يقول بن هاشم : (( عندما تعقد مجالس العلم وحلقات الذكر تنشد القصائد التي تجعل الإنسان متواصلا مع ربه ، ومتوسلا ومتقربا إليه ، ويلقي المنشد تلك القصائد بلحن ينسجم معه الحضور ويتأثرون حتى يبكي البعض ويتحسر ويئن البعض ، ثم يقوم الواعظ في بعض الأحيان بإلقاء موعظـة )).
ويختلف ( الذكر ) في حضرموت عنه في أقطار عديدة ( وهو انه مرفوض إذ لم يكن ممنوعا عمليا في كثير منها ) ، باختلاف الطرق الصوفية فالطريقة التي نجدها في شمال أفريقيا غير معروفة شكلا في حضرموت بالرغم من أن وجود جمعيات تحمل أسم ( الطريقة ) كالطريقة العلوية المحصورة في السادة العلويين ، ومن المؤكد أنه لا توجد جمعيات من هذا النوع بين اليمنيين في المناطق الجنوبية ، وفي هذه الحلقات الحضرمية يجلس المنشد ، وبين يديه كتاب مخطوط به قصائد عامية ذات طابع ديني ، ويبدأ بقراءة آية من القرآن قبل أن يشرع في النشيد.

موسيقى أتباع آل السقاف

يقول بن هاشم ( لحضرة مولانا السقاف التي تقام بمسجده ( مسجد السقاف )(70) الحان خاصة بها ، وبمصاحبة الدفوف والمزامير ، والهدف من الحضرة هو إنعاش الروح وتنشد في الحضرة قصائد للسـودي (71) والعيدروس العدني(72) وآخرين ، وألحانها مغربية ومصرية في الأصل ).
وتقام الحضرة في المساجد مرتبطة بالأولياء وقد حضرت إحداها في ميفعه وقد أقامها آل العطاس في المساء ولكني لم أبحث عن أصل هذا الطقس الديني والحضرة في مسجد حريضه عبارة عن إنشاد يصاحبه الطار، وفي كتاب (الفوائد السنية) تعريف للحضرة (إنها اجتماع الناس ساعة لذكر الله والصلاة وقراءة مولد النبي محمد وحصول البركة من ذلك الاجتماع، ) والسقاف هو عبدالرحمن السقاف وقد تأسس مسجد السقاف في سيئون عام 1166هجريه ، وكان من عادة السقاف أن يستمع إلى الأناشيد فيه يوم الاثنين والخميس مسـاءا كما هو الآن،ويؤدي الغناء أتباع السقاف الذين كما يقول بن هاشم يؤدونها في الأفراح بألحان مصرية الأصل ، ووصف بن هاشم هذه الألحان بأنها تختلف عن الحضرة ، وهم كذلك يتقدمون نعش السيد يلهجون بذكر الله بطريقة منغمة ولكن بدون استعمال آلاتهم الموسيقية.

وأتباع السقاف مرتبطون ارتباطا مباشرا بالسادة ولايمكن للطبقات الأخرى استخدامهم، وتقام الحضرة هذه الأيام كل أثنين وخميس ولمدة ساعتين تقريبا يستعمل فيها ( أتباع السقاف الدفوف والشبابات والطبول ( الطيران ) ذات الجلد من جانب واحد ) وتشبه الشبابات المذكورة سلفا المزامير ، ويحصل هؤلاء الأتباع على الصدقة ولا يحصلون على أجور مقابل الحضرة ، وغالبا مايناولهم الناس القهوة أثناء الحضرة في أناء يسمىّ ( دلـّه ) ، ويتغنى الأتباع بمدح السقاف أو العيدروس العدني ، ولهم قائد ( أبـو ) يقودهم في الإ نشاد ( حادي ) فيتبعه الآخرون بالموسيقى ، ويبلغ عدد هؤلاء الأتباع بين الأربعين والخمسين ، وهم من طبقة المساكين وينتمون إلى عائلتين هما عائلة ( آل باشـعويث ) وعائلة ( آل بامصري ) ، وهم تابعون قضائيا لمنصب ( ثبي) (73) ، الذي يفصل بينهم في المنازعات .

وفي حالة زواج أحد السادة يكلفون سبعة منهم لأحياء الحفل، أربعة بالدف وثلاثة ( بالشبابات ) وتبلغ أجرتهم أربعة عشر روبية ( 7ريالات ) ، ولهم طعام في بيت العريس والعروس ، ويقومون بإحياء حفلات الزواج للسادة في تريم والقرى المجاورة مثل ( عينات ) ، وفي حالة مشاركتهم في جنازة سيد (74) يستلمون( قهاول ) من الذرة يقتسمونه بينهم ، وعندما يأتي أحد السادة من الخارج يستقبله أصدقاؤه وأقاربه بموسيقى أتباع السقاف و( شحاته ) ، أي مغنية معها عشرة أو عشرين من النساء يقمن بإطلاق الزغاريد ( الحجير ) أو يؤدين صوت( الغطرفه ) في الوادي( قدلايكون هذا الاسم شائعا في الأماكن الأخرى)(75).

