11-20-2019, 11:24 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
يا حسرة يا أبا القاسم على غياب البُعد الأخلاقي في "الإيلاف"
يا حسرة يا أبا القاسم على غياب البُعد الأخلاقي في "الإيلاف" 2019/11/19 الساعة 05:32 PM نجيب يابلي إرشيف الكاتب إلى الله نشكو وإليك يا نبي الله ويارسول الله وياحبيب الله يا أبا القاسم حال المسلمين عامة وحال أهل عدن التي قلت فيها أن الخلق سيبعثون من عدن إلى بيت المقدس.. حال أهل عدن يا أبا القاسم يدعو إلى الرثاء والشفقة لأنك صاحب أرقى أمة في التاريخ والتي تجسدت في رضوان الله عليهم من صحابتك الأبرار الأطهار كصهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي. يا أبا القاسم لم تعد عدن قبلة السائلين كما كانت: من دخلها جائعا شبع ومن دخلها عاريا اكتسى ومن دخلها خائفا أمن ومن دخلها جاهلا تفقه.. وكل من هو داخل السلطة أو خارجها قد جحد بهذه المدينة وبأهلها إلا من رحم الله. هذه المدينة يا أبا القاسم واجهت جحودا ما أنزل الله به من سلطان لأن أحد أتباعك الطيبين وهو محمد علي هيثم سأله أحد مذيعي تلفاز صنعاء بعد الوحدة مباشرة فرد عليه مخلصا القول: "عدن حاضنتنا جميعا من الجنوب أو الشمال ومن أي مكان". يا سيدي.. يا حبيبي يا أبا القاسم: لقد لخص القرآن الكريم جوهر الإسلام في سورة قصيرة هي "الإيلاف" ((لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف))، إلا أننا نرى غياب البعد الأخلاقي في "الإيلاف" لأنك قد قلت وأنت خير الصادقين، وقد عُرفت في سن شبابك بالصادق الأمين: "آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا ائتُمن خان"، فإن هذه الآيات الثلاث يا حبيبي يا أبا القاسم نراها يوميا بالطول والعرض والاتساع لأن كل ما يرد من موارد مالية أو مادية تجدها في الغالب تتجه إلى الجيوب، وكل تفاصيها عند علّام الغيوب، حتى البترول ينهب من حقوله لصالح نافذين كبار، وحتى المساعدات المالية والعينية تتجه إلى الجيوب، فهذه دولة عربية قدمت 300 مليون دولار لمعالجة قضايا المنقطعين عن العمل وإجمالي ما رصد منها لم يتعدَّ الـ 50 مليون دولار، والسؤال الذي بحّت منه الحناجر: إلى أين اتجهت الـ 250 مليون الأخرى؟ يا سيدي يا أبا القاسم يعترضني يوميا جند مغلوبون على أمرهم ويباشروني بالشكوى: "يا أستاذ.. يخصمون علينا عشرة آلاف ريال (منها 1000 ريال للتأمينات و1000 ريال للتحويلات و 8000 ريال تدخل في بند المنهوبات وهي مشروعة في هذه البلاد) وما أكثر منابر المساجد عندنا التي ترتفع فيها تكبيرات الأذان. معاناة الجوع يا أبا القاسم هي أول الشاهدين في ذلك اليوم على فساد الحكام وأعوانهم من مدنيين وعسكريين إلا من رحم الله؛ لأن الموارد لا تجد طريقها إلى الخزانة العامة (أي بيت مال المسلمين)، هذه المدينة الطيبة التي أحسنت لكل الحكام وبطاناتهم من مدنيين وعسكريين لأن قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، حيث تتعدد وسائل وأشكال القتل (الفردي والجماعي).. دراجات نارية تتحرك جهارا نهارا وعليها مأجورون من قبل جهات أمنية استخبارية لقتل أفراد وجماعات مباشرة أو عبر مفخخات أو ألغام وتعمل تلك الجهات لصالح جهات استخبارية دولية لأن القائمين على الأمر لا ينتسبون إليك وأنت القائل :"الامان قبل الإيمان"، ولقوله تعالى :"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". يا سيدي يا أبا القاسم.. هذا هو حالنا وإليه سبحانه وتعالى نشكو إليك، نبلغ لأنك أديت الأمانة ولم تخدشها طيلة 23 عاما منذ يوم بعثك وحتى يوم وفاتك وهي فترة محك صعبة إلا أنك اجتزتها بنجاح كبير. اللهم أحسن خاتمتنا وإلا فاجعل عاليها سافلها وهم معنا على مستوى الدنيا وأماني الآخرة سيكون من أشاع الجوع والخوف في الدنيا سيكونون في الدرك الأسفل من النار.. آمين. |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|