وقد قيل أن أتباع السقاف هؤلاء جاءوا من مصر(76) ومن المحتمل أن يكون عبدالرحمن السقاف هو الذي أحضرهم بنفسه ، ويبدو أنه في وقت ما كان هناك شعر صوفي يتغنى به المنشدون في مساجد حضرموت وذلك لما أورده الحداد وقد كتب ذلك في النصف الأول من القرن الثامن عشر ، من أن علوي محمد الحداد قد سئل : مارأيك في حلقات الغناء التي تراها في مساجدكم والتي تنشد فيها الأشعار الغزلية بالأنغام المطربة والألحان الموزونة ؟؟
فأجاب: أن مساجد حضرموت تخلوا من الذكر فتم السماح لهذه الأناشيد ولكن يستحسن أن تترك..! وقد أقتصر بن هاشم في حديثه عن الحان أتباع السقاف على أنواعها الثلاثة في الحضرة والزواج وتشييع الجنائز ، وأغفل ذكر الألوان أو الفصائل الموسيقية التي تشملها تلك الأنواع التي ذكرها ، فهناك على أي حال ألوان أخرى من الأغاني لم يشر إليها وبالرغم أني لا أستطيع التحدث عن ألحانها ونغماتها التي استمعت ألي كثيرا منها إلا أني سأقوم بوصف لبعض هذه الأغاني .

وهناك من الغناء يسمى ( الهـدهده ) ، ويقدم لي محدثي أمثلة لهذا النوع وتشير مجلة تريم( عكاظ ) إلى نوع يسمى ( الأرحيـّة ) وهومن أغاني النساء ، وبالرغم من استفساراتي حول هذه الأغنية لم يستطع أحد أن يحدد لي ماهيتها.
ومن بين أغاني العمل والتي لا توجد لها أمثله محدودة هنا والتي غالبا ما تكون من بحر الرجز البسيط ، تلك الأغاني التي يغنيها العاملون أثناء تنظيف ( تقليف) التمور وهوعمل يقوم به العمال ، وذلك بفتح التمور بالأسنان ولفظ النوى وتجميعه في كوم ورصه ليستعمل علفا للحيوانات ( رضيح ) وقد شاهدت بنفسي هذه العملية في إحدى الغرف من بيوت السادة.

أغاني النخالة

خلال عملية ضرب الجبس( صباطة النوره ) التي تستعمل في البناء وأيضا خلال ضرب ونخالة بعض الحبوب ، تغنى بعض الأغاني الخاصة بنخل القمح في الهواء الطلق ( ذلاحه )، وعادة ماتقوم النساء بهذه المهمة وذلك بسكبه من ( الزنابيل ) فوقه جذع نخلة ، ويعرف هذا ( بمدومة البر )(77)


وكمثال على بعض الأغاني خلال هذا العمل:

عـبيـد شـاعـر قال مرثاتي لمن ذريه بنـــــات ................ يدعي لهن بالموت لوهن عراوس مسندات

وعبيد هو صاحب البنات ويقال أنه أحد القدماء من أمثال الحميد بن منصور وأبوعامر..الخ ، وهناك العديد من الأغاني التي تنسب إليه وهو يترحم على والد البنات لأن تزويجهن مصدر متاعب وقلق خاصة أنه لا يملك المال للعناية بهن وبقائهن عنده ، ولعل كلمات هذين البيتين تعبر عن مرارة الفلاح الحضرمي واذاكان نصيب الفلاح في الرزق ضئيلا ، فأن نصيب المرأة يكون اقل بالطبع ، ولكن هناك شيء من العزاء فها هو الفلاح الحضرمي يغني:

عبيـد لام الله من يلـومك......... لوجات عيشه فرجت همومك

ويعني عبيد هنا انه إذا لمح زوجته ( عيشه ) وهو في الحقل يكد ويشقى ، قادمة اليه تحمل معها وجبة الطعام ( الغداء ) وتعينه أثناء قسط الراحة، فأن ذلك هو الفرج من هموم العمل والحياة.




أغاني أولاد المدارس

عندما يتم أحد التلاميذ حفظ القرآن أي يختم الختمة(78) ، فأن جميع الأولاد يذهبون في إجازة مدتها سبعة أيام، وفي كل يوم من أيام الإجازة يخرجون في موكب من ( العلمه ) مدرسة القرآن وهي ( الكتاب ) في مصر ، بعد أن يقرءوا شيئا من القرآن هناك ويتوجهون إلى بيت أبو الولد الخاتم منشدين ويرزحون بهذه الكلمات المتناغمة:

تمْ تم تــلاه كـلـّــه تم تم ماشي تعلام (79)

وعندما يصلون إلى البيت ينالون الهدايا من الحلوى والسمسم ، إذا كان ذلك في استطاعة أهل البيت ويحدث هذا الموكب كل يوم وفي اليوم السابع يقيم الأب( ضيافة ) يدعوا فيها الأقارب والجيران وبعض الإجلاء ( الصالحين ) والأولاد أنفسهم ، ثم يقرأ المولد وفي حالة أن يكون الولد من السادة يحضر أتباع السقاف باعلوي ، ويرافق المحتفى به ستة من الأولاد يلبسون البنانيس ( ج.بنوس ) وهو قطعة من القماش محشوة من القطن ومغطاة بالحرير الأخضر والأصفر والأزرق ، ومزين بالأزرة ورباط تحت الحلق ويحتفظ المعلم بهذا البنوس لمثل هذه المناسبات ، ويمر عليهم خادم حاملا لوحا منقوشا عليه بحروف بارزة سورة الفاتحة وآية الكرسي .

_______________________________________
الهوامش
(65) إشارة إلى القول المأثور (أكرموا عمتكم النخلة) انظر إلى A.W.Lane في المعجم (66) انظر القصيدة رقم 47 وبها ذكر لأنواع التمور ويذكر أن هناك ثلاثمائة نوع من النخيل في حضرموت ويذكر أنها ستون نوعا ومن هذا يستنتج مكانة النخيل في تفكير الفلاحين .
(67) كتاب( وسيلة الصب الودود إلى الإله المعبود بصدد زيارة نبي الله هود) لأبي بكر بن علي بن شهاب الدين (1343 هجريه) طباعه حجريه (طبعه عبدالله بن يحي في باتا فيا .
(68) لمزيد من المعلومات عن (السناوة) أنظر كتاب لندبرج (حضرموت ص284 وخصوصا ص 289 ،حيث يقدم عينة من أشعار السنا وة التي وصفتها وهي أكثر اكتمالا من مجموعة الأبيات التي جمعتها.
(69) الطبين بمعنى مالك الأرض أما( البلده والحوت والزبره) هي أسماء لنجوم الزراعة.
(70) أنظر الصورة الشمسية في كتاب (تاريخ الشعراءالحضرميين) ج2 ص101 (71) محمد علي السودي أنظر ترجمه له في ( النور السافر لأبن عيدروس ص155 ) وهو يمني وله ضريح يزار في تعز
(72) هو أبو بكر بن عبدالله العيدروس له مسجد وضريح في عدن أشتهر بالعدني.
(73) لم أسأل عن ذلك ولكن كانت نقابة العلويين بحضرموت ولعدة قرون في آل عيدروس في ثبي ويبدوأن تنظيم النقابة في هذه الأيام فقد فعاليته إلى حد ما ولا أرغب في إبداء الرأي حول موضوع لم أدرسه ويمكن الرجوع إلى دراسات (الرابطة العلوية) للفائدة.
(74) أنظر كتابي ( مقابر تريم ) (75) تستعمل كلمة غطرفة في الحجاز أيضا انظر ماذكر هركرنجي في كتابه(مكه) Mecca (76) تجدر الأشاره إلى أن أحد عائلاتهم يسمون آل با مصري.
(77) من ( دام ..يدوم ) أي نخل الحبوب وغربلها في الهواء والساحة التي تتم فيها العملية تسمى (مدو مه ).
(78) سمعت هذه الكلمة بين البدو لتعني (القرآن) نفسه.
79) من بحر مستفعلن فعولن .

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-06-2009 الساعة 07:13 PM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عضو جديد يريد المشاركة باستفسار عن تاريخ حضرموت mdahmed تاريخ وتراث 7 01-26-2011 11:37 PM
الحلقة السادسة من رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت :يافع في حضرموت الحضرمي التريمي تاريخ وتراث 20 06-17-2010 11:26 PM
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 41 02-22-2010 10:22 PM
اليمن إلى أين -3- التأريخ والجغرافيا والإنسان (2): حضرموت 1 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 2 02-15-2010 10:40 PM
حضرموت" العاصمة" الداخلية تنحي الحامدي من منصبه بعد مواقفه الايجابية حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 05-02-2009 08:09 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